Skip to main content

Full text of "المحجوبات ، نساء أخفتهن ناسا"

See other formats







متلعبة |685 
سر مَن قرا 

مارجوت لي شيترلي 

المحجويات 


نساء أخفتهنَّ ناسا 


الكتاب: المحجوبات. نساء أخفتهنّ ناسا 
ترجمة العنوان الأصلي: المحجوبات: الحلم الأمريكي والقصة المجهولة لعالمات 

الرياضيات السوداوات اللاتى أسهمن فى الفوز بسباق الفضاء 
تأليف: مارجوت لي شيترلي 
ترجمة: أحمد شافعى 
مراجعة لغوية: أحمد مدره 
تصميم الغلاف: منى عبد الرحمن 
عدد الصفحات: 560 صفحة 
رقم الإيداع: 2020/4114 
الترقيم الدولي: 4 - 325 - 3 - 977 - 978 
الطبعة الأولى: 2020 

HIDDEN FIGURES 
The American Dream and The Untold Story Of The 
Black Women Mathematicans Who Helped Win 
The Space Race By Margot Lee Shetterly 


Published by arrangement with William Morrow, 
an imprint of HarperCollins Publishers 


All rights reserved 


ñ‏ لكر 
t.me/t_pdf‏ 


eee‏ نبا 
ee‏ 
4 شارع هدى شعراوي من شارع طلعت حرب - وسط البلد. القاهرة 
محمول ۰۰۲۰۱۰۰٤۳۹۷۷٤٤‏ 


۰.۰۲۰۲ / 789774 هاتف‎ 
Email : khaled_tanmia@hotmail .com 


مارجوت لي شيترلي 


المحجوبات 


ترجمة 
أحمد شافعى 


ملعبة |685 
سر مَن قرأ 


إهداء 


إلى والديّ مارجريت جي لي وروبرت بي لي» وجميع 
النساء اللاتي قامت على أكتافهنَ وكالتا ناكا وناسا. 


This book is published in collaboration with the Arabic Book 
Program (ABP) of the U.S. Embassy Cairo. ABP works with 
Egyptian Publishers to translate and publish books that reflect 


U.S. culture and values. 
ينشر هذا الكتاب بالتعاون مع برنامج الكتاب العربي بالسفارة الأمريكية في‎ 
القاهرة» وهو برنامج يعمل مع دور نشر مصرية على ترجمة ونشر كتب تعبر‎ 
عن الثقافة والقيم الأمريكية.‎ 


إهداء Sse‏ 
ملاحظة المؤلفة 101000 
برولوج A E E CRE E‏ ل tener‏ 
الفصل الأول: باب ينفتح RA IREE E ee‏ 
الفصل الثاني: الحشد |[ ETEA‏ 
الفصل الثالث: الماضي بوصفه مقدمة ا 
الفصل الرابع: النصر المزدوج OE RDS‏ 
الفصل الخامس: قدر ناصع Besa SRE‏ 
الفصل السادس: طيور الحرب LOS N LES‏ 
الفصل السابع: الفترة LRA Sa E‏ 
الفصل الثامن: أولئك الماضون إلى الأمام RSA‏ 
الفصل التاسع: كسر الحواجز م ا ا 
القضا الفا بت he‏ الجر OSE‏ 
الفصل الحادي عشر: قاعدة المنطقة LIS RS‏ 


7 


الفصل الثانى عشر: Ój‏ صدفة SE‏ 10000 
الفصل الثالث عشر شغب وا stateless‏ ووو A‏ 
الفصل الرابع عشر: زاوية الهجوم ET‏ 
الفصل الخامس عشر: شابة موهوبة وسوداء DEB e‏ 
الفصل السادس عشر: يا له من يوم فارق E ONARI AEA‏ 
الفصل السابع عشر: الفضاء الخارجي 0 0 A E‏ 
الفصل الثامن عشر: بمنتهى السرعة والتأني 010000008 
الفصل التاسع عشر: سلوك يقتدى ا ا ل Bol‏ 
الفصل العشرون: درجات الحرية 6 E AE PE‏ 
الفصل الحادي والعشرون: المستقبل من رحم الماضي.... 353 
الفصل الثاني والعشرون: أمريكا للجميع E‏ 
الفصل الثالث والعشرون: أن تذهب في بسالة 3 
إبيلوج طن سرامتو Pee‏ ا ا BOS‏ 
شكر وعرفان ETAETA‏ الا لق اا ا ا ا AIS‏ 
ملاحظات AS AE ASE ca‏ 
ببلوجرافيا EAR‏ مو E AN‏ و BAT‏ 
مصادر اساسا اماه الما ا e E‏ 
عن الكاتبة ARR:‏ عط اليو SOO‏ 


ملاحظة المؤلفة 


«الزنوج» و«الملوّنون» و«الهنود») و«البنات». قد لا تستسيغ 
آذان بعض القبّاء المحدثين لغة هذا الكتاب» 2S‏ بذلت كل 
محاولة في وسعي لبن Saale‏ الرس وللاميوات 
الفردية التي نطقت بها النساء المُمثلة في هذه القصة. 


برولوج 


حكن لدان أن الشدة UY‏ دكاتت تعمل حاسة ف cb le‏ 
وانعطف بالسيارة يميئًا فخرج من موقف كنيسة «العماد الأوّل» 
في هامتن بولاية فرجينيا. 

كنت وزوجي نزور أبويّ في أعقاب الكريسماس من عام 2010, 
لننعم ببضعة أيام بعيدًا عن حياتنا وعملنا في المكسيك. أخذا 
يطوفان بنا البلدة في شاحنتهما الصغيرة الخضراء ذات العشرين 
Ue‏ يسوقها أبي» وتجلس أمي بجواره» بينما أقبع أنا و«آران» 
وراءهما كأنّنا شقيقان . وانهمر من أبي -الاجتماعي بطبيعته- فيض 
من التعليقات؛ فمضى يتنقّل بسلاسة بين أحدث أخبار الأصحاب 
والجيران ممن نصادفهم في طريقناء وأخبار الطقس» وآرائه 
المُسهّبة فى الفيزياء الكامنة وراء أحدث SEN‏ بوصفه طالب 
وراه فى السادسة والمشو من غمره بجامعة هانق Late bly‏ 
باصطحابه زوجيء الذي ولد ونشأ فی ولاية مين؛ وتنقّله به في 
منطقتناء مُجدّدًا -في ثنايا ذلك- علاقتي UT‏ بحياة البلدة وتاريخها. 

Cals‏ خلال الوقت الذي قضيناه فى بلدتى» على أن أنفق بصحبة 
أمي ساعات من عصر كل يوم في حفلات الماتينيه بالسينما المحلية» 
بينما يشاهد آران مع أبي وأصحابه مباريات كرة القدم في جامعة 


11 


و أكلنا بنهم سندوتشات السمك المقليّ من - الأكشاك 
الصغيرة القريبة من شاطئ MaiS‏ وزرنا متحف جامعة هامتن 
للفنون الأمريكية الأصليةء وتردّدنا على محلات التحف المحلية. 

كنت أنظر إلى بلدتى» قديمّاء بسذاجة ابنة الثامنة عشرة الراحلة 
إلى الجامعة؛ فلا أرى فيها إلا منضّة انطلاق إلى حياة فى أماكن 
أكثر انغماسًا في العالم» وأراها ÚK‏ يصلح فقط ON‏ تكون من 
لا لأن تكون فيه. لكتّني» بعد سنين من البعد عن البيت» وعلى 
بُعد أميال منه» لم أستطع أن أف من قبضة تلك البلدة على 
هُويّيء وصرت -كلما ازددت استكشافا للأماكن والبشر بعيدًا 
عن هامتن- أزداد إحساسًا بمعنى كوني É‏ من بنات هذا المكان. 
في ذلك اليو قضينا By‏ طويلا ديع yale‏ الک ةت 
نتجاذب أطراف الحديث مع السيدة «لاند» الجليلةء التي كانت 
من أحب المعلمات إلى قلبي في مدرسة الأحد الكنسيّة. كانت 
کائلین uY‏ اختصاصية الرياضيات المتقاعدة من ناساء لم تزل 
تعيش وحدها وقد تجاوزت التسعين» فلم يمتها يومًا قداس الأحد 
في الكنيسة. ودَّعناها ومضينا بالشاحنة الصغيرة لنلحق بوجبتنا 
العائلية في ما ب بين الإفطار والغداء . قال أبي وهو يختلس النظر إلى 
آران فى مرآة الرؤية الخلفية -وإن وجه كلامه إلى كلينا - إن «كثيرًا 

من النساء هناء من سوداوات وبیضاوات» ÉS‏ يعملن حاسبات؛ 
ae‏ بيدريو وأوفيليا تيلور وسيو وایلدر»» وذكر أسماء قليلة 
أخرى. HY‏ «كاثرين جونسن» التي أعدّت حسابات نوافذ 
الإطلاق" لأوائل رؤّاد الفضاء». 


the launch windows (1)‏ هي a‏ معينة ae‏ خلالها إطلاق see‏ أو 


12 


أثارت الحكاية Ob S3‏ عمرها عقود عن قضائي يوم الإجازة 

المدرسية الثمين في مكتب أبي بمركز أبحاث لانجلي التابع 

للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء. كنت أركب بجوار أبي 

في سيارته البونتياك من طراز السبعينيات» وفي الخلف أخي بين 

وأختي لورين» ويسوق أبي لعشرين دقيقة من بيتنا ليعبر مباشرة 

جسر فرجيل أي جريسوم'" إلى طريق ميركوري وصولا إلى 
ره -. تو e.‏ 07 

| و | أبة ناساء ولم أب شارته ف 

لطريق المفضي إلى بوابة ناساء sy‏ يبرز أبي شارته فتبحر يعد 

نيان مقامة بالطوب ao VN‏ من طاقن لا كاد بم ها spd‏ 

cca‏ فما من دليل مشهود على طبيعة العمل المميّز الجاري فى 
المكان ذي المظهر العادي إلا مُجمّع أنفاق الرياح فوق الصوتية 
العملاق”» ومن فوقه الكرات الفضية المُضلعة المرتفعة لمئة قدم 

مشرفة على كرات فضية ناعمة بارتفاع 64 قدمًا. 
كان المبنى رقم 1236 -وهو مقصد أبي اليومي- يحوي 
المرقومة هي من إضافة المترجم» GÍ‏ هوامش الكاتبة فجعلتها في فصل 
عنوانه: ملاحظات). 

Virgil I. Grissom (1)‏ )1926 -1967) شارك في مشروع مي ركوري الذي ترد 
تفاصيل مُسهبة عنه في ما يلي من الكتاب. ثاني أمريكي يطير في الفضاء وأول 
من طار في الفضاء مرتين في ناسا. 

)2( أنفاق الرياح عبارة عن أنابيب عملاقة يتحرك الهواء فيهاء ونُستعمّل في نسخ أفعال جسم 
في الهواء. ويتعلم الباحثون باستخدامها Las‏ طيران طائرة» ويستعملونها أيضًا في اختبار 
نماذج الطائرات والمركبات الفضائيةء ومن هذه الأنفاق ما يبلغ ضخامته حد الاتساع لنسخ 
بالحجم الطبيعي من المركبات والطائرات. / https: //www.nasa.gov /audience‏ 


forstudents /k-4 /stories /nasa-knows /what-are-wind-tunnels-k4. 
-html 


13 


Gint‏ مُعمَدَا من الحجيرات الحكومية الرمادية المُعبّأة بروائح 
الكبار ial gali‏ من القهوة ودخان السجائر الراكد. وكان زملاؤه 
المهندسون بثيابهم المجعدة وانهماكهم التام يبدون أقرب إلى 
طيور نادرة في محمية. كانوا يعطوننا نحن الصغار رُزمًا من ورق 
a oe‏ بر عاض ATE‏ وقد طبعت على ناحية منه 
أرقام مُبهّمة» Se Cats‏ ناحيته الأخرى فضاءات متاحة لرواة ئع أقلام 
الشمع الملوّنة . وكثير من تلك الحجيرات احتلته نساء gpd‏ على 
الهواتف ويجلسن أمام الآلات Lass asl!‏ دون عللامات 
هيروغليفية فوق شرائح Bús‏ ويتشاورن مع أبي وبقية رجال 
المكتب حول ررم الوثائق المتناثرة على الطاولات. ولم يبد 
لى كون الكثيرات للغاية Agu‏ أمريكيات إفريقيات» أو كونهنٌ 
في عمر جدتيء إلا lan‏ من طبائع للأمور: ففي عهد طفولتي 
بهامتن» كان وجه العلم كوجهي بالضبطء داكن اللون. 

د وار سك ا كر 
سبعة [خوق جح Laat‏ متهم في ilal‏ مهندسين وفتين؟ كما 
برز بعض أقرب أصحابه -وهم ديفيد وودز وإليجا كنت وويلڈن 
ستاتن- فى وظائف هندسية ناجحة بلانجلى. وجارنا الأقرب 
كان معلمًا للفيزياء في جامعة هامتن. كما زخرت كنيستنا بعلماء 
الرياضيات» واحتلت خبيرات الموجات فوق الصوتية مناصب 
القيادة فى نادي الفتيات الذي كانت أمى عضوًا فيه» ومهندسو 


)1( يقوم التعليم التعاوني cooperative education‏ على الجمع بين التعليم في 
dels‏ الدراسة والممارسة العملية لعمل في بيئته الطبيعية. 


14 


الكهرباء كانوا يجلسون على المنصة في لقاءات خريجي الجامعة 
التي كان يشارك فيها أبواي. وزوج خالتي جولياء تشارلز فوكس. 
كان I‏ لروث بيتس هاريسء الموظفة الحكومية البارزة ونصيرة 
النساء والأقليّات. التي عيّنتها ناسا في عام 1974 نائبة لمساعد 
مدير» وذلك أرفع منصب كان يمكن أن تصل إليه امرأة في 
الوكالة. ومن IS GI‏ أن مجتمعنا لم يخل من أساتذة جامعة سود 
للغة الإنجليزية» مثل أمّيء أو سود يعملون أطباء وأطباء أسنان 
وميكانيكية وبوّابين ومقاولين وإسكافيين ومتعهدي حفلات 
زفاف وسماسرة عقارات وحانوتية والعديد من المحامين وحفنة 
من الباعة في محلات ماري كاي. غير أنني عرفت في طفولتي 
من الأمريكيين الأفارقة مَن يعملون في العلوم والرياضيات 
والهندسة» ما جعلنى أتصوّر أن تلك هى المهن العادية للجماعة 
السود. i l‏ 


أمّا Col‏ المولود فى زمن التفرقة العنصرية» فذاق واقعًا آخر؛ 
إذ قال له جدي في سنة 1962 وقد بلغ 18 عامًا: «اعمل على أن 
تكون معلم فيزياء»» ESI y‏ ابنه ذلك استمات على دراسة الهندسة 
الكهربائية في كلية ولاية نورفوك ذات الأغلبية السوداء تاريخيًا. 

جرت العادة في تلك الأيام على أن ruts Ghd‏ الجامعة 
الأمريكيون الأفارقة المُطّلعون الأذكياء آمالهم على العمل في 
التدريس أو السعي إلى العمل في مكتب البريد. 5S‏ أبي» الذي 
صنع Jil‏ صاروخ في حياته وهو في صف المعادن بأولى سنوات 

15 


وغمس نفسه في الهندسة غمسًا. وبالتأكيد» لم تفتقر مخاوف جدي 
من مشقة اختراق مجال الهندسة على رجل أسود إلى أساس؛ 
ففي أواخر سبعينيات القرن العشرينء لم يكن السود يمثلون من 
المهندسين الأمريكيين إلا نسبة 17 وهو الرقم الذي تضاعف إلى 
Pano an‏ . وكانت الحكومة الفيدرالية هي أكثر 

جهة د تعتمد i‏ عليها في توظيف الأمريكيين الأفارقة بمجائي العلوم 
,/8,4 

برع موظفو ناسا الأمريكيون الأفارقة في شقٌّ طريقهم وسط 
الثقافة الهندسية في الوكالة الفضائية؛ فكان نجاحهم ذلك سبيلا 
لأبنائهم لم يتوقعه المجتمع الأمريكي. وبنشأتي وسط أصدقاء 
بيض والتحاقي بمدارس مندمجة 6 ONG‏ صرت أتعامل مع 
المفروغ منها. 

رأيت أبي كل يوم يرتدي بذلته وينطلق بسيارته من مدخل البيت 
ليقطع الدقائق العشرين إلى المبنى رقم 61236 مطالبًا نفسه ببذل 
)1 لي حور eee‏ لني ي 0 

المتحدة مسن كانؤا يرجون أن تحرز الولايات المتحدة ja:‏ لبن 45 

المضمارء ويتناول الكتاب هذا بإسهاب في بعض فصوله التالية. 


(2) المقصود عند وصف أي مؤسسة بالمندمجة عرقي أو المندمجة وحسب في 


16 


أقصى الطاقة pli)‏ أقصى الجهد للبرنامج الفضائي ولأسرته. 
فبعمله في لانجلي» ضمن أبي لأسرتنا مكانًا مريحًا في الطبقة 
الوسطى» فصارت لانجلي من دعائم حياتنا الاجتماعية؛ إذ كنت 
وإخوتي ندَّخر مصروفنا في كل صيف لشراء تذاكر ركوب الخيول 
الصغيرة في كرنفال ناسا السنوي. وعامًا بعد عام» كنت أسرٌ 
بقائمتي السرية الخاصة من هدايا الكريسماس لسانتا الحفل الذي 
تقيمه ناسا للأطفال. ولسنوات» كنت وأخواي Se‏ ولورين وأختي 
الصغرى جوسلين -وهي لم تزل رضيعة- نجلس في مقاعد مبنى 
لانجلي للأنشطة في ليالي الخميس At‏ أبانا وفرقة «النجوم» 
التي يلعب لها في دوري اتحاد ناسا لكرة السلة. فأنا إذن نتاحٌ لناسا 
بقدر ما كان الهبوط على القمر نتاجًا لها. 


سرعان ما استحالت شرارة الفضول إلى نار مُضرّمة؛ فأمطرت أبي 
بالأسئلة عن أيامه الأولى بلانجلي في أواسط الستينيات» وكلها 
أسئلة لم أطرحها عليه من قبل. وفي الأحد التالي» أجريت حوارًا 
مع السيدة لاند عن أولى أيامها في فريق حاسبات لانجلي» حينما 
كان من مسؤوليات عملها أن تعرف GI‏ الحمّامات مُخصّص 
ل«الملوّنين». ولم يمض Ji‏ من أسبوع إلا وأنا جالسة على 
أريكة غرفة المعيشة في بيت كاثرين جونسن» تحت علم أمريكي 
مُؤطر سافر إلى القمرء مُنصتةً إلى السيدة ذات الأعوام الثلاثة 
والتسعين» التي لم تزل ذاكرتها أمضى من ذاكرتي» والتي لم تزل 
تحتفظ بذكريات الحافلات المنفصلة عرقبًاء وسنوات التدريس 
17 


وتربية الأبناء والعمل على منحنى رحلة جون le‏ الفضائية. 
استمعتٌ إلى قصص كرستين داردن عن السنوات الطوال التي 
قضتها lat‏ بيانات في انتظار أن تسنح لها الفرصة لإثبات نفسها 
كمهندسة. 

وعلى الرغم من عملي الاحترافي في عالم مندمج Be‏ كنت 
المرأة السوداء الوحيدة في عدد غير قليل من غرف الرسم وقاعات 
Soler VI‏ تفهم Gl‏ قدر من الجرأة كان يلزم امرأة أمريكية 
إفريقية في بيئة عمل جنوبية عنصرية لتقول لرؤسائها إنها متأكدة 
من الحسابات اللازمة للوصول بأول إنسان إلى سطح القمر. 
إن الطرق» التي قطعتها أولئك النساء. هي التي Sage‏ المجال 
لطريقي» وإن الانغماس في قصصهن هو الذي مكنني من فهم 
قصتي أنا. 

وحتى لو أن الحكاية بدأت وانتهت بأولئك النساء السوداوات 
الخمس» اللاتي التحقن بالعمل في الجانب الغربي المنفصل 
Gis‏ من لانجلي في مايو من عام 1943 - النساء اللاتي بتن 
معروفات في ما بعد ب«حاسبات الغرب»» فقد ألزمت نفسي 
مع ذلك بتسجيل حقائق حياتهن وظروفها. Glas‏ كما أنَّ AJ‏ 
-وهي الأماكن المعزولة ذات Ge‏ الأحيائي الثري الفريد- 
علاقة bu‏ البيئية في كل مكان. OP‏ دراسة شخصيات الماضي 
تكشف fed‏ -مهما بدت تلك الشخصيات معزولة مُهمّلة- عن 


John Glenn (1)‏ أول رائد فضاء أمريكي يدور حول الأرضء وكان ذلك في عام 
1962 ومنحنى الرحلة أي مسارها. 


18 


روابط بالحياة الحديثة» flay‏ )55( عميقة لها؛ ففكرة تعيين نساء 
سوداوات للعمل كاختصاصيات رياضيات في مقر ناسا بالجنوب 
في bl‏ التمييز العنصري تعاكس توقعاتنا وتتحدى الكثير Lae‏ 
نتصوّر LET‏ نعرفه عن التاريخ خ الأمريكي. لواقم ET‏ ذلك 
وحده ما يجعلها جديرة بالحكي. 


في مراحل البحث الأولى لهذا الكتاب» أطلعت خبراء في تاريخ 
الوكالة الفضائية على التفاصيل التي وجدتها؛ فلقيت منهم جميعًا 
التشجيع» وكلهم رأوا في ما جمعت إضافة قيّمة» وإنْ أثار البعض 
أسئلة بشأن حجم القصة نفسها. 
«ما عدد النساء الذي نتكلم عنه هنا؟ خمس أو ست؟» 
عرفت -بمجرّد نشأتي في هامتن- عددًا من النساء يتجاوز 
ذلك؛ ومع ذلك» أنانفسي اندهشت من| ستمرار العدد في الازدياد. 
وقد صرن يظهرن في الصور oly‏ الهواتف» وفي مصادر منها 
المُتوقّع وها عر اهود فتظهر إشارة إلى وطبعة با جي في 
ثنايا إعلان خطوبة ب«نورفوك جورنال آند جایدا» وحفنة á‏ أسماء 
تأتي من ابنة إحدى أوائل حاسبات الغرب» ومذكرةٌ ترجع إلى 
عام 1951 مرفوعة من ازول Po ee‏ ی ع 
الموظفين السود وأعدادهم مُتضمّنة إشارةً غير مُتوفعة إلى امرأة 
سوداء تعمل «باحثة علمية على درجة جى إس9-). واكتشفت 
مستندًا من مستندات شؤون العاملين يرجع إلى سنة 1945 يصف 
خلية نحل الرياضيات في مكتب بأحد المباني الجديدة في جانب 
les‏ الي فال flag le a5‏ أرقام الننسابات 25 ih jal‏ 
19 


سوداء في نوبات على مدار الساعات الأربع والعشرين» تحت 
إشراف ثلاث مشرفات سوداوات» ترأسهنََ حاسبتان بيضاوان. 
وحتى في الوقت الذي أكتب فيه آخر كلمات هذا الكتاب» لم 
أزل أعمل على إحصاء الأعداد. يمكننى أن أورد أسماء قرابة 
خمسين امرأة سوداء عملن حاسبات واختصاصيات رياضيات 
ومهندسات وعالمات بمعمل لانجلي التذكاري لعلوم الملاحة 
الجوية في الفترة من عام 1943 وحتى 1980 وينبئني حدسي Ob‏ 
من الممكن استخراج عشرين Kal‏ آخر من الأراشيف بالمزيد 
من البحث. 

وفى حين أن النساء السوداوات BD‏ الأخفى بين علماء 
الرياضيات» الذين عملوا في ناكا NACA‏ أي «اللجنة الاستشارية 
الوطنية للملاحة الجوية»» ثم في ناسا بعد ذلك» GES‏ لسن 
الوحيدات الغائبات في الظل؛ إذ لم يعترّف تقريبًا بإسهامات 
النساء البيضاواتء اللاتي تألفت Spee‏ غالبية قوة العمل الحسابية 
في لانجلي على مدار سنين» في نجاح الوكالة الممتد. لقد عملت 
فرجينيا بيجنز في لانجلي لحساب جريدة ديلي بريس مغطية 
البرنامج الفضائي منذ عام 61958 وفي ندوة أقيمت سنة 1990 عن 
حاسبات لانجلي البشرية قالت إن «الجميع كانوا يتكلمون عن 
“هذا العالم» وهذا المهندس” e‏ فبقى الحديث دائمًا عن رجل»)» 
ولم يحدث أن التقت GLE y‏ من النساء. قالت: «كنت أحسبهنّ 
جميعًا سكرتيرات». لقد انضمّت خمس نساء بيضاوات إلى أول 
فريق حسابات فى لانجلى سنة 61935 ويحلول عام 1945« OLS‏ 
أربعمئة من «البنات» قد تدرّبن كجنديات مشاة في علوم الملاحة 


20 


الجوية. Ay‏ قذرتث دراسة المؤرخة تفر لى Lee ge‏ سنة 1994 
أن لانجلى os‏ «عدة مئات» من النساء للعمل كحاسبات 
بشرية. وتقديري الشخصي في ختام المرحلة البحثية لكتاب 
«المحجوبات» أن الرقم قد يتجاوز الألف. 

بالنسبة إلى كاتبة تكتب للمرة الأولى» بلا خلفية في التأريخ» 
تبدو المخاطرة كبيرة للغاية» وخصوصًا مع تعلق الكتابة بموضوع 
غائب Eady UE ULE‏ عن OS‏ التاريخ. وإنني واعية تمامًا 
بالتنافر البادي فى عبارة «اختصاصيات الرياضيات السوداوات 
فين تاساك .وقد كنت اعرف shall dea‏ سرف أطي علق 
بحثى المنطق التحليلى الذي طبقت أولئك النسوة مثله على 
أبحائهن؛ فمع الإثارة المصاحبة لاكتشاف الاسم تلو الاس 
يتبين أن Shall‏ على هُويّاتهن هو الخطوة الأولى وحسب. 
ويصبح التحدي الحقيقي هو توثيق عملهن» SVG‏ إدهاشًا من 
ضخامة عدد النساء السوداوات والبيضاوات اللاتى اختفين فى 
مهنة طالما OE‏ مقصورة على الرجال -والبيض من الرجال 
على وجه التحديد- هو حجم العمل الذي تركنه وراءهن. وذلك 
كان الاكتشاف الحقيقي. 

من أولئك النساء» دوروثى هوفرء التى عملت بإشراف 
روبرت تي جونز سنة 1946 ونشرت الت النظري عن 
أجنحة الدلتا المثلثة التى eil‏ بها سنة 1951. وهناك دوروثى 
فونء التي عملت مع «حاسبات الشرق» البيضاوات على تأليف 
كتاب مدرسي في مناهج الجبر لرفيقاتهن الدائمات من VY‏ 
الحاسبة. وماري جاكسّن. التي دافعت عن تحليلاتها أمام جون 

21 


بيكر أحد أبرز متخصصي ديناميكا الملاحة الجوية في العالم. 
وكاثرين كولمن جوبل جونشن صاحبة وصف المنحنى الفضائي 
لرحلة جون جلين» والتي توشك الرياضيات في تقريرها الصادر 
سنة 1959 أن ترقى إلى بلاغة العمل السيمفونى ودقته وعظمته. 
هفاك ر ا النيضاء وأول مق وا ا 
إلى رئاسة الحاسبات السوداوات» وقد اشتركت في كتابة تقرير 
مع سام كاتزوف الذي أصبح كبير علماء المعمل. وهناك دوريس 
كوهين» التي وضعت المعيار لهن جميعًا بكتابتها أول تقرير بحثي 
سنة 1941ء فأصبحت به أول امرأة تكتب تقريرًا في ناسا. 

بات بحثي أشبه بالهوس؛ إذ كنت أسلك أي سبيل ما دامت 
نهايته تعني العثور على أثر لواحدة من الحاسبات. كنت Bah‏ على 
إثبات وجودهن وموهبتهن إثبانًا يضمن ألا يغبن مرة أخرى عن 
التاريخ. وفيما مضت الصور والمذكرات والمعادلات والقصص 
العائلية تتحوّل إلى بشر من لحم ودم» وفيما تحوّلت النساء إلى 
رفيقات لي ورجعن شابات أو رجعن إلى الحياة» بدأت أرغب 
)54 في ما هو أكثر من مجرد وضعهن في المشهد. صار ما أردته 
)5 هو أن يحظين بالسردية الكبرى الكاسحة التي يستحققنهاء 
أردت 5H‏ التاريخ الأمريكي الذي يحظى بمثله الأخوان رايت 
31555 الفضاءء وألكسندر هاملشن'' ومارتن لوثر كينج OGM‏ 
على ألا يُروى هذا التاريخ فيكون تاريخًا منفصلاء بل يكون جزءًا 


(1) أحدالآباء الموؤسشين للؤلايات المتيجدة: ثُوقئ سيئة 1804 
.Martin Luther King Jr (2)‏ )1968-1929( رجل دين أمريكى أسود وزعيم في 


22 


المتن» كبطلات فى الدراما. وما ذلك فقط gi SS‏ 5 سوداوات أو 
لزه cpa eg lie Ba pools‏ الملحمة ES. eV‏ 

اليوم» تبدو بلدتي -تلك القرية الصغيرة التي أطلقت على 
نفسها سنة 1962 اسم «مدينة الفضاء الأمريكية»- Gls‏ ضاحية في 
الحافلات فيها تختلط الأعراق والجنسيات» LÍ‏ لافتات «للبيض 
فقط», التي كانت قائمة في الماضي» فأبعدت الآن ولم Se‏ لها 
مكان إلا متاحف التاريخ المحلية وذاكرات Ge‏ شهدوا ثورة 
الحقوق المدنية. لم يعد في طريق ميركوري صور أعضاء الفريق 
الذين أطلقوا أوائل الأمريكان خارج الغلاف الجويء ويومًا بعد 
يوم تتلاشى ذكرى فيرجيل جريسوم عن الجسر الذي يحمل 
أسمه. فتقليص البرنامج الفضاتى والتخفيضات الحكومية فى 
الميزانية على مدار عقود سدّدوا ضربة أليمة إلى المنطقة» واليوم 
ليس بوسع خريج جامعي طموح ذي موهبة في الأرقام إلا أن 
يضع نصب عينيه شركة صغيرة في وادي السيليكون, أو أن يشق 
طريقه إلى إحدى شركات التكنولوجيا التي تغزو سوق الأوراق 
المالية من ضواحي فرجينيا خارج العاصمة واشنطن. 

لكن» قبل أن يتحول الحاسب Zot‏ إلى حاسوب hal‏ وقبل 
أن Les‏ في هيو Soe! o> 9 rm‏ وقبل أن تغير سبوتنيك 
)1( أي Mission Control‏ وهو منشأة في تكساس معنية بإدارة رحلات البرنامج 


23 


مسار التاريخ» وقبل أن تتحول ناكا إلى ناساء وقبل أن تنص قضية 
براون ضد مجلس التعليم'" في توبيكا أمام المحكمة العليا على 
أن الفصل العنصري ليس من أفعال المساواة» وقبل أن يُردّد مارتن 
لوثر کینج قوله الشعري (إن لدي >( من أعلى درج نصب 
أبراهام RA‏ التذكاري» كانت حاسبات الغرب في لانجلي 
يساعدن أمريكا في السيطرة ة على علم الملاحة الجوية وأبحاث 
الفضاء وتكنولوجيا sen eal‏ ين عدون Cis‏ لأنفسهن 
كنساء اختصاصيات فى الرياضيات وسوداوات فى الوقت نفسه» 
انها مات وات SLAG‏ وسا ف iW‏ 
tous‏ ال ن بمميدوعة من الساء ات الات 
الذكيات الطموحات المُؤْمّلات GL:‏ للعمل في الرياضيات 
والحريصات على إحداث Gt‏ في البنيان الكبير» لا بد من Sal‏ 
dbo nt‏ هامتن في فرجينيا هي مركز الكون. 


(1) انتهت هذه القضية 1954 ااي الذي حظر الفصل العرقي في 


24 


المحجويات 


25 


الفصل الأول 


ا 


A bid wee Lo 
t.me/t_pdf € = OS 


واجه ميلفن بتلر» مسؤول شؤون العاملين في معمل لانجلي 
التذكاري ghd‏ الملاحة الجوية» مشكلة أوضح حجمها ونطاقها 
في برقية بعثها في مايو 1943 إلى رئيس العمليات الميدانية في 
ال فى تلك البرقية أن «هذه المؤسسة ots‏ 
احتيابجًا AL‏ إلى قرابة مثة فيزيائي واختصاصي رياضيات 
ار ساعد شب و15 هوول مل مد و5 
متدربًا مساعدًا» وخمسين كاتب اختزال وموظف آلة MASS‏ 
في السابعة من صباح كل يوم» كانت الحياة تنبعث في بتلر 
بربطة عنقه الفراشة وفريق عمله؛ فيبعثون عربة المعمل الكبيرة 
إلى محطة القطار ومحطة الحافلات ورصيف العبّارة لإحضار 
الذين يقطعون طريقهم إلى أقصى طرف البرٌ من ساحل فرجينيا 
من الرجال والنساء - وقد بتن كثيرات في ذلك الوقت» ويكثرن 
كل يوم. فكانت عربة المعمل المكوكية تنقل أولئك إلى باب 
مبنى المعمل في حرم ميدان لانجلي. وفي طابق علوي من 

27 


المبنى» كان أعضاء فريق بتلر يصطحبونهم إلى محطات يومهم 
الأول: الاستمارات» والصور الفوتغرافية» وأداء قَسَم المكتب: 
سوف أدعم دستور الولايات المتحدة وأدافع عنه في مواجهة كل 
الأعداءء في الخارج وفي الداخل.. وليعتي الله على ذلك. 

وما يكاد ينتهي تسكين هؤلاء الموظفين الجدد إلى حد الطزاجة 
حتى ينتشروا ليحتلوا أماكنهم في أحد المباني دائمة الازدياد بتلك 
المنشأة البحثية» وقد صار كل منها بالفعل في مثل امتلاء قرن 
بازلاء ناضج؛ فبمجرد أن كان شيروود بتلر رئيس المشتروات في 
المعمل يضع اللبنة الأخيرة في أحد المباني الجديدة حتى كان 
أخوه ميلفن يشرع في athe‏ بالموظفين الجدد. هكذا استعملت 
الحجيرات والطرقات والمخازن والورش كمكاتب مؤقتة. وكان 
يحدث أن Sh‏ شخص ما بفكرة برّاقة fod‏ في وضع مكتبين 
متقابلين ثم od‏ بينهما قطعة أثاث جديدة وكرسيّ صغير قابل 
للطي ليرغم مكان اثنين على الاتساع BOW‏ فيتمٌ ذلك. وفي 
السنوات الأربع المنصرمة بعد اجتياح قوات هتلر لبولنداء وبعد 
تلاقي المصالح الأمريكية والحرب الأوربية في صراع واحد 
كاسح» كانت عمالة المعمل» التي تجاوزت خمسمئة موظف عند 
نهاية العقد. في طريقها إلى بلوغ عتبة ال 1500 ومع ذلك فقد 
ابتلعتهم آلة الحرب الهائلة الشرهة وبقيت جائعة إلى المزيد. 


re 


كانت مكاتب المبنى الإداري تطل على هلال مهبط الطائرات» ولم 
يكن لأحد غير ذوي الثياب المدنية المتجهين إلى المعمل -وهو 
أقدم مراكز اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية (ناكا)- 


28 


أن يُميّز مبانى الوكالة المنخفضة المقامة من الطوب الأحمر 
مطابقةً في شكلها لمباني القوات الجوية بالجيش الأمريكي؛ فقد 
نشأت Berea Ws‏ ا pyle eis eae‏ 
قدرات القوات الجوية العسكرية لأمريكاء ومعمل الوكالة المدنية 
المكلف بتطويو الفهم العلمى لعلم الطيران وتشر as be‏ إليه من 
نتائج في الصناعة العسكرية والمدنية . ومنذ البداية» سمح الجيش 
للمعمل بالعمل في حرم مهبط الطائرات» وأصبحت العلاقة 
الوثيقة مع الطيران العسكري تذكرةً دائمة الخ مين ASS Sb‏ 
ign‏ دوه ماقت لزاني 

lb‏ ذلك الهنجر المزدوج الكو oe Cab‏ سب ا ر 
طول كل منهما 110 أقدام- بطلاء E‏ لخداع 
أعين العدو الباحثة عن الأهداف. وأوى جوفه الكهفى الغامض 
الآلات Glan‏ وأخفاهم عن العناصر المُعادية. وكان رجال في 
pe‏ العمل القماشية» يتحر كون -جماعات فى غالب الحالات- 
بشاحنات وعربات جيب من طائرة إلى طائرة» متوقفين عن 
الحومان عند هذه الطائرة أو EUG‏ كأنهم حشرات ناقلة للقاح» 
فيفحصونهاء ويعيدون تعبئتها بالوقود, ويُبدّلون بعض قطع الغيار 
فيهاء ويختبرونهاء وينّحدون وإيّاها ثم يُقلعون مُحلقين بها في 
السماء؛ فتدور موسيقى محركات الطائرات والمروحيات مع 
مختلف حركات الإقلاع والطيران والهبوط متعالية منذ ما قبل 
الشروق إلى ما قبل الخروب» وي: يتفرّد صوت كل طائرة في آذان 
مراقبيها كما يتفرّد صوت بكاء طفل في il‏ أمه. ومن وراء 
طبقات تينور المحركات. كان يلعب دور موسيقى الأساس 

29 


هديرٌ أنفاق رياح المعمل؛ £55 أعاصيرهاء التي تنطلق حسب 
الطلب» على الطائرات = وأجزاء الطائرات» ونماذج الطاترات» 
والطائرات مكتملة الأحجام. 


قن ye‏ لا اکر مع تليّد الغيوم الإعصارية» وضع الرئيس 
روزفلت'" أمام الأمّة Éon Chas‏ في زيادة إنتاجها oe‏ 
إلى خمسين ألف طائرة في السنة. بدت المهمة مستحيلة على 
صناعة كانت حتى عام 8 القريب 335 القرّات الجوية 
العسكرية بتسعين طائر في الشهر. والآن حققت صناعة الطائرات 
في أمريكا معجزة إنتاجية؛ إذ تجاوزت تحدّي روزفلت بما لا 
يقل بحال عن النصف. بل لقد صارت أضخم صتاعات lll‏ 
وأكثرها إنتاجية وتعقيدّاء وتفوقت إنتاجِيًا على الألمان بأكثر من 
ثلاثة أمثال» وعلى اليابانيين بقرابة خمسة أمثال. فبات واضحًا 
لأعين جميع الأطراف المتحاربة أن الغزو النهائي آت من السماء. 

بالنسبة إلى الصّبية الطيّارين في القوات الجوية» كانت 
الطائرات آلات غايتها نقل القوات والإمدادات إلى مناطق 
القتال» وأجنحة مسلحة لعفت الأعداء. claw,‏ إطلاق 
جوية للقنابل القادرة على إغراق السفن. كانوا يتمّمون مراجعة 
ees‏ نوك pole ae‏ تقوا بها إلى 
السماء. وكان الميكانيكية Og pets‏ عن سواعدهم ويُدققون 


)1( فرانكلين دي روزفلت Franklin D. Roosevelt‏ )1945-1882( رئيس 
أمريكا الثانى والثلاثون )1945-1933( 


30 


النظر بحثًا عن مكبس مكسورء أو حزام مظلي مغلق على غير 
الوجه الصحيح» أو إشارة خزان وقود خاطئةء OY‏ أي شيء من 
هذه قد يُفضى إلى إزهاق أرواح. لكن» قبل استجابة الطائرة 
لمداعبات طيّارها الخبيرة» كانت طبيعتهاء بل حمضها النووي 
ذاته -من شكل أجنحتها إلى غطاء محر كها- يتلقى من المعالجة 
والصقل والتدليك والتفكيك والتركيب الشىءَ الكثير على أيدي 
المهندسين في المبنى المجاور. 

قبل وقت طويل من بدء المُصتعين الأمريكيين في إنتاج أولى 
آلاتهم الطائرة حديئة التصوّرء كانوا قد بعثوا نموذجًا عمليًا إلى 
أنتجته الولايات المتحدة لطائرة عالية الأداء قد Gt‏ طريقه إلى 
fone‏ لتقليل مقاومة :الهواء tal‏ فكان المهندسون ba‏ 
الطائرات في أنفاق الرياح» ويدوّنون ملاحظات عن أسطح توزيع 
الهواء. وانتفاخات جسم الطائرة» واختلال هندسة الجناح. وفى 
مثل دقة الشيوخ من أطباء الأسر وحرصهم» كانوا يفحصون كل 
جانب من جوانب تدفق الهواء حول الطائرة» ويُسججلون ملاحظات 
دقيقة عن العلامات الحيوية. واقتضى اختبار ناكا للطائرة الطيرانَ 
oly‏ وبحضور مهندس بجانب الطيار في بعض الأحيان. فهل 
تنقلب على غير توقع؟ هل تسكن؟ هل تصغب المناورة بها 
وتقاوم الطيار مثلما تفعل عربة التسوّق رديئة العجلات؟ دأب 
المهندسون على إخضاع الطائرات لاختبارات تنتهي إلى أرقام 
وملاحظات وتوصيات بأوجه للتحسين» فمنها الطفيف» ومنها 
ما له شأن. وحتى أبسط التحسينات فى السرعة والكفاءة كانت 

31 


تتضاعف عبر ملايين من أميال الطيران لتضيف إلى الفارق» الذي 
a‏ ل ل a‏ 
كان هنري ريد كبير المهندسين في معمل لانجلي٬‏ يهتف 
لمرؤوسيه Su‏ «النصر سيأتي من القوة الجوية»؛ ع هذا 
TA‏ بأهمية الطائرة فى نتيجة الحرب. فدأب التقنيون فى ناكا 
على أن يُكرّروا لبعضهم شعار «النصر سيأتي من القوة الجوية) 
وهم منهمكون في دراسة كل علامة عشرية» مُنكبّين على 
المعادلات وجداول توزيع الضغط إلى أن تنهار أعينهم. وهكذاء 
في معركة البحث» كان ينبغي أن يكون النصر من نصيبهم. 
وذلك -بالتأكيد- إذا لم يفشل ميلفن بتلر مسؤول شؤون 
العاملين في تغذية ثلاث نوبات في اليوم لستة أيام في الأسبوع. 
بالعقول الطازجة اللازمة لتسيير العمل. لم يمثل المهندسون 
إلا جانا واحدّاء ÉS‏ كل مهندس كان يحتاج إلى دعم آخرين: 
من الحرفيين لإنشاء نماذج الطائرات المُختبّرة في الأنفاق» 
والميكانيكية لصيانة الأنفاق» والعدد اللازم من معالجي البيانات 
للعمل على الفيض الرقمي الناتج من البحث في عمليات الرفع 
والسحب والاحتكاك والتدفق. فماذا تكون الطائرة إلا حزمة 
من الفيزياء؟ والفيزياء طبعًا هي الرياضيات» والرياضيات هي 
الاختصاصيون في الرياضيات. ومنذ منتصف العقد السابق» 
لم يكن الاختصاصيون في الرياضيات إلا نساء. وقد آثار فريق 
لانجلي الحسابي النسائي Ue‏ الذي أسّس في عام 1935( 
الغضب بين رجال المعمل؛ فكيف Sk‏ لعقل نسائي أن gle‏ 
jel‏ في صرامة الرياضيات ودقتها؟ بل الفكرة نفسهاء أي استثمار 
32 


خمسمئة دولار في آلة pane hS‏ يعد وللت امرأة! is‏ 
البنات FS‏ جيّدات» جيّدات للغاية» بل ES‏ أفضل في الحساب 
-في واقع الأمر- من كثير من المهندسين» وذلك ما اعترف به 
ppl Jee)‏ تک هن وف ظل ab‏ لرن العا يلقت 
«(اختصاصيات الرياضيات»» وهو التصنيف المهني الذي وضعهن 
على قدم المساواة مع التعيينات الجديدة من الذكورء SP‏ اعتبار 
غالبية الحاسبات «موظفات ثانويات» منخفضات الأجور قد وفر 


دفعة للقاعدة الدنيا في المعمل. 
لکن» في عام 1943 بدأ الحصول على البنات يصعُب؛ ctfi‏ 
فرجينا Su‏ كبيرة الحاسبات في لانجلي؛ معامل الساحل الشرقي 
علو لا وتغرضا: bow‏ عن طالبات جامعيات يحظين و 
المتوسط من المهارة التحليلية والمكيانيكية» راجية أن تملا بطلبة 
الجامعة مئات المواقع الشاغرة للحاسبين ومساعدي العلماء 
(hes‏ النماذج ومساعدي المعامل» بل واختصاصيّي الرياضيات 
أنفسهم. عيّنت دفعات كاملة في ما يبدو من خريجي الرياضيات 
من زملاء كليتها في كارولينا الشمالية» وكلية جرينسبرو للبنات» 
واصطادت كذلك من مدارس في فرجينياء مثل سويتبرايار في 
لينشبرج وكلية المعلمين في فارمفيل. 

اعتمد ميلفن بتلر على اللجنة الأمريكية للخدمة المدنية 
ولجنة العمالة الحربية بأقصى ما استطاع ليجعل المعمل 
صاحب الأولوية العليا في المجموعة المحدودة من المتقدمين 
cy bags‏ كما نشر إعلانات في صحيفة ديلي بريس المحلية 

33 


فوّرّد في نص Joly‏ منها: «قللي واجباتك المنزلية! على النساء 
اللاتي لا يخشين التشمير عن سواعدهن وتولي وظائف سبق 
أن شغلها الرجال أن يتصلن بمعمل لانجلي التذكاري لعلوم 
الملاحة الجوية». ونشر قسم شؤون العاملين نداءات حماسية في 
نشرة الموظفين التي كانت تصدر باسم لآير سكوب»: «هل في 
عائلاتكم أو معارفكم من يحب أن يلعب دورًا في تحقيق السيادة 
الجوية؟ هل بين أصدقائكم من الجنسين من Sy‏ أن يقوم بعمل 
مهم يرمي إلى تقصير أمد الحرب؟». وفي ظل استيلاء الخدمة 
العسكرية على le SI‏ وازدياد الطلب على النساء من أصحاب 
الأعمال المتلهفين» بات سوق العمل في مثل إنهاك العاملين في 
الحرب أنفسهم. l‏ 

ولاحت نقطة مضيئة في صورة مث مشكلة رجل آخر؛ فقد طالب 
فيليب راندولف”"» رئيس أكبر الاتحادات العمالية السوداء 
GSI‏ روزفلت بفتح مجال الوظائف الحربية المربحة أمام 
المتقدمين الزنوج» مهددًا باصطحاب مئة ألف زنجي في صيف 
عام 1941 إلى عاصمة الأمة للتظاهر إذا ما رفض الرئيس مطلبه. 
وحينما قال جوزيف راو مساعد الرئيس: «من يكون بحق الجحيم 
هذا الراندولف؟»., غمز له روزفلت. 

كان «الرجل الأسود الطويل المهذب صاحب اللغة الشكسبيرية 
ونظرة الصقر» آسا فيليب راندولف الصديق المُقَرّب لإلينور 


A. Philip Randolph (1)‏ )1979-1889( من زعامات حركة الحقوق المدنية 
وحركة الحقوق العمالية والأحزاب السياسية الاشتراكية فى أمريكا. 


34 


زوجة الرئيس روزفلت» يقود 35 WI‏ من أعضاء أخوية حمّالي 
عربات النوم. كان الحمّالون ينتظرون ركاب عربات النوم في 
القطارات المُقسّمة عنصريًا» محتملين من يوم إلى يوم المذلة 
من البيض. ومع ذلك» كانت تلك الوظائف مطمعًا في المجتمع 
الأسود لأنها توفر درجة من الاستقرار الاقتصادي والمكانة 
الاجتماعية. وإيمانًا منه بالارتباط الذي لا ينفصل بين الحقوق 
المدنية والحقوق الاقتصادية» ناضل راندولف بلا كلل من أجل 
Ge‏ الأمريكيين الزنوج في المشاركة بعدل في ثروة البلد الذي 
ساعدوا في بنائه. وبعد عشرين Gle‏ فقط» سوف يخطب راندولف 
في الحشود الحاضرة لمسيرة أخرى إلى واشنطن» ثم يُخلي 
المسرح Fail‏ شاب طاغي الحضور من أطلنطا يحمل اسم مارتن 
لوثر كينج الابن. 

وسوف تربط الأجيال التالية حركة الحرية السوداء بمارتن 
لوثر كينج. لكن» في عام 1941 بينما تُوجّهِ الولايات المتحدة 
المجتمعَ بشتى جوانبه إلى الحرب للمرة الثانية في أقل من ثلاثين 
سنة» كانت رؤية راندولف البعيدة المدى وطيف المسيرة التي لم 
تحدث قط ينجحان في فتح الباب الذي أوصد مثل أقبية البنوك 
منذ نهاية مرحلة إعادة الإعمار". بضربتي قلم LÉS-‏ في الأمر 
التنفيذي رقم 8802 بتحرير وزارة الدفاع من التفرقة العنصرية» 
والأمر التنفيذي رقم 9346 بإنشاء لجنة ممارسات التوظيف 


(1) نقذ الكونجرس إعادة الإعمار Reconstruction‏ في الفترة بين ple‏ 1866 
و1877 مستهدفا إعادة تنظيم ولايات الجنوب بعد الحرب الأهلية وتأهيلها 


35 


المنصفة لمراقبة مشروع الاحتواء الاقتصادي- أطلق روزفلت 
مضخة مورد جديد LAU‏ فبدأ يتدفق إلى العملية الإنتاجية 
المختنقة. 


بعد مُضي قرابة سنتين على عرض راندولف سنة 1941ء وتزامئًا 
مع وصول طلبات شؤون العاملين إلى الخدمة المدنية» بدأت 
استمارات المرشحات الزنجيات المُوهّلات تصل متقاطرة إلى 
مبنى لانجلي الخدمي» طارحة نفسها للفحص على أيدي فريق 
شؤون العاملين في المعمل. لم يُشترّط إرفاق صورة تُوضّح لون 
SI yay — Tab prize‏ شتراط استّحدث في ظل إدارة وودرو 
Obs‏ وأبطلته إدارة روزفلت في سياق مساعيها لتفكيك 
التمييز العنصري وتحرير ممارسات التوظيف منه. ولكنّ كليات 
المتقدمين وجامعاتهم كانت تكشف عن هُويّاتهم؛ فجامعة ولاية 
فرجينيا الغربية» وهوارد» وأركانسوء ومعهد هامتن للدراسات 
Kol‏ والسكانكية والطيعنة الا “في BLN‏ ما كلها 
مؤسسات سوداء. لم يكن في استمارات التقديم ما يشي بشيء إلا 
الصلاحية للوظيفة. وإن كان من شيء عدا ذلك فهو أنهن ذوات 
خيرات أكبر من المتقدمات البيضاوات» يفقتهن ستؤات كخيرة 
قضينها في التدريس» فضلا عن شهادات الرياضيات والعلوم. 
كان ميلفن بتلر يعلم أنهم في الإدارة سيكونون بحاجة إلى 


Woodrow Wilson (1)‏ (1924-1856) الرئيس الثامن والعشرون للولايات 
المتحدة فى الفترة بين عامى 1913 و1921. 


36 


تخصيص مكان منفصلء ثم سيحتاجون إلى تعيين شخص یراس 
المجموعة الجديدة» أي EL‏ ذات خبرة -بيضاء طبعًا- وتكون 
بطبعها ملائمة لحساسية المهمة. كان مبنى المخزن هو الأقرب 
والأكثر ملاءمة» وهو مبتى جديد يقع في الجانب الغربي من 
المعمل» أي في جزء من الحرم كان لم يزل أكثر By‏ فهو بعيد 
الشبه ببيئة العمل» وقد انتقلت مجموعة أخيه شيروود إلى ذلك 
المي بالفعل بو كدلك pee‏ موظفي قح شؤون العاملين..وفي 
ظل ضغط مستمر على مدار الساعة لاختبار الطائرات المُصطفة 
في الهنجرء كان من المُتوقّع أن يرحب المهندسون بالأيدي العاملة 
الإضافية. وكان الكثير للغاية من المهندسين من أبناء الشمال» 
وكانوا إلى de‏ ما gl oI‏ في ما يتعلق بالمسألة العرقية» ولكنّهم 
في غاية KERI‏ عندما gle,‏ الأمر بالموهبة في الرياضيات. 

ميلفن بتلر نفسه كان ينحدر من بورتثماوث التي لا يفصلها عن 
هامتن غير الخليج. لم يكن بحاجة إلى خيال لكي يُخْمّن كيف 
سيرى بعض إخوانه من أبناء فرجينيا فكرةً إدخال زنجيات في 
مكاتب لانجلي» وكيف ستبدو لهم الغرابة الممجوجة في أولئك 
ال«قادمين-إلى-هنا» (بحسب تسمية أبناء فرجينيا للوافدين 
الجدد إلى الولاية). صحيحٌ أن المعمل ne‏ دائمًا موظفين زنوجًا 
- منهم بوّابون وعمال في المقهى ومساعدو ميكانيكية وجناينية» 
ولكنّ فتح الباب أمام تحويل الزنوج إلى أنداد مهنيين كان أمرًا 
جديدًا. 

مضى lke‏ في تعقل: دون إعلان ضخم في ديلي بريس» أو 
جعجعة في آير سكوب. لكنه أيضًا كان يتقدم إلى وجهة محددة؛ 

37 


فقد لا يُحتفى بوصول الزنجيات إلى المعملء GS‏ وصولهن لا 
يعاق كذلك. ربما كان ميلفن بتلر Coad‏ ساب لزمانه ومکانه أو 


ربما كان مجرد موظف يودي عمله» وربما كان مزيجًا من هذا 
وذاك. كان قانون الولاية يمنعه -وكذلك العرف فى فيرجينيا- 
ب القع[ aie‏ الحققى :ولك Lexy.‏ كان الوعف iL‏ 
المكتب على أساس عرقي مجرد غطاء احتاج إليه ليفتح الباب 
للسوداوات» فهو حصان طروادة العنصري الذي يفتح الباب 
للاندماج. وبغض النظر عن حقيقة مشاعره تجاه العنصرية» 
كان شىءٌ ما واضحًاء وهو أن بتلر ابن من أبناء معمل لانجلى» 
مخض له وله وت esp Sy‏ لال ولها أوكل ssl pial‏ 
الحرب. فبالطبيعة» وبالتكليف أيضًاء كان هو وبقية العاملين في 
E‏ دتو l OE E‏ 

ومثلهم في ذلك كان آيه فيليب راندولف؛ فنشاط ذلك الزعيم 
gl‏ لم كن aad‏ الذي ل ين مهار ابه aA tech‏ 
وضعوا le‏ لما aja‏ فى الستينيات بحركة الحقوق 
الل Ledge‏ كانم سيل لها shied asl‏ الرحال الات 
في المعمل أو أي شخص سواهم جميعًا O‏ تعيين مجموعة من 
اختصاصيات الرياضيات السوداوات فى معمل لانجلى التذكاري 
لعلوم الملاحة الجوية سوف ينتهي إلى القمر. - 

كانت الأنظار لم تزل غافلة عن ذلك التقدم الهائل في علم 
الملاحة الجوية القادر على تحطيم الظن بالاستحالة الفيزيائية 
للطيران بسرعة تتجاوز سرعة الصوتء. وأدوات الحساب 
الإلكترونية القادرة على تعظيم قوة العلم والتكنولوجيا لتبلغ 

38 


Le Ital‏ كان اا Stadt‏ ما كان لأحد أن يتنبا l‏ ملايين من 
نساء فترة الحرب سوف يرفضن ع الرحيل عن قوة العمل الأمريكية 
فيْعْيّرن إلى الأبد معنى عمل al ot‏ أو أن الزنوج الأمر كين 
المُثْل التي يقوم عليها بلدهم دون أن يتزحزحوا. ولسوف تجد 
اختصاصيات الرياضيات السوداوات» اللاتي دخلن لانجلي 
في عام 1943« أنفسهن عند تقاطع كل تلك التحؤّلات الكبرى؛ 
تسرك هين بعر لين الجاذة go‏ حون ell‏ في bye be‏ 
عله الولايات المتحدة أحد أعظم انتصاراتها. 

لكن» 22 عام 3 كانت أمريكا موجودة فى الحاضر 
القائم» تواجه احتياجات ال«هنا MOVs‏ وقد خطا بتلر الخطوة 
التاليةء مدونا ملاحظة اضافها إلى قائمة واجبات أخيه شيروود 
اللانهائية: تعليق لافتة حديدية على الحمّام تحمل كلمتين 
«للبنات المَلوّنات». 


39 


الفصل الثاني 
الحشد 


لم يكن في صيف عام 1943 مهرب من القيظ» لا في مياه 
المحيط الهادئ الجنوبية المضطربة» ولا في سماوات هامبورج 
وصقلية cde peel‏ ولا لجماعة النسوة الزنجيات العاملات فى 
معط کا ك eae‏ ات الخ aie Ny‏ 
داخل تلك المنشأة العسكرية إلى حد أن الانسلال إلى الخارج» 
الذي كانت درجة حرارته تتجاوز المئة فهرنهايت» أي قرابة 38 
درجة مئوية» في صيف يونيو بوسط فرجينياء كان يجلب الارتياح. 

كانت المغسلة تمثل أحد جيوب الحرب المجهولة» وهى فى 
الآن نفسه تجسيد eet‏ للحرب ذاتها؛ فهى آلة فكّالة قادرة على 
التعامل مع 18 ألف لفة غسيل في الأسبوع» إذ تتولّى مجموعة 
من النساء وضع الغسيل الوسخ في الغلايات الهائلةء وتتولى 
مجموعة أخرى رفع الثياب المنقوعة إلى المجففات» ويتولى 
فريق آخر تشغيل آلاات الكيّ كأنهن طاهيات أمام صينية عملاقة. 
وكانت دوروثي فون البالغة من العمر 32 سنة تقف في محطة 

41 


الفرزء BS‏ أزواج الجوارب المتنافرة والسراويل وتضعها في 
أكياس OLY‏ الخاصة بالجنود البيض والسود. الذين كانوا يأتون 
إلى معسكر كامب بيكيت بالقطار للتدريب على الأساسيات لمدة 
أربعة أسابيع قبل توجُههم إلى ميناء المغادرة في مدينة نيوبورت 
نيوز. 

كان صوت الحديث عن الأزواج والأبناء والحياة في الأوطان 
أو الحرب الأبدية يعلو على الرعد والطنين المنبعين من غلايات 
الغسيل والمجففات. bal‏ له حفل وداع her‏ حضره الحي 

كله. وأيضًا لا يمكنك العثور على جواربٌ في أي مكان, في هذا 
الحر. مُؤكد أن ذلك السيد راندولف غير هّن وهو كذلك صديق 
زوجة السيد روزفلت. لم يكن حديثهن يتوقف عن الأزواج 
والاحرة والآناء الذاهين إن صر بعد AE‏ البعد عن الور 
اليومية في حياة فرجينياء وقريب مع ذلك LET‏ القرب منهن في 
صلواتهن وأحلامهن. 

غالبية النساءء اللاتي عرفن طريقهن إلى المغسلة العسكرية» 
JS‏ قد تركن وراءهن وظائفهن كخادمات أو كفارزات في مصانع 
التبغ. وكانت المغسلة جحيمًا من الرطوبةء والعمل مضجرًا بقدر 
ماهو مرهقء والموقع» الذي تشغله عاملات الغسيل» يقع في قاع 
هرم الحرب العظيم؛ فهو Bae‏ عن الأعين وذو قيمة لا حدود 
لها فى الآن نفسه. وقد قدّر أحد مسؤولى صناعة الطائرات أن 
كل عاملة غسيل تدعم ثلاثة من عماله؛ فقد كان الرجال والنساء 
في خطوط الإنتاج يحققون -في Jb‏ وجود من oe‏ بثيابهم 
الوسخة- معدلات غياب منخفضة. وكانت عاملات الغسيل 

42 


أجورًا بين عمال الحرب» ولكن» مع نقص الخيارات المتاحة 
BY‏ كان ذلك الأجر لقية فى أعينهن. 


انقضى أسبوع واحد بين نهاية السنة الدراسية في مدرسة روبرت 
روسا موتون الثانوية للزنوج بفارمفيل في فرجينياء التي كانت 
تعمل دوروثي فيها مدرسة رياضيات» وبين يوم عملها الأول في 
كامب بيكيت. كانت -بوصفها خريجة جامعية ومعلمة- تقف 
على مقربة من القمة التي ترجو غالبية الزنجيات أن يصلن إليها؛ 
فقد كان Bt‏ إلى المعلمين باعتبارهم أصحاب «مستوّى أرفع من 
التعليم والذكاء في السلالة»ء وباعتبارهم قوة هائلة من المثقفين 
الذين لن يكتفوا بنقل كلام الكتب إلى تلاميذهم» بل سيعيشون في 
المجتمع الزنجي ل«توجيه أفكاره وقيادة حركاته الاجتماعية». 
ولقد كان أصهار دوروثى من ركائز النخبة الزنجية فى البلدة؛ 
of‏ أصحاب محل حلاقة وصالة للعب البلياردو ومحطة 
وقود. وكانت أنشطة الأسرة تمثل مصدرًا دائمًا لأخبار عمود 
الاجتماعيات في قسم فارمفيل من نورفوك جورنال آند cle‏ 
وهي كبرى الجرائد الزنجية في جنوب شرق الولايات المتحدة. 
كانت دوروثي وزوجها هوارد وأبناؤهما الأربعة يعيشون في بيت 
فكتوري كبير متداع بشارع ساوث مين مع والدّي هوارد وجدّيه. 
في صيف عام 1943 انتهزت دوروثي الفرصة وقصدت 
كامب بيكيت لتكسب مبلعًا إضافيًا من المال خلال الإجازة 
المدرسية؛ إذ كان عائد التدريس متواضعًا برغم توفيره مكانة 


43 


اجتماعية مرموقة. فعلى المستوى الوطني» كان معلمو فرجينيا 
البيض يحتلون الربع الأدنى من قاع الرواتب المدرسية» وأندادهم 
السود كانوا يحصلون على قرابة 507 Las‏ يحصلون عليه. وكثيرٌ 
من المعلمين السود في الجنوب كانوا يُدرّسون في مدارس ag‏ 
من غرفة أو اثنتين تفتقر جميعًا إلى المؤهلات الكفيلة باعتبارها 
مباني حقيقية» وقد US‏ المعلمون فيها بالقيام Gh‏ عمل من 
شأنه الحفاظ على المدرسة نظيفة آمنة مريحة للتلاميذ؛ فيعبئون 
الفحم في الشتاءء ويُصلحون الشبابيك المكسورة» ويمسحون 
الأرض الوسخة» ويطبخون وجبات الغداء» Oyday‏ أيديهم في 
حقائبهم المهترئة حينما تخلو صناديق فصولهم من النقود. 
ربما ما كان لامرأة أخرى في وضع دوروثي أن تفكر أصلا 
في وظيفة المغسلة» لولا الوضع الاقتصادي. ألم يكن غرض 
الدراسة الجامعية أن يبعدها أصلا عن الحاجة إلى العمل الوضيع 
والوظائف الشاقة؟ فضلًا عن أن موقع المعسكر على بعد ثلاثين 
ميلا إلى الجنوب الشرقي من فارمفيل فرض عليها الإقامة في سكن 
العمال طوال الأسبوع وعدم الرجوع إلى البيت إلا في الإجازات 
الأسبوعية. Gy‏ أجر ساعة من فرز الثياب» وهو أربعين سنناء فاق 
أجرها من التعليم. ولأنها أمٌّ لأربعة أطفال» فقد ضمن هذا استعمالًا 
جيدًا وفوريًا لذلك الدخل الصيفي الإضافي. 
كما نعمت دوروثي بعقل فريد الاستقلالية» ولم تكن تحتمل 
المظاهر الكاذبة التى لا يخلو منها فى بعض الأحيان أبناء عرقها 
الصاعدون. لم تفعل Et‏ من شأنه لفت النظر إلى شخصها في 
كامب بيكيتء ولم تُميّر نفسها Gh‏ شكل عن بقية النساء. كان 
44 


NIE eee ee 
المتواضع؛ فعيناها تُهيمنان على وجهها اللطيف جميل الدكنة‎ 
جوزي القالب» عيناها الواسعتان الحادتان اللتان كان يبدو أنهما‎ 
بمنزلة‎ Wily Ugh تريان كل شيء. كان التعلم يأتي على قمة‎ 
السياج الأضمن دون عالم يطالب أبناءها بأكثر مما يطالب به أبناء‎ 
في مقابل ذلك.‎ BS ابيض» ويحاول أن يمنحهم‎ 

كان plo‏ صعود الزنوج إلى الحلم الأمريكي يفتقر إلى 
بعض الدرجات» في fb‏ أن أكثر السود نجاحًا في ظاهر الأمر 
كانوا يخشون أن تُبدّد قوى التمييز العصري في أي لحظة أمنهم 
الاقتصادي. ولم تكن RS‏ في غياب الحلول العملية» إلا وعودًا 
جوفاء. فبدا وقوفها النهار كله في قيظ المغسلة فرصة لو أمكن 
لتلك الثياب العسكرية الوسخة أن تشتري لها الثياب المدرسية 
الجديدة» لو أمكن أن يدفع كل جورب قسطًا من مصروفات 
مدارس أبنائها. 

وباللیلء في سرير سكن العاملات» وفيما هي ترجو أن GAS‏ 
نسمة ge‏ الليل الراكد» كانت دوروثي تفكر TS‏ ذات السنوات 
slot‏ ومايدا ذات السنوات الست وليونارد ذي السنوات الثلاث 
وكينيث الذي لم يتجاوز عمره ثمانية أشهر. أولئك هم أبناؤها 
الذين أملت عليها pele‏ ومستقبلهم Gear‏ قراراتها. وشأن كل 
امرأة زنجية عرفتّهاء كانت تناضل تحقيقا للتوازن بين ما تقضيه 
من وقت مع أبنائها وما تقضيه في الوظيفة من وقت لأجل أبنائها 
وأسرتها. 


45 


ولدت دوروثي في عام 1910 بمدينة كنساس في ولاية ميزوري. 
كان عمرها سنتين فقط حين ماتت أمهاء وفي غضون سنة» تزوج 
أبوها ليونارد جونسن. وعملت زوجة أبيها سوسي بيلر جونسن 
في مخزن محطة قطارات جراند يونيون لتساعد في دعم الأسرة. 
اتخذت من دوروثي ابنة لها ودفعتها إلى النجاح؛ فعلّمتها القراءة 
قبل التحاقها بالمدرسة» فتقدّمت بذلك سنتين على أقرانها . كما 
زعت هره اا الفطرية اتن el‏ قاح رو لتقل 
البيانو. ولمّا بلغت دوروثى الثامنة» انتقلت الأسرة إلى مُرجان 
تاون بولاية فرجينيا الغربية» حيث قبل أبوها وظيفة لدى صاحب 
مطعم زنجي ناجح» وهناك التحقت بمدرسة بيتشهيرست» وهي 
مدرسة زنجية راسخة تقع على مقربة من جامعة فرجينيا الغربية» 
أهم مؤسسة تعليمية بيضاء في الولاية. 

وبعد سبع سنين» كافأت دوروثي أمها البديلة على تعبها 
وجهدهاء فجاءت المكافأة على هيئة التخرّج بتفؤّق hal‏ لإلقاء 
خطبة الوداع والحصول على منحة دراسية كاملة في جامعة 
ويلبرفورس» وهي أقدم كلية زنجية خاصة في زينيا بولاية أوهايو. 
واحتفل مجمع مدارس الأحد الأسقفية ية الميثودية الإفريقية في 
فرجينيا الغربية» الذي fo‏ المنحة» بدوروثى ذات الخمسة عشر 
Gle‏ بإصدار كتيب من OLS‏ صفحات re‏ على أعضاء 
الكنيسة, ee‏ على ذكائهاء وحسن أدائهاء وسلامة فطرتهاء 
وتواضع نفسها. وكتب ديوي فوكس نائب رئيس اع يكوه 
«إننا نشهد فجر حياة ووعدًا قادمًا. لقد حالفنا الحظ فأرشدُنا 
تلك العبقرية وساعدنا في تكوينهاء ولو لفترة عابرة» وإننا لتتطلّع 

46 


باهتمام إلى السنوات المقبلة». لقد كانت دوروثي من شخصيات 
تلك الفترة التي ملأت عرق الزنوج أملّا في أن مستقبلهم بأمريكا 
لن يكون على الإطلاق مثلما كان ماضيهم. 

حققت دوروثي في ويلبرفورس «درجات رائعة»» واختارت 
التخصّص في الرياضيات. Wy‏ أوشكت على التخرج» أوصى 
أحد الأساتذة بإلحاقها بقسم الرياضيات من جامعة هوارد في ما 
سيكون line‏ تمهيديًا لدرجة الماجستير فى المادة: وكانت هوارد 
-في العاصمة واشنطن- قمة المنح الدراسية الزنجية. وكان إلبرت 
فران كوكس ودودلي ويلدن وودارد -أول زنجيّين يحصلان على 
درجة الدكتوراه من جامعتي كورنيل وبنسلفانيا على الترتيب- 
هما اللذان يديران القسم. وكان تحيّز المدارس البيض نعمة 
على مدارس السود؛ ففى ظل شبه استحالة الحصول على وظيفة 
للتدريس في كلية بيضاء» صار عباقرة الباحثين السود -من أمثال 
كوكس ووودارد ودبليو إي بي دو بوا عالم الاجتماع والمؤرخ 
وأول أسود يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفرد- لا 
يُدرّسون إلا في المدارس الزنجية» متيحين بذلك للطلبة من أمثال 
دوروثي فرصة الاتصال عن قرب ببعض من ألمع عقول العالم. 

بدا أن جامعة هوارد Ea‏ فرصة فريدة لدوروثي تتماشى مع 
التوقعات الكبيرة للجنة abe‏ آيه إم أي الدراسية. وفي ظل ثقة 
داخلية لا ترى نقصًا في عرقها أو جنسهاء رحبت دوروثي بفرصة 
إثبات نفسها في المجال الأكاديمي التنافسي. By‏ الواقع 
الاقتصادي» الذي واجه دوروثى عند تخرجها فى الكلية» جعل 
الدراسات العليا تبدو رفاهية مستحيلة؛ فمع بداية الكساد الكبير» 


47 


بات يصعب على أبوّي دوروثي شأن ثلث الأمريكيين- أن يعثرا 
على عمل ثابت. وصار من شأن دخل إضافى أن يساعد البيت 
على dle YI‏ وزيادة احتمالات أن Col peg‏ دورو خذوها 
وتمضي مثلها إلى الاتحاق بالجامعة. شعرت دوروثي -وإن كانت 
في التاسعة عشرة فقط من العمر- بأنها مسؤولة عن ضمان أمن 
الأسرة خلال تلك الفترة العصيبة» ولو كان معنى ذلك أن تغلق 
الباب دون طموحاتها في الوقت الراهن على أقل تقدير؛ فاختارت 
الحصول على شهادة التخصّص في التعليم ford‏ معلمة» وتلك 
كانت الأكثر استقرارًا ب بين المهن المتاحة لخريجة جامعية سوداء. 

من خلال شبكة واسعة» كانت الكليات السوداء تتلقّى طلبات 
المدارس في شى أرجاء البلد لترشيح معلمين» ثم تبعث خرّيجيها 
لملء المواقع الشاغرة في كل مكان» بدءًا من الأكواخ الورقية في 
حزا م القطن الريفي إلى مدرسة دنبار الثانوية النخبوية في العاصمة 
واشنطن. وكان حديثو التخرج يرجون تدريس تخصّصاتهم 
بطبيعة الحال» لكن» كان المُننظر منهم أن يقوموا JS‏ ما يلزم من 
واجبات. فما كان من أمر دوروثي -بعد تخرجها عام -1929 إلا 
أن بُعثت كأنها مُبشّرة علمانية لتنضعٌ إلى قوة التدريس السوداء. 

وانتهت أول وظيفة لها -وهي تدريس الرياضيات واللغة 
الإنجليزية في أرياف تامز بولاية إيلينوي- بعد السنة الدراسية 
CE Gill Gl ET‏ فيه الاد Sol hal LLY‏ 
بالمنطقة ضررًا بالغا؛ فأغلق النظام التعليمي هناك أبوابه بمنتهى 
البساطةء ولم يعد متاحا للطلبة الزنوج في المقاطعة الريفية أي 
تعليم حكومي. ولم تصادف حظا أوفر في موقعها التالي بساحل 

48 


كارولينا الشمالية؛ إذ أفلست المدرسة» التي عملت بهاء في 
منتصف السنة الدراسية وتوففت ببساطة عن دفع راتبها . فمضت 
دوروثي تعول نفسها ونّسهم في الإنفاق على الأسرة بالعمل نادلة 
في فندق ريتشموند بفرجينيا حتى عام 1931. حينما حصلت على 
وظيفة في مدرسة بفارمفيل. 

لم يكن مدهشًا أن تلفت الوافدة الجديدة ذات العينين 
الجميلتين نظر أحد أنسب SISA‏ في فارمفيل. طويل» صاحب 
كاريزماء قريب الابتسامة» هو هوارد فون. يعمل قارع ناقوس 
متنقلا في الفنادق الفاخرة؛ فيذهب إلى الجنوب في فلوريدا 
شتاءً» وإلى الشمال في شمالي نيويورك وفيرمونت صيفا . كان في 
بعض الأحيان tu‏ على عمل في أماكن قريبة من بيته بجرينبرييرء 
في منتجع ينابيع الكبريت البيضاء الفاخر بفرجينيا الغربية» وكان 
مقصدًا للأثرياء الفاتنين من ele FES‏ العالم. 

مع أن عمل زوجها كان يبقيه على سفر» تخلت دوروثي عن 
أسفارها وارتضت الحياة فى فارمفيل وروتين الحياة الأسرية» 
واستقرار العمل المنتظم» وحياة المجتمع الصغير. غير أن بلوغها 
الرشد ودخولها قوة العمل فى أعماق الكساد تركا Latte IGT‏ على 
نظرة دوروثي إلى العالم؛ فبقيت بسيطة متواضعة الملبس» تتعالى 
على كل مظهر من مظاهر الإسراف. ولا تهدر فرصة يتاح لها فيها 
ادّخار نقود في البنك. وبرغم عضويتها في كنيسة بيولا التابعة 
للمعبد الأسقفى الميتودي الإفريقى فى فارمفيل» كانت كنيسة 
العماد الأول هي التي تحظى بعزفها الثمين على البيانو في صباح 
الأحد لدفعهم لقاء ذلك. 

+¥ ke 
49 


مع اشتداد الحرب» غرق مكتب بريد البلدة في نشرات الوظائف 
الصادرة من الخدمة المدنية التى كانت تتنافس على عيون أبناء 
البلدة وطلبة الككلية gle‏ السرا وحدث. في زيارة إلى مكتب 
البريد ربيع عام 1943» أن وقعت عينا دوروثي على إعلان وظيفة 
المغسلة فى كامب بيكيت. غير أن نشرة أخرى لفتت نظرها كذلك: 
اختصاصيون في الرياضيات. كانت وكالة فيدرالية في هامتن 
تبحث عن نساء لشغل عدد من وظائف اختصاصيات الرياضيات 
لأمر يتعلق حتمًا بالطائرات. توبّهت النشرة -وهي من صنع يد 
ميلفن بتلر وقسم شؤون العاملين في ناكا- يقيئا إلى عيون البيض» 
والطالبات الموسرات في كلية المعلمات بفارمفيل. 

كان المعمل قد أرسل استمارات التقديم وإشعارات الاختبارات 
من الخدمة المدنية وكتيبات تصف العمل في ناكا إلى مكاتب 
e‏ في الكلية» Sib‏ من هذه المكاتب ومن فرق العمل 
Sl tad‏ ال ن aea‏ كن الل 
أن «هذه المؤسسة تنظر في خخطة لزيارة كليات نسائية معينة في هذه 
المنطقة وإجراء مقابلات مع طالبات سنوات التخصّص في أقسام 
الرياضيات. ومن المُتوقع أن تحصل الطالبات البارزات على 
مواقع في المعمل». وقد أسفرت مقابلات تلك السنة عن دخول 
أربع بنات جديدات من فارمفيل إلى قسم الحاسبات في المعمل. 

كان بيت دوروثي في شارع ساوث مين قريبًا من حرم الكلية؛ 
ففي كل صباح وهي تسير مسافة الشارعين إلى عملها في مدرسة 
موتون الثانوية» التي تحتل مبتّى على شكل حدوة حصان ضمن 
كتلة سكنية مثلثة الشكل في طرف البلدة الجنوبي» كانت ترى 
طالبات كلية المعلمات بكتبهن» يختفين في فصول حرمهن 

50 


المقدس بشجره الكثيف الأوراق» فيما تسير هي في الجانب 
المقابل من الشارع فوق الخط الخفيٌ الفاصل بينهن وبينها. 

ما كان ليخطر لدوروثي أن مكانًا Lam! fore,‏ في فخامة 
عمل bY‏ لعلو I‏ الجوية قن شخب pua‏ 
نسوة سوداوات» ولا كان ليخطر لها أن تسمح لها أولئك النسوة 
البيضاوات في الكلية القائمة بالجهة المقابلة من الشارع بعبور 
باب كهفهن الأنيق. غير أن الصحف السوداء لم 255 جهدًا في 
نشر خبر توافر الوظائف الحربية» مستحثة Lael?‏ في كل مكان 
على التقذّم. بل ole‏ بعضها الأمر التنفيذي رقم 8802 ولجنة 
ممارسات التوظيف المنصفة wal‏ خطوة من جانب الحكومة 
منذ إعلان Cy pect‏ وكانت إحدى نسيبات دوروثي نفسها قد 
انتقلت إلى واشنطن لتولي وظيفة في وزارة الحرب. 

في الأسبوع الأول من مايو سنة 1943 نشرت جريدة نورفوك 
جورنال آند جايد مقالة بدت لدوروثي بمنزلة علامة على 
الطريق Dy zal‏ نُشِرت المقالة بعنوان هو «تمهيد الطريق 
للمهندسات». أظهرت الصورة المرافقة للمقالة 11 زنجية مُهندّمة 
أمام معمل بيميس التابع لمعهد GAS corals‏ خرّيجات هندسة في 
فصول التدريب الحربية. أسّس معهد هامتن في عام 1868 متطورًا 


Emancipation Proclamation (1)‏ إعلان التحرير. أعلن الرئيس الأمر يكي 
أبراهام لينكن في الأول من ply‏ سنة 1863 مع دخول أمريكا السنة الثالثة من 
حربها الأهلية الدامية أن جميع العبيد في الولايات الثائرة باتوا أحرارّاء ولم 
يسر مفعول الإعلان حتى نهاية الحرب الأهلية ple‏ 1865. 

the road not taken (2)‏ العبارة إشارة إلى قصيدة بالعنوان نفسه لروبرت فروست 
Robert Frost‏ (1963-1874) وهي من أشهر قصائده وأجملها وأكثرها 
استعمالا في كثير من السياقات. 


51 


من فصول كانت تقيمها المعلمة الزنجية الحرة ماري Set‏ في 
ظل شجرة مهيبة عرفت بسنديانة التحرير". وفي عشية الحرب 
العالمية الثانية» كان ذلك المعهد من المؤسسات العلمية الزنجية 
الرائدة في البلد وبؤرة إسهام المجتمع الزنجي في الحرب. 

جاءت النسوة من أماكن في شمال الساحل الشرقي وجنوبه. 
ومن البلدة نفسها؛ فامتدّت جذور عائلة بيرل باستى -إحدى 
بنات هامتن العديدات وابنة محام أسود شهير- قديمًا إلى أولى 
أيام المدينة. وأوفليا تايلر -وهي في الأصل من جورجيا- 
تخرّجت في معهد هامتن» وعملت قبل التحاقها بذلك الفصل 
فى :إدازة:حضالة: وگانت ماري تكتيري من اروا CAMA‏ 
وميني مكجرو من كارولينا الجنوبية» وماديلون جلين من ولاية 
كونكتيكت البعيدة. وكانت مريام Ole‏ الجمرة المتقدة الصغيرة؛ 
درس في مدرسة بجورجيا وجاءت إلى المدينة بصحبة أسرتها 
في إثر قبول زوجها العمل مدرسًا في ورشة ميكانيكا بالمدرسة 
البحرية الأمريكية للتدريب في معهد هامتن. 


كانت ثمة وظائف cela pw‏ ووظائف سوداء وجيدة؛ ففرز الثياب 
في المغسلةء وترتيب الأسرّة في بيوت البيض» وفرز ورق التبغ 
في مصانعه هي الوظائف السوداء. وامتلاك محل حلاقة أو محل 
حانوتى» والعمل فى مكتب البريد أو دخول السكة الحديدة 
كحمّال في قطارات بولمان هي الوظائف السوداء الجيدة. 


(1) يُشار إليها لاحقا في الفصل العاشر باعتبارها الشجرة التي GE‏ عندها إعلان 
الرئيس أبراهام لينكن لتحرير العبيد. 


52 


والمعلم والقس والطبيب والمحامي» هي الوظائف الجيدة 
للغاية» جالبة الاستقرار والمكانة المرتبطين بالتعليم الرسمى 

uj‏ الوظيفة فى معمل الملاحة الجوية فجديدة تماما وغير 
معتادة» لذلك لم تحجز لنفسها مكانًا في الأحلام الجمعية؛ فحتى 
الخطة العتيقة لمساواة رواتب المعلمين الزنوج برواتب أمثالهم 
البيض ما كان يمكن أن تباري تلك الفرصة. وحتى لو كانت 
لحرت يتان تحير بن أكون ارايت تار اراي 
الكبير -ولو لفترة مؤقتة- كان كفيلا بتقريب دوروثي كثيرًا من 
ضمان مستقبل أبنائها. 

وهكذاء في ربيع ذلك العام» ملأت دوروثي استمارتي 
وظيفتين وبعثتهما: واحدة للعمل في كامب بيكيت, الذي بلغ 
احتياجه إلى العمل من الحدة درجة عدم مراعاة التمييز العرقي 
بالمرة» بل ودرجة أنه لم يكن لعدم توظيفها أي احتمال 5 تقريبًاء 
ssi eo Wiehe asa tl,‏ وجا 
بالتقصيل» وتاريها في العمل وصلاتها الشخصية. والمدارس 
التى درّست فيها فى المرحلتين الثانوية والجامعية. والبرامج 
الدراسية التي شاركت فيهاء واللغات التي تجيدها (كالفرنسية من 
دراستها في وليبرفورس)» وأسفارها إلى الخارج Y)‏ يوجد). ولو 
عُرضت عليك وظيفة في الخارج هل تقبلينها؟ (لا) ولو عغرضت 
عليك وظيفة في العاصمة واشنطن هل تقبلينها؟ (نعم) ومتى 
يمكن أن تكوني مستعدة للبدء في العمل؟ كانت تعرف الإجابة 
قبل أن تحفرها أصابعها في الخانة الخاوية: 48 ساعة. يمكنني أن 
أتهيّأ للذهاب فى غضون 48 ساعة. 


53 


الفصل الثالث 


بدأث سنة 1943 الدراسية فى مدرسة روبرت روسا موتون 
Lele aba lay dy gilt‏ درت cl piel‏ الدراسية GAN‏ علق 
البدء؛ فى المكان نفسه» وبمزيد من الطلبة. كانت المدرسة 
الثانو ية «الجديدة»: التي Seal‏ في عام 1939 لاستيعاب 180 
تلميذاء مدرسة بالية منذ بدايتها الأولى. في سنتها الأولى» حضر 
فيها 167 تلميذا. وبعد أربع سنوات» مغك دوروثي وزملاؤها 
-البالغ عددهم 12 معلمًا- 301 من الصغار الجائعين إلى التعليم» 
الذين دفعهم الأهل الطامحون لأبنائهم في ما يتجاوز العمل 
بمصانع التبغ وما يلازمه من عيش . كان الطلبة يسيرون أميالا لكي 
يصلوا إلى المدرسةء أو يُجرّبون كل صباح حظهم في حافلات لا 
تكاد تصلح للحركة على المسارات الخارجية من مقاطعة برينس 
إدوارد التي تسلكها. 

وبوصفها عضوًا في مجلس الآباء والمعلمين بمدرسة موتون» 
وعضوًا مؤسسًا في فرع فارمفيل من الاتحاد الوطني لدعم 

55 


المُلوّنين وتطويرهم» عملت دوروثي tae‏ من أجل تحسين 
الفرص التعليمية البعيدة المدى لشباب فارمفيل. وبوصفها 
معلمة» كانت طموحاتها قريبة للغاية: ففى ظل وجود ثمانية 
فصول» وغياب قاعة رياضية وخزانات للطلبة e‏ ووجود 
قاعة محاضرات مَزوّدة بكراسيّ قابلة للطي» انصبّت كل قدراتها 
القيادية والإبداعية على الحفاظ على بيئة تعليمية لائقة. وبطريقة 
ماء أمكنها أن تنقل دقائق الحساب والجبر في قاعة الاستماع 
بحضور فصلين أو ثلاثة فصول معًا. ربما كان مبنى المدرسة 
متواضعًاء Gy‏ معايير دوروثي لم تكن WIS‏ 

حدث مرة أن اكتشفت غلطة فى كتاب رياضيات مدرسى 
ete’ ee atch J alent‏ وسالة إلى الناشر تخيره فيها ذلك 
(فأجري التصحيح وتلقّت دوروثي رسالة شكر في المقابل). 
كان الرب نفسه ليجلس متلويًا في مقعده لو أن الأستاذة فون 
leases‏ .وملا وقد ف عد و ی leer‏ تمان 
كانت تُخصّص By‏ بعد اليوم الدراسي للتدريس الخاص للطلبة 
الذين يحتاجون إلى مزيد من المساعدة» كما كانت تعمل مع 
الكورس المدرسي» وبفضل توجيههاء :نيح العلايديين رباعيات 
موتون الصوتية في تحقيق انتصارات بالمسابقات الموسيقية سيقية على 
مستوى الولاية. في عام 11934 وصفتها تغطية روتوك جورنال 
آند جايد للفعالية السنوية ب«المديرة الأكثر حماسًا وجدية فى 
المهرجان». وفي عام 1943ء قسّمت هي ومعلمة الموسيقى ألتونا 
جونز الطلبة وفقًا لقدراتهم استعدادًا لأداء أنشودة الكريسماس 
السنوية «لا يزال النور يسطع». 

56 


تراج الاير plal‏ بزاع lonley Cin gall‏ ال 
لولا ol‏ الروت تخ WSs‏ مع الحرب. كان نادي فور 1 O‏ 
كير علب منباعدات للجنود ie‏ إلى الحرب» كما أقام 
نقاشا مجتمعيًا عنوانه اما الذي نستطيع أن نفعله لنفوز بالحرب؟». 
عرض متجر مدرسة موتون طوابع الحرب للبيع لتكون كل عملية 
بیع إسهامًا صغيرًا فى تكلفة الونتاج العسكري الهائلة. وكان 
الأهالي يقيمون حفلات وداع وولائم للشباب المسافرين إلى 
الجبهة. استحدثت دوروثي في صفوفها وحدة أطلقت عليها اسم 
«رياضيات الحرب» لتعليم الطلبة كيفية تطبيق العمليات الجبرية 
على ميزانيات البيوت وبطاقات التموين في زمن الحرب» وصارت 
تستعمل الطائرات بدلا من السيارات في المسائل الكلامية. 
بدا في بعض الأحيان أن دوروثي لم تكن Gye‏ دون فارمفيل» 
أو أن فارمفيل لم تكن يومًا بغير دوروثي. احتضتتها البلدة بدفء 
لا تهبه البلاد إلا لأبنائهاء وعدّتها دوروثي وطنها لفترة تجاوزت 
أي مكان آخر قضت فيه بعضا من سنواتها الاثنتين والثلاثين. . غير 
أن حياتها كانت مثالا لقصة غرام أمريكية عظمى بالتنقل» JS‏ 
ee 1 aa Sora =e SES‏ 
شيء ما تجاوز الأمل البرجماتي ذ قن التق ganas YI‏ ريما 
ستشعرت اضطرام النار من جديد في جمرة Jal‏ بعد كُمونها 
ES‏ 


4-H club (1)‏ منظمة شبابية أمريكية اسمها مأخوذ من بداية كلمات شعارها 
ply‏ قلب» Head, Heart, Hands, Health (4-2 gal‏ أي > H‏ 


57 


ولكنَّ الاتزان على الورق شيء» والفوضى في الحياة المعيشة 
ا كانت قد تجاوزت حالة الطالبة العزباء ذات الروح 
القلقة وصارت زوجة Ul,‏ لأربعة Jubi‏ وكانت الوظيفة فى 
لانجلي وظيفة للمتفرغين تستوجب العمل لستة أيام في الأسبوع 
بمكان شديد البُعد يصعب الرجوع منه إلى البيت في الإجازات 
الأسبوعية مثلما كانت تفعل وهي تعمل في كامب بيكيت. ومع 
ذلك» عندما وصلت أخيرًا الرسالة المرجرَّة بعدما أوشكت أن 
تنسى أمرهاء كانت قد اتخذت قرارها بالفعل. وما كادت دوروثى 
تتخذ قرارهاء حتى استعصى على أي شيء أن يثنيها عن هدفهاء 
لا زوجهاء ولا أصهارهاء ولا ناظرة مدرسة موتون. لقد SE‏ 
بمو جب هذه الرسالة اختصاصية رياضيات» فى cleg 4> j3‏ 
بمتوسط أجر يبلغ ألفي دولار سنويّاء للفترة الزمنية التي يستوجبها 
توظيفك. على ألا تتجاوز فترة الحرب الراهنة وستة أشهر بعدها. 


تجاوز الراتب مثلي راتبها السنوي البالغ 850 دولارًا من التدريس 
في موتول. 


جاء وداع دوروثي مباشرًا جاقًا شأن رسالة ناكا إليها في ذلك 

الخريف؛ فلم يشهد رحيلها حفلا أو طقوسّاء بل سطرًا واحدًا 

في قسم فارفيل من نورفوك جورنال آند جايد: «قبلت السيدة 

دي جيه فون» معلمة الرياضيات فى المدرسة الثانوية منذ عدة 

سنوات» Tb‏ في ميدان لانجلي بفرجينيا». لم تكن بالشخص 

الذي aly‏ على القراق clad «fe pall‏ مع انها في الت 
58 


القائم , بشارع ساوث مين إلى أن رن جرس الباب الأمامي. قالت 
دوروثي: «سأرجع في الكريسماس»» وتبادلت جولة عناق 
أخيرة. كانت دوروثي طوال 12 Gle‏ تخرج كل صباح لتستدير 
يسارًا بمجرد أن تغادر باب البيت الأمامي متوجهة إلى العمل 
لک سيار الأسزة ان امتتدارت رونا cob‏ يها فى الاجا 
الاک l‏ 


*** 


بدت قاعة انتظار المَلوّنِين في محطة حافلات جرايهاوند معبرًا 
إلى عالم بَيْنيّ. ركبت دوروثي الحافلة» ومع كل ميل من الطريق» 
مضت حياة فارمفيل تتلاشى فى البعيدء لتنتقل وظيفة لانجلى 
-التي ظلت فكرة مجردة طوال نصف عام- إلى بؤرة العدسة. 
وإذا بأسفار دوروثي السابقة -من ميزوري إلى فرجينيا الغربية» 
ومن أوهايو إلى إيلينوي» ومن كارولينا الشمالية إلى فرجينيا- 
05 بجوار هذه السفرة عبر 123 ميلا بين فارمفيل ونيوز بورت» 
التي أمكنها أن تتدبّر فيها سكتا مؤقنًا من خلال قائمة غرف الإيجار 
المعروضة للسكان المُلوّنين. ومُؤكد أنها لم تكن قطعت من قبل 
مثل تلك المسافة العاطفية البعيدة. 
في فضاء الحافلة الانتقالي» مضت تعالج الأسئلة التي تراكمت 
في رأسها منذ أن بعثت استمارة التقديم قبل ستة أشهر. كيف يكون 
شكل العمل مع البيض؟ هل تجلس جنبًا إلى جنب نساء بيضاوات 
مثل بنات كلية المعلمات؟ هل ستفتقد تلال بيدمونت الزرقاء 
المتماوجة في فرجينياء أم ستقع في غرام سهول خليج تشيسابيك 
59 


الشاسعة وأنهارها الكثيرة» وخلجانها والمستنقعات المحيطة 
بساحل فرجينيا؟ كيف تحتمل الوقت والبعد اللذين يفصلانها 
عن أبنائهاء ودفءٌ أحضانهم لم يزل محسوسًا على جلدها بينما 
الحافلة تمعن في الاتجاه إلى الجنوب؟ 

وسط الأجداد. وعشرات العمات والأعمام وأبناء العمومة› 
ووسط مجتمع AR‏ فيه الجيران من جملة الأهل فيتقدمون إن 
صعب Hel‏ ما على الأقارب. ما كان ليطرأ على حياة أبناء دوروثي 
ت لكر كانوا معتادين على قضاء أمهم أيامًا طويلة في العمل 
oe‏ أبيهم الطويلة» فلا شك أنهم افتقدوا دوروڻي» SS‏ 
سفرها لم يعكر حياتهم الدافئة الممتلئة بالأهل والأصدقاء 
والعدوسة: 

لكن» من شأن تلك الرحلة أن تعمد زيجتها بهواردة إذ صار 
وقت بعد أحدهما عن الآخر يقاس بالأسابيع أو الشهور لا بالأيام. 
كان عمر دوروثي 2 سنة في عام 2 الذي شهد زواجهما 
واستعدّت فيه لارتداء معطف الحياة الأسرية التقليدية. استكانت 
دوروثيء التي لم تنشأ وسط أجدادهاء إلى استقرار عائلة فون 
الكبيرة ودفئهاء ESI‏ الأصهار المحبين لا يمكن أن يُعرّضوا LE‏ 
صحبة الزوج. ee‏ الانفضال الجغرافي بين الزوجة والروج ما 
قام بينهما من بُعد عاطفي مع تقذّم السنين» ÚSIS‏ عن تفاوت لعلّه 
كان حاضرًا منذ بداية العلاقة بينهما. 

بعد إيابه إلى البيت في إثر الجولة الفندقية» كان اشتياق 
هوارد Cua‏ على الأمور البسيطة في حياة المدينة» كقضاء 
الوقت مع الأهل والأصحاب والعمل في صالة بلياردو العائلة. 

60 


بينما اعتادت دوروثي -في المقابل- أن تملأ كل ساعة فراغ 
في أسبوعها bliy‏ ما بين اجتماعات الاتحاد الوطني لدعم 
الملوّنين وتطويرهم» وبروفات البيانو في الكنيسة. كان هوارد 
راضيًا بشهادته التى حصل عليها من المدرسة الثانوية» 5 GSS‏ 
دورو بعداسدرات من إكارها التدريس على اندرا تنا 
في چا هوارد» قرّرت أن تسافر مرةٌ Js‏ أسبوع إلى كلية ولاية 
فرجينيا للزنوج قرب ريتمشوند لحضور فصل تكميلي مسائي في 
الدراسات التعليمية. 

دوروثى كانت تعى جيدًا نداءات الطريق وغواياته» فلا شك 
أنها فهمت Vay‏ من جاذبية وظيفة هوارد الترحالية غير المعتادة 
وقد دعمته فيها بأفضل ما فى وسعها؛ إذ رافقته الأسرة كلهاء فى 
عام 1942ء إلى وايت سلفر سبرينجز بفرجينيا الغربية» واستأجروا 
بيتا قريب هناك ليذهب هوارد إلى عمله كقارع جرس في جرينبريير 
سيرًا على القدمين. وبتحذير من أمهم بألا يطأوا أو يفكروا أن 
يلمسوا بأقدامهم أرض الفندق» كان أبناء فون يقتربون قدر ما 
يستطيعون من المنتجع الهائل أبيض العمدان» فيقفون عند أطرافه 
شاخصين من فرجات السياج الحديدي المكسوٌ بالشجيرات» 
مختلسين النظر إلى المُعتقلين OLIV‏ واليابانيين فى معسكر 
الأسرى المُرتجل في مقدمة المنتجع. l‏ 

كان البيت» الذي استأجروه» يقع في مقابل بيت زوج وزوجة 
زنجيّين كبيرين» هما جوشوا وجولييت كولمان. جوشوا هو 
الآخر كان يعمل مع هوارد قارع أجراس في مكتب استقبال 
جرينبريير. وفي حين كان الرجلان يذهبان إلى العمل» كانت 

61 


دوروثي والأطفال يقضون النهار مع جولييت» وهي معلمة 
متقاعدة. وصار أبناء فون يحبون الزوجين كولمن» حتى أصبحا 
Lay‏ حدق بدلا هن Ha gales‏ ومضت دوروڻي» التي قضت سبع 
سنين من شبابها في فرجينيا الغربيةء تحكي حكايات عن الحياة 
في الولاية وتستمع إلى حكايات الزوجين كولمن الفخورة 
بإنجازات أبنائهماء لا سيما الصغرى كاثرين. 

نشأ تشارلز ومارجريت وهوراس وكائرين كولمن في ذلك 
الموضع من المدينة» ثم مضت كاثرين ذات السنوات الأربع 
والعشرين لتعيش في ماريون بفرجينياء وهي بلدة شديدة الصغر 
فى ريف جنوب شرق الولاية. وقد عملت كاثرين معلمة رياضيات 
حتى استقرارها وتأسيسها أسرتها. وقد انتفعت كاثرين -شأن 
دوروثي- بمواهبهاء خصوصًا في الرياضيات» فتقدمت على أقرانها 
فى الدراسة» وتخرّجت فى المدرسة الثانوية وهى فى الرابعة عشرة 
ee eee‏ سوا ونع خازرج 
تشارلستون عاصمة الولاية. في سنتها الأولى» انتهت ت كاثرين من 

جميع مناهج الرياضيات المتاحة فى سجل المدرسة. acd‏ أستاذ 
رياضيات موهوبٌ يُدعى ولیم وولدرون شيفيلين كلايتور وضمِّها 
تحت جناحه وصمّم لها Lama‏ دروسًا متقدمة في الرياضيات. 

كان كلايتور قد حصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات سنة 
3 من جامعة بنسلفانياء فصار ثالث زنجي ينال ذلك الشرف في 
البلد كله. E ORCA‏ 
واو الدى eo‏ ا و Al ees‏ 

62 


وسواءً أدركت دوروثي وكائرين أن كلايتور العبقري من 
الروابط المشتركة بينهما أم لم تدركا ذلك - فدوروثي لم تكن 
تقريبًا في مسألة التحاقها بهوارد؛ إذ لا بد من أن المسارء 

الذى مضت فيه حياة كاثرين منذ تخرّجها في الكلية بمرتبة 
الشرف فى الرياضيات واللغة الفرنسية» قد بدا لدوروثى نسخة 
بديلة للقصة التي عاشتها هي. كان صندوق الدفاع التابع للاتحاد 
الوطني لدعم المُلرّنين وتطويرهم قد نجح بقيادة تشارلز هاملتن 
هاوستن عام 1936 في كسب قضية أمام المحكمة العليا عرفت 
بقضية ميري ضد بير سن» وعلى أثر ذلك انتهت ت سياسات الالتحاق 
بمدارس الدراسات العليا التي كانت تمنع السود منعًا واضحًا 
من الالتحاق بها. Eloy‏ على ذلك النصرء حققت المنظمة نصرًا 
آخر أمام المحكمة العليا سنة 1938 في قضية عرفت بميزوري 
إكس ريل جينز ضد OLS‏ تطالب فيه مختلف الولايات إما 
بأن توفر للطلبة السود برامج دراسات عليا منفصلة (على أن 
تكون «مساوية») أو بن تسمح لهم بالاندماج مع الطلبة البيض. 
ورفضت بعض الولايات -ومن lee‏ فرجينيا- الإذعان؛ في عام 
6» تقدمت طالبة سوداء من ريتشموند تدعى أليس جاكسن 
هيوستن إلى جامعة فرجينيا لدراسة الفرنسية فرّفض إلحاقها. 
)1( صدر حكم المحكمة العليا g VI‏ يكية في قضية Missouri ex rel Gaines)‏ 


a. (v. Canada‏ 1938 بأنه على الولايات» التي توفر مدرسة peed‏ أن توفر 
تعليمًا في الولاية للسود أيضاء وبدأت وقائع القضية حينما رفض مسجل 
كلية القانون في جامعة ميزوري وهو سيلاس وودسن كندا Silas Woodson‏ 
Canada‏ إلحاق لويد جينز Lloyd Gaines‏ )1911 - اختفى فى 1938( بالكلية 


لكونه أسود. 
63 


ورفع الاتحاد الوطني لدعم المَلوّنين وتطويرهم 6962 بالنيابة 
معونات لطلبة الدراسات العليا للدراسة في أي مكان إلا فرجينياء 
وا ستمرّت تلك السياسة حتى عام 1950. 


k‏ 3% عد 


غير أن فرجينيا الغربية قرّرت الدمج. وفي هدوءء وسرعة 
ودونما احتجاجء بدأ ثلاثة طلاب زنوج «ذوي قدرات غير عادية» 
دراساتهم العليا في جامعة فرجينيا الغربية بمرجان تاون في صيف 
سنة 1940. وكانت كاثرين ابنة الزوجين كولمن إحداهم؛ فكانت 
تلك شهادة لموهبتها الأكاديمية وقوة شخصيتهاء التى استطاعت 
الوقوف في وجه العزلة التي واجهت كل طالب أسود في خطوط 
الجبهة الأمامية بالحرب على التفرقة العنصرية. ولكنَّ درجة 
الماجستير سوف تستعصى على كاثرين مثلما سبق أن استعصت 
على دورو gearing‏ الدواسة الصف Gay's‏ كائرين Nol‏ 
برنامج الدراسات العليا بجامعة فرجينيا الغربية GUS pai‏ 
للحياة كزوجة وأم» وانتصر نداء الحياة الأسرية مرة أخرى على 
الطموح المهني. 

Col‏ والدا كاثرين زوجها جيمي معلم الكيمياء» الذي التقت 
به كاثرين فى أوائل عملها بالتدريس» وعشقا حفيداتهما الثلاث 
ee‏ لا حدوداله. لم ينل إيثار كاثرين للحياة الأسرية من فخر 
أبويها بمنجزاتٍ ابنتهما الأكاديمية على الإطلاق. لكن 5 ll‏ 
فكرت -مثلما فكرت دوروثي- إلى أين كان يمكن أن تأخذها 

64 


تلك الفرصة؟ هل تخيّلت ما كان لتصير إليه موهبتها لو اندفعت 
إلى أقصى ذلك الاتجاه؟ كانت كاثرين قد اتخذت قرارها قبل 
سنتين فقط» أما فرصة دوروثى الأولى والكبرى فكان قد مضى 
عليها تنح 15 عاما ولك abli‏ كافة jon‏ أن قوصة 
العمر في حياتها قد مضت بلا رجعة. 

ومع ذلك» سنحت لدوروثي فون في نهاية نوفمبر من عام 
11943 وهي في الثانية والثلاثين من العمرء فرصة ASE‏ كان من 
شأنها أن تُطلق فى نهاية المطاف العنان لقدراتها المهنية. جاءتها 
الفرصة متنكرة على هيئة إجازة مؤقتة من حياتها كمعلمةء أو 
على هيئة مهمة Gy pas‏ أنها سوف تتنهي وتعيدها مرة أخرى 
عندما Gey‏ صراع بلدها الطويل الدموي إلى فارمفيل التي 
عركتها. وسوف تجد ابنة الزوجين كولمن هي الأخرى -في نهاية 
المطاف- الفرصة الثانية نفسها في المستقبل؛ إذ تقتفي خطى 
دوروثي فون على طريق نيوبورت نيوز» مُحيلة صدفة لقاء صيف 
جرينبريير إلى شيء أشبه ما يكون بالقدر. 

خارج شبّاك حافلة جرايهاوند» بدأت تلال بيدمونت الرقيقة 
تستوي وتنبسط لتظهر عاصمة الولاية وتختفي» بينما يتقدم باتجاه 
دوروثي سهل منطقة تايدووتر الساحلي بسرعة أربعين ميلا 
في الساعة» وكانت إحدى أكثر يدن الطفرات yesa‏ 
وازدهارًا تفتح ذراعيها استقبالا للوافدة الجديدة. 


65 


الفصل الرابع 
النصرالمزدوج 


elei‏ دوزو قفون حافلة جرايهاوند في أمريكا وخرجت 
منها في أمريكا أخرى, لا تقل قلا وأملا وإحساسًا بالإثارة عا 
كانت لتجد نفسها عليه لو أنها مهاجرة قادمة من سواحل أجنبية 
غريبة. اضطرم عنقود المدن والقرى المحيطة بميناء هامتن رودز 
-مثل نيوبورت نيوز وهامتن في الشمال» وبورتسماوث ونورفوك 
وفرجينيا بينش في الجنوب- بالمهاجرين الداخليين. لقد مضى 
عهد الطبيعة الريفية في المنطقة أمام ف فيض الوافدين. ومن 
مناطق الغابات وصيد السمك والزراعة في ولاية أمريكية» بزغ 
فجر عاصمة عسكرية قوية» هي بمنزلة مركز عصبي فتح ذراعيه 
لمئات الآلاف منذ بداية الصراع حتى صار عمل أهل هامتن رودز 
الأساسي هوالحرب. 

كانت نيوبورت نيوزء بما فيها من مزيج هائل من أرصفة 
الفحم الشاسعة والسقالات والأوناش والأكداس العبقة بالدخان 
والقضبان والمصاعد والسفن المتراصّة في نهر جيمس» تبث 

67 


في نفس الواصل إليها من البر أو من البحر إحساسًا بعظم القوة 
المتركزة في أيدي الجيش الأمريكي» وحجم التصنيع وآلة الإنتاج 
التي لا يكاد يستوعب ضخامتها العقل» وكمال إمبراطورية 
صناعية عسكرية لا يضاهيها شيء في تاريخ الونسانية. حمّالون 
Shae‏ بالات يكدون UM! gle‏ واد الك Seat‏ 
بالمؤن والذخيرة مالئين بها السفن المعششة في مرافئها. 
وصفوف من عربات الجيب تتحرك إلى متون السفن فتشهد 
الأرصفة اختناقاتٍ مرورية أكثر تعقيدًا من التي تشهدها شو شوارع 
Sal‏ ويدفع الجنود فرق البغال إلى الممرّات» وتشحن أقفاص 
alias‏ بالكلاب البوليسية المعروفة بكلاب كيه ناين» (K9)‏ مع 
مرافقيها المخلصين من ذوي الساقين. 
كانت قوات الحلفاء تتمركز عند كامب باتريك هنري على بعد 
خمسة أميال على الطريق العسكري السريع لينقلها القطار إلى 
رصيف الميناء. حضرت الفسيفساء البشرية الأمريكية بتمامهاء 
diet‏ في شباب لم oh‏ عن طوق المراهقة إلا لمامّاء ومُمكَلة 
Wis‏ برجال في عز رجولتهم غادروا FU‏ مدن YI‏ وبلداتها 
الصغيرة وأريافها ores‏ على مدن الطفرات الحربية انصباب 
مطر الصيف. كانت أفواج الزنوج تتوافد من شتى أرجاء البلد 
وإحدى الكتائب كانت تتشكل بالكامل من الأمريكيين اليابانيين» 
والمجندون من الدول الحليفة مثل ضباط الخدمات الطبية 
الصينيين و«الفوج 215 يبي الأول» يتقدّمون إلى قيادات الميناء 
العسكرية قبل أن يستقلوا السفن» وقوات الجيش النسائية تقف 
مسلحة للتمام وأداء التحية. وكانت فرقة الميناء pip‏ الجنود 
68 


ب «بوجي ووجي يا صبي Oa‏ و«كارولينا في خاطري»» 
وانشيد المارسلييه»© وغيرهاء مما حرّك أنغام مئة قلب ووطن 
على ما بينها جميعًا من اختلافات. 

Ja من العمل‎ FAS فى مدينة الطفرة الحربية» فكان‎ Ui 
يرتدين ثياب العمل في محطات‎ Gay منظر النساء‎ ple النساء.‎ 
الوقود بعموم المنطقة حتى لم تعد تلتفت إليه الرؤوس. صرن‎ 
يُلمّعن الأحذية» ويعملن في مصنع بناء السفن» ويملأن المكاتب‎ 
الإدارية فى الوحدات العسكرية؛ ففى ظل وجود الرجال على‎ 
الجبهة؛ ملأت النساء الفراغ» ومضت المشروعات المحلية إلى‎ 
مستويات غير مسبوقة في تعيين النساء والإبقاء عليهن. ووظفت‎ 
وزارة الحرب النساء للعمل عارضات يقفن في واجهات متاجر‎ 
بإغراء غيرهن من النساء إلى‎ OSE سميث آند ويلتن بنورفوك‎ 
التقدّم للوظائف الحربية.‎ 

بين عامي 1940 119425 تضحم عرد Uae! OSS‏ رمن 
3 ألا إلى 576 ألفاء وذلك قبل أن تتضاعف أعداد قوات 
الجيش عشر مدّات من 15 ألما إلى ما يزيد على 150 ألمًا. بات 
الجيش يعمل على مدار الساعة -في نوبات ثلاث مدة إحداها 
ثمان ساعات- وجارته في ذلك الأنشطة الاقتصادية؛ فنشطت 
التجارة المحلية» بل sasl‏ نشاطها في بعض الحالات إلى أكثر 
)1( حققت أغنية (Boogie Woogie Bugle Boy?‏ نجاحًا ساحمًا في فترة الحرب 

العالمية الثانية» لفرقة نسائية شهيرة اسمها «الأخوات Andrwes? Gy tl‏ 


«Sisters 
.La Marseillaise » Carolina in My Mind (2) 


69 


مما ينبغي؛ فصار الزبائن يجدون أمامهم لافتة نضّها «اغسلوا في 
بيوتكم لو سمحتم في مصبغة نورفوك التي فاق الزبائن قدراتها 
على الخدمة. وأخذ مسرح نورفا في نورفوك يعرض أفلامًا من 
الحادية عشرة صباحًا حتى منتصف الليل» مغاليًا في عرض أفلام 
من قبيل «هذا هو الجيش» وكزابلانكا!"» فباتت الصور المتتابعة 
على الشاشة مهربًا وجرعة ذكورية من الوطنية. أمّا نشرات الأخبار 
-في ما قبل الأفلام وما بعدها- فحفلت بمغانم الأمريكيين في 
ميادين القتال. بل لقد كان لدى والت ديزني فيلم تحريك بعنوان 
«النصر عبر القوة الجوية» يُمجّد فضائل الطائرة بوصفها أداةً 
للحرب. وصارت البنوكء التي انهالت عليها الأموالء تبقى فاتحة 
أبوابها حتى وقت متأخر لصرف شيكات العمال. وكافحت أنظمة 
المياه ومحطات توليد الكهرباء والمدارس لملاحقة ازدياد عدد 
السكان . وأخذ الوافدون الجدد يصطمُون في أرتال طويلة للحجز 
في الفنادق لأيام تلو أيام. :وضاعف ملاك البيوت من الايجارات» 
ومع ذلك بقوا ينعمون بقائمة انتظار طويلة. 

ومع ذلك كلّه» لم يعكس شيء حجم الحرب ونطاق أثرها 
الاقتصادي على منطقة هامتن رودز مثلما عكستهما التنمية 
الإسكانية ذات التمويل الفيدرالي في الجانب الشرقي من نيوبورت 
نيوزء وكانت تلك المشروعات الإسكانية ترمي إلى تقليل النقص 
الحاد في مساكن العمال؛ إذ كان المهاجرون يصطفون لاستئجار 
واحد من 5200 من البيوت سابقة التصنيع القابلة للفك والتركيب 


Casablanca y This Is the Army (1) 


70 


التي تورّعت» فخصّص 1200 منها للسود في نيوسم بارك 
وأربعة آلاف منها للبيض فى كوبلاد بارك المماثلة تمامًا. وفى 
ما بين شارعي 41 565( وساي ae ee‏ وتشيستنت» 
أقيم أضخم fap‏ إسكاني دفاعي في العالم -حيث مدينتان 
صغيرتان منفصلتان بداخل مدينة- حلا لأزمة الإسكان في شبه 
جزيرة فرجينيا. 


وصلت دوروثي فون إلى نيوبورت نيوز يوم الخميسء وبدأت 
العمل في معمل لانجلي التذكاري لعلوم الملاحة الجوية في 
يوم الإثنين التالي. وكان في إدارة شؤون الأفراد ملف بالإسكان 
المتاح للموظفين الجدد» وقد ES‏ عرقيا بمنتهى الاعتناء 
ل«إقامة صلات لطيفة» و«تجنبًا للحرج». وأتاحت خمسة 
دولارات في الأسبوع لدوروثي مكانًا تفرد فيه طولهاء ووجبتين 
في اليوم» ورعاية رقيقة من فريدريك وآني لوسي» وهما زوجان 
أسودان في الستينيات من العمر. كان لدى الزوجين لوسي متجر 
بقالة» وكانا يفتحان للنزلاء بيتهما الرحب القائم على أطراف 
مشروع نيوسم بارك الإسكاني. وجدت دوروثي في ما حولها 
نسخة أكبر aS GL‏ وراءها؛ فالجانب الشرقى تسكنه أسر زنجية 
رقيقة في بيوت حسنة الأحوال تدير أنشطة تجارية مزدهرة» وفيه 
طبقة وسطى متنامية» وكثير من أهلها عمال في مصنع بناء السفن 
بدؤوا العمل قبل بداية الطفرة الحربية في المدينة. وعلى طرف 
المربع السكني المحتوي بيت لوسي» كان صيدلي قد اشترى 
قطعة أرض معتزمًا أن يقيم فيها أول صيدلية زنجية في المدينة» 
71 


بل لقد كان على مقربة مستشفى حديث ULE‏ إذ افتتح مستشفى 
ويتيكر التذكاري في وقت سابق من سنة 1943 بترتيب من أطباء 
سود وتنفيذ من معماريين سود. 

في ظل بُعد زوجها وأبنائهاء اقتصرت المساحة التي تعيش 
فيها دوروثي داخل البيت الرحب على غرفة واحدة» وباتت 
حقيبتها بمنزلة خزانة لهاء كما اختزلت وجودها اليومي إلى 
أبسط عناصره. كانت الأيام القليلة من تلك الفترة UGE‏ 
في أمر الاحتياجات الضرورية في حياتها الجديدة: موقع أقرب 
كنيسة ميتودية مشيخية» ومواعيد الوجبتين في موقع بيت لوسي» 
ووسائل المواصلات إلى العمل. 

كانت حافلات المدينة Ay ob sy‏ تتحرك من الصباح 
إلى الليل Set‏ بالركاب من قبل الفجر البرتقالي الوردي» حين 
كان الموظفون العاملون المنتهون من نوبة المقبرة'" يقابلون أولى 
طيور الصباح وهي تبدأ نهارها. لم يتضح احتدام الحرب في مكان 
مثل وضوحه في أماكن ازدحام الغرباء الحميمي وهم يتدافعون 
في بعضهم بداخل المركبات في خطوط سيرها المختلفة. ولا بد 
من أن التعامل مع الحشود في مكان محدود كذلك كان Aaa)‏ 
حتى في أفضل الظروفء UT‏ في ظل قوانين جيم كرو الملتوية 


)1( نوبة المقبرة graveyard shift‏ هي نوبة عمل dead‏ بين متتصف الليل وأولى 
ساعات الصباح. 

)2( قوانين جيم كرو Jim Crow‏ هي قوانين الفصل العنصري في الولايات 
المتحدة ة الجنوبيةء وقد وضعت جميعًا في نهاية القرن التاسع عشر وظلّت 
سارية حتى عام 1965. 


72 


المتعلقة بالنقل فقد باتت تلك المشاوير اليومية تحديًا حقيقيًا 
لجميع الركاب. كان البيض يركبون وينزلون من مقدمة الحافلة 
ويجلسون في القسم الأمامي الأبيضء وكان يُفترّض بالسود أن 
يدخلوا ويخرجوا من الباب الخلفي وتكون أماكنهم في المؤخرة» 
وراء خط المُلوّنين» على أن يتخلوا عن مقاعدهم للركاب البيض 
إن Stal‏ القسم الأبيض. وبسبب نقص مُحصّلي التذاكر عند 
الباب الخلفي» صار السود في غالبية الأوقات يركبون من الباب 
الأمامي فيكون عليهم أن laa‏ عبر القسم الأبيض وصولا إلى 
قسمهم» ثم يتدافعون من الخلف عبر الممر إلى مقدمة الحافلة 
عند مغادرتهم لها. وإذا حدث ووجد الركاب البيض أنفسهم في 
مرح a E‏ فقن كاد pear‏ 
بدورهم أن يشقّوا طريقهم إلى المقدعة SY‏ القائون كان يحظر 
le‏ البيضن استعمال الباب الخلفى: فلو أن تلك القوانين CES‏ 
لتقليل الاحتكاك بالمباعدة بين العرقين» فقد كان لها عمايًا أثر 
عكسي. 

حافلات مكتظة» وأسبوع عمل من ستة أيام» وجلبة مستمرة» 
وأعمال rly‏ ونقص في السكر والقهوة والزبد واللحم» وطوابير 
طويلة للحصول على أي شىء ابتداءً من مائدة لتناول الغداء إلى 
مط الوقية بي أفكان سن ges OLS‏ الا Sia‏ دن 
الطفرة الحربية بشتى أرجاء البلد أن دفعت SEL‏ العرقة 
المتوترة أصلا إلى نقطة الانهيار. حتى ذلك الحين» كانت هامتن 
رودز قد تفادت من النزاع ما حل بديترويت وموبايل ولوس 
آنجلس» ففي تلك المدن تفاقمت التوترات بين البيض والسود 

73 


الفضفاضة!!) ومهاجميهم من الجنود البيض في حالة لوس 
آنجلس) حتى بلغت المواجهات العنيفة. 

وفى حين أن السكان البيض فى مدينة الطفرة الحربية ريما 
أرجعوا تلك الصراعات إلى الحربء فقد ضجر الزنوج -قدامى 
العهد بالعداوة العرقية في أحيائهم الصغيرة- منها ورأوها معارك 
قديمة مكرورة. كان السود الذين يُضبّطون جالسين في أقسام 
:5“ الزحام دنا ode ‘ols,‏ غير قليل من منتهكي القانون 
OAH‏ من حافلات المدينة فتضرب الشرطة بعضهم. وقد وجه 
بعض أعضاء نادي السيدات المعروف باسمه الفرنسي اليه فيم» 
عليها السائقون تجاه نساء الزنوج يعدت اناب ع اتن حافلة على 
طريق بين نيوبورت نيوز و زنوجا aes‏ في الجيش من 
زي الجيش الرسمى قد تجاوزوا الحدود. a‏ على dias‏ 
استفزازهم» بل وممارسة العنف عليهم. 

استمرّت مقاومة الزنوج لذلك الظلم منذ أن رست السفينة 
الأولى بالأفارقة المُستعبّدين فى «أولد بوينت كمفورت» على 


)1( ال zoot suit‏ 5 للرجال من بنطال فضفاض عالي الخصرء وسترة طويلة» 
شاعت في cdg ol‏ والأقليات ae‏ خلال أريغينيات sa‏ 


.zoot suit riots الفضفاضة‎ 


74 


سواحل هامتن سنة £1609 غير أن الحرب -وما صحبها من 
خطاب- أنشأت وسط المجتمع الزنجي إحساسًا ملحا للمطالبة 
الد القديم المستحق الذي يدين بلدهم لهم به. «للبشر من كل 
معتقد ومن كل عرق أينما هم من العالم» الحقٌ في «أربع حريات»: 
حرية الكلام» وحرية العبادة» وحرية التخفف من الحاجة» وحرية 
التخفف من الخوف» حسبما قال روزفلت مخاطبًا الشعب الأمريكى 
في خطاب حالة الاتحاد سنة 1941. وألزم الولايات المتحدة 
بالقضاء ء على الطغاة الذين يحرمون الآخرين من حقوقهم؛ فانضمٌ 
الزنوج إلى أبناء وطنهم في الانقلاب على أهوال ألمانيا atl‏ 
على مواطنيها اليهود بتقييد أنواع المهن المسموح لهم بتولّيها 
والأنشطة التجارية المسموح لهم بإنشائهاء فضلا عن حبسهم في 
وحشية وحرمانهم من جميع حقوقهم في المواطنة» وإعمال الدولة 
فيهم Ul gl‏ من المذلة والعنف. وعزلهم في جيتوهات» ثم تشغيلهم 
فى نهاية المطاف حتى الموت بمعسكرات استعبداية والعمل على 
إبادتهم. كيف كان لزنجيٌ أن يتابع الإبادة الجارية في أوروبا دون 
أن يرى فيها نضال عرقه dee‏ منذ أربعة قرون ضد الحرمان والنبذ 
والعبودية والعنف؟ 

وجاء الأمر التنفيذي رقم 8802 وإنشاء لجنة ممارسات 
التوظيف المنصفة بانفجارة تفاؤل؛ fold‏ كثيرون من المجتمع 
الأسود في أن تكون بوابات الفرص قد بدأت تنفتح أخيرًا لكيلا 
تنغلق بعد ذلك ILI‏ ولكن» قبل قرابة co pie BM‏ كانت الحرب 
العالمية الأولى قد عدت هي الأخرى حدثا من شأنه أن يقصم ظهر 
التحيّز العرقي. «بوجود الآلاف من أبنائكم في المعسكرات وفي 

75 


فرنساء وبانتهاء هذا الصراع لا بد من VT‏ تتظروا آقل من PÄ‏ 
بحقوق المواطنة الكاملة - بمثل ما ينعم به كل مواطن آخر». 
بذلك تعهّد الرئيس وودرو ويلسن -ابن فرجينيا- للأمريكان 
السود خلال الصراع السابق. وحتى AT‏ كان الزنوج متأهبين 
لتقديم حياتهم ES‏ لإرثهم المستحق منذ أمد بعيد. ولكنّ الجيش 
منعهم من الخدمة مع البيض. معتبرًا إيّاهم غير أكفاء Uae‏ لشدائد 
القتال؛ فألحق أكثرهم بكتائب العمل» طهاة وحمالين وحفاري 
قبور. والقلائل» الذين حفروا طريقهم بأظافرهم حتى وصلوا إلى 
صفوف الضباط» ظلوا يستعملون مراحيض قذرة وأزياء مستعملة 
وحمّامات منفصلة le‏ ويتعرضون لاحتقار الجنود البيض. 
وكان من ينجو منهم Ee‏ من أخطار الميدان يخاطر بحياته إن سار 
في شوارع chs‏ بزيّه الرسمي. 

جاء جزء من معارضة تشارلز هاملتن هيوستن الثابتة للتمييز 
العرقي المنظم في أمريكا من تجاربه كجندي شاب في فرنسا 
خلال الحرب العالمية الأولى. كان الرجل» الذي سيصبح كبير 
المحامين في «الاتحاد الوطني لتعزيز MAN‏ وغيره من 
الود الو بن قن كرجه op Igo ai‏ اشياكات نها عل 
أيدي الضباط البيض. وغند رجوغه أخيدًا إلى OLY gil‏ المتحدة» 
او وس I sere‏ اا الا 
في قطار حينما رفض رجل أبيض ae cee acd‏ عا 
الطعام؛ فتذكّر تلك الواقعة في مقال كتبه سنة 1942 ونشر في 
بيتسبرج كورير قال فيه: «لقد شعرت بسعادة لعينة لأنني لم أفقد 
حياتي في القتال من أجل بلدي». 

76 


فى أثناء حقبة إعادة الإعمار التالية للحرب LY‏ كانت 
الحكومة الفيدرالية قد فتحت التوظيف أمام السود مثيرة حراكًا 
اجتماعيّاء خصوصًا في أوساط المتعلمين. وجاء إصلاح الخدمة 
المدنية في أواخر القرن لايع عشر فقلص الوساطة والفساد 
وأدخل نظام الجدارة الذي أفسح موطئ قدم أمام السود غير آنه 
حدث خلال رئاسة وودرو ويلسن أن فرض العزل العنصري ستارًا 
حديديًا على التوظيف الفيدرالي» وقضت قاعدة ترجع إلى عام 
1915 ا EEGs mole‏ 
العرق اعتبارًا صامًا فى اتخاذ قرار التعيين النهائى. وعبر نطاق من 
الهيئات متنوع تنوع مكتب الحفر" وهيئة البريد الأمريكية وإدارة 
البحرية» مارس موظفو ويلسن تطهيرًا للكشوف من المسؤولين 
السود في المناصب الرفيعة» ومن بقي من أولئك أزيحوا إلى 
مناطق معزولة عنصريًا أو إلى ما وراء الستار لكيلا يُضطر البيض 
من الموظفين أو الزائرين إلى رؤيتهم. 

كان عناد القوات الرافضة لاندفاع الزنوج إلى المساواة قد 
أسفر عن وجهه تمامًا في تعليق كتبه مارك إثردج محرر لويزفيل 
كورتير جورنال سنة 1943ء الذي كان أول رئيس للجنة روزفلت 
للممارسات الوظيفية المنصفة» فقد كتب ذلك الليبرالى الأبيض» 
الذي كثيرًا ما تعرّض للقدح بسبب دعمه تعزيز es‏ أنه Lod‏ 
من قوة على وجه الأرضء ولا حتى كل جيوش العالم EEA‏ 
)1( مكتب الحفر والطبع i» Bureau of Engraving and Printing‏ حكومية 

تابعة لوزارة الخزانة الأمريكية مهمتها تصميم عدد من المنتجات أبرزها فئات 

النقد. 


77 


ولا الحلفاء Vy‏ المحورء بقادرة على أن تُرغم البيض الجنوبيين 
الآن على القبول بإبطال مبدأ العزل الاجتماعي». لقد كان النظام 
القاضي بإبقاء السود في قاع المجتمع الأمريكي ضاربًا بجذوره في 
عمق تاريخ الأمة كأنه سد لا تنفذ منه مبادئ المساواة الأمريكية؛ 
فالمطاعم» التي كانت ترفض خدمة دوروثي فون» لم تكن تجد 
غضاضة في خدمة الألمان بمعسكر الأسرى المعتقلين في منشأة 
أسفل جسر نهر جيمس في نيوبورت نيوز. ذلك التناقض Bie‏ 
ما بين الزنوج -أفراد وجماعة- وبين هُويّاتهم الأمريكية» مضرمًا 
حربًا عارمة دائمة بين هُويّتهم الأمريكية وأرواحهم السوداء» لم 
يجهر بألم ذلك الوعي المزدوج صوت مثل صوت دبليو إي بي 
دوبوا في كتابه الكاشف «روح الشعب الأسود». 

رفض أعلى الرافضين السود Gyre‏ استيعاب ذلك التناقض» 
مساوين -بلا مواربة- بين العنصريين الأجانب» الذين تحركت 
أمريكا للقضاء عليهم» والعنصريين الأمريكيين الذين آثرت 
التسامح معهم. قال فيرنون جونز زوج زميلة دوروثي فون السابقة 
ألترونا ترينت جونز إن «جميع أشكال الوحشية التي اقترفها الألمان 
باسم العرق قد مُورست على الزنجي في جنوبنا وهو يتلقى خبزه 
اليومي' كان يرون جونز كا وواعظا با اعت في SO‏ 
في مسألة التقدم العرقي. كانت آراؤه راديكالية بالنسبة إلى saa}‏ 
ولكنَّ سياسته القائمة على عدم المهادنة في الفوارق العرقية من 
أي نوع سوف تترك أثرًا مباشرًا وغير مباشر على أعمال الحقوق 
المدنية فى الخمسينيات والستينيات. 

78 


رفضت الصحف السوداء -المنحازة بلا مواربة في كل ما 
يتعلّق بالزنوج- أن تفرض على نفسها الرقابة الذاتية» برغم تهديد 
الحكومة الفيدرالية بتوجيه اتهامات التحريض إليها؛ فكتب بي بي 
يانج مالك صحيفة نورفوك جايد آند جورنال في افتتاحية Dri‏ 
سنة 1942 يقول: «ساعدونا أن نحصل على شيء من بركات 
الديمقراطية هنا في الوطن قبل أن تقفزوا على عربة “الشعوب 
الحرة الأخرى/ وتطالبونا بالتقدم للموت في أراض غريبة» . وشأن 
كل ما Glas‏ بأمن السود وتعليمهم واقتصادهم وقوتهم السياسية 
واللإنسانية» عرضت الصحافة السوداء -بمنتهى الأمانة- جميع 
المشاعر المختلطة لدى قَرّائها تجاه الحرب. 

ففي رسالة بليغة بعثها جيمس طومسن. عامل المقهى البالغ 

ين ال 26 عاماء إلى صحيفة رح كوريزة رضن الشات 
المأزق الزنجي فقال: «لكوني EX yl‏ داكن البشرة» Op‏ هذه 
الأسئلة تسطع في ذهني: أينبغي le‏ أن أضحي بحياتي لكي 
أحيا نصف أمريكي؟... هل تستحق أمريكا التي أعرفها الدفاع 
عنها؟... هل سيعاني المُلوّنون الأمريكيون مثل ما انهال عليهم 
في الماضي من سوء المعاملة؟ هذه الأسئلة وغيرها بحاجة إلى 
أجوبة أريد أن أعرفهاء وأحسب أن كل أمريكي مُلوَّن ذي عقل 
يريد أن يعرفها». 

من أجل أي شيء نحارب؟ ذلك كان سؤال الواحد منهم 
للآخر. 

وتردّدت أصداء السؤال أسفل قبة قاعة أوجدن في معهد 
هامتن» وتردّدت في أقداس كنائس العماد الأول وعماد شارع 

79 


كوين وكنيسة المعبد الأسقفى الميتودي الإفريقى وآلاف 
الكنائس السوداء في أنحاء البلد» وحوّمت في هواء نادي منظمة 
الخدمة المتحدة بشارع كينج - وهو من المنظمات المعنيّة برفع 
الروح المعنوية في الوطن وعلى الجبهة» وهو أيضًا من الأماكن 
المعزولة عنصربًاء ففيه أندية للبيض وأخرى للسود وأخرى 
لليهود. وسيطرت تلك الأسئلة على عناوين بتسبرج كورير 
ونورفوك جورنال آند جايد وبلطيمور أفروأمريكان وشيكاغو 
السؤال سرًا tab or adhe‏ 598 فببلاغة وبعضب 
وبتشكك وبأمل. ما التاق aad CIS‏ تلاك ا د ارا 
العاشر»» أي لواحد من كل عشرة أمريكيين يشكلون أضخم 
جماعة أقلية فى البلد؟ 

لم يكن المحرضون الشماليون هم الذين يدفعون الزنوج 
إلى مساءلة بلدهم مثلما ود كثير من البيض أن يعتقدواء بل لقد 
كان مصدر إلهام الزنوج هو اعتزازهم بأنفسهم» ووطنيتهم» 
وإيمانهم العميق الملزم بالديمقراطية. ولم لا؟ فمن كان أعرف 
بالديمقراطية الأمريكية من الزنوج الذين عرفوا منها كل فضيلةء 
وكل رذيلة» وكل عيب» عرفوا صوتها ودقائقه» عرفوها في غيابها 
العميق الدائم عن حياتهم. كان العجز عن نيل بركات الديمقراطية 
هو السمة الأبرز حضورًا في وجودهم بأمريكاء فكانوا كلما 
قصدوا الكنائس في أيام الأحد يصلون للرب صلوات محمومة 
كي Ge‏ عليهم بإشارة تنبئهم أن الديمقراطية آتية إليهم. 

ولمّا أشارت إليهم الديمقراطية الأمريكية مرة أخرى بعد 


80 


هجوم بيرل هاربرا"» ER ARE A‏ ا 
في الحرب الثورية» والحرب CLAN‏ والحرب الإسبانية 
الأمريكية 6 والسريت:العالمية الأولى» ون كل رب أمريكية 
أخرى» واستنفروا للقتال من أجل مستقبل بلدهم ومن أجل 
أنفسهم. الكنائس السوداء وأندية الفتيات والأخويات السوداء 
والعصبة المدنية”» والمجلس الوطني للزنجيات» والعزاب- 
الأزواج» والسيدات الحرائر» والكليات السوداء في شتى أرجاء 
البلدء تحركت جميعًا في نظام غلب نظام الحكومة. وكانت 
الصحافة الزنجية بمنزلة سلاح الإشارة؛ تصل ما بين القيادة 


)1( تمثل واقعة الهجوم الياباني على قاعدة ميناء بيرل هابر Pearl Harbor‏ في 
هونولولو بهاواي في 7 ديسمبر 1941 نقطة فاصلة في تاريخ OLY I‏ 
المتحد ؛ ففى غداتها مباشرة تحوّلت من دولة محايدة إلى دولة مشاركة فى 
Gol‏ العالمية الثانبة. ويبقى Dyed‏ هاري :رنيرٌ فى الأذن الأمريكية لا يكاد 
يساويه إلا رنين 11١‏ سبتمبر). l‏ 

Revolutionary War (2)‏ )1783-1775( وتعرف أيضًا بحرب الاستقلال» 
وهي حرب نشبت في القرن الثامن عشر بين بريطانيا من جانب ومستعمراتها 
الثلاث عشرة. التي أعلنت استقلالها وأطلقت على نفسها اسم «الولايات 
المتحدة الأمريكية»» من جانب. 

Civil War (3)‏ حربٌ نشبت في الولايات المتحدة بين عامي 1861 و1865 
في إثر تولي أبراهام لينكن رئاسة أمريكا بين الشمال (الاتحاد) والجنوب 
(الكونفدرالية) وكان من أسبابها ا على استعباد السود» وانتهت 
بانتصار الشمال وتحرير السود وبدء مرحلة إعادة الإعمار. 

Spanish-American War (4)‏ نشبت بين إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية 
سنة 1898 . 

OA (5)‏ العصبة المدنية الوطنية National Urban League‏ سنة 1910 فى 
تيويورك عنظمة aa‏ تناضير aN‏ شيل التمبيد 
العنصري. 


81 


والقاعدة» مطلقة كلمة السر ليتحرك المجتمع الأسود في تناغم 
مع أمريكاء ÉSI‏ الأهم من ذلك أن يتحرك حركة ALS‏ موحدة. 
فكان كل عمل رجاءً في النصر النهائي. 

من شروخ وعيهم المزدوج الأبدي ظهرت فكرة النصر 
المزدوج» التي أوضحها جيمس طومسن في رسالته إلى بيتسبرج 
كورير. «فليعتنق الأمريكيون المَلوّنون النصر المزدوج» فالنصر 
الأول نصر على أعداء الخارجء والثاني نصر على أعداء الداخل. 
فمن المؤكد أن من يقترفون أفعال التحيّز القبيحة هنا إنما يسعون 
إلى تقويض نمط حكمنا الديمقراطي بقدر ما تسعى إليه قوات 
المحور». 


في اليوم الأول من ديسمبر سنة 1943ء وفيما أنهى زعماء الولايات 
المتحدة وبريطانيا العظمى وروسيا مؤتمرًا فى طهران خططوا فيه 
لغزو فرنسا في صيف 1944 - وهي العملية التي سوف يعرفها 
التاريخ ب «اليوم MD-Day‏ خطت دوروثي فون إلى ما وراء خط 
الْمُلوَّنِين في حافلة نقل المواطنين السريعة لتبدأ يوم عملها الأول 
في معمل لانجلي التذكاري لعلوم الملاحة الجوية. 


52 


الفصل الخامس 
قدر ناصع 


في أول يوم لها بلانجلي» قضت دوروثي فون oF Thrall‏ 
إنهاء الإجراءات الورقية الضرورية. رفعت يدها اليمنى مؤدية 
قسم الخدمة المدنية» مؤكدة وضعها الجديد كموظفة لدى اللجنة 
الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية. ولكنّ شارة الموظف 
-وهي دائرة معدنية زرقاء تشغل أغلبها صورة وجهها مع شعار 
ناكا المجنح في كلا الجانبين- هي التي ختمت على وضعها 
كعضو في النادي حاملة LL‏ تتيح لها الوصول إلى منشآت 
المعمل. توجهت دوروثي فون داخل حافلة لانجلي المكوكية 
إلى مقصدها النهائي في المنطقة الغربية من المعمل. 

وكتب مشارك ساخر في نشرة الموظفين» التى تصدر أسبوعيًا 
بعنوان pl‏ سکوب» قائلا: «لئن Gly‏ مسؤول التعيين ملائمًا أن 
age‏ إليك بأرض الهجران القصيَّة» أرض الأهوار والبعوض بلا 
عدد» الأرض المعروفة بين الناس بالمنطقة الغربيةء فلا تلعنه» 
بل تسلّح بحذاء طويل الرقبةء وتنيّه به إلى أن الاستضافة مدفوعة» 

83 


وامض UL‏ في ترحالك إلى البريةء Sy‏ والمرارة من سوء 
القدر». 

منذ تأسيس المعمل في عام 1917» ترکزت عملياته على 
حرم قاعدة ميدان لانجلي العسكرية القائمة على ضفة نهر باك 
في هامتن. بدأ المعمل في المبنى الإداري بنفق رياح وحيد» ثم 
كبر إلى أن دفعته حدود الفضاء إلى التوسّع غربًا ليشمل أراضي 
شاسعة ترجع ملكياتها إلى مزارع الحقبة الاستعمارية. ولا يزال 
بعض أبناء هامتن يتذكرون كيف أنقذ غرباء الأطوار العاملون 
في المعمل بلدتهم من اليأس الاقتصادي في حقبة حظر تداول 
الكحول”"؛ ففي ظل الضخامة النسبية لعدد مواطني هامتن الذين 
يعيشون على صناعة الخمور في أوائل القرن العشرين» كان طبيعيًا 
أن يكون القحط الكحولىيء الذي استشرى فى ALS‏ مدمرًا. كان 
بجانبه حوت تجارة المحار فرانك دارلئج صاحب شركة (جيه 
إس دارلنج وولده)» التي كانت ثالث أضخم شركة لتعبئة المحار 
في العالم» وكانت تلك المجموعة تسعى سرًا إلى شراء الأراضي 
التي كانت في يوم من الأيام مساكن لأبناء فرجينيا الموسرين» 
ومنهم جورج PL‏ كان هولت يوثق الأراضي ويبيعها للحكومة 
الفيدرالية من أجل ميدان الطيران والمعمل. وكتبت الصحيفة 
)1( استمرّت فترة حظر تداول الخمور في الولايات المتحدة بين عامي 1920 

و1933. 
George Wythe (2)‏ )1806-1726( أول أستاذ أمر يكي للقانون» وباحث قانون 

Gy‏ وقاض في فرجينيا. 


84 


المحلية تقول إن «مستقبل هذا القسم الحبيب من فرجينيا يصتع 
الآن». وكان ذلك أضخم ما تشهده المنطقة منذ أن أنشأ كوليس 
“Nm‏ مصنع بناء السفن في نيوبورت نيوز. كان المواطنون في 
غاية السعادة ب«طاقة الحياة» المنبعثة من الأموال الفيدرالية» فلم 
يحسدوا هولت وأصدقاءه في عملهم على الربح الهائل الذي 
حمّقوه من مضارباتهم العقارية. 

بدأ البناء الجدي للمنطقة الغربية في عام 1939. ولمّا وصلت 
دوزو ى وة ركات الخافلة الكو ك إلى Pal Ale‏ الي 
pets‏ الذي Js‏ جانبي الحرم» انفتح المجال sis‏ عن oil‏ 
غريب قولف من بنايات عن طابقين مقانة Bute‏ ن 'الطوت 
ومواقع ely‏ مُمهّدة فيها Ole‏ ناقصة تمتد في أراض لم تزل غالبيتها 
ادكه وخر وكان ct‏ من وزاء Ae dol‏ دوب 
من عقل جي إتش ويلز». اكتمل إنشاء ذلك المضمار الهوائي 
المُسّى ب النفق فائق السرعة 16 قدمًا قبل سنتين من الهجوم 
على بيرل هاربر» وكان يُشكل دورة مستطيلة طولها ثلاثمئة قدم 
وعرضها مئة قدم. Ley‏ كان يضيف إلى السمت المستقبلي لذلك 
الأفق أن جميع مباني الجانب الغربي -بل وجميع مباني المعمل 
Collis Potter Huntington (1)‏ )1900-1821( أحد الأربعة الكبار The‏ 

Big Four‏ الذین أقاموا السكك الحديدية في الغرب (Sel‏ وكانت له 

استثمارات كبرى فضلا عن السكك الحديدية. 


H. G. Wells (2)‏ )1946-1866( كاتب الخيال العلمي البريطاني الشهير» 
صاحب «آلة الزمن» و«الرجل الخفي» وغيرهما. 


55 


في حقيقة الأمر وكل ما في القاعدة- كانت قد طَلِيت بالأخضر 
الداكن في عام 1942 لتمويهها وقاية من أي هجمة مُحتمّلة من 


قوات الميحؤن. 
مضت الحافلة المكوكية فى مساراتها بالجانب الغربى» متوقفة 
oa‏ دورو عند الات ی يشي می مبنی المخزن. 


ented oie. et Sel‏ أي دان أماكق الماتمل عرد 
المميزة؛ بضعة شبابيك ضيقة مطلة على أعمال البناء المحمومة 
الجارية بالخارج» بضعة مصابيح سقف ساطعة عالية» طاولات 
حكومية متماثلة مُرتبة على غرار طاولات الفصول الدراسية. 
وحتى قبل أن تعبر دوروثي باب المبنى» الذي سيكون مكان 
عملها على مدار الفترة المحددة» كانت تسمع موسيقى اللات 
الحاسبة داخل الغرفة ae‏ كلم قووف متخ الكلة زرا لجان 
رقم» ودقة للرد على مفتاح العمليات» وسلسلة دقات كاملة عندما 
acd Dh Gea aa‏ 
بغرفة تدريب مجموعة عازفي الإيقاع في فرقة موسيقى الجيش. 
cal all cals‏ ن acd ll‏ القن Ud oles baat‏ 1 

على بحوث الملاحة الجوية» في أكثر مستوياتها خشونة» من 
مجموعة الحسابات المركزية في الجانب الشرقي إلى مجموعات 
الحاسبات الصغيرة العاملة في أنفاق رياح معينة أو مع مجموعات 
هندسية. الفارق الوحيد بين الغرف الأخرى فى لانجلى والغرفة» 
التي كانت تدخل إليها دوروثي» هو أن النساء الجالسات إلى 
الطاولات (منهمكات في العمل على آلاتهن للإجابة على سؤال 
واحد هو: ما الذي يجعل شيئًا يطير؟) SS‏ سوداوات. 

86 


كانت بيضاوات كلية المعلمات القائمة أمام بيت دوروثي في 
فارمفيل» وشقيقاتهن في مدارس من قبيل سويتبريار وهولينز 
وكلية نيوجيرزي للنساء» يعملن معًا فى وحدة حسابات المنطقة 
الشرقية. وفي مكتب حسابات المنطقة الغربية» حيث كانت 
دوروثي fas‏ العمل» كانت عضوات سمفونية UY‏ الحاسبة 
آتيات من كلية ولاية فرجينيا للزنوج وأركانسو آيه إم آند إم ومعهد 
هامتن. أوشكت الغرفة المخصصة لاستيعاب قرابة عشرين موظفا 
على الامتلاء؛ فقد شغلت مريام مان وبيرل باسيتي وإيفيت براون 
وثيلما ستايلز وميني مكجرو المقاعد الخمسة الأولى في نهاية 
مانو ley‏ عداو AJM tN gt‏ لشفت إلى ehea‏ 
خريجات فصل التدريب بمعهد هامتن الهندسي للنساء» فضلا 
عن نساء من أماكن tall‏ مثل ليزي هنتر خريجة جامعة بريري فيو 
في تكساس. وكثيراتٌ جئن إلى الموقع -شأن دوروثي- بسنوات 
خبرة في التدريس. 

جلست دوروثي بينما ترحب بها النساء وسط هدير الآلات 
الحاسبة» وعرفت -بلا سؤال- أنهن جميعًا ينتمين إلى اتحاد 
الكليات السوداء cana‏ واتحادات الخريجين» والمنظمات 
المدنية» والكنائس. كانت كثيرات منهن ينتمين إلى منظمات 
الحروف اليونانية» مثل «دلتا سجما ثيتا» أو «ألفا كابا ألفا» التي 
انضمت إليها دوروثي في ويلبرفورس. وبضمانهن وظائف في 
قسم الحسابات الغربي بلانجلي» صرن الآن منتميات إلى أحد 


)1( ويقصّد بها الجمعيات الطلابية فى الكليات والجامعات. 


87 


أشد أندية العالم النسائية انتقائية لعضواته. في عام 11942 كان ./2 
فقط من السوداوت حاصلات على درجات جامعية» و/60 منهن 
أصبحن معلمات فى مدارس ثانوية وابتدائية عامة فى الغالب» 
وصفر بالمئة من خريجات الكليات لعام 1940 هن اللاتي أصبحن 
مهندسات. ومع ذلك» ففي حقبة لم يحصل فيها غير /10 فقط من 
البيضاوات وما لا يصل إلى ثلث الرجال البيض على شهادات 
جامعية» عثرت حاسبات الغرب على وظائف» وعثرت إحداهن 
على الأخريات في «أفضل وأضخم مركز بحثي متخصص في 
الملاحة الجوية في العالم». 

فى مقدمة الغرفة» شأن المعلمات» جلست اثنتان من حاسبات 
المنطقة الشرقية السابقات» هما مارجري حنارئيسة قسم الحسابات 
الغربي ومساعدتها بلانشيه سبونسلر. التحقت مارجري -الطويلة 
teas‏ زاكع gall‏ كاف ا E‏ ا es PR‏ 
1939 بعد التخرج في جامعة ولاية إيداهو. لم يمض على ذلك 
وقت كبير حتى تنامت وحدة حسابات المنطقة الشرقية» فلم تعد 
ذلك المكتب الصغير الذي شغلته من قبل مع بيرل يانج. CSE‏ 
يانج في عام 11922 ولفترة شارفت على عقدين» كانت المرأة 
الوحيدة التى تعمل مهندسة فى المعمل» وصارت المحررة التقنية 
فيه (أو «الناقدة الإنجليزية» بحسب ما كان يُطلّق عليها في العادة)؛ 
فكانت تُدير فريقًا صغيرًا غالبيته من النساء ومسؤوليته هي وضع 
معايير تقارير ناكا البحثية. فرجينيا SU‏ التي ارتقت إلى منصب 
كبيرة المحاسبات» كانت تدير جميع eile‏ لانجلي الحسابية» 

88 


التي تقوم بها أكثر من مئتي امرأة» وتشرف على مارجري حنا وبقية 
رؤساء الأقسام. كان العمل» الذي يأتي من قسم معين» غالبًا ما 
ينتقل من قمة الهرم إلى أسفل: فمن المهندسين إلى فرجينيا تاكر 
بتكليفات حسابية تعهد بها إلى رئيسات الأقسام التابعات لها 
فيقشّمن العمل على البنات في أقسامهن. وبمرور الوقت قد يأتي 
المهندسون Btls‏ بحساباتهم إلى رئيسة القسم أو حتى إلى بنت 
معينة يروق لهم عملها. 

في ظل نقص العمالةء الذي نال من قدرة المعمل على تنفيذ 
مهام حساسة ومطلوبة على وجه السرعة» مثل تقليل مقاومة 
الطيران وغيره من الاختبارات المُصمّمة لتحقيق أكبر قدر من 
القوة والأمان والكفاءة للطائرات العسكرية» أضافت حاسبات 
الغرب عقولا كانت الوكالة في أمس الاحتياج إلى إضافتها 
للجهد البحثي المتزايد. خططت ناكا لمضاعفة حجم منطقة 
لانجلى الغربية على مدار السنوات الثلاث التالية» بل وأنجبت 
الأم pe‏ معملين جديدين» هما معمل آيمز للملاحة الجوية 
في ميدان موفيت بكاليفورنيا سنة 1939» ومعمل بحوث هندسة 
الطائرات في كليفلاند بأوهايو سنة 1940. واستنزف المعملان 
موظفي لانجلي -ومنهم الحاسبات- لتكوين عمالتهما. واندفعت 
الوكالة لمجاراة المعجزة الإنتاجية المتمثلة فى صناعة الطائرات 
الأمريكية» التى انتقلت من احتلالها المرتبة العالثة والأربعين بين 
أضخم sebal‏ الأمريكية سنة 1938 لتصبح الصناعة الأضخم 
في العالم سنة 1943. 

89 


كان معمل لانجلي في أغلب فترة وجوده منشأة عمليات 
صغيرة ومحدودة» ثم بات معمل لانجلي -وهو قاطرة وكالة 
ناكا كلها- مؤسسة بيروقراطية متعددة الطبقات عامرة بالوجوه 
الجديدة. ٠‏ ومع تنامي المجموعات الهندسية عددًا وتعقيدًا؛ أصبح 
روتين الموظفين اليومي أقل ارتباطا بثورات المعمل ككل وأكثر 
راطا غات العمل E ER‏ ار طون اي 
متلامسي المرافق مع ااا نفسهم في أثناء تناول قهوة 
الصباح» ويتناولون الغداء فى الوقت المخصص لهم داخل 
المقهى كمجموعة. وا خان leo‏ فى المساء مستقلين حافلة 
مكار كه و أخدك ا کی کک کے ا 
من ملخصات محاضرات أعلام الملاحة الجوية إلى نتائج دوري 
الكرة اللينة الداخلى وجدول الرقص فى «نبالة البقرة الخضراء» - 
وهو ناد اجتماعي للعاملين البيض العصريين في المعمل. كانت 
النشرة الأسبوعية تحرص على إعلام الموظفين بالمستجدات 
والأنشطة المستمرة ة وتعمل على رفع الروح المعنوية» وإن لم 
يكن سهلا على الموظفين أنفسهم -في تلك السنة اللاهثة التي 
أوشكت فيها عمالة المعمل على التضاعف- أن يستوعبوا التأثير 
الكامل للمهمة غير المعتادة» التي تقوم بها مؤسستهم» أو للجمع 
الاستثنائي لمن ينفذون تلك المهمة. 

ولکن» قبل شهر واحد من رحلة دوروثي من فارمفيل» غطت آير 
سكوب زيارة يوم واحد قام بها فرانك نوكس إلى المعمل. اتجه 


Frank Knox (1)‏ (1944-1874) وزير البحرية في ظل رئاسة فرانك دي روزفلت 
وفي غالب فترة الحرب العالمية الثانية. 


90 


0 موظف إلى معمل بحوث الهياكل -وهو مبتى كهفي يقع 
مقابل مبنى المخزن- للاستماع إلى خطبة نوكس, الذي بدأ بتهنئة 
ناكا على قيادتها جميع الوكالات الفيدرالية في شراء الموظفين 
للسندات الجر وي :الخ الاجر هما بن طراج البريد 
الحربية المعروضة للبيع في مدرسة موتون”"» وآثنى على البحث 
الذي نجح في تحويل نموذج طائرة مقاتلة بائس إلى سلاح «بطيء 
لكنه قاتل». هو سلاح إس بي دي دونتلس» الذي كان قوة حاسمة 
في انتصار البحرية بمعركة ميدواي في يونيو 1942. 

قال نوكس: «إنكم أيها الرجال والنساء العاملون هنا بعيدًا عن 
دوي الطبول والمدافع» العاملون بقدراتكم المدنية عملا ينسجم 
ومهاراتكم المتخصصة. إنما أنتم تحققون النصر في نصيبكم من 
الحرب: أعنى معركة البحث؛ فهذه حرب تُخاض فى المعامل 

مثلما تخاض فى ميادين القتال». 
كان الموظفون منتشرين من أقصى القاعة إلى أقصاهاء ومن 

مقدمتها إلى مؤخرتهاء كتلة تعبئ فضاء القاعة الضخم تعبئة الغاز 

لمنطاد الهواء الساخن. ووقف نوكس» نقطة فى أقصى القاعة» 

)1( تحوّلت مدرسة روبرت موسا موتن الثانوية الواقعة في فارمفيل إلى متحف 
بالاسم نفسه» وهو اسم أحد المعلمين الأمريكيين الأفارقة البارزين. 

)2( كانت طائرة SBD Dauntless‏ طائرة الاستطلاع والطائرة المقاتلة الرئيسية 
التي استخدمتها الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية في ما بين 1940 
و1944. ويشير النص لاحمًا إلى أن هذه الطائرة كانت حاسمة في معركة 
ميدواي Battle of Midway‏ التي وقعت في المحيط الهادي بين 4 و7 يونيو 


2 بعد أيام من هجوم بيرل هاربر وانتصرت فيها البحرية الأمريكية على 
أسطول ياباني مهاجم. 


91 


أمامه منبر ووراءه علم أمريكي عملاق. هيمن الرجال البيض 
على الجمع من الأمام إلى الخلف وقد ارتدى أغلبهم القمصان 
وربطات العنق أو السترات والبذلات» وحضر عدد غير قليل منهم 
مرتدين أوفرولات العمال والميكانيكية» وعلى جانب في مقدمة 
القاعة عددٌ من لابسى السترات. والشارات ينظق Sb‏ أصحابها 
حماة الوزير وبطانته. أما الأطفال النوابغ في ذلك اليوم -من أمثال 
جون دي بيرد» وفرانسيس روجالو» وجون بيكر الذين ذاعت 
أسماؤهم بالفعل باعتبارهم من أهل القمة في المجال- فجلسوا 
مبتسمين في الصفوف التالية. وفي الركن الأيسر من القاعة احتشد 
عشرون أو نحو ذلك من الرجال السود وقوفا وقد ارتدى جميعهم 
المعاطف والأوفرولات» وبالغ بعضهم في التأنق باعتمار قبعات 
deb‏ الصحف2 أو القبعات عريضة الحواف. وتناثرت النساء 
البيضاوات وسط الجمع؛ فكثيراتٌ منهن في الصف الأمامي» 
وقد اكتملت جيباتهن الواصلة إلى الركب بأحذية عملية يمكن 
أن تقوم مقام عربات الثيران للرحالة في حرم لانجلي» ومن حول 
جون بيكر المزيد من وجوه النساءء فمنها الوجوه البنية المتطلعة 
من منتصف القاعة» ثيلما ستايلز مبتسمة» بيرل باسيتي نظارتها 
تعكس إضاءة الكاميراء رأس مريام مان يكاد يظهر وسط أكتاف 
الحاضرين. من كان ليتصور أن مزيجًا كذلك -من السود والبيض 
والذكور والإناث وأصحاب الياقات البيضاء والزرقاء والعاملين 
بأيديهم والعاملين بالأرقام- ممكن بالفعل؟ ومن كان hd‏ أن 


مدينة هامتن الجنوبية بولاية فرجينيا هي مكان وجوده؟ 
(1) قبعات بائعي الصحف newsboy caps‏ أشبه ما تكون بالبيريه. 


02 


بعد الخطبة» سارت نساء حسابات الغرب إلى المقهى. كان 
الموظفون ممّن لم يروا بعضهم قط لعملهم في جماعات أو 
مبان مختلفة» قد يتصادفون فى المقهى فيلمحون هناك هنري 
ودار كرس ناكا( انار صون مكو Tedoen‏ 
ربما تثقب آذانهم كلمات تقريع من جون ستاك المشرف على 
أنفاق الرياح المختصة ببحوث السرعة الفائقة. ثلاثون دقيقة قبل 
الرجوع إلى العمل. ما يكاد يكفي غداءً ساخنًا وحديثًا عابرًا. 

كانت غالبية الجماعات تجلس معًا بحكم العادة» Lil‏ جماعة 
حاسبات الغرب فجلوسهن معًا بالأمر؛ إذ كانت على مائدة 
في مؤخرة المقهى لافتة ورقية بيضاء توجههنء وقد أعلنت 
حروفها السود التراتبية المتبعة فى غرفة تناول الغداء: الحاسبات 
السوداوات. تلك كانت اللافتة الوحيدة في مقهى المنطقة الغربية 
فلم يكن يُملى على أي جماعة أخرى مكان جلوسها على ذلك 
النحو. ولم يكن البوابون والسعاة بل وعمال المقهى أنفسهم 
يتناولون غداءهم في المقهى الرئيسي. وكانت حاسبات الغرب 
هن العمالة السوداء الوحيدة في «fore‏ فلم EX‏ يتعرضن 
للعزل بالضبطء لكنهن أيضًا لم EK‏ يحظين بالاحتواء. 

هي تراتبية الفروق العرقية» فلم تكن اللافتة غريبة أو شاذة 
عن المألوف. لم تكن نذيرًا بالعنف العرقي الذي قد يندلع من 
العدم فيضرب حتى أكثر الزنوج ULI‏ اقتصاديًا شأن الكيروسين 
Lat 3‏ على جمرة مكتومة النارء بل كان ذلك أقرب إلى الفصل 
الطبيعي» الذي تعلم السود على مدار العقود أن يتسامحوا معه بل 
وأن يقبلوه لكيلا يعطلوا مراكب حياتهم اليومية السائرة. ولكن. 

03 


فى البيئة الرفيعة داخل المعمل» الذي اختارهن لما يتمتعن به من 
ڈراک عق کا ais‏ عامنة بريد عل 
تجو le‏ 

حاولن أن يتجاهلن اللافتة» ÉS‏ ينحينها Say Ble‏ يتناولن 
الغداء متظاهرات بعدم وجودها. في المكتب SE‏ يشعرن بالتساوي» 
لكن فى المقهىء وفى الحكّامات المخصصة للمُلوّنات» كانت 
اللافتات تذكرهن أنه حتى في يوتوبيا حكم الجدارة المتبع في 
الخدمة المدنية الأمريكيةء وحتى بعد الأمر التنفيذي رقم 8802 كان 
البعض أحظى بالمساواة من البعض. حتى الاسم المُسكن» الذي 
Se‏ به المجموعة» كان يتسم في آن واحد بالوصفية وينطوي 
على قليل من الخدا > ويتيح للمعمل أن يلتزم بقانون التوظيف 
المنصف» فقد كان اسم حاسبات الغرب وصفًا عمليًا بسيطًا 
لخريطة المؤسسة - وهو في الآن نفسه استرضاء لقوانين فرجينيا 
التمييزية الحريصة على بقاء حالة المنفصلين-و-المتساوين. 
كانت لافتة المقهى دليلا على أن القانون» الذي مهد الطريق لعمل 
حاسبات ae‏ الى ل oN‏ افيه قوانين 
الولاية التي كانت تبقيهن في مكانهن المنفصل. لقد فتح باب 
المعمل الأمامى» ولكنَّ أبوابًا كثيرة وراءه بقيت مغلقة» كباب قاعة 
آن cil‏ وهي عنبر العزباوات البيضاوات العاملات في لانجلي. 
وفي حين كانت دوروثي تقطع عدة شوارع سائرة كل صباح من 
بيت لوسى إلى الحافلةء كانت لنساء ذلك العنبر خدمة حافلات 
خاضة. لم يكن بأيذيهن ما يفعلنه حيال ذلك» أو.حيال ple‏ 
«الفتيات الملونات» المنفصل. ولكن تلك اللافتة في المقهى... 

94 


مريام مان هي التي قررت في نهاية المطاف أن الأمر يفوق 
الاحتمال. «اليوم للافتتي HLT‏ كذلك قالت وهي تدخل المقهى 
ناظرة إلى BY‏ مائدتهن في مؤخرة القاعة. لم يكن طولها يتجاوز 
خمس أقدام» فلم تكد قدماها تلمسان الأرض حينما جلست» 
GS‏ مريام مان كانت ذات شخصية تفيض عن ضآلة جسمها. 

راقبت حاسبات الغرب زميلتهن وهي تزيل اللافتة وتلقي بها 
في جوف حقيبتهاء فكان ذلك الفعل العصياني البسيط ملهمًا 
eb,‏ على القلق وباعتًا أيضًا للقوة. مضى طقس تناول الطعام 
كدأبه فبدا ذلك عبشا لص و 
Hay o Ue AL (LY ald‏ در الايد ove‏ 
أخرى مطابقة» لم تقل حروفها الجديدة في وعيدها السافر عن 
سابقتها. 
00 الغرب a E aa ee‏ وفيما 
ىسيعو الوط كله كايك ار ران fed‏ قري 
جلين إل مارتن بقاعدة صناعة الطائرات في بلطيمور المسؤولة عن 
أيرين مورجان إلى بيتها بفرجينيا في حافلة جرايهاوند لزيارة أمهاء 
ولكنها اعتّقلت في رحلة رجوعها إلى بلطيمور لرفضها التراجع 
إلى قسم المُلوّنين. تولى صندوق الدفاع القانوني في الاتحاد 

05 


الوطني لتعزيز الملوّنين القضية وخطط لاستغلالها في مواجهة 
قوانين الفصل العنصري السارية على وسائل المواصلات بين 
الولايات. وفي عام 11946 قضت المحكمة العليا في قضية 
مورجان ضد فرجينيا Ob‏ الفصل العنصري في الحافلات العابرة 
بین الولايات غير قانونی. لکن» Gl‏ أمل كان يُرجى لحاسبات 
الغرب في رفع قضية فيدرالية بشأن أمر تافه تفاهة مقهّى في 
كافيتريا؟ إذ كان الأرجح أن من يحرص على تكديس المائدة 
باللافتات قد يرى فى تلك الحالة أنه of‏ الأوان للتخلص من 
مثيرات الشغب. ولقد قال ولیم لزوجته مريام ليلا وهما OV slay‏ 
العشاء: «سيفصلونك من أجل هذه اللافتة يا ميريام». كانت حياة 
الزنوج في أمريكا سلسلة لا تنتهي من التفاوضات: متى يتحتم 
القتال ومتى يحسن الاستسلام. وقرّرت مريام أن أوان القتال قد 
حان» فردّت على زوجها قائلة: «دعهم يفعلونها». 


كان آل مان يعيشون في حرم معهد هامتن. وبرغم أن السود كانوا 
أغلبية طلبة المعهد. فقد كان رئيس المدرسة وكثير من معلميها 
بيضا. كان مالكوم مكلين -الإداري السابق في جامعة مينيسوتا- 
قد تولى رئاسة المدرسة سنة 1940 Saol g‏ على أن تكون تركته هي 
التزام المدرسة التزامًا كاملا بالإسهام في المجهود الحربي. وفيما 
كان معمل الملاحة الجوية يتوسع غربًا ليُلبّي احتياجات الحرب» 
كان توأمه -ميدان لانجلى- يستهدف التنامى لمجاراة الطفرة 
في عمليات القوات الجوية. وكان أحد رجال البر والإحسان 
في بوسطن قد تبرع لمعهد هامتن بمزرعة سابقة عرفت بمزرعة 
06 


شلبانكس. فانّخذت معملًا زراعيًا للطلبة الهنود والزنوج في 
المدرسة. في عام 1941ء أشرف مالكوم على بيع الأرض البالغة 
مساحتها 770 أكرًا للحكومة الفيدرالية ليجعل منها ميدان لانجلى 
أكبر قاعدة جوية في العالم. 

بتوجيه من مالكوم» أقامت الكلية أيضًا مدرسة التدريب البحري 
الأمريكية, Sj‏ حرم المدرسة فعليًا إلى قاعدة جوية عسكرية. 
الجميع وخروجهم. وجاء من شتى أرجاء البلد ما يزيد على 
الطائرات See g‏ القوارب. وبعد «sus‏ كان الخريجون 
يتوجهون إلى الخدمة الوطنية في قواعد مثل محطة نهر باتوكسنت 
الجوية البحرية في ميريلاند» وهي المرحلة الأولى في أنشطة 
اختبارات الطيران في البحرية. أصرّت هامتن على أن تتصدّر جميع 
الكليات السوداء في توفير برامج الهندسة والعلوم والإدارة الحربية 
التي تخرجت فيها أولى حاسبات الغرب. تزاحم الرجال والنساء 
قادرة على «أن تكون أكبر فتح للأقليات يشهده التاريخ». 

رأى كثير من بيض المنطقة في ماكلين رجلا تقدميًا على نحو 
مقيت» بل وخطر. بسبب دعاواه الزاعقة إلى دعم الإسهام الزنجي 
في الحرب. وإن لم يؤجج نار غضبهم عليه شيء بقدر ما أججها 

97 


boy‏ الكليات البيضاء في خطبه على توظيف الأساتذة الزنوج» 
ويستقبل في مقرّه الرئاسي (المعروف ب منزل القصر) الضيوف 
البيض والسود» بل ويسمح بالتدخين. فضلا عن مضيّه 0 2 إلى حد 
Oe eee hes‏ ل Pa‏ متحديًا الطبقة 
بضرورة تعزيز موقع الزنوج في ا ریک ees‏ 
حقيقيًا لمعتقدات النصر المزدوج. 

لم يكن هنري ريدء المهندس المسؤول عن معمل لانجليء 
تحريضيًا على الإطلاق. كان خريج هندسة إلكترونية بسيطاء درس 
في معهد وورشستر بوليتكنيك بمساتشوستس» وصار بمنزلة سفير 
قدير للمعمل المشبّع بالیانکی''» IS‏ يرد على دعوات حضور 
افتتاحات الجسور في المنطقة بمثل الاهتمام والسرعة التي يراسل 
بهما أورفيل Meu‏ كان يحتضن نادي هامتن ونيوبورت نيوز 
کیوانیس بقدر ما احتقرهما مكلين. ومع ذلك كان الرجلان من 
بعص الجوانب من طينة واحدة؟ فكلاهما شغوف بمجال calas‏ 
وكلاهما عملى بطبيعته» وكلاهما كان قادمًا-إلى-هناء أي وافدًا 


(1) يشيع أن «اليانكي» Yankee‏ وصف ازدرائي للأمريكي. لكنّ قاموس وبستر 
يحدد ثلاثة معانٍ للكلمة. أولها ابن نيو إنجلند أو ساكنهاء والثاني ابن شمال 
الولايات المتحدة أو ساكنه» والثالث ابن الولايات المتحدة عمومًا اا 
Ags‏ بان الاستعمال القديم للكلمة كان ازدرائيًاء ثم تطوّر استعمالها حتى 
تجاور استعمالان لهاء أحدهما ازدرائي والآخر محايد لا شبهة ازدراء فيه» بل 
abel‏ ينطوي على تقدير» وكلاهما يعني «أمريكي» وحسب. 

Orville Wright (2)‏ )1948-1871( أحد الأخوين رايتء والثانى هو ولبور 
١ .)1912-1867( Wilbur‏ 


08 


على الولاية بحسب التعبير الشائع» وكلاهما له مصالح ومسؤوليات 
تتجاوز الحساسيات الجنوبية والالتزامات الاجتماعية فى البلدة 
التي يعمل فيها. من شبه المؤكد أنهما في -نقطة معينة- وجدا 
نفسيهما في المكان والزمان نفسهماء في ظل جهودهما المتسارعة 
لدفع مؤسستيهما مجاراةً لإيقاع الحرب. لم يترك si‏ منهما بصماته 
على قرار لانجلي بتعيين اختصاصيات الرياضيات السوداوات» 
قلغل البقاء على Blane‏ راك eV ye‏ كان قرا افر pe Conall‏ 
جانب الرجلين: لو مرّت عملية الموافقة بسلام عبر تروس لجنة 
الخدمة المدنية الأمريكية «التى ZV‏ الألوان» تكون الفرصة 
أقل لحرف مسار ذلك التقدم الذي كان يخدم مهمتيهما. شاع خبر 
الحاحات کی ن تور a‏ 
رأوا في تعيينهن دليلا على أن نهاية العالم اقتربت . حتى وسط طبقة 
المنطقة العليا ممّن كانوا يحضرون الحفلات الموسيقية والعروض 
المسرحية فى قاعة معهد هامتن الموسيقية الكبرى المعروفة بقاعة 
أوجدن» كان البعض يتوقعون إجلاسهم في مقدمة القاعة بمعزل 
عن السود من طلبة الكلية وأساتذتها. 

dos‏ بعض موظفي لانجلي البيض علانية قناعات الجنوب؛ 
فمارجوى ا نهو فى :طريقها الى اة ا المتطقة الغررية 
alle‏ الأتداكم دعت SM GE Msg es‏ بين 
الفعاليات الاجتماعية المتعلقة بالعمل» وكان ذلك أمرًا لم يُسمَع 
بمثله من قبل» فنبذ مارجري بعض زملائها البيض. 

أخذ أحد ألمع المهندسين في المعمل على عاتقه مهمة 
التصدي لما يراه من تحيّز في البلدة من حوله. ذلك هو روبرت 

99 


جونز Slay)‏ له: آرتى)» الذي ستكون نظريته فى أجنحة الطائرات 
المثلثة ذات الشكل الدلتاوي ثورة في المجال. حدث أن رأى 
روبرت -وهو يسير في شوارع هامتن ذات مساء- جماعة من 
الشرطة تتحرش برجل أسود. أوشك الضباط أن يضربوا الرجل؛ 
فصاح فيهم جونز أن توقفوا. تركوا الرجل وشأنه سامحين له 
بالمرور وقرروا اعتقال جونز. قضى ALU‏ في سجن المدينة 
لإثارته الشغبء إلى أن جاء مهندس آخرء هو آرثر كانتروفيتزء 
ودفع له الكفالة في الصباح التالي. 

لعل المهقدتين الرافديق هن الولايات gS aay Ny BILLS‏ 1 
متنوعى الآراء فى ما يتعلق بمسألة الاختلاط العرقى. وفى حين 
أن غالبيهم ربما ما كانوا ليتخيلوا أن يُوسّعوا دوائرهم الاجتماعية 
لتشمل زملاء من السود» فقد كانوا في حدود المكتب لطفاء» بل 
وودودين. صار عليهم أن يُعرّفوا النساء بعملهن» ويطلبوا إلحاق 
الأثيرات لديهم في مشروعاتهم» ويّبدون استعدادًا لمنح كل ذي 
ذكاء -أسود كان أم أبيضء رجلا أم امرأة- فرصة OV‏ يعمل بجد 
ويصل إلى الأرقام الصحيحة. وقد علمت حاسبات الغرب أن 
تلك الأغلبية ذات الروح العملية هي القادرة على كسر الحواجز 
القائمة في لانجلي. 

ربما كانت منشآتهن منفصلة lB pe‏ لکن ما كان يعني حاسبات 
الغرب هو أنهن قادرات على إثبات أنهن مساویات» إن لم يكن 
ep a E she pas al‏ قله بن PoP ge‏ 
أن يكون أفضل مرتين ليحصل على نصف ما يستحق. كُنَّ يرتدين 
ثياب العمل كمّن يتمترسن بهاء ويتدرّعن وراء عملهن كأنها 

100 


أسلحة ينهرن بها افتراض الدونية فيهن لمجرد أنهن زنجيات أو 
AU‏ 5ن اح مكل teal Galas Gee‏ سراف الو 
لكيلا تشوبهن شائبة من التأخير أو سوء المظهر أو سوء الظن في 
الأخلاق. كن goad‏ الصور النمطية السلبية الحائمة حول rs‏ 
حومان الأشباح» ويُعْملن الحب الصارم في حماية الفرد الشارد 
أو الجماعة من الوقوع في الفشل. وكلما طاف في المعمل طبق 
التبرعات من أجل العم سام» وضعت حاسبات الغرب أيديهن 
في حقائبهن مثلما SS‏ يفعلن Say‏ معلمات» لكي Fae‏ لقسم 
حسابات الغرب أن يتباهى بمئة بالمئة من الإسهام في شراء 
سندات الحرب. 


وعند مرحلة معينة من الحرب» اختفت لافتة الحاسبات الملونات 
في حقيبة مريام مان ولم ترجع إلى الظهور. بقيت المكاتب 
المنفصلة» مثلما بقيت الحمّامات المعزولة» أما فى معركة مقهى 
المنظقة iy pall‏ فقد أذعدت اليد الخفية وتنارلت عن انتتضنارها 
لخصمها الصغير الذي لا يلين. لم يكن الأمر أن حاسبات الغرب 
يضعن الخطط لغزو مائدة مجاورة» بل LB ES‏ راغبات في 
الهيمنة على مائدتهن في ذلك الركن الخلفي. وكان إصرار مريام 
مان على إلقاء تلك اللافتة المهينة فى غياهب النسيان قد أعطاها 
هن ويقية اسا ب 8 E‏ من العرانة وا ف أن 
المعمل قد يصبح معملًا لهن Sa‏ الأخريات. ٠‏ 
ربما تكون اليد الخفية قد أدركت والمتعاونون معها أن قدرة 
حاسبات الغرب الهادئة على الاحتمال إنما تمثل قوة يحشن 
101 


استيعابها بدلا من استفزازها وإغضابهاء فلو أن الحرب اقتضت 
-على مدار السنوات الثلاث السابقة- شيئًا واحدًا يمتلك الزنوج 
وفرة منه» فذلك الشىء هو الاحتمال. وكان من يتوقعون للحرب 
نهاية سريعة ومرتبة كثيرين عددًا ومخطتين تقديرًا؛ فقد تباطاً 
القتال» واستوجب مزيدًا من الناس» ومن المال» ومن الخطط. 
ومن التكنولوجيا. كان مصير الحرب بالتأكيد أن تنتهي في يوم 

من الأيام» ولكن لم يبدٌ أن ذلك اليوم آت في الغد المنظور. 0 
مجرى الحرب كان يغير وجهته» EDs‏ المستقبل كان لم يزل 
يخفي معارك كثيرة تستوجب النصرء والنصر شرطه المثابرة. 

لم يكن جميع الناس قادرين على احتمال الساعات الطويلة 
وأحجام العمل الكبيرة في لانجليء ولكنَّ غالبية نساء حسابات 
ds oA‏ ل E‏ 
الفرصة التي أتيحت لهن» وربما أتيحت من خلالهن لنساء يأتين 
من بعدهن. ÉS‏ يُعوّلن على وظائف لانجلي أكثر من الكثيرين. 
وكان للعلاقات, التي نشأت في تلك الأيام المبكرة في حسابات 
الخغرب» أن تثمر صداقات تمتد طوال أعمار أولئك النساء وما 
بعدها إلى أعمار أبنائهن. مضت دوروثي فون ومريام مان وكاثرين 
بيدريو يتحولن إلى عصبة من الأخوات داخل العمل وخارجه؛ 
عصبة تقربهن كل يوم من بعضهن وتربطهن بالمكان الذي ced‏ 
فيُسهمن هن الأخريات في تبديله. 

أنصتت دوروثي باهتمام إلى مارجري حناء التي اصطحبتها 
وجول ر إلى ار ييكل العين 
الفاحصة التي كانت هي نفسها تُعملها على تلاميذها في موتون: 

102 


دقة العمليات. المهارة فى تطبيق التقنيات والإجراءات. Bs‏ 
الأحكام أو القرارات. الاعتماد على الذات. المبادرة. حتى لو 
أن المدة المحددة للوظيفة لم Le‏ ستة أشهرء فقد عزمت على 
استغلال تلك الفرصة أمثل استغلال. ذلك أنه بالنسبة إلى عقل 
اختصاصية شابة -أو ربما ليست شابة تمامًا- في الرياضيات لم 
يكن في العالم مكان أفضل من ذلك المكان. 


103 


الفصل السادس 
طيور الحرب 


تابع قراء الصحف السوداء في عموم البلد مآثر طيّاري 
تاسكيجي"" باهتمام شارف الهوس. من قال إن الزنجي لا يقوى 
على الطيران! أخذ العقيد بنجامين أوه ديفيس الابن والمجموعة 
الثانية والثلاثون المقاتلة الحرب إلى قوات المحور من ارتفاع 
ثلاثين ألف قدم. بعثت الصحف مراسلين لتغطية أنشطة الطيارين 
وهم يخدمون في ol glow‏ أوروباء فمضت رعشة Bg rt kenga‏ 
الأوصال مع كل Este,‏ من أورويا . الطيّارون يسهمون في سحق 
النازيين! الطيّارون الزنوج يغرقون سفينة حربية نازية! المجموعة 
2 تقضي على 25 طائرة للعدوء كسر أرقام قياسية في انتصارات 
نهاية الأسبوع! لم يعد بوسع مسلسل إذاعي أن ينافس مآثر الحياة 
الحقيقية إذ يحققها رجال هم تجسيد ملموس للنصر المزدوج. 
Tuskegee Airmen (1)‏ مجموعة من الطيارين العسكريين الأمريكيين الأفارقة 


شاركت في الحرب العالمية الثانية ضمن المجموعة المقاتلة 1332 ومجموعة 
القصف 447 


105 


كان «رجال اليانكى السمر» -بحسب ما أطلقت الصحافة 
السوداء على الجنود السودالمقاتلين في الخارج- يحبون طائراتهم 
بشغف لا يقل عن شغف غيرهم من الطيّارين الأمريكيين. وكانت 
حياتهم -وحياة من يرافقونهم من فرق التفجير- تعتمد على 
معرفة الطائرة بكل نقاط قوتها وضعفهاء بكل هفواتها ودقائقهاء 
تعتمد على تدليلها والاشتداد عليها ومراقصتها فى السماء. كانوا 
ف potty ol‏ ع fle‏ اك ولي 39— ابر اكورراشن ف ارا 
إلى ريببليك بى47- ثندربولتس» وبحلول صيف 1944( كانت 
المجموعة المقاتلة 2 تطير بطائرات نورث أمريكا بي51- 
موستانجس. وقد كتبت نورفوك جورنال آند جايد أن «توزيع 
طائرة بي 51- موستانج الرهيبة على جمع الطيارين الزنوج ينبئ 
عن مهام وانتصارات ساحقة مهمة تنتظرهم مع دخول الحرب 
مرحلتها الحاسمة». 

إن «خير وصف لها هو أنها “صديقة الطيارا» كما قال مسؤول 
عسكري أمريكي في مقالة بالصفحة الأولى من واشنطن بوست. 
«هى طائرة شديدة السرعة جميلة الأداء فى السرعات العالية. 
ph‏ الطيارون بمجرد قضائهم لحظات قليلة فيها وكأنهم عرفوا 
دائما كيف يُطيّرونها». بمروحة كبيرة رباعية النصال ومحرك رولز 
رويس ميرلن» كانت الموستانج تنطلق في السماء انطلاق حصان 
سباق منتصر. ولا تكاد ترتفع حتى تحلق إلى الأبد متجاوزة سرعة 
أربعمئة ميل في الساعة بسلاسة سيارة عائلية خاصة في نزهة يوم 
الأحد. وكانت خصمًا شرسًا SEW‏ معارك الطائرات. وفي حدود 
ما يعني طياري التوسكيجي» كانت تلك أفضل طائرة في العالم. 

106 


سأبعثكم إلى الجوء وأجعلكم تؤدون مهمتكم» وأعيدكم إلى 
الأرض آمنين». بذلك وعدت موستانج فأوفت. ET‏ كيفية نجاحها 
في الوفاء بذلك الوعد فأمرٌ لم يكن يعني الطيّار» ولكنَّ الوفاء 
بذلك الوعد كان على وجه التحديد هو وظيفة دوروثي فون. 

«معامل في حرب»» ذلك هو العنوان الذي صدرت آير 
سكوب صارخة به. لم يكن هدف ناكا أقل من سحق ألمانيا من 
الجو وتحطيم آلتها الإنتاجية وإعاقة تطوراتها التكنولو جية» التي 
يمكن أن توفر لها ميزة عسكرية. كان لانجلي أحد أقوى أسلحة 
الولايات المتحدة الهجومية» وكان سلاحًا سريّاء أو شبه سري» 
Be‏ على مرأى من العيون في بلدة جنوبية صغيرة. 

مُؤكّد أن رجال اليانكي السمر كانوا ليُعجَبوا أشد العجب لو 
عرفوا أن وراء أداء طائرتهم الموستانج الحبيبة دعمًا من مجموعة 
حاسبات ملونات. لکن» فى حين كانت كل مناورة تنفذها 
de paral‏ المقائلة 332 بطائزاتها الموستائج حهراء الذيول 
تغذي عناوين الصحف. كان العمل اليومي لحاسبات الغرب 
وبقية ga‏ > ظفي المعمل حساسًا أو Ew‏ فكثيرًا ما نصح هنري 
ريد موظفيه بالتحلي بالحذر من الجواسيس المتنكرين في هيئة 
جنود لانجلي الميدانيين» ومن الطابور الخامس الذي قد يستدرج 
موظفي المعمل فيحصل منهم -عفوًا- على بحوث قيّمة. ودأب 
المديرون على توبيخ السّعاة إن استرقوا السمع إلى أحاديثهم في 
شؤون العمل خلال العشاءات المحلية» واستدعاء المهندسين 
hs‏ يُضبّطون وهم يجرون Ee‏ تفصيليًا له علاقة بالعمل في 
أندية منظمة الخدمة المتحدة مطالبين إياهم بتفسير لذلك. ونقلت 

107 


آير سكوب التحذير: «إنك تخبر شخصًا بشىء فيكرره لشخص 
شخصًا تعرفه.. قد يموت». فتعلم الموظفون أن يلزموا الصمت 
في ما يتعلق بالعمل حتى على العشاء في بيوتهم. ولكنهم حتى 
لو أرادوا الإفضاء ببعض دقائق كدحهم اليومي» فقد كان العثور 
على شخص من خارج لانجلي يفهم ما يتكلمون عنه أقرب إلى 
على مدار السنوات الأربع والعشرين المنصرمة منذ بدء 
العمليات في لانجليء كان نجوم عالم الملاحة الجوية يحجُون 
إلى هامتن؛ فأورفيل رايت وتشارلز لينبرج يخدمان في لجنة ناكا 
التنفيذية» وآيمليا MO Le pI‏ أوشكت أن تفقد معطفا لها من فراء 
وظهر التيكون هوارد هيوز في المؤتمر البحثي الذي أقامه 
المعمل سنة 1934 كما ظهرت هوليود في المكان لتصوير فيلم 
«طيار aus Dha YI‏ 1938 من بطولة كلارك جيبل وسبنسر 
تراسي وميرنا لوي. أمّا الذين كان يأتي أولئك المشاهير لرؤيتهم 
Éb (1974-1902) Charles Lindbergh (1)‏ عسكري أمريكي كان أول من 
قام یرخا del Wa ple Gye‏ من وور إلى ازن Amelia Earhart s‏ 
(1897 -1937) رائدة ذ في الطيران وأول امرأة تعبر الأطلنطي جوًا. 
Howard Hughes (2)‏ )1976-1905( رجل أعمال عظيم النجاح ig Sy‏ 
وطيّار وسينمائي» بدأ حياته سينمائيًا ثم اشتهر بمغامراته في الطيران ونفوذه 
ات احور و زر خا سار Seo‏ 


Test Pilot (3) 


108 


-وهم أمثال إيستمان جاكوبس وماكس مونك وروبرت جونز 
وثيودور ثيودورسن- فقد كانوا أفضل العقول فى ذلك المجال 
الجديد المثير. ومع ذلك» لم يكن غالبية fal‏ المنطقة يعلمون 
كيف يقضي أولئك القوم أيامهم» بل كانوا يرونهم -للصراحة- 
أكثر من مجرد أشخاص مختلفين. كانت أساليبهم ولكناتهم تنم 
عن كونهم من كاليفورنيا أو أوروبا أو الشمال أو -اللهم احفظنا- 
من يهود نيويورك». كانوا يلبسون قمصانًا مُجكّدة بلا ربطات 
عنق» وصنادل» وبعضهم ملتحون. بل كان أهل المنطقة يسخرون 
منهم ويطلقون عليهم «الأمخاخ» أو «مجانين ASE‏ والأقل تهذيبًا 
كانوا ogi goad‏ «غرباء الأطوار». 

وإن سئلوا عن وظائفهم» يُحجمون عن الرد. كانوا في البلدة 
يثيرون حيرة الناس وخوفهم» بقيامهم بأشياء من قبيل تفكيك 
محمصة الخبز -أي التوستر- بمفك في متجر البلدة للتأكد من 
قدرة لولب التسخين على التحميصء أو إتيان أحد الموظفين 
قات deed‏ يق penal‏ إلى الح Let‏ رة م 
كهربائية على السحب» أو كما حدث مرة أن أراد بائع سيارات 
محلي الوقوع متماونًا حينما رأى أحد جماعة لانجلي ذ في الزحام 
فخشي أن ينهال عليه بالهراء والأسئلة التقنية التي لم يكن يملك 
لها جوايًا. كان مجانين ناكا يسوقون سياراتهم إلى العمل فاتحين 
Les‏ على عجلات القيادة» ويعتقدون أن لديهم طريقة أفضل للقيام 
بأي شيء» وكل شيء» وما كانوا يحجمون عن إطلاع fal‏ البلدة 
على تلك الطرق. أما محاولة إيستمان جاكوب الأسطورية لإطلاق 
سيارة مربوطة في طائرة شراعية متخا من طريق تشيسابيك في 


109 


هامتن مدر جا فقد أكدت مشاعر fal‏ هامتن SL‏ حكمة الله العظيم 
لم تهب فهم الكتب وفهم الدنيا للشخص نفسه. 

ولكنّ لانجلي كان ملتقى خيرة خبراء الديناميكا الجوية 
في العالم» وقاطرة الريادة في تكنولوجيا لم تكن تغير فقط من 
طبيعة الحرب» بل ومن النقل المدنى والاقتصاد. كانت المسافة 
بين اكتشاف ناكا لمفاهيم ديناميكا جوية جديدة وتطبيقها على 
المشكلاات الهندسية المحلية üla‏ قصيرة للغايةء وكان إيقاع 
البحث وتطوره Sasi‏ اك أصبح الالتحاق بالمعمل 
في أولى درجاته الوظيفية هو أفضل برنامج مدرسي في العالم 
لخريج هندسة. صار صبية الصفوف الأولى المتحمسون في 
قاعات المحاضرات بمعهد مساتشوستس للتكنولو جيا وميشيجن 
وبوردي وفرجينيا تيك يتحرّقون إلى عبور باب المكان الذي 
صارت دوروثي جالسة فيه. 

بهدف تحويل معلمات الرياضيات إلى مهندسات مبتدئات» 
دعم المعمل Ege‏ لأساسيات الفيزياء الهندسية للحاسبات 
الجديدات» وهو نسخة متقدمة من المنهج المأخوذ به في معهد 
هامتن . فصارت دوروثي وغيرها من البنات الجديدات يتجهن بعد 
العمل -ليومين من كل أسبوع- إلى فصول دراسية مؤقتة داخل 
المعمل لينغمسن حتى آذانهن في نظريات أساسية في الديناميكا 
الجوية. کاک عفرن Alas Sale‏ انوع مدتها انان 
للتدريب العملي في أحد أنفاق الرياح» وينكببن على واجب 
منزلي يستغرق أربع ساعات في المتوسط زيادةٌ على أسبوع العمل 
الممتد لستة أيام. وكان أساتذتهن هم أفضل المواهب الشابة في 


110 


المعملء من أمثال آرثر كانتروفيتز» الذي كان يعمل فى الوقت نفسه 
فيزيائيًا في ناكا وطالبًا للدكتوراه في كورنيل تحت إشراف عالم 
الذرة إدوارد O LS‏ وبعد 12 Vole‏ من التفوق على الفصل» تبدذلت 
الأحوال» وللمرة الأولى منذ تخرّجها في جامعة ويلبرفورس» 
أسلمت دوروثي فون نفسها تمامًا للمجال المعرفي الذي وهبته 
أغلب عقلها الشاب. كانت قد قطعت الشوط كله وأكثر وهي 
تحاول ضبط أذنيها على موجة الرطانة الدائرة بين أهل المعمل 
الساعين جميعًا إلى الإجابة على سؤال أساسي واحد: ما الذي 
يجعل شيئًا يطير؟ دوروثي نفسها -شأن غالبية الأمريكيين- لم 
تكن قد استقلت طائرة من قبلء والأرجح أنها قبل أن تضع رحالها 
في لانجلي لم تكن قد منحت السؤال أكثر من تفكير عابر. 
علّمتها المناهج الأولى أساسيات الديناميكا الجوية. بالنسبة 
إلى جناح متحرك في الجوء الهواء الأبطأ حركة تحت الجناح 
ينتج قوة أكبر من الهواء الأسرع حركة أعلاه. يؤدي هذا الفارق 
في الضغط إلى رفع الطائرة» وهو القوة شبه السحرية التي تجعل 
الجناح يعلو في السماء هو وما يتصل به طائرة كان أم طائرًا. الهواء 
اللطيف المحيط بالجناح يعني أن الطائرة قد تنزلق في السماء بأقل 
قدر من الاحتكاك مثلما يفعل أكفأ السباحين إذ يشقون الماء. 
والتيارات المضطربة -مثل الدوامة وموجات المصب- تقاوم 
لطائرة وتبطئ حركتها ونُصعٌبٍ قدرتها على المناورة. كان من 
إسهامات ناكا العظيمة في الديناميكا الجوية سلسلة من جنيحات 


Edward Teller (1)‏ )2003-1908( فیزیائی أمريكى من أصل مجري غرف بأبى 
القنبلة الهيدروجينية. 


111 


التدفق الهوائي» وهي أجنحة صغيرة مُصمّمة لتعظيم تيار الهواء 
اللطيف المحيط بالجناح. كان مُصتعو الطائرات يستطيعون 
تجهيز طائرات بأجنحة قائمة على تنويعة من مواصفات ناكاء 
شأن اختيار الأدوات المطبخية لبيت جديد اعتمادًا على كتالوج. 
وموستانج بي51- هي أول طائرة إنتاج استعملت جنيحات ناكاء 
فأسهم ذلك العامل في أدائها الفائق. 

سوف تتعامل أجيال المستقبل مع تلك التطورات باعتبارها 
أمرًا مفروعًا منه. ESI‏ تلك الطيور الميكانيكية لم تكن في الأيام 
الأولى تبوح بأسرارها إلا ببطء» وبضغط وإلحاح من تجريب 
منضبط» ورياضيات صارمة» وبصيرة نافذة» وحظ سعيد. في أوج 
أيام الأخوين رايت والمخترع والباحث صمويل لانجلي”» الذي 
سمي المعمل باسمه» كان المؤمنون بقدرة آلة على الطيران يتبعون 
منهج التجربة والخطأ؛ فيفترضون بعض الافتراضات» ويُقيّمون 
على أساسها طائرة يحاولون تطييرهاء وإذا لم تنته التجربة بوفاة 
صاحبهاء فإنه يطبق ما تعلمه منها في المحاولة التالية. وتطوّر 
علم الطيران من طفولته المتهادية إلى مراهقته العارمة هو الذي 
أوجد مهنتي المهندس الجوي وطيار الاختبار. كان أولئك 
الجسورون من طيّاري الاختبار -وكلهم من الرجال باستثناء آن 
باومجارتنر كارل في ميدان رايت بأوهايو- يتصدون ل«مهمة 
البلهاء الملاعين» فيطيرون بالطائرة حتى يصلوا مباشرة إلى نقطة 
ضعفها. وفي كل مرة كان الطيار يدفع الطائرة إلى أقصاهاء ليضع 


Langley Samuel (1)‏ (1906-1834) عالم فلك وفيزياء ورائد في علم الطيران. 


112 


إصبعه على سبل تحسين الطائرة الجيدة» أو محو الطائرة السيئة 
من الوجود» مخاطرًا بحياته نفسهاء وبفقدان كل قطعة ثمينة من 
المُعدَّة التى يطيربها: 

one‏ أنفاق الرياح كثيرًا من المنافع البحثية لاختبارات 
الطيران» ولكنها لم تخل من المخاطر؛ فقد قامت أساسيات الأداة 
المعروفة بنفق الرياح على مفهوم بسيط لم يكن BE‏ حتى على 
ليوناردو دا فينشي» وهو أن تحريك الهواء بسرعة معينة على جسم 
ثابت يماثل تحريك الجسم في الهواء بالسرعة نفسها. ونفق الرياح 
-في أبسط أشكاله- صندوق كبير متصل بمروحة كبيرة» وفيه 
على OC a‏ يمقر لا حيان 
مركبات مكتملة الأحجام أو نماذج صغيرة ذات قياسات تتناسب 
زات em ag st‏ وعلى tad‏ ا اجا 
شعن ممصي سي عد 
ارتبط غالبية ما al eis‏ 
والبحوث التي Gas‏ في أنفاق الرياح متكاثرة العدد. وكانت 
أسماء الأنفاق نفسها -أي نفق الكثافة المتغيرة ونفق الضوء الحر 
ونفق التيار الدخاني ثنائي الأقدام ونفق السرعة الفائقة الإحدى 
عشرة بوصة- ترغم من لا يعرفونها على تخيّل ما يكمّن فيها 
من مزيج الضغوط والسرعات والأبعاد. كان قسم الاختبار بنفق 
النطاق الكاملء الذي يبلغ اتساعه 30 قدمًا في 60 قدمّاء ينفتح فيتسع 
لابتلاع طائرة كاملة الحجم الطبيعي. ومع أن نفق السرعة العالية 
الست عشرة بوصة في المنطقة الغربية كان في حجم بارجة» كان 

113 


قسم الاختبار -أي المنطقة التي يراقب منها المهندسون الجالسون 
إلى لوحة التحكم تدفق الهواء على النموذج- بحجم قارب صغير. 
لكن» من أجل تسريع الهواء وصولا إلى السرعة اللازمة» كان على 
المحركات الخشبية العملاقة أن تُسرّع التدفق خلال كامل دورة 
النفق. وتحريك الهواء على الجسم قد يماثل الطيران في الهواء 
لكنه بطبيعة الحال لا يطابقه» ولذلك كان من أوائل المفاهيم 
التي تحتم أن تبرع فيها دوروثي مفهوم رقم رينولدس» وهو 
أشبه بمصارعة جو جيتسو (jujitsu)‏ الرياضية يقيس مدى محاكاة 
الأداء داخل : نفق الرياح للطيران الحقيقي. كانت البراعة في رقم 
رينولدس» واستعمال تلك المعرفة في إقامة أنفاق رياح تحاكي 
بنجاح ظروف العالم الواقعي» هما مفتاحا نجاح ناكا. eis‏ 
تشغيل الأنفاق فى أثناء الحرب تحديئًا لوجستيًا آخر بسبب اقتصاد 
شركة الطاقة المحلية في الكهرباء. وكان مجانين ناكا يُشَغّلون 
محركاتهم حتى ساعات متأخرة لو لزم الأمر؛ إذ كان المهندسون 
يضغطون على الآلات كي تجيب أسئلتهم البحثية» فهم في سعيهم 
هذا أشبه ما يكونون بالبوم وراء الفئران. وبات المقيمون على 
مقربة من لانجلي يشكون من ضجة الأنفاق المؤرقة. ولو أنهم 
علموا المزية عن طبيعة العمل الك اهن وراء ولك الج ون 
النجاحات التي يقترب منها أولئك الجيران الغرباء» فلعلهم كانوا 
ليطلبوا اصطحابهم في جولة بالمعمل. 


¥ k ¥ 


Reynolds numbers (1) 


114 


لم تدان لانجلي مؤسسة أخرى في جودة البيانات البحثية 
والتحليلات المُستخرّجة من أنفاق الرياح ونطاقها. كما كان GH‏ 
المعمل أفضل مهندسي بحوث الملاحة الجوية العاملين عن 
كثب مع Gl‏ الاختبان لدرجة أنهم في بعض الأحيان كانوا 
يستقلون المركبة نفسها لاستخلاص البيانات من الطائرات فى 
آنا الط ان اسن KS‏ علدت دورو وكارت حاسياك ال اة 
الغربية يتلفين كثيرًا من التكليفات من قسم بحوث الملاحة 
الجوية - فلم يكن يكفي تمامًا القول OL‏ طائرة تطير بشكل جيد 
أو بشكل سىء؛ إذ بات المهندسون يقيسون أداء الطائرة على 
ائ Gb‏ من تسن init live‏ ة إلى ثلاث فئات عامة تتعلق 
بالثبات الطولي والتحكم (في الحركة إلى أعلى وإلى أسفل)» 
والثبات العرضي والتحكم (من جنب إلى جنب)» والتجمد (أي 
الفقدان الفجائي للرفع وهو قوة الحياة بالنسبة للطيران). وكانت 
البيانات الخام الناجمة عن عمل أولئك المهندسين «الهوائيين» 
تجد ملاذها أيضًا على طاولة دوروثي. 

إن ما أوضحته الحرب الشاملة ومعجزة الإنتاج الأمريكية أشدّ 
ما يكون الوضوح -وما تعلمته دوروثي سريعًا- هو أن الطائرة 
ليست مجرد آلة أحادية الغرض» إنما هي حزمة معقدة أبشع ما 
يكون التعقيد من الفيزياء التى يمكن إرغامها على خدمة احتياجات 
مواقف مختلفة. ومثل ضاف داروين"'» بدأت الطيور الآلية 
تتمايز» وتتفرع إلى سلالات متمايزة ناجحة في التكيّف مع بيئات 


Darwin’s finches (1) 


115 


معينة. وانعكست استعمالاتها فى تسمياتها نفسها؛ فالمقاتلات 
-وتُسمّى أيضًا طائرات المطاردة- pied‏ حرف إف ۴ أو بي : 
فمثلا تشانس فاوت إف 4 يو كورسر أو نورث أمريكان موستانج 
بي51-. والحرف سي 0 لطائرات الشحن» مثل دوجلاس سي 47- 
سكايترين المصنعة لنقل البضائع والقرّات ثم الركاب التجاريين 
فى نهاية المطاف. وحرف بى 8 للقاذفات» مثل الماموث» التى 
اسا عن دارو Diy eal‏ "سوير فر ر رین أي القلعة 
الحصينة. وحرف إكس × للطائرة التجريبية التي لم تزل في طور 
التصنيع؛ والمُصمّمة بغرض البحث والاختبار. فكانت الطائرات 
تفقد اسمها «الإكس» لتكون البى29- هى السليلة المباشرة للبى 
إكس29- بمجرد دخول l eM p‏ 

هيمنت القوى التطوّرية نفسها على استنساخ السمات الإيجابية 
في نموذج معين واستبعاد السمات غير المرغوب فيهاء كالإفراط 
في المقاومة أو عدم الاستقرار. كانت موستانج بِي51- al‏ طائرة 
جيدة» ولكنّ طائرتي بي51- بي» وبي51- سي كانتا طائرتين 
عظيمتين. وبعد جولات عديدة من التحسين والصقل في أنفاق 
«lad cll‏ قدت الموستائج مجدها في Giga)‏ بى 251 
دي. وأسهمت الاكتشافات -الكبيرة منها والصغيرة- فى تحسين 
السرعة والمناورة والأمن للآلة التى باتت رمرًا لقوة أمريكا 
cls VSG hae acs Glas‏ لما نعو chai‏ الما لقم 
ومع اقتراب الحرب من بلوغ ذروتهاء صارت كل طائرة عسكرية 
أمريكية في الإنتاج قائمة بالدرجة الأساسية -وفي تفصيلاتها 
الدقيقة في كثير من الحالات- على نتائج أبحاث ناكا وتوصياتها. 

116 


وسواء أكان المهندسون يُجرون اختبارًا في نفق رياح أو في 
طيران حرء كانت النتيجة واحدة: سيول وأكوام ووم ورزة 
وكتل وتلال وأخلاط وأكداس من الأرقام. أرقام من عدّادات 
قياس الضغوط الموزعة على الجناح. أرقام من أجهزة قياس 
توتر القوى العاملة على مختلف أجزاء هيكل الطائرة. وإذا لزم 
قياس شيء ولم يوجد جهاز لقياسه» اخترع المهندسون له جهارًا 
وأجروا به الاختبار» وبعثوا الأرقام للحاسبات Us‏ بتعليمات 
خاصة بالمعادلات الواجب إعمالها على البيانات. والمجموعات 
الوحيدة التي لم تكن تعمل في أرقام قائمة على الاختبار كانت 
تعمل في قسم البحث الفزيائي والنظري الصغير وقسم بحوث 
الثبات - وهي المجموعات المؤلفة من المهندسين غير 
الجويين». فضلا عن استخلاص التتائج من المراقبة المباشرة 
لأداء الطائرات» كان أولئك المهندسون يستعملون النظريات 
الرياضية في وضع نماذج لما يقوم مهندسو الهواء المضغوط 
بمراقبته في أنفاق الرياح وما يأخذه مهندسو الهواء الحي إلى 
السماء لكى يفهموه؛ فصارت الفتيات غير الجويّات يرين أنفسهن 
«أعلى مقامًا مكّن لا يفعلون ÉS‏ إلا تشغيل الآلات». 

في العادة» لم يكن ما تنقله مارجري إلى دوروثي ونساء قسم 
حاسبات الغرب إلا قسمًا صغيرًا من مهمة أكبر» وكان العمل 
بالضرورة ينقسم إلى أجزاء صغيرة تُوزَّع طلبًا للسرعة والكفاءة 
ودقة المعالجة؛ ففى الوقت الذي يستغرقه تقاطر العمل إلى أن 
يصل إلى طاولة الحاسبة» قد تصبح مجموعة من المعادلات 
والأرقام المبهرة للعيون منقطعة الصلة تمامًا GL‏ دلالة فيزيائيةء 

117 


م ee‏ 
سكوب أو آفييشن أو آير تريلز» أو لا تُسمّع مطلقا. p‏ 
الحاسبة -بالنسبة إلى كثير من الرجال- 8 hon‏ حية» معدة 
تستنشق الأرقام ثم تزفرهاء فلا تكاد بنت تنهن عقفلا معنا ogo‏ 
تمتص مملكة المهندسين الخفية حساباتها إلى البعيد. وظهر 
في آير سكوب مقال ساخر جاء فيه «فابك نفسك إن جعلوا 
منك حاسبة» فلسوف يظفر مهندس المشروع بالفضل في أي 
عمل تنجزينه ويحفل بالمهارة والمجد. Ul‏ من يزل ويخطىئى في 
الحساب» أو يهفو هفوة مهما تكن» فلسوف يرمي الخطأ على 
الباب حينما يستدعونه للحساب ويقول “ولكن ما الذي تنتظرونه 
من بنت من البنات الحاسبات على أي حال؟1). 

غير أنه كان يحدث بين الحين والآخر» Lae‏ تحقق ناكا 
إنجارًا تلفت أهميته الأنظار ويصل خبره إلى الصحافة» مثلما 
حدث مع بوينج بي29- سوبر فورتريس» أن يحصل الجميع على 
نصيب من كعكة النصر. كتبت الصحف عن فورتريس ومغانمها 
بنبرة إعجاب تليق بنجم سينمائي مثل كاري جرانت؛ فهي من 
الطائرات التى تجاوزت كونها حبيبة الطيّارين والعارفين بالطيران 
إلى أن باتت رمرًا معروقًا لبأس أمريكا التكنولوجي وشجاعتها. 
وكان نموذج تلك الطائرة أي إكس بي29- قد سبل أكثر من مئة 
ساعة في نفق السرعة الفائقة ماني 4 الأقدام بالمعمل. 

قال هنري ريد لموظفي المعمل: «لا ينبغي أن يشعر رجل أو 
al yl‏ ة في المعمل أنه لم يكن شريكا في قصف اليابان. المهيدسود 
الذين ساعدواء والميكانيكية gies‏ النماذج الذين lyi‏ دورهم» 


118 


أعدن ALS‏ النتائج» والبوّابون والسّعاة الذين حافظوا على نظافة 
fore‏ وملاءمته للعمل» الجميع أسهموا في قصف اليابان بنهاية 
المطاف». 


على مدار سبعة أشهر» مضت دوروثى تتدرب على العمل 
كاستصاضية واا فة ال اله دال 
مع المفاهيم» والأرقام» والناس في لانجلي. OPAR‏ 
في نتيجة الحرب» والدمارء الذي أشار إليه هنري ريد. ذلك 
أيضًا كان لعملها نصيب فيه. لقد صقلت نساء المعمل ورجاله 
a‏ وأرهفوها كأنها شفرات الأمواس» فصارت تطير أبعد 
وأسرع وتحمل قنابل أثقل من أي طائرة في التاريخ» تلك هي 
طائرات بي29- التي أسقطت القنابل الدقيقة على اليابان من 
أعالى السماء. أنزلوا الدمار على النطاق القريب بالقنابل الحارقة» 
وأطلقوا بالقنابل الذريةء التي نقلوهاء قوة إبادة وخومًا جديدًا من 
نوعه. فبدا أن التكنولوجيا والتقدم الاجتماعي يأتيان دائمًا مع 
الحرب. سيبقى عمل ناكا -الذي ما كانت دوروثي لتتخيل أن 
يكون على ذلك القدر من التوتر والإثارة- عملها إلى أن تنتهي 
الحرب» وقت أن تنتهي» لتبقى دوروثي فون واحدة من مجانين 
ASL‏ 


tme/t_pdf 


119 


الفصل السابع 
ayaa‏ 


ag‏ ما بين المرة الأولى» التي سافرت فيها دوروثي فون على 
الطريق بين فارمفيل ونيوبورت نيوز والمرة الأخيرة» مع أن إيقاع 
البحث الصارم في لانجلي لم يتح شيئًا عدا أقصر الرحلات إلى 
البيت. في ظل عمل نفق الحجم الطبيعي على مدار الساعة وعمل 
بقية مجموعات المهندسين بأقصى طاقاتهاء أصبحت دوروثي 
خبيرة في التعامل مع يوم عملها الممتد لثمان عشرة ciclu‏ 
وصارت» كلما أمكنها العثور على بعض الوقت» تضع نفسها في 
أقرب حافلة متجهة إلى فارمفيل» لتمكث مع أبنائها أطول وقت 
ممكن قبل أن ترجع في آخر الليل إلى الركن الذي تحتله في آلة 
الحرب» حيث ندا صفحات البيانات فى التماوج أمام عينيها 
المجهدتين في اليوم التالي وی وبث ا كان delle‏ 
في الإجازات - وهي أيام غاية ما Gog‏ به هو أنها أكثر مرونة 
من غيرهاء وإن بقيت s Jae (LIAS‏ خصوصًا أنها كانت لا تزال 
ial‏ ضمن عمالة الحرب المؤقتة. 

121 


أما سؤال ce gall‏ الذي سيعرض عليها المعمل فيه التوظيف 
الدائم (إن كان ينوي ذلك)» فقد بقي سؤالا في ذمة المستقبل. 
5S‏ دوروثي فون قررت -في إجازة الرابع من يوليو سنة -944! 
أن تحول وضعها كمقيمة مؤقتة في نيوبورت نيوز إلى شيء أكثر 
دوامًا؛ فوفّعت عقد إيجار شقة من غرفتي نوم في نيوسم بارك 
وحملت مفاتيح سكن أبيض الطلاء أسود الشبابيك مطابق ل 
9 سكا أخر أقيمت: هناك کیت أرضياتها يورق حمابة 
V ceed (53597‏ يمك 425 - سيظل أوائل ساكني تلك البيوت» 
لوقت طويل بعد زوالها نفسه من الوجود. يتذكرون نظرتهم 
الأولى إلى الأرضيات المكسورّة بالورق الوردي. بدا لدوروثي 
فون وهي تنزع ذلك الورق كما لو أنها تفض الغلاف عن هدية 
ضخمة» Ue‏ الشقة شقتها. 

أو هي -لمزيد من الدقة- شقتهم؛ فمثلما رجعت لزيارة 
فارمفيل» كانت قد جاءت -لمرة أو اثنتين منذ مجيئها إلى 
نيوبورت نيوز- بفارمفيل نفسها إليهاء مرتبة إقامة الأولاد معها 
خلال الإجازة المدرسية. لم يكن الأمر أنها رسمت خطة ead‏ 
الصلة بأي واقع بقدر ما أوجدت الخطة yeas‏ تدريجيًاء كأنها 
شروق بطيء» مع وضع دوروثي يدها على العناصر الكفيلة بضبط 
التوازن في حياتها ونقلها من التذبذب بين فارمفيل ونيوبورت 
نيوز إلى الحياة الكاملة الهادئة في المدينة الجديدة. 

لم يكن العثور على مكان مناسب للحياة بالأمر الهيّن؛ فلم يكن 
العرض BIS‏ لإشباع طلب السكان السود المتزايدين» الذين وضع 
غالبيتهم السكن الآمن المريح فوق قائمة الحريات الأربع التي 

12 


أوضحها روزفلت في فترة الحرب. كانت أبيردين جاردنز -وهي 
مظفه فيدر أداقها ue cane a‏ ی الكياة على ماه 
440 1551 زراعية 281 EA‏ من معهد هامتن- قد انضمّت حديئًا إلى 
ميموسا كريسنت - وهي «ضاحية راقية للأسر الزنجية»؛ وأحياء 
سوداء أصغر حجمًا مثل لاسيتر كورتس وأورکت هومز وهاربر 
هومز. 

بعك petal‏ اض joe‏ النتهاء و احا ج اتيا والالترامات المجمرة 
لوظيفتهاء قرّرت دوروثي أن اعرسم بارك -الواقعة تقريبًا في 
الحي الذي عرفته على مدار الأشهر التسعة السابقة- هي خيارها 
الأمثل . ومع أن الحي SE‏ في بدايته É>‏ لعمال بناء السفن وموظفي 
الدفاع من أمثال دوروثي» فقد شرع يجتذب أسرًا زنجية متفاوتة 
الدخول؛ إذ انتقل خدم البيوت والعمال وأصحاب المشروعات 
الصغيرة وكثيرٌ من طبقة الأطباء والمحامين BESI g‏ والمعلمين 
إلى شكنى الحي بجانب عمال صيانة السفن وموظفي الحكومة. 
وكان هدم الحي مخططا منذ بدايته؛ فلم يكن تفويض إقامة 
نيوسم بارك وجاره كوبلاند بارك -المُخصّص للبيض- يضمن 
لهما البقاء إلا ما بقيت الحرب., By‏ المهاجرين استقرٌوا وكأن 
بيوتهم المؤقتة تلك مقامة على أسّس من الصخر. 

كان حي نيوسم بارك نسخة ضخمة من أي مجتمع زنجي في 
الجنوب» حيث الفصل العرقي يدعم التكامل الاقتصادي» وقد 
جهزته الحكومة منذ إنشائه بالكماليات الضرورية لرفع الروح 
المعنوية على الجبهة الداخلية؛ فكان مركز نيوسم بارك الاجتماعي 
يباهي أن فيه مكانًا للمطبخ والحفلات» وغرفا لتعليم الصناعات 
ولقاءات الأندية» وملاعب لكرة السلة والتتس» وملعب بيسبول 


123 


لفريق نيوسم بارك دودجرز. كان مدير المردر إريك إيبس» 
المدرس RES‏ في مدرسة .ثانوية زنجية ة فصل منها لمطالباته 
بمساواة رواتب المعلمين الزنوج» ينصح المقيمين بالمجيء إلى 
المركز لإجراء أشعات على الصدر وتحليلات للسكري» وبحت 
المنظمات الأخوية والمدنية على توفير الدعم المالي لبرامج مج 
بعد المدرسة. 

اجون 5S yo‏ ارو all‏ الا pats‏ ان ر 
بارك على متجر بقالة وصيدلية ومحل حلاقة للرجال وآخر للنساء 
Ce a‏ أجهزة التليفزيون. 
وما لم يكن معروضًا للبيع في المتاجر تولى أمر إحضاره أولئك 
الذين كانوا يطرقون أبواب البيوت: كبائع الفحم وبائع اللبن وبائع 
الثلج وبائع السمك وبائع الخضراوات وكثيرين غيرهم ممن 
ينطلقون في جولات لبيع بضائعهم للجيران» فضلا عن وجود 
حضانة للصغار الذين وُلدوا في فترة الحرب GAY‏ يعملن ستة 
أيام في الأسبوع. والأهم من ذلك كله لدوروثي أن نيوسم بارك 
الابتدائية كانت على مسافة يمكن قطعها مشيًا من شقتها الجديدة» 
وهي بالفعل شقتهاء واسمها هو OS‏ بالفعل في عقد الإيجار 
للمرة الأولى منذ أن كانت معلمة شابة. 

دشت تشبدت حماة دوروثي بالمسافة المتزايدة بين ابنها وكنّتهاء ولا 
بد من أنها ظلّت لبعض الوقت Yl‏ مسافة حتمية. «لن تأخذي 
منى أبنائى». كذلك قالت لدوروثىء مقاومة التغيرات التى بدأت 
برسالة Ls‏ ولو أن لها جذورًا Gael‏ كرا من تلك الرسالة. 
بعد سنة من رحيل دوروثي عن فارمفيل» رحل أبناؤها الأربعة 

124 


ابتداء من خريف 1944 ليلتحقوا بمدرسة نيوسم بارك الابتدائية» 
وتكدسوا جميعًا في الشقة هم وجليستهم التي جاءت معهم 
ali} ass‏ الغربة والانتقال» وظل هوارد في وظيفته الفندقية 
المتجولة. وضعت دوروثي نفسها وأبناءها على طريق منفصل» 
وبقيت دورة حياة هوارد -برغم كثرة أسفاره إلى أغرب المواقع- 
تبدأ من فارمفيل وتنتهي إليها؛ فدرج على أن يخطف رجله كلما 
استطاع إلى نيوبورت نيوزء التي بدت له أكثر he‏ يمكن احتماله 
ازدحامًا وصخبًا وبعدًا عن أمه التي طعنت في السن» فلم يستطع 
أن يحمل نفسه على الاقتناع بإطالة الإقامة فيها. ومن جانبهاء 
ظلَّت دوروثي تبعث الأطفال إلى فارمفيل في الإجازات الصيفية» 
وترجع هي نفسها إليها كلما أمكنها ذلك» غير راغبة أو قادرة على 

الصلات بينها وبين من ed‏ بعمق وسوف تبقى دائمًا 
تعدّهم أسرتها. ثبت زواجها بهوارد في تلك الحالة البرزخيةء فلا 
هما معًا على الدوام ولا هما مفترقان كذلك؛ وإنما هو اضطراب 
ثابت سيدوم ما دامت حياة هوارد. التي قُدّر أن تكون أقصر من 
حياة دوروثي بعقود كثيرة. 


بحلول عام 11945 كان خمسة من كل عشرة أشخاص في فرجينيا 
الجنوبية يعملون لحساب العم سام Le]‏ بصفة مباشرة أو غير 
مباشرة. مدت الحقول والغابات والسواحل لتتحول إلى طرق 
مرصوفة وجسور ومستشفيات ومصانع قوارب وسجون وقواعد 
غسكرية وعدن SLE‏ :من تلقاء eal‏ وانتشرت: cle‏ 
السكنية لأميال مضيفة على الأفق عنصرًا جديدًا لاهو بالريفى ولا 


125 


هو بالحضريء بل بين هذا وذاك» وانعكست في أسماء الأماكن 
ال Sl RE‏ عليه ن ما ات ONG tele‏ 
اا بحديفة ol‏ جارد أ داق کر 
بارك وستيوارت بارك وكوبلاند بارك ونيوسم بارك وأبيردين 
جاردنز. وعلى شبه الجزيرة» Seal‏ الطريق العسكري السريع» 
فجاء طريقًا حديئًا سلسًا واسع الحارات يربط جميع النقاط التي 
تعذر الوصول إليها من قبل على طول لسان الأرض الممتد من 
أولد بوينت كمفورت في فورت مونرو إلى مصنع سفن نيوبورت 
نيوز» فضلا عن محطات على طول الطريق عند ميدان لانجلي 
ولانجلي. وكل ذلك استوجبته ضرورات الحرب. ولكن» أي نفع 
لمدينة من مدن الطفرة الحربية إذا انتهت الحرب؟ 

جاء يوم الاحتفال بانتهاء الحرب في الخامس عشر من 
أغسطس سنة 1945 في تمام السابعة وثلاث دقائق مساء بتوقيت 
الحرب الشرقي» وفاض«الاضطراب المبتهج» على هوة الانتظار 
والقلقء وإذا ر بجميع العواطف المكبوتة في نفس úi‏ قلقة طوال 
ا ل ا p ig‏ 
مكان احتدامها بالمجتمعات الحربية التي قادت مجهود الجبهة 
الداخلية. خرج طوفان من الجنود والمدنيين إلى الشوارع من 
كامب باتريك هنري إلى محطة نورفوك البحرية وميدان لانجلي 
فوته رالات الكفانات و اة فة القدمة ENT‏ 
بالتهليلات الجليلة. أغلق أصحاب المتاجر أبوابهم وانضمُوا 
إلى الآلاف المؤلفة من الجنود والمدنيين في احتفال امتد حتى 
الليل. اندلعت مواكب عفوية على طريق واشنطن في نيوبورت 

126 


نيوز. وفي 355 أمسك طلبة البحرية أيدي بعضهم في سلسلة 
بشرية ومضوا يرقصون كالأطفال حول السيارات» محيطين في 
جنون بالمرور وقد أصابه الشلل. تعالت فى الليل أصوات البهجة 
البشرية فضلا عن أصوات S OND‏ القطع بماهيتها». 
وانطلق من الشبابيك على المحتفلين في الشوارع نثار مجهول 
الهوية» وأفرط بعض المعربدين فجمعوا كومات من الورق 
وأضرموا فيها النار cmt‏ بدورها بهجة الاحتفال الأصلية 
توافد المؤمنون على الكنائس» شاكرين خالقهم» داعينه أن تنهي 
هذه الحرب Gow‏ كل الحروب. 

وبعد تلك السكرة العابرة» جاء القلق ليقيم» ويستوطن؛ فبعد 
ثلاثة أسابيع من يوم النصرء نشرت نورفوك جورنال آند جايد خبر 
تسريح 1500 من عمال بناء السفن في نيوبورت نيوز و«تقليص 
عمالة النساء من البيض والملوّنين». وعلقت واشنطن بوست 
قائلة إنه «يبدو من المستحيل أن نفلت من استنتاج أن التوظيف 
في مصانع بناء السفن والمؤسسات الحكومية بمنطقة هامتن 
رودز سوف يتقلّص بشدة». كان المُتوقّع هو أن يطالب الجنود 
العائدون من الخدمة بالأولوية فى ما بقى من وظائف فى اقتصاد 
Pa‏ ومثلما كان «النصر» هو الشعار خلال السنوات الأربع 
السابقة» تقدمت إلى الصدارة عبارة «الرجوع إلى الوضع MII‏ 
مع محاولة الولايات المتحدة تكييف نفسها مع اقتصاد السلم. 
لقد كانت الحرب قطارًا ينطلق كديا بسرعته القصوى. فماذا 
الآن عن رُكّابه الذين ما زالوا يتحركون إلى الأمام بدفع هائل من 
القصور الذاتي؟ كانت عبارة «الرجوع إلى الوضع الأول» ذاتها 

127 


تشي بإمكانية الرجوع إلى زمن أسبق» بل بانقلاب على التغيرات 
التى حولت الحياة الأمريكية - ما كبر من هذه التغيرات وما صغر. 

ففي ظل انتقال طوارئ الحرب إلى ذمة الماضي وتلاشي 
الضعوط الإنتاجية» لن يدوم الطلب على توظيف النساء مهما 
يكن الثمن؛ فيلقى مليونان من النساء الأمريكيات من مختلف 
الألوان إشعارات الفصل الوردية حتى قبل إسدال الستار الأخير 
في أغسطس. وكان الكثير منهن في شوق إلى الرجوع إلى الحياة 
المنزلية السعيدة. فى حين قاومت أخريات -وقد امتلأت نفو سهن 
من أعمالهن- فكرة رجوعهن إلى المطبخ ورعاية الأبناء. فمع 
العمل جاء الأمان الاقتصادي» والحق في إبداء الرأي بشؤون 
إيفيلين مانسفيلد سوان في عمودها بنورفوك جورنال آند جايد 
أن a‏ من الأزواج سيرجعون إلى البيوت ليجدوا ا 

ومع edi‏ من تحقق الانتصار على عدو الخارج» 0 
الزنوج للنظر في أمر معركتهم؛ فبعد يوم الانتصار مباشرة» رجع 
كثير من أصحاب الأعمال إلى سياساتهم في قصر التوظيف على 
المسيحيين البيض» وصارت لجنة سياسات التوظيف المنصفة 
-مهما بلغ ضعفها في فترة الحرب- رمرًا قويًا للتقدم في توظيف 
الزنوج وغيرهم من الأقليات العرقية. مع تخفف أسواق العمل من 
رطا ual‏ خلي gull aS‏ 2 بإنشاء له dtl‏ لا ات 
الوظيفية المنصفة بتبدّد طوارئ الحرب بالرغم من دعم الرئيس 
ترومان. 


128 


لم يكن SÍ‏ معارضة للجنة السياسات الوظيفية المنصفة من 
سيناتور فرجينيا الديمقراطي هاري بيرد» الذي ade‏ «أخطر فكرة 
سبق النظر في أمرها بجدية»» وشبّهها ب«اتباع خطى الشيوعيين»» 
وذلك وصف مدمر في وقت شرعت فيه الولايات المتحدة 
تنظ إلى Lgl‏ روس EEA E‏ كان برد وهو 
حاكم ولاية سابق- ينحدر من إحدى «أولى عائلات فرجينيا)» 
أي من إحدى نخب الولاية الحاكمة على مدار SLA‏ وهو 
Es‏ ويدير آلة سياسية نافذة ة تعمل sh As‏ الفقراء من شتى 
الأعراق منقسمين على أنفسهم في قاع الهرم الاقتصادي. وقد 
كتب الصحفي جون جونثر في كتابه الأكثر مبيعًا الصادر سنة 
7 بعنوان «داخل OLY SI‏ المتحدة)٠‏ يقول إن UD‏ بيرد هي 
أشد دكتاتوريات أمريكا My, bol‏ كان والد بيرد -السياسي 
وصاحب النفوذ فى الولاية مثل ابنه- قد ساعد زميله ابن فرجينيا 
وودرو ويلسن في الفوز بمقعد البيت الأبيض سنة 1912. وبدا أن 
aes‏ بح بعد للف ينا }3{ كانت ‘oie‏ موت الحرب 
الافتصادية a‏ تستمر فى ai RRA‏ ستتبدّد لد بفعل تدمير 
o E‏ جنرالات حرب الزنوج -من أمثال القادة 
رودلف وهيوستن» وماري مكليود بیو DI‏ مستشارة الرئيس 
Inside USA (1)‏ للكاتب John Gunther‏ 


Mary McLeod Bethune (2)‏ (1955-1875) معلمة وسياسية أمريكية إفريقية 
gel‏ كأول مَؤْسّسة لمدرسة خاصة للأمريكيين الإفريقيين» وعملت 


129 


روزفلت- لم يُحْمفُوا من حذرهم مطلقًاء وتأهبوا لتجهيز القوات 
للهجمة التالية. ولكنَّ دوروثى وأمثالها ممّن أقاموا حيوات جديدة 
في فترة الحرب لم ينتظروا القادة أو الساسة كي يقودوا المسيرة؛ 
فصوّتوا بأقدامهم'" مُصرَّين أن حيواتهم الجديدة» التي حققتها 
لهم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية خلال سنوات الحرب 
الأربع» سوف تستمر. 
ولم يخل ذلك من المخاطرة. ظلت دوروثي ملتزمة بعقد 
الإيجار المحرر لشقة نيوسم بارك مع أن لانجلي لم يحول 
تعيينها الحربي إلى تعيين دائم» وكان وضع الحي نفسه غير 
مؤكد؛ فالأحياء في المناطق المجاورة مثل هيلتن فيليد يدج -وهو 
مشروع سكني أقيم في الحرب الال ارال للبيضن ولخديري 
صناعة السفن من أبناء الطبقة الوسطى- كانت تحاول تفكيك 
نيوسم وكوبلاند باركس بموجب قوانين إزالة العشوائيات» 
وكانت السلطات الفيدرالية تخطط لاقتلاع البيوت من قواعدها 
وإرسالها كوحدات جاهزة إلى «السكان الذين شرّدتهم الحرب 
في أوروبا». وفيما استمرت حالة الشد والجذب بين الحكومة 
والجيران في أمر وضع نيوسم بارك - فيُعلّن أنها «ليست مؤقتة 
بطبيعتها» ومع ذلك فهي «غير دائمة في موقعها الحالي»» فاضت 
على السكان مثالية ما بعد الحرب فتداعوا إلى إقامة «مجتمع 
مستشارة للرئيس الأمريكي فراتكلين دي روزفلت ضمن ما عرف بالمجلس 
الوزاري a VI‏ كما أطلى عليها «السيدة الأولى للكفاح» تقديرًا من بني 
جلدتها لدورها النضالي. 
(1) أي بتعبيرهم عن رأيهم عمليًاء بالحضور أو بالغياب» أي بالفعل لا بالقول. 


130 


نموذجي لا يُحتذى فقط في نيوبورت نيوزء بل في كامل الولايات 
المتحدة». ولماذا تختفي نيوسم بارك ولم تختف آلة الدفاع 
عظيمة الصوت وكل الأماكن والمجتمعات التي أقامتها على مدار 
السنوات الأربع السابقة ولا مضت على طريق الاختفاء. ERA‏ 
حياة البلدات الصغرى ومهن السود البسيطة» وأشرق فجر أيام 
الاتصال بالعالم الأوسع وحيوية أحلام الطبقة الوسطى. كانت 
الوظائف والعلاقات والروتين وكثيرٌ للغاية من مظاهر الحياة» 
التي أقيمت من نسيج طوارئ الحرب» قد تجذرت في النفوس 
حتى بات من السهل الظن EL‏ فطرة في الئاس والدنيا ikel‏ 
فيهم وفيها منذ القدم. وبرغم أطيب النوايا الرامية إلى إرجاعهم 
ete eee‏ -إلى-هنا»» أي الوافدين» وقد 
أدركوا عبر رشفات بسيطة من الوعى خلال سنوات الحرب أو 
عي رفانت عدر ele yes‏ حوره دولا 
يمكن- أن يعودوا إلى بلداتهم الأولى من جديد. 

كان أبناء دوروثي الكبار يبكون حرية بلدتهم الصغيرة والفضاء 
الذي أتبح لهم في بيت فارمفيل الكبير. وبرغم موهبة دوروثي في 
الرياضيات» يبدو أنها فقدت في الجيش موهبة أخرى فباتت تدير 
بيت نيوبورت نيوز بسلطة جنرال وتدبير أمين مخزن» فانتهت 
إلى إرجاع جليسة الأطفال إلى فارمفيل» وأفردت غرفتها لشكنى 
جندي عائد من الجيش وزوجته في مقابل رعايتهما لأطفالها فترة 
النهار. 

وفى حين ذهب أولادها إلى المدرسة ليتدبروا أمر النقلة من 
الوه المألوفة في البلدة الصغيرة إلى الوجوه الضائعة وسط 

131 


الزحام الكبير» بدأت دوروثي تغزل نثار الحياة التي عملت عليها 
منذ وصولها؛ فاستضافت حفلة حضرها قرابة 20 شخصًا فى ذلك 
البيت الصغير بشارع ثمانية وأربعين. كان بعضهم ممّن قابلتهم 
في العمل وبعضهم من الحي أو من كنيسة سان بول المشيخية 
الميتودية. وكانت قد اقتربت من مريام مان وأسرتها؛ فباتت 
المرأتان وأبناؤهما أشبه بعائلة كبيرة» وكثيرًا ما كانتا تستفيدان من 
الأنشطة الكثيرة المتاحة في حرم معهد هامتن. ومنذ اللحظة التي 
أعلن فيها عن حفل للمغنية الأوبرالية الشهيرة ماريان Dow AT‏ 
فى قاعة أوجدن» عرفت المرأتان أنهما سيحضرانها معًا. كانت 
Saige aga‏ علق SSI‏ مراك Deh Gee GS‏ 
عروضها الاحترافية في مراهقتها. ومع أنها مضت بغنائها إلى 
أربع قارات» فإنها لم تكن تلقى استقبالا أدفأ وأكثر حماسًا من 
الذي كانت تلقاه في مسرح معهد هامتن» فكان La gime‏ هناك 
يحضرون جميع حفلاتها. اشترت دوروثي ومريام التذاكر مسبقًا 
لتضمنا المكان. وفي ليلة الحفل» ارتدى آل فون ثيابهم وقابلوا آل 
مان في المسرح» ووصلوا جميعًا مبكرين ليتمكن جمعهم الغفير 
من الجلوس. 

كان Glu LS ye‏ . نظرت دوروثي إلى أبنائهاء وهم لا يزالون 
صغارًاء ÉSI‏ صوت المغنية ملأهم نشوة حتى بدا GS‏ فرد من 
الجمهور أنها تغني لهم» ولهم دون غيرهم» في لحظة عرفت 
دوروثي قبل مرورها أنها لن تنساها إلى الأبد. 


Marian Anderson (1)‏ )1993-1897( من أشهر المغنيات الأمريكيات BBY‏ 
في القرن العشرين. 
132 


الفصل الثامن 
أولئك الماضون إلى الأمام 


في نهاية المطاف. كان مقدورًا لكاثرين جوبل أن تعثر على طريق 
يرجع بها إلى الفصل الدراسيء لولا أن عجُلت الحكى بذلك: في 
عام 1944 أصيب زوجها جيمي مدرس الكيمياء بمدرسة الزنوج 
الثانوية في ماريون بفرجينيا بالحمى المتموجة. وقد أصاب ذلك 
المرض» الذي ألم به لشربه حليبًا غير مبستر- ما لا يقل عن ثمانية 
ذلك المرض ضحاياه الأشقياء حتى تكون بانتظارهم أسابيع -بل 
شهور في بعض الأحيان- من العرق والإجهاد وفقدان الشهية 
والألم. وما كان لجيمي من سبيل لبدء السنة الدراسية في ذلك 
ار allies hace‏ افده الح tal‏ على pth‏ يدلا 
منه. وبرغم تفرغها كزوجة ply‏ طوال السنوات الأربع RLS‏ 

كان من شأن تلك الفرصة أن تكون ثاني مرة لها في العمل 
معلمة في مدرسة؛ ففي عام 1937 إثر تخرجها في Agee‏ ولاية 

133 


cd eal! Ue 18 Gb كارن وهی‎ Ce dy ll Lae 
الال مو دوو ف جه‎ agi. east مار الو‎ TS 
ووصلتها البرقية تقول: «إذا كان بوسعك العزف على البيانو‎ 
فالوظيفة من نصيبك». ودّعت ولايتها وركبت الحافلة من‎ 
عاصمة الولاية شارلستن متأهبة لرحلة تستغرق ثلاث ساعات‎ 
إلى ماريون. ولدى وصول الحافلة إلى فرجينياء طوليت هي‎ 
وغيرها من الركاب السود المنتشرين وسط البيض في الحافلة بأن‎ 
حتى أنزل السائق‎ SH يرجعوا إلى المؤخرة. ولم يمض وقت‎ 
ركاب العربة السود معلا أن الخدمة لن تستمر إلى حي الزنوج في‎ 
البلدة. دفعت كاثرين لتاكسي كي يصل بها إلى بيت ناظر مدرسة‎ 
غرف قد‎ lated مارو د الذى ر ت‎ 
على مدار السنتين اللتين قضتهما في التدريس بماريون» كانت‎ 
AN AM كائرين تكسن خمسين دولة فن الشهن أى أقل من‎ 
SEA الخ الك ا كانت الر اة دنا لين‎ 
في المقاطعة. في عام 1939ء أقام صندوق الدفاع‎ ol 
القانوني التابع للاتحاد الوطني لتعزيز الملوّنين دعوّى ضد ولاية‎ 
فرجينيا بالنيابة عن معلمة سوداء في مدرسة بوكر تي واشنطن‎ 
Sosa pew العانوية ورك كانت قك الععلية‎ 
فيهن الناظرة- يحصلن على أجور أقل من أجر بواب المدرسة‎ 
-بقيادة‎ SSL الأبيض. مضى صقور الاتحاد الوطني لتعزيز‎ 
رئيس الصندوق تشارلز هاملتن هاوستن وكبير نواب هاوستن‎ 
النحيل متقد الذكاء خريج مدرسة القانون بجامعة هوارد المدعو‎ 
ثير جود مارشال- بقضية آلستن ضد نورفوك إلى المحكمة العلياء‎ 
134 


فأمرت فرجينيا برفع رواتب المعلمين الزنوج إلى مستوى رواتب 
المعلمين البيض. وكان ذلك نصرّاء لكنه تأخر سنة على كاثرين؛ 
Lees‏ تلفت كاثرين :عضن byl by‏ 110 دولارات فى 
الشهر من مُرجان تاون بفرجينيا الغربية في مدرسة ثانوية لعام 
9 الدراسى» تلقفت كاثرين الفرصة. ربما كانت مساواة 
الأجور معركة فى فرجينياء أما فرجينيا الغربية فكانت قد استقلت 
الحافلة دون حجز. 

حرصت كاثرين دائمًا أن يعلم الناس أنها من فرجينيا الغربية 
لا من فرجينيا؛ فقد كانت تلال فرجينيا الغربية تمنح أهلها 
أمسيات باردة النسائم» في حين لم تهب فرجينيا أهلها غير القيظ 
والملاريا. كما أن نظام المزارع الكبرى المتبع قبل الحرب 
VELA‏ لم يضرب بجذوره قط في فرجينيا الغربية مثلما ضرب 
بجذوره بعيدًا فى الشرق وفى الجنوب. وفى أثناء الحرب ALY‏ 
انفصلت الولاية الجبلية عن فرجينيا وانضمت إلى الاتحاد. 
أي إلى جانب الشمال المناهض للعبودية. ولم يجعل ذلك من 
فرجينيا الغربية واحة للرؤى التقدمية في ما يتعلق بالعرق» فقد بقي 
الفصل العنصري يباعد بين البيض والسود في السكن والمدارس 
والقاعات العامة والمطاعم» By‏ الولاية كانت توفر لسكانها 
)1( حقبة ما قبل الحرب The antebellum era‏ هي الفترة الممتدة من أواخر القرن 

الثامن عشر وحتى بداية الحرب الأهلية سنة 1861ء وشهدت نموًا اقتصاديًا 

كبيرًا في الجنوب الأمريكي بسبب الإفراط في الاعتماد على نظام العبودية» 


وقد اعتمد نظام الزراعة في تلك الفترة على الإنتاج الكثيف من مزارع هائلة 
الاتساع قامت على GEST‏ العبيد. 


135 


السود القليلين مساحة ممكنة للتنفس على الأقل. وهكذا كانت 
فرجينيا بالنسبة إلى أبناء فرجينيا الغربية هي الجنوب بالمقارنة مع 
ولايتهم. 

owls‏ كائرين ونشأت في وايت سلفر سبرنجزء وكانت 
الصغرى بين أبناء جوشوا وجويليت كولمان الأربعة. دأب جوشوا 
على أن يقول لأبنائه: «لستم أفضل من أحد» ولا أحد أفضل 
منکما» وكان هو نفسه خير تجسيد لتلك الفلسفة. كان جوش 
كولمان يتأنق فى ملبسه طالما أن لديه عملا فى البلدة؛ فيرتدي 
المعطف وربطة العنق» ويثير بهدوء إعجابٌ السود والبيض على 
السواء في وايت سلفر سبرنجز» ويحظى باحترام الجميع. 

لم Sle‏ والد كاثرين من التعليم إلا إلى الصف السادس» لكنه 
كان أعجوبة في الرياضيات قادرًا على أن يقيس ارتفاع شجرة 
بالقدم بمجرد النظر إليها. ولم تكد كاثرين تبلغ سن الكلام 
حتى أدرك جوشوا وجويليت أن ابنتهما سترث عن أبيها طريقته 
في اكتساب الناس فضلا عن عقله الرياضي. كانت كاثرين تعد 
كلها بي oes leo!‏ امان وسلالم ی اد الیل 
وفي فضول نهم تجاه العالم» كانت الصغيرة تمظر مُدرساتها فى 
مدرسة الأحد الكنسية بالأسئلة» حتى dd‏ من الصف الثاني 
إلى الخامس مباشرة. وحينما كان معلم يلتفت عن السبورة ليجد 
مقعد كاثرين شاغرّاء كان يعلم أن الفتاة تقلت إلى الفصل المجاور 
لتساعد أخاها الأكبر فى دروسه. وكانت المدرسة -الوحيدة 
المتاحة للزنوج في المنطقة- تنتهي بالصف السادس» فلما أنهت 
مارجريت -شقيقة كاثرين الكبرى- مدرسة وايت سلفر سبرنجز» 

136 


BLY a ce Wee 125 te le روا ا‎ lu 
الأربعة -بإشراف أمهم- إكمال تعليمهم في المدرسة التجريبية‎ 
التابعة لمعهد ولاية فرجينيا الغربية.‎ 
تراجع الدخل الذي كان يحصل عليه من عمله في مزرعة‎ 
كولمان حتى بلغ أشد هزاله في سنوات الكساد الشاقة» فما‎ 
كان من جوشوا القلق على كسب ما يعول به أسرته ويغطي به‎ 
نفقات تعلّم أبنائه إلا أن انتقل بأسرته إلى البلدة وقبل وظيفة قارع‎ 
جرس في منتجع جرينبريير» أرقى منتجعات المقاطعة. (ليقابل‎ 
فيه بعد سنين هاورد زوج دوروثي فون). كان الفندق الهائل ذو‎ 
say) Ko ASH العمدان البيض المُقام على الطراز الإحيائي‎ 
GALS على أرض مُمهّدة في وسط وايت سلفر. قضى جوزيف‎ 
وزوجته روز“ شهر عسلهما سنة 1914 في الغرفة رقم 145 من‎ 
ذلك الفندق. بنج كروسبي دوق وندسورء ولاو جيهريج ناشر‎ 
مجلة لايف. وهنري لوسء والممثلة ماري بيكفورد» ومالكوم‎ 
فوربس الشاب» وإمبراطور اليابان» وصفوة عائلات فندربيلت‎ 
ودو بونت وبولتزرء كانوا جميعًا يتلاقون في وايت سلفر سبرنجز‎ 


)1( الطراز الإحيائي الكلاسيكي classical revival style‏ أو الكلاسيكي الجديد 
Neoclassical‏ طراز معماري شاع شيوعا كبيرًا في ريف الولايات المتحدة 
في ما ب بين أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين» وظهرت 
فيه تأثيرات العمارة الإغريقية القديمة في مباني الدولة كالمحاكم وفي البنواك 
والفنادق الكبرى ومثل ذلك. 

Joseph Kennedy (2)‏ (1969-1888) رجل أعمال ورجل دو لة أمريكي مرموق» 
عمل سفيرًا للولايات المتحدة في المملكة المتحدة ة فضا عن مناصب كثيرة» 
ومن أبنائه رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثون جون كينيدي. 


137 


في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات فيقضون لياليهم في 
رقصات تشارلستن وتشا تشا والرومبا. وحتى مع بدء ظهور 
طوابير الخبز في شوارع أمريكا الرئيسية وحلول الجفاف ليكسر 
ظهور عشرات الآلاف من أسر المزارع» بقيت «وايت القديمة» 
تجذب الضيوف الأجانب الفاتنين فيلعبون الجولف ويغطسون 
في مياه ينابيع المنتجع الشهيرة وينعمون بحمامات الشمس في 
رفاهية بلا حدود. 

كان جرينبريير يُصنّف طبقة خدمه بمنتهى الحرص؛ فالزنوج 
خادمات وقارعو أجراس ومساعدو طهاة» بينما المهاجرون 
الطليان والأوربيون الشرقيون ندل في غرفة الطعام. وفي إجازات 
الصيف من المعهد. كان أبناء كولمان يعملون قارعي أجراس» 
Ly‏ كاثرين وأختها تعملان ضمن الوصيفات الخصوصيات 
لبعض الضيوف. ee T a‏ العليا 
-من تنظيف غرفهم إلى غسل ثيابهم وكيّها وترتيبها واستشر 
رغباتهم مع الحرص على عمل ذلك كله دون ظهور- ad‏ 
أحالته ee‏ ببراعة إلى Mobs‏ وبدأت كونتيسة فرنسية 
كثيرة الطلبات -درجت على قضاء الساعات تكلم أصدقاءها 
في باريس عبر الهاتف- تشك of‏ لجدران غرفتها UIT‏ وتساءلت 
الكونتيسة: d?Tu m’entends tout, n est-ce pas!‏ وقد رأت 


وصيفتها الزنجية الخاصة تصغى بانتباه إلى كل نأمة. فأطرقت 


(1) في النص الإنجليزي تحريف لعبارة «make a silk purse out of a sow’s ear?‏ 
وترجمتها الحرفية: «صنع حقيبة حريرية من أذن خنزيرة»؛ أي تحسين شيء أو شخص أو 
وضع مزرٍ. 
138 


كاثرين في حياء. وأنزلت الكونتيسة كاثرين إلى مطبخ المنتجع» 
فظلت طالبة المدرسة الثانوية طوال ما بقى من إجازتها الصيفية 
تقضي استراحة الغداء في حديث مع الشيف اناا 
في جرينبريير. وإذا بكاثرين» الشاطرة أصلا في اللغة الفرنسية 
بمدرستها الثانوية» تنطوّر إلى الإجادة شبه التامة للفرنسية بلكنة 
باريسية أبهرت معلمتها فى الخريف التالى. وفى الصيف التالى» 
عيّن الفندق كاثرين موظفة في متجر التحف بالبهوه محققًا 
استفادة أكبر بما لديها من كاريزما. وكان هنري ووترز تافت 
-محامي الاحتكارات الشهير شقيق الرئيس وليم هوارد تافت()- 
يتردّد على جرينبريير» فحدث ذات يوم في متجر التحف أن علمته 
كاثرين الأرقام الرومانية. 

في عام 11933 التحقت كاثرين US‏ ولاية فرجينيا الغربية 
وهى فى الخامسة عشرة من العمر» وقد ججوزيت على قوة أدائها 
في المدرسة الثانوية بمنحة أكاديمية كاملة. وكان عميد الكلية 
المهيب د. جون دبليو ديفيس -شأن دبليو إي بي دوبوا وبوكر 
واشنطن - ينتمي إلى أخوية «رجال EG pal‏ أي المعلمين 
الزنوج والمثقفين المرموقين الذين أثاروا الجدال حول أفضل 
مسار لتقدم أمريكا السوداء. ومع أن هذه الكلية لم تكن في مثل 
ضخامة أو نفوذ مدارس أخرى مثل هامتن أو هوارد أو فيسك. 
كانت لها سمعة أكاديمية صلبة. كافح ديفيس كي يجلب إلى حرم 
كليته أسطع أضواء الأكاديميين الزنوج. في مطلع عشرينيات 


William Howard Taft (1)‏ )1930-1857( رئيس أمريكا السابع والعشرون 
)1913-1909( 


139 


القرن العشرين» عمل كارتر جي وودسن -المؤرخ والمعلم الذي 
جيل cca ate eae Gee E‏ مفو 
دوبوا عليها- عميدًا للكلية. وأدار جيمس سي إيفانز -خريج 
الهندسة من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا- برنامج الدرسات 
الميكانيكية والحرفية فى الكلية قبل أن يقبل منصب معاون مدنى 
في وزارة الحرب سنة 1942 l‏ 

كان من فريق العاملين في قسم الرياضيات وليم وولدرون 
شيفيلين كلايتور» الوسيم وسامة نجوم السينماء ذو البشرة البنية 
البندقية والعينين الحادتين تؤطرهما الرموش الطويلة. كان كلايتور 
فى السابعة والعشرين فقط من عمره يجيد عزف رحمانينوف ببراعة 
ويجيد لعب التنس إجادة مثيرة BAU‏ ويسوق سيارة رياضية 
ويقود طائرته بنفسه» واشتّهر بأنه Glo‏ بطائرته على ارتفاع شديد 
الانخفاض فوق بيت رئيس المدرسة حتى تركت إطارات الطائرة 
1351 دائريًا على السطح. وكان الطلبة المتخصصون في الرياضيات 
Ope‏ وهم يستمعون إلى د. كلايتور -ابن نورفوك- إذ يعرض 
براهينه الرياضية المعقدة بلكنته «الريفية» الآسرة. 

كانت غلظة كلايتور Cas‏ غالبية تلاميذه العاجزين عن 
مجاراة الأستاذ إذ يكتب المعادلات على السبورة بيد واحدة 
كتابة سريعة محمومة ليسارع بمسحها باليد الأخرى» وينتقل من 
موضوع إلى التالي بلا أدنى تنازل من جانبه أمام الذهول المرتسم 
على أوجههم. Ul‏ كائرين الجادة المبهرة بشعرها المتماوج 
اا gle ag IS ab SEEN‏ اي 
نوا eee‏ فصولا indies‏ 


140 


قال د. كلايتور لنجمته الطالبة ذات السبعة عشر Ule‏ في إثر 
إنهائها الفرقة الثانية: «ستكونين اختصاصية رياضية جيدة» وسوف 
أجهزك لهذه المهنة». 

كان كلايتور قد wale‏ تكريمات وشهادة من جامعة هوارد 
سنة 1929 EF‏ -مثل دوروثي فون- عرضًا بالالتحاق بالفصل 
التمهيدي في برنامج الدراسات العليا للرياضيات بالمدرسة. 
أشرف العميد دودلي ويلدن وودارد على أطروحة كلايتور 
وأوصى OL‏ يقتفي خطاه إلى برنامج الدكتوراه بجامعة بنسلفانيا. 
وكان موضوع رسالة كلايتور -المتعلق بدراسة الطوبولوجيا 
العامة- مثار بهجة في كلية بنسلفانيا وموضع ثناء في عالم 
الرياضيات باعتباره تقدمًا ملموسًا في المجال. 

انتظر كلايتور -العبقري الطموح- دونما جدوى أن fa‏ تعيينه 
في أكبر أقسام al oles‏ رلک جات رجا الف 

هي الوحيدة التي أرسلت إليه عرضًا. لقد قال دبليو | بي دو بوا 
في عام 9 إن «الملوّنين الشباب إذا تلقوا probes‏ العلمي. 
53 منفذهم الوحيد هو جامعة الجنوب الزنجية. úf‏ المكتبات 
والمتاحف والمعامل والمجامع العلمية [البيضاء] في الجنوب 
فإمًا أنها مُوصّدة بالكامل في وجوه الباحثين الزنوج أو مُوارَبة لهم 
بشروط إذلالية». ولكن» شأن الحال التعس في كثير من الكليات 
الزنجية» جاء المنصب المعروض من الكلية مصحوبًا باعبء 
تدريسي ثقيل» وعزلة علمية» وغياب مكتبة علمية» وانتفاء أي 
RENEE R E OE‏ 

كأنّما iiy‏ منه في تعويض إحباطاته المهنية من خلال منجزات 

141 


أحد القليلين من تلاميذه الذين کانوا يملكون من القدرات ما 
يحقق معايير كلايتور الصعبة) ٠‏ ظل كلايتور يؤمن إيمانًا لا يتزعزع 
OL‏ كاثرين سوف تصادف مستقبلا Ket‏ في البحث الرياضي 
مهيا وجيف من NS Gove Saye‏ رن 
فى ذلك المجال لوصف إلا بالقتامة؛ فلو كانت دوروثى فون 
ps BR‏ ر od‏ جام ارود للذ CHS SLA‏ 
على الأرجح المرأة الوحيدة في فصل كلايتورء بلا خيارات مهنية 
تقريبًا تليق بها إلا التدريس وإن حملت في يدها شهادة ماجستير. 
ففي الثلاثينيات» لم يكن يعمل في الولايات المتحدة كلها 
اختصاصيات الرياضيات المحترفات إلا ما يزيد على المئة. 

كان المديرون المسؤولون عن التوظيف يميزون تمييرًا سافرًا 
ضد النساء الأيرلنديات واليهوديات الحاصلات على شهادات 
في الرياضيات» وعليه» فقد كانت فرص عمل المرأة السوداء في 
المجال تحوم حول الصفر. 

تساءلت كاثرين: «أين tel‏ على عمل؟». 

قال ناصحها وأستاذها: «ستكون هذه مشكلتك أنت». 

التقت كاثرين وجيمي جوبل خلال عملها بالتدريس في 
ماريون. كان جيمي من أبناء ماريون» وقد par‏ إلى المدينة 
لقضاء إجازة من كليته. وقع أحدهما في غرام الآخرء وقبل أن 
تتوجه إلى فرجينيا الغربية» تزوّجاء دون أن يخبرا Mel‏ بذلك. 
ربما كانت فرجينيا قد وصلت إلى المساواةء LÉS‏ كانت لم تزل 
تضع خطا يمنع المتزوجات من التدريس. 

142 


في ربيع عام 1940ء بعد يوم عمل مزدحم في المدرسة» ُوجئت 
كائرين بعميد كليتها د. ديفيس منتظرًا خارج فصلها. وإثر تبادل 
الدعابات مع تلميذته السابقة» كشف ديفيس عن دافع زیارته؛ 
فبصفته عضوًا في مجلس إدارة صندوق الدفاع القانونى ي التابع 
للاتحاد الوطني لتعزيز الْمَلوّنين» كان ديفيس يعمل عن كثب 
مع تشارلز هيوستن وثيرجود مارشال'" في إجراءات التقاضي 
اط اتب في ell‏ و الط ف دن الا خان وان le‏ 
جميعًا بقضايا مرفوعة بالنيابة عن المدعين السود في الجنوب. 
كانت قضية معلمي نورفوك مجرد قضية من قضايا كثيرة ضمن 
مخططهم الكبير لتفكيك نظام الأبارتيد القائم في المدارس 
وأماكن العمل الأمريكية. 

استباقا لذلك اليوم» الذي جاء أخيرّاء كان ديفيس -السياسي 
te‏ قضلة عن كونه Liles‏ قد سبق أن رفض عرضًا بأربعة 
ملايين دولار من الهيئة التشريعية في فرجينيا الغربية لتمويل 
برنامج دراسات عليا في كلية ولاية فرجينيا الغربية؛ إذ راهن 
ديفيز على أنه في ظل عدم وجود برنامج دراسات عليا في الكلية 
الزنجية فإن جامعة فرجينيا الغربية البيضاء Vales‏ توف faces‏ 
إلى السماح للسود بالالتحاق ببرامجها بموجب حكم المحكمة 
العليا الصادر سنة 1938 فى قضية ولاية ميزوري نيابة عن جينز 
ضد كندا. واستشرف هومر هولت حاكم ولاية فرجينيا الغربية 
نذر السوء؛ وكان خياره إما الاندماج أو اقتفاء أثر جارته الشرقية 


Thurgood Marshall (1)‏ )1993-1908( مام وأول قاض أمريكي إفريقي في 
المحكمة العليا. 


143 


واستئناف الحكم. وبدلا من القتال» تحرك هولت باتجاه دمج 
مدارس الدراسات العليا العامة فى الولاية lb‏ من صديقه 
ديفن فى اع ge‏ أن ی BIE‏ من By WIS geet‏ 
فرجينيا الغربية للتخفيف من الفصل العنصري في جامعة الولاية 
ابتداءً من صيف 1940 i‏ 

«وقد اخترتك». كذلك قال ديفيس لكاثرين في ذلك اليوم 
خارج فصلهاء وقال إن رجلين يعملان ناظري مدرستين في 
مناطق أخرى من فرجينيا الغربية سوف يكونان معها. كانت 
كاثرين الذكية الهادئة الجادة فى العمل صاحبة الكاريزما خيارًا 
Lady WSU‏ كانت كائرين:تسير خارجة من OL‏ مدرسة مجان 
تاون الثانوية في آخر يوم عمل لها فيهاء قدَّم لها BU‏ المدرسة 
الذي كان يشغل أيضًا منصب أستاذ مساعد في قسم الرياضيات 
بولاية فرجينيا الغربيةء مجموعة كاملة من مراجع الرياضيات 
لتستعملها فى الجامعة» فتكون سياجًا يصد عنها أي «مضايقات» 
ف يكنا ate ls‏ إن التعمال فكت ادرت الي 

التحقت بجامعة فرجينيا الغربية في الدورة الصيفية من عام 
0. انتقلت والدة كاثرين إلى مرجان تاون لتقيم مع ابنتها 
وتدعم قوتها وثقتها خلال أيامها الأولى في المدرسة البيضاء. 
مضت كاثرين تثرثر مع الطالبين الزنجيين الآخرين. اللذين التحقا 
كلاهما بكلية القانون» في اليوم الأول للتسجيل. لم ترهما بعد 
ذلك في الحرم فمضت تبحر وحيدة إلى قسم الرياضيات. رحب 
غالبية الطلبة البيض بكاثرين ترحيبًا ودودًاء بل ومضى بعضهم إلى 
حد معاملتها بمودة على الدوام. والطالب الوحيد الذي اعترض 

144 


على وجودها رأى أن يتسلح بالصمت لا بالكلام. GS‏ الأهم من 
كل ذلك أن الأساتذة عاملوها بإنصاف» خصوصًا وقد كانت أكثر 
من مستوفية للمعايير الأكاديمية. Lal‏ أكبر doo‏ واجهها فقد تمثل 
في العثور على منهج لا يكون تكرارًا لمناهج د. كلايتور الدقيقة. 

غير أن كاثرين وجيمي اكتشفا في نهاية الدورة الصيفية أنهما 
فى اننظار مولودهما الأول وثمة فارق کر ن Ol‏ تكون Bl al‏ 
a‏ هادا Oly‏ حون زو ly‏ عرق الرتوجان 
أن عليهما أن يخبرا جوشوا وجويليت بأمر زواجهما وأبوتهما 
المرتقبة. جوشوا كان يتوقع دائمًا أن تحصل كاثرين على شهادة 
جامعية» ES‏ الظروف جعلت من المستحيل على كاثرين أن 
تنهي دراستها؛ فبسبب حب كاثرين لزوجها وثقتها في الطريق 
الجديد الذي اختارته لحياتهاء لانت صلابة الأب فى ما يتعلق 
رابات العلناء Wal Se ua‏ كان لکن ر ا 
العائلة بأول الأحفاد المنتظر. وبرغم إحساس الخيبة» لم يحدث 
منه أو من بقية الرجال أصحاب الكلمة في حياة كاثرين -من أمثال 
د. كلايتور أو د. . ديفي س- أن طلبوا منها التنكر للحب أو التضحية 
بالأسرة في مقابل وعد الحياة المهنية. 

في السنوات الأربع المنصرمة على تركها كلية الدراسات 
العلياء لم تأسف كاثرين ولو مرةٌ على قرارهاء إذ استبدلت بالفرصة 
الأكاديمية رفيعة المستوى حياةً أسرية بسيطة؛ ففي غالبية الأيام 
كانت تشعر بأنها أسعد أهل الأرض حظاء Cow‏ زوجها وإنعام 
الله عليها بثلاث Oly‏ عشقتهن lite‏ وفي لحظات الكسل» 
كانت أفكارها تجنح إلى د. كلايتور وطيف المهنة التي دأب على 

145 


تأهيلها لها. والحقيقة أن فكرة التحول إلى اختصاصية رياضية 
كانت دائمًا فكرة مجردة» وبمرور الزمن» JES‏ عليها أن تؤمن بأنَّ 
تلك الوظيفة لم يكن لها وجود إلا في عقل أستاذها الغريب. Al‏ 
فى هامتن بف رجينياء فكانت دوروثى فون وعشرات من المعلمات 
lek‏ يفطن ol‏ تعمل Lat‏ ف الت ل pol‏ لش Spt‏ 
إجراء من إجراءات زمن الحربه بل Sel‏ قوة توشك أن تساعد 
في دفع علم الملاحة الجوية الأمريكية إلى ما وراء حدوده السابقة. 


146 


الفصل التاسع 
oa pen | ere‏ 


انتهت الحرب» ورجع الأسرى اليابانيون والطليان Dy Fer‏ 
في جرينبريبر إلى أوطانهم» وبقي هاورد فون حيثما هوء مستمرًا 
في عمله الصيفي بالفندق الكبير مع جوشوا كولمن. وكانت 
الحياتان المتوازيتان اللتان بات يعيشهما هو ودوروثي فون 
تتقاطعان فى فارمفيل ونيوبورت نيوز بالقدر الكافى لأن ينجبا 
طفلين يُضافان إلى أسرتهما؛ UZ‏ لهما دونالد سنة 1946 ومايكل 
سنة 1947. كان أصغر أبناء فون من مواطني نيوبورت نيوز فلم 
يعرف وطنًا إلا نيوسم بارك. أمّا بيت العائلة الصاخب في فارمفيل 
فمكان يذهبان إليه في الإجازات» وليس البيت الذي رحلا عنه. 

لم يكن أدني شك يحيط برجوع دوروثي إلى العمل بأسرع 
ما يمكن بعد ميلاد طفليهاء وبمجرد أن يكبرا فيستطيعان العيش 
وسط جمع الإخوة وجليسات الأطفال وسكان البيت الذين 
يوفرون في حياتهما اليومية الرعاية ويقيمون صلبها. ولم تكن 
إطالة الإقامة في البيت لرعايتهما خيارًا مطروحًا من الأساس؛ 

147 


فقد اعتمدت الأسرة Lisle‏ على دخلهاء وفي ذلك الوقت صارت 
وظيفتها في لانجلي هي التي توفر للأسرة الاستقرار الاقتصادي 
أكثر من ذي قبل. 

كان أبناء فون الكبار يتكيفون مع التغيرات التي وسَّعت حياتهم 
من بعض الأوجه واختزلتها من البعض الآخر. جاءت نيوسم بارك 
بمجموعة من الأصدقاء والحدود» من بينها البحيرة التى يتقاسمها 
الحي مع حي كوبلاند بارك المجاور. فهم ليونارد فون وأصدقاؤه 
الأمر تمامًا: إذا سبقوا b‏ في الوصول إلى البحيرة ة فهي لهم ما بقي 

من اليو وإن ظهر الصبية البيض أولاء فقد غرزوا رايتهم وإذا 
ظهرت الجماعتان في وقت واحد فهم يث يشتركون فيها مختلسين 
نظرات الفضول إلى بعضهم ومتبادلين شيئًا من الأحاديث العابرة 
وهم يعومون ويلعبون. 

حلت عائلة shee te‏ :من" CG‏ «خسابات ey!‏ 
Sad‏ الفراغ الذي تركته العمّات والأعمام وأبناء العمومة في 
فارمفيل. دوروثي فون وميريام مان وبيدروس كاثرين (المعروفة 
ب«الممتلئة»؟ بسبب بدانة في قوامها) وصهرتها مارجوري» التي 
انضمّت إلى المكتب في أواخر الأربعيئيات» تكاتفن في مواجهة 
يات ic al‏ المح gee eat cad‏ 
أبنائهن والمجتمع بالخارج» بل لقد كانت لدوروثي قرابة حقيقية 
داخل المجموعة؛ فماتيلدا ويست قريبة لصهرة هاورد فون» 
وقد تبعت دوروثي من فارمفيل إلى هامتن مع زوجها وابنيها 
الصغيرين في فترة الحرب. استحدثت تلك الأسر في الصيف 
تقليدا يقوم على تنظيم نزهة شاطئية في منتجع اسمه لوج كابين 

148 


يقع في غابة مطلة على نهر جيمسء وقد أقيم ليقتصر على «أبناء 
العرق». دأبت النساء على قضاء أسابيع في تجهيز قائمة الطعام 
متواثبات من الهاتف وإليه تتصل إحداهن بالأخريات استعدادًا 
لليوم الكبير Gh a‏ يجهزن مباهج الفسحة. سبعة من آل فون» 
خمسة من آل cle‏ مجموعتان من آل بيدروس قوام كل واحدة 
أربعة» في إحداها كلب «الممتلئة»» ويمضون جميعًا في قافلة 
على الطريق 60 إلى المنتجع النهري لينعموا بيوم حافل بالمتعة 
المُتوّجة بشيّ الخطمي على نار حية. 

كان إحساسًا بالطزائجة والجدة والترفيه A‏ المتطلق Ia‏ 
عن الاختلاط المرتب المعهود لدى غالبية السود فى البيت وفى 
الكنيسة أو في بقية المؤسسات المدنية والاجتماعية المترابطة 
التي كانت تلتهم وقت الفراغ الشمين لدى باكورة الطبقة الوسطى 
السوداء. كان المتنزهون الزنوج ينعمون بالشمس والهزل والمتعة 
على ساحل الخليج في هامتن منذ أن أسّست جماعة من رجال 
الأعمال -بينهم محاسب معهد هامتن وتاجر المأكولات البحرية 
الأسود المحلي جون مالوري فيليبس- المنتجع سنة 1898. 
ولكنّ ساحل الخليج المفصول بحبل عن شاطئ باكرو الأوسع 
المُخصّص للبيض بقي يُذكر النزلاء ob‏ بعض الرمل زنجي 
وبعضه أبيض. l‏ في لوج كابين فقد كان الزنوج القادرون على 
الاستفادة من مفاتنه ينسون تمامًا أمر لافتات «المُلرّنين»؛ إذ cl‏ 
العو a‏ كاقل المكاد أحرارًا لا Ls‏ اللافتات حركتهم أو 
تُضاعف فيهم الوعي الخانق لأرواحهم 

كان يحلو لدوروثي أن تترك لأبنائها خطوات يخطونها في العالم 

149 


دونما رقابة؛ فكانت إتاحة قاعدة أوسع من التجارب أحد أقوى 
أسباب انقلاب عالمهم رأسًا على عقب مع انتقالهم إلى هامتن 
رودز» فحتى في ظل دخل سنوي يبلغ ألفي دولار -ولم یزد متوسط 
الدخل الشهري للنساء السوداوات فى الأربعينيات عن مجرد 96 
au OLS -5Y yo‏ اجات ga elute‏ أن ole‏ مكل ings‏ 
شاطئ لوج كابين لا تتيسر كثيرًا. فضلًا عن أن شبح الكساد قد 
سيطر دائمًا على عقلهاء فكانت دوروثي فون تحيك الثياب لنفسها 
ولأبنائهاء fay‏ القسائم؛ وتظل تلبس الأحذية إلى أن تبرز قدماها 
من نعالها البالية» وإن أمكنها أن توفر المزيد لأبنائها من خلال 
التضحية بوسائل راحتها الشخصية» كانت تفعل ذلك. فما أكثر 
الليالي التي كانت ترجع فيها مساء من العمل لتعدّ العشاء» ثم لا 
تكاد تضع الطعام على المائدة حتى تخرج من البيت لتسير قليلا في 
الحي ريثما ينتهون منه» ثم ترجع هي esl‏ لنفسها وجبة مما فضل 
منهم. لم تشأ أن تواجه إغراء تناول لقمة يمكن أن تغذي أجسامهم. 

ثبت خطأ النبوءة Ob‏ نهاية الحرب سوف تلحق بهامتن رودز 
انهيارًا اقتصاديًاء فالعدينة: الى CSL‏ دوروثى فون Ub y Ads‏ 
لهاء تحولت إلى بوتقة لصناعة دفاع لن قاس بالسنين بل بالعقود 
وأكدت eee‏ نورفوك البحرية بعد الحرب قيادتها للأسطول 
الأطلنطيء فاتْخْذت مقرًا للقيادة الجوية في البحرية» وأضيفت 
إلى منشآتها ووكلائها العسكريين المحليين مدرسة للنقل 
orton a ial gpl‏ وبروت نيوز» وقاعدةٌ لخفر 
السواحل في بورتسماوثء مع ازدياد قوة مصنع سفن نيوبورت 
نيوز ومصنع سفن البحرية في بورتسماوث. في عام 11946 قرر 

150 


الجيش أن يجعل ميدان لانجلى (ae‏ للقيادة الجوية ASS!‏ 
وهي من القيادات الكبرى في القوات الجوية الأمريكية. وبعد سنة 
ately‏ ات ial‏ الطائرة للدفاع الأمريكي أمرًا مفهومًا حينما 
رقي وضع القوات الجوية لتصبح من فروع الجيش المستقلةء أي 
القوات الجوية للولايات المتحدة. 

اشتدّت قبضة مؤمسة الدفاع على اقتصاد جنوب شرق 
فرجينيا في أثناء الحرب» وصار نفوذها شديد الحسم في توفير 
أسباب العيش للمقيمين المحليين» فمثلما كانت هامتن رودز في 
يوم من الأيام النموذج الأوضح لمدينة الطفرة الحربية» أصبحت 
أيضًا نموذجًا لاقتصاد الرفاه باعتمادها على دولارات صناعة 
الدفاع التي كانت تتلاطم في المنطقة تلاطم الموج على شطآن 
سواحلها. أصبحت هامتن رودز نموذجًا لما سيسميه رئيس 
الحرب الباردة دوايت دي as» gl gi ol‏ عقد من الزمن ب«العقدة 


الصناعية العسكرية». 


التقليص المحتوم لقوة العمل في لإنجليء التي بلغت ذروتها 
قبل يوم النصر بأكثر من ثلاثة آلاف موظف» كان قصير العمر 
وضحلاء وغالبه جاء في سياق التآكل الطبيعي الناجم عن قرار 
البعض SL‏ الوقت قد حان للانتقال خطوة أخرى مبتعدين عن 
حياتهم في لانجلي؛ فكثيدٌ من الحاسبات وغيرهن من الموظفات 


Dwight Eisenhower (1)‏ )1969-1890( رئيس أمريكا الرابع والثلاثون 
(1961-1953). 


151 


olny فإذا‎ » oe a 
البحثي.‎ awl المعمل في التوفيق بين الرجال والنساء يباري‎ 
وامتلأت نشرة آير سكوب الداخلية بحكايات بريق الماس فى‎ 
خاتم بإصبع هذه العزباء في قسم شؤون الأفراد أو النهاية السعيدة‎ 

ثنين لامعي الأعين اللذين عثرا على الحب الحقيقي وسط 

وأعقب ذلك تيار ثابت من إعلانات قدوم «أولياء العهد»» 
وسمح بالإجازات المرضية أو إجازات العجز للحوامل اللاتي 
ار دن الرجوع إلى العمل عندما كبر أبناؤهن بالقدر الذي يسمح 
الإجراءات ارتبطت بطباع مديريهن. كثير من النساء كن يتقدمن 
باستقالة خلال فترات الحمل ثم يتقدمن للعمل في المعمل بعد 
التهيؤ له مرة آخرى» راجيات أن يعثرن على طريقة ينتزعن بها 
وظائفهن من جديد. 

ولكنّ الحاسبات الموهوبات -خصوصًا ممّن لهن سنوات 
و يُعتبّرن بمنزلة الأصول القيمة؛ فلم يكد حبر إعلان آير 
سكوب عن تقليص قوة العمل يجف حتى طرح ميلفن بتلر خطة 
التعيينات الدائمة لموظفى خدمة الحرب» ومضى بعض كبار 
المديرين إلى الحفاظ على أكثر النساء إنتاجية بأن أتاحوا Be‏ 
المرونة اللازمة لرعاية أسرهن. 

لقد أثبتت دوروثي فون خلال ثلاث سنوات في لانجلي أنها 
أكثر من كفء للوظيفة؛ إذ دأبت على أن تُسلم لمارجري حنا 

152 


وبلانشيه سبونسلر أعمالها خالية من الأخطاء؛ ولم يصعب عليها 
الالتزام بمواعيد التسليم المستمرة» وحصلت من رؤسائها دائمًا 
على تقييمات «ممتازة». خلال الحرب» رُقيت دوروثي واثنتان 
أخريان من زميلاتها هما إيدا باسيتي -وهي من أهل هامتن 
(وقريبة لبيرل باسيتي في قسم حسابات الغرب)- ودوروثي 
هوفر -وهي أصلا من ليلتل روك بأركانسو- فأصبحن مشرفات 
ورديات تدير كل منهن ثلث مجموعة تضحّمت إلى 25 امرأة. 
فى ذروة الحرب» فى الفترة التى Seal‏ فيها نشاط المعمل على 
مدار ساعات اليوم الأربع والعشرين» غالبا ما عملت دوروثي 
فى وردية ما بين الثالثة عصرًا والحادية عشرة Colne‏ مسؤولة عن 
عمل old‏ حاسبات في حساب تقارير البيانات» وقراءة الأفلا» 
وتدبير الأرقام. فربما لا عجب أن احتفظت دوروثي بوظيفتهاء 
ولا بد من أنها شعرت بالارتياح حينما حدث في عام 1946 أن 
أصبحت موظفة دائمة في الخدمة المدنية. 

قورت حاسبات الغرب -بلا استثناء من gl‏ تقريبًا- التمشك 
بأماكنهن مهما كبّدهن ذلك. كان القسم قد كبر على غرفته الأصلية 
في مبنى المخزن؛ فانتقلت المجموعة في عام 1945 إلى «مكتبين 
فسيحين» في الطابق الأول من مبنى قسم حمولات الطائرات 
حديث البناء في الجانب الغربي. 


سوداوات أو بیضاوات» عزباوات أو زوجات. أمّهات أو بلا celal‏ 

باتت النساء الآن جزءًا EOL‏ من عملية بحوث الملاحة الجوية. 

كلم يعض عام ی akc‏ عاودت إعلانات Sieg‏ 

الشاغرة ذ في المعمل lew‏ فيها وظائف الحاسبات- الظهور في 
153 


النشرة من جديد. وفيما كانت الولايات المتحدة تنتقل من العدو 
بالسرعة القصوى لتحقيق النصر إلى إيقاع النشاط الاقتصادي الأكثر 
اتزائاء وفيما أخذ المعمل ينسى أنه عمل ذات يوم دون أي حاسبات 
من النساء» أتيحت لدوروثي وقفة تتأمل فيها كيف يمكن أن يكون 
شكل عملها بعيد المدى كاختصاصية رياضيات. كيف يمكن أن 
تركن إلى فكرة الرجوع إلى فارمفيل والتخلي عن وظيفة تجيدهاء 
وتستمتع بهاء وتحصل منها على أجر يبلغ مثلي أجر التدريس أو 
ثلاثة أمثاله؟ كان العمل كاختصاصية رياضيات فى لانجلى يمثل 
وظيفة سعيدة الحظ للغاية» وهي أيضًا وظيفة نسائية بامتياز؛ فوضع 
صناعة الملاحة الجوية قوي» والمهندسون مهتمون بالإبقاء على 
خدمات النساءء اللاتي يجرين الحسابات» اهتمام ala?‏ الطائرات 
بالإبقاء على الغسالات اللاتي يدعمن عمال المصنع. 

فن نالرت كر لت اف السا فى اأرجاء اليل رطاف 
الحاسبات: في لانجلي» وفي معامل ناكا الأخرى (كمعمل آيمز 
البحثى الذي أقامته الوكالة فى ميدان موفيت بكاليفورنيا سنة 1939» 
ومنشأة أبحاث قوى الدفع الجوي في كليفلاند التي بدأت العمل 
في عام 1941( وفي fore‏ قوى دفع الطائرات التابع إداريًا لمعهد 
كاليفورنيا للتكنولوجياء وفي مكتب المعايرة والقياس بالعاصمة 
واشنطن» وفي المعمل السري لأبحاث المقذوفات التابع لجامعة 
بنسلفانياء وفي شركات تصنيع الطائرات مثل شركة كيرتيس رايت 
التي كانت تطلق على النساء اسم «المرشدات»”". فامتدٌ أمامهن 
مستقبل جديد. ES‏ دوروثي فون وأخريات وجدن أنفسهن في 


Cadettes (1)‏ 45 فى فرقة الكشافة النسائية. 


14 


بداية مسيرة مهنية لا يكدن يرين فيها قدوة يحتذينها حتى النهاية. 
ومثلما plod‏ عليهن أن يتعملن تقنيات بحوث الملاحة الجوية في 
موقع العمل نفسه» pi‏ على الطموحات منهن أن يفكرن بأنفسهن 
كيف يمكن التقدم كنساء في مهنة أرسى قواعدها الرجال. 


لقد ele‏ خبراء الديناميكا الجوية من أمثال إيستمان جاكوبس 
وجون ستاك وجون بيكر إلى المعمل مهندسين حديثي التخرج 
طازجين طزاجة النعناع» فسرعان ما أتبح لهم تصميم تجاربهم 
الخاصة وتنفيذها؛ فالمهندس آر تى جونز» الذي تدخل لدى شرطة 
هامتن نيابة عن الرجل الأسود أسر ألباب مديري لانجلي على 
الفور alin,‏ البارع. SVs‏ جونز لم يكمل تعليمه الجامعي مطلقًاء 
فقد عَيّن في عام 1934 مساعدًا علميًا دونَ مهني» أي في فئة غالبية 
النساء. وبرغم تقارير الأداء الجيدة» كان تصنيف بي1- بعيدًا عن 
متناوله؛ إذ اقتضت هذه الرتبة شهادة جامعية Cy gp SSL)‏ لذلك 
دبّر مديروه ترقيته إلى ما فوقهاء أي بي2-» وهي بموجب قواعد 
البيروقراطية الخفية رتبة لا تستوجب الشرط نفسه. 

احتضن الباحثون المخضرمون الباحثين الشباب الذكورء 
وضمُوهم إلى بطانتهم في حوارات الغداء بالمقهى وجلسات 
التدخين المقصورة على الرجال فى ساعات مابعدالعمل» وعملوا 
على الدفع بالواعدين من المساعدين -أكثر من سواهم- ليعينوا 
رؤساءهم في العمليات الجارية داخل أنفاق المعمل والمنشآت 
البحثية الثمينة» ففتح ذلك التدريب الباب أمام تكليفات بحثية 
رفيعة المستوى ثم أمام الترقي في نهاية المطاف إلى مناصب 

155 


رئيس القسم أو الفرع أو الإدارة . وهكذاء لم Jos‏ نهاية الثلاثينيات 
إلا وقد رفي آر تي جونز إلى منصب رئيس قسم تحليل الثبات» 
وهو حصن شديد الأهمية للمهندسيين "غير الجويين» الذين 
يستعملون الرياضيات النظرية بدلا من تجارب أنفاق الرياح أو 
اختبارات الطيران في فهم كيفية تحسين أداء الطائرة. 

ui‏ النساء في المقابل ف فتحتّم أن يستعملن عقولهن استعمال 
المناجل Dien ae ay AAi‏ 
وإذن» فقد كانت المرأة العاملة في أقسام الحسابات المركزية 
مُزاحة دائمًا عن البحوث ومدفوعة خطوة إلى الوراء» وافتقرت 
تكليفات المهندسين لهن فى بعض الأحيان إلى السياق الذي قد 
يوفر للحاسبة معرفة كبيرة بالحياة القادمة للأرقام التي سرد أيامها؛ 
فقد تقضي أسابيع في حساب توزيع الضغط دون أن تعرف أي نوع 
من الطائرات هو الذي يجري اختباره أو ما إذا كان التحليل القائم 
على حساباتها قد أسفر عن نتائج مهمة. كان عمل غات انا 
-شأن عمل آلات فريدن أو مارتشانت أو مونرو الحاسبة التي ES‏ 
يستعملنها- et‏ لا ad‏ إلى أسماء» وحتى المرأة» التي كان 
يمكن أن تعمل عن كثب مع مهندس في محتويات بحث» كانت 
نادرًا ما تجازى برؤية اسمها بجانب اسمه على الإصدار النهائي. 
وكان كثير من المهندسين يتساءلون: ما الذي يجعل الحاسبات 
يرغبن أصلا في نيل الاعتراف Say‏ -في نهاية المطاف- - نساء؟ 


غير أنه مع ازدياد wa‏ الحسابات وازدياد أهميته» كان يمك 

عير مع حجم 9 وار - 

لفتاة إن أثارت إعجاب المهندسين ببراعتها في الرياضيات أن تتلقى 
156 


دعوة للعمل الدائم معهم في النفق أو في المجموعةء وكلما ازدادت 
المجموعات ازدادت أيضًا فرص النساء في مزيد من الاقتراب 
الحسابات المرتبطة بأنفاق أو فروع معينة» وأفرزت مشرفات لهاء 
وأتاحت للمحترفات فرص التخصص في فروع ثانوية معينة من 
علم الطيران» فقد كانت الحاسبة القادرة على معالجة البيانات في 
موقع العمل نفسه وفهم كيفية تفسيرها أعلى قيمة لدى الفريق من 
حاسبة في فريق ليس لديها غير المعرفة العامة. وتهيًا لذلك النوع من 
التخصص أن يكون مفتاحًا لإدارة طبيعة البحث الملاحى الجوي 
متزايدة التعقيد فى حقبة ما بعد الحرب. كان متخصّصو الديناميكا 
الجوية قد تخففوا من لوازم فترة الحرب القاضية بتحسين المقاومة 
-أي عملية تحسين الطائرات الموجودة وصقلها من خلال تكبير 
التحسينات الصغيرة على أدائها- فركزوا اهتمامهم على عدو أشرس 
وأصعب هزيمة من قوات المحور: ذلك هو سرعة الصوت. 

لقد أتاح وين المحرك النفاث في مطلع الأربعينيات 
لمهندسي لانجلي أخيرًا نظام دفع لديه من القوة ما يسمح 
لمفاهيمهم الخاصة بالأجنحة فائقة السرعة -مثل اختراع آر 
تى جونز لأجنحة دلتا ذات الزوايا المائلة إلى الخلف ميل 
أجنحة السنونو- أن تطير بحق. أضاف لانجلى منشآت حديثة 
في الجانب الغربي» مثل النفق فائق السرعة سبع في عشر أقدام 
آلات قادرة على تعريض نماذج الطائرات لرياح تقترب من سرعة 
الصوت الغامضة أو تتجاوزها. كما استمرت إمبراطورية ناكا فى 

157 


مسار توسّعها الغربي بدعم فريق عملها وإقامة منشآت في معملي 
كليفلاند وايمز. 
في عام 1947 Cad‏ فريق NS,‏ من 13 من موظفي لانجلي 
-بينهم حاسبتان سابقتان من قسم حاسبات الشرق- إلى صحراء 
موجافي لتأسيس مركز درايدن لأبحاث طيران السرعة الفائقة» 
فكان ذلك هجومًا مباشرًا على مشكلات الطيران بسرعة تفوق 
سرعة الصوت. كانت سرعة pall‏ التي تبلغ 761 ميلا في 
الساعة عند مستوى سطح البحر في هواء جاف تبلغ درجة حرارته 
9 درجة فهرنهايت» تتفاوت بحسب درجة الحرارة والارتفاع 
cds gh Sy‏ وقد استقة قر طويلا الظن بكونها We‏ فيزيائيًا لأقصى 
سرعة يمكن أن يحققها جسم في الهواء؛ ففيما تُحلق طائرة على 
ere Ce‏ جوا نجاف ر من رغ واد 
ماخ أو من سرعة الصوت في المكان» تتراكم جزيئات 
الهواء أمام الطائرة المحلقة وتتكثف [SAE‏ موجة صادمة» وهي 
مثل الظاهرة الصوتية المرتبطة بفرقعة السوط أو إطلاق الرصاصة. 
ومن العلماء ء من تكهّنوا ÓL‏ الطيار إذا نجح في دفع الطائرة عبر 
ذلك الحاجز الصوتي OB‏ قوة الموجات الصادمة سوف تؤدي إلى 
تفسّخ الطائرة أو الطيار أو كليهما. لكن» حدث في 14 أكتوبر سنة 
7 أن قام الطيار تشاك يبجر وهو يحلق فوق صحراء موجافي 
ئرة بحثية تجريبية تابعة لناكا تُدعى بيل إكس 1- باختراق حاجز 
الصوت للمرة الأولى في التاريخ» وهذه حقيقة أيدتها الحاسبات 
على الأرض بتحليل البيانات الواردة من أجهزة طائرة ييجر. 
كان عدد النساء في ميورك أقل كثيرًا من أن يُخصّص لهن قسم 
158 


منفصل . وهكذا في عزلة الصحراء» وفي ظروف العمل السري 
في منشأة متقشفة متداعية العنابر» خطت حاسبات ميورك peeks‏ 
إلى لعب دور المهندسات المبتدئات. وظل الترقي إلى أعلى 
أصعب في لانجلي الأم» لكونه أكبر حجمًا ولكون عملياته أكثر 
بيروقراطية ولاحتوائه على هيكل إداري أكثر تعقيدًا. ومع ذلك 
استطاع قليل من الرائدات حتى في لانجلي الأم أن يُعبّدن Ú b‏ 
تسلكه فى إثرهن نساء أخريات. لأسباب كثيرة ولسنوات كثيرة» 
ظلت الاختصاصية الرياضية دوريس كوهين -ابنة نيويورك التي 
بدأت العمل بالمعمل فى أواخر الثلاثينيات- هى المرأة الوحيدة 
الكاتبة في ناكاء فحتى بيرل يانج -وهي أول امرأة تعمل مهندسة 
قن :ناكا فضا عو كونها مؤكسة dip pail Sarl ll Dec‏ 
الصارمة في الوكالة- لم تترك وراءها Ere‏ يحمل اسمها. 

ن عاي 1941 5 61945 نشرت دوريس كوهين تسعة تقارير 
ری cael Gules‏ على مایت الغلاحي اوی فائن 
البرعة كانت الكاتة EA‏ اة منهاء وشتريكة ف اة 
ل آر تي جونز (الذي ستتزوجه في النهاية)» فذلك نتاج استثنائي 
لا يقوى حتى المهندسون الذكور المبتدئون إلا على الطموح إلى 
تكراره. كان ظهور الاسم على تقرير بحثي خطوة أولى ضرورية 
فى مسيرة المهندس المهنية» GÍ‏ بالنسبة إلى امرأة فقد كان إنجارًا 
كبيرًا غير معهود fia‏ اعترافا Úle‏ بإسهامها في خط بحڻي مهم 
ووضعها بصماتها على نتائج موف يجري تداولها على نطاق 
واسع في وسط الملاحة الجوية. کان کاب التقرير ا 
أعضاء مهمين في أي فريق» وكان القرب من العمل هو أهم ما 

159 


يُعوّل عليه. ومع انتقال مزيد من النساء من أقسام الحاسبات 
إلى المجموعات الهندسية -ومع تعيين حاسبات جديدات في 
الأقسام منذ الأيام الأولى ups‏ بالعمل دون الخدمة قبل 
ذلك في أقسام الحسابات العامة- أتيحت للنساء فرصة الابتعاد 
عن «تشغيل الالاات» وإجراء الحسابات الروتينية والاقتراب من 
التقرير البحثي الذي كان يمثل أهم منتجات المعمل. 


ظهر أقوى دليل على التقدم» الذي أخذت النساء تحرزنه بلانجلي 
في السنوات الأولى بعد الحرب» عندما وصلت إحدى أشهر 
الموظفات إلى تهاية الطريق: لد he SU Lie Bey)‏ مداو 
Úle 2‏ من موظفة دون مهنية إلى أهم امرأة ذ فى المعمل. كانت 
قد بذلت الكثير من أجل تحويل منصب الحاسبة من مجرد 
وظيفة مكتبية أولية إلى أحد أقيم أصول المعمل. وبجهودها 
الدؤوب في البحث عن الموظفات بين طالبات كلية البنات في 
tails‏ كارو ed‏ الشمالية -وكانت في عام 1949 أكبر كلية للبنات 
فى أمريكا- وغيرها من مدارس البنات» وفرت لمئات النساء 
المتعلمات فرصة الحصول على منفذ إلى وظيفة في الرياضيات» 
فكانت جميع العاملات في أقسام الحاسبات بالوكالة -سواءً في 
لانجلي أو في كليفلاند أو آمز أو ميورك- يُرجعن نسبهن إلى قسم 
الحسابات الأول GSU Sy‏ أول أنثى تعمل مشرفة حاسبات» 
حتى لقد بلغ عدد من تدربن في لانجلي تحت إشراف SE‏ -بين 
عامي 1942 و-1946 أربعمئة حاسبة. 

ووقع قسم حاسبات الشرق» الذي كثرت فيه الموظفات 

160 


لدرجة اضطرارهن إلى الجلوس في الطرقات أو حجيرات 
التخزين أو في أي مكان يتسع لهن- ضحية نجاحه في سنوات 
الحرب؛ إذ صارت حاسبات ا المخضرمات بر جار 
إلى وظائف دائمة في الأنفاق, * ثم $ is‏ فتيات جديدات ت لتحلّ 
محلهن» فمضت تتقلص المجموعة الجوهرية العاملة فى مكتب 
نفق الضغط 19 قدمًا بالجانب الشرقي» وصارت البنات يعملن 
مباشرة تحت رئاسة المهندسين أو مشرفات الخاسبات العاملات 
مع مجموعات المهندسين. كانت فرجينيا تاكر مديرة مرموقة» 
Yis)‏ -خلاقًا لدوريس كوهين- لم تسلك طريق الباحثات ولم 
يصر لاسمها ثقل الباحثة. احتلت منصبًا رفيعًا بالنسبة إلى cf pal‏ 
YES‏ وجدت نفسها واقفة لا ترى أمامها خطوة تالية واضحة في 
لانجلي. . في عام 1947( فكك المعمل قسم حاسبات الشرق» 
ولكل ضميع ea NEE ola‏ 
تاكر هي الأخرى أن تنتقل إلى الغرب؛ فقبلت ت وظيفة في شركة 
نورثرب - وهي إحدى شركات الطيران الكثيرة التي انتشرت في 
أطراف لوس آنجلس وضواحيهاء وعيّنتها الشركة مهندسة. 


فى الوقت الذي فاضت فيه حاسبات الشرق عن مكتبهن فيضان 
النهر على عمليات المعمل الأوسع» أبقى الفصل العنصري هجرة 
جاسبات te 1, al‏ وجا تحت BH‏ فرع hele‏ 
الغرب في الوثوب أواخر الأربعينيات إلى مجموعة الديناميكا 
الجوية التجايعية المح بفزاسة الديناميكا الجوية hey pa‏ 
والتوربينات وغيرها من الأجسام الدوّارة- أثار ذلك ضجة؛ فكثيرٌ 


161 


a‏ يعرفون oy oe,‏ مجموعة Sts.‏ سوداء تمامًاء 
أفول لحضارتهم. A‏ كماءة حاسبات الغرب ees‏ غالبية 
الاعتراضات؛ ففي نهاية المطاف. كان من الصعب الاعتراض 
على تعليم جيد وأخلاقيات طبقة وسطى لطيفة» وإن جاءت 
كان محتومًا أن تحصل النساء السوداوات على فرصة وظيفة 

بحثية. دوروثي هوفر -وهي دوروثي أخرى في قسم حاسبات 
الغرب وإحدى مشرفات الورديات الثلاثة- كانت حاصلة على 
درجة جامعية في الرياضيات من كلية آيه إم آند إن السوداء في 
الهندسة والعلوم والإدارة في الحرب العالمية الثانية. أوقفت 
دراستها للحصول على درجة الماجستير في الرياضيات من 
أركانسو وجورجيا وتينيسي قبل مجيئها إلى لانجلي سنة 1943 
حيث عَيّنت اختتصاصية رياضية على درجة بي1-. كانت دوروثي 
هوفر -شأن دوريس كوهين- تجيد المفاهيم الرياضية المجردة 
والمعادلات المعقدة إجادة استثنائية» فكانت مارجري حنا Ja‏ 
إليها التكليفات الرياضية الصارمة التي تأتي إلى المجموعة 
a‏ قسم تحليل الثبات التابع لآر ني جونز. كان المهندسون 
يمدون هوفر بمعادلات طويلة تحدد العلاقات بين شكل الجناح 
والأداء الديناميكي الملاحي الجوي. ويطلبون منها أن das‏ فيها 

162 


Gaar asl gh‏ ومتغيرات أخرى. وفقط» حينما تختزل سلاسل 
المعادلات بكفاءة» تبدأ عملية إدراج القيم والخروج بالأرقام 

غرف العاملون في تحليل الثبات برؤاهم التقدمية بقدر ما 
عرفوا بعقولهم الحادة. كان كثير منهم يهودًا من الشمال. كان 
جونز وزوجته دوريس كوهين بجانب سام كاتزوف وإيستمان 
جاكوبسء اللذين LIS‏ من أكثر محللي المعمل حظوة cpl pe YL‏ 
وأستاذ اقتصاد أبيض في معهد هامتن يُدعى سام روزنبرج WE‏ 
ما يلتقون في بيت باحث بلانجلي يُدعى آرثر كانتروفتز» حيث 
يقضون الأمسيات في الاستماع للموسيقى الكلاسيكية والنقاش 
السياسي» ويذهبون لمشاهدة الأفلام في مسرح معهد هامتن 
ويمرحون في المدرسة الزنجية. كانوا أكثر من الأغلبية في 
الغرب في مجموعتهم. وبما أوتيت من مهارة وعقل مستقل 
وموهبة في الرياضيات» كانت دوروثي هوفر مرشحة مثالية 
للقسم» فحدث في عام 1946 أن دعاها آر تي جونز للعمل مباشرة 
لحسابه. 


مع إضافة حاسبات قسم حسابات الشرق إلى عبء العمل القائم» 

بقيت دوروثي فون وحاسبات المنطقة الغربية تحت ضغط عمل 

محتدم. كان المعمل لا يزال يعين نساء سوداوات في القسم 

بسرعة تفوق سرعة إرسالهن إلى المواقع الأخرى. وكانت النساء 

اللاتي gilt‏ بالعمل في أقسام أخرى يلتحقن بها في الغالب 
163 


لفترات مؤقتة ثم يرجعن في النهاية للحفاظ على امتلاء المكتبين 
ولو في اللحظة الراهنة على الأقل. 

بعد الحرب» قرّرت مارجري حنا رئيس قسم حسابات الغرب 
قبول عرض من قسم البحث العام» وكان ذلك ISS‏ ممتارًا 
إلى صفوف الكاتبات الإناث وتنشر دراسة مع كاتزوف محاولة 
قياس الدرجة التي تصل إليها الموجات المرتدة عن أسوار نفق 
الرياح في إعاقة تد فى الهواء الذي pees‏ لهالجودج الطائرة . شأن 
الموجات الصوتية في قاعة ا المتلاطم في جنبات 
holes hon‏ كانت ا في نفق eer oe‏ من المحيط 

e e a EA 
الخط؛ فتقدمت بلانشيه سبونسلر إلى موقع مارجري رئيسًا‎ 
للمجموعة. كانت أصغر من دوروثي بسنتين» وعروسًا في‎ 
في عام 1947. كانت في‎ Boe الخامسة والثلاثين تزوجت‎ 
الأصل من بنسلفانياء وتلعب البولينج في فرق داكبينج» فضلا‎ 
عن كونها عضوة مخلصة في نادي البريدج. شاركت هي وأختها‎ 
Se as او لان‎ E 

oo ال عر‎ Cites 
3 طلبت بلانشيه نقلها إلى معمل آيمز. كتبت مشرفاتها‎ 8 
1940 لانجلى رسائل توصية - وكانت منذ التحاقها بالمعمل سنة‎ 
عدم‎ 5S 5 قد حصلت على تقارير إجادة قوية وترقيات منتظمة»‎ 

164 


توافر مواقع شاغرة في ذلك الوقت أرغمها على أن تواصل عملها 
وضع EE lian sia‏ 

OV,‏ دوروثي قد عملت مع بلانشيه منذ ple‏ 1943( فقد 
نشأت بينهما زمالة طيبة» ودأبت بلانشيه على تقييم دوروثي 
تقييمات قوية. ورفع عمل دوروثي كمشرفة وردية مكانتها لدى 
المهندسين. كان على المشرفات -وإن عملن مستشارات أحيانًا 
Salen‏ ا أيضا حاسبات بارعات قادرات على 
في احتباجات االموندس وشرحها بوصو كطلبات cS!‏ بها 
التابعات لهنّ. كانت aad‏ أسئلة الحاسبات» وتلزمها إجادة 
قوية للرياضيات بحيث led‏ النساء وتعالج نقاط ضعفهن. 
وكان اختيار الفتاة المناسبة لمهمة معينة يمثل ile‏ كبيرًا من 
مسؤوليات المشرفة. لقد كانت جميع النساء Oberst‏ مهارات 
الحساب الأساسية. ولكنَّ معرفة أيّهن الأحرص على الكمال فى 
التعامل مع الآلات الحاسبة وأيّهن الأقدر على استخلاص زبد 
الرسوم البيانية في مدّى قصير كان أمرًا محوريًا لمعالجة البيانات 
أكفاً معالجة ممكنة. وقد أوتيت نخبة النساء -من أمثال دوروثي 
هوفر- مقدرة في الرياضايات المعقدة بالغة القوة فاقت قدرات 
الكثير من المهندسين في المعمل. 


ربما حاولت دوروثى فون فى نهاية المطاف أن تحذو حذو 

مارجري حنا ودوروثي هوفر إلى العمل مباشرة مع قسم هندسي. 

مختلفة» ومنهم من كان يأتي إلى مكتبها مصرًّا على أن تعمل 
165 


هي نفسها على مهامه. غير أن عام 1949 شهد انعطافة استثنائية 
ومأساوية فى الأحداث قيّدت وثاق دوروثى فى مكتب حسابات 
المنطقة الغربية طوال العقد التالي. 007 

في نهاية عام 1947» تركت بلانشيه رئاسة المجموعة لدوروثي 
طوال شهر مرضت فيه»ء ثم رجعت إلى العمل وقد بدت بخير على 
الرغم من كل شيء» ولكنّها تركت العمل مجددًا في إجازة من يوليو 
إلى أغسطس سنة 61948 وبعدها رجعت مرة أخرى إلى المكتب» 
واستعادت روتينها. واستمرت فى هدوء طوال شهور عديدة تالية. 
لکن» في صباح 26 يناير 9 أجرت إحدى حاسبات الغرب 
اتصالا طارئا بإلدريدج ديرينج - وهو أحد إدارئي المعمل. 
قالت لديرينج إن بلانشيه دأبت خلال الأيام القليلة السابقة على 
التصرف بغرابة وإنها فى تلك اللحظة «تتصرف بلا عقلانية» 
وناشدته المجيء إلى مبئى حمولات الطائرات لمساعدة النساء 
هناك على التعامل مع الموقف. سارع ديرنج برفقة المسؤول 
الطبي في المعمل جيمس تينجل وروفوس هاوس مساعد هنري 
ريد مدير لانجلي بالذهاب إلى المبنى حيث كان كثير من حاسبات 
الغرب ينتظرن في قلق داخل البهو. ذهبوا جميعًا إلى أحد مكاتب 
انات الت يفيت Del Lies stele‏ 
تجهز لاجتماع العاشرة صباحًا. كانت قد لات صئورة المكتب 
ب«كلمات ورموز عديمة المعنى» وبدأت تعقد الاجتماع على نحو 
بدا معه وكأنها تشعر Ob‏ كل شيء طبيعي. غير أنها كانت غريبة 
GLS‏ وغير مفهومة لمَن يقفون أمامها. اقترب هاوس من بلانشيه 
وسألها عن الكتابات الغامضة التي تملا السبورة. 

166 


قالت له: «أحاول أن أشرح كيف يمكن الوصول من إس بي1- 
إلى بي20-)» مضيفة أن عدد الموظفات في مجموعتها هو 0 + 
1 إلى BH‏ أرقام مهمة وإن في القسم «موظفة بي75000-). ثم 
قالت إنها تحاول شرح الفارق بين الصفر واللانهاية. (قال هاوس 
لاحقًا في مذكرة تفصيلية عن واقعة صباح ذلك اليوم إن قولها 
بدا «منطقيًا OY GLS‏ بعض طلبة الكليات يعانون صعوبة في 
فهم هذا الفارق»). ولكنّ بقية كلام بلانشيه بدأ ينحدر من تلك 
النقطة. طلب منها هاوس أن ترافقه إلى المنطقة الشرقية» راجيا أن 
يصطحبها إلى الطبيب النفسي في مستشفى قاعدة القوات الجوية» 
لكنّها رفضت الخروج» ولم يرغمها الرجال خشية أن يؤدي 
استفزازها إلى أن تعنف عليهم» وفي هذه الحالة كان إخضاعها 
قد يستوجب ما لا يقل عن أربعة رجال شداد». وأخيرًاء أدارت 
بلانشيه ظهرها للمجموعة في هدوء. وبدأت تبكي» وتمسح 
عينيها بمنديل. أنهى الإداريون الاجتماع» ودخلت بقية النساء 
مكتبًا FT‏ تاركين بلانشيه وحدها مع الرجال. 

في سرّية الأربعينيات» كان لمثل ذلك الظهور العلني لمرض 
عقلي أن ينهي وظيفة بلانشيه في لانجلي حتى لو أمكنها WRN‏ 
التعافي منه. في عصر ذلك اليوم» تقلت بلانشيه سبونسلر إلى مصحة 
تاكر فى ريتشموند عاصمة الولاية. كانت قد دخلت ذلك المستشفى 
نفسه للعلاج من انهيارها سنة 21948 ومن الممكن أن تكون هذه 
المشكلة هي سبب غيابها سنة 1947. قضت ثلاثة أشهر في مصحة 
st‏ إلى أن تقلت إلى مستشفى الولاية الشرقي في وليمسبرج. وفي 
هذه المرة» لم Gant‏ أن ترجع حياتها سيرتها الأولى. 

167 


بعد أسبوعين» كتب إلدريدج ديرنج لميلفن بتلر مسؤول 
شؤون الأفراد في لانجلي يقول: «يبدو أنها سوف تبقى مريضة 
إلى ما لا ثهاية».. l‏ 
لم يرَ نساء المنطقة الغربية بلانشيه سبونسلر مرة أخرى. وفي 
ا ب اب es ee‏ 
لا العو الوسيدة اة يمك ف الان وف عنيلها 
ل «بلانشيه سبونسلر فيتشت» رئيسة قسم حسابات 
ال وفيت الأحد الماضي بعد ستة أشهر من المرض». ولم 
ترد إشارة إلى سبب الوفاة في الخبر أو في النعي المنشور في ديلي 
بريس» وإن ورد في شهادة وفاتها أن السبب نوع من «الفصام». 
ولم يعلم غير أطباء بلانشيه وأسرتها إن كانت الوفاة نجمت عن 
علاجات غرضها الأساسى مداواة مرض Borde‏ فى النهاية 
بالشيزوفرينيا أم نجمت عن انتحار أم عن سبب غير هذا أو ذاك. 
أدى غياب بلانشيه إلى خلو طاولة في قسم حاسبات الغرب» 
لا إلى فراغ فيه. ولم تكن تلك هي الطريقة التي تحب دوروثي 
أن تخطو بها خطوتها الوظيفية التالية» ومع ذلك» دفعتها مأساة 
بلانشيه دفعة إلى أعلى السلم. في أبريل من عام 61949 بعد ستة 
أسابيع من مغادرة بلانشيه المكتب للمرة الأخيرة» عيّن المعمل 
دوروثي فون قائمة بأعمال رئيس قسم حسابات الغرب. 


محدودةٌ الطرق التي كانت تتيح لحاسبة بيضاء اختراق الإدارة في 

لانجلي؛ فالعثور على ينتقل بامرأة من كونها مجرد إحدى 

البنات إلى إحدى البنات الرئيسات كان يستغرق By‏ ويقتضي 
168 


مثابرة Ns y‏ وحظّاء فضلا عن وجود كثير جدًّا من المزالق؛ ففي 
حين كان يمكن أن يشرف صغار المديرين الذكور على عمل 
الحاسبات E‏ أحد أن يرفع رجل 
تقاريره إلى امرأة. وكان محددًا للنساء ممن يضعن أعينهن على 
وظيفة في الإدارة مجرد رئاسة قسم من أحد أقسام الحسابات 
التي فقدت طبيعتها المركزية وباتت أجزاء من أقسام أخرىء أو 
أحد الأقسام التي يغلب على عمالتها الإناث. 
Ui‏ بالنسبة إلى امرأة سوداء فلم يكن إلا مسار واحد: يبدأ 
بمؤخرة قسم حسابات المنطقة الغربية وينتهي بمقدمته» حيثما 
باتت دوروثي تجلس. لم يكن المنظر من طاولة المشرفة -على 
صفوف الوجوه البنية الناظرة إلى رئيستهن الجديدة- مختلفا عن 
المنظر في فصل دراسي بموتون؛ فقوانين ن الفصل العنصري في 
الولاية سارية على الغرفة المليئة بالخريجات الجامعيات رفيعات 
المستوى بمثل صرامة سريانها على طلبة الأرياف السود فى 
مقاطعة برينس إدوارد. غير أن عالم حسابات الغرب بمصابيحه 
الساطعة وطاولاته الحكومية وآلاته الحاسبة الحديثة وقربه من 
أبحاث علم الملاحة الجوية الجارية بعشرات ملايين الدولارات 
كان عالمًا آخر مغايرًا لمبنى مدرسة موتون الثانوية المتهالك 
بكراسيه المتداعية وكتبه الدراسية البالية وما يسوده من إحساس 
عام بقلة الحيلة. 
سوف يستغرق حصول دوروثي فون على درجة رئيس القسم 
سنتين كاملتين؛ فقد أبقاها الرجال الذين عملت آنذاك تحت 
رئاستهم -وكان المشرف عليها في ذلك الوقت هو روفوس 
169 


هاوس- في حالة برزخيةء تنتظر Ul‏ ظهور مرشحة أكثر قبولا منهاء 
أو أن GE‏ رؤساؤها في صلاحيتها لتولي الوظيفة بصورة دائمة. أو 
لعل فكرة تعيين أول مديرة سوداء في عموم كامل إمبراطورية ناكا 
المتشاسعة على المستوى الوطنى أثارت اعتراضات ومخاوف 
عرقية بين أعضاء المعمل في المدينة. 

ومهما يكن التشككك لدى السلطات في مؤهلات دوروثي؛ 
ومهما يكن الحشد والدعم اللازمان من جهة دوروڻي» جاء 
حل تلك المسألة البارزة فى مذكرة صدرت فى يناير سنة 1951. 
لسري يدوج هد الد E‏ من اویه Gnd‏ دروو 
og ae:‏ اال ونس جود ill ab, Glo‏ 
رتنا للوحدة». لا بد من أن دوروثي كانت تعلم بالأمر؛ فبناتها 
ونظيراتها 55 يعلمن به» وكثير من المهندسين كانوا على علم به 
لك المطاف وصلوا إلى النتيجة نفسها. وسوف 

يثبت التاريخ أنهم جميعًا أصابوا في ما ذهبوا إليه : وهو أنه لم يكن 

ib فون لفك الو‎ Sane من‎ eal pal ant 


170 


الفصل العاشر 
بيت على البحر 


o م‎ RON ens 

شؤون الأفراد حيث تنهي أوزاق تيا e‏ قسم الحسابات 

لل الو دليل تقريبًا على الجذور الزراعية 
للأرض التي تحولت إلى لانجلي. لقد حل الوافدون من أمثال 
دوروثي فون وأخواتها في فرق مثل فيلق اليانكيز وفرقة الجبليين 
وفرقة الكعوب السوداء بالمعمل في فترة الحرب» وبقيت لديهم 
تحؤّل هامتن رودز من منطقة زراعية معزولة إلى مجموعة نشطة 
من المدن والضواحي وأنشطة الصناعات الدفاعية. UI‏ ماري 
جاكسن فتذكرت قرية ما قبل الحرب حيث كان الزنوج لا يزالون 
في إجازاتهع تمضو إلى تباخل الخليع aor‏ كيرت 
على الاستماع إلى أغنيات العمل من النسوة السوداوات Bas‏ 
tas‏ يقشرن المحار في مصنع جيه إس دارلنج لتجهيز الأسماك الذي 
كاقت ع had etl‏ إلى المارة eh gam gle‏ رينت 

171 


أعلاهن. شهدت ماري في طفولتها الكبار في الكنائس السوداء 
بقلب مدينة هامتن وهم لا يزالون يحكون القصص عن جلوسهم 
أسفل شجرة السنديان في الجهة الأخرى من النهر -في الموضع 
الذي لم يكن قد شغله بعد حرم معهد هامتن- وإنصاتهم لجنود 
الاتحاد إذ يتلون إعلان التحرير. أولئك الأسلاف ذهبوا إلى تلك 
التجمعات وهم أنفسهم ممتلكات قانونية وخرجوا منها مواطنين 
أحرارًا من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية. فلم يكن أحد 
أكثر بُنوّة للمدينة من ماري جاكسن. 

يقع حي هامتن القديم» الذي نشأت فيه ماري» في قلب 
المدينة» مقامًا -بالمعنى الحرفي للكلمة- على أسّس معسكر 
كونتراباند الكبير الذي أسّسه العبيد ممّن قرروا في فترة الحرب 
الأهلية تحرير أنفسهم من سارقي عَرّقهم وأعمارهم. لاذ الآبقون 
ك«هاربين من الحرب» بمعقل قوات الاتحاد في أولد فورت 
مونرو القائمة على طرف شبه جزيرة فرجينيا. أقام المُلوّنون 
الأحرار هامتن المركزية من رفات «الجحيم الكونفدرالي» الذي 
أتى على المدينة سنة 1862ء وخلدت أسماء شوارع هامتن القديمة 
-لینکن وجرانت ويونيون وليبرتي- ذكرى SUT‏ شعب كافح من 
أجل توحيد قصته بملحمة أمريكا. فى سنوات التفاؤل التالية 
للحرب الأهليةء وقبل إسدال ستار Jai‏ العنصري الحديدي 
المعروف بقوانين جيم كرو على الولايات المتحدة الجنوبية» نال 
سكان هامتن السود كثيرًا من الشهرة بسبب «صغارهم المتعلمين» 
وكبارهم الطموحين المجتهدين في العمل» ورجال أعمالهم 
الناجحين» وساستهم المهرة». 

172 


ليست مفارقة هينة أن وودرو ويلسن -الرئيس الذي أصدر 
التفويض بإنشاء ناكا وحصل على جائزة نوبل في السلام لدعمه 
النزعة الإنسانية من خلال عصبة الأمم- هو نفسه الذي حرص 
على أن يكون الفصل العنصري في الخدمة المدنية جزءًا من إرثه 
الباقي. والآن صار حضور ماري في المعمل المقام على أرض 
المزارع توبِيخًا لتعصّب مواطنيها في فرجينيا وضيق أفقهم. كان 
لعائلة ونستنء التي تنتمي إليها ماري» مثل ما لبيرل وإيدا باسيتي 

من الجذور الهامتنية العميقة. كانت إيميلي ونستن شقيقة ماري 
قد عملت لدى أوفيليا تايلور بالحضانة نفسها في زمن الحرب» 
قبل أن تتجه أوفيليا إلى برنامج التدريب في معهد هامتن. وكان 
كثير من حاسبات الغرب -ومنهن دوروثي فون- عضوات في 
أخوية ألفا كابا ألفا التي انضمت إليها ماري وهي طالبة في معهد 
هامتن. تخرجت ماري في عام 1938 بدرجات مرتفعة في مدرسة 
فينكس الثانوية» وهي مدرسة تقع في حرم معهد هامتن وكانت 
أشبه بالمدرسة العليا التي التحقت بها كاثرين جوبل في حرم 
ولاية فرجينيا الغربية. كانت بمنزلة المدرسة الثانوية العامة الفعلية 
للطلبة الزنوج في ولاية لم تكن توفر لهم غير التعليم الابتدائي. 
ومضت ماري على المنوال المتبع في العائلة؛ فالتحقت بمعهد 
هامتن» الذي تخرج فيه والدها فرانك ونستن وأمها إيلا سكوت 
ونستن والعديد من إخوتها العشرة الكبار. وقد اتبعت المدرسة 
فلسفة لتمكين الزنوج تقوم على الجمع بين التعليم الصناعي 
والعمل ومساعدة النفس -أو ما يُعرّف بافكرة هامتن» وثيقة 

1/3 


الارتباط ببوكر تي واشنطن" أشهر خريجي الكلية- فانعكست 
في تلك الفلسفة طموحات المجتمع الأسود المحيط بالمدرسة 
وفلسفته. 

كان غالبية طالبات معهد هامتن يحصلن على شهادات في 
التدبير المنزلي أو التمريض» ÉS‏ ماري ونستن اتسمت بميل 
قوي إلى التحليل» فدفعت نفسها إلى إكمال تخصّصين عسيرين 
فى الرياضيات والفيزياء» واعتزمت الحصول على شهادتها 
العلمية للعمل في التدريس بطبيعة الحالء فقد كان عدد المعلمين 
في أسرتها مطابقًا بالفعل لعدد من تخرجوا منها في معهد هامتن. 
قضت فترة التدريب العملي معلمة متدربة في مدرسة فينكس 
الثانوية» وبعد التخرج سنة 1942 قبلت وظيفة معلمة للرياضيات 
في مدرسة ثانوية بميريلاند. غير أنها رجعت -في نهاية السنة 
الدراسية- إلى هامتن لتساعد في رعاية والدها المريض. وكانت 
قوانين المحاباة تمنعها من التدريس في أي مدرسة ابتدائية عامة 
للزنوج في هامتن؛ إذ كانت اثنتان من شقيقاتها تعملان بالفعل 
معلمتين فيها. ES‏ مهاراتها الممتازة في التنظيم» وإجادتها التامة 
للأرقام» ودراستها للآلة الكاتبة في الكلية GLS lal‏ لمنظمة 
الخدمة المتحدة بشارع eed‏ التي كانت تبحث في عام 1943 
عن سكرتيرة ومحاسبة. 

وفي حين مضت النساء في البرنامج النسائي للهندسة بمعهد 
Booker T. Washington (1)‏ )1915-1856( معلم وخطيب وكاتب وزعيم 

أمريكي إفريقي ومستشار لعدد من الرؤساء الأمريكيين. 


1/4 


هامتن يتأهبن لوظائفهن الجديدة كحاسبات» كانت ماري جاكسن 
تدير الحسابات المالية البسيطة فى منظمة الخدمة المتحدة 
وتستقبل الضيوف عند باب النادي الأمامى. غير أن جدولها 
اليومي سرعان ما ازدحم كثيرًا بأكثر من واجبات العمل البسيطة 
مع تحول النادي إلى مركز للمجتمع الأسود في المدينة» فصارت 
تساعد الأسر العسكرية وعمال الدفاع في العثور على أماكن 
مناسبة للسكن» وتعزف على البيانو في حفلات السمر التي تقيمها 
ملب اكز ER‏ وتم دو E Sel‏ الكفافة 
النسائى والمسيرات العسكرية» فضلا عن تنظيمها الرقصات 
فى النادي» وضمانها حضور المضيفات الصغيرات وفتيات 
النصر للتسرية البريئة عن wo gad‏ فكان من يتردّدون على النادي 
لمشاهدة فيلم أو لعب مراهنات بينجو السجائر أو للحصول على 
استشارة بشأن أماكن العبادة أو لحلق شعورهم أو لمجرد تناول 
فنجان قهوة ساخنة يُقدّرون الطاقة والدفء وبراعة العمل لدى 
فتاة الاستقبال. وإذا تصادف ولم تعرف ماري جاكسن كيفية القيام 
بمهمة cle‏ فلك أن تراهن Eales‏ كل الطمأنينة على أنها كانت تجد 
الشخص الذي يعرف كيف يقوم بالمهمة. 

كان شعار أسرتها هو «المشاركة والرعاية»» وحتى وسط 
مجتمع من المواطنين النشطين» حرص آل ونستن على تمييز 
أنفسهم بخدمات لا تكل وتفان ديني ونزعة إنسانية. كان فرانك 
وينستن والد ماري «عمودًا» من أعمدة كنيسة بيتيل المشيخية 
الميتودية في هامتن القديمة» وشقيقتها إيميلي وينستن كوفئت 
بإشادة من الرئيس روزفلت في رسالة شكر على أكثر من ألف 

1/5 


ساعة من الخدمة المُقدّرة كمساعدة ممرضة فى فترة الحرب. 
كان آل ودين تجسيدًا للنصر pall‏ درج وكانت ماري falas‏ مع 
واجباتها كسركرتيرة بجدية شديدة تليق برئيسة للنادي. 

لا عجب في أن منظمة الخدمة المتحدة كانت مسرح كثير من 
الرومنتيكية في فترة الحرب؛ فقد كان الجنود الزنوج من فورت 
مونرو وميدان لانجلي والمدرسة البحرية للتدريب في حرم معهد 
هامتن يُروّحون عن أنفسهم برفقة GT‏ آنسات المجتمع. وحفلت 
ساحة الرقص فى نادي المنظمة دومًا بالآنسات الجميلات» 
ES‏ أحد المجندين الذين يخدمون في المدرسة البحرية وضع 
عينيه على سكرتيرة النادي دون غيرها. لعل عقل ماري البارع» 
وطبيعتها الهادئة والمسيطرة» وروحها الإنسانية الرحبة» كانت 
لتمثل راية حمراء لرجل أقل يقظةء لك قوة شخصيتها تحديدًا 
هي التي جذبت إليها ليفي جاكسن ابن ولاية ألاباما. نضجت 
قصة غرامهما في أيام الحرب الملتهبة» وتزرّجا في عام 1944 
ببيت آل ونستن في شارع Ses‏ وبما لها من روح مستقلة» 


استبدلت ماري بثوب العروس الأبيض التقليدي فستانًا أبيض 


أقصر بحواف سوداء وقفارًا أسود وحذاءً أسود وتوشية وردية 


على الصدر. 


انتهت الحرب فأنهت وجود منظمة الخدمة المتحدة بشارع 

كينج وأنهت وظيفة ماري فيهاء فعملت لفترة قصيرة محاسبة في 

الخدمة الصحية بمعهد هامتن ثم تركت العمل بعد ميلاد ابنها 

ليفي الصغير سنة 1946. وفيما كان ليفي الأب يخرج إلى عمله 
1/6 


كرسام في ميدان لانجلي» لزمت ماري البيت لرعاية الابن. وفي 
ظل امتلاء جدولها برعاية الابن والالتزامات الأسرية والأنشطة 
التطوعية» بقيت كأمٌ وربة بيت مشغولة بقدر ما شغلها عملها 
خارج البيت من قبل. 

التهمت مهام منصبها كقائدة لفريق فتيات الكشافة رقم 11 
-التابع لكنيسة المعبد الأسقفي الميتودي الإفريقي- كل وقت 
فراغ لديها. ولسوف يبقى العمل الكشفي لما يبقى من حياة ماري 
أحد الأنشطة التي كلفت بها. كان التزام المنظمة الكشفية هو 
تجهيز الشابات لاحتلال مكانهن في العالم» ومهمة ماري هي 
نشر احترام الرب والوطن والصدق والولاء - فهي في ذلك أشبه 
بنسخة من كل ما علّمه فرانك وإيلا لأولادهماء لكنه نسخة تتوشح 
بوشاح الكشافة الأخضر. كان كثير من بنات الفرقة 11 ينتمين إلى 
أسر من الطبقة العاملة والفقيرة oly EE-‏ خدم في البيوت 
وصيادي جمبري وفواعلية- ot‏ يقضي آباؤهن غالبية ساعات 
صحوهم محاولين تدبير الضروریات» وانفتح باب بيت جاكسن 
في شارع لينكن لهن على الدوام. صارت ماري مزيجًا من معلمة 
وأخت كبيرة وأم روحية تساعد بناتها في واجبات الجبر وخياطة 
نايهن في اجات وتوجيههين ن إلى الكليات. 

المُؤكد أنها لم تدّخر جهدًا في إمدادهم بتجارب تزيدهن Ke‏ 
لما هو ممكن في حياتهن. وفي ظل قيادة شخص مبدع بقدر 
السيدة جاكسن» لم تتعرض الفرقة 11 قط للعجز بسبب مواردها 
المتواضعة؛ فبدلا من الجلوس إلى الدليل الكشفي للفتيات 
Las,‏ متطلبات الشارة الكشفية - وكأنما الأمر ببساطة نسخة 


1/7 


من واجبات الدراسات الاجتماعية ÉS‏ خاصة بأوقات الفراغ. 
حوّلت عمل حاملات تلك الأوشحة الخضراء المزخرفة المبهجة 
إلى مغامرة» فكانت تصحبهن في نزهات «ريفية» للمشي لثلاثة 
أميال في الحدائق المحلية أو إلى رحلات ميدانية إلى مصنع 
الجمبري ليرين بأعينهن كيف يكسب آباؤهن أرزاقهم. GÍ‏ فيما 
يتعلق بشارة الضيافة فقد نظمت ماري للفرقة تناول شاي العصر 
في منزل معهد هامتن. وهو منزل مهيب شغله في تلك الآونة 
وللمرة الأولى رئيس أسود هو ألونزو جي مورون. استقبلت 
السيدة موزون البنات استقبالا وفيعًا قامت على الخدمة لاله 
مجموعة مؤلفة من طالبات قسم التدبير المنزلي في المعهد. فلم 
تنس البنات ذلك المنظر قط: مجموعة عمل سوداء فى منتهى 
الدقة داخل منزل بديع» في خدمة أسرة سوداء رفيعة المقام. ما 
كانت السينما نفسها لتباري بهاء عصر ذلك اليوم. 

بمجرد التقاء الفرقة فى المعبد الأسقفى الميتودي الإفريقي» 
كانت ماري تشرع في أداء مهامها بأغنية «ارفعوا بالة القطن» 
الشعبية التي تكتمل بأداء تمثيلي حركي لعبد يعمل في الحقول. 
cle‏ ماري تلك الأغنية الشهيرة ة طويلا فلم يعد عقلها يتوقف 
عندها. غير أن كلمات الأغنية «سنقفز وندور ونرفع بالة قطن» في في 
ذلك اليوم» صدمتها وصعقتها صعق البرق» هي والأداء الحركي 
الأسود المصاحب لها. 

«لحظة لو سمحتن». كذلك قاطعت الأداء Sled‏ فى منتصفه. 
نظرت البنات إلى السيدة جاكسن مبهوتات. cally‏ ماري ضافنة 
لوهلة طالت» وكأنما تسمع الأغنية للمرة الأولى» ثم قالت لهن: 

178 


«لن نغني هذه الأغنية مرة أخرى»» محاولة أن تشرح منطقها 
للصغيرات المندهشات. كانت الأغنية ترسخ الأكثر فظاظة بين 
الصور النمطية لما يمكن أن يفعله الزنجي أو يكون عليه. كانت 
تعلم أن بعض أهم معارك الكرامة والعزة والتقدم BAUS‏ 
بعض الأحيان من خلال أبسط الأفعال. 

تلك كانت لحظة عارمة لدى بنات الفرقة 11. لم تكن ماري 
تملك السلطة اللازمة لإزالة الحدود المفروصة من المي 
على البنات» LÉSI‏ شعرت Ob‏ واجبها يحتم عليها أن تحاول رفع 
القيود التي قد يضعنها بأنفسهن على أنفسهن؛ فلم يكن لسواد 
جلودهن» أو لجنسهنء أو لوضعهن الاقتصادي أن يكونوا عذرًا 
مقبولا لعدم إطلاقهن العنان حتى أقصاه لخيالاتهن ومطامحهن. 
كانت ماري تقول لهن في كل كلمة وفي كل فعل: «إننا قادرات 
على أن نكون frail‏ قادرات على أن نكون أفضل». ولم تكن 
الحياة في نظر ماري جاكسن إلا عملية طويلة ومستمرة من رفع 
المرء سقف توقعاته. 


عندما بلغ ليفي الصغير الرابعة من العمر. ملأت ماري جاكسن 
استمارة الخدمة المدنية للحصول على وظيفة مكتبية فى الجيش 
أو وظيفة حاسبة في لانجلي. في ply‏ من سنة 61951 Conn‏ 
سريعًا للعمل في فورت مونرو موظفة آلة كاتبة. وكانت الوظيفة 
تتضمن الكتابة على الآلة الكاتبة وترتيب الملفات وتوزيع البريد 
وإعداد النسخ - فهي ليست أبهى كثيرًا من عملها السابق. لكن» 
نظرًا إلى حساسية الوثائق التي كانت تمرٌ بمكتبهاء فقد طولبت 
179 


بالحصول على تصريح من الأمن السري؛ إذ إن خوف الولايات 
المتحدة من التهديد, الذي يمثله الاتحاد السوفييتي» أخذ يتزايد 
LU‏ اع iis Gs‏ الحرب العالمية الثانية» وتصاعد في عام 1949 
عندما Fb‏ الاتحاد السوفييتي قنبلته الدريه الأولىء فكانت من 
الوثائق التي تُدُوولَت في فورت مونرو خطة للجيش واجبة التنفيذ 
في حال التعرض لهجمة ذرية. 

Aa‏ التنافس بين حليفي الأمس إلى حرب مُعلنة» وإن تكن 
> بالوكالة» على الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية في 
عام 11950 La‏ جعل احتمالات نشوب صراع جديد احتمالات 
ملموسة بالنسبة إلى غالبية الأمريكيين وبالنسبة إلى ناكا. كانت 
الطائرات الروسية تُحلّق في السماء ء الكورية «بسرعة Y‏ تسمح 
بالتعرف عليها» -والمقصود هنا طائرات ميج 15 القريبة من سرعة 
الصوت مها جمة طائرات بى29- سوبرفورتزس الأمريكية. وقد 
نشرت نورفوك جورنال آند tle‏ في عام 1950 Vis‏ عنوانه 
«روسيا قالت إن لديها أسرع طائرة مقاتلة». كان الأمريكيون هم 
الذين ارتادوا الطريق الخارق لحاجز الصوت من خلال الطيار 
تشاك ييجر على الطائرة إكس1-. ÉS‏ ناكا قدّرت بحلول عام 
0 أن «الروس ضاعفوا القوة البشرية في مؤسستهم البحثية 
بما لا يقل عن ثلاثة أمثال» تقديرات الولايات المتحدة السابقة 
ومرة أخرىء توجهت ناكا للاستفادة من التوتر الدولي المتزايد؛ 
دمت يبتو اجو خرن لمضاعفة القوة الشرية في Oy)‏ 
كلها من مستوى سبعة آلاف في عام 1951 إلى 14 WI‏ في عام 
1953 


180 


جاءت قائمة الوظائف الشاغرة:» التى نشرتها آير سكوب» 
شبيهة بقوائم أوقات الذروة في زمن الحرب الأخيرة ومؤكدة 
لوعد أمريكا يعدم التراجع أمام أي منافس لها في السماء. ومع 
بدء العمل في منشات المعمل الجديدة الكثيرة» فرد المعمل مرة 
أخرى شباكه لاقتناص الخيميائيات القادرات على تحويل تراب 
أرقام الاختبارات إلى ذهب الملاحة الجوية. وفي ظل قدرات 
ماري» لم يكن مدهشًا أن قرّر العم سام أنها أنفع كحاسبة في ناكا 
ينها كتيكرتيرة في اج فلم تمعن عليها في فور مرو 
ثلاثة ثة أشهر إلا وقد قبلت عرضًا للعمل مع دوروثي فون. 


خلال السنوات الثماني المنصرمة منذ قيام دوروثي فون بالرحلة 
نفسها في يوم عملها Ig‏ أي الرحلة الشبيهة برحلة ماري 
وينستن في إنهاء أوراق تعيينهاء امتلأت الحقول وبقايا غابات 
المنطقة الغربية من لانجلي بالطرق والمماشيء وبنايات الطوب 
الأحمر المنخفضة المميزة للمعمل» حتى صارت قرية ملاحة 
tae‏ اح Ol‏ أقيم هنجر عملاق بحجم 295 قدمًا في 
ثلاثمئة قدم -عُرف أيضًا بالمبنى -1244 وكان أضخم مبنى من 
نوعه في العالم» ليأوي أسطول المعمل من الطائرات البحثية» 
ومن ضمنها سلسلة طائرات إكس» وهي نسل طائرة إكس 1 التي 
حرق بها تشاك ae‏ حاجز الصوت. كان إنجاز اختراق حاجز 
الصوت قد حاز وسام كوليّر» وهو أرفع جائزة في عالم الملاحة 
الجويةء وقد حصل عليه ييجر ولورنس بيل» الذي أنتجت شركته 
المعروفة ب«طائرات بيل» طائرة إكس cl‏ وجون ستاك مساعد 
181 


مدير لانجلي الذي دعم تصنيع الطائرة كأداة بحثية. وأهم من ذلك 
أن حرق ذلك الحاجز الفيزيائي فتح عقول الباحثين على النطاق 
الأوسع للقدرات الجوية المعززة وتحدياتها. ففي حين كانت 
طائرةٌ ; تتسارع من السرعة دون الصوتية العالية إلى السرعات فوق 
الصوتية المنخفضة مرورًا بالمناطق المضطربة «العابرة لحاجز 
الصوت» بين ماخ 8 وماخ 2, 1ء أحدث تزامن حضور التدفقات 
دون الصوتية وفوق الصوتية اهتزازات واضطرابات. وشمّر 
علماء الملاحة الجوية عن سواعدهم ساعين إلى فهم التغيرات 
المفاجئة في رفع الطائرة ومقاومتها عند طيرانها في السرعات 
العابرة لحاجز الصوت. إذ كان مجال عبور حاجز الصوت 
بمنزلة غرفة انتظار GY‏ مركبة تسعى إلى تجاوز سرعة الصوت. 
وكانت الانفجارة الصوتية الدالة مؤشرًا على أن الطائرة اندفعت 
pc‏ المنظقة الجقطرية العاززة لاعت الضرت إلى Ble‏ الوق 
السلس فوق الصوتي بالكامل. 

بالوصول إلى سرعة ماخ 1» تحررت الخيالات الهندسية 
من جميع حدود السرعة السابقة. بالتزامن مع محافظة ناكا على 
جهودها الرامية إلى استعصار أي تحسينات على الطيران دون 
otal‏ ومعالتحة: فدات Sika‏ الاو الاجر الضويك) 
يديت (SU‏ ]لل ند و Le tN‏ تم مم الما ات 
التجريبية واستعماله في تصميم إنتاج عسكري لطائرة قادرة على 
الطيران مخترقة حاجز الصوت. وفي مقالة كتبها جون فكتوري 
سكرتير ناكا التنفيذي العتيد ونشرت في جورنال JT‏ جاي» قال 
إنه «لكي تستمر أمريكا في سيادتها الجوية» التي باتت تواجه 

182 


تحديات في الوقت الراهن» فلا بد من تطويرها طائرة عسكرية 
تكتيكية تطير أسرع من الصوت قبل أي بلد آخر». كان الأجنح 
خيالا بين الأمخاخ يتلهّفُون على يوم يستطيع فيه طيار أن يمضي 
بأحد إبداعاتهم إلى بهجة ما يتجاوز سرعة الصوت» أي ماخ 5 أو 
أسرع. ولم يُكشّف عن تفاصيل شيء غامض عُرف ب«المشروع 
6 إلا في عام 1950 حينما تبّن أنه نفق رياح مجاوز للصوت 
فيه قسم اختبار حجمه مجرد 11 بوصة لكنه قادر على تعريض 
النماذج لسرعات رياح تقترب من ماخ 7. تلك المنشأة الاختبارية» 
ومجمع ضخم آخر في طور الإنشاء عرف باسم معمل دناميكيات 
الغاز سيكون قادرًا على اختبارات أنفاق رياح تصل إلى ماخ 18 
ارتفعا باهتمام الوكالة بالطيران شديد السرعة غير القابل Gare‏ 
إلا على حدود الغلاف الجوي للأرض. كانت كرات الفراغ 
الجاري ناؤها تكن الاخبارات فى معمل apo‏ الغاز 
cage‏ غار ع ات كرات لياه معدن قطن الوا م 
اثنتين منها يبلغ 60 قدمًا وكرة مضلعة قطرها 100 قدم بين أختيها- 
في طريقها إلى أن تكون من أبرز المعالم البصرية لشبه جزيرة 
فرجينيا. 

في اليوم الذي بدأت فيه ماري جاكسن عملها في لانجلي 
- أي الخامس من أبريل سنة 1951 قضت محكمة فيدرالية 
في نيويورك بالإعدام على إيثيل وجوليوس روزنبرج» وهما 
زوجان من نيويورك اهما بالتجسّس لحساب الروس؛ فالحرب 
الباردة لم تكن تجري فقط في سماء كوريا أو في أوروبا التي 
كان يجري تقسيمها إلى شرق حليف للسوفييت وغرب صديق 

183 


للولايات المتحدة» إذ أثارت قضية روزنبرج المخاوف داخل 
الولايات المتحدة من وجود متعاطفين شيوعيين يعيشون في البلد 
ويتآمرون للإطاحة بحكومته. وبدأت أفلام بروباجندا رسمية مثل 
«قد يكون MES got‏ في تحذير الأمريكان من احتمال أن يكون 
جيرانهم مرتبطين بالحمر. حدر الفيلم من أن الأصدقاء والأهل 
أنفسهم قد يكونون شيوعيين من النوع الذي «لا يبدي أصحابه 
وجوههم الحقيقية». وصارت محاكمة روزنبرج هي الدليل الذي 
كان يحتاج إليه كثير من المواطنين GLS‏ لاختراق عملاء متطرفين 
يعملون لحساب الاتحاد السوفييتي في بلدهم. 

في لانجلي» كان لمحاكمة روزنبرج وتبعاتها وقع حسّاس؛ إذ 
سبق لمهندس من لانجلي يُدعى وليم بيرل أن JE‏ إلى معمل ناكا 
في كليفلاند سنة 1943 واتهم بسرقة وثائق سرية من ناكا وتمريرها 
إلى الاتحاد السوفييتي عبر الزوجين روزنبرج. وكانت من بين 
الأسرار التي انهم بيرل بتسريبها خطط glas‏ بطائر ة تعمل بالطاقة 
النووية ومواصفات سطوح ناكا للطائرات فائقة السرعة. بل إن 
البعض اعتقدوا أن الذيول المرتفعة المُصمّمة على شكل حرف 
تي (۳) في طائرات ميج» التي كانت تقصف الطيارين الأمريكيين 
في كورياء إنما صمّمت بناء على تصميمات ناکا. حوکم بيرل 
وبُرَئ في النهاية من تهمة التجسّسء لكنه أدين بالكذب لإنكاره 
علاقته بالزوجين روزنبرج. 

كانت المباحث الفيدرالية قد بدأت تضع أساس القضية في أواخر 


He May Be a Communist (1) 


184 


الأربعينيات من خلال التحقيق مع موظفين في لانجلي بشأن معرفتهم 
ببيرل وشركاته المحتملين. أفزع العملاء الفيدراليون العاملين 
في لانجلي حين ظهروا من غير سابق إنذار في منازلهم بهامتن 
ونيوبورت نيوز» وطرقوا أبوابها في المساء لطرح الأسئلة. تعقبت 
المباحث الفيدرالية مهندس لانجلي السابق إيستمان جاكوبس 
-المعروف بتعاطفه مع الاه راو في بيته بكاليفورنيا. 
قضوا ساعات في استجواب بيرل يانج برغم تركها الوكالة في أواخر 
الأربعينيات للعمل في تدريس الفيزياء بولاية بنسلفانيا. وكان قسم 
بحوث الثبات» الذي تعمل فيه دوروثي هوفر» هدفا خاصًا؛ إذ كانت 
بيرل عضوة في تلك المجموعة قبل انتقالها إلى كليفلاند. 

تطرقت التحقيقات إلى نزعات معاداة السامية التي كانت 
تسري أسفل الأهواء العنصرية في المعمل وفي المجتمع. 
وفي هدوءء أخذ بعض موظفي المعمل يشكون من «شيوعيي 
نيويورك» و"يهود نيويورك الذين يستحيل عمليًا التعامل معهم» 
ممّن عيّنهم المعمل. وتسبّبت حاسبة يهودية كانت قد دعت زميلة 
سكنها الزنجية إلى فرجينيا لقضاء العطلة الأسبوعية عندها في 
AD gt‏ كان العدموة قن مره سنوت اا دن 
النظر عن ممارساتهم السياسية الفعلية- عرضة بلا شك لاتهامات 
التخريب بسبب تبنيهم أفكارًا «خطيرة» من قبيل الدمج العرقي 
والحقوق المدنية ومساواة المرأة. 

2 المفتشون في شائعات Sb‏ مهندسي بحوث الثبات 
و«حاسبة سوداء» لهم بها علاقة مودة قد ضبطوا وهم يحرقون 
استمارات الولاء التي طالب الرئيس ترومان جميع موظفي 

185 


الخدمة المدنية بتوقيعها بعد عام “1947. في عام 1951ء نشرت آير 
سكوب قائمة طويلة بالمنظمات التى صنفتها الحكومة كمنظمات 
dyad‏ أو ine gud‏ أو هدام فكانت تللق وسالة و اة مفادها 
أن في التبعية GY‏ من تلك المنظمات مخاطرة من المرء بوظيفته. 
في الوقت نفسه تقريباء فصِلت قريبة دوروثي فون» وهي ماتيلدا 
ویست ERPS‏ الحاسبة السوداء التي cong‏ بعدم الولاء- من 
غا ف ال دات مناض ا 
لتمكين السود» وواحدة من القيادات المحلية للاتحاد الوطنى 
لتعزيز المَلوّنين. لم يكن الاتحاد الوطني لتعزيز المَلوّنين مُدرجًا 
فى القائمّة aS) de Soll‏ كان Uae‏ داتما للستاتون جوزيف 
OGM‏ عن ولاية وسكونسن. ومع إلقاء قضية روزنبرج 
بظلالها على ناكا وممارساتها الأمنية» ومع تنامي خضوع طلبات 
الميزانية المقدمة من المعمل لميكروسكوب الكونجرس» ربما 
رأت إدارة المعمل أن الاحتفاظ بحاسبة سوداء «راديكالية» بين 
العاملين صداع هم في غنى عنه. 
بسبب ذلك الفصلء Fal‏ قسم حسابات الغرب حتى النخاع» 
)1( أصدر الرئيس aa ees‏ المعر زف بام الو لام GLSI‏ لشدة 
ا EE eee ee‏ 
منهم يمثلون خطرًا على الدولة؛ وكان ذلك الأمر وما استتبعه من استمارات 
وتحقيقات مجرد مقدمة لما فعلته المكارئية لاحقًا. 
Joseph McCarthy (2)‏ (1957-1908) هو الذي تُسبت إليه المكارثيةء وهي 
مجموعة ممارسات التفتيش في الضمائر التي حاولت بها الولايات المتحدة 
فضح أي ميول للشيوعية بين الأمريكيين ومقاومته. 


156 


Hlor pa ey lh Sst tee eral) 
في أواخر‎ Le pt لقد دمرت المخاوف الحمراء والهستيريا‎ 
الأربعينيات سمعة ناس وحياتهم ومصادر رزقهم» كما ثبت في‎ 
حالة ماتيلدا ويست. وكان الخوف من الشيوعية بمنزلة تميمة‎ 
الحظ لدعاة الفصل العنصري من أمثال هاري بيرد السناتور عن‎ 
شخص وکل‎ JS ولاية فرجينيا. فقد كان بيرد يسمي ب«الشيوعي»‎ 
شيء يهدد بزحزحة رؤيته لعادات أمريكا «الموروثة» وقيمهاء‎ 
ومن ضمنها السيادة البيضاء ء. (حتى أن في بعض مشاهد فيلم «قد‎ 
يكون شيوعيًا مسيرة احتجاجية نفذت على نحو غير شديد الدقة‎ 
DAS عليها أنهوا إرهاب كوكلوكس‎ GS رُفعت فيها لافتات‎ 
ولا للقواعد الحربية في إفريقيا).‎ 

كانت شجاعة توجيه النقد للحكومة تنطوي على مخاطر 
جسيمة» ومرة أخرى» كان على أنصار تعزيز الزنوج أن يسيروا 
في الطريق المزدوج الدقيق فيّدينوا أعداء أمريكا الخارجيين في 
الوقت الذي يحاربون فيه خصومهم داخل الوطن. حتى آيه فيليب 
راندولف -الاشتراكي a‏ الذي ألقى خطبة نارية تأييدًا 
للإنصاف في التوظيف وتشريعات الحقوق المدنية أمام حشد 
عظيم في نورفوك سنة -1950 صار يحرص في خطبه على أن ينبذ 
الشيوعية باعتبار أنها تتضارب مع مصالح الزنوج. 
)1( ترد في النصر اختصارًا KKK‏ ل Ku Klux Klan‏ وهي -كما يرد في 

بريتانيكا- إحدى منظمتي كراهية نشأتا في OLY I‏ المتحدة لدعم السيادة 


البيضاء. نشأت إحداهما فور انتهاء الحرب الأهلية واستمرّت حتى سبعينيات 
القرن التاسع عشرء ونشأت الأخرى سنة 1915 واستمرّت إلى الآن. 


187 


كان بول روبيسن وجوزفين Se‏ ودبليوإي بي دو بوا من بين 
الزعامات السوداء التي ربطت معاملة أمريكا لمواطنيها الزنوج 
بالكولونيالية الأوربية. سافروا إلى الخارج وألقوا الخطب معلنين 
تضامنهم مع pact‏ الهند وغانا ودول أخرئ كانت تعيش إنذاك 
أولى أيامها في ظل حكم bd‏ جديدة بوصفها دولا مستقلة أو 
هي دول كانت تندفع بكل قوتها إلى تلك النتيجة بالتحريض ضد 
الحكام الاستعماريين. مضت الحكومة الأمريكية إلى حد التقييد 
على جوازات سفر أولئك المحرضين أو إلغائها راجية من ذلك 
أن تقلل تأثير انتقادهم لسياسات أمريكا الداخلية في الدول حديثة 
الاستقلال التي كانت أمريكا تتلهف على استمالتها إلى جانبها في 
الحرب الباردة. 

ولكنّ الأجانبء الذين كانوا يسافرون إلى الولايات المتحدة» 
كانوا غالبًا ما يرون النظام الطبقي العنصري رأي العين؛ ففي 
عام 11947 امتنع فندق في الميسيسيبي عن تقديم الخدمة لوزير 
الزراعة الهاييتي عند وجوده في الولايات المتحدة لحضور 
مؤتمر دولي» وفي العام نفسه منع مطعم في الجنوب دخول 
الطبيب الخاص لزعيم الاستقلال الهندي المهاتما غاندي إليه 
لدكنة بشرته. وكان الدبلوماسيون. الذين يسافرون من نيويورك 
Paul Robeson (1)‏ )1976-1898( مطرب ورسام وممثل el‏ بنشاطه 

السياسي» SLI (1975-1906) Josephine Baker s‏ فرنسية أمريكية المولد 

شاركت في المقاومة الفرنسية بالحرب العالمية الثانية» وكانت من نشطاء 


حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة» وهي أول أمريكية إفريقية 
تشارك في فيلم كبير (صامت) سنة 1927 وهو فيلم -Siren of the Tropics‏ 


188 


إلى واشنطن على الطريق 40 غالبا ما يقابّلون بالرفض إذا ما 
it‏ لتناول وجبة في مطاعم ميريلاند. شاعت تلك المذلات 

شيوعًا شديدًا في الولايات المتحدة ة فلم تعد ت تثير دهشة أحد ولم 
تكد تلفت أنظار الصحافة» لكنها صارت حديث المدن فى أوطان 
ارك المبكوين الدبلوماتيين. فكانك عتاوين مق قبل #النيذ 
العرقى البائد فى الهندء عبادة فى أمريكا» - الذي تشر بصحيفة فى 
رماي ك ا 5وا رل نزول الصواعق على ال ناراس 
الأمريكية. فقد وضعت OLY I‏ المتحدة بيدها -لعجزها عن 
حل المشكلات العنصرية- أحد أمضى أسلحة ترسانة البروباجندا 
في يد الاتحاد السوفييتي 

في شتى أرجاء العالم» وجدت الدول الحديثة الاستقلال 
المتلهفة على إبرام تحالفات 355 هوّياتها الناشئة وتضعها على 
طريق الرخاء طويل الأجل» وجدت نفسها في مواجهة نسخة 
من السؤال نفسه الذي طرحه الأمريكيون السود فى أثناء الحرب 
العالمية الثانية: لماذا تعلق أمة سوداء أو 22 مستقبلها على نموذج 
الديمقراطية الأمريكي في حين أن الولايات المتحدة نفسها 
تفرض التفرقة والوحشية داخل حدودها على من يمائلونهم 
تمامًا؟ 

بدأ الجمهور الدولى ورأيه فى مشكلات الولايات المتحدة 
العتصرية Ob‏ فار كا للوعماء pS eV‏ ركان SAI‏ 
برأيه تأثير على قرار الرئيس ترومان الصادر سنة 1947 بإزالة 
العنصرية من الجيش عبر الأمر التنفيذي 9981. فى بداية الحرب 
الكورية» goaded‏ اليانكي السّمر المتبقين في الخدمة داخل 

189 


القوات الجوية الأمريكية للخدمة ضمن سرية مندمجة عرقيًا. 

في الوقت نفسه» أصدر ترومان الأمر التنفيذي 9980 الذي 
جدد التفويض الذي صدر في زمن الحرب فساعد على تكوين 
قسم حسابات المنطقة الغربية. بل لقد مضى القانون الجديد 
إلى ما هو أبعد من الإجراء الذي تسبب فيه آيه فيليب راندولف 
والرئيمس روزفلت بجعل كل الوزراء الفيدراليين «مسؤولين 
بصفة شخصية» عن إخلاء بيئة العمل من التمييز على أساس 
العرق أو OUI‏ أو الدين أو الأصل الوطنى. cake‏ ناكا مسؤولا 
inated cide gol‏ قد هذ | oh ee Wi‏ ودر حجن على EE ofa‏ 
ربع سنوي يرصد النشاط المتعلق بالأعداد المتزايدة للموظفين 
المهنيين السود. 

وكتب كيمبل جونسن المسؤول الإداري في لانجلي مذكرة 
مُؤْرّخَة فى سنة 1951 قال فيها إن «في المعمل وحدة عمل 50 dal‏ 
بالكامل من نساء زنجيات» هي قسم حسابات المنطقة ciy Al‏ 
وقد تقع ضمن فئة وحدات العمل المنفصلة عرقيًا. غير أن نسبة 
ضخمة من الموظفين يُنتدّبون عادة للعمل في وحدات غير منفصلة 
Be‏ لفترات تتراوح بين الأسبوع والأشهر الثلاثة. ويتواتر نقل 
أفراد هذه الوحدة إلى أنشطة بحثية أخرى فى de‏ فيندمجون 
فى وحدات غير متفصلة G‏ -وانشطة St‏ هذه تنقيا 
dake‏ لخاسبات opt pb OLS dy I Talal‏ عن الحاسيات فى 
لانجلي». l‏ 

كانت الطائرات والصواريخ المجاوزة لسرعة الصوت تحدد 
مسار الحرب الباردة» ومثلها في ذلك «الكتب الدراسية العلمية 

190 


o e e‏ حاسبات المنطقة = ذخيرة 
الأسرار ا الحكومة al aie‏ فى أوساط الطبقة الوسطى 
والمهنيين السود في جنوبي شرق فرجينيا فكانت أخبارهن تسري 
سريان النار في الهشيم: مكتب السيدة فون لديه تعيينات. سمعت 
كرستين ريتشي عن قسم حسابات الغرب في غرفة المعلمين 
بمدرسة هنتنتن الثانوية. أورليا بوعاز» خريجة معهد هامتن من 
دفعة 1949» سمعت الخبر عبر نميمة الكلية. حتى بدا أن في 
ص ا ل ا ا 
hye‏ تقر مات الور الات LAS‏ کی SA‏ 
دلتا سيجما ثيتا وألفا كابا ألفا ونيوسم بارك بي تي آيه. وكانت 
ماري جاكسن على صلة بالكثير جدًّا من الحاسبات عبر الكثير 
جدا من الطرق» فكانت Ab sll‏ الوحيدة الى ضاخ وضصولها 

إلى لانجلي هي أن هذا الوصول استغرق By‏ طويلا للغاية. 


101 


الفصل الحادي عشر 


قاعدة المنطقهة 


في مطلع الخمسينيات» Fe‏ على دوروثي فون يوم عمل نادر 
البطء. مع تركز العمل في الجانب الغربي من حرم لانجليء 
تدبّرت دوروثي أمر التيار المنتظم من مهام الحسابات» فهي 
تُورّع المهام الواردة على نساء مكتبها gigs‏ حاسباتها على 
المجموعات الهندسية المختلفة التي كثرت في الجوار. كان 
غالبية العمل الذي يرد إلى قسم حسابات المنطقة الغربية» ينشأ 
في أحد أنفاق الجانب الغربي أو قسم بحوث الملاحة الجوية 
بمبنى 1244 وهو الهنجر الجديد في الجانب الغربي. مع أن 
القسم الشرقي بات أصغر حجمًا ونشاطا من قسم لانجلي الغربي 
المتفجر» فقد بقيت منشآت أخرى مشغولة» من قبيل منشأة GAN‏ 
اللولبي (وهو مبتّى على شكل مدخنة جاثمة يحلل فيه المهندسون 
النماذج بإخضاعها لأعاصير لولبية خطيرة)» أو الحوضين 1 و2 
(وهما قناتان بطول ثلاثة آلاف قدم لاختبار الطائرات البحرية). 

193 


استمر نفق النطاق الكامل -وهو عمود العمل على تحسين مقاومة 
الطائرات في المعمل خلال الحرب العالمية الثانية- في اختبار كل 
شيء ابتداءً من الطائرة منخفضة السرعة ذات الأجنحة الدلتاوية 
وحتى طائرات الهليكوبتر. وفي فترات التوترء كلما تجاوز العمل 
الأيدي المتاحةء كانت مشرفات الحسابات العاملات في المنطقة 
الشرقية قد يتصلن بدوروثي فون طلبًا للدعم. 

في إحدى الحالات» بعد سنتين من انضمام ماري إلى حسابات 
الغرب» بعثتها دوروثي فون إلى الجانب الشرقي لتعمل في 
مشروع جنبًا إلى جنب العديد من الحاسبات البيضاوات. ألفت 
ماري روتين عمل الحسابات» وإن لم تألف جغرافيا الجانب 
الشرقي. مضى صباح عملها في الجانب الشرقي بلا حوادث» 
إلى أن Ati‏ عليها نداء الطبيعة. 

سألت ماري النساء البيضاوات: «هل يمكن أن ترشدنني إلى 
الحمّام؟». 

جاء رد النساء ضحكا؛ فكيف SG)‏ أن يعلمن أين الحمّام 
الخاص fle‏ لم يكن أقرب ple‏ يحمل علامة» فكان معنى 
ذلك أنه متاح GY‏ من النساء البيضاوات وممنوع على النساء 
السوداوات. من المُؤكد أن الجانب الشرقي كانت فيه حمّامات 
للمُلوّنين» ولكن» في ظل تركز المهنبين السود في الجانب الغربي 
وفي عدد أقل من المباني الجديدة في الجانب الشرقي» ربما 
كانت ماري بحاجة إلى خريطة للعثور عليها. فانطلقت ماري في 
غضب ومذلة تبحث بنفسها عن حمامها الخاص. 

194 


كانت مناقشة الحدود العنصرية حقيقة يومية في حياة الزنوج» 
فلم تكن ماري غافلة عن الفصل العنصري في لانجلي الذي لم 
يختلف عن أي مكان في BU‏ غير أنها لم تستطع الصفح عن 
تلك الواقعة بالذات. فالقرب من المساواة المهنية هو الذي جعل 
لتلك الواقعة البسيطة ذلك الوقع المؤلم والدائم والمفاجى. 
خلافًا للمدارس العامة التى كانت ميزانياتها الضئيلة ومنشآتها 
المتهالكة تفضح زيف شعار «منفصلون-و-متساوون»''» كان 
pal‏ بشارة موظفي لانجلي أن تتيح لماري الوصول إلى مكان 
العمل الذي تصل إليه نظيراتها البيضاوات. بالمقارنة مع البنات 
البيضاوات» كانت قد جاءت إلى المعمل بقدر مساو من التعليم 
إن لم يكن أكبر. كانت ترتدي كل يوم وكأنها في طريقها إلى 
مقابلة مع الرئيس. وكانت قد درّبت البنات في فريق الكشافة على 
الإيمان بقدرتهن على أن يصبحن أي شيء» وقطعت مسافات 
طوالا في منع الأنماط السلبية اللصيقة بعرقهن من تشكيل رؤاهن 
الداخلية لأنفسهن ولغيرهن من الزنوج. غير أنه كان يصعب 
os‏ عن تلك التنبيهات الصامتة المتمثلة في لوافت الملوّنين 
على أبواب الحمّامات وموائد المقاهى. ذلك أن مواجهة التحيّز 
بهذا السفور» في قلب معبد الامتياز العقلي والتفكير المنطقيء 
net gE‏ بالك التفاهة بالغ السخف ill‏ الفاح فو JS‏ 
الذهاب إلى الحمّام.. في اللحظة التي قابلت النساء البيضاوات 
ols (1)‏ شعار (separate but equal)‏ عقيدة قانونية في الولايات المتحدة ترى أن 


re ee ae 
يضمن المساواة في الحماية القانونية لجميع الناس.‎ 


195 


سؤالها ES HL‏ ماري من مستوى اختصاصية الرياضيات 
care‏ إلى إن إنسان من ا AS‏ وتذكرت أنها بنت سوداء 


الغرب في وقت تال من ذلك اليوم. جرت ماري جاكسن إلى 
كازيميرز تشارنيكي - مساعد رئيس القسم في نفق الضغط 
فوق الصوتى ي أربعة في أربعة قدم. كان رجلا ربعة عريض الفك 
يلعب فى مركز القاعدة الأولى بفريق لانجلى للكرة اللينة» وكان 
كازيميرز تشارنيكى -ويناديه أصدقاؤه ب«كاز»- من أبناء نيو 
بيدفورد بولاية مساتشوستسء وعَيّن في المعمل سنة 1939 إثر 
تخرّجه فى جامعة ألاباما متخصصًا فى هندسة الملاحة الجوية. 
جعلته طبيعته السمحة ونتاجاته البحثية الاستثنائية محبوبًا بين 
الضغط فوق الصوتي أربعة في أربعة أقدام» سبق لكاز أن عمل 
عضوًا في الفريق البحثي بالنفق فوق الصوتي تسعة بوصة القائم 
فى مكتب بمبنى حمولات الطائرة» أي بجوار قسم حسابات 
المنطقة الغربية. 

كان غالبية السود يضعون GAG ELS‏ حيثما يوجد البيض» 
حجانا يخفى «الثقل الرازح للهوان الاجتماعى») الذي جهر به 
الباحث دبليو آيه دي بوا أفصح الجهر في كتابه اروح الشعب 
الأسود». كان القناع حماية من الاحتكاك الفوري بحقيقة كونك 
ES pl‏ ومأزمًا ES pI‏ كان CE‏ الغضب الذي عرف السود أن 

196 


له عواقب كفيلة بتغيير الحياة -بل بإنهاء الحياة- ]13 ما بدا للعيان. 
في ذلك اليوم» Lay‏ كانت ماري جاكسن تجري إلى كازيميرز 
تشارنيكي في الجانب الغربي من معمل لانجلي للملاحة الجوية؛ 
لم يكن للإخفاء أو المواربة أو الرياء مجال. تركت ماري جاكسن 
قناعها ينزلق أرضًا وردّت على تحية تشارنيكي بانفجارة إحباط 
واحتقار بسرعة ماخ 2 مطلقة العنان للفيضان وهي تصرخ بالإهانة 
التي تعرضت لها في الجانب الشرقي. 

كانت ماري جاكسن Last‏ هادئ الصوت» EK‏ في الوقت 
نفسه مباشرة ast, (dows po g‏ المحيطين جميعًا بطريقة واحدة» 
جادة ومباشرة» سواء اهن مراهقات في فريق الكشافة آم مهندسون 
في المكتب . كمابرعت ماري في الحدس بطبائع النفوس» CB gly‏ 
os i‏ الذكاء و الت اة و دة EA‏ لها Soy‏ بكر لها سواء 
Ae eae ae‏ ل O‏ 
لأمر Gol‏ من ذلك» فقد اختارت الشخص المناسب للتنفيس عن 
نفسها أمامه. لينقلب أسوأ أيام العمل في حياة ماري جاكسن نقطة 
تحول في حياتها المهنية. 

WL‏ تشارنيكي: «لم لا تأتين للعمل معي؟2. ولم تتردّد في 
قبول عرضه. 


فى الوقت الذي كانت الصحافة الوطنية تنشر فيه أخبارًا عن 

علاقة لانجلي بفضيحة روزنبرج» كانت منافذ بيع صناعة 

الملاحة الجوية مثل «أسبوع الطيران» تثني على المعمل لتحقيقه 

تطورين مترابطين من شأنهما إحداث ثورة في إنتاج الطائرات 
197 


فائقة السرعة: الجدران EA!‏ في أنفاق الرياح وابتكار يعرف 
ب«منطقة التحكم». 

كان الغرض من نفق الرياح -بطبيعة الحال- هو توفير 
أقرب محاكاة ممكنة للظروف السائدة ذ فى الطيران الحر. ومن 
أكثر المشكلات التى يدت الاختبار الأرضى مشكلة تشويش 
التدفقات الهوائية المنعكسة عن الجدران الصلبة في قسم 
الاختبار - أي الظاهرة التي درستها مارجري حنا وسام كاتزوف 
فى تقريرهما سنة 1948. وازدادت هذه المشكلة برورًا فى نطاق 
اجتياز حاجز الصوت» حيث تبلغ الدوامات المحيطة بالجسم 
سرعة الصوت. فحدس باحث في لانجلي يُدعى راي رايت بأن 
إحداث ثقوب أو شقوق في جدران أنفاق الرياح كفيل بتقليل 
آثار التشويش» وثبتت صحة هذا المفهوم حينما أقام لانجلي نفق 
اختبار صغيرًا ذا جدران مثقبة مثقبة. في عام 0ء أدخلت جدران 
مشقوقة على نفق السرعة القصوى 16 قدمًا (المُسمٌّى عند تعميده 
الأول بنفق ديناميكيات عبور الصوت 16 قدمًا)» ثم حدث مثل 
ذلك في Gall‏ فائق السرعة OLS‏ أقدام. كان ترويض تشويش 
الأنفاق «جائزة تقنية طال سعي الباحثين إليها»» فجاءت في عام 
1 لجون ستاك وزملائه بوسام كولير آخر. 

Ea‏ تصميم النفق الجديد المسرح لثاني التطورات المهمة في 
ذلك العقد؛ إذ لاحظ مهندس يُدعى رتشارد ويتكومب أن أشد 
الاضطرابات في نطاق سرعة اجتياز الصوت يقع عند النقطة التي 
تتصل فيها الأجنحة بجسم الطائرة. كان ثني جسم الطائرة عند 
نقطة الالتقاء يقلل المقاومة تقليلا كبيرًا ويسفر عن زيادة تصل 

198 


إلى اح سر لحار لت كدري يهاي اقول كانت 
لقاعدة المنطقة (وقد سمّيت بتلك التسمية بسبب المعادلة التي 
تنبأت بالنسبة الصحيحة لمنطقة تقاطع جناح الطائرة إلى منطقة 
تقاطع جسمها) إمكانية إحداث أثر على الطيران اليومي أكثر 
من أثرها على الطيران فوق الصوتي» بسبب آلاف الطائرات 
التي كانت سرعة تشغيلها تبلغ ذروتها عند نطاق عبور الصوت. 
ابتهجت الصحافة بهجة فاقت بهجتها المعتادة بشأن هذا المفهوم 
الهندسى النخبوي» ووصفت الطائرات الجديدة ب«ذات الخصر 
الزنبوري» و«طائرات زجاجة MIS SUI‏ وتكلمت عن «أثر مارلن 
مونرو». ظهر ويتكومب مع وولتر كرونكايت مذيع الأخبار في 
سي بي إس وحاز نجومية محلية (فنشرت ديلي بريس في شيء 
من المغالاة Ul pe‏ نضّه: «مهندس هامتن تحاصره الجماهير»). 
وسوف يرجع ويتكومب في عام 1954 إلى لانجلي بثالث وسام 
كولير يفوز به المعمل في أقل من عقد. 

مع كل ما أحرزه المعمل من تقدمات منذ عام 1917 - من 
قبيل المحركات المُغطاة» وكوابح التدفق» والطائرات البحثية 
المجاوزة لسرعة الصوتء والنفق المتجمد الذي أدى إلى إدخال 
تحسينات على أمان الطيران في درجات التجمد, كان القوام القائم 
من المعرفة الملاحية الجوية لا يزال ينطوي على أركان مجهولة 
لم يرتدها أحد. وكانت الاستثمارات في المنشآت الجديدة 
والمُحدَّئة فى جانب لانجلى الغربى خلال أواخر الأربعينيات 
ومطلع الخمسينيات تحدث فتوحًا بحثية وتؤثر في طبيعة المهام 
التي تورّعها دوروثي على فريقها. 

199 


خلافًا للمنظمات البحثية ذات التو جه الأكاديمى» كانت معامل 
ناكا تجاهد دومًا لتفى ب«الحلول العملية» Aly | veer‏ 
وتجلّت طبيعة عمل لانجلي التجريبي في الطائرات المركونة 
بالهنجرء وفي الورش التي شهدت تنفيذ العمال للنماذج Uy‏ 
للمواضفات التى حددها المهندسونء وفى عمل الميكانيكية 
opil‏ النماذج وفقًا للأوضاع الصحيحة في أقسام الاختبارء 
وفى أحشاء الأنفاق الجديدة القوية مثل نفق الخطة الموحدة» 
الذي كان مفو Si plane ca) sliced atl ISS‏ وهنا 
بذا العمل Lagey 13 pees‏ يدت US Del‏ المدروسة ستاقيمية ل 
يكن أحد في لانجلي ينسى قط أن من وراء الأرقام هدفا في العالم 
الحقيقي: طائرات أعلى de pw‏ وأعلى كفاءة» وأعلى Mal‏ 


¥ k د‎ 


بالتأكيد» لم تكن ناكا ذلك المكان السيئ بالنسبة إلى المهندسين 
النظريين أيضا. فقد ازدهرت دوروثي هوفر في قسم تحليل الثبات؛ 
إذ حصلت -بحلول ple‏ -1951 على لقب جليل هو لقب عالمة 
في بحوث الملاحة الجوية على درجة ج س9- في نظام التصنيف 
الحكومي الجديد. وعندما ترك آر تي جونز -وهو رئيس دوروثي 
هوفر- معمل لانجلي إلى معمل آيمز التابع لناكا سنة 1946( 
استمرّت دوروثي في عملها مع باحثين بارزين غيره في المجموعة. 
وبلغ عملها في لانجلي ذروته سنة 1951 بنشر بحثين» أحدهما مع 
فرانك مالفستوتوء والآخر مع هربرت ريبنر» وكلا البحثين قدم 
تفاصيل الأجنحة المسحوبة خلفيًا التي باتت AS‏ سمة معيارية 


200 


لإنتاج الطائرات. ماكان يللاحظه مهندسو الهواء المضغوط والهواء 
الطازج من خلال الملاحظة المباشرة» كان النظريون يقتربون منه 
عبر أبحاث من خمسين صفحة قد تحتل معادلة واحدة الشطر 
الأكبر من كل صفحة فيها. ولو كان إنتاج البحث مقياسًا للحيوية 
الوظيفية -وقد كان كذلك- فإن الديناميكا الجوية النظرية ربما 
كانت أفضل مكان في العالم لعمل امرأة باحثة. وقد نشرت دوروثي 
هوفر» ودوريس كوهينء وما لا يقل عن ثلاث نساء أخريات 
تقريرًا أو أكثر مع المجموعة في ما , بين عامي 1947 و1951 . كان 

من الواضح أن قادة المجموعة يقدرون O pa g‏ مواهب النساء فى 
مجموعتهم. ولعل استبعاد الجانب العضلي من الهندسة هو الذي 
جعل المجموعة النظرية بيئة صالحة لإفراز النساء. 

في عام 11952 قرّرت دوروثي هوفر أن تأخذ إجازة من عالم 
age ae eee ele pt‏ 
الرياضيات من كليتهاء وهي كلية أركانسو آيه إم آند إن. وأدرجت 
أطروحتها «عن تقديرات الخطأ فى التكامل العددي» ضمن سجل 
أكاديمية أركانسو للعلوم سنة 1954. وفي العام نفسه» التحقت 
بجامعة ميشيجن ضمن برنامج زمالة جون هاي ويتني المصمّم 
بغرض أن يضاهي بين الباحثين الزنوج الموهوبين وأكثر برامج 
الدراسات العليا تنافسية فى البلد. 
أي ناكا. ولدراستها الرياضيات والفيزياء» فقد تسلمت الوظيفة 
مُسلحة بفهم للظاهرة الفيزيائية الكامنة وراء الحسابات التي تعمل 

201 


عليها. وكان الناس في لانجلي مشغولين مثلهاء يسارعون بعد 
انتهاء العمل إلى اللعب في أحد فرق المعمل الرياضية أو يحضرون 
E‏ وكثير منهم كانوا يُدرّسون 
الرياضيات والعلوم للأطفال» وهو أمر مارسته ماري منذ تخرجها 
في الكلية. وسواء أخططت للأمر في وقتها ol‏ لم تخطط له فقد 
كانت ماري جاكسن في طريقها إلى أن تقضي بقية العمر في لانجلي. 
في أول يوم لها بالعمل» التقت ماري جاكسن بجيمس وليمزء 
خريج كلية الهندسة بجامعة ميشيجن» ذي الأعوام السبعة 
والعشرين» والطيار السابق في مجموعة طياري تاسكيجي الذي 
وقع في غرام الطائرات منذ المراهقة. تقدم وليمز لوظائف 
المهندسين من خلال الخدمة المدنية» ولكنه كان متخوفا من 
الانتقال للحياة في ولاية تقع إلى الجنوب من خط ماسون 
aes‏ بالغ ميلفن بتلر مسؤول شؤون الأفراد بلانجلي في 
التودد إلى وليمز عبر الهاتف محاولًا إقناعه بقبول عرض المعمل؛ 
بل ورتّب له مكانًا للإقامة في هامتن. وثمة حافز إضافي له تمثل 
في طالبة علم نفس جميلة اسمها جوليا كان يُفترّض أن ترجع بعد 
تخرجها الوشيك إلى وطنها في فرجينيا. وفي محاولة للحيلولة 
دون الشكاوى التي قد تعرقل عرضه. لم يبادر بتلر بالإفصاح قبل 
الأوان لفريق لانجلي الهندسي عن حقيقة أن الوافد الأحدث 
إليهم أسود البشرة. لم يكن وليمز أول مهندس أسود يُعيّن في 


foe Mason-Dixon Line (1)‏ حدودي وضع لحل ely‏ قانوني بين بضع 
ولايات» ويعنينا هنا أنه لفترة عُدّ فاصلا بين ولايات الشمال الحر» وولايات 


الجنوب الى g=‏ العبودية. 
202 


لانجلىء ولكنّ الاثنين» اللذين سبق Lag)‏ العمل قبله» جاءا وذهبا 
رغه aac‏ لبر أن اهما Layo)‏ قن ذاكرةالمؤسينة: 
في أول يوم لهء كان على وليمز أن يقنع حراس بوابة الأمن في 
لانجلي أنه ليس بستانيًا أو عاملا في المقهى فيحصل على تصريح 
بالتقدم إلى حيث يتقدم المهندسون. رفض الكثير من المشرفين 
البيض أن يُفسحوا له مكانًا في مجموعاتهم» OS‏ رئيس فرع مهما 
في قسم بحوث الثبات يُدعى جون دي بيرد -أو جايبيرد -S‏ 
رفع يده على الفور عارضًا على الشاب وظيفة معه. وبعد سنوات» 
سوف تتذكر جوليا زوجة وليمز أن «جايبيرد كان أبيض تمامًا». 
لم يكن كل أعضاء المجموعة في مثل حماس بيرد. «وإلى متى 
تعتقد أنك ستقدر على البقاء؟». هكذا تساءل أحد زملاء المكتب 
مُغِيظاء ومشيرًا إلى المهندسين الأسودّين اللذين تبدّدا من المكان. 
55 وليمز بسرعة: SID‏ أبعد مما تستطيعه أنت». في حين كانت 
تحظى النساء بالدعم الناجم عن انتمائهن إلى مجموعة؛ لم يكن 
خيار البدء في مجموعة مطروحًا بالنسبة إلى مهندس ذكر. فكان 
وليمز وغيره من الرجال السود. الذين سرعان ما تبعوه» يعيشون 
حياة عمل معزولة ويتعرضون لاعتداءات خلاقا للنساء. لكن» 
مع أن النساء هَنَّ اللاتي كسرن حاجز اللون في لانجلي» ومهدن 
الطريق لمن عَيّنوا من الرجال» بقي على النساء أن يقاتلن من أجل 
شيء كان الرجال السود يحصلون عليه بداهة؛ وهو لقب المهندس 


E tee 


203 


جون بيكر رئيس قسم الانضغاط (والانضغاط المعننٌ هو انضغاط 
الجزيئات الهوائية في الرحلات المجاوزة لسرعة الصوت)» أي 
رئيس رئيس رئيس كازيميرز تشارنيكي. ولقد كان يحلو لمعمل 
لانجلي أن يرى نفسه مكانًا يترفع على البيروقراطية ويمكن أن 
تلقى فيه فكرة تخطر لعامل الكافيتريا قدرًا من الإنصات الواجب 
لفكرة مقنعة. Gy‏ رؤساء الأقسام -وهم أدنى بدرجتين فقط من 
المنصب الأعلى في المعمل- كانوا أناسًا شديدي الأهمية؛ فجون 
بيكر دونك كن من عزون يذاه وإيستمان جاكوبس وغيرهما 
من أساطير ناكا- يحكم إمبراطورية WH‏ من نفق الضغط فوق 
الصوتي رباعي الأقدام وجميع الأنفاق الأحرى المُخصّصة 
لبحوث السرعة الفائقة والسرعة المجاوزة لسرعة الصوت. وكان 
Se‏ من الرجال الذين قد يفعل الصبية الملهوفون في قمة كليات 
الهندسة أي شيء استرضاءً له. l‏ 

وجه جون Sy‏ لماري جاكسن التعليمات اللازمة للعمل في 
الحسانات» لتسلمه التكليف عند انتهائها منه Kin‏ إلى تجتن عملها 
الذي سلمته لدوروثي فون» وكان عبارة عن مراجعة ثانية لجميع 
الأرقام Cy‏ من صحتها جميعًا. راجع بيكر النتيجة» لكنَّ شيئًا 
في الأرقام بدا له غير صحيح؛ فاعترض على أرقام ماري» مُصرًا 
على أن حساباتها خاطئة. ودافعت ماري عن أرقامهاء ومضت هي 
ورئيس قسمها يراجعان الأرقام مستعرضين البيانات المرة تلو المرة 
في محاولة لوضع يديهما على الخلل» وأخيرًا اتضح الأمر: لم تكن 
المشكلة فى نتيجتها هىء بل فى مدخلاته هو. كانت حساباتها 
صحيحة:؛ LÉSI‏ قائمة على الأرقام الخاطئة التي WI‏ بها بيكر. 

204 


الو چون نکر لمارى اکن CSU y‏ ماری من جر هذه 
الواقعة سمعة اختصاصية رياضية 453 قد تقدر على الإسهام 
في ما يتجاوز الحسابات داخل مجموعتها الجديدة. كانت 
مواجهتها مع جون بيكر من المواجهات التي يتوقعها المعمل 
ويشجعها ويقدرها في مهندسيه الذكور الواعدين. ولقد واجهت 
ماري جاكسن -حاسبة الغرب السابقة- جون بيكر متقد الذهن 
وانتصرت عليه؛ فكان ذلك سببًا للاحتفاء وللتهنئة من الحاسبات 
الإناث جميعاء لكن من وراء الستار. 

كان غالبية المهندسين أيضًا حاسبين جيدين» ولكنَّ النساء EA‏ 
اللاتي کي ol‏ الأرقام» ويهدهدنهاء ويُدقّقن فيها إلى أن تغيم 
أبصارهن» منذ اللحظة التي يضعن فيها حقائبهن على الطاولات 
في الصباح وإلى أن يرتدين معاطفهن ليغادرن في نهاية النهار. 5S‏ 
pared‏ غل عون sandy‏ قاطا وا على أوراق البياناك 
إن ote‏ فيها على celles!‏ فكثرت النقاط الحمراء وكثرت: كان 
من النساء من يقدرن على الحساب بسرعة الضوء فيضاهين 
آلاتهن الحاسبة الميكانيكية في السرعة وفي الدقة. وأخريات 
مثل دوروثي فون ودوريس كوهين نعمْن بفهم رفيع للرياضيات 
bore sii kil‏ يهن hcp‏ المعادلات المتداخلة بعمق 
عشر صفحات 93 led‏ )2 خطأ. فاشتهرت أفضل النساء بالدقة 
pall ality de ply‏ ولك Sli Sie italy Sel‏ 
وشخصية قوية للدفاع عن عملها في مواجهة أكثر عقول الطيران 
حسما هو الذي كان يضع إحداهن في بؤرة الاهتمام ولفت 
الأنظار. والاستعداد لاحتمال ضغط مهندس عنيد نافد الصبر 

205 


يفرد قدميه على الطاولة منتظرًا إحداهن أن ai‏ عملها ويريد 
الانتهاء من أرقامه على النحو الصحيح وإتمامها قبل يوم من 
موعد تسليمها وتحديد الخلل في منطقه ومواجهته بلا أدنى 255 
ST‏ > جلك كاك ae‏ وذلك ما 


tme/t_pdf 


206 


الفصل الثاني عشر 
os‏ 


رب صدفة 


cgi‏ كاثرين جوبل موهبة عظيمة خوّلت لها دائمًا أن تكون 
بالمكان المناسب في الوقت المناسب. في أغسطس من عام 
32, أي قبل 12 سنة من مغادرتها كلية الدراسات العليا - كان 
المكان المناسب هو ماريون» وهو الموقع الذي شهد أولى 
وظائفها في التدريس» في حفل زفاف باتريشيا الشقيقة الصغيرة 
لزوجها جيمى جويل. وكانت بات -أي باتريشيا- ملكة جمال 
Labs Lele‏ بالطاقة Cor pd‏ قبل oye‏ في BY, US‏ 
فرجينياء وها هي تتزوج حبيبها وزميلها الجامعي العريف الشاب 

في الجيش الأمريكي وولتر OS‏ 

جمعت كاثرين وجيمي البنات في السيارة وانطلقا بهن من 
بلوفيلد إلى بيت أبوي جيمي على بعد ستين he‏ فكان ذلك 
البيت يرتعش ابتهاجًا بذلك اليوم الأكبر في حياة بات. oF‏ 
فنادق الجنوب تقدم خدماتها للزبائن السود فتعلّم السود من شتى 
الطبقات الاجتماعية كيف يجرون الترتيبات اللازمة لأصدقائهم 

207 


وأقاربهم بل وللغرباء فعُرفوا بفتحهم بيوتهم للضيوف بدلا من 
المخاطرة بتعريضهم للحرج -بل وللخطر المُحتمّل- وهم على 
سفر. كان خمسة من إخوة جيمي الأحد عشر لايزالون يعيشون في 
ماريون وقد تضحّمت قدرات منازلهم إلى أقصى درجة لتسكين 
الزوّار القادمين من خارج BALJI‏ ومن بينهم أهل العريس الآتون 
من بيج ستون باج القريبة في فرجينيا والأصدقاء والأقارب البعاد 
من شتى أرجاء فرجينياء وفرجينيا الغربية وكارولينا الشمالية. 
ا الزفاف البسيطة» والأنيقة» في منزل شقيقة 
جيمى الكبيرة هيلين وقفت بات تشع جمالا في ثوب بطول ثوب 
ball‏ من طبقات متراكبة أمام مذبح مؤقت مُزدان بالسوسن 
والنباتات الخضراء» وقالت لوولتر السامق فى سترته البيضاء: 
«أقبل بك زوجّاه. وشرب الجمع المبتهج نخب الأسرة الحديثة» 
أسرة السيد كين وحرمه. رقصت كاثرين وجيمي وأكلا من ISAS‏ 
الزفاف» وتصايحت بناتهن الثلاثة -جويليت ذات الأعوام 
الأحد عشرء وكوني ذات الأعوام العشرة وكاثي ذات الأعوام 
التسعة- - في بهجة to‏ رهن يلعين الاستحداية ory‏ وير فصن فخ 
أبناء عمومتهن. واستمر الاحتفال حتى بدأ ليل أغسطس العذب 
يتاذ سى في نهار اليوم التالي» وقد بدأ آل جوبل وآل كين يتلكأون 
قليلا مطيلين الاستمتاع بلحظاتهم الأخيرة معًا قبل رجوعهم 
جميمً كل إلى حياته العملية النهارية. 
كانت شقيقة جيمي وزوجهاء مارجريت وإريك إبس» قد 
سافرا من نيوبورت نيوزء وقد خطط العروسان لمرافقتهما إلى 
الساحل متطفلين على سيارتهما لقضاء شهر العسل في منتجع 
208 


شاطئ ساحل الخليج المنفصل عرقيًا. سأل إريك كاثرين: «لم 
لا تجربون المجيء معنا أنتم أيضًا؟ يمكنني أن أحصل لسنوك 
على وظيفة في حوض بناء السفن»» و(سنوك) هو اسم تدليل 
جيمي في العائلة. قال: «في الواقع» بوسعي أن أحصل لكليكما 
على وظيفتين». وقال إريك لكاثرين إن في هامتن مؤسسة 
حكومية تُعيّن النساء السوداوات» وإنهم يبحثون عن متخصصات 
في الرياضيات. قال لها إنها وظيفة مدنية لكنها مرتبطة بميدان 
لانجلي في هامتن. 

كان صهر جيمي مديرًا لمركز مجتمع نيوسم بارك. ومنذ عام 
3 عمل إريك إبس في تنسيق الأنشطة الاجتماعية من قبيل 
تنظيم فريق بيسبول نيوسم بارك دودجرز لأشباه المحترفين» وكان 
نصيرًا قويًّا للمقيمين في حيّه أمام الحكومة المحلية» وطالما وقف 
في وجه حملات إزالة المباني التي لم يبد قط أنها قد تتوقف. 
وقد سبق له العمل Lalas‏ في مدارس نيوبورت نيوز العامة» ثم 
تولى وظيفة نيوسم بارك بعد فصله من عمله الأول لانضمامه إلى 
واحدة من Zel‏ قضايا المطالبة بمساواة أجور المعلمين وأشرسها 
في فرجينيا كلها. من خلال وظيفته وعلاقاته مع السكان في نيوسم 
بارك» كان من أكثر أهل شبه جزيرة فرجينيا BAS‏ العلاقات؛ 
فغرف نساء كثيرات في gad‏ حاسبات الغرب» ومنهن دوروثي 
فون جارته في الحي نفسه. 

أصغت كاثرين باهتمام لصهرها في وصفه للعمل» متحسسة 
ذقنها بإبهامهاء بينما يمتد إصبعها السبابة على خدّهاء وتلك كانت 
إيماءة حسن إنصاتها. كانت هي وجيمي يعيشان من التدريس 

209 


وراتبيه المتواضعين» وبدا أن احتياجات بناتهما تكبر معهن يومًا 
DS‏ تدقع عواراتها في الزاضيات إلى :ا 
الانفجار لكي تغطي الأساسيات وتستعصر القليل من دخلهما 
ag‏ إلى دروس البيانو أو فرق البنات الكشفية. واستغلت 
براعتها في الحياكة» فكانت نت تشتري القماش من المتجر وتسهر 
اللبالن تديلة ثاب البنات المارسة أو See‏ لنقفسها الفساتيق, 
وخلال إجازة المدرسة الصيفية كان آل جوبل يعملون خدمًا 
مقيمين لأسرة من نيويورك تأتي لقضاء الصيف في بلو ريج 
مونتينز في فرجينيا. فكانت تلك النقود الإضافية تغطي نفقاتهم 
خلال اشن gee esl‏ 
كانت cn pls‏ تستمتع بالتدريس» ولديها إحساس قوي 
ا ل ee‏ 
loge‏ ر کار التي اتی ل بجع تعلق 
Segall‏ لوا oe Seen Mab‏ 
بطريقة شبه آل SS‏ كر اريك pl‏ لوطفةالرياضيات في 
E SU E‏ 
حدث في وقت متأخر من تلك الليلة -بعد أن أحكمت 
كاثرين وجيمي تغطية بناتهما- أن تهاوى الاثنان متجاورين في 
210 


على ذهنيهما إلا بعدما GLS Lil‏ على بقية قصص ذلك الزفاف. 
كان Zeal‏ على الطريق إلى نيوبورت نيوز يقتضي اتخاذ قرار 
سريع. فالسنة الدراسية تقترب» وناظر مدرسة بلوفيلد بحاجة إلى 
وقت للعثور على بديلين يتوليان فصولهما. سوف يلزمهما مكان 
يعيشان فيه» كما أنه لن يكون سهلا على الجميع اقتلاع البنات 
من مدارسهن وإلحاقهن بمدارس جديدة في وقت ضيقء ثم 
إن هامتن رودز بعيدة عن أبوي جيمي» وأبعد عن أبوي كاثرين 
اللذين LIS‏ يرعيان حفيداتهما في وايت سلفر سبرنجز. وكيف 
سيتعاملون مع حرارة الساحل بعدما اعتادوا سريان النسيم حتى 

في ليالي الصيف الجبلية؟ كان أيسر عليهم أن يستمروا في حياة 
البلدة الصغيرة الراكدة التي أنشاها. ولكن الاحتمالاات الكامنة 
في الوظيفة الجديدة داعبت فضول كاثرين» وهو جوهر طبيعتهاء 
فهمست لجيمى: «تعال نعملها». 


في غضون عام واحد مزدحم» استطاعت كاثرين جوبل أن 
تندمج وأسرتها بسلاسة في إيقاعات شبه الجزيرة. كانت نيوسم 
بارك هي المكان الطبيعي الملائم OY‏ يحط فيه ذلك الخماسي» 
بوحداته السكنية الشبيهة بمدن متداخلة لا تنتهي وطبخته 
الجاهزة 5 ia)‏ من الجيران والمنظمات الاجتماعية oa‏ 
التي يسديها الجميع للوافدين الجدد. كما أن إريك إبس أوفى 
بوعده وعثر على وظيفة لصهره جيمي جوبل الذي استبدل 
بمؤهلاته كمدرس وظيفة نقاش في حوض نيوبورت نيوز لبناء 
السفن» وهي وظيفة مستقرة» ذات راتب جيد توفر للزنوج -حتى 
211 


ل oe TE‏ 
أسرهم في ثبات إلى الطبقة الوسطى. أحكتت Cpe yds OLS‏ 
Sib jamie‏ لون Nake‏ مجم gol‏ کو E‏ 
وافق قسم شؤون العاملين في لانجلي على طلب كاثرين 
المقدم في عام 11952 على أن يتم تعيينها في يونيو من عام 1953. 
ساعدتها السنة الفاصلة في إكمال الانتقال من جميع الأوجه إلا 
في ما يتعلق بحرارة فرجينياء فكم من ليلة تاقت فيها Ási‏ التوق 
إلى ليالي صيف وايت سلفر سبرنجز الرائقة . لم يمثل ملء تلك 
الشهور أدنى مشكلة؛ فبوصفها معلمة احتياطية للرياضيات فى 
مدرسة هنتنتن الثانوية في نيوبورت نيوز توافرت لها المنصة 
المثلى لمقابلة أسر المنطقةء كما أن نادي منظمة الخدمة المتحدة 
في الشارع الخامس والعشرين -المستمر في أنشطته كمركز 
اجتماعى فى فترة ما بعد الحرب- قد عيّن الجارة الجديدة 
مساعدة مدير للنادي. ومن خلال انخراطها مع الفرع المحلي 
من oli‏ النسائى ألفا كابا ألفاء واختيارها لكنيسة مشيخية كارفر» 
حظيت كاثرين بشبكة اجتماعية قوية وصديقة حميمة جديدة. 
كانت يونيس سميث تعيش على بعد ثلاثة شوارع» DSA‏ 
كاثرين Ob‏ علمت أن رفيقتها في النادي النسائي» وجارتهاء وأختها 
في الله هي أيضا من مخضرمات حاسبات الغرب بتسع سنين من 
الخبرة. في Jul‏ أيام يونيو 1953» حينما ساقت يونيس سميث 
سيارتها إلى بيت كاثرين لتصطحبها إلى العملء بدأت ne‏ 
Ey)‏ سوف يستمر على مدار العقود الثلاثة التالية. مضيتا تثرثر 
212 


كما الا عق ار هات aS LR‏ حيتت 
oe‏ ل نه 

نتهت الرحلة الصباحية في مكتب السيدة فون بمبنى 
O A‏ ا كم الما م 
فقط أخمًا من مواطنات فرجينيا الغربية» بل وجارة سبق أن قضت 
الكثير من الوقت مع أسرتها في وايت سلفر سبرنجز. لم تستغرق 
كاثرين طويلا لتقدر مواهب دوروثي كاختصاصية في الرياضيات 
وكمديرة على السواء. وكان المهندسون» عند احتياجهم إلى قوة 
حاسبة إضافية» يعهدون إلى دوروثي باختيار الشخص المناسب 
للوظيفة» راجين في الغالب أن تكون هي نفسها على قمة قائمتها. 

لم يكن التوفيق بين القدرة والتكليفات إلا جزءاً من التحدي؛ 
إذ تعلقت المهارة الإدارية الأكثر رهافة بالتوفيق بين الأمزجة 
والمجموعات. فمن المهندسين من اتصفوا بالغرابة» وبالفظاظة 
في الغالب» وبالمزاجية. أو بالاستبداد» hall,‏ فى عينى بنت 
قد يكون قاسيًا على أخرى. Baas‏ ع قرت isis‏ فريق 
واحد أمرًا محوريًا للعملية برمتهاء وكان لدى دوروثي تصريح 
بل والتزام بأن تضمن لحاسباتها وضع أقدامهن على أفضل 
المسارات المهئية الممكنة. 

قضت كائرين أسبوعين كاملين تعمل على rs‏ أساسيات 
العمل المكتبى» وكانت شهادة الرياضيات التى حصلت عليها 
بمرتبة الشرفء والوقت الذي قضته في كلية الدراسات العلياء 
وسنواتها في تدريس الرياضيات قد أضافت جميعًا إلى درجة إس 
Sa‏ الوظيفية المتواضعة» التي كتب على غالبية النساء أن يعينهن 

213 


لانجلي فيها بغض النظر عن مؤهلاتهن المهنية أو التعليمية. 
وبعد قرابة عشرين Gle‏ على مجيء فرجينيا SU‏ للمرة الأولى 
إلى ese E ng‏ كان لجرل 
متوقعًا من النساء أن يرضين بالوظائف الجديدة بامتنان قائم على 
ا niente ar‏ 
لكاثرين جوبل في أول يوم عمل لها «لا أريد أن تأتيني هنا خلال 
أسبوعين لتقولي إنك راغبة في الانتقال» إلى مجموعة مهندسين؛ 
فلم يرق لها قوله؛ لكنها شعرت مع ذلك أنها «سعيدة الحظ جدًا 
SL alio‏ قادها نصيبها إلى وظيفة تحصل منها على ثلاثة ثة أمثال 
راتبها كمدرّسة. 

في الأيام القليلة الأولى» تعلمت كاثرين روتين ملء أوراق 
البيانات وفقًا للمعادلات التى أوضحتها دوروثى فون أو أحد 
المهندسين ممّن كانوا يترددون بانتظام على المكتب طوال 
يوم العمل. وبعد أسبوعين من وصول كاثرين» عندما دخل 
إلى المكتب رجل أبيض يرتدي قميصًا بغير سترة واقترب 
من دوروثي فون مستهلا حوارًا Gols‏ فأطرقت فون برأسها 
واستعرضت الطاولات» متمعنة في الحاسبات وهي تنصت إليه. 
وبعد أن غادر» استدعت إلى طاولتها كاثرين جوبل وامرأة أخرى 
تُدعى إرما تاينز وقالت إن «قسم بحوث الملاحة الجوية يطلب 
حاسبتين جديدتين» وسوف أرسلكما. ستذهبان إلى 1244 

بدا لكاثرين أن وقوع الاختيار عليها للنقل إلى مبنى 1244 -أي 
مملكة المهندسين الجدد- ضربة حظ غير مُنتظرة» وإن أمكن أن 
يكون التكليف الجديد مؤقنًا. لقد ابتهجت بمجرد جلوسها وسط 
الحاسبات وشقها طريقها وسط أوراق البيانات التي عهدت بها 

214 


السيدة فون إليها. GÍ‏ إرسالها للجلوس وسط مجموعة الأذكياء 
في الطابق الثاني من المبنى فكان يعني نيل نظرة على إحدى أهم 
المجموعات وأقواها نفوذا في المعمل. وقد حدث قبيل وصول 
كائرين أن قدَّم oh aie‏ وا وها ا کت 
-وهم جون ماير وكارل هاس وهارولد هامر- بحثهم المتعلق 
بالتحكم في الطائرات المقاتلة أمام جمهور من صفوة الباحثين 
الذين اجتمعوا في مؤتمر أقامه لانجلي على مدار يومين بشأن 
أحدث الأفكار en‏ بحمولاات الطائرات. 

لم يكن لدى كاثرين ما تصطحبه معها غير محفظتها وحقيبة 
الغداء» فلملمت هذين الغرضين «ومضت على الفور» إلى الهنجر 
العملاق المُقام على مقربة من قسم حسابات الغرب. انسلّت من 
الباب الجانبي» وارتقت الدرج» ثم مضت عبر طرقة إسمنتية 
الجدران معتمة إلى أن بلغت بابًا كتب على لافتته معمل بحوث 
الملاحة الجوية. بدا الهواء بالداخل Eas‏ برائحة القهوة والسجائر. 
وشأن مكتب حسابات الغرب» كان لذلك المكتب تصميم فصل 
دراسی» ففيه طاولات لعشرين شخصًاء Ey‏ غالبية oye‏ فيه 
le,‏ وإن تناثرت نساء قليلات gael y‏ آلات الجمع أو ينظرن 
متمعنات إلى شرائح عبر آلات عرض الأفلام. وبمحاذاة أحد 
الجدران» كانت طاولة رئيس القسم هنري بيرسن تواجه طاولة 
سكرتيرته» والغرفة Fas‏ بأنشطة ما قبل الخداء وقد مضت كاثرين 
تستعرضها be‏ عن مكان تنتظر فيه رؤساءها الجدد. مضت في 
خط مستقيم إلى مكعب فارغ» وجلست بجوار مهندس» واضعة 
حقيبتيها على الطاولة مقابلة إياه بابتسامة فاتنة. وفيما تجلس» 

215 


وقبل أن تلقي عليه التحية بنبرة صوتها الجنوبية العذبة» حدجها 
الرجل بنظرة جانبية صامتة ونهض منصرفا عنها. 

تابعت كاثرين المهندس وهو يختفي. تراها خرقت قاعدة 
مجهولة» أم أن مجرد حضورها تسبّب في Sail pail‏ هي لحظة 
dele‏ غير ملحوظةء لم يختل بسببها إيقاع المكتب. ولكنّ 
تفسير كاثرين لتلك اللحظة بُنِي على كل ماضيها وعلى كل تصوّر 
لها عن المستقبل. 

فى ارتباك» مضت كاثرين تتأمل انصراف المهندس المفاجى. 
كان من slate gl gis Ste, AAEM Ue ST LNT‏ 
وهو أبيض» ويُحتمّل أيضًا أن سببها كان أنها امرأة وأنه رجلء أو 
لعلّها كانت لحظة احتكاك بين مستويين وظيفيّين أحدهما مهنى 
Vy‏ 2 دون المهني» بين المهندس والبنت. i‏ 

خارج بوابات لانجلي» كانت القواعد الطائفية الطبقية 
واضحة؛ فالسود والبيض يعيشون منفصلين» ويأكلون منفصلين» 
ويدرسون منفصلین» ويتخالطون منفصلين» ويتعبدون منفصلين» 
وفى غالبية الحالات يعملون منفصلين. أمّا فى لانجلى فالحدود 
أكثر اضطرابًا. كان للسود حمّامات جيتوهاتهم المنفصلةء 555 
لهم أيضا تصريحًا غير مسبوق بدخول عالم المحترفين. كان 
بعض زملاء جوبل GJ‏ من اليانكي أو الأجانب الذين لم يقابلوا 
قط شخصًا أسودافبل poles‏ إلى لانجليء ومنهم إخوة من 
أعماق الجنوب» og p‏ أصحاب مواقف مُتكلسة من الاختلاط 
ل ا M A‏ 
العرقية رغم السوة واليض el pull gle‏ على أن deiis‏ 

216 


إلى أرض جديدة. والشياطين الشريرة المكشوفة» التي استولت 
غل الامو كتين :البو ke eter renege pes [ar‏ لفن Ville‏ 
في ظل أولى مظاهر ترا جع العزل العنصري أمام ضغط القوى 
الاجتماعية والقانونية. في بعض الأحيان» كانت تلك الشياطين 
jes‏ تستعرض نفسها على هيئة العنصرية أو التمييز الصارخ. 
وفي أحيان ol‏ على نحو أرق» فهى فظاظة أو انحياز وعجرفة. 
وأضيف إلى ذلك في تلك الأيام متهم جديد تمثل في الاضطراب 
الذي اعترى السود كالوباء وهم يتلمّسون شفرة جديدة من خلال 
لغة وعادات حياة الاندماج بين العرقين. 

فهمت كاثرين أن مواقف العنصريين ¿ المتشددين خارجة عن 
حدود قدرتها؛ ففى مواجهة الجاهلين» لجأت هى ومثيلات لها 
يوما بعد يوم إلى الهجوم الفاتنء والهجوم الفاتن ذلك يتألف من 
كمال الزي» وحسن الحديث» والوطنية» واستواء القامة» فقد ES‏ 
استعارات عرقية» ويعلمن علم اليقين أن معاملات الأفراد السود 

مع البيض لها آثارها على مجتمع السود كله. ÉS‏ الارتباكات 
-وهي iui‏ الشياطين مكرًا وعنادًا- كانت PEE‏ وحدها. فقد 
ces‏ تلك الارتاكات فن IWS‏ الخوف والارتياب» ولكها 
مؤتمرة بأوامر كاثرين» فقد تغريها الارتباكات -إن سمحت لها 
بذلك- فترى في مهندس شوفينيًًا متغطرسًا وعنصريّاء وقد تطلق 
عليها إعصار الشك في النفس فتهوي بهاء وتحملها على التخلي 
عن الفرصة التي سبق أن أعدّها لها د. كلايتور أحسن الإعداد. 


OL كاثرين جوبل كانت قد لقيت تنشئة جعلتها لا تكتفي‎ GS 
217 


تطلب المساواة في المعاملة لنفسها فقط» بل laig‏ إلى غيرهاء 
وأتيح لها الخيار بين أن تقرر أن حضورها هو الذي دفع المهندس 
إلى الرحيل» أو تفترض إن شاءت أن الأخ أنهى عمله ومضى 
إلى شأنه وحسب. وفى نهاية المطاف» كانت كاثرين dul‏ أبيها؛ 
فصرفت الشياطين إلى حيث لا يمكنها أن تلحق بها ضررًاء ثم 
فتحت حقيبتها البنية ونعمت بتناول الغداء على طاولتها الجديدة» 
صارفة عقلها إلى التركيز على الحظ السعيد الذي حل عليها. 

في غضون Gaal be gual‏ النية الأصلية للمهندس» الذي 
انصرف عنهاء مهما كانت طبيعة تلك النية» تحتمل النظر؛ Aad‏ 
اكتشف الرجل أن هذه الزميلة الجديدة من فرجينيا الغربية مثله» 
وأنها انتقلت بأسرتها إلى هناء وصار الاثنان صديقين عزيزين. 
ولم تكن فرجينيا الغربية قد هجرت قط قلب كائرين» ON‏ فرجينيا 
كانت قدرها. 


218 


الفصل الثالث عشر 


بعد ستة أشهر ماضية فى التزايد» بدأت مهمة كاثرين المؤقتة فى 
قب بحرت الو A yell‏ تيد ر رهن إلى Cass Lage‏ 
3 حدث في مطلع سنة 1954 أن شمّت دوروثي فون طريقها إلى 
المبنى 1244 لجلسة مع هنري بيرسن رئيس الفرع الذي «استعار» 
حاسبتها ونسي أن يردها. 

كان العرض» الدي بدأت cp lS‏ العمل بموجبه في لانجلي 
سنة 1953 مشروطا بتعيين لستة أشهر يُخوّل لها اجتياڙها بنجاح 
Bal‏ من درجة التعيين إس بي3- إلى درجة إس بي5- مع 
ما يصاحب هذا من زيادة في الراتب. ومع أن كاثرين لم تقض 
في قسم حسابات منطقة الغرب إلا أسبوعين» فقد بقيت ضمن 
مسؤوليات دوروڻي» ah‏ كعضو دائم في حسابات الغرب شأن 
بقية النساء العاملات تحت رئاسة دوروثى والقابلات للتدوير فى 
مجموعات أخرى للقيام بتكليفات Poea‏ هذاء أو يقدم هنري 
بيرسن لكاثرين عرضًا للانضمام رسميًا إلى مجموعته مثلما فعل 

219 


كازيميرز تشارنيكي مع ماري جاكسن. وفي كل الحالات» تحنّم 
على دوروثي فون وهنري بيرسن أن يصلا إلى حل في وضع 
کاثرین جوبل. 

قالت دوروثي لهنري وقد جلست بمكتبه في الطابق الثاني 
من مبنى 1244: «إما أن تُرقيها أو تعيدها A‏ كان بيرسن -شأن 
مهندس من مدرسة مهندسي لانجلي القديمة- قد تخرج في كلية 
وسْتر للصنائع في مساتشوستس والتحق بالمعمل سنة 1930. 
كان لاعب جولف محبًا للعبة» يرتدي نظارة إطارها من عظم 
القرن» وهو تجسيد للواسب” المنحدر من نيوإنجلند. لم يكن 
بيرسن من كبار المتحمسين لعمل النساء؛ فلم تكن زوجته تعمل؛ 
وذهبت الشائعات إلى أنه الذي منعها من تولي وظيفة. وبوصفه 
رئيس فرع متصل بقسم بحوث الملاحة الجوية المرموق» كان 
هنري بيرسن أعلى مقامًا من دوروثي في التراتبية الإدارية 
بلانجلي؛ ففي الوقت» الذي التحقت فيه دوروثي بالمعمل سنة 
61943 كان بيرسن قد عمل بالفعل مساعد رئيس قسم لسنوات 
كثيرة. ولجرأتها المعتادة» كانت دوروثي فون لتذهب إلى هنري 
بيرسن حتى لو لم تكن مديرة» ولكنّ منصبها الرسمي كرئيسة 
قسم أعطاها سلطة إضافية» فقد جعلها وضعها على قدم المساواة 
مع أمثالها من الرؤساء ومع الرجل في المستوى نفسه -نظريًا 
على الأقل- كما خوّل لها درجة من الشهرة على مستوى المركز. 
فعندما طلب مصنع مونرو للآلات الحاسبة مساعدة لانجلي في 


WASP (1)‏ أبيض أنجلو سكسكوني بروتستنتي. 


220 


وضع دليل لكيفية حل المعادلات الجبرية باستعمال آلاته» وقع 
أخريات محترمات من لانجلي» منهن فيرا هاكل من قسم الاهتزاز 
والارتعاش وهيلن ويلي من مجمع ديناميكيات الغاز. 

انتهى الاجتماع بين دوروثي فون وهنري بيرسن على النحو 
الذي علم الاثنان مسبقًا أنه سوف ينتهي إليه» أي OL‏ عرض 
حمولات المناورة» مع الزيادة الطبيعية فى الراتب. وكان لإصرار 
دوروثى BT‏ مصاحب أيضًا؛ فإحدى الحاسبات البيضاوات فى 
ا وهي في الوضع البرزخي الممائل e‏ كاثرين» كا كانت 
المرأة البيضاء إلا Lie UST‏ الك وروا ا و 
OEE E el gall SL‏ لفن فتن لكل نك 
E‏ 
أدركوا Ly pw‏ بعدما ae‏ كاثرين جوبل على طاولتها في 
61244 أن حاسبتهم الجديدة جاءت لتبقى» وأنه ما من نية لديهم 
لإعادتها. فمعرفة كاثرين بالمستويات العليا من الرياضيات 
جعلتها إضافة متعددة الجوانب للفرع. وتراكمت مكتبة من كتب 
الدراسات العليا على طاولتها بجوار الآلة الحاسبة مراجعَ جاهزة 
لها فور أن تحتاج إليها. 

كان قسم بحوث الملاحة الجوية بحوث الملاحة الجوية عريئًا 
لمهندسين مشتعلين بالطاقة أحرار التفكير عدوانيين وشديدي 

221 


الجوية دون طيار - وهو عبارة عن مجموعة متخصصة في 
في ذلك القسم يقضون أوقاتهم وسط قيود أنفاق الرياح» بل في 
صحبة مقذوفات معدنية مزاجية نارية تصمٌ الآذان. كان رئيس 
قسم بحوث الملاحة الجوية «الإعصار البشري أسود الشعر 
جلدي الوجه حليق جنبى الرأس» وكبير ملاحی الاختبارات فى 
لانجلي» ty‏ ميلفن جاو قد قرّر مبكرًا في مطلع حياته المهنية 
في الهندسة أن يضع روحه على كفه ويتدرّب على الملاحة 
الاختبارية من أجل تحسين طبيعة تقاريره البحثية. كان هرمون 
التستوستيرون يتصاعد في الهنجر مع عوادم وقود الطائرات» فلم 
يكن بالمكان الذي GI Gad‏ صبر على أحد» من ذكر أو BT‏ إن 
استغرق وقنًا أكثر ee‏ ينبغي في منحنى التعلم. وما كان الجبن في 
قسم بحوث الملاحة الجوية ليصل بفتاة إلى أي شيء. 

من حسن حظ كاثرين جوبل أن ثقتها في قدراتها الرياضية 
وفضولها الغريزي قد دفعاها دفعًا إلى إغراق المهندسين بالأسئلة 
طفولتهاء وكانوا يقابلون أسئلتها بذوق؛ فقد كان بوسعهم أن 
ينفقوا أعمارهم كلهاء بل لقد أنفقوها فعلاء في الكلام عن الطيران 
والتفكير فيه فلم ينفد لهم صبر قط. 

كان قسم حمولات المناورة يجري بحا على الطائرة وهي 
تنتقل من الطيران الثابت المنتظم أو تحاول الرجوع إلى الطيران 
الثابت المنتظم» وكان قسم شقيق هو قسم الثبات والتحكم قد 

202 


أنشأ أنظمة توفر للطائرة استقرارًا سلسًا فى الهواء العنيف. كانت 
sl Ses al‏ فس Seas‏ ينه creeds‏ 
المركبات القادرة على الإسراع بخفقان قلب مهندس الطيران 
الرومنتيكى» أي الطائرات المجاوزة لسرعة الصوت والطائرات 
فوق elas yall‏ الطاترات القادرة على زحزحة حدود الفضاء. 

نَّ ثورة النقل» التي أرسى قواعدها بإسهام غير قليل مهندسو 
لانجلي من أمثال هنري بيرسنء كانت قد خلقت طلبًا على 
لحرت المتعلقة بالطائرات الأكثر ارتباطا بالمهام nal gall‏ 
فصار من مهام قسم حمولات المناورة أن يتحقق من مخاوف 
الأمان الناجمة عن ازدياد الازدحام في السماء. 

من أولى المهام التي ضعت على طاولة كاثرين مهمة تتعلق 
بالوصول إلى المشكلة الجذرية لحادثة تعرضت لها طائرة مروحية 
صغيرة من طراز بايبر. كانت الطائرة تحلق بطريقة عادية GLS‏ إلى 
أن وقعت فجأة بلا أي سبب واضح وتحطمت على الأرض. 
تلقت ناكا تسجيل رحلة الطائرة» وعهد المهندسون إلى كاثرين 
بتحليل السجل الفيلمى الفوتغرافى لإشارات الرحلة الحيوية» 
وهي الخطوة الأولى في البحث عن الأسباب Le‏ لسقوط 
الطائرة. اعات تلو ساعاك» ويوم بعد يوم جلست في غرفة 
معتمة شاخصة إلى عارض الأفلام متابعة ومدونة سرعة الهواء 
والتسارع والارتفاع وغيرها من قياسات الرحلة التي ES‏ 
على فترات متساوية طوال مسار الرحلة. حدد المهندسون من 
التحويلات ما له علاقة بالبيانات الخام -ومن ذلك على سبيل 
المثال: تحويل الأميال في الساعة إلى أقدام في الثانية- وأمدوا 

223 


كاثرين بالمعادلات الواجب استعمالها في pbs‏ البيانات 
المُحوَّلة. وفي خطوة أخيرة» رتبت كاثرين البيانات بحيث تعطي 
المهندسين صورة بصرية لرحلة الطائرة المنقوصة. 
ثم أجرى المهندسون تجربة أعادوا من خلالها خلق ظروف 
الحادث وأطلقوا طائرة اختبارية في أعقاب مسار طائر n‏ 
نتهت بيانات تلك التجربة أيضًا لتخط على مكتب كاثرين 
a ghetto od ele‏ 
الساعات والأيام والأسابيع والشهور في الشيء نفسه. فما هو إلا 
الإجهاد نفسه للعينين» والحسابات الرتيبة المتكررة - أي أنه ليس 
alls‏ الى كار كر لكاتب 
حينما راجع المهندسون البيانات المستعادة من كاثرين» 
الذهول؛ إذ أدركوا أنهم يميطون اللثام عن شيء لم 
يشهدوا مثيلا له من قبل. ape‏ أن البايبر قد طارت عموديًا 
عبر ale he:‏ طافزة ا فيا إل لوو ف الط 
n i en ee,‏ 
إلى قرابة نصف الساعة بعد ابتعادها. كانت الدرّامة الناجمة عن 
عبور الطائرة الكبيرة بمنزلة لخم خفي؛ فباجتياز نهر الهواء الجاف 
المتخلف فى أثر النفاثة» : تكرحت gah Beye‏ رو eile‏ 
etal‏ اذى اح خر Nie Sates‏ يرات ف قراغ 
المرور التجوى والغويضن بنسافات Lid‏ بين المسارات الجوية 
لمنع هذا النوع من الحوادث الناجم عن اضطرابات ما بعد 
الطيران. 
حينما قرأت كاثرين جوبل التقرير وجدته «من أكثر ما قرأته في 
224 


حياتها إثارة»» وشعرت بذلك الرضا الهائل من جرّاء مشاركتها 
في شيء تترتب عليه نتائج BSS ah ee E‏ 
فانطلق بلا كابح حماسها للعمل - حتى في أجزائه التي bin‏ 
الآخرون مضنية . ولم تصدق سعادة حظها؛ إذ 55 على ممارسة 
الرياضيات التي ما ولدت إلا لتمارسها. 

كذلك وقعت في غرام حقيقي بزملائها الجدد. كان المهندس 
ابن فرجينيا الغربية» الذي التقت به في اليوم الأول. يعزف الأوبوا 
في الأوركسترا السيمفوني المحلي. وكان أعضاء نادي «الأمخاخ» 
يلتقون في الإجازات الأسبوعية ليقيموا gle‏ يدوية لطائرات 
دقيقة. وكثير من رجال لانجلي ونسائه كانوا م منضمّين إلى فرق 
الكرة اللينة أو كرة السلة يشاركون في دوريات الهواة المحلية؛ 
فكان فريق سكايتشيكس - أو جميلات السماء- من لانجلي ينافس 
فريق كيلوواط كيوتيز -أو جميلات كيلوواط - المبعوث من شركة 
الطاقة المحلية. وبمرور الزمن» fell‏ الموظفون السود أيضًا إلى 
تلك الفرق. كما كان وقت الغداء يشهد أيضًا لعبة البريدج. ولان 
هذه اللعبة تستوجب مهارات تحليلية وفراسة» فقد كانت محيّبة 
لدى المهندسين» ومن A‏ قضوا كثيرًا من ساعات الغداء وهم في 
منافسات شرسة فيها. كانوا جماعة من المعاندين موفوري الطاقة» 
وأهم من ذلك AIS‏ -في نظر كاثرين على الأقل- أنهم كانوا حادّي 
الذكاء. ولم يكن Col‏ إلى كاثرين من الأمخاخ. 

منذ البداية الأولى» شعرت كاثرين بالألفة التامة فى لانجلى؛ 
فلم يشؤها شيء في ثقافة المعمل أو في مكتبها الجديد - ولا 
يُستثنى من ذلك حتى التفرقة العنصرية الدائمة» بل إنها في حقيقة 

225 


الأمر لم تنتبه ابتداءً إلى الفصل العنصري في الحمّامات» فلم يكن 
في كل مبتّى حمّام للمُلوّنين» وتلك حقيقة اكتشفتها ماري جاكسن 
فآلمتها أشد الألم عند نقلها إلى الجانب الغربي. فمع أن حمّامات 
الموظفين السود كانت تحمل لافتات تشير إلى ذلك» لم تكن 
غالبية الحمّامات -المُخصّصة ans‏ للموظفين البيض- تحمل 
أي لافتات. وفي حدود ما كان يعني كاثرين» لم يكن من سبب 
يمنعها من استعمال تلك SLL‏ أيضًا. فانقضت ستتان قبل 
أن يواجهها هراء الحمامات المنفصلة عرقبًا. وما كان منها بحلول 
ذلك الوقت إلا أن رفضت بمنتهى البساطة تغيير عاداتهاء أي إنها 
رفضت مجرد دخول حمّامات الملوّنين» بتلك البساطة» ولم يقل 
لها أحد كلمة في ذلك الأمر. 

اتخذت أيضًا قرارًا بأن تجلب حقيبة غداء وتأكل على طاولتهاء 
وذلك أمر كان يفعله كثير من الموظفين. فلماذا تنفق على الغداء 
نقودًا إضافية؟ كان ذلك أيضًا أكثر ملاءمة لها؛ فالكافيتريا بعيدة 
عن مبناها ويتحتم أن تسوق إليهاء ومّن ذا الذي لا يسوؤه مثل 
ذلك؟ وكان ذلك أصح أيضاء وخصوصًا مع غواية الآيس كريم 
الذي يُباع في الكافيتريا للتحلية. وبالتأكيدء كان في تناول الطعام 
على طاولة العمل فائدة لكاثرين جوبل تتمثل في إخلاء يومها 
من الكافيتريا المنفصلة عنصريًا التي تمثل تذكرة إضافية بالنظام 
الطائفي المقيد لحركتها وأفكارها. وكانت تلك القواعد المتخلفة 
الجامدة بمنزلة OLLI‏ الطافية في حليب لانجلي؛ SB‏ فقترت أن 
تخلصه منهاء خالقة بيئة عمل 5 تتسق مع إحساسها بذاتها وبمكانها 
من العالم. 

226 


وفيما مرّت الشهورء تمدّدت كاثرين في المكتب» بارتياح 
من لم توجد من قبل في مكان غيره. كانت إرما تاينز -الحاسبة 
السوداء الأخرى التي انتقلت مع كاثرين- تجسيدًا للنموذج 
النمطى: تصل إلى طاولتها فى السابعة و59 دقيقة و59 AGE‏ فلا 
تكاد ترفع عينيها عن المهمة الموكولة إليها حتى نهاية اليوم في 
الرابعة والنصف. فى المقابل» اكتسبت كاثرين -شأن المهندسين 
المحيطين بها- عادة قراءة الجرائد والمجلات فى أولى دقائق 
الصناعة بسيل الأرقام المتدفق عبر آلتها الحاسبة. 

ولم يكن بوسع الرجال في قسم بحوث الملاحة الجوية أن 
فلم يكن من شيء Col‏ إليهم من الأمخاخ» وقد رأوا بأعينهم 
نصيب كاثرين جوبل الوافر منهاء فتفاعلوا مع غزارتها في 
العمل. وكانوا يحبون وظائفهم» ويرون في كائثرين مثل ما يرون 
في أنفسهم من الاستغراق في ذلك العمل» ويلمسون اهتمامها 
الحقيقي متجليًا في أسئلة تجاوزت سيل الأرقام. 

ببشرتها الفاتحة ولكنة فرجينيا الغربية العذبة على لسانهاء ربما 
كانت كاثرين تقف عنصريًا على أرض وسطى سائلة سهلت قبولها 

فى الوسط؛ فحتى بعض الموظفين السود كانوا لا يعرفون يقيئًا 
حیتما يقابلونها إن كانت سوداء مثلهم. وقد حدث مرة أن جاءت 
والدتها من فرجينيا الغربية لزيارتهاء واضطرّت في تلك الزيارة أن 
تذهب بها إلى المستشفى. وبعد انتظار طال أكثر من المعتادء تحتّم 
أن يتدخل طبيب لتخصيص غرفة لوالدتهاء وذلك بعد تباطؤ قسم 

227 


الاستقبال فى التحرك بسبب عجزه عن تحديد ما إذا كان ينبغى أن 
تشاركها في غرفتها نزيلة clay‏ أم سوداء. وحدث مرة أن Jee‏ 
رئيس كاثرين» ويُدعى آل شاي» لو أن في مجموعته أي رياضية 
سوداء» ومع أن كاثرين كانت جالسة أمامه» فقد كان عليه أن يفكر 
قبل أن يجيب بنعم. وهكذا أصبحت كاثرين بالنسبة إلى زملائها 
«(كائرين) وحسب. 

لأسباب كثيرة» منها الملموس ومنها المراوغ» كان في كاثرين 
جوبل ما جعلها ترتاح في ذلك المكتب الكائن بالمبنى 1244 
مثل ارتياحها في مكان الكورال بكنيسة كارفر المشيخية. لم 
تغفل عيناها عن العنصرية القائمة» فعلمت علم أي شخص أسود 
بالضريبة التي فرضها عليهم لونهم. ولكنَّ إحساسها بذلك لم 
يكن مثل إحساسهم؛ فقد محته» واستأصلت وجوده من حياتها 
اليومية وتفاصيلها . صحيحٌ أنها سلكت الطريق الطويل إلى قسم 
بحوث الملاحة الجوية في لانجلي. LES‏ علمت بثقة تقترب من 
المئة بالمئة أنها وصلت إلى الوجهة الصائبة. 


قال جيمي جويل لكاثرين بعد سنتين في نيوبورت نيوز: «أريد أن 

ee‏ م 

aA E E pene 

-بارتباطه بحوض ely‏ السفن وبلانجلي وبارتباط سكانه فعليًا 

بجميع جوانب حياة السود في المنطقة- مجتمعًا جاهرًا. وخلافا 

لعناوين الصحف» استطاع حي نيوسم بارك أن يبقى على الرغم 
228 


من شبح الإزالة الدائم؛ ففي ظل اندلاع توترات كوريا سنة 61950 
قرّرت الوكالة الفيدرالية للإسكان وتمويل المنازل أن نيوسم 
القائمة» فزفر سكان الحي زفرة ارتياح جماعية. 

كان الأهم من القانون الدولي المتعلق بدائرة العرض رقم 
8 التي فصلت كوريا الشمالية المتحالفة مع روسيا عن كوريا 
الجنوبية المقربة من الولايات المتحدة» هو قانون العرض 
والطلب المحلي المسؤول بحق عن الحفاظ على نيوسم بارك 
ووقايته من مطارق الإزالة. فبعد سنوات من نهاية الحرب» 
بقي نقص الإسكان الكافي للزنوج هو الواقع المعيش. فلو أن 
الحكومة قررت إزالة نيوسم بارك على الفور» لما وجد أولئك 
مكانًا يذهبون إليه. 

ÉS‏ عدد المنازل في الأحياء الأصغر ظل يزداد, BY‏ أنظار 
العائلات الصاعدة» التي تضمّنت رؤيتها للنجاح في ما بعد 
الحرب -شأن العائلات البيضاء- امتلاك البيوت. كان زقاق 
جايل ستريت -غير البعيد من حي باكرو الساحلي في هامتن- 
G‏ جديدًا جذابًا اشترت فيه تشابي بيدرو وزوجها Ey‏ وكان 
مشروع أبيردين جاردنز الإسكاني الممتد على أراضي معهد 
هامتن الزراعية السابقة موقعًا آخر مرغوبًاء بشوارعه الواسعة 
وجزرها العشبية والغابات المحيطة به فاجتذب العديد من أسر 
العسكريين المتقاعدين وغيرهم ممِّن كانوا لا يزالون في الخدمة. 

قررت كاثرين وجيمي أن يشتريا قطعة أرض في حي ميموسا 
كريسنت المقام في هامتن لأسر الطبقة المتوسطة منذ حقبة 

229 


الحرب العالمية الثانية. ولقد قفز من أقاموا ذلك التقسيم على 
فو اساي aie‏ 
المضمونة yT‏ السود بالبلد 
إن لم يكن في غالبها. الأمر الذي اضطر مشروع توماس فيلا 
-وهو من المشروعات السكنية في هامتن التي لم تستطع ضمان 
تمويل البنوك المحلية- إلى أن يشير على المشترين بالاقتراض 
من شركة كارولينا الشمالية للتأمين المشترك على الحياة» وهي 
-إذ ذاك- أضخم شركة مملوكة للسود في الولايات المتحدة. 
ASE‏ كان حل Coy ea ee‏ الح 
الاثنين والعشرين قبراطاء التي بدأ بهاء إلى إجمالي 51 فبرغم بطء 
توسعه إلا أنه ظل مُطردًا على مدار السنوات العشر التالية؛ فاجتذب 
عائللات ملأت أراضية الفارغة بيوتًا مريحة من ثلاث غرف أو 
أربعة. فيا لها من متعة gS)‏ يتجاوز الحلم ببيت إلى التخطيط 
للون بلاط الحمّام» وخشب الخزائن في المطبخ» وحجم ألواح 
الأرضيات في غرفة المعيشة. ستكون لجويليت -كبرى البنات- 
غرفة نومها الخاصة» وتلك رفاهية لم تعرفها غالبة البنات -من أي 
لون- إلا في الأفلام أو في صفحات ألغاز نانسي درو". نثر سكان 
الحي الفخورون البذورَ في مروجهم» وغرسوا ار طلبًا للظل» 
وأقاموا الحفلات فى السقائف» وعقدوا كثيرًا من اجتماعات 


Nancy Drew (1)‏ شخصية في سلسلة روايات بوليسية أصدرها الناشر إدوارد 
ستراتماير بدءًا من عام 1930. 


230 


الأندية في نطاق بيوتهم. وكان على آل جوبل أن يسارعوا إلى 
الالتحاق بهم. وبدت الخطة مثالية» إلى أن حدث في عام 1955 
أن بدأ جيمي يشعر بالمرض» فبات lat‏ في أول الأمر بنوبات 
صداع أخذت تزداد سوءًاء ثم بدأ يضعف وتتراجع صحته. وخلافا 
لنوبات الحمى» التي كانت تصيبه قبل أكثر من عقد» لم تتحسن 
حاله هذه المرة. واستغرق تشخيص علته شهورًا من الأطباء» إلى 
أن اكتشفوا أخيرًا وجود ورم خطير في قاعدة الجمجمة وأوضحوا 
أن التدحل الجراحي غير ممكن. لزم السرير» pear‏ بلغ منه 
الضعف أن اضطرٌ إلى الحصول على إجازة مفتوحة من وظيفته فى 
حوض بناء السفن. وعلى مدار سنة» مضت صحته تتدهور ببطء» 
وبلا هوادة؛ فقضى غالبية ذلك العام في المستشفى» ودأبت كاثرين 
على زيارته في سرير مرضه هي والبنات كلما أمكنهن ذلك سهرًا 
من كريسماس عام 1956. وبعد BH‏ أيام» امتلأت كنيسة PINS‏ 
المشيخية التذكارية بالمعزين وأهل الحي الذين جاؤوا لتقديم 
واجب العزاء والدعم للأرملة الشابة وبناتها الثلاث المراهقات. 
ولم يعد بوسع جويليت وكاثي وكوني أن ينعمن مرة أخرى ببهجة 
موسم إجازات الكريسماس دون أن يتجدّد عليهن وجع وفاة 
أبيهن. كان والدا جيمى ووالدا كاثرين قد أقاموا بالبلدة فى نهاية 
تلك السنة. واحتمل عناء الحزن مع كاثرين أصهارها وعائلاتهم» 
خصو صًا آل إيبسس وكين الذين كانوا يعيشون في نيوبورت نيوز. 
ولقيت الأسرة رعاية من أخوية «ألفا فى ألفا» التى كان جيمى 
231 


عضوًا فيها وأخوية Lis Wh‏ ألفا»» التى كانت كاثرين عضوة فيهاء 
فكانت الأخويتان gall bles‏ الام ويؤدون عنهن المهام 
ويتولوا ع: عنهن التوافه الضرورية التي بدا القيام بها مستحيلا في 
ظل تلك الخسارة الفادحة. 

تفانت بنات جوبل في حب أبيهن تفاني كاثرين في حب أبيها. 
وبفقدان حماية جيمي وحضنه وابتسامته القريبة» والاضطراب 
الذي رافق تلك النهاية المفاجئة المتسرعة لشراكة الأبوين» انقلب 
عالم البنات الآمن LET,‏ على عقب» وودّعن مُكرّهات ملاذات 
الطفولة الغامضة إلى حقائق عالم الكبار القاسية. 

Ul‏ كاثرين فلم تكن بالتي تستسلم للخسارة أو الفوضى. لقد 
قطعت على نفسها عهدًا مقدسًا أمام زوجها ob‏ تفعل كل ما في 
طاقتها لتحافظ على بناتهماء لامعات» مفعمات بالحياة» ماضيات 
على الطريق الذي مهّده الزوجان لهن باعتناء شديد منذ فجر 
ساني دتعت ادو للها وات ان لمن اة 
للحزن تمام الإسلام حتى نهاية العام. > ومع أول يوم دراسي في 
يناير من عام 1957 في أعقاب الكريسماسء رافقت بناتها إلى لقاء 

مع ناظرة المدرسة. قالت للناظرة: «مهم جدًا ألا تقدموا للبنات 
ا نحو؛ فالبنات سوف 
يلتحقن بالكلية ولا بد من تجهيزهن». ووضعت مع بناتها القواعد 
الجديدة لبيت تديره أم عزباء» فأصدرت تعليماتها: «سوف تكوين 
ثيابي وتجهزنها في الصباح» Lal,‏ تعددن العشاء عند رجوعي إلى 
البيت». كانت كاثرين قد أصبحت الأم والأب» الحب والضبطء 
الجزرة والعصاء والعائل الوحيد. 

232 


ak‏ مدان ge upe‏ . وتقوقت 
البنات في المدرسة» ,$5 يتلقين دروسا في البيانو والكمان 
ويثابرن على التدريب. ÉS‏ طيبات الطباع» ودودات» محترمات» 
واا aan vie Ga‏ العالية ؛ التي ا 
وإرٹ الأجيال A‏ ا 0 الإرث إلا بذل 
أقصى الطاقة وكل ما في الإمكان لترقية الأبناء إلى تحقيق 58 الحلم 
الأمريكى» إلى الحياة التى تَفُْضل حياة الآباء فى ثرائها المادي 
والمعنوي وامتلاكها أسباب بركات الديمقراطية الموعودة منذ 
القدم كل ل كان بويت حلي زازه E E‏ 
الأسرة لئلّا bas‏ فلم يكن Gee‏ لها هي أن تة تقع. أو لعلها لم 
تكن الشخص القابل للوقوع. 208 جوبل شدة» 
وقدرة على تمالك زمام النفس» فإن استطاعت أن تدرّس الأرقام 
الرومانية لشقيق الرئيس أو أن تجري محاورة بالفرنسية مع 
الزائرين الأرستقراطيين» لا يبدو هذا أو ذاك إلا من طبائع الأمور. 
بدا أنها تمتص اهتزازات الحياة قصيرة المدى دون أن تتقهقر 
أمامهاء وكأنّها واقفة بالفعل في المؤخرة ترى بعينيها أن الضنى 
والهناء الاثنين لا يعدوان نقاطا في منحلّى أكبر وأكثر سلاسة. 
مُؤكد أن كاثرين ورئت ذلك الاتزان عن أبيها جوشوا؛ فقد 
غرف في العائلة بمهارات Sul gry‏ غير مفهومة. lo‏ يديه 
الرشيقتين ob ols‏ على تخفيف الأوجاع عن البشر والحيوانات 
على السواء. وحتى بعد أن رجع إلى العمل في جرينبريير» بقي 
جيرانه السود والبيض يستدعونه ليرى حصانًا مريضًا في وقت 
233 


أزمة. وبعد سنين» سوف تتذكر حفيدات جوشوا كولمن جدهن إذ 
يقول إنه منذ المرة الأولىء التي التقى فيها بجيمي جوبل» هجس 
بأنه لن يعيش طويلًا. مر ری یی کرو اا قد 
استمدّت القوة من معرفتها OL‏ وفاة زوجها قبل الأوان إنما هي 
جزء من طبيعة الأمور» مهما تكن أليمة. 

أو لعل قول أبيها العملي «أنت لست أفضل من غيرك» وليس 
غيرك أفضل منك» هو الذي طبعها على رؤية مصاعب حياتها 
قدرًا مشتركا بين الجميع» وأن ما لديها من نعم إنما هو فضل عليها 
لا يد لها فيه. مهتدية بكلمات أبيهاء رأت كاثرين جوبل مظاهر 
الفصل العنصري في لانجليء ونبذت ما فيها من UGS cel‏ 
لم تشعر بثقلها على كتفيها. فما كادت تجتاز عتبة المبنى 1244( 
حتى دخلت عالم أنداد» فرفضت أن 5 تتصرف على أي نحو يناقض 
معتقدها ذلك. 

كان من طبيعتها ما رآه بعض الموظفين السود في لانجلي 
غموضاء بل وإرباكا. فكيف تسى لها أن تزدري العنصرية بتلك 
القوة في مكان عملهم» مهما يكن ذلك الازدراء سلبيًاء في حين 
أن دخولها نفسه إلى المعمل تم في ظل ظروف الفصل العنصري؟ 
كان ارتياح كاثرين جوبل الأصيل للعمل مع الرجال البيض قد 
أتاح لها أن تكون معهم على طبيعتهاء بلا حاجة إلى قناع. Ls‏ 
Aide. E DS‏ 
قا ا Pes NEB ON‏ 
فيه بصراحة بدلا من الالتفاف عليه مثلما قد يفعل سائق ی متحاشيًا 


234 


الاضظدام بشجرة daily‏ على الطريق: (تذكرت ذلك قائلة «قررنا 
أننا قادرون على ذلك»). ولعل توفع كاثرين ¿ أنها جديرة بمعاملة 
ندية من زملائها المهندسين كان بقدر عزيمتها على معاملتهم 
كأنداد -فتعترف أن لديهم مثل ما لديها من الملكات العقلية 
والفضول. وأنهم يمارسون BI‏ المهنية بإحساس مماثل 
لإحساسها بالإنصاف والاحترام وحسن النية- وذلك ما مهد 
الطريق لنجاحها النهائي. 

شقّت وفاة جيمي جوبل حياة كاثرين إلى شقّين. لقد سار 
الاثنان متجاورين في كلية الدراسات العليا والزواج والإنجاب 
والانتقال إلى نيوبورت نيوز. وها هي التي لم تتجاوز الثامنة 
والثلاثين وحسب تجد نفسها أرملة وأمّاء وكذلك موظفة في 
أولى أيام تحقيق حلمها المصاحب لها منذ زمن بعيد. لن يكون 
جيمي حاضرًا ليرى الحلم إذ تطيب ثمرته للقطاف. ولكنّه 
بالحب والدعم والإيمان بموهبتهاء كان قد رافقها إلى العتبةء 
لتحمل روحه في ذاكرتها وهي تمضي إلى الأمام . وهكذا لم تكن 
وفاة جيمي جوبل في نهاية عام 1956 نهاية بقدر ما كانت lais‏ 
رابطا كل ما سبقه في حياتها بكل ما أعقبه. هكذاء في يناير من 
عام 11957 رجعت بنات كاثرين إلى المدرسة. ورجعت هي إلى 
العمل» وبدأ من حياة تلك المرأة فصلها الثاني. 


235 


الفصل الرابع عشر 
زاويه الهجوم 


بحلول عقد الخمسينيات» كانت دوروثي فون تتطلع هي 
الأخرى إلى زمن التغيير» متخيلة عصرًا ob‏ فيه هي والحاسبات 
من ذوات الفساتين على التراجع أمام الحاسبات الجامدة ذوات 
الأسلاك التي مضت تعيد رسم ملامح الجبهة التكنولوجية. 
كانت هندسة الطيران -شأن أي مهنة أخرى- تجسيدًا للتقدم 
التكنولوجي المحموم الذي صار te x‏ فعليًا ب«القرن 
الأمريكي»؛ فقد بدأت المحركات النفاثة محل المراوح» 
ويثير الوصول إلى سرعة ماخ 1 الشهية إلى ماخ 2ء وتلد السرعة 
المجاوزة للصوت سرعة أكبر هي السرعة الصوتية الفائقة. ولن 
يرتوي الفضول قبل أن تتطور العصافير الميكانيكية التي باتت 
تملا ele‏ العالم:يحيك Glad‏ تنوم الغلاف ig gd]‏ 

مع التعقيد المصاحب للتقدم المحموم في بحوث الملاحة 
الجويةء نشأت الحاجة إلى آلة جديدة. في عام 1947 اشترى 

237 


المعمل «حاسبة إلكترونية» من معامل بيل تليفونء استثمارًا 
في الحاجة المستمرة إلى البحث في الطيران فائق السرعة. 
وكان صنع نماذج طائرات تطير بسرعات عابرة لحاجز الصوت 
مشكلة شديدة التعقيد» بسبب الرياح القريبة من سرعة الصوت 
والمجاوزة لسرعة الصوت مما Fay‏ على الطائرة أو النموذج 
في وقت و كانت معادلاات الديناميكا الجوية المستعمّلة 
في وصف تدققات الهواء ذات السرعة العابرة لحاجز الصوت 
قد تحتوي على ما يصل إلى 35 متغيرًا. Gy‏ كانت كل نقطة في 
التدفق الهوائي تعتمد على بقية بقية bla!‏ فقد كانت أي هفوة في 
جزء من السلسلة كفيلة بهفوات في جميع الأجزاء. وكان يسهل 
تماما أن 7 تستغرق أكثر الحاسبات خبرة شهورًا في حساب توزيع 
الضغط على سطح انسيابي عند السرعة العابرة لحاجز الصوت» 
في حين تنجز حاسبة بيل المهمة نفسها في سويعات قلائل. 

ما كان أحد يخلط بين النساء اللاتي يستعملن الآلات الحاسبة 
الميكانيكية فى معالجة البيانات البحثية» وبين الآلات الإلكترونية 
التي يمائل حجم إحداها حجم غرفة وتقوم بالوظيفة نفسها. عيّن 
لانجلي حاسبة سابقة في قسم حاسبات الشرق تُدعى سارة 
الرمادية الجهمةء أي حاسبة بيل الإلكترونية» فى حل معادلات 
fal‏ وكادت اة ول تعد أرقن مو CSN ysl‏ 
الذي صكّمته جامعة بنسلفانياء وكانت تستعمل الأشرطة الورقية 
المثقبة وترتج مقعقعة منهية عملية في كل ثانيتين» فيرتحٌ المبنى 

238 


كله عند عملهاء YES‏ تولد نتائج أسرع 16 مرة من الحاسبات 
البشريات» مع ميزة إضافية تتمثل في أنه بعد أن ترجع النساء إلى 
بيوتهن» تبقى حاسبة بيل للعمل بالليل. 


فی منتصف الخمسينيات» اشترى المركز اول حاسبات آي بی 
إم - أي UT‏ التثقيب والحساب الإلكترونية آي بي إم 604 ثم آي 
بي إم 650. صمت UY‏ في الأصل لقسم الشؤون المالية في 
المعمل» غير أن الباحثين المغامرين سرعان ما استولوا على تلك 
الآلات ووجُهوها لأغراضهم الخاصة؛ فاستعملوها في أشياء 
كثيرة منها حساب المنحنى -أي مسار رحلة الطيران التفصيلى- 
sili‏ اروت جار ae‏ الضويت اسا كر 5 
وم عرد تجرد at‏ ر pe‏ 
مغادرة مجال اللأرض الجوي وبلوغ عتبة ما كان ي des‏ «الفضاء» في 
ذلك الوقت. 

لم تكن أولى آلات معالجة البيانات أمثلة تحتذى في الثقة» |3 
وقعت في غلطات» asl‏ المهندسون -أو بالأحرى الحاسبات 
النسائية البشرية اللاتي يعملن لحسابهم- إلى مراقبة نتائج 
الآلات رقابة حثيثة؛ فكان المهندسون يقولون لمشغلى الآلات 
lian‏ غير صحيح» ويقولون WL Lat‏ مرة أخرى»» مثلما سبق 
أن قال جون بيكر لماري جاكسن. لكن» برغم تلك الأخطاء 
بقيت الآلات تعالج تدفقات أرقام السرعات العابرة للصوت 
والمجاوزة للصوت والصوتية الفائقة وتحليلات المنحنيات على 
نحو يتجاوز أقصى حدود القدرة البشرية. في الخمسينيات» كانت 

239 


غالبية بيانات لانجلي الاختبارية لم تزل تُجرى يدويًاء فتطوّرت 
عمليات ناكا البحثية جميعًا بأيدي النساء العاملات فيها. كانت 
الحاسبات الإلكترونية جواهر نادرة» لا يملك أن يدفع أثمانها 
البالغة ملايين الدولارات إلا الجامعات البحثية الضخمة 
والمؤسسات الحكومية. ومع كل مزايا السرعة التي تتسم بها 
الحاسبات الإلكترونية» فإنها لم تكن تستطيع القيام إلا بعملية 


واحدة ذ ا e‏ تقعة تقعقع على 
الآللات. 


غير أن قصار النظر وحدهم هم الذين عجزوا عن إدراك 
أن الحاسبات الإلكترونية جاءت لتبقى؛ فقد كانت الآلات 
الإلكترونية لمعالجة البيانات على مستوّى من القدرة والكفاءة 
يستحيل توفيرهما عن طريق آخر في العملية البحثية . وما كان من 
سبب يدعو إلى الظن بأنّها لن تستمرٌ في الاستيلاء على مزيد من 
المهام التي كانت تتم قبلها يدويًا. كات التطور يجري فى التقدم 
البحثي مثلما يجري في الطبيعة؛ فتنتقل السمة الإيجابية ASS‏ ثم 
تتكاثرء وتذوي السمات البائدة» وتتطور التكنولوجيا والتنظيم إلى 
شيء جديد. فقد كانت بحوث المراوح -على سبيل المثال- من 
أهم الخطوط البحثية في لانجلي منذ إنشائه وحتى زمن الحرب. 
وبحلول عام 1951» عد نفق بحوث المراوح ús‏ بائدًا؛ Jt‏ 
وصار على المهندسين ين العاملين فيه GJ‏ أن يبحثوا لأنفسهم عن 
Jude yasasi‏ أو أن يتقاعدوا. 


240 


لم 04g‏ الآلات أمن الحاسبات الوظيفي على EN gi‏ دوروثي 
فون أدركت أن إجادة العمل على الآلة سيكون مفتاح الاستقرار 
الوظيفي على المدى البعيد» فحينما رعى لانجلي سلسلة برامج 
لدراسة الحسابات “ay SY‏ بعد ساعات العمل وفي أيام 
العطلات الأسبوعية. لم تضيع دوروثي أي وقت» وانضمّت 
إليهاء وشجعت النساء في مجموعتها على مثل ذلك 

قالت لمرؤوسيها إن «الاندماج العرقي آت آت»» وبوسع 
تلاشى الحدود اللونية أن يؤهلها هى وتقاريرها للوظائف 
الع التي cles‏ -ولا شك- ol pil‏ في إدارة الحاسبات 
الإلكترونية. ومن أجل الاستمرار في التقدم إلى الأمام» ES‏ 
بحاجة إلى استغلال كل فرصة تسنح Si)‏ ليزددن قيمة بالنسبة إلى 
العمل ما استطعن. 

نسبيّاء كان التقدم العلمي في القرن العشرين خطيًاء في حين لم 
يكن التقدم الاجتماعي -على الناحية الأخرى- يجري دائمًا في 
خط مستقيم» وذلك ما يؤكده الانحدار من سنوات الأمل التالية 
للحرب الأهلية إلى أوضاع اليأس في زمن قوانين جيم كرو. 
ولكن» منذ الحرب العالمية الثانيةء ظل الحجر يُنترّع في إثر الحجر 
من جدران الفصل العرقي. انتصارات المحكمة العليا في فتحها 
التعليم العالي أمام الطلبة السود والأوامر التنفيذية بالدمع في 
الحكومة الفيدرالية والجيش» والانتصار الواقعي والرمزي الذي 
تحقق بإدراج فريق بروكلين دودجرز للاعب البيسبول الزنجي 

241 


gle‏ روبنسن تلك جميعًا كانت منجزات جديدة تتحقق» 
GUT,‏ جديدة J‏ وآمالا دفعت الزنوج إلى مضاعفة جهودهم 
للقضاء + نهائيًا وبحسم على شعار «منفصلون ومتساوون». 

ar‏ اكوا ارال سر د ل 
clea‏ فى مارا الا فا السنوات a‏ عشرة 
المنصرمة منذ خروج دوروثي فون من مدرسة موتن الثانوية» انتقل 
مبنى المدرسة المتداعي من حالة الاكتظاظ بالطلبة إلى الاكتظاظ 
غير القابل عقليًا للتصور. في عام 01947 أمرت الولاية بإقامة 
عل ee ee EC‏ 
inka! OME‏ لاستيعاب 180. في عام 61951 وقع 
حادث لإحدى الحافلات المدرسية البالية لنقل الطلبة أسفر عن 
جونز وهي فتاة في السادسة عشر كانت ابنة أخت فيرنون جونز 
الناشط الشهير في حقوق الإنسان وابن فارمفيل الذي كان يعمل 
ble‏ ني عادر AN g‏ 
ها ر متها جوع إلى عد else‏ في أبريل 
من عام 1951 -أي الشهر الذي منح فيه لانجلي ترقية لدوروثي 


Jackie Robinson (1)‏ (1972-1919). 
Vernon Johns (2)‏ )1965-1892( قش أمريكى وأحد رواد حركة الحقوق 
المدنية. 


242 


فون فصارت رئيس قسم حاسبات الغرب- نظمت باربارا جونز 
مسيرة لزملائها الطلبة» داعية pal]‏ إلى اتخاذ موقف علني 
ضد أوضاع المدرسة المتردية» متبنية ذلك الموقف الصلب» 
ومتحملة مسؤوليته» برغم معارضة كثير من الآباء والمعلمين 
وخوفهم. كان أبناء أخوة دوروثي من البنين والبنات ضمن أولئك 
المضربين. وفي ذلك الوقت» ما كان لأحد منهم أن يرى عواقب 
قطع الدومينو التي رصّها أولئك المراهقون الشجعان في عام 
1؛ فقد لفتت حملة باربارا جونز الداعية إلى مدرسة تتوافر 
فيها مثل معايير مدرسة هارمفيل الثانوية للبيض أنظار محاميين 
في فرجينيا هما سبوتسوود روبنسن وأوليفر هيل» faila‏ إليهما 
بعد ذلك ثورجود مارشال كبير الاستشاريين في الاتحاد الوطني 
get‏ الارن وره م ارال إلى tea‏ ظلية موتون 
أربع قضايا أخرى من أماكن أخرى في OLY Jl‏ المتحدة» 
وجمعها LS‏ في قضية واحدة أمام المحكمة العليا عرفت بقضية 
براون ضد مجلس التعليم» التي انتهت بقرار 1954 التاريخي 
بحظر الفصل العرقي في جميع المدارس العامة بالولايات 
المتحدة الأمريكية. وأطلق الأمريكان السود صيحات التهليل» 
بيك السك aL A‏ لخر كات 
الاجتماعية ty‏ بشتى أرجاء WU‏ فأعلن عنوان عريض في نورفوك 
جورنال آند جايد أنه «لا مجال للانتظار: زعماء الاتحاد الوطنى 
لدعم المُلوّنِين وتطويرهم يطالبون بالاندماج “الآن”». l‏ 

ومع ذلك لم يسيطر إلا الانتظار» ولا شيء غير الانتظار» على 
عقول كبار الساسة في فرجينياء بدءًا بالسيناتور هاري بيرد؛ إذ قال 


243 


2 في غداة الحكم الصادر عن المحكمة العليا: «لو أن بوسعنا أن 
ننظم جميع ولايات الجنوب في مقاومة هائلة لهذا الحكم فإنني 
أعتقد أن بقية البلد سوف تدرك بمرور الوقت أن الدمج العرقي لن 
يكون مقبولًا في الجنوب». وبمرور الوقت» بدت مقاومة فرجينيا 
للحكم أصلب وأبقى من مقاومة أي ولاية غيرها وار عت 
دوروثي فون وغيرها من حاسبات الغرب للالتحاق بصفوف 
ol Loon‏ ي الكسيكياتتتجان مامه gee Ba pte‏ 
هامتن. By‏ لانجلي في مقره سلسلة محاضرات في الديناميكا 
الجوية مفتوحة لجميع الراغبين» وأقام برنامجًا دراسيًا للهندسة 
في المقر» فحضره بعض الموظفين السودء وأقام فصلا في 
قاعدة القوات الجويةء في مغامرة تُقارّن بجامعة جورج واشنطن 
- ويُفترّض أن ذلك الفصل كان E ai‏ أمام ‏ جميع الموظفين؛» 
وأفسحت كلية وليم Coley‏ المجاورة ehi u‏ موظفي 
لانجلي» وأقامت مدرسة نيوبورت نيوز الثانوية فصولا ليلية» 
وأدار لانجلي العديد من البرامج التعليمية في أماكن كثيرة بحيث 
بدا وكأن لانجلي تحول إلى جامعة. 

كانت مدرسة هامتن الثانوية مقرًا للمدرسة SALI‏ بجامعة 
فرجينياء وكانت الأبرز بين مؤسسات لانجلى التعليمية. وهكذاء 
من وف AAG, aa SEN React‏ :اله E‏ فى RR‏ ل قن 
فى الأمسيات لموظفى المعمل كل Boks BNNs‏ 
تصميم النماذج الديناميكية» ومن إمساك الدفاتر إلى نظرية الورش 
الميكانيكية» بل إنها درست التأمرك لمساعدة الموظفين الأجانب 
على الاستعداد لاختبار المواطنة. واشتملت غالبية الفصول على 

244 


الرياضيات والعلوم والهندسةء واحتوت المناهج على معادلاات 
التفاضل التي تمثل جزءًا من I‏ المناهج الهندسيةء والمستوى 
الرفيع من الرياضيات مثل نظرية المعادلات. 

GS,‏ المدرسة الثانوية بقيت مغلقة دون الأطفال الزنوج؛ 
فاستمرٌ إرسالهم إلى مدرسة فينكس الثانوية التي درّست فيها 
ماري جاكسن. في عام 11953 il‏ محام يُدعى وليم ديفيس 
باتس أمام مجلس إدارة مدرسة هامتن على «عدم ملاءمة صالة 
الألعاب الرياضية والمكتبة» في فينيكس وطالب المدينة ب(إنهاء 
“النظام الازدواجي الفادح غير الديمقراطي”». وفي إعراض عن 
قانون الفصل العرقي في الولاية» عد مجلس المدرسة قضيته 
موضع جدل. وفي حين بقيت مدارس هامتن متبعة للفصل 
العرقي بين تلاميذهاء رفض البرنامج الملحق في جامعة فرجينيا 
ضمّ موظفي لانجلي السود. وبعد مرور أكثر من عقد على التحاق 
أوائتل حاسبات الغرب بمعهد هامتن للتدريب الحربي على 
الهندسة والعلوم والإدارة» كان موظفو لانجلي السود لا يزالون 
يعتمدؤن على تلك الكلية السوداء الجليلة في التدريب المهني 
والتطور الوظيفي. 

فى شتى أرجائهاء ناقشت الولايات المتحدة جودة مدارسهاء 
وتخوّفت من مستوى الطلبة الأمريكيين قياسًا إلى السوفييت في 
الرياضيات والعلوم» وأصبح الداعي إلى رفع المستوى العام 
في الكفاءة التكنولوجية أشد قوة مع ازدياد العلاقة التهابًا بين 
الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى. وفى حين أن النقاش تركز 
خلال الحرب العالمية الثانية على استعمال النساء البيضاوات في 

205 


الهندسة والعلوم» توسع الجدل في الخمسينيات إلى نقاش عريض 
بشأن إسهام الزنوج في الميادين التكنولوجية أيضًا. وأوشكت كل 
مراجعة للوضع أن تتساءل عن القوة العقلية اللازمة بشدة» ومع 
ذلك تُهدّر من خلال الإهمال العمدي لمدارس أمريكا الزنجية. 


لم يكن كاز تشارنيكي بالذي يهمل قوة عقلية . الأمر أنه لم يعرف 
بتخصّص ماري جاكسن الثنائي في الرياضيات والعلوم إلا بعد 
أن عرض عليها الالتسان ads‏ ع شق EEA‏ فوق الصوتى 
رباعي الأقدام. ومع أنه لم ينظر في سيرتها الذاتية» فقد ea‏ 
له شيء فيها بأنها المُؤهّلة والمناسبة للوظيفة. كان يانكي أبيض» 
583 كاثوليكيًاء وهي امرأة سوداء جنوبية ومن أتباع الكنيسة 
الأسقفية الميثودية الإفريقية. كان سهلا أن يُعرض أحد الاثنين 
عن الآخر» ويقصر نظره على الظاهر فيفترض أنه ما من مشتركات 
بينهما. ÉSI‏ ما حدسه كاز تشارنيكي وأثبتته السنوات هو أن بين 
جنبي ماري جاكسن روح مهندسة. 
منذ البداية» أوضح تشارنيكي لماري» عند تعيينه إياها في قسم 
التحكم بنفق الرياح» كيفية إطلاق محرك النفق الهادر البالغة قوته 
0 ألف حصان (وقد تسببت الجلبة المدوية طوال سنوات العمل 
بالنفق في إتلاف قدرة ماري على السمع). أوضح لها كيفية إعمال 
الميكانيكا في تصحيح وضع نموذج بقسم الاختبار؛ فاستوجب 
أحد الاختبارات من ماري أن تتسلق مسار نفق الرياح» لقياس 
حجم إعاقة المسامير لتدفق الهواء على نموذج معين. وتعلق 
اختبار آخر بإدارة الرياح بسرعة ماخ 2 في النفق على سلسلة 
246 


مخاريط معدنية مدببة لاكتشاف النقطة التى يتسبب فيها التدفق 
الهوائي المنساب على الأقماع في ties!‏ كانت Sed‏ 
تطبيقات على تصميم الصواريخ ذات الأهمية العظيمة للولايات 
المتحدة في سعيها إلى كسب كل ميزة عسكرية وتكنولوجية 
ممكنة تتفوق بها على الاتحاد السوفييتي. وسوف تؤتي نتائج 
العمل ثمارها في عام 11958 في تقرير ماري الأول الذي اشترك 
تشارنيكي في كتابته بعنوان «آثار الزاوية الأنفية ورقم الماخ على 
نقل المخاريط بالسرعات المجاوزة لسرعة Mo pall‏ ونشر فى 
سبتمبر 1958 l‏ 

لم يمض وقت طويل قبل أن يقترح رئيس ماري الجديد 
انضمامها إلى برنامج تدريب المهندسين في المعمل» فقد كانت 
قدرتها وحماستها للعمل واضحتين تمام الوضوح» والأهم 
على الإطلاق أنها باتت تحظى براع ومرشد عازم على أن يتولى 
مسؤولية GUT‏ الوظيفية وتقدمها المهنى. لقد قضت غالبية 
موظفات لانجلي السيدات فتراتهن في المعمل EAs‏ في تصنيف 
الحاسبات. حصل بعضهن -من أمثال دوروثي فون- على درجة 
اختصاصية الرياضيات منذ اليوم الأول» وغيرهن حصلن على 
الدرجة بمرور الوقت. وفى أواسط الخمسينيات» قادت امرأة 
تدع الى وين خا SGN a aa‏ الات 
على شهادات في الرياضيات إلى اختصاصيات في الرياضيات» 
وهو اللقب الذي Lad‏ تلقائيًا للرجال من حاملي ذلك المؤهل. 
وبغض النظر عن هذا المكسب» بقيت جميع النساء تقريبًا يعملن 
تحت إمرة مهندس؛ فكان المهندس هو الذي يحدد المشكللات 

27 


التي يجب البحث فيهاء وهو الذي eka‏ التجارب ويحدد المهام 
لاختصاصيات الرياضيات. كان المهندسون يصدرون التوجيهات 
للحرفيين الذين يصنعون نماذج الرياح وللتقنيين والميكانيكية 
الذين يعالجون النماذج» والمهندس هو الذي يواجه فريق إطلاق 
النار المعني بالمراجعة التحريرية للدفاع عن الجهد الجماعي 
المقدم في تقرير بحثي» والمهندس هو الذي يحظى بهالة النصر 
حينما يُنشّر التقرير. 

ل كن Sle‏ مدارس pas Aa‏ اليل تقال AD‏ 
كيتي أوبرين جوينر -المهندسة الوحيدة في المعمل منذ رحيل 
بيرل يانج وحتى منتصف الخمسينيات- oihil‏ إلى مقاضاة 
جامعة فرجينيا لتلتحق بكلية الهندسة الذكورية سنة 1939. أمّا عن 
المهندسات السوداوات» فلم يكن يتوافر منهن في البلد ls‏ ما 
يشكل الخطأ التقريبي'. في سه 1992 لم يكن في جابعة جو ر 
إلا خريجتا هندسة اثنتان على مدار تاريخها. وقد قدر لماري 
جاكسن أن تعلم في نهاية المطاف أن كونها مهندسة يجعلها 
الشخص الأسود الوحيد. أو المرأة الوحيدة. أو المرأة السوداء 
الوحيدة في مؤتمرات تلك الصناعة لسنين طويلة. بموافقة كاز» 
وضعت ماري على المسار الهندسي. وفي الجوهر من ذلك 
وعدت بترقية إذا نجحت في إكمال بعض البرامج الدراسية 
الأساسية. وكانت معادلات التفاضل هى الخطوة الأولى لماري. 
والحق أن الأمر لم يكن بتلك السهولة؛ فقد كانت الخطوة الأولى 
rounding error (1)‏ هو الفارق بين النتيجة الدقيقة للمسألة التي قد تكون 99.99 

والنتيجة التقريبية لها أي 100 تقريبًا. 


248 


هي الحصول على تصريح بدخول مدرسة هامتن الثانوية. 
لو كانت ماري تقدمت بطلب للحصول على وظيفة بوّاب» 
لانفتحت لها أبواب المدرسة على مصارعها. أما بوصفها موظفة 
متدربة على الهندسة مُزْوّدة بخطة للالتحاق بالمبنى بهدف شنيع 
هو تطوير تعليمهاء فقد pind‏ عليها أن تتقدم بالتماس إلى مدينة 
هامتن طالبة فيه الحصول على «تصريح خاص» للانضمام إلى 
فصول المدرسة المقصورة على البيض. 

كانت ماري تسعى إلى أن تجعل نفسها أنفع لبلدهاء ومع ذلك 
كان عليها هي أن تذهب مذعنة إلى المدرسةء في إهانة من التي 
ترغم المرء على أن يتقبلها مغلق الفم» مغمضًاء متنفسًا بعمق. 
ومع ذلك» لم يخالج الشك ماري في أنه لا بديل عن القيام بذلك» 
فما كانت لتسمح لشيء -ولو أنه ولاية فرجينيا نفسها وسياسة 
الفصل العرقي التي تتبعها- باعتراض طريق سعيها إلى المهنة 
التي لن تتاح لها إلا عبر ذلك الطريق. لقد سبق أن عملت بغاية 
الجدية» وسبق أن عمل أبواها بغاية الجدية» فكان أعظم إرث 
أورثاه لأبنائهما الأحد عشر هو حب التعليم والإيمان Ob‏ بلدهم 
في نهاية المطاف سوف يوجه إليهم خير زوايا طبيعته'. 

وهبت مدينة هال لماري ما كتب لهاء وأتاح لها التصريح دخول 
)1( عبارة p>‏ زوايا «the better angels of its nature «taza‏ تحريف هين 


لعبارة وردت على لسان أبراهام SI‏ في خطاب له : السنا أعداء بل أصدقاء. 


ولا يجب أن نكون أعداء. قد تحتدم المشاعرء لكن لا ينبغي أن تنقطع بيننا 
أواصر المحبة. لسوف نتورم أوتار الذاكرة al‏ لعست من عدي مثلما 


ستتضخم ولا شك بفعل خير زوايا طبيعتنا». 
249 


الفصول» Oly‏ لم يتحه لغيرها. ومهما تكن الآلام التي اقتضاها 
استخراج التصريح» فقد كان AST‏ من مجرد بشير بالانتصارات 
الكامنة فى الانتظار. وبدأت ماري برنامجها الدراسى فى مدرسة 
هامتن العليا في ربيع عام 1956. ا 

سبق أن we‏ ماري جاكسن بمبنى مدرسة هامتن الثانوية 
القديم مرات تفوق الحصرء فذلك المعلم المحلي يقع في 
منتصف المدينةء غير بعيد عن بيتها. وكان زملاء فصول مدرستها 
الليلية هم زملاؤها النهاريون الذين عرفتهم طوال خمس سنوات» 
ومع ذلك انتابها -بصورة طبيعية- القلق من فكرة مقابلتهم في 
الجانب الآخر من العتبة المادية والعاطفية -والقانونية- التي 
أوشكت على اجتيازها. ومع ذلك ما كان لشيء أن UZE‏ 
للصدمة التي كانت تنتظرها حينما اجتازت الباب الذي كم مرت 
به مُوصَدًا في وجهها. 

كان مبنى مدرسة هامتن الثانوية بناء قديمّاء DL‏ خريًا. 

تساءلت ماري جاكسن في ذهول: أهذا ما مُنع عنها وعن بقية 
الأطفال السود فى المدينة طوال تلك السنين؟ هذا المكان العتيق 
المتداعى؟ لقد تصورت أن البيض وقد بذلوا كل ذلك الجهد 
aac‏ لحتهها من عول المدرسة فلا دمن أنها ار be‏ 
Uff‏ هذه! لماذا لا تُجِمّع الموارد على الموارد لتقام مدرسة جميلة 
للطلبة السود والبيض؟ لقد كانت المجالس البلدية فى مختلف 
أرجاء الکو دي calles)‏ سارن g l‏ عدي :اا 
يوفران الحد الأدنى لفقراء البيض والسود. فكم صاحب قسوةً 
التحيز العرقي bee‏ مقيت قوامه خليط من القواعد والتمييزات 

250 


الاعتباطية» خليط أجهز على المصالح المشتركة للناس الذين 
يغرس في نفوسهم أنهم مختلفون اختلافا لا دواء له. 

دفع ذلك الوضع ماري جاكسن إلى الرثاء له» والضحك 
عليه مع توماس بيردسونج -المهندس الأسود الذي التحق 
نيوبورت» وقد خدم في الحرب العالمية الثانية ضمن بحرية 
مونتفورد بوينت» وهي أول مجموعة من الرجال السود يُسمّح 
لهم بالالتحاق بذلك القسم من الجيش الأمريكي بعد حظر 
طويل. كان توماس بيردسونج خريج هندسة هو الآخر من جامعة 
ميشيجن» وقد تبع خطى جيم وليمز إلى لانجلي. وأصبح ضيفا 
معتادًا على مائدة العشاء الكريمة في بيت ماري وليفى جاكسن 
يسعده داتمًا أن يتذوق طهو ليفي جاكسن المنزلي اللذيذ وينعم 
بدفء المساء مع الزوجين المتواضعين. هنالك كان بوسعهم أن 
يتكلموا في أرقام رينولدس وورش الطيران ويعرجان بأريحية 
العرقى المتقدمة يليق بضعاف القلوب. 

كان توماس بيردسونج خريبجًا حديئًا في جامعة ميشيجن 
حينما عهد إليه بالعمل كبيرًا لمهندسي نفق ديناميكا اجتياز 
الصوت 16 قدمًا المعروف بنفق جيرالد ريني. أوضح ريني 
لبيردسونج إجراءات تنفيذ أول اختبار في النفق» وعهد إلى 
أحد الميكانيكية المتمرسين بمساعدة المهندس ذي العظام 
الطرية؛ فخرّب الميكانيكي -الأبيض ذو سنوات الخدمة الطويلة 
بلانجلي- تجربة بيردسونج بتركيبه النموذج على نحو خاطئ في 

251 


قسم الاختبار بالنفق. واتضحت المشكلة وسببها لريني فور أن 
جلس مع بيردسونج لمراجعة بيانات الاختبار الذي أفسده مزاح 
الميكانيكي اللئيم. Sy‏ ريني الميكانيكي في حضور توماس 
بيردسونج صائحًا فيه: «إياك أن تفعل هذا ثانية مع هذا الرجل أو 
مع غیره» فاهم؟). 

وبوصفه امن أبناء الجنوب؛ كان بيردسونج يغلم جيدا العواقب 
التي قد تقع على رأس رجل أسود إن هو أعرب عن غضبه أمام 
البيض؛ فمضى في طريقه محافظا على هدوثه في العمل ESS‏ 
كتم غضبًا غالي الثمن» وصار AR‏ من التردد على حانة في فندق 
هوليداي إن المحلي -وهو من الأماكن العامة القليلة في المدينة 
التي كانت تسمح بالاندماج العرقي- لتناول قليل من الشراب 
Bag‏ لنفسه قبل الرجوع إلى أسرته في البيت. 

بصفة عامة» كان الرجال السود في لانجلي -وقد التحق منهم 
في عام 1955 لورنس براون وجيم وليمز وتوماس بيردسونج- 
يصادفون من حقول ألغام العنصرية أكثر Lee‏ تواجهه النساء. لم 
تشفع لهم مثالية أخلاقهم أو رقتهاء ولم توفر لهم حماية كاملة من 
مواقف بعض العاملين إزاء تولي السود مواقع وظيفية في المعمل. 
كان غالبية المهندسين البيض لطفاء مع السود, بل لقد حرصوا على 
حمايتهم من الحوادث العنصرية» مثلما فعل ريني مع بيردسونج. 
55 الذين كانوا يشعلون Lisle‏ شرارات الجحيم هم أصحاب 
الياقات الزرقاء من الميكانيكيةء وصناع النماذج» والتقنيين» 
الذين كان كثيرون منهم ينحدرون من «بلدات قست تحت شمس 
الجنوب» مثل بوكوسونء التي لم يكن السود موضع ترحاب فيها. 

252 


بطول القامة» والبشرة ة البنية» بل بسوادها الناصع» ما كان من 
مجال أمام جيم وليمز وتوماس بيردسونج لتحسّس الخطى دخولا 
إلى حمامات البيض. غير أنهما -شأن كاثرين جوبل- عثرا على 
طريق لتحاشي المنشآت المنفصلة عرقيًا؛ فكانا كل يوم في وقت 
الغداء يهربان إلى مطعم مملوك لبعض السود عند مدخل القاعدة 
الجوية طلبًا للراحة وللقليل من الطعام المنزلي» مجتنبين كلا من 
الكافيتريا وحمّام الملوّنين. 


كان لحوادث السنوات القليلة التالية أن تكون اختبارًا للولايات 
المتحدة على كل صعيد» في ميادين المعارك السرية في البلاد 
النائية» b‏ في الفصول الدراسية وحجيرات التصويت في الجنوب» 
في قاعات الكونجرس وفي شوارع العاصمة واشنطن. أوشك 
التنافس على السيطرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى 
في السماء والأرض أن يتصاعد على نحو كفيل بدفع القدرات 
الفولاذية في جميع أمخاخ ناكا إلى أقصى حدوده. وصار كل 
اضطراب يُفضي بالأمريكان من شتى الخلفيات إلى أن يسألوا 
أنفسهم وبعضهم: ما الذي نقاتل من أجله؟ ele‏ الأمريكان 
السود ذلك واستجابوا JSS‏ نداء وجّهه إليهم بلدهم: من أجل 
الديمقراطية في الخارج وفي الوطن؛ فحملوا السلاح من جديدء 
في ميادين المعارك» وفي الفصول» وفي حجيرات التصويت» 
وفي عاصمة الأمة - وفي مكاتب معمل لانجلي للطيران. 


253 


الفصل الخامس عشر 
شابه موهوبه وسوداء 


كان الخامس من أكتوبر سنة 1957 Gp‏ من الأيام التي لا 
a ees‏ ا لور ب 
s5‏ تشبشت بقية زميلاتها في المدرسة الداخلية بآخر لحظات النوم 
لشمنة» تركت كرستين عنبرها وقامت تؤدي وظيفتها اليومية في 
يوم. Gai‏ ھا عبر عبر الحزم» fas!‏ الغا .مق اطاحم الليل 
إلى ضوء الشمسء فأخذت القمم الأرجوانية الزرقاء المطلة 
على البلدة تنفض عن أنفسها الضباب الذي منح جبال جريت 
سموكي ماونتنز اسمهاء أي: الجبال الدخانية العظيمة. كشف نور 
النهار عن ele‏ الخريف المبكرء بورق الشجر المخضر والذهبي 
والبرتقالي الطاغي على خضرة الصيف الداكنة. بدا القرمزي في 
ea‏ ليله وك عن كدر المعو فل تير cas‏ ا 
الحمرة لتهيمن على الأفق كله. 


تناولت كر ستين الدوريات من صندوق الصحافة وفتحت 
255 


باب المكتبة. كانت وظيفة كرستين اليومية اليسيرة تقتصر على 
توزيع الجرائدء لكنّها في النهاية مسؤولية؛ فقد اقتضت أن تعهد 
إليها الكلية بمفاتيح المكتبة. وكان الوقت الهادئ» الذي تقضيه 
بمفردها هناك في المبنى البسيط المقام من الآجر الممتلئ من 
الداخل SUL‏ من خشب الجوز Gy‏ برائحة الكتب» هو أفضل 
ما تجده في وظيفتها تلك» فكانت في كل صباح» قبل أن Gass‏ 
المكتبة بالطلبةء تتمعن في الجرائد. مستوعبة أحداث اليوم السابق. 

aly dine‏ السنة الدراسية»استدزفت شت Shoe‏ اليلد أنفسهنا 
في تغطية أزمة ليتل روك بأركانسو؛ إذ حاول تسعة مراهقين سود 
CLAY‏ فى Lege‏ مت ال المركرية المقضوية gle‏ المي 
فتسببوا بذلك في إحالة عاصمة الولاية إلى ميدان معركة. وبأمر 
من الحاكم أورفال فاوبوس» استّدعي حرس أركانسو الوطني 
لمنع الطلبة السود من دخول المدرسة. وبعد ثلاثة أيام» تجاوز 
الرئيس أيزنهاور سلطة الولاية» وأعلن حرسها الوطني مؤسسة 
فيدرالية» وبعث قوات الجيش الأمريكي لمرافقة الطلبة التسعة 
وإدخالهع المدرسة: 'وتكشّفت الأزمة Lok ol sy yer‏ 
جديدة كل صباح مرفقة بصور صَعَبَ النظر إليها بقدر ما صعبت 
إشاحة النظر عنها: صور طلبة سود في مثل عمر كرستينء مثقلي 
الأذرع بالكتب» يكافحون للسيطرة على أنفسهم» بينما تحميهم 
كتيبة عسكرية من الصرخات والبصقات والزجاجات المرمية من 
الحشد الأبيض المحيط بهم. وكل ذلك من أجل الحصول على 
مفتاح ما أوصدت عليه مدرسة سنترال الثانوية وجميع مدارس 
البيض في الجنوب مانعة إياه عن الطلبة السود من أمثال كرستين. 

256 


كيف يمكن أن تتعامل مع الكلمات النابية والزجاجات والسباب 
والإذلال. كان إنهاؤها المقال يدخل على نفسها ارتياحًا إذ تجد 
نفسها وقد رجعت مرة أخرى إلى فردوس مكتبة آلن. 

مثلما كانت كاثرين تقرأ تغطية ليتل روك قرأها البلد كله 
وبقية العالم. وفي أوروبا وعواصم آسيا وإفريقياء مضى الناس 
يلتهمون دقائق أزمة ليتل روك. صور الطلبة السود وهم يتعرضون 
للتهديد بالعنف لطلبهم التعليم» بجانب تفاصيل الإذلال والشنق 
الجماعي بغير محاكمة”'' وغيرها من أشكال الظلم الجاري في 
الجنوب» قوّضت موقف الولايات المتحدة فى المنافسة على 
اکا gay Ocha ice a,‏ 
الولايات المتحدة من جهود ومحاولات» وعلى الرغم من بذلها 
أقصى ما في وسع دبلوماسيتها وآلتها الدعائية» بدا مستحيلا أن 
تنصرف عيون العالم عن القبح المتفشي ماثلا أمام الأعين في 
ليتل روك وعواقبه على شرعية الديمقراطية الأمريكية. وذلك 
حتى قام الاتحاد السوفييتي بمناورة غيّرت الوضع تمامًا. 

صدرت ديلي بريس في نيوبورت نيوز بهذا العنوان: «أضواء 
قمر صناعي أحمر الصنع فوق الولايات المتحدة». وجاء Ol pe‏ 
في نيويورك تايمز يقول ارصد جسم كروي يعبر الولايات المتحدة 
أربع مرات». ولم يمض وقت حتى انتقل الاسم الغامض من أفواه 
السوفييت إلى آذان الأمريكان: سبوتثيك. أعلدت إذاعة موسكو 


)1( مما كانت تمارسه عصابات كوكلوكس كلان مثلاً مع السود. 


257 


جدولا زمنيّاء يوضح BL‏ أين ومتى سيعبر القمر الصناعي فوق 
الأرض. وبذلك تكون كرستين قد نامت في عالم واستيقظت 
peg‏ ان كان الرابع من psl‏ ست 1957 هو iain‏ لب 
حقبة ما بعد الحربء ونهاية الأمل الساذج في أن يفسح الصراع 
المنتهي بالقنبلة الذرية مجالا لحقبة سلام عالمي. وجاء الخامس 
من أكتوبر ليمثل Lay‏ فجر عصر الفضاء والانطلاق العلني 
لمنافسة بني البشر على التحرر من قيود الجاذبية الأرضية والسفر 
إلى خارج المجال الجوي الأرضي IS‏ ما رافق ذلك من نزعات 
حربية. 
في صباح الخامس من أكتوبر» انتاب كرستين -وقد استوعبت 
آثار العناوين المبدئية- مزيج من المشاعر. مُؤكد أن الخوف كان 
من بينها؛ فقد كانت لم تزل ابنة ثلاث سنوات حينما أسقطت 
طارة سوبر فورستريس بي29- قنبلة ذرية على اليابان لتربط إلى 
الأبد بين هيروشيما والدمار. كانت هي وجيلها أول من يشب 
عن الطوق في تاريخ العالم في ظل احتمال أن يبيد البشر بأثر 
من عبقرية البشر؛ فقد بدأ يسري شعور OL‏ ذلك يتحول بالفعل 
إلى احتمال MF Bg ob‏ العداوة بين الولايات المتحدة 
والاتحاد السوفييتي. انتشرت في الأماكن العامة مثلثات إعلانية 
رئة بالأسود etd peel‏ إلى المخابئ دون الأرضية الواقية 
من الإشعاع. اجتازت كرستين تدريبات دفاع مدني إلزامية في 
المدرسة» متعلمة التكور والانزواء أسفل الطاولة الدراسية» 
متدربة على المناورات التى قال الكبار إن من شأنها أن تحميها 
aG‏ البريق الكاقف ell ale ese‏ 
258 


وفيما كان المعلمون والتلاميذ يرجون أن تصمد طاولاتهم 
وقباؤهم في وجه قوة انفجار نوويء كان قادة البلد يتهيّؤون على 
مستوّى رفيع للهجمة المحتملة؛ ففي إحدى أعصى حلقات 
الحرب الباردة على التصديقء أمر الرئيس أيزنهاور في عام 1959 
بإقامة غرفة حصينة سرية تحت أرض فندق جرينبريير في منتجع 
وايت سلفر سبرنجز بفرجينيا الغربية حيث كان يعمل كل من 
كائرين جوبل ووالدها جوشوا كولمن ودوروثي فون وزوجها 
هوارد. غرف ذلك التحصين ب«مشروع الجزيرة الإغريقية». 
وهدفه هو أن يجري -عند الهجوم على العاصمة واشنطن- نقل 
شيوخ الكونجرس ونوابه من عاصمة الأمة عن طريق القطار 
ور لا إلى er ve‏ ولو يكن في pel‏ من 
للأزواج أو الأبناء» لكنه كان يغص بالشمبانيا وشرائح اللحم 
للساسة وحسب. وبقيت رفاهية ما تحت اللأرض جاهزة على أهبة 
الاستعداد لاستقبال الضيوف السياسيين» حتى كشف الصحفى 
تيد جاب اللثام عنها في واشنطن بوست سنة 1992 i‏ 

في البداية حاول الرئيس أيزنهاور أن ohe‏ من شأن الروس 
و«كرتهم الصغيرة في الجو» قائلا إنها إنجاز صغيرء وما كان 
الشعب الأمريكي ليقبل شينًا من ذلك؛ فأعلن بعض الخبراء أن 
نوتيك لسك أل من أن pas‏ هار تكد لوجية: 

للمرة WW‏ في ذلك القرن» وجدت الولايات المتحدة 
نفسها متخلفة تكنولوجيًا في فترة تصاعد فيها التوتر الدولي. في 
ذروة الحرب العالمية الأولىء أثمر عجز البلد عن توفير القوة 
الجوية ميلادَ ناكا. وبرز تواضع صناعة الطائرات الأمريكية في 

259 


الثلاثينيات بسبب تحدي الحرب العالمية الثانية. فما الذي كان 
ليحقق لأمريكا النجاة من ذلك التهديد الأخير؟ كانت سبوتنيك 
دليلا -بحسب ما تصور صناعة السياسة الأمريكيون- على 
أن لدى السوفييت صواريخ بالستية عابرة للقارات» بل الكثير 
منهاء وربما المئات من تلك الصواريخ القادرة على قذف مدن 
الولايات المتحدة بالسلاح النووي. وبدأ مصطلح جديد يُتداول 
في الدوائر السياسية وفي الصحافة وفي الحوارات الشخصية: 
الفجوة الصاروخية. 

لم تُضيّع الصحف السوداء وقراؤها By‏ قبل الربط بين عجز 
أمريكا الفضائي والأوضاع المريعة التي يواجهها كثير من الطلبة 
السود في الجنوب؛ فكتبت صحيفة شيكاغو ديفندر تقول إنه «في 
حين كنا نحشد الحشود لإخراج أوثيرين لوسي”' من حرم جامعة 
ألاباماء كان الروس يجبرون جميع الطلبة على الالتحاق بأفضل 
المدارس الممكنة». وقالت الصحيفة إنه إلى أن تعالج الولايات 
المتحدة وباء الميسيسيبي -أي وباء الفصل العرقي والعنف 
والقهر الذي انتشر في أمريكا انتشار الطاعون والسل- فإنها لن 
تستحق مرتبة قيادة العالم. وظهر صدى ذلك الكلام في صحيفة 
كول آند بوست بكليفلاند؛ إذ كتب مُحرّرها وناشرها تشارلز إتش 
لويب: «منؤذا الذي بوسعه القول إن مؤسسة مدرسة جيم كرو 
ليست سبب حرمان هذه الأمة من عالم أسود كان بوسعه أن يحل 
المعضلة التكنولوجية التي تعطل إطلاقنا قمرنا الصناعي». 


Autherine Lucy (1)‏ امرأة سوداء اندمجت فى جامعة ألاباما سنة 1956. 


260 


ولم يكن توسع الفصل العرقي أن يكبح فضول كرستين؛ فإلى 
جانب القلق مما أثاره إنجاز الروس» شعرت كرستين بالإعجاب» 
بل والنشوة» وهي تنظر إلى السماوات من فوقهاً عريضة ومشرعة. 
لقد كان العالم في ما وراء كوكب الأرض دائمًا مصدر غموض» 
مكانًا صامثًا معتمًا lS yb‏ مرتعًا للسحر والآلهة. نال عالم الصواريخ 
النازي السابق فيرنهير فون براون عفوًا من الولايات المتحدة 
بعد الحرب العالمية الثانية في مقابل مساعدتها في إقامة برنامج 
صواريخ مهيمن يكون للأمة الأمريكية بمنزلة كبير المشجعين 
لفرقتها الفضائية. فظهرت سلسلة مقالات أسهم بها فون براون 
فى مجلة كوليير سنة 1952 -بعنوان Led‏ قريب يغزو الإنسان 
الفضاءا- دمت aati‏ الففاتن اعا الخطوة الطبيغية ASS‏ 
E‏ كرك الأرضى المتبلملين: Slog‏ مشاهدو التليفزيون 
الأمريكيون يجلسون في خشوع أمام برامج الخيال العلمي مثل 
«الحارس الفضائي» و«حواديت من الغد»» ولكن سبوتنيك كانت 
أبعد ما تكون عن الخيال» وكانت تحدث اليوم لا NDE‏ 

استاءت كرستين أيضًا من رحلة السوفييت إلى الفضاء. 
ووجدت في أعماقها رغبة إلى النهوض لالتقاط الكرة التي 
رموها في الفضاء . لقد كانت في نهاية المطاف أمريكية ية» والروس 
أعداء ! وفكرت أننا لا يمكن أن نتركهم يهزمونناء فكان في فكرتها 
تلك صدّى لما تردّد في عقل كل مواطن أمريكي. سوف تستغرق 
وقنًا إلى أن تصل إلى قرار» ولكنّها بطريقة أو بأخرى آمنت -حتى 
في اللحظات الأولى التالية لمعرفتها بالإنجاز السوفييتي- أن 
المعركة معركتها هي الأخرى. 

والاتحاد السوفيتي أيضًا فكر أنها معركة كرستين؛ فبعد أربعة 

261 


أيام من إطلاق سبوتنيك في المدارء أعلنت إذاعة موسكو إضافة 
tad‏ راچو ll Odell gn ste hs A‏ سيوف يان 


قبل ثلاثة أعوام» وقبل أن Galt‏ والدا كرستين إياها Ani yikes‏ 
آلن» كان حدث بارز آخر قد اقتحم حياتها اليومية؛ ففي 17 
مايو سنة 1954 كانت لا تزال طالبة فى مدرسة ونشستر آفنيو فى 
بلدتها مونرو LI IS‏ الشمالية. دحل tagi I BE‏ فضلها في 
الفرقة الثامنة مقاطعًا الدرس Chee‏ قوله: «لقد جئت لأعلمكم أن 
المحكمة العليا أصدرت حكمها فى قضية براون ضد مجلس 
التعليم» وأنكم سوف تذهبون إلى المدارس مع الطلبة البيض في 
المستقبل». هو الخبر نفسه الذي أطلق شرارة حوار بين كاثرين 
جوبل وزملائهاء وقد ترك كرستين وزملاءها فاغري الأفواه. 
في طريق ملتوية» على بعد 25 ميلا من تشارلوت» كانت 
مونرو بلدة صغيرة GIS‏ بلدة صغيرة في الجنوب» بسكان قوامهم 
سبعة آلاف نسمة. كان جميع أهل حي نيوتاون» الذي عاشت 
فيه كرستين» من الطبيب إلى من يكنس الشارع إلى المعلمين 
في مدرسة ونشستر تر آفنيو سود البشرة. وكان غالبية رجال مونرو 
السود يكسبون عيشهم من العمل في السكة الحديدية العابرة 
ببلدتهم» فيما عملت النساء السوداوات في محلج مونرو للقطن 
أو خادمات في البيوت. ويكاد يكون كل أبيض في مونرو -بشرًا 
كان أم جمادّاء Ley‏ في ذلك المذرسة البيضاء والسكان البيض من 
أمثال السناتور في قابل الأيام جيسي هيلمز ابن رئيس المطافئ 
262 


السابق- قائمًا فى الناحية الأخرى من خطوط السكك الحديدية 
العشرة العابرة بالبلدة تقطعها كأنها خطوط النورج. فكان طلبة 
ونشستر يفكرون: كيف لنا بطاولاتنا المزعزعة وكتبنا الدراسية 
المستعملة منثنية الأطراف ومختبراتنا العلمية فقيرة التجهيزات أو 
الغائبة بالكلية» كيف لنا يومًا أن ننافس الأولاد البيض فى الجهة 
الأخرى من السكك الحديدية؟ 

تكلم الناظر بوقار أثار في نفس كرستين وزملائها القلق من 
احتمال أن يحزموا حقائبهم ويرحلوا في تلك اللحظة إلى الجانب 
الآخر من البلدة. كان عالم الفصل العرقي هو العالم الوحيد الذي 
عرفوه» والتمييز العنصري هو القوة الوحيدة التي جمعتهم في 
نيوتاون» والحقتهم بمدرسة ونشستر» وبعثت والدي كرستين 
لتلقي العلم في كلية نوكسفيل بدلا من جامعة تينيسي. درجوا 
جميعًا على أن يتوقعوا التمييز العنصري» إن لم نقل يتقبلونه. 
ولكن diel‏ ااج لري ee‏ ي oth‏ ر و 
زملائها من أبناء جيل براون ضد مجلس التعليم خوفا جديدًا 

من أنهم لن يكونوا صالحين بالقدر الكافي -أو أذكياء بالقدر 
لمجرد أنهم سود. 

كان والدا كرستين» نوح وديسما مان (وما من صلة قرابة لهما 
بمريام مان في قسم حاسبات الغرب)» نتاج هذه المؤسسات 
وهذه القيم الزنجية -«التعليم والصدق والعمل الجاد والشخصية 
القوية»- التي تشكلت فيها وبها بنت جيلهما دوروثي فون. 
في أولى سنوات زواجهماء سافر آل مان في ألاباما وجورجيا 

263 


وكارولينا الشمالية مدرسين متنقلين من مدرسة إلى أخرى. 
تركت ديسما التدريس لرعاية أسرة سوف يصبح قوامها في 
المستقبل خمسة أطفال. وفي ظل لهفته على كسب المال الكافي 
لتغطية نفقات بيته وضمان مستقبل أولاده» قبل نوح مان في نهاية 
المطاف وظيفة أعلى دخلا كممثل مبيعات مقيم في مكتب شركة 
كارولينا الشمالية للتأمين المشترك في شارلوت» وهي الشركة 
نفسها المملوكة اللسود التي قدمت قروض الإسكان لمشتري 
البيوت السود في هامتن» وفي حي ميموسا كريسنت الذي أقامت 
فيه کاثرین جوبل. 

في عام 1943ء استقرت الأسرة في مونروء بمقاطعة يونيون» 
وهي منطقة المبيعات التي عهذ بها إلى نوح. وفرت الوظيفة 
لأسرة مان Le‏ مريحًاء فكانت من الأسر السوداء القليلة 
في البلدة التي امتلكت سيارة -من طراز بونتياك هيدرولي- 
استعملها والد كرستين في تحصيل أقساط التأمين من العملاء. 
كان توج dey‏ كل يوم عمل يقرو الان الم إلى edad‏ 
ويسأل صغرى بناته: «ماذا تعلمت اليوم؟». وفي بعض الأحيان 
كانت كرستين تصاحبه في جولاته. وحينما كبرت بما يكفي OV‏ 
تبلغ عيناها زجاج شباك السيارة» بدأ نوح يعلمها دروس القيادة 
على الطرق الريفية الهادئة. وأحبت كاثرين أن يعلمها أبوها حيلا 
من قبيل ملء الكاربيراتير لوبقاء السيارة الحرون سائرة على 
الطريق. تعلمت كرستين -بما أوتيت من جرأة وفضول- ركوب 
do LAGU eae nash Urata gail |‏ اقل رتوو انكر 

264 


طائرة بتهوّر في اتجاه بينما الدراجة طائرة في اتجاه آخر. صار 
لحم إطارات الدراجة وضبط مكابحها بمشجب المعاطف من 
أهم برامجها الميكانيكية المتكررة. وكان أكثر ما يثير اهتمامها 
في الدمى هو ما بداخلها؛ فكثيرًا ما ضبطتها والدتها وهي تمزق 
حشوها لترى ما الذي يجعلها تتكلم. 

كانت كرستين أصغر من أقرب إخوتها بثمان سنين» وأصغر 

من أكبرهم بثلاث عشرة سنة» فتركزت حياتها في بدايتها على 
نُظم عالم الكبار. إذ رجعت ديسما مان إلى العمل بالتدريس بعد 
فترة = Pon ma‏ 
E‏ 
كانت السنة الدراسية تبدأ بعد موسم جمع القطن» ليتصبّب الطلبة 
عرقًا بمقاعدهم الدراسية في صيف كارولينا الشمالية قبل أن تبدأ 
إجازتهم في موسم الجمع في سبتمبر وأكتوبر. وفي ظل وجود 
جميع زملاء اللعب YY laced)‏ في المدرسة أو في الحقول. 
باتت تسلية كرستين لنفسها هي حضور الدروس في فصول 
والدتها. ولما بلغت الخامسةء كانت الابنة الصغرى لديسما مان 
مستعدة للالتحاق بالصف الثانى الابتدائى فى مدرسة ونشستر 
المجمّعة في مونرو. 

أصبحت كرستين وجوليا بنت الناظر صديقتين حميمتين» لا 

265 


تفترق إحداهما عن الأخرى أينما يذهبان. وصار سؤال كرستين 
الدائم لأبويها هو هذا: «والدا جوليا قالا إن بوسعها أن تذهب» 
فهل يمكن أن أذهب أنا الأخرى؟». ومع بدء سنوات المراهقة» 
وتحول الطلبات من الإذن بالخروج بالدراجة عند العصر إلى 
الذهاب للرقص والاختلاط بأولاد فصلها الذين يكبرونها بسنتين» 
قرّر والدا كرستين إرسال ابنتهما إلى آلن لتبديد أي احتمال Ob‏ 
يشتتها شيء عن دراستها. 

ا مدرسة آلن سنة 1887 على ol‏ إرساليات الميثوديين 
المتحدين البيضاء Gag‏ توفير أفضل بداية ممكنة في الحياة 
للبنات الزنجيات بمنطقة أبالاتشيان فى كارولينا الشمالية. كانت 
لجميع البنات «مهام وتكليفات عمل» مثل وظيفة كرستين في 
المكتبة» وهي طريقة عملية لتعليم المسؤولية والانضباط. كان 
أكثر الطالبات ينتمين إلى الطبقة العاملة أو أسر فقيرة» وكرستين 
كانت من قلة في المدرسة لا تتلقى معونة لتغطية نفقات التعليم 
والإقامة. برغم الظروف الاقتصادية لغالبية الطلبة» كانت مدرسة 
الن dd‏ من ail‏ المدارسن Last NBL‏ قن gm ALN‏ لقد 
درج الآباء من أماكن في بعد نيويورك على إرسال أبنائهم إليها لما 
فيها من مناهج فنون ليبرالية صارمة» وتعليم ديني» وإصرارها على 
تلقين طلبتها الآداب والفضائل الاجتماعية. فمن بين Cy‏ درسوا 
بالمدرسة في الأربعينيات ابنة أخي كاب كالواي'!' المطرب 
A Geis‏ الموسيقية» ومن Giers‏ دفعة عام 1950 بنت 
Cab Calloway (1)‏ )1994-1907( مطرب جاز أمريكي. 


266 


اسمها يونيس وايمون شقّت طريقها من كارولينا الشمالية إلى 
نيويورك ومضت في تحويل نفسها إلى مغنية وعازفة بيانو وناشطة 
حقوق مدنية تحمل اسم نينا سيمون'. 

غمرت موجات الحنين إلى الوطن كرستين في خريف عام 
6» بعد أول فصل دراسى لها بعيدًا عن البيت. كانت تتصل 
بأبويها كلما سنحت لها فرصة؛ متوسلة إليهما أن يُرجعاها إلى 
ما تألفه في مونرو. وتوالت الشهورء فباتت كرستين تحب حياتها 
في المدرسة الداخلية. انفتح قلبها لأصدقائها coded!‏ والكلية 
المتردية الضاومة والهميلة cles‏ ورون الندرسة وطقوشها: 
استطاع مدرس صاحب كاريزما يدرس الهندسة للصف الحادي 
pte‏ أن يذكي فيها جمرة الاهتمام بالرياضيات؛ فاستسلمت 
للمرة الأولى لفكرة أن تستغل براعتها في الأرقام وكل ما له علاقة 
بالتخلل فى رم AD‏ مسعتقيلها. 

ولم يكن اختيار الكلية مسألة احتمال» بل مسألة مكان. فقد كان 
غالبية خريجات آلن 2 يتجهن إلى التعليم العالي» وبعضهن يلتحقن 
بعدازبي Slat!‏ المرموقة مثل فاسار وسميث. في عام 1956 
سمحت جامعة كارولينا الشمالية بجرينسبورو -وهي المؤسسة 
التعليمية التي درست بها فرجينيا تاكر- بالتحاق أوائل الطلبة 
السود بيتاي تيلمان وجوآن سمارت. خلافًا لموقف جارتها فرجينيا 
المتصلب من الفصل العرقي» خطت كارولينا الشمالية خطوات 
Nina Simone (1)‏ أو هي بحسب اسمها الأصلي يونيس كاثلين وايمون Eunice‏ 


Kathleen Waymon‏ )2003-1933( هي المغنية وكاتبة الأغاني والناشطة 
السياسية الأمريكية المعروفة. 


267 


حذرة نحو الانصياع لحكم براون ضد مجلس التعليم؛ إذ قال 
بنجامين لي سميث مراقب نظام مدارس جرينسبورو العامة إنه بعد 
تدبّر دقيق» من رأبي أن إلغاء التمييز العنصري فكرة حان أوانها». 

غير أن كرستين قرت أن تتبع التقليد العائلي وتلتحق بكلية 
سوداء» برغم معرفتها منذ وقت مبكر أنها لا ترغب في أن تسلك 
طريقًا سبق أن أبلته أقدام إخوتها وأخواتها الأكبر منها (Ea‏ فقد 
درس اثنان من إخوتها في جونسن سي سميث بتشارلوت» 
وتخرج واحد في ولاية تينيسي» وآخر من فيسك بناشفيل. ESS‏ 
سنتين قضتهما بعيدًا عن البيت» وبعيدة عن اللوذ بأبويها والاقتداء 
بأخوتها الأكبر سّاء أعطيتا كرستين الرغبة والثقة في أن تنطلق 
علق lays‏ الخاض: 1 

في الصيف السابق على سنة تخصّصهاء رافقت كرستين عائلة 
صديقتها جوليا لحضور تخرج أخت جوليا الكبيرة من معهد 
هامتن. لمكن a‏ الكبر عن OSE E‏ ايحت 
باسمها على الأكثرء ولكنّها افنّتنت في أثناء الزيارة بأناقة الحرم 
ومروجه الخضر ونسيم هامتن رودز العليل في مايوء والمساحات 
المفتوحة على الساحل والمحيط. تراوح طلبة هامتن بين شباب 
صغار يخطون لعائلاتهم الخطوة الأولى على سلم الحراك 
الاجتماعي صعودًا إلى فئة العُشر الموهوب"". كانت بيئة المدرسة 


the Talented Tenth (1)‏ مصطلح يشير إلى زعامات الأمريكيين الإفريقيين في 
مظع yall‏ العشرين: والمصطلح سکه دبليوإي بي دوبوا في مقالة بالعنوان 
O E‏ «المشكلة 
الزنجية» أ و The Negro Problem)‏ . وصف دوبوا احتمال أن يرتقي واحد 


من كل عشرة زنوج إلى مرتبة قيادة مجتمعه إلى الأفضل» محققًا قيادنه تلك 


268 


الصارمة -بما فيها من حضور إجباري في الكنيسة» وقاعات 
ادان وخ c tlie Syed‏ وتواعل لل EAT‏ 
ببيئة آلن بحيث لم تحتج كرستين إلى AS‏ 

طوال حياتها في مونروء كانت كرستين دائمًا الشقيقة الصغرى 
لشخص ماء وفكرت أنها في هامتن سوف تصبح امرأة مستقلة؛ 
فتقدمت فى الخريف إلى المدرسة» جاعلة من فيسك خطتها 
البديلة. وجاء رد هامتن على هيئة رسالة تعرض عليها منحة 
دراسية بتمويل من صندوق اتحاد الكليات الزنجية. 

بعثت كرستين رسالة إلى أمها في مطلع 1958 تقول فيها: «لقد 

Gold‏ هامتن. حصلت على منحة في هامتن» وإذن فما من 
سبب يدعو کم إلى عدم السماح ى بالذهاب». ثارت ثائرة ديمسا 
مان لفكرة أن تذهب طفلتها بعيدًا بهذا القدرء وبمفردها تمامّاء 
ولكنّها كانت تعلم دائمًا أن ذلك اليوم آت بلا شك» فشبجعت 
أبناءها واحدًا تلو الآخر على الرحيل عن مونرو. لم يكن لهم 
شيء هناك - لا وظيفة ولا مستقبل. وبرحيل أبنائها عن وطنهم 
لا بغيره» قد تسنح لهم الفرصة لتحقيق ما كدحت هي ونوح من 
أجل غرسه فيهم. 

في مايو من عام 11958 تخرجت كرستين في آلن. ومنذ أن 
حلّق سبوتنيك في أكتوبر 1957 وحتى ألقت كرستين خطاب 
التخرج باسم زملائها وعليهم» أطلق السوفييت قمرين صناعيين 


ا من اا te‏ على لوصول اء جلت إلى طلا 


269 


آخرين» هما سبوتنيك 2 وفيه الكلبة لايكاء وسبوتنيك 3 
واستطاعت الولايات المتحدة -في لعبة المطاردة- أن تضع 
قمريها الصناعيين إكسبلورر 1 وفانجارد 1 في المدار برغم فشل 
ثمان محاولات إطلاق لفانجارد. في ما بعد سبوتنيك استشرى 
| عبان ا ی E‏ اس E‏ 
الرياضيات والتكنولوجيا الأمريكيين» Ga‏ أدى إلى أن أصدر 
الرئيس أيزنهاور قانون تعليم الدفاع الوطنيء وهو إجراء هدفه 
رعاية المواهب العقلية اللازمة لتحقيق النجاح في الفضاء - على 
المديين القريب والبعيد. 

فى حين أن «مدارس الهندسة الحمراء» فى الاتحاد السوفييتى 
«تکدّست بالنساء» - فبلغ النساء ثلث ae‏ الهندسة E‏ 
حسبما أفادت واشنطن بوست في 1958. كانت الولايات 
المتحدة لم تزل تكافح للعثور على مكان للنساء والزنوج في 
أماكن العمل ذات الطبيعة العلمية» وفي المجتمع بصفة عامة. فإذا 
باللاضطرابات» التي اعترت الولاية على هيئة احتجاجات طلابية 
في جرينسبوروء تتبع كرستين وتحيط بها في معهد هامتن. ومع 
أن سنين سوف تمر قبل أن تدرك أن هامتن كان تدريبها الأساسي 
للانضمام إلى «الجيش المدني في الحرب الباردة»» فقد كانت 
شهور قليلة هي التي تفصلها عن ملاقاة بعض قصص النجاح التي 
انتهت إليها مصادمات أسبق بين العرق والجندر والعلم والحرب» 
تلك هی النجاحات التى حققتها OF‏ وكينيث ابنتا دوروثى فون» 
وا اة رشن ا وأبناء الكثيرات من النساء اللاتي 
جئن إلى هامتن رودز في جيل سابق فاتخذن منها وطنًا. 

270 


في أغسطسء ودعت كرستين بلدتها مونرو واتجهت شمالا 
مع أبويها في سيارتهم البونتياك هيدرولي التي استوعبت بحجمها 
لكي لات فضا عن الأغراض اللازمة لان تدا بها رستین 
حياتها في هامتن. مضت مرتفعات بلدتها تستوي كلما اقتربوا من 
الساحلء ومثلما حدث لها عندما زارت هامتن للمرة الأولى. 
حدث في هذه المرة أيضا أن ظهر: نهر جيمس. صحيح أنها لن 
تفقد يومًا حبها للجبال» GSI‏ نهر جيمس الواسع الهادئ استولى 
عليها وأذهلها بالتقائه مع خليج شيزابيك» وشدة اختلافه عن 
الجداول الصغيرة المندفعة على الصخور في الوطن. شعرت 
وهي تعبر ذلك النهر إلى هامتن بأنها قادرة على أي شيء. 


tme/t_pdf 


271 


الفصل السادس عشر 
يا له من يوم فارق 


لم تسى كاثرين جوبل وهي في التسعينيات من عمرها 
مشاهدتها وميض نقطة النور في السماء بوضوح تام وكأنها لم 
تزل في أكتوبر من عام 1957. كانت تقف بالخارج في ليالي ذلك 
العام الخريفية» الدافئة في غير أوان eG‏ تتابع النقطة الساطعة 
ذ تتحرك عبر الأفق. وكان المواطنون في هامتن رودز وشتى 
رجاء أمريكا يوجهون أعينهم إلى السماء في مزيج من الرهبة 
والإعجاب. متلهفين إلى أن يعرفوا إن كانت الكرة المعدنية ذات 
الأرطال المئة والأربعة والثمانين» التي أطلقها الروس في المدارء 
قادرة على رؤيتهم وهم يحاولون رؤيتها من أفنيتهم الخلفية» 
ويديرون مؤشرات أجهزة المذياع محاولين التقاط صفير القمر 
الصناعي» بصوته الشبيه بأزيز صرصور من عالم آخر. 

«بوسع المرء أن يتخيل الذعر والإعجاب اللذين يمكن أن 
يسريا هنا لو اكتشفت الولايات المتحدة فجأةً أن aah‏ أخرى 
نجحت بالفعل في إطلاق قمر صناعي». تلك الكلمات واردة 

273 


| 
i 


فى رسالة تصف عرضًا سريًا قدمته شركة راند سنة 1946 للقوات 
الجوية الأمريكية de the‏ فيه أن Lad‏ الولايات المتحدة وتطلق 
«قمرًا يدور حول الأرض»؛ فبدت في عام 1957 أشبه بصوت 
شبح كريسماس المستقبل”" الذي لم يلتفت إلى كلامه أحد عند 
تشارلز ديكنز. فقد كان البحث الفضائي في الأربعينيات A‏ أبعد 
WL‏ مه أن ينال اهماما وتوا متظمين؟ فغرق عرض BS ped‏ 
راند في التراب. 

ثم LY‏ بات سبوتنيك يدور في الأعالي كل 98 دقيقة» طالب 
الأمريكان بمعرفة كيف يتأتى أن يُفاجاً بلدهم -شديد الهيمنة بعد 
الانتصار في الحرب الأخيرة- cles‏ عن عرشه أمام «فلاحين 
متخلفين» مثل الاتحاد السوفييتي. استشرى الذعر من الساحل 
إلى الساحل: أكان واردًا أن يكون القمر منهمكا في رسم خريطة 
للولايات المتحدة É‏ إمطار أهداف فيها بقنابل هيدروجينية 
محمولة على صواريخ؟ تعارك الخوف والمذلة في النفس 
الأمريكية» وأعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السناتور 
لينذن جونسن أن «الأول في الفضاء هو الأول ولا مزيد. والثاني 
فى الفضاء هو الثانى فى كل شىء». فهل كان لسبوتنيك أن يُنهى 
eai‏ السانبة العامة l‏ 

في واقع الأمر لم تكن الولايات المتحدة متخلفة عن الاتحاد 
السوفييتي ذلك التخلف الذي بدا في أعقاب أزمة سبوتنيك؛ فقد 


Ghost of Christmas Yet-—to—come أو‎ Ghost of Christmas Future (1) 
-1812( لتشارلز ديكنز‎ (1843) A Christmas Carol هو شخصية فى رواية‎ 
.(1870 


274 


كان صاروخ الجيش الأمريكي جوبيتر سي قد اخثبر بنجاح في 
مواقف عديدة» وكان الأمريكان متقدمين على السوفييت فى 
مجال أنظمة توجيه الصواريخ في مساراتها إلى الفضاء. SS‏ 
الرئيس أيزنهاور كان قد أصر على أن يعرض غزو أمريكا للفضاء 
على العالم بوصفه ale lige‏ وليس عملية عسكرية سافرة 
تخاطر باستفزاز ردٌ خطير من الاتحاد السوفييتى. كان الأمريكيون 
قد خططوا لإطلاق أول قمر صناعي في المدار ضمن السنة 
الجيوفيزيائية العالمية» وهي LE‏ عن مشروع عالمي PIS‏ 
فى ما بين يوليو 1957 وديسمبر $1958 إذ تعاون علماء فيزياء 
وكيمياء وجيولوجيا وفلك ومحيطات وزلازل وأرصاد جوية من 
ستة بلاد بينها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيبتي على جمع 
بيانات وإجراء تجارب علمية أرضية تحت مظلة تبادل سلمى 
بين الشرق والغرب. وبالهزيمة أمام سبوتنيك» دخل الأمريكان 
السباق محاولين اللحاق؛ فأدار معمل الدفع النفاث التابع للجيش 
الأمريكى قمر إكسبلورر!- دورانًا Glas‏ ناجځا فى ply‏ 1958. 
وبعد شهرين» استطاع مشروع فانجارد -التابع لإدارة معمل 
بحوث البحرية الأمريكية- أن يطلق قمرًا صناعيًاء وإن خسف 
سطوع هذا الإنجاز أمام كثير من الإخفاقات الصاروخية فى 
مشروع فانجارد. 

من الموضع الذي كانت تجلس فيه كاثرين جوبل بالطابق 
العلوي فى هنجر لانجلى» بدت خطوة السوفييت تلك أشبه ببداية 
جديدة لمجانين ناكا. كانت السماوات فوق كل مكان في العالم 

215 


النقل إلى القاذفات» ومن طائرات الركاب إلى المقاتلات. 
وبتحول الطائرات العسكرية المجاوزة لسرعة الصوت إلى واقع» 
وانتقال الصناعة قَدّمًا إلى الطائرات التجارية الخارقة للصوت» 
بدا أن «التطورات الثورية فى طائرات ما دون الغلاف الجوي» قد 
أكملت مسارها. فضلًا عن ذلك» صدر قرار من مقر ناكا في عام 
8 ينهي رسميًا عمليات لانجلي المتعلقة بالطيران فائق السرعة 
التى ظلت ترتحل على مدار السنين من هامتن رودز المكتظة 
بالسكان إلى درايدن المتعزلة فى 'صحراء Lady «dle ye‏ كانت 
كاثرين وزملاؤها في قسم بحوث الملاحة الجوية يتساءلون عن 
الخطوة التالية» أتاهم قمر سبوتنيك الصناعي بالإجابة. 

طالما كانت كلمة الفضاء «كلمة قذرة» في عقلية لانجلي 
الواقعة تحت سيطرة الطائرات. وكان الكونجرس يحذر الأمخاخ 
من إهدار أموال دافعي الضرائب على «الخيال العلمي» وأحلام 
سفر البشر عبر الفضاء. وحتى في مكتبة لانجلي التقنية» التي كان 
يقال إنها تضمٌ أفضل مجموعة في العالم من معلومات الطيران 
الآلي» كان المهندسون يَشْمَون من أجل العثور على كتاب عن 
السفر في الفضاء. 

لم يوقف ذلك مهندسي لانجلي عن تخيل كيفية تطبيق 
معارفهم عن المقذوفات والمحركات الصاروخية وبحوثهم في 
المشكلات الحديثة المتعلقة بالطيران فائق السرعة على المركيات 
الفضائية Gb La‏ مركبة تسافر في الفضاء يجب أولا أن تخترق 
طبقات غلاف Vi‏ > ض الجوي وتسارع عبر حاجز الصوت وتزداد 
الأرقام على عداد سرعة ماخ» قبل أن تنفلت من جاذبية الأرض 

276 


وتستقر على سرعة الثمانية عشر ألف ميل في الساعة» التي تُخرج 
الأجسام في مدار الأرض الأدنى ماضيةً بها في محيط يرتفع عن 
الأرض بما بين 134 و584 ميلا. وفي رحلة العودة» تنزلق المركبة 
عبر احتكاك الغلاف الجوي متزايد الكثافة» مولدة حرارة قد تصل 
إلى ثلاثة GYT‏ درجة فهرنهايت. اكتشف هارفى آلن المهندس 
في ناكاء بحدس عكسي ماء أنه على الرغم من أن غالبية الأشكال 
ذات القدرة الانسيابية الجوية هي الأفضل انزلاقا في الغلاف 
الجوي» OP‏ الجسم البليدء الذي يزيد من مقاومة الهواء بدلا من 
أن يقللهاء هو الأفضل فى تبديد درجات الحرارة القصوى خلال 
رخا الك الهائطة” 7 

في ظل igh‏ حكومة الولايات ا اة على tee ell‏ 
قدم في السباق الفضائي. بات بوسع لانجلي أن يفتح باب مرآبه 
Sia ee‏ وكانت مجموعة pest‏ جون 
بكر Gel a‏ تغمل فيه ماري وان اص مر 
قادرة على الوصول إلى السرعات المدارية ثم تنزلق هابطة إلى 
الأرض مثل طائرة تقليدية هى نسخة متطورة من طائرة إكس 
ل E‏ ار CSI wl‏ 
لمشكلة الفضاءء فتسارع بسبب ذلك الحل خفقان قلوب «رجال 
الجناح» من المدرسة القديمة في ناكا. 

فرض احتدام التنافس مع السوفييت ضغطا إلى تبئّي أضمن 
الطرق وأعجلها إلى الفضاء» حتى وإن كان طريقا لا ينقصه 
الخرّق» وينطوي على تضحية بفاعلية السفر الفضائي بعيدة المدى 
في مقابل نصر أرضي قريب المدى. في قسم بحوث الملاحة 
الجويةء أنفقت كاثرين جوبل أيامها مشغولة العقل والطاولة 

277 


بأوراق بيانات مليئة بمواصفات طائرات حقيقية - لا قطع غيار 
طائرات» ولا نماذج طائرات» ولا أجنحة مفككة في أنفاق رياح» 
Se ee Od:‏ عير Cee‏ . وكان لقسم 
بحوث الفضاء قريبٌ «موصوم بحرية Sal‏ يتمثل في مجموعة 
مهندسين تُعرّف بقسم بحوث الملاحة الجوية دون طيار - أو بارد 
PARD‏ على سبيل الاختصارء وكان أولئك قد اكتسبوا خبرة فى 
الصواريخ» مقيمين ملحق عمليات في نطاق اختبارات معزول 
بجزيرة والوبس قبالة ساحل فرجينيا. بلغت صواريخهم سرعة 
5 ماخ» وكانوا واثقين من قدراتهم على رفع حمولة -أي قمرًا 
صناعيًا يحمل راكبًا بشريًا- إلى مدار في الفلك. 

مع احتداد نبرة المطالبة بإنجاز فضائي» انتقل مهندسو بارد 
وقسم بحوث الملاحة الجوية إلى صدارة المسرح. وإذا CL‏ 
المجموعة المُتحلق حول جهود الولايات المتحدة الفضائية 
يقتسم مكتبًا oly‏ مع كاثرين» ويتناولون معها الشطائر في 
استراحة الغداء» ويجتمعون على حماسة واحدة إلى حل 
مشكلات مثل تخفيف العصف والاضطرابات الهوائية التالية 
لعبور الطائرات» فلا يكاد تاريخ لبرنامج الفضاء إلا ويدرج 
أسماءهم - جون ماير وكارل هاس وتيد سكوبينسكي ودبليو 
إتش فيليبس وكريس كرافت وغيرهم. 

كانت كاثرين جوبل تقف وراء أرقام أولئك المهندسين طوال 
السنوات الثلاث السابقة» وفيما كان البشر يثبون إلى ما وراء 
السماء بقيت هي في ما تفعله. وشأن كثير من الأمريكيين غيرهاء 
كانت كاثرين مستاءة من دوران قمر الروس المعدني عاليًا فوق 
رأسهاء فكم حدثتها نفسها قائلة: «لا يمكن أن نسمح لهم بالمرور 

278 


هكذا دون أن نفعل شيئًا». لكن» بعيدًا عن إرضاء العزة الوطنية 
التي وخزها السَّبْق السوفييتي» كان احتمال المشاركة في شيء لم 
تسبق تجربته أو اختباره أو استكشافه يجد صدّى في نفس كائرين 
aol‏ كان ظهور فرصة لاستكشاف طريقة لإرسال البشر إلى 
الفضاء ء حظا عظيمًا لا حدود لعظمته؛ ففيما عملت مع المهندسين 
لبناء مسار ينطلق من دفء أرضهم وأمنها إلى برودة الخواء في ما 
وراءهاء أخذت مواهب كاثرين جوبل تُحلق فعايًا. 


شهدت دوروثي فون الصخب من مكتب الطابق الثاني في نفق 
رياح الخطة الوحدوية» ol‏ المبنى رقم 1251 a‏ 
الخطة الوحدوية قد atl‏ في عام 1955 Va‏ بقانون يسمح 
انه اللاو رياح eee‏ ارين ادل a spel et‏ الرئيسية. 
الخاص» شأن جميع أقسام المعمل في تلك المرحلة. 

قبل ذلك» لم تقترب قط دوروثي فون وقسم حسابات الغرب 
مثلما اقتربت من مستقبل السرعة الفائقة ذلك الاقتراب المادي؛ 
جع اتفال المعمل لبداية عصر الفضاءء Eg‏ لنفق رياح الخطة 
الوحدوية أن يبقى أحد أكثر الأقسام انشغالا في المركز باختباره 
«تقريبًا جميع الطائرات والصواريخ ومركبات الفضاء e‏ المجاوزة 
التاليين. UT‏ فى ما يتعلق بعمليات المركز الحسابية فقد باتت 
مجموعة دوروثي موجودة الآن على الهامش. بحلول عام 1956» 
كان المزيد من النساء السوداوات قد بتن يعملن فى جهات أخرى 

279 


بالمعمل عدا قسم حسابات الغرب نفسه. وبعد أكثر من عقد 
في مكتب he‏ من غرفتين في معمل حمولات الطائرات. إذا 
بدوروثى والنساء الباقيات معها ينتقلن -وقد انخفض عددهن- 
ol‏ مك اعد فن cabs .1251 sel‏ مريام مان وأوفيليا 
تايلور وتشابي بيدريو وكثيرات غيرهن من دفعة عام 1943 بقسم 
حسابات الغرب عروضًا لشغل وظائف دائمة فى مجموعات 
هندسية - مثلما حدث مع كاثرين جوبل وماري جاكسن. وازداد 
احتمال أن تلتقي دوروثي فون بزميلاتها السابقات في كافيتريا 
لانجلى أو موقف السيارات أكثر من احتمال مقابلتها إياهن فى 
ابا يوم العمل: ۰ 
لمحت دوروثي أطياف مستقبلها الشخصي حينما ISS‏ 
لانجلي مجموعة حسابات الشرق سنة 1947 . كانت كل منشأة 
يقيمها المعمل تطالب بالتخصّص بين موظفيها. ومع ازدياد 
Sg‏ مشكلات الطيران الأساسية وضوحًاء صار المستوى 
التالي من الأسئلة يتطلب معرفة أدق وأعمق» بما Jar‏ فكرة 
de pores‏ الحسابات الجركزية <المؤلفة فرج حاسنات hye poe‏ 
التخصص قادرات بآلاتهن الحاسبة الميكانيكية على التعامل مع 
أي نوع من العمل المتدفق- تبدو فكرة يجانبها الصواب. ep‏ 
كان لردٌ فعل ناكا على سبوتنيك من أثر فهو أنه زاد عملية التغيير 
حدة؛ إذ انقسمت المهمة الهرقلية المعنية بالإبحار بالبشر في 
السماوت إلى العديد والعديد من المهام الصغيرة والاختبارات 
والأجزاء والناس. صارت خبرة المجالات الفرعية هي مفتاح 
النجاح المهني للمهندسء وباتت الخبرة ضرورة لا غتى عنها 
لاختصاصيّي الرياضيات وكذلك للحاسبات» ودونهاء كانت 


280 


النساء المتبقيات في المجموعة المنعزلة ليبقين في حالة برزخية 
تقنيًا. 

لقد كان توظيف المعمل لاختصاصيات الرياضيات خطوة 
مهمة تأسيسية للنساء السوداوات» ولجميع النساء في لانجلي 
بالتأكيد؛ إذ كان توظيفهن بمنزلة توسيع لتعريف الشخص الصالح 
للانضمام إلى قوة العمل العلمية في البلد. ومنذ بداية المجموعات 
الحسابية» تجاوزت النساء بسهولة توقعات المهندسين» رافعات 
في ثنايا ذلك الحاجز المواجه لهن. ٠‏ ومع نكوص أيام الحرب 
العالمية الثانية إلى الذاكرة» نكص بالمثل التوقع Ob‏ النساء يمكن 
أو يجب أن يشغلوا وظائف الميكانيكية وعمال محطات الوقود 
وخبراء الذخيرة وأيضًا اختصاصيّي الرياضيات. ومع ذلك» بعيدًا 
عن أعين العامة» كانت مجموعة من أضخم مجموعات العمل 
النسائية من اختصاصيات الرياضيات في الولايات المتحدة لم 
تزل في مكانهاء وقد اقترنت هويّات أفرادها بوظائفهن. 

ضمن whe‏ الدفاع SY‏ وظيفة حتى التقاعد. غير أن الترقي 
ated‏ جه فهرم و ذلك Vsti‏ يهل eS sal‏ وإثباته 
تجريبئّاء ÉS‏ تنفيذه أبعد ما يمكن عن البساطة؛ فلو أرادت al yal‏ 
ترقيةء كان عليها أن تترك مجموعة الحسابات وتعلق في ذراع 
مهندس» وتكتشف كيفية الجلوس إلى أزرار التحكم في نفق 
رياح» وتقاتل لنيل الجدارة بتقرير بحثي؛ ولكي تتحرك صعوداء 
عليها أن تقترب ما استطاعت الاقتراب من غرفة ابتكار الأفكار. 

بزوال قسم حسابات الشرق» خوصرت حسابات المنطقة 
الغربية بين جبهتين؛ فلم يقتصر أمر المجموعة على أنها سوداء 

281 


كلهاء بل لقد كانت أيضًا القسي الوظيفي الوحيد الذي بقي 
مقصورًا على النساء ذ في المعمل calS‏ وبحلول الخمسينيات» بات 
ذلك الم seals‏ رة من الو كد أن الرجال السوة 
من أمثال توماس بيردسونج وجيم وليمز ولاري براون كان عليهم 
أن يصارعوا الانحيازات العنصرية» لكنهم بدأوا مسيراتهم المهنية 
في لانجلي بجميع المزايا التي يحظى بها المهندس. وبرغم فجوة 
المجموعات الحسابية المرتبطة ببارد وبحوث الملاحة الجوية 
والأنفاق الكثيرة التي كانت تعمل فيها النساء ويشرفن عليهاء 
كانت أولئك النساء -ومنهن الحسابات السوداوات المندمجات 
ee rare‏ 
TT 0‏ 
آنذاك 5 تشرف على ملحق» ربما بقي مرتبطا بالعملية البحثية لکن 
وظيفته تضاءلت بمرور الوقت. 


كان تفكيك قسم حسابات الشرق مسألة إدارية بسيطة» ناتجة 
من العرض والطلب والمواءمة؛ فحينما تناقص عدد المجموعة 
ولم يعد يضمن الحفاظ على وجود القسم» وزّع المعمل ببساطة 
المتبقيات على أقسام أخرى وأضاف تكليفاتهن العالقة إلى 
حسابات الغرب. ولكن» ما بقيت عبارة «حاسبة الغرب» شفرة 
سرية ل «الحاسبة الملونة)» فقد بقي القرار بإسدال الستار على 
مجموعة دوروثي يستوجب المزيد من النظر الدقيق. 

كان التقدم» الذي أحرزته النساء السوداوات على مدار 

282 


السنوات الأربع عشرة السابقة» Ole‏ لا تخطئه عين؛ فالطلب 
على قدراتهن الرياضية فتح Sd)‏ باب لانجلي الأمامي» وجودة 
العمل الذي قمن به أبقتهن على طاولاتهن. a‏ خلال الألفة 
التي نمت بسبب انتظام الاتصال» أمكنهن أن يحققن أنفسهن. ye‏ 
باعتبارهن «البنات المَلوّنات)» بل باعتبارهن «البنات» وحسب» 
اللاتي اعتمد عليهن المهندسون في سرعة ودقة ترجمة خام 
الهذيان الصادر عن آلات المعمل الضارية إلى لغة قابلة للتحليل 
ولوا ل ves‏ السماء في جمال وقوة. 

كان التواصل الاجتماعي الحق بين الأعراق لم يزل أقرب إلى 
المحال» غير أنه فى حدود جدران مكاتبهن» نمت العلاقات بمرور 
الأيام المحتدمة والسنين cl pal‏ فإذا بها علاقات احترام» وولع» 
بل وصداقة. صار الزملاء يتبادلون بطاقات التهنئة فى الكريسماس» 
ويسألون عن أخبار أزواجهم وأبنائهم؛ فأعطت زوجة أحد 
المهندسين لابنة مريام مان عملة جديدة لامعة UŽI‏ في حذائها 
يوم عرسهاا'. وكان الموظفون يتجمعون في أنشطة خارج العمل 
وإن أقاموها في المعمل: Se‏ هنري ريد في عام 1954 تشابي بيدرو 
ضمن مديري صندوق لانجلى الموحد الأول» وكان مبنى الأنشطة 
هو موقع لقاءات النادي وملتقيات cg pill‏ للالتفاف على حرج 
البحث عن مكان في البلدة يقوم على خدمة مجموعة مختلطة 
عرقيًا وصعوبته. صار الموظفون السود يحضرون فعاليات تشمل 
المعمل كله» مثل حفل الكريسماس السنوي» وتطوعت يونيس 
)1( وهو تقليد مُستلهم من أغنية شعبية ترجع إلى العصر الفكتوري: something‏ 


old, something new, something See something blue,a sixpence 
in her shoe 


283 


سميث في إحدى السنوات لتكون مساعدة لسانتا كلوز. وفي كل 
cele‏ كان أبناء دوروثي فون يعدون الأيام منتظرين نزهة المعمل 
العملاقة التي Opal‏ فيها ويقصفون برفقة الأولاد الآخرين 
ويأكلون حتى التخمة من السجق المشوي والهمبرجر. 
لقيت التغيرات الاجتماعية والمؤسسية فى لانجلى Kes‏ من 
قوى الحقوق المدنية التى كانت تزداد قوة فى البلد؛ فقد نشط آيه 
فيليب راندولف -المناصر العنيد لحقوق التصويت والمساواة 
الاقتصادية- في العمل مع المنظمين الشبّان» خصوصًا قس 
كنيسة في مونتجمري بألاباما يُدعى مارتن لوثر كنج الابن» وراعيًا 
زميلا يُدعى رالف 1 OSU‏ أسهما في تنظيم مقاطعة حافلات 
المدينة على إثر اقتياد طالبة فى الخامسة عشرة تدعى كلوديت 
كولفن وخيّاطة في الثانية والأربعين تُدعى روزا باركس" إلى 
السجن لرفضهما التخلي عن مقعديهما في قسم «البيض» من 
حافلة. وشأن الحال فى قضية إيرنى مورجان7». التى اعتّقلت فى 
مقاط hla‏ را 1948 لأرتكانها المخالقة تا 
انتهت معركة دمج حافلات مونتجمري في النهاية بالظفر بجلسة 
أمام المحكمة العليا. ومرة أخرى» قضت محكمة أمريكا العليا 
بعدم قانونية الفصل العرقي. وقفز الجدل المثار حول مقاطعة 
Ralph Abernathy (1)‏ )1990-1926( قش أمريكي وناشط في الحقوق 
المدنية» أسّس مؤتمر الزعامة المسيحية الجنوبية. 
Claudette Colvin (2)‏ (1939-) ممرضة أمريكية متقاعدة Rosa Parks;‏ 
)2005-1913( ناشطة AS pl‏ والائنتان كانتا من رموز حركة الحقوق 
المدنية» وترد إشارات كثيرة إلى الأخيرة منهما في ثنايا الكتاب. 
Irene Morgan (3)‏ (2007-1917) 


284 


الحافلات بدكتور كينج فتصدّر عناوين الإعلام الوطني بوصفه 
زعيم حركة الحقوق المدنية. 

مضت قاعدة القوات الجوية في لانجلي وفورت مونرو خطوة 
أبعد نحو دمج الإسكان والمدارس في قواعدهما؛ فبوصفها منشآت 
فيدرالية كبرى یہ يتحتم عليها الانصياع للقانون الفيدرالي. Ul‏ ولاية 
فرجينياء على النقيض» فزادت راية جيم كرو ارتفاعًا. وفي السنين 
التالية للحكم في قضية براون ضد مجلس التعليم» تورّمت كراهية 
السناتور هاري بيرد للقانون حتى باتت حركة مضادة -عُرفت ب 
ii idle‏ جاع لتقل لاسي جك 
إقامة درع واق من الدمج. تولى السياسي جيه ليندسي ألموند من 
منظمة بيرد ماشين» أي آلة بيرد» منصب الحاكم ورئاسة الحزب 
في يناير 1958؛ فقال في خطبة توليه منصب الحاكم إن «الدمج 
في أي مكان يعني الدمار في كل مکان»» فكانت كلماته انعكاسًا 
أسود لكلمات ليندن جو نسن'" القلقة في تعليقه على سبوتنيك. 
زعم حكام للولاية من الديمقراطيين الجنوبيين أنهم واقفون 
على جبهة الدفاع عن الجنوب كله و«طريقته في الحياة»؛ فمرّروا 
حزمة قوانين تشرّع حق إغلاق أي مدرسة عامة تسعى إلى الدمج. 
وتساءل عمود في نورفوك جورنال آند جايد: «كيف يتسنى 
للسناتور برد وهاردي عضو الكونجرس عن فرجينيا أن يأسيا في 
لحظة لتخلفنا عن الروس في برنامجنا الصاروخي وفي اللحظة 
التالية يناصران إغلاق المدارس في فرجينيا؟». 


Lyndon Johnson (1)‏ )1973-1908( رئيس الولايات المتحدة السادس والثلاثون 
)1969-1963(. 


285 


ازدادت المواجهة احتدامًا بين أنصار الدمج والفصل العرقي؛ 
ففي عام 11956 رفع الاتحاد الوطني لدعم المُلوّنين وتطويرهم 
قضايا في نورفوك وشارلوتسفيل وآرلينتن بهدف إرغام المدارس 
في تلك المناطق من فرجينيا على الدمج. 39 أنصار بيرد بتوجيه 
أموال دافع الضرائب إلى تمويل «المنشآت الأكاديمية المنفصلة 
(US e‏ المقصورة على البيض» أي المدارس الخاصة المقامة 
للالتفاف على الدمج E‏ المدارسٍ العامة . صار وضع اللاستحالة 
الذي آلت إليه مدارس فرجينياء دليلًا على صعوبة استئصال جذور 
النظام الطائفي الذي وسم bil,‏ يكل تفاعل تقر ak‏ 
وغير البيض منذ أن وطأت أقدام الإنجليز أرض ساحل فرجينيا 
Sy‏ الصحفي جيمس رورتي في كومنتاري مجازين قزل إنه 


اافى حَيْن أن الدمج لم يُولّد بعد Sp‏ تعليم الزنوج 'المنفصل 
والمتساوي” محلّك سر». 


ما من شك في أن استطاعة حاسبات الغرب العثور على فرص 
Shy‏ ينتقلن إلى مواقع جديدة في المعمل قد خففت بعض الضغط 
عن كاهل إدارة لانجلي وزادت يدها قوة في مسألة الدمج. ريما 
كان ليسهل على لانجلي أن يستمر في نهج إلغاء التمييز العنصري 
الأصيل cad‏ منهيًا قسم حسابات الغرب بعد عثور آخر نسائه على 
مواطن جديدة في القسم الهندسي» شأن صبية المدارس الابتدائية 
إذ ينتظرون انتقاءهم لفريق الكرة. بدافع من طبيعة المهندسين 
العملية» ثبتت الإدارة على التسامح مع تجاهل لافتات الحمّامات 
JIGS,‏ الطجام W‏ هي فرصت تاع العو اعد قربا ولا هن 
ألغتها بالمرة. وربما كانت لتمضي سنوات أطول قبل أن تتخذ اليد 
256 


الخفية التي قهرتها مريام مان في غرفة الطعام مطلع الأربعينيات» 
الخطوة التالية المتمثلة في انتزاع لوافت «للبنات المُلوّنات» 
المعدنية عن أبواب حمّامات لانجلي. ولكنْ» من خلال قفزات 
الولايات المتحدة إلى الفضاءء استطاع الروس أن يحيلوا حتى 
السياسة العنصرية المحلية إلى وقود للصراع الدولي. ومن خلال 
إرغام الولايات المتحدة على التنافس اكتسابًا لولاء الدول الصفراء 
والبنية والسوداء» التى طرحت عن نفسها أغلال الاستعمار» ترك 
السوفييت أثرًا على شيء أقرب كثيرًا إلى الأرض» وأصعب في 
نهاية المطاف من وضع قمر صناعي في الفضاءء أو حتى إرسال 
إنسان إليه: وذلك هو إضعاف قبضة جيم كرو على أمريكا. 

كان بول دمبلنج نائب المستشار القانوني في ناكا قد كتب في 
مذكرة مُوْرَّخة بعام 1956 يقول إن 80/9 من سكان العالم مَلوّنون»» 
مضيمًا أنه «في ظل محاولة قيادة أحداث العالمء لا بد لهذا البلد 
من أن يوضح للعالم أننا نمارس المساواة بين الجميع داخل هذا 
البلدء فلا ينبغي أن ترى البلاد» التي يمثل المُلوّنون غالبيتهاء أن 
OLY I‏ المتحدة a‏ مود رولك bidai‏ 
بيرد الملتزمة بالفصل العنصري تفكيكا كاملا اقتضى أكثر من كرة 
سوفييتية لامعة وأكثر من الخوف من ازدراء العالم. في حدود 
ما كان يعني الفصل العنصريء كان الدمج العنصري والشيوعية 
شيئًا واحدًا وخطرًا واحدًا على القيم الأمريكية الموروثة. غير 
أن أولئك المشحونين بالإهانة» التى لحقت بأمريكا فى الفضاءء 
رأوا قوة فى أن يواجهوا السرّية Esai‏ بأضدادها -أي الشفافية 
aa‏ اها 6 


287 


ومع أن 1525 من المتنافسين داخل الحكومة الأمريكية كانوا 
يتبارون من أجل قيادة الجهود الفضائية - ومنهم القوات الجوية 
الأمريكية ومرصد بحوث البحرية الأمريكية في واشنطن وفيرنهير 
فون براون والألمان الذين كانوا يديرون وكالة صواريخ الجيش 
البالستية في هانتسفيل بألاباماء وقع الاختيار على ناكا لتكون 
مستودعًا لجميع عمليات أمريكا الفضائية المحمومة. كانت ناكا 
-المدنية البريئة الغنية بالموهبة الهندسية- هي الوعاء الأمثل. في 
أكتوبر من عام 1958ء وباتخاذ الأم لانجلي نواة أساسية» صهرت 
الولايات المتحدة جميع عملياتها المتنافسة» بجانب معمل الدفع 
النفاث» في ناكا. وحملت المؤسسة الموسعة al‏ جديدًا هو 
الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاءء ناسا. 
; ناكا كانت tale‏ متجهؤلف: Migs‏ إلى جحد بعد Ut‏ ناسا 
فأسّست لتكون رفيعة القدرء رفيعة الشأن» تنصتٌ عليها أنظار 
العالم. كان العملء» الذي ينجزه مجانين ناكاء يختفي وراء 
عمليات أكثر علنية تقوم بها قوات الجيش ومصانع الطائرات 
التجارية» LET‏ ناسا فأسّست على أن «تنشر من المعلومات المتعلقة 
بأنشطتها أكثرّها عملية وملاءمة»» Oly‏ تعلن على المواطنين 
جميع الإخفاقات والمآسي الناجمة عن مساعيها héy‏ عبر وسيط 
التليفزيون الحديث المؤثر. وتحت أعين العالم» وجب أن تكون 
المؤسسة الجديدة حاملة العلم الأمريكي إلى الفضاء «نظيفة» 
مثالية من الناحية التقنية» ذات جدارة» وحاملة راية أسطورة». 

لم يسفر التغير من ناكا إلى ناسا عن تغيير كبير في منشآت 
لانجلي» ولا استوجب تغييرات كبيرة في فريق عمل المعمل» 

288 


ولكنَّ تحول النهج والمسؤولية العامة عن المعمل تميّزا في 
طبيعتهما بمثل تميّز عصر الملاحة الجوية الذهبي في الخمسينيات 
عو عضن الفضياة. في ole‏ المكان الأحرق» Gi‏ كات 
الموتدشون المبتدئون يتنافسون فيه على Cid‏ مشرؤغاتهم 
الخاصة في ظل غفلة مقصودة من مشرفيهم» والذي تضخم فيه 
المعمل المركزي حتى أصبح مؤسسة ذات ثقافة متماسكة وفريق 
عمل من خمسة آلاف شخص» قد تحول في ما بي بين أكتوبر 1957 
وأكتوبر 1958 إلى مؤسسة بيروقراطية رفيعة القدر تتبعها عشرة 
مراكز ويعمل فيها عشرة آلاف شخص. 

وفيما كان قانون الفضاء لعام 1958 يشق طريقه عبر الكونجرس» 
ساحبًا وراءه حزم الوثائق القانونية والمذكرات اللازمة CLAY‏ 
ناسا إلى الوجود» كانت مذكرة تت تتحرك في هدوء داخل معمل 
لانجلي؛ الذي سيتغير اسمه عا قريب إلى مركز بحوث لانجلي؛ 
وهي مذكرة كتبها فلويد طوسن مساعد مدير لانجلي وأرّخها 
في الخامس من مايو سنة 1958 مُنهيًا بها الفصل العنصري في 
لانجلي. r:‏ 

ow)‏ اعتبارًا من تاريخه 1 وحدة حسابات المنطقة 


الغربية». 


مع اقتراب عقارب ساعة ناكا من اللحظة الموعودة» لم يكن 

قد بقي من مجموعة حاسبات الغرب إلا تسع: دوروثي فون 

ومارجوري بيدرو وإيزابل مان ولورين ساتشبل وأرمنتا كوك 

وهيستر لافلي وديزي آلستن وكرستين ريتشي وبيرل باسيتي 
289 


ow RS‏ سميثٌ. وبنصض write,‏ من سطر واحد وجيز» اجتازت 
ناسا جبهة لم تنتهكها سابقتها ناكا. كانت المذكرة بمنزلة علامة 
على نهاية عصر» تغريدة بجعة لفرقة الأخوات. واعتبارًا من تلك 
اللحظة باتت قصة حسابات المنطقة الغربية -قصة عثور دوروثى 
فون وزميلاتها على طريقهن في لانجلي» ومآسي الحرب العالمية 
الثانية وآمالهاء واستبداد اللافتات فى كافيتريا لانجلى وعلى 
أبواب الحمّامات» وإسهامات النساء فى أحد أكثر المشروعات 
التكنولوجية تحويلا لتاريخ الإنسانية- باتت تلك القصة إن 
Eble‏ تتناقله الأجيال» وإن لم تترك بصمة في تاريخ م السود من 
الرجال والنساء الذين كافحوا طلبًا للتقدم في مجتمعهم» والنساء 
اللاتي اندفعن طالبات المساواة الجندرية في جميع مناحي الحياة 
ghia, ANI‏ ادن و الا اصن الرياقسو النين غا 
البشر كيف يطيرون. لما بقي من حياتهن» تحاكت حاسبات 
الغرب السابقات مع بعضهن ومع حاسبات الشرق والمهندسين 
الذين عملوا معهم» تبادلوا جميعًا الحكايات فى حفلات التقاعد. 
التى تزاحمت فى تقويماتهن طوال الستينيات والسبعينيات 
والثمانينيات» ولكنهًا حكايات طبعها تواضع نساء ذلك الجيل؛ 
يزدن عن القول ÉS Sail‏ «يؤدين واجبات وظائفهن». 

كانت نهاية قسم حسابات المنطقة الغربية بالنسبة إلى دوروثي 
فون لحظة امتزجت فيها الحلاوة والمرارة؛ فقد قضت ثمان 
سنوات كي تصل إلى مقعدها في صدارة المكتب. وعلى مدار 
سبع سنوات بعد ذلك» حكمت أغرب العوالم على الإطلاق: 

200 


غرفة مليئة باختصاصيات الرياضيات السوداوات يمارسن 
البحث في أرفع معامل الملاحة الجوية ULE‏ في العالم؛ فكان في 
إشرافها على القسم دعم لوظائف نساء مثل كاثرين جوبل» التي 
سوف تتلقى في النهاية أرفع تقدير من بلدها عن إسهاماتها في 
برنامج الفضاء. كانت المعايير» التي التزمت بها النساء في قسم 
حسابات الغرب» قد وضعت أسس GUT‏ جديدة أمام جيل جديد 
من البنات المولعات بالرياضيات الممتلئات بالأمل فى عمل 
یاراد ری Stl OLS y‏ فن «fot VI‏ الدين يقرا إل BNI‏ 
متشبثين بِهوّياتهم بوصفهم أبناء GUS‏ المنظمة الجليلة» ستبقى 
النساء السوداوات دائمًا شاعرات بالولاء لحسابات المنطقة 
الغربية» وللمرأة التي قادته حتى يومه الأخير» دوروثي فون. 
بلغت دوروثي الثامنة والأربعين في أكتوبر من عام 1958( 
ولم يزل أمامها أكثر من عقد من العمل. التحق أبناؤها الكبار 
بالكليات» وهم الذين كانوا بالغي النحول عند مجيئهم إلى هامتن 
رودز للمرة الأولى» وبات الصبيّان الصغيران مراهقين يتبعان 
الطريق الذي سبقت إليه أخواتهما. مكنها عملها في لانجلي 
من الوفاء بوعدها لأبنائها ومستقبلهم؛ ففي ظل استقرارهم في 
طريقهم العلمي» وامتلاكها Ey‏ باسمها - وقد ترك آل فون أيضا 
نيوسم بارك سنة 1962» لم يعد لشيء أن يوقف دوروثي عن 
تخصيص ما بقي من سنواتها الوظيفية لمطامحها الخاصة. 
قالت كاثرين جوبل عن زميلتها بعد سنين من تقاعدها: «كانت 
الأذكى بين جميع البنات». قالت إن «دوت فون كان لها Fa‏ يخرج 
من أذنيها» (وليس أغرّف بالأمخاخ من كاثرين جوبل). دوروثي 
291 


كانت تفخر برحلتها عبر أيام الفصل العنصريء وبالنصيبء الذي 
أسهمت به مهما يكن حجمه. فى إنهاء تلك الممارسة المتخلفة. 
لقد شاهدت نساء حسابات الغرب bs‏ يرحلن -مع غيرهن من 
نساء المعمل- داخل عمليات ناكاء فيُثبتن معًا أنه متى توافرت 
الفرصة والدعم» Óp‏ لعقل المرأة في التحليل مثل نصيب الرجل. 
وبرغم معرفتها على مدار سنين طويلة أن هذا اليوم آت لا محالة» 
وبرغم بذلها كل ما في وسعها للتعجيل بمجيئه» فقد جاء النصرء 
الذي استطعمته فيما تتحرك المذكرة» مشوبًا بالخيبة. فبقدر ما 
أحرزت المجموعة من تقدم» تراجعت القائدة خطوة إلى الوراء؛ 
إذ انتهت مسيرة دوروثي المهنية كمديرة مع آخر يوم لمكتب 
حسابات المنطقة الغربية. 

لم تكن دوروثي قط بالتي تركن إلى الماضي» وكان العقد 
المنتظر من أكثر العقود التي شهدها المعمل إثارة للاهتمام. 
ولكنَّ بداية لانجلى الجديدة -لحسن الحظ أو لسوئه- كانت 
أيضًا بداية جديدة لدوروثي فون؛ صار عليها أن تبدأ الحياة في 
الوكالة الخ يدانت م ا opal‏ تاكاه جره ريت 
ضمن البنات. i‏ 


292 


Laai‏ السابع عشر 


الفضاء الخارجى 


اليس هذا خيالا lake‏ ذلك ما كتبه الرئيس أيزنهاور فى 
تمهيد وثيقة من 15 ته ونون sera:‏ رك رفن 
مارس من عام 1958ء أعدت اللجنة الاستشارية الرئاسية للعلوم 
الوثيقة لتكون كتيبًا أوليّا للسفر الفضائي» فعرضت المبادئ العلمية 
للسفر إلى ما وراء غلاف الأرض الجوي بلغة يفهمها القارئ 
العام؛ فجاء في فقرة فيها أن «الإسراع بسيارة -كما يعلم الجميع- 
أصعب من الإسراع بعربة طفل». كما عرضت الوثيقة الأسباب 
التي تجعل البرنامج الفضائي -وتكلفته الهائلة- مصلحة لكل 
أمريكي» مقدمة للشعب أربع حجج ينظر فيها. الدفاع الوطني 
والمكانة العالمية بالتأكيد كانا الشاغلين اللذين نقلا أحلام السفر 
الفضائي من عالم الروائيين وغرباء الأطوار إلى الأولوية الأولى 
للبلد. ولم ينافس خوف الأمريكيين من قوة السوفييت الجوية 
الوليدة إلا كبرياؤهم الوطنية الجريحة. 

IL‏ من شأن استكشاف الفضاء أن يوفر فرصة غير مسبوقة 

203 


لتوسيع مجمل المعرفة الإنسانية SUL‏ 0 مثلما قالت الوثيقة. لقد 
انفجرت سبوتنيك وسط «السنة الجيوفيزياتية ASL‏ فانطلقت 
خيالات الخبراء في العالم كله تتصور طوفان البيانات التي قد 
يحصدها قمر صناعي أو مسبار يخترق النظام الشمسي مبعوثا 
ميكانيكيًا أو إلكترونيًًا عن أعينهم الملهوفة. 

LW أن كاثرين جوبل اعترفت بقيمة تلك الحجج‎ A592 
الأهم بالنسبة إليها هي الحجة الواردة في الصفحة الأولى‎ BS 
من الوثيقة: كم تاق البشر إلى ارتياد الفضاء بسبب توقهم إلى‎ 
معرفة ما يقع وراء حدود عالمهم الصغيرء كما رغبوا في مغادرة‎ 
الأرض بسبب دافع قاهر إلى الذهاب إلى حيث لم يذهب من‎ 
لكاثرين» ومع تصاعد وتيرة‎ Lisle قبل إنسان. كان الفضول دافعًا‎ 
استبد بها الفضول. وضعت‎ ca go> النشاط في المبنى 1224 ومن‎ 
وثيقة أيزنهاور جدول عمل مبهمّاء وعديم النفع» للموعد الذي‎ 
ينتظر أن تحقق الولايات المتحدة فيه جملة أهداف فى الفضاء:‎ 
«مبكرًا». و١بعيدًا» و«أبعد» و«أبعد كثيرًا». فى حين كان الجدول‎ 
Bol الحقيقى -ومَن ذا الذي کا‎ 
dega يقتصر على «أسرع ما يستطيعه البشر». كان‎ -$1244 
اختراق أمريكا حدود كوكب الأرض واضحًا وضوح الداعي إلى‎ 
المشكلة لم تكن متى أو لماذاء بل هي كيف. ذلك ما‎ ESI ذلك.‎ 
كان يُضني کاثرین جوبل أن تعرفه.‎ 

ولم تكن الوحيدة GE‏ حال؛ فالخطة الرامية إلى غرس العلم 
الأمريكي في السماءء» والقرار المتعلق بالجهة التي تتولى تلك 
المهمة» تصدرا الحوار على المائدة في قاعدة رايت-بيترسن 

204 


للقوات الجوية pla sh‏ ووكالة صواريخ الجيش البالستية التابعة 
لفيرنهير فون براون في ألاباما ومرصد البحرية في واشنطن. 
تلاقى المسؤولون حول الموائد المستديرة في مقرات ناكا وفي 
المعامل التابعة لهاء مشغولين بالتوصّل إلى أسرع طريق ممكن 
إلى الفضاء. لم تضطرم التوقعات في مكان بمثل ما اضطرمت 
في لانجلي؛ فقد أخذ زملاء كاثرين جونسون في المكتب -أي 
جون ماير وتيد سكمبينسكي gle Gly‏ وهارولد «آل» هامر 
وكازل هاس- ينتقلون من اجتماع إلى آخرء مستشيرين بعضهم. 
ومستشيرين رؤساءهم. بحضور ممثلين من مصانع الطائرات 
والهيئات العسكرية» ملتفتين إلى كل مورد متاح بغية تكتيل الذكاء 
اللازم لمسعّى لم يزل منقوصًا. 

كان الدليل الحقيقي الوحيد على أن لأمخاخ لانجلي المقدرة 
على الإسهام في ذلك الأمر هو «مقدمة في الميكانيكا الفلكية»'" 
وهو كتاب دراسي صادر في عام 1914 من تأليف فورست راي 
مولتن. هكذا بدأ المهندسونء الذين كانوا أعلم من غيرهم 
بالمركبات الطائرة» صعود المنحنى التالي؛ فقام هنري بيرسن 
-رئيس الفرع الذي عملت فيه كاثرين- بتنظيم سلسلة محاضرات 
ل«التعليم الذاتي» بدأت في فبراير 1958 واستمرّت حتى مايو. 
مجتدة أفرادًا من مهندسي بحوث الملاحة الجوية وبارد لتقديم 
واحد من الموضوعات السبع عشرة المتصلة بتكنولوجيا الفضاء. 
وحتى في أولى شهور الارتباك التالية لسبوتنيك» استشعر كبار 


.Forest Ray Moulton J Introduction to Celestial Mechanics ( 


) 


295 


المهندسين في تلك الاقسام — وهم ذوو عقود من الخبرة في 
بحوث ee oe‏ رركي Ee‏ تحني بالشيال 
العلمي)ء أن بين أيديهم فرصة لا تسنح ذ في العمر إلا مرة؛ فزجُوا 
بأنفسهم في الفصل الدراسي. ان ا 
المدارية» وحاضر آل هامر في الدفع الصاروخيء وتولى آلتن مايو 
إعادة الدخولء أي المشكلة التي يواجهها الجسم لدى رجوعه إلى 
الأرض. حاضر كارل هاس في فيزياء النظام الشمسي. تولى تيد 
سكوبينسكي مسؤولية مسارات المقذوفات» شارحًا الرياضيات 
التي تصف مسار مركبة فضائية منذ مغادرتها سطح الأرض وحتى 
استقرارها في مدار محيط بها. 
وقعت كائرين جوبل في غرام وظيفتها في لانجلي تقريبًا منذ 
اللحظة التى سارت فيها عابرة باب حسابات الغرب. والسنوات 
الأربع» التي قضتها في إجراء الحسابات الرتيبة المتعلقة بتخفيف 
العصف. لم تزدها إلا رغبة في التهام كل قطرة معرفة يمكنها 
نيلها من المهندسين الذين عملت معهم. غير أن عملها -في 
ظل Jag‏ أولويات قسمها من الملاحة الجوية إلى الفضاء- 
كان يسلك انعطافة جذابة. بقى تدليك آلة مونرو الحاسبة وملء 
أوراق البيانات» التى adi‏ تزداد 4b‏ وعرضًا كلما ازداد 
العمل دقة- Pee pea ee‏ اليومية. By‏ المهندسين باتوا 
إذ ذاك يعهدون إليها بمهمة تجهيز الرسوم البيانية والمعادلات 
م eee ca‏ . بدا ذلك مثل رنين 
lad ais gee ys‏ إلى م: منهج الهندسة التحليلية للفضاء الذي 
وضعه لها د. كلايتور. Bed‏ د. كلايتور المزعجة والسريعة 


206 


تلك هي التي وضعت الأساس لكل من محتوى العمل الموكول 
إليها ولتوتر إيقاعه. وكان ذلك التأهيل حاسمًا وهي تضع الطائرة 
الديكارتية Cartesian‏ ثلاثية الأبعاد التجريدية لتكون جاهزة 
للاستعمال وتحت إمرة محاضرات تكنولوجيا الفضاءء التي 
كانت تكتمل في صورتها النهائية محاضرات مكتوبة» ولتصبح 
دليل الاستعمال المكتوب في زمن الاستعمال نفسه. 

دأبت كاثرين على أن تنصت باهتمام لكل مايقوله المهندسون؛ 
مرهفة أذنيها لشذرات الحوارات» ملتهمة مجلة «آفييشن ويك» 
التهام طفل لمجلات النكات؛ فقد علمت أن العمل الحقيقي 
يجري tha‏ فى المحاضرات واجتماعات التحرير» ووراء 
الأبواب المغلقة too‏ بضع المهندانون التقارير البحثية الأولية 
لفحص لا يرحم. ويُشدّدون الاختبار على ما صمَّموه بأنفسهم من 
طائرات. تزايد اهتمامها بمحاضر الاجتماعات بتزايد اقترابها منهاء 
وقياسًا إلى بقية UY‏ كانت من المطلعين داخل دائرة المطلعين؛ 
فحظيت بمقعد متقدم داخل المشهد الذي كان بقية المواطنين 
يعرفون بأمره من خلال الصحيفة اليومية وأخبار المساء. لكن» 
مهما بلغ قربها من الغرفة التي تُعمّد فيها الاجتماعات» فقد بقيت 
بعيدة عنها ما دامت لم تجتز بابها. 

لم تكن إقامة طائرة تمثل Es‏ بالقياس إلى رعاية البحث العلمي 
من خلال عملية المراجعة شديدة الصرامة فى لانجلى. «اعرض 
tbl‏ وأسّسه. وروّجه بحيث يصدقونه» - ذلك كان أسلوب 
لانجلي. تحتّم على كاتب الوثيقة في ناكا أن يواجه قصف فرقة 
مُؤلفة من أربعة أشخاص أو خمسة tly ofS‏ على تخصّصهم 

207 


وخبرتهم في الموضوع (وكان التقرير التقني هو الأشمل والأدق. 
والمذكرة التقنية أقل رسمية بعض الشيء). وبعد عرض النتائج» 
تطرح اللجنة -وقد اطلعت مسبقا على التقرير وحللته- سيلا 
من الأسئلة والتعليقات. اتسمت اللجان بالفجاجة والقسوة فى 
استخراج الأخطاء والتناقضات والأقوال غير المفهومة والنتائج 
غير المنطقية الغائمة وراء الرطانة التقنية. وكل ذلك كان يسبق 
إخضاع التقرير لمعايير الأسلوب والوضوح والنحو والعرض 
الموروثة عن بيرل يانج» ويسبق إضافة الجداول والرسوم البيانية 
الخلابة التي تختزل أوراق البيانات إلى نقطة متماسكة مقنعة 
بصريًا؛ فقد يستغرق التقرير شهورًاء بل وسنين» قبل اكتماله في 
صورته النهائية. 

كانت كاثرين تجلس مع المهندسين لمراجعة الاشتراطات 
اللازمة لمحاضرات تكنولوجيا الفضاء والتقارير البحثية التي 
أخذت تننج من تلك العمليةء مصغية بانتباه لتعليماتهم طارحة 
الأسئلة كعادتها؛ فلم يكن مقصودًا من الاسئلة مجرد استيضاح 
الأوامر التي تُملى عليهاء بل هي أسئلة كالتي قصفت بها أبويها 
ومعلميها في طفولتها توسيعًا وتعميقًا لفهمها للطريقة التي يعمل 
ا ی ن النهائة اد شرع للعالع و اقرب 
إلى الدقة والكمال. لماذا يا ينبغي أن تراعي معادلة المنحنى طبيعة 
الأرض المفلطحة؟ وا ges‏ حساب خطأ abil‏ الناقص 
لتحقيق دقة التنبؤ برجوع قمر صناعي إلى سطح الكوكب؟ 

لقد طرحت الكثير من الأسئلة لمجرد أن نطاق عملها deal‏ من 
الطرف المديب لطائرة سيسنا 405 الصغيرة إلى زعنفة الذيل.؟ 


298 


5 
o 


LI‏ الآن فقد تكاثرت الأسئلة» وتعقدت على الفهم» ولأنها جميعًا 
أسئلة جديدة» فقد شعرت أنها باتت هي والمهندسون معًا عند 
See‏ واحد في التعلم. ومع تكائف العملء استيقظ في عقلها 
شيء ما كان غافيّاء وما استفاق إلا ليبقى lit‏ درست PY‏ 
وفحصت منطقه» تمتمت مثلما كانت تفعل في عملها التحليلي. 
طرحته في أول الأمر على نفسها ES ht‏ في النهاية وجهت 
الال إلى الموكلاسين: 

سألتهم: «لماذا ليس بوسعي حضور اجتماعات المُحرّرين؟» 
لم يكن تلخيص التحليلات في مثل إثارة حضور حدث تكوينهاء 
as‏ كان لها ألا ترغب فى أن تكون جزءًا من النقاش» وقد كانت 
الأرقام في نهاية المطاف هي 

قال أحد الرجال من زملاء كاثرين إن «البنات لا يحضرن 
الاجتماعات». 

فعاجلته كاثرين قائلة: «هل ثمة قانون بذلك؟». والحق أنه لم 
يكن من قانون كذلك. كان من القوانين ما يُعيّن لها أين تلبي نداء 
الطبيعة -وقد تجاهلتها في لانجلي- ومن أي صنبور تشرب» 
ومن القوانين ما منعها من طلب بطاقة ائتمانية باسمهاء فهي امرأة. 
لكن لم يكن من قانون ينطبق على اجتماعات التحرير» ولم يتعلق 
الأمر بها وحدهاء بل هي الطبيعة التي جرت عليها الأمور دائمّاء 
أو ذلك ما قيل لها. 

لم يكن منع الحاسبات من حضور اجتماعات التحرير قاعدة» 
بل مبداً نافذ» ترجع جذوره إلى الممارسة ويجري تطبيقه على 
نطاق واسع» ولكنه لم يكن يخلو من استثناءات في بعض 

209 


المواقف؛ فقد أتاح لانجلي لكل رئيس قسم ومن يتبعه من رؤساء 
الفروع والمجموعات مساحة حرية محددة فى الإدارة» las‏ ما 
تُرجَع مسائل ترقية امرأة أو زيادة راتبها أو السماح لها بحضور 
الجلسات الساخنةء التى يُستكشّف فيها المستقبل ويتكوّن» إلى 

في عام 11959 اجتمعت ست موظفات في لانجلي SA-‏ 
ليوسيل كولترين وجين كلارك كيتنج وكاثرين كولي سبيجل 
وروث ويتمن وإيميلي ستيفنز ميولر ودوروثي لي- حول طاولة 
فى أحد مكاتب لانجلى لالتقاط صورة جماعية بدا فيها أن أناقة 
ستراتهن وحسن صنعتها تُضاعف من الثقة الظاهرة في نظراتهن. 
علق المصور على الصورة بكلمة واحدة هى «العالمات»» ولو 
أن الزمن لن يحتفظ بتفاصيل الحدث الذي التقطت فيه الصورة. 
تضمّن معيار وجودهن في الصورة مزيجًا من الدرجة الوظيفية» 
والإسهامات البحثية والمكانة العامة فى أعين رؤسائهن. وكان 

من النساء اللاتي يظهرن في الصورة دوروثي لي» التي CE‏ 
حاسبة فى بارد سنة 1948 فى إثر تخرّجها بكلية راندولف ماكون 
للبنات في فرجينيا بعيد تفكيك قسم حسابات الشرق. عندما 
حصلت سكرتيرة رئيسة الفرع مكسيم فاجيت على إجازة زواج 
لمدة أسبوعين» وطلب من دوروثي أن تنوب عنها؛ فصارت ترذ 
على الهاتف وتوزع البريد فضلا عن واجباتها اليومية» وهي في 
تلك الفترة عبارة عن حل معادلة ثلاثية المتغيرات لمهندس فى 
القسم. في نهاية الأسبوعين» أبهجت فاجيت كثيرًا بمهاراتها في 

300 


الرياضيات Y)‏ بمهارات السكرتارية» فلم تكن تجيد استعمال الآلة 
الكاتبة)» فدعاها أن تصبح عضوًا دائمًا في فرعه» وعهد بتدريبها 
إلى رجال علموها دقائق التسخين الديناميكي الجوي. ولم يحل 
عام 1959 إلا وقد كتبت تقريرّاء وشاركت في كتابة سبعة» منها 
واحد شاركت فيه ماكس فاجیت» ومثلما حدث لماري جاکسن» 
تحت CELOTE‏ 

في مستهل حياتها المهنية بلانجلي» أجرت ديلي بريس حوارًا 
مع دوروثي id‏ وأغلب الظن أن محاورتها كانت الصحفية 
فرجينيا بيجنز المسؤولة عن تغطية لانجلي. سَّئلت: «هل تؤمنين 
أن النساء اللاتي يعملن مع الرجال يجب أن يفكرن تفكير الرجل» 
ويعملن عمل الكلب» ويسلكن مسلك السيدة؟)؛ فقالت: «نعم» 
أومن بهذا»» ثم أوشكت أن تموت خزيًا وهي تقرأ كلماتها في 

کان الجزء ء المزعج في المعادلة هو «سلوك مسلك السيدة». 
إن قدرًا قليلا من الحياء والتواضع قد يكون مخدرًا لذيذاء به 
تسلس التعاملات مع الرجال úf‏ ا لإفراط في الأدب فقد يسم 
آفاق تقدم المرأة. كان "a ja)‏ في النساء أن ينتظرن التكليفات 
من المشرفين؛ ولم يكن متوقعًا منهن أن يبادرن بطرح الأسئلة 
أو يطلبن التكليفات الممتازة؛ فالرجال هم المهندسون والنساء 
Sa‏ الحاسبات» الرجال عليهم التفكير التحليلي والنساء عليهن 
الحساب. الرجال يصدرون الأوامر والنساء يدون الملاحظات. 
وما لم يجد مهندس سببًا يفحمه فيرى في امرأة نذا له Op‏ المرأة 
تبقى خارج مجال إبصاره» يقاس نفعها بحدود المهمة المعينة 

301 


الموكولة إليهاء وتبقى أي مواهب إضافية لديها مجهولة فيها. 

وكان بعض النساء فعلا يقضون أيامهن في خدمة آلية 
لمهامهن اليومية» فيُحلّلن الأرقام في لامبالاة راضية» ويقضين 
على سيول الأرقام بمثل هدوء CVV‏ الحاسبة التي يهدهدنها. 
SSI‏ متوسط مستوى الاهتمام بالعمل بين النساء لم يكن أدنى 
من مثيله بين نظائرهن الذكور» «فرسان أنفاق الرياح الأصلاء»» 
و«مهندسي المستحيلات» العاديين» الذين أمكنهم أن يستخلصوا 
لأنفسهم مكانًا مريحًا داخل البيروقراطية برغم تواضع مواهبهم 
أو طموحهم. وبقيت النساء اللاتي وجدن أنفسهن الحقة في 
ناكا -مثل دوروثي لي كاثرين جونسن- يستيقظن حالمات 
بزوايا الهجوم ومعادلات مدار الجسمين وعمليات التذرية 
فلم ÉS‏ في ذلك G‏ من كريس کرافت وماكس فاجيت وتيد 
سكو بينسكي. ÉS‏ يضاهين زملاءهن الذكور فضولا lal ys‏ 
ومقدرة على احتمال الضغط. وربما بدا طريق تقدمهن Jil‏ شبهًا 
بالخط المستقيم وأشبه قليلا بتوزيعات الضغط والمدارات التي 
كدحن في تصورهاء لكنهن SS‏ عازمات على الانفراد بمقعد بمقعد 
حول الطاولة . غير أنه تحتم عليهن أولا أن يجتزن عقبة عالية هي 
عقبة انخفاض التوقعات. 

مهما تكن المخاوف الشخصية التي انتابت كاثرين جوبل 
من جرّاء كونها امرأة تعمل وسط رجالء أو لكونها واحدة من 
السوداوات القليلات في بيئة عمل بيضاء» فقد كانت تستطيع 
تنحيتها جانبًا حين تأتي إلى العمل كل صباح. وأمور العنصرية» 
وأمور النساء أمكنها أن تدسّها جميعًا في مكان ناء عن الجوهرء 

302 


لكيلا تنال من ثقتها الحديدية. وفى حدود ما كان يعنى كاثرين 
-وبحسب القرار الذي اتخذته هي نفسها- «فقد كان الجميع 
سواسية» بمجرد الوصول إلى المكتب. وقرّرت أن تفترض أن 
ذلك الرفيق الذكي الجالس إلى الطاولة المقابلة الذي تشترك معه 
في خط هاتف ely‏ وقد تشترك معه بين الحين والحين في لعب 
البريدج dele‏ الغداء» يشعر بمثل ما تشعر هي به» فلم يكن عليها 
أن تخترق مجال إبصارهم وتعرض قضيتها. 

لم تردعها الإجابة السابقة فعاودت طرح السؤال: «لماذا ليس 
بوسعى أن أحضر اجتماعات التحرير؟». وكان دأبها أن تواصل 
طرح السؤال إلى أن تتلقى إجابة شافية. فكانت رقيقة في السؤال 
YES‏ مصرة أيضًاء مثل قطرات ماء تنجح أخيرًا في شق مجرّى 
لها في حجر. لقد كانت أعظم مغامرة في تاريخ الإنسانية تجري 
على بعد طاولتين فقط منهاء فمن الخيانة لثقتها في نفسها ولكل 
من قذم لها يد المساعدة يومًا أن تصل إلى هذه النقطة ولا تقطع 
المسافة الأخيرة. كانت تسأل في البداية» ثم صارت تكثر في 
الأسئلة» ثم صارت تطرح أسئلة نافذة في العمل. تسأل بأقصى 
درجات الاحترام لطبائع الأذكياء الذين Je‏ معهم. Jls‏ وهي 
على علم بأنها الشخص المناسب لمهمة بحاجة إلى أبرع العقول. 

وكانت تسأل أيضًا وهي واثقة في القرار النهائي. 

ففي النهاية قالوا غاضبين: «دعوها تحضر). الأمر ببساطة أن 
المهندسين تعبوا من قول لا. ولا بد من أن أنفسهم حدثتهم قائلة 
من نكون نحن فنعترض طريق شخص حريص إلى هذه الدرجة 
على أن يسهم في العمل» وعلى قناعة بجودة إسهامه تجعله يناطح 

303 


الرجال الذين قد ترجُح نجاحاتهم -أو إخفاقاتهم- ميزان نتاج 

في عام 11958 نجحت كاثرين جوبل أخيرًا في حضور 
اجتماعات التحرير ل«دليل فرع التحكم فى قسم بحوث الملاحة 
الغلاف الجوي والفضاء فى الإدارة الوطنية للملاحة الجوية 
والفضاء القريبة Ash‏ ما يكون القرب من النضج والاستواء. 
وصارت كاثرين جوبل قريبة من البرنامج. 


304 


الفصل الثامن عشر 
بمنتهى السرعة والتأني 


لا يمكن أن ينسى Gl‏ من موظفي لانجلي عام 1958. لقد 
ودَّعوا -وهم يغادرون العمل في الثلاثين من سبتمبر - اللجنة 
الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية» وهي هيئة العمليات 
الخاصة التى أشرفت وأدارت فى هدوء ثورة القوة الجوية على 
die 43 sls‏ ا لادان a glad lal]‏ ا ا 
وفي صباح اليوم التالي» سار الناكويون السابقون داخلين مركز 
أبحاث لانجلى» واسطة العقد فى الإدارة الوطنية للملاحة الجوية 
والفضاءء زهي الوكالة الأمريكة الجديدة التي ولدت بتحريض 
من اندفاع مجرد كرة سوفبيتية. لم تتغير المباني» أو الناس؛ بل في 
حالة الكثير منهم لم يتغير العمل الذي كانوا مُكلفين به» ولكنهم 
انتقلوا في ما بين مغرب يوم وفجر غده -ولو في الخيال الشعبي- 
من علماء مغمورين إلى نجوم ساطعة» من غرباء أطوار حقبة 
الطائرات بالأربعينيات إلى حراس لعصر الفضاء في الستينيات. 

في نهاية الخمسينيات» حين بدا برنامج الفضاء الأمريكي 

305 


مفتقرًا إلى التنسيقء هزيلا هزال مهر وليدء كان التنبؤ UY SL‏ 
المتحدة سوف تتفوق على السوفييت أشبه برهان أبله. كانت لدى 
ناسا خطط أخرى» وهي تكوين صندوق عقول في الأم لانجلي؛ 
بحسب ما Ce‏ به مجموعة مهمة الفضاءء وهي مجموعة 
day pw for‏ الحركة شبه مستقلة تكوّنت في المقام SM‏ من 
قسم بحوث الملاحة الجوية وبازد وقادها المهندس روبرت 
جيلروث. أسّست مجموعة مهمة الفضاء في أقدم مباني الجانب 
الشرقي بمعمل لانجلي. ونجح حجيج الفضاء الأوائل أولئك 
(ولم تضم م المجموعة المُؤْلّفة في أول الأمر إلا 45 شخصًا) في أن 
ay‏ براي شاي E fae‏ 
مشروع مي ركوري. ووؤضعت یری الموج ثلاثة أهداف: 
تدوير مركبة فضاء تحمل إنسانًا حول الأرض» والتحقق من 
قدرة الإنسان على العمل في الفضاءء واستعادة 1 من coe‏ 
والمركبة من الفضاء سالمين. 

انتفخت صدور أبناء فرجينيا فخرًا وقد بات الأمخاخ القدامى 
الأخيار يقودون الهجوم على الحمر. أقيم حفل مفتوح بلانجلي 
في أكتوبر سنة 1959 بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لناسا؛ 
فحضره عشرون ألا من fal‏ المدينة المتحمسين المتلهفين على 
نيل نظرة قريبة إلى عمل جيرانهم الاستثنائيين الذين تهاونوا في 
تقديرهم وتجاهلوهم طوال عقود. لم يعد المكان مثلما كان عليه: 
(مجرد حفنة من المبانى الكالحة والناس الكالحة الذين يُعلمون 
E‏ الت aid‏ ويكيزة معادلات dh gb‏ على Bf ole I‏ 
بات الجمهور يرى أن ناسا هي كل ما بينهم وبين السماء الحمراء. 

306 


غير أنه pod‏ على سمعة فرجينيا -بوصفها محل ميلاد الخطوة 
UNE See‏ ا ا 
أمريكا صلابة للاندماج في المدارس 

ايجار دنا سلس عرس مسجو محريو اانه 
Sb‏ عام 1958 سوف gut!‏ بوصفه العام الذي أغلقت فيه فرجينيا 
المدارس العامة». هكذا SU‏ لنوار تشامبر رئيس تحرير فرجينيان 
بايلوت في ساحل فرجينيا وأحد ليبراليي الجنوب من طراز مارك 
إيثردج رئيس تحرير لويسفيل بوست كورير. فدونما ارتداع 
من واقعة ليتل روك سنة 1957 أو تراجع أمامهاء أوفت حركة 
المقاومة الهائلة التابعة UY‏ بيرد بتهديدها؛ ففي خريف 21958 
سلسل ليندساي ألموند حاكم فرجينيا أبواب المدارس المحلية 
التي حاولت الانصياع لقرار المحكمة ee ee‏ 
ليجد 13 ألف تلميذ في المدن الثلاثة» التي مضت USB‏ على 
طريق الاندماج - وهي فرونت لويال وتشارلوتسفيل ونورفوك» 
أنفسَهم باقين بالبيوت في خريف 1958. قال أحد LV‏ البيض 
لصحفي: «إنني أفضل أن يعيش أبنائي جهلة على أن يذهبوا إلى 
المدرسة مع gj‏ كان غر آلاف من ce‏ الذين أغلقت 
في وجوههم المدارس» هم من أبناء نورفوك» و5500 من أولئك 
كانوا ينتمون إلى أسر عسكرية تعمل في قاعدة البحرية» فدفع 
طلبة بيض وسود على السواء ثمن استبسال الولاية فى البقاء على 
العنصرية. 

فى الجهة الأخرى من المياه المتاخمة لنورفوك» وعلى شبه 

307 


لكنّها منفصلة عرقيًا. وعلى الرغم من Bett‏ حواجز العرقية في 
التآكل بمكان عمل GLY!‏ رجع أبناء موظفي لانجلي السود 
إلى روتينهم الخريفي في BIS‏ وهنتنتن وفينكس» بينما رجع 
أبناء زملائهم البيض إلى نيوبورت نيوز الثانوية وهامتن الثانوية. 
وفي وطنهم الجديد بميموسا كريسنت» سيقت بنات جوبل إلى 
حضور مدرسة هامتن الثانوية. غير أن مجلس إدارة المدرسة دفع 
«المصروفات الدراسية» للأسر كحافز لها على إبقاء أبنائها فى 
الحي الأسود. فكان ذلك شبيهًا ب«المنح» غير الرسمية المقدمة 
آنذاك من الولاية للخريجين السود كيلا يلتحقوا بكليات فرجينيا 

ضاعفت القوى المطالية بالمساواة من جهودها فى إصرار 
على قهر مقاومة الاندماج مثلما يفعل محرك إذ يدفع طائرة برغم 
المقاومة. لکن» شأن كرستين داردن وكل من تصاعدت آمالهم» 
ومخاوفهم أيضاء في يوم صدور حكم قضية براون» أدرك سود 
فرجينيا تمام الإدراك عظم الهوة القائمة بين الانتصار القانوني 
والسياسي من جهة والتغير الاجتماعي من جهة أخرى. وفي 
الوقت الذي ربما بدت فيه مطامح أمريكا الفضائية مغرقة فى 
الفنتازياء بدا أن إرسال إنسان إلى الفضاء قد يكون مهمة بسيطة 
Lots‏ إلى إدخال الظلبة so godly pall‏ فضرلة مشتركة فى 
مدارس فرجينيا. 

بدلا من وضع خطط قائمة على مكائد لا قبل لهم بهاء اجتهد 
أولياء الأمور من أمثال دوروثي فون وماري جاكسن وكائرين 
جوبل في التأثير على ما بوسعهن التأثير فيه؛ أي دفع أبنائهن 

308 


إلى التفوق في مدارسهم المنفصلة عرةَيًا وإلحاقهم USL‏ 
تخرّجت جويليت -ابنة كاثرين- ذات الثماني عشرة عامّاء وعازفة 
الكمان» وصاحبة الجمال الآسرء فى مدرسة كارفر الثانوية» 
Sst CIS‏ على Cite Laley 1958 dada‏ التخرج» واتجهت 
إلى جانب البلدة الآخر للالتحاق بمعهد هامتن. واقتفت GS‏ 
وكاثي -طالبتا الشرف والعازفتان في الفرقة الثانية بمدرسة كارفر 
الثانوية- خطى أختهما الكبيرة. وصارت البنات ووالدتهن يظهرن 
بانتظام في ركن الاجتماعيات من صحيفة نورفوك جورنال آند 
جايد LES ged‏ لأسرة سوداء ille‏ وصاعدة. 

في العلن» كانت كاثرين جوبل تظهر فاتنة متفائلة ثابتة» وكانت 
تصر على أن تقدم البنات أنفسهن مثل تلك التقدمة. Ú‏ حزنها 
وإحساسها بالوحدة وعبء القيام بدوري الأم والأب الملقى على 
كاهلها فأقصته إلى ستر بيتها في ميموسا كريسنت . لقد كان جيمي 
gare‏ حجنا ثانا OSs Ss‏ أثايجاضيا Seige Sy‏ 
کاثرین أن یکبرا ee‏ ثناتيًا Bila‏ جذابًا وفاتئاء يجوبان الحى 
فيحضران مهرجانات الخريف» وحفلات البنات» والنزهات» 
وفعاليات جمع التبرعات. وبموته» وجدت نفسها امرأة عزباء. 
شابة لم تزل في الأربعين» تزاح إلى هوامش المجتمع. 

وكانت يونيس سميث رفيقة مخلصة لكاثرين وموضعًا لسرّهاء 
فكانتا تقضيان معًا من الوقت ما لا يقضي مثله الأزواج» ذاهبتين 
إلى العمل وراجعتين منه كل يوم» عاملتين Lee‏ كمشرفتين على 
فرع نيوبورت نيوز من أخويتهما النسائية المعروفة ب آيه كيه آيه» 
مقتطعتين من وقت العمل ما يجهزان فيه فريقهما لبطوة كرة السلة 

309 


السنوية التي ينظمها الاتحاد المركزي للرياضيين الجامعيين في 
LISS‏ السرا ولع بيهملا ةحيور قدانين gh Se‏ ك 
كنيسة كارفر المشيخية التذكارية» وفي ليلة من كل أسبوع كانتا 
تخرجان من كارفر قاصدتين حضور تدريب الكورال. وذات 
مساء من عام 1958ء إذا بضابط جيش وسيم في الثالثة والثلاثين 
ذي ابتسامة دائمة وصوت جهوري دافئ يتقدم في ثبات إلى 
تدريب الكورال. كان جيمس أيه جونسن -من مواليد سوفوك 
بفرجينيا- قد انتقل وأسرته إلى هامتن في مراهقته. التحق 
هدوس Si Gass‏ نكا بك عار کاک فق ن ا 
هناك. خطط جيم جونسن للالتحاق بمعهد هامتن لولا أن ES‏ 
فور تخرجه في المدرسة الثانوية. وبدلا من توزيعه على مدرسة 
التدريب في البحرية الأمريكية» بعثوه إلى معسكر بوت البحري 
الأمريكي في جريت ليكس بولاية إلينوي» فتدرّب على أعمال 
حدادة الطيران متخصصًا في إصلاح المراوح. وبعد أداء خدمته 
العسكرية» حصل جونسن على شهادته وانتهى ÚB pe‏ كتابيًا في 
وزارة التجارة بالعاصمة واشنطن, لكنه تقدم أيضًا إلى احتياطي 
البحرية الأمريكية ليتسنَّى له قضاء عطلاته الأسبوعية بقاعدة 
باتوكسنت ريفر البحرية في ميريلاند ole‏ على إصلاح الطائرات 
المستعملة في اختبارات الطيران. ومع نشوب الحرب الكورية 
تطوّع في الجيش رقيبًا بالمدفعية» يعمل في مقايسة المدافع 
التي تُطلّق على مشاة العدو. وفي عام 11956 رجع إلى هامتنء 
وعمل ساعي بريد في مكتب البريد المحلي» محافظا على اللياقة 
(est a‏ من الک یک اا كل يوم ولانة لم يكن 
310 


بالشخص الذي يطيق البعد عن الخدمة العسكرية» فقد تقدم 
للالتحاق باحتياطي الجيش الأمريكي. 

وف رقن دیا وت ر6 جد lel ches Nh SIG‏ 
قس الكنيسة في ذلك الأحد قائلا: «سيداتي وسيداتي» إنه أعزب». 
لم تكن كاثرين تتوقع أو تنتوى البحث عن حب جديد» لكنّها ما 
كادت تلتقي وجيم في شرفة الكورال حتى شرعا يتواعدان» وكثر 
ظهورهما معًا في حفلات الرقص والعشاءء وذهابهما معًا إلى 
الكنيسة كعائلة وفي رفقتهما كاثي وكورني. 

سهّل على جيم - لتفانيه في الخدمة العسكرية- أن يفهم التزام 
كاثرين الشديد بعملها في لانجلي؛ فقد كان يعرف ذلك الرضا 
الناجم عن إنجاز العمل» ويحب إحساس الرسالة والزمالة الذي 
وهبه له الجيش . ولمّا كان رجلا أسود فقد استطاب فرصة الترقي 
من وظائف الطباخ والخادم والعاملء التي pal‏ بها السود 
تاريخْبًاء ليجني الخبرة في مجال شعر بأنه يسهم من خلاله في 
الصفوف الأمامية. 

كان Lal‏ حساسًا لطبيعة عمل كاثرين السرية والساعات 
الطوال التو باتك Re tga Ngee He as‏ كيد العدريه 
العالمية الثانية» أصبحت ناكا مكانا يعمل من الثامنة إلى الرابعة 
والنصف. ثم» مع انطلاق سباق الفضاء» بات الخروج منها في 
العاشرة مساءً يعني أن الليلة مضت على ما يرام. في سيناريو آخر 
أقل عجلة» كان يمكن أن ينتهج العاملون في ناسا bg‏ أقرب إلى 
نهج ناكا في التعامل مع مشكلة الفضاء Unie bow Oy pede‏ دوا 
متمهلا لجميع خيارات السفر في المضاء ويوصون بالخيارات 

311 


الواعدة بالإثمار أكثر من سواها على المدى البعيد. وكان فى 
Lal‏ امن ارا ورا على إتمانهم pind‏ 2 بال يقرا da Sol‏ 
بوضع كل الرهانات على استراتيجية قريبة المدى للانتصار على 
السوفييت في تحويل اليش إلى سلالة قادوة جما علئ al‏ 
فعليًا فى الفضاء. وفى ظل انفراد الروس بالريادة المطلقة فى 
ما بداء كان ذلك هو النهج الأبسط والأسرع والأجدر بالاعتماد 
عليه فبدأ يتجسّد مع اختبار LU‏ للتحدود ol shi,‏ الخاد 
والاحتمالات والمجاهيل التي واجهوها. تعامل المهندسون مع 
مشروع ميركوري تعاملهم مع أي مشكلة: فككوا المشروع إلى 
أجزائه ومكوناته. 

كانت مركبة الفضاء نفسها -أي العلبة القادرة على الرحيل 
بإنسان إلى الفضاء- من بنات أفكار ماكسيم فاجيت رئيس 
وروی لی شارت الدشاسكا الججريق نظرية وخا إلى أن 
الصاروخ والمركبة الفضائية يجب أن يكونا على أكبر قدر ممكن 
من الانسيابية لتقليل المقاومة الديناميكية الهوائية. ولقد تطورت 
الطائرات -منذ عهد طائرة الأخوين رايت سنة -1915 من بلاهة 
الشكل البجعي إلى آلات ملساء لها مظهر البازء فما الذي يمنع 
استمرار المركبات الفضائية على المسار نفسه؟ لولا أن اختبارات 
أجراها هارفي آلن المهندس في معمل لويس لدفع الطيران في 
ناكا بكليفلاند قد أظهرت أن التكوينات إبرية الشكل لن تقوى 
على طرد الحرارة القصوى عند الارتفاع والاحتكاك بالغلاف 
الجوي؛ في حين أن الأجسام ذات الأشكال الفظة قريبة الشبه 
بسدادة زجاجة الشمبانيا سوف تخلق موجة صادمة وهي في 


312 


طريق رجوعها إلى الأرض فتشتت الحرارة وتحافظ على سلامة 
الإنسان الذي تحتويه (في ما كانوا يرجون). وضع فاجيت تصور 
وطول يبلغ 1١‏ قدمًا تقريبًا وزنة ثلاثة آلاف رطل. 

ceed ASI أن تقتصر عملية انتخاب رواد الفضاء على‎ bs 
صغار الحجم الملائمين لسعة علبة الأكل تلك: أي الرجال‎ 
بوصة أو أقل ومن الوزن‎ My البالغين من الطول خمسة أقدام‎ 
أقل من 180 رطلا. وطولب كل منهم أن يكون مؤهلا في اختبار‎ 
عن أربعين نة وأن يكون خاضلا غلى درجة‎ as الطيار ويقل‎ 
بكالريوس على الأقل. في عام 11959 عقدت ناسا مؤتمرًا صحفيًا‎ 
لتقديم رواد الفضاء المعروفين باسبعة مي ركوري) إلى العالم.‎ 
تخرج أربعة من السبعة المختارين -آلن شيفرد وسكوت كاربنتر‎ 
ووولي شيرا وجون جلين- في مدرسة اختبار الطيارين بالبحرية‎ 
الأمريكية في باتوكسنت ريفر التي كان جيم حبيب كاثرين يعمل‎ 
ميكانيكيًا فيها. خصصت ناسا لرواد الفضاء مكتبًا فى لانجلى‎ 
مجاورًا لمجموعة مهمة الفضاء وباشرت إخضاعهم لتدريب‎ 
بدني ودراسة للهندسة والملاحة الفضائية. وحرص الموظفون‎ 
على اقتناص أي لمحة إلى سبعة ميركوري» الذين انتقلوا من‎ 
كونهم عساكر مجهولين إلى بعض أكثر الوجوه شهرة في العالم.‎ 
وكثيرًا ما كانت الحاسبات العاملات فى مجموعة مهمة الفضاء‎ 
ورواد الفضاء الذين خصّص لهم مكتب فی المبنى نفسه»‎ 
Ages يصادفون بعضهم في دخول الحمّامات أو الخروج‎ 

تقرّر أن يُؤتى بالصواريخ اللازمة LW‏ من أجل إطلاق 

313 


رجال الفضاء والمركبة الفضائية في الفضاء من مخزن صواريخ 
ريدستون وأطلس العسكري الخاضع لإشراف فيرنهير فون براون 
في مركز مارشال الفضائي التابع لناسا في هنتسفيل بألاباما. تولى 
خبراء الدفع في معمل ناسا بكليفلاند قيادة نظام المركبة الكهربائي 
والصواريخ الارتدادية الموضوعة في المركبة نفسها. 

ووقعت على المهندسين في مكتب كاثرين مسؤولية المسارات» 
وتتبع التفاصيل الدقيقة للمسار الدقيق الذي سوف تسافر المركبة 
فيه من سطح الأرض بدءًا من الثانية التي ترتفع فيها عن منصة 
الإطلاق وحتى لحظة سقوطها وسط رذاذ الأطلنطي. وقد تولى 
روبرت جيلروث -بوصفه رئيس مجموعة مهمة الفضاء- اختيار 
موظفي ناسا لملء صفوف المركز العصبي لمشروع ميركوري. 
قفز جون ماير -زميل كاثرين- من السفينة إلى المغامرة الجديدة 
بعد أسبوع من تكوينها في نوفمبر من عام 1958. ثم بدا أن عبء 
العمل في مشروع ميكوري هائل لدرجة أن ظل ماير -حتى بعد 
انتقاله من المبنى رقم 1244 إلى مكاتب الجانب الشرقي - «يهرّب» 
فيضان العمل إلى زميليه القديمين كارل هاس وتيد سكوبينسكي 
لكي يساعداه في ما يمكنهما استعصاره من الوقت الذي Otay‏ به 
لهنري فين كان يجعلهما يقومان ب«الأعمال الحسابية» نيابة 
عنه» وليس معنى ذلك إلا أن تجري كاثرين الأعمال الحسابية 
نيابة عنهما. تولت المجموعة المهام الإضافية بحماس» SY‏ 
الفضاء بدا «جحيمًا من المرح الغامر)؛ حولوا مكاتبهم إلى 
غرفة حرب مثلثة» تفيض بالمعادلات» والأفكار المتشابكة على 
الألواح» وتقييم العمل» ومحوه» وبدئه من جديد. 

314 


لم ينج جانب واحد تقريبًا من جوانب تكنولوجيا القرن 
العشرين الدفاعية من تناول أيدي اختصاصيات الرياضيات 
وعقولهن. وشأن كاثرين وزملائها في لانجلي» قضت النساء 
فى قاعدة إثباتات أبيردين بميريلاند آلافا تلو آلاف من ساعات 
العمل بج دار ل E EA‏ الالح الى سيق أن eA‏ 
الجنود في المقايسة الدقيقة لإطلاق أسلحتهم كما فعل جيم في 
كوريا. قّرت ناسا أن المحاولة الأولى لإرسال إنسان إلى الفضاء 
يجب أن تكون طيرانًا بالستيًّا بسيطا عن طريق كبسولة يطلقها 
صاروخ في الفضاء إطلاق رصاصة من بندقية أو كرة من مضرب 
تنس آلي. كبسولة ترتفع ثم تنخفض في مسار محدد بقطع مكافئ 
ضخم ويكون مهبطها هو المحيط الأطلنطي. وتحنّم أن يرجع 
رائد الفضاء إلى مكان قريب من سفن البحرية المنتظرة لتنتشله 
سريعًا من المياه إلى الأمان. كان التحدي هو تجهيز موقع الآلة 
بحيث تهبط الكرة -أي الكبسولة ميركوري- في موقع أقرب ما 
يكون من مضرب البحرية المنتظر. لو أخطأت الحسابات» قد 
تخرج الكرة عن الحدود» وتتعرض حياة رائد الفضاء للخطر. 
كان لا بد من أن تكون الرياضيات فى مثل دقة ضربة البداية من 
لاعبة التنس أليثا YD pune‏ وانضباطها. 

كان من شأن رحلة طيران دون مدارية جيدة التنفيذ أن توفر 
لرل ات اة nie Views‏ أا الرحلة الذارية دى pall‏ 
النهائية المُستهدّفة من مشروع ميركوري- فأكثر تعقيدًا بلا حدود. 


Althea Gibson (1)‏ (2003-1927) لاعبة تنس وجولف أمريكية إفريقية. 


315 


اقتضت الرحلات المدارية الناجحة من المهندسين أن يضبطوا 
ميل مضرب التنس SV!‏ لتصحيح زاوية الإطلاق وقوته بما يكفي 
من القوة لإرسال الكرة le‏ في الغلاف الجوي ثم إلى المدار 
المحيط بالأرض في مسار دقيق التحديد» وشديد الصواب» حتى 
يكون وعو فى رن الود "عبر GIGI‏ الى فى طن 
مسافة مضرب البحرية المنتظر. 

قالت كاثرين لتيد شوبينسكي: «دعني أقوم بها». بعملها مع 
شوبينسكي كحاسبة (أو «اختصاصية رياضيات مساعدة» بحسب 
oats‏ طا على "اليا بع تعر ل ناكا إلى sheet (tay‏ 
يمكن الاعتماد عليها مثل ساعة سويسرية» ماهرة فى العمل 
المفاهيمي رفيع المستوى كانت أكبر من كثير من حجيج الفضاء 
الذين تخرج البعض منهم للتو في الكليةء EI‏ أثبتت عند كل 
منعطف أنها تضاهيهم في الحماس وحوافز العمل. كان الرفاق 
يضعون كل طاقتهم في عملهم» وما كانت هي لتتخلف عنهم في 
ذلك. قالت: «أخبرني فقط أين تريد أن يكون مهبط الرجلء وأنا 
أقول لك إلى أين يجب أن ترسله لتحقق ذلك». 

بلغ فهمها للهندسة التحليلية مثل جودة فهم الرجال الذين 
عملت معهم» ولعله فاقهم. وكانت اث جرا رن CPt‏ 
الأساسية وتنظيمه الناشى الآخذ في التث قد أقيموا بهدف 
دفع كل شخص إلى أقصى حدوده. ما كاد جون ماير يرتدي 
ثوب العمل في مجموعة مهمة الفضاء. ويحذو حذوه كل من 
كارل هاس وتيد شوبينسكي» جاعلين من كاثرين الوريثة الطبيعية 

316 


للتقرير البحثي الوصفي لرحلة طيران مشروع ميركوري المدارية. 
ومثلما حدث من قبل مرارًا على مدار حياتهاء كانت كاثرين جوبل 
الشخص المناسب في المكان المناسب وفي اللحظة المناسبة. 

في مكتبهاء الذي بات أكثر خواءً» غاصت في التحليل. ومع أن 
قوانين الفيزياء المزعجة كانت تُحيل التمرين المسائي على التنس 
الفضائي el‏ إلى 533 متاحة للجميع» فقد كانت الجاذبية 
الأرضية تفرض قوتها على القمر الصناعي» لذلك تحتم أخذها 
في الحسبان عند وضع معادلات المنحنى. كان لا بد من مراعاة 
تفلطح الأرض - أي عدم كونها كروية منضبطة بل منبعجة قليلا 
مثل ثمرة اليوسفي» وأيضًا مراعاة سرعة دوران الكوكب. فحتى 
لو أن الهدف هو قذف الكرة في الهواء أعلى الرأس مباشرة لترجع 
في الخط المباشر نفسه» ما كانت الكرة لتهبط إلا في بقعة أخرى. 
لأن الأرضن ها تكون قد تدر OS‏ 

كتبت أنه عند استر داد القمر الصناعى الأرضى لا بد من إرجاعه 
إل ee VL aw‏ ر هارا رض التي اط E‏ 
المعادلة 3 سرعة القمر الصناعي» وثبتت المعادلة 19 موقع خط 
طول القمر الصناعى عند الوقت 1. حسبت المعادلة 43 الأخطاء 
في خط الطول» وضبطت المعادلة AB‏ دوران الأرض من الغرب 
إلى الشرق وتفلطحها. تشاورت مع تيد شوبينسكي» رجعت إلى 
كتبها الدراسية» وتدبرت PM‏ بطريقتها الخاصة. وعلى مدار 
شهور عام 9 بدأ التقرير النهائي المُؤلف من 34 صفحة 
في التشكل: 2 معادلة رئيسية» تسع معادلات أخطاء» دراستان 

317 


لحالات إطلاق» ثلاثة كتب مرجعية (منها كتاب فوريست راي 
مولتن الصادر فى 1914( جدولان بحسابات بسيطة. وثلاث 
lene‏ من الرسوم البيانية: 

EE Ap Sain حاف مسح عه في انف‎ st 
مستقلة ذاتَيًا تتقدم الموكب الفضائي. واستهلك المشروع من كل‎ 
شخص أكبر كم ممكن من الساعات. وحتى مع عمل مجموعة‎ 
مهمة الفضاء من أجل وضع حدود للمركز البحثي الذي أوجدهاء‎ 
كان لم يزل لموظفي مجموعة مهمة الفضاء مسؤوليات تجاه‎ 
مديريهم القدامى. وكان تقرير الزاوية السمتية» الذي أعدته كاثرين‎ 
وتيد شوبينسكيء هو عمل مجموعة بحوث الملاحة الجوية»‎ 
ومسؤولية رئيس فرعها هنري بيرسنء وفي حين كان يزداد غياب‎ 
كانت‎ BCE بقضائه مزيذا مق‎ GUE عن‎ Kate gb جد‎ 
مجموعة مهمة الفضاء بالجانب الشرقي» كان التقرير» الذي بقي‎ 
منقوصاء قد غاب عن عقل هنري بيرسن.‎ 

قال شوبينسكي لبيرسن إن «كاثرين هي التي ينبغي أن تنهي 
التقرير. هى التى قامت بغالب العمل على أي حال». وكان هنري 
بيرسن معروقًا بأنه لا يدعم كثيرًا ترقية الموظفات» فسواء أرغمته 
الظروفء أم انتصر العمل الجاد على الهوىء آم أنها كانت سمعة 
غير مستحقة» فقد حدث -تحت عينيه- أن وضعت كاثرين 
اللمسات النهائية لتقريرها البحثي الأول في يوم الجمعة التالي 
لعيد الشكر من عام 9. Soy‏ تقرير «تحديد زاوية الإجهاد 
السمتية من أجل وضع قمر صناعي فوق موقع أرضي مختار» 
بعشرة شهور من اللقاءات التحريرية» والتحليل» والتوصيات» 

318 


والمراجعات» قبل نشره فى سبتمبر 1960 ليكون أول تقرير 
يخرج من قسم الميكانيكا الفضائية بلانجلي (أو سلفه» قسم 
بحوث الملاحة الجوية) وتكون كاتبته امرأة. بالضغط على 
التقرير» وتقليبه» وتفكيكه؛ وإخضاعه لکل اختبار تحمّل يمكن 
للجان التحرير أن تعرضه عليه» Shed‏ تقرير كاثرين إلى خطة 
طريق ساعدت في توجيه ناسا إلى اليوم الذي تغيّر فيه توازن 
السباق الفضائي ليميل في صالح الولايات المتحدة. 

بالنسبة إلى كاثرين» كان التقرير احتفالا ببداية مرحلة جديدة» 
لأ EGY‏ مقط درل ‘Sie a Cipla Coase giles. Sy‏ 
مدار الأيام الطويلة غائمة الأعين في 1959ء قبلت عرضًا أكثر 
co Hel‏ من الدعوة إلن حضون التياعات +p ped‏ ذلك كان 
عرضًا بالزواج من جيم جونسن. تزوج الاثنان في أغسطس من 
عام 1959 في حفل هادئ بكنيسة كارفر التذكارية. وحينما وقعت 
على أول تقرير بحثي لهاء استعملت اسمًا جديدًاء هو اسمها كما 
سرك 3 كزع شار EES‏ 


319 


الفصل التاسع عشر 
سلوك يُقتدى 
ii‏ عي ماري جحي E ee ei ay‏ 
وسيمتريته واستقامته» وتوزع ثقله» وكانت عينها المجربة 
Gury‏ احكاسين. SN‏ شيء قد Ma‏ من لياقته الديتاميكية 
الجوية. كان ذلك مشروع ليال وأيام وعطلات أسبوعيةء LES‏ 
علمت أن هذه البحوث سوف تثمر نتائجها على نحو أسرع كثيرًا 
من أي بحث جار في الوقت الراهن بنفق الضغط المجاوز لسرعة 
الصوت أربعة في أربعة أقدام. كان الهدف قد تحدّد في السنة 
السابقة من خلال مهندس في قسم ميكانيكا الفضاء - أي القسم 
الذي عملت فيه مجموعة كاثرين جونسن» ولكنَّ ماري وزميلها 
الشاب LIS‏ أكثر من مُؤْهّلِين للتحدي. كانت مستعدة لقضاء كل 
الوقت اللازم لمساعدة ابنها ليفي في صنع سيارة استثنائية لسباق 
في ديربي علبة الصابون بشبه الجزيرة سنة 1960. 
منذ بداية السنة» كانت ماري قد أنفقت ساعات» قد تبلغ المئات» 
في التعاون مع زميلها البالغ من العمر 13 عامًا بمثل طريقتها في 
321 


العمل مع كازيميريز تشارنيشكي. ذهبت وليفي إلى بائع شيفروليه 
لملء استمارة التقدم والحصول على نسخة من كراسة القواعد 
الرسمية التي بدت مطابقة لدليل الطائرة الإرشادي. «لا يجب أن 
يزيد وزن السيارة والسائق معًا على 250 رطلاء ولا يُسمّح بغير 
الإطارات المطاطية. لا ينبغي أن يتجاوز الطول ثمانين بوصة. 
لا يقل خلوص الطريق'" عن ثلاث بوصات عند وجود السائق 
فى السيارة. لا يجب أن تتجاوز تكلفة السيارة الإجمالية 10,00 
دراك تتضمن الإطارات والمحاور». استوعبا التعليمات 
ورسما التخطيطات ووضعا القياسات» مجرَبَيْن تصميمات مختلفة 
إلى أن استقدًا على أفضل المواصفات» ثم أخذا في تدبير الخامات 
الكفيلة بإحياء مخططهما. لعل الركام» الذي دفنا نفسيهما بداخله 
في أعماق الجراج» كان IFS‏ متخفيًًا: صناديق خضراوات» وخشب 
أبلكاش» وإطارات شاحنة قديمة» وعدة بَستنة» وأحذية قديمة» 
وأسلاكًا وخيطا Gts‏ -أي تقريبا كل ما قد يثبت نفعه في إنشاء 
سيارة ما توفر القدر الكافي من الإبداع. ومضى اللصق وال 
والربط والضبط مع اقتراب السباق الكبير الذي كان pE‏ سنويًا في 
إجازة الرابع من يوليو. أعانت ماري ابنها في صقل المركبة إلى أن 
باتا يمتلكان Et‏ قادرًا على التدحرج في الشارع وقد جلس الملاح 
- بحسب ما كان يُطلق على المتسابقين- في مقعد السائق. 

وكانت الخطوة الأخيرة هي خطوة التنعيم والتمليس والطلاء 
لجسم السيارة إلى أن تصبح على بعد بوصة من ميلادها المنزلي. 


Road Clearance (1)‏ أي المسافة بين قاع الإطار وأدنى نقطة في قاع المركبة. 


322 


وكانت جميع مباريات السباق تبدأ من قمة تل» دون السماح 
بالدفع الخارجي. كان على ليفي ومنافسيه أن ينطلقوا من جسر 
ا الخاين والعترين فى pe‏ و $5 }3 Of‏ ذلك الجر 

هو الشيء ء الوحيد الصالح OY‏ ينوب عن تل في تلك المنطقة 
الساحلية المستوية استواء فطيرة. وفيما رفع الملاحون أقدامهم 
عن المكابح» ثنوا أجسامهم بقدر ما استطاعوا في المقاعد 
المخصصة لهم بمركباتهم» متضرعين إلى آلهة الجاذبية أن 
تشدّهم بأسرع ما يمكن» هابطين على المضمار الممتد لتسعمئة 
قدم» راجين أن يخوضوا معركة شريفة ضد مقاومة الهواء التي 
كانت خصمًا للمتسابق الصغير بقدر ما كانت لتشاك ييجر. ولم 
يكن أحد أعلم بذلك من مستشارة ليفي التقنية» التي أمكنها أن 
عات إلن ae dad‏ المستهوتة والعابرة Law‏ من was lel‏ 
العمل في العلوم. 

كان سباق علبة الصابون الأمريكي حتى الثمالة Woy‏ دائمًا 
للفتوة الأمريكية (لم يُسمّح للفتيات بالاشتراك فيه حتى مطلع 
السبعينيات)» فكان يمزج الإبداع الصاخب بالمتعة العائلية. ولقد 
بدأ السباق على سبيل التلهية فى وقت الكساد الكبير» سبيلا إلى 
oy eg Ge‏ لأ کی Lge‏ كان Shay Le UE ga oe SUI‏ 
غالبية الناس. وبمرور السنين» تحوّل إلى فعالية شعبية. وفي عام 
0ء کان ليفى واحدًا من خمسين ألف صبى يسابقون الزمن 
Liked!‏ دن الساقات اة ي Bale Vy abil let‏ 
أن at‏ الجزيرة coated‏ المتافنسة في حماسة؛ فقضى_الآباء 
أيامهم في التصميم والتكوين GS ly‏ وتشضل. الات النقل 

323 


وإشراك أبنائهم وإطلاق eV‏ لغرائز الإصلاح في cogent‏ 
فقضوا By‏ مع أبنائهم تاركين أقنعة الأبرّة تتزحزح قليلاء متيحين 
لنسلهم نظرة سريعة على الأطفال الفضوليين الذين كانهم آباؤهم 
في غابر الأيام. على المستوى الرسميء كان السباق استعراضًا 
للفتيان» منذ صنع السيارة وحتى الانكفاء بداخلها في يوم السباق. 
وكان يُفترّض بأولياء الأمور (وهم الآباء عادة؛ إذ كانت ماري من 
الأمهات النادرات في السباق) أن يتراجعوا فلا يقدمون لأبنائهم 
إلا النصيحةء hy‏ صعُب في العادة القطع GUL‏ كان يظفر بأكبر 
المتعة بالمشروع الهندسي: ولي الأمر أم الولد. 

ols‏ الحرفيين في القرون الوسطىء كان مهندسو ناسا يرجون 
أن يأتي يوم يقرر فيه أبناؤهم ارتداء المعطف العزيز على أنفس 
الآباء. لقد كان مكان عملهم ممتعًا Cel‏ وزملاؤهم أذكياء مثيرين 
للاهتمام» وعلى مدار القرن العشرين» رأى المهندسون ثمار 
عملهم تُغيّر الحياة الحديثة من شتى أوجهها تغييرات بدت حتى 
في وقت وقوعها ضروبًا من الخيال. لم تكن وظائفهم تُحقّق لهم 
الثراء» لكنَّ رواتبهم كانت أكثر من كافية لتحوز لهم أماكن مطمئنة 
في صفوف الطبقة الوسطى المستريحة؛ فعملوا مساعدي معمل 
في المشووغات العلمية؛ ورلا lye‏ المطابخ في tise‏ إلى 
فصول دراسية فخرية. ودأبوا على أشر أبنائهم إلى حين الانتهاء 
من حل آخر مسألة في الواجب المفروض حلا صحيحًاء بلا ذرة 
تسامح مع غطرسة المراهقين أو دموع الفشل. 

لم يكن لاي أب في ناسا من مأخذ على ماري جاكسن؛ فاختراع 
سيارة GLI‏ علبة الصابون كان تدريبًا على الهندسة» وقد علمت 

324 


so pres pil gb Ae gy pty cad TL الصو‎ Sy أنه كلما‎ eg Le 
دفعت ليفى (ومعلميه أيضًا) إلى الالتحاق بأصعب صفوف‎ 
تدرب على‎ ny ها‎ E Sey الى‎ glaly obs الر‎ 
مشروعاته العلمية؛ فحصل بمشروعه العلمي في الصف الثامن‎ 
-وعنوانه «دراسة تدفق الهواء فى الأبعاد المقاسة»- على المركز‎ 
seg piel الت عرص اندو العلمى‎ 
«أي علبة صابون؟». كذلك سأل بعض الجيران ماري وبعض‎ 
رعايا كنيسة المعبد الأسقفي الميتودي الإفريقي وفتيات الكشافة‎ 
ال اک کا‎ ge عتدها راوها واف يكين قن كد‎ 
الضايون‎ abe gus علد الاق اك من شن مكل‎ pull dred gg ons 
الأمريكي القح هو الفا اموه في المقام الأول اعدا من‎ 
وقت مُبكر من العام كانت شيفروليه تنشر إعلانات في مجلة بويز‎ 
BLAST لايف. أي حياة الفتيان» وهي الإصدار الرسمي لفتيان‎ 
مُحرّضة أولئك الشباب الصغار على المراهنة من أجل الفوز‎ 
بالمتعة والشهرة والمغامرة من خلال الوصول بسياراتهم إلى أرقى‎ 
شكل قبل انطلاق موسم السباق في الصيف. ولعل ليفي -عضو‎ 
فريق الكشافة بكنيسة المعبد الأسقفي الميتودي الإفريقي- كان‎ 
ليقرأ عن السباق حتى لو لم يكن جزءًا من الحديث الجاري على‎ 
الإعلانات كان تصادف‎ ÉI y cael صنابير شرب المياه فى مكتب‎ 
عثرات لكي تبلغ الآذان محدودة العلاقات.‎ 
وربما كان أصعب من تلقي الرسالة» أن يستجيب لها من‎ 
يتلقاها؛ فدخول السباق كان يتساوى مع الإيمان بامتلاك فرصة‎ 
للفوز» إيمان من أولياء الأمور بقدر يساوي (أو يفوق) إيمان‎ 
325 


المتسابقين. كان جدار العزل العنصري المكهرب وقرون الصعق 
عليه قد حبست حياة الأمريكيين السود ضمن حدود فعالة» فلما 
انقطع التيار الكهربائي بقيت فكرة عبور السياج فكرة لم يهن 
EA‏ اجتذاعغات pall‏ ي في الف 61244 5 OLS‏ الك 
للغاية من المواقف التنافسية كييرها وصغيرهاء tab y‏ ومحليّهاء 
كثيرًا ما استبعد السود أنفسهم منها حتى ولو لم ترّ أعينهم لوافت 
للبيض فقط. لم تكن في السباق قاعدة تمنع الولد الزنجي من 
الاشتراك» لكنه كان يحتاج إلى قدر كبير من روح المبادرة كي 
يؤمن أن بوسعه الفوز» وأهم من ذلك أن يتقبّل أن الفشل لا علاقة 
له بعرقه. 

غير أن ماري كانت عازمة على اجتياز أي سياج يصادفها وتشد 
من ورائه كل شخص تعرفه. فقد علمتها نزعة الإنسانية العميقة 
المتوارثة في عائلتها أن ترى الإنجاز شيا أقرب إلى الحساب 
البنكي» تعتمد عليه عند الحاجة إليه وتودع فيه حينما ينعم عليك 
بفائض. 

وكان لانجلي -بما فيه من وفرة في المواهب وتنوع في 
الاهتمامات- مَنجمًا tied‏ منه أعضاء لأنشطتها التطوعية الكثيرة» 
فاعتاد زملاء ماري في العمل أن يروها واقفة في هدوء قرب 
طاولاتهم لتدرجهم ضمن أحدث مساعيها إلى أن تطبق على 
الحياة الاجتماعية قيمَ الانضباط والنظام والتقدم التي درج على 
اتباعها المهندسون. كانت تعتقد أن البنات بحاجة إلى اهتمام 
خاص» ولم يغب عنها أن السباق -وإن يكن مفتوحًا أمام الفتى 
a ge VI‏ ضوف ر فطلب ابا بسب Agee‏ وفك وعدت 

326 


ماري في ترقيتها إلى مهندسة نقطة تميز استشنائية؛ فبرغم الكبر 
aol cll de permed oll‏ الان ف المركن: كان غالبية 
Saba‏ التقنيات البيضاوات algal‏ -حتى الموهوبات 
منهم مثل كاثرين جونسن - مصنفات كاختصاصيات رياضيات أو 
حاسبات: Sab‏ أدنى درجة من المهندسين وأقل منهم أجورًاء وإن 
فمن بمثل ما يقومون به من عمل. 

اتحدت ماري والموظفون السود في لانجلي وأماكن أخرى 
في المجال على قضية مشتركة. كانت هي وماري جاكسن 
ارات E‏ سيط بعصيو اجام :الات gig‏ 
eee)‏ اة النقابية للم م RS ETE‏ 
مازى کل qa Be Sew gee‏ مدارس مادق العامة 
ومن معهد هامتن في جولات منشآت لانجلي للاطلاع على نظرة 
قريبة وشخصية إلى المهندسين وهم يعملون. ونظمت منتدّى في 
الموقع لاستشاريّي التوظيف في معهد هامتن عسى أن يزدادوا 
قدرة على توجيه طلبتهم إلى فرص العمل المتاحة في لانجلي. 
وكلما بلغها خبرٌ بسعي لانجلي إلى تعيين موظف أسود جديد. 
كانت تبدأ فى إجراء اتضالات هائفية لتبحث له أو لها عن مكان 
eal Ul‏ سن علي كلدك AR‏ ونس OEE OSE‏ 
الخدمة المتحدة بشارع كينج. l l‏ 

Ess‏ ماري كانت تتحالف Lael‏ مع البيضاوات اللاتي 
عملت معهن. كانت إيما جين لاندروم -وهي أيضًا عضو أخوية 
Linge‏ السوية eal‏ ةت تجلس على بعد طاولتين من 
ماري في مكتب نفق الضغط المجاوز لسرعة الصوت أربعة في 

327 


أربعة أقدام. وكانت هي التي ألقت خطبة التخرج لدفعة 1946 من 
جرينسبورو في جامعة كارولينا الشمالية» وفي سنوات دراستها 
كانت تعمل في تقديم الوجبات المدرسية بقاعة الطعام وفي 
تصحيح الأوراق Gyles‏ للاسايدة. وشان كثير من النساء في 
لانجلي» E a‏ 
و ارات ا ر ا ت ج ا 
التقارير البحثية ضمن فريق نفق التخطيط الوحدويء ثم انتقلت 
إلى مكتب نفق الضغط المجاوز لسرعة الصوت أربعة في أربعة 
أقدام حيث أصبحت gos‏ يتعاونون مع كاز تشارنيكي. وشأن 
ماري جاكسن» أصبحت مهندسة في عام 1958 

حينما طلبت ماري من إيما جين المشاركة في ندوة توظيفية 
سنة 1962 PRE‏ الفرع المحلي من المجلس الوطني للنساء 
الزنجيات» وافقت على الفور. وجلست مجموعة سوداء من 
فتيات المدارس الثانوية العليا يصغين بانتباه بالغ لمحاضرة 
ماري وإيما جين المشتركة بعنوان «جوانب الهندسة للنساء» 
وبعد ذلك» قامت إيما جين بالتسرية عن الفتيات بعرض جانبي 
لرحلة قامت بها قبيل ذلك إلى باريس ولندن. كان ظهورهما 
i»‏ أمام المجموعة -ماري السوداء دقيقة الحجم وإيما البيضاء 
التي تفوقها طولا بنحو قدم- بمنزلة بيان قوي عن آفاق المجال 
الهندسي لا يقل قوة عن محاضرتهما نفسها. فلم تر الفتيات فقط 
دليلا مباڈ شرًا على أن النساء ينجحن في مجال اقتصر تقليديًا على 
الرجال» بل رأوا في تعاون ماري وإيما أنه من الممكن أن يتسع 
مكان عمل أبيض لامرأة شكلها مثل شكلهن ويحتضنها. 

كان العمل كقائدة لفرقة فتيات الكشافة رقم 60 التي باتت الآن 

328 


من أضخم فرق OLB‏ في شبه الجزيرة- sls‏ على قمة قائمة 
أنشطة ماري التطوعية. غير أنها أصبحت لا تطيق احتمال الفصل 
العنصري الذي يُخصّص مجلسًا منفصلا للكشافة السود. فبدأت 
حملة تهدف إلى تكوين منظمة واحدة تشرف على الكشافة كلها. 
فحينما انتشرت الترشيحات لشغل موقعي فرجينيا في الاجتماع 
السنوي clad‏ الكشافة في كودي بوايومنج. دفعت ماري نحو 
إرسال مساعدتها الشابة في قيادة الفرقة جانيس جونسن التي 
او El‏ فق كدير و لها celal (dish‏ تلك 
كانت لتصبح المرة الأولى لجانيس في موقع مندمج - والمرة 
الأولى التي تبتعد فيها عن مدينتها في واقع الأمرء ES‏ ماري كانت 
تؤمن أنها قادرة على مواجهة التحدي والخروج منه بخبرة قيّمة. 

علمت ماري أيضًا أن نشأتها في مكان مسطح على نحو يجعله 
عمليًا تحت مستوى سطح الماء تجعلها بحاجة إلى دفعة قبل أن 
تنتقل لأيام من السير في مرتفعات جبال وايومنج المضطربة. 
فطلبت ماري معونة هيلين مولكاهي الحاسبة السابقة في حسابات 
dan! ol‏ إلى إدازة التحرير call‏ فى لانجلى gdb‏ 
ماري من هيلين -شديدة الولع بالمشي في الآفاق- أن تصطحب 
جانيس 60535 بحقيبة ظهر متخمة إلى شاطئ باكرو ابتداءً» ومن 
هناك صعودًا إلى جبال شيناندو في فرجينيا. لم يكن ذلك بالضبط 
هو أشق تدريب fap‏ للسير لاحقا على ارتفاع خمسة آلاف قدم» 
ولم تحصل جانيس من جرّاء مشاركتها فيه على أي شارة لكنها 
تمالكت نفسها في المعسكر ورجعت بحكايات حكتها للصغيرات 
التابعات لمسؤوليتهاء وبرأس تملؤه الأحلام بحياة تتجاوز بلدتها 
الغارقة تحت الماء. 


329 


مع مرور كل cele‏ كان يبدو أن العملء الذي أحبته ماري» 
والخدمة المجتمعية» التي أشعرتها بمعنى حياتهاء قد أصبحا 
Es‏ واحدّا؛ ققد حصلت على منصبها الهندسي بعملها الجاد. 
وموهبتهاء ودافعهاء ولكنَّ فرصة الكفاح من أجل ذلك لم تسنح 
لها إلا بعمل آخرين سبقوها إلى العمل. فقد كان لدوروثي فون 
أثر إيجابي في مسيرتها المهنية وفي الظاهرة المنتظرة المعروفة 
بكائرين جونسن. دوروثي هوفر أثبتت ت أن المرأة السوداء قادرة 
غلى gil‏ مستويات البحوث النظرية في الملاحة الجوية. وعلى 
أكتاف بيرل يانج وفرجينيا تاكر وكيتي جوينر جميعًاء وقفت 
ماري. كل عنهن : شفّت في الجدار صدعًا أوسع قليلا من الذي 
ach‏ اها Ayr yell does‏ التالية فرصة النفاذ. والآن وقد 
عبرت ماري» فقد مضت تعمل على فتح الجدار بأوسع قدر 
ممكن» متيحة العبور للقادمات خلفها. 


في صباح يوم السبت الثالث من يوليوء تزاحم جمع من أربعة آلاف 
مستهلين إجازة الرابع من يوليو. كان الطقس أمثل ما يكون عليه 
في صيف فرجينيا؛ فهو صحو دافئ فيه من النسيم ما يحول دون 
الشعور بالضيق من الحرارة» ولكنه ليس قوي الرياح بحيث يؤثر 
على نتيحة سباق علبة الصابون السنوي العاشر في شبه الجزيرة. 
دفع متسابقو المجموعة الأولى من اليوم مركباتهم إلى خط 
إلى البعيد بينما مضى الملاحون يستقرون في سياراتهم -ومن 
2310 


تحتهم منظر أرصفة السكة الحديدية ومصنع السفن» وحولهم 
صوت الجمع الصاخب» ووجوه الأهل والأصحاب ممّن جاؤوا 
للتشجيع والتهليل- تراجع كل شيء عدا الإحساس بالسيارة التي 
تعصر أطرافهم الطويلة ورغبة كل واحد منهم في أن يكون صاحب 
السيارة الأسبق إلى اجتياز خط النهاية. تفحص المسؤولون كل 
سيارة ووزنوها ثم أقاموا قرعة لتحديد مواضع الموجة الأولى. 
aa a‏ مسدسن الحكم لصنل رقع ا ون الصيعار 
أقدامهم عن مكابحهم» وانكفؤوا في سياراتهم المصنوعة منزليًاء 
وانحدروا بسياراتهم على التل. كان السباق يستغرق اليوم» موجة 
تلو موجة من الفتية المراهقين المتلهفين القلقين يتقدمون على 
إطارات مخلخلة» ومحاور مكسورة» وأخطاء قيادة» وإحباط آباءء 
ونهايات مصورة. 

كان بوسع ماري جاكسن أن ترى الهواء يتحرك حول المتسابق 
واضحًا وضوحه في صورة شيليرين''' ملتقطة في نفق رياح. كانت 
سيارة ليفي جيدة الصنع» فلم تكن بحاجة إلى تعديل بين موجات 
السباق يتجاوز «قطرة زيت على ترس كل إطار». حبست ماري 
وليفي الصغير وكارولين ذات السنوات الأربع أنفاسهم بينمايُعلن 
عن موقع ليفي في الموجة الأخيرة. بدا الوقت وكأنه الأبد. لكن. 
في النهاية» صاحت ماري وليفي الصغير في cdg:‏ لقد أنهى ابنها 
السباق في المركز الأولء بعد أن اذَّخر أفضل أداء لديه للجولة 


Schlieren photograph (1)‏ عملية بصرية تُستعمّل لتصوير تدفق السواتل مختلفة 
الكثافة. اخترعها الفيزيائي الألماني Sss‏ توبلر August Toepler‏ 4 1864 


لدراسة الحركة الصوتية فائقة السرعة؛ وتُستعمّل على نطاق واسع في الهندسة 
الملاحية الجوية لتصوير تدفقات الهواء حول الأجسام. 


331 


الأخيرة والأهم. مرتديًا خوذة ملونة بالأبيض والأسود والتيشيرت 
pe ae aa a‏ 2 الجر غير جك سرع E‏ 
تبلغ 17 ميلا في الساعة . وانهالت أسرته عليه بالأحضان والتهليل. 
وأمام الصحفيين المحليين المندهشين والمتسائلين» الذين جاؤوا 
planes!‏ | على كامات من Gln LU‏ علية الضابو ن بشيه جر زرة 
فرجينياء كشف ليفي جاكسن عن سر انتصاره: نحافة مركبته 
التي ساعدت على تقليل مقاومة الهواء. لا بد من أن الصحفي 
المعوؤت من تورفوك جورنال ube al‏ سألة:هاذا dig‏ أن تكون 
حينما تكبر؟ فقال ليفي: «أريد أن أكون مهندسا مثل أمي». 
كانت جوائز الفوز مذهلة: وسامًا céad‏ ودراجة جديدة. 
وموقعًا للمشاركة في سباق علبة الصابون السنوي الأمريكي في 
أكرون بأوهايو يكون فيه الممثل الرسمي لشبه جزيرة فرجينيا. 
هنالك يواجه ليفي ملاحين من شتى أرجاء البلد» وأمام 75 ألفا من 
المتفر جين» على مضمار قد يتصادم فيه المتسابقون بسرعات تصل 
إلى ثلاثين ¿ ميلا في الساعة . هناك سوف يكون الراكب الوحيد في 
سيارته ذات القدرات الديناميكية الهوائية» ES‏ سيصطحب على 
كتفيه جمعًا من اناس كثيرين. كان ليفى جاكسن «أول صبى مُلوّن 
في التاريخ» يفوز بسباق علبة الصابون في شبه الجزيرة. وتقريبًا 
في لحظة اجتيازه خط النهاية» بدأت التبرعات تتوالى من نادي 
باكلور بينيدكتس وفوبس إلكس ونادي بو بروميل الاجتماعي 
وعصبة خدمات نساء me‏ ونصف دزينة من المشروعات 
Seca‏ المملركة للسود» وكل من GES‏ السود الاه SSN‏ 
في هامتن للمساعدة في دفع تكاليف رحلة البطل المحلي إلى 
أوهايو. ها هو أسود آخر يحصل على مركز أول alent‏ التاريخ! 
332 


ولو أن بوسع ولد أسود أن يرجع إلى البيت بوسام سباق علبة 
الصابون» فماذا أيضًا قد يكون بالإمكان؟ 

الإنجاز عبر العمل الجاد. والتقدم الاجتماعي عبر cabal‏ 
الوصول إلى الممكن عبر الإيمان. .. لحظة أن pia‏ ليفي وحصل 
على وسام المركز الأول» شهدت ماري في اعتزاز ومحبة تجسيدًا 
حًا لكثير مما احتضنته طويلًا باعتزاز. بالتأكيد كانت ماري تعلم 
براعة ابنهاء وبالتأكيد كان الاثنان يعملان من أجل الفوز. وكان 
طبيعيًا لأبناء أمخاخ لانجلي أن يتصدروا مثل ذلك السباق حتى 
لو كان مخ لانجلي ذلك لامرأة» وامرأة سوداء. كان الانضمام إلى 
السود الأوائل رمرّاء وكانت تعرف ذلك شأن أي شخص غيرهاء 
ليمت إنجاز ولدها في ابتهاج, ولكنّها كانت تعلم أيضًا أن 
أجمل ما في كسر الحاجز» أي حاجز» هو أنه لن يكون من داع 
لكسره من جديد. l‏ 


tme/t_pdf 


333 


الفصل العشرون 


في فبراير من عام 11960 وفي حين كانت ناسا تدفع U‏ 
اختبارات الثقة لكبسولة ميركوري» جلس أربعة طلبة في كلية 
سوداء هي كلية كارولينا الشمالية للزراعة والتكنولوجيا على 
نضد الغداء المنفصل G pe‏ في مطحم وولويرت رافضين الانتقال 
ما لم تتمّ خدمتهم. في اليوم التالي» أصبح «أربعة جرينسبورو» 
مجموعة من عشرين ناشطا. في اليوم الثالث اجتمع ستون طاليًا 
في وولويرث» وبحلول اليوم الرابع انضمٌ إلى التظاهرة ثلاثمئة 
شخص. كان المشاركون طلبة من كلية بينيت - وهي كلية بنات 
سوداء في جرينسبورو» وطلبة بيضًا من كلية جيلفورد» وكلية 
البنات بجامعة كارولينا الشمالية. وفي غضون أسبوع» انتشرت 
المظاهرات -غير العنيفة المُستلهّمة من الزعيم الهندي المهاتما 
غاندي- في مدن أخرى بكارولينا الشمالية» ثم عبرت الحدود 
إلى كنتاكي وتينيسي وفرجينيا. بدأ الطلبة يطلقون على مظاهراتهم 
اسم «المجالس» أو «الاعتصامات». ولم تفلح أحكام السجن» 

335 


التي صاحبت نشاطهم» في تهدئة حماستهم. كتبت شابة من 
بورتسماوث تدرس فى جامعة أيه آند تى كارولينا الشمالية تقول: 
couse pall aly cal‏ أكتب إليكم الليلة هذه الزسالة من زئزانة 
في سجن جرينسبورو. قبضوا Glo‏ عصر اليوم حينما ذهبت إلى 
مطعم زنبقي البياض وجلست فيه... ». ومثل ثقاب في حطب 
يابس» أضرمت الاعتصامات النار في حلم الزنوج القديم المُرجاً 
مكتوم الدخان» حلم المساواة» فسرت النار بسرعة محتدمة 
أصابت المجتمع الأسود نفسه بالدهشة. 

كان معهد هامتن أول مدرسة تنظم اعتصامًا خارج كارولينا 
الشمالية cote ab‏ داخل حرم gma‏ أن اتفال كتين من الطلة 
بإحدى أوائل أيقونات الحشد الذي بدا أنه يكتسب زخمًا على 
المستوى الوطني. قبل خمس سنواتء كانت روزا باركس 
الخياطة ابنة مونتجمري LLYL‏ وعضو الاتحاد الوطني لدعم 
GSH‏ وتطويرهم قد رفضت التخلي عن مقعدها بالحافلة 
لرجل أبيض؛ فأثارت حمَّى مقاطعة الحافلات التي قادها مارتن 
لوثر كنج الابن ورالف أبيرنائي. وأعقيت :ذلك مله ضارية على 
باركس؛ إذ تلقت تهديدات بالموت» وُوضعت هي وزوجها 
ريموند على قائمة التوظيف السوداء في مونتجمري. اتصل رئيس 
معهد هامتن بباركس عارضًا عليها العمل مضيفة في مطعم «ذي 
هولي تري إن» بالمعهد الجامعي. وقبلت باركس» لتصل إلى 
ede iret‏ الواح حاو كام 111 

حينما وصلت الاعتصامات إلى هامتن» كانت كرستين داردن 

Bue Pa‏ عيرها 18 P auae Ule‏ بيرق 


336 


متزامنين؛ إذ Lally Sel‏ على أن تحصل على شهادة فى 
التدريس تكون بمنزلة خطة بديلة لسعيها إلى العمل في العلوم. 
وجدت كرستين نفسها أسيرة حركة الناشطين الناشئة» وبرغم 
التزامها بفصول في الرياضيات والفيزياء وفصول إضافية في 
التربية والتعليم» وجدت الوقت للانضمام إلى المظاهرات التي 
تضخمت في نهاية المطاف إلى مسيرات WH‏ من أكثر من 
سبعمئة شخص. سار الطلبة على جسر شارع كوين إلى وسط 
مدينة هامتن وانضمُوا إلى طاولات الطعام في مطعم وولويرث 
وة وور اة بهدوء احتلوا أماكنهم ذ فى المتعريزة 
فمنهم من جلس إلى الموائد يقرأ أو يؤدي واجباته المدرسية» إلى 
أن أغلق المالكان متجريهما في منتصف العصر. في الشهر التالي؛ 
نظم خمسمئة طالب مظاهرة سلمية في وسط مدينة هامتن. 
وأقامت مجموعة مسموعة الصوت مُؤلفة من 13 من زعامات 
الحركة مؤتمرًا صحفيًا للجرائد المحلية» وقالوا للصحفيين: 
«إننا نريد أن نلقى معاملة مواطنين أمريكيين. فلو أن ذلك يعنى 
الاندماج في جميع مناحي الحياة» فهذا إذن ما نريده». 

قرّرت كرستين Lal‏ أن ad‏ إلى حملات تسجيل الناخبين 
المنظمة في هامتن» وكانت تلك الحملات تمضي من باب إلى 
باب في الأحياء السود المنتشرة على طول طريقي شيل وريب 
راب في هامتن» مُحرّضين الناخبين السود على تسجيل أنفسهم 
في قوائم التصويت بالوقت المناسب» عسى أن تُسمّع أصواتهم 
خلال الاستعراض الرئاسي المنتظر في نوفمبر من عام 1960 بين 
نائب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسن والسناتور الديمقراطي 
عن مساتشوستس جون كينيدي. 

337 


برغم المناصرة الصلبة لتمكين الزنوج اقتصاديّاء كان موقف 
معهد هامتن الدائم من الاندماج تنويعة على المسار البطيء» ما 
استثنينا من ذلك رئيس المعهد في زمن الحرب مالكوم مكلين. 
والآن وقد تولى د شخص أسود رئاسة المعهد للمرة الأولى؛ إذا 
الع ا رك العصر. كانت أن -ابنة 
دوروثي فون الكبرى- قد رجعت إلى المعهد سنة 1959 بعدما 
ا 1957 لكا ل در Lge‏ و ال لعل اده Sos)‏ 
الحرم» الذي رجعت إليه Laie‏ بالحياة» بل ومبهور الأنفاس» 
عام احتمال حدوث تغيير اجتماعي كبير دائم. وسرت كالنار 

في الهشيم شائعة وسط شبكة الطلبة المتحمسين» كناف دة 
الاختمال كن YES ced!‏ طت تمد (Lay gabe‏ أن يت الظلية 
حقيقة مقبولة» وهي أن رواد الفضاء يشاركون الطلبة تنظيم 
نشاطهم الاحتجاجي. كان رواد الفضاء يمثلون كل عزيز على 
الكتلة الكبرى من الأمريكيين - وإنهم معناء كذلك كان الطلبة 
يقولون في ذهول. مجرد الفكرة مهما تكن خرافيتهاء فكرة أن 
أولئك الصبية الطائرين أبناء الطبقة الوسطى من الأمريكيين 
واقفون مع الناشطين من الطلبة السود. أمّا العجز عن القت من 
E es‏ ققد عدت ذلك فى يقار 
عقد بدا فيه أن كل شيء يوشك أن يكون Rae‏ وأنه ما من محال. 

لو كان بوسع أحد أن يشهد الأثر بعيد المدى لذلك الفعل 
الراهن. ولقوة معارخ ضي التغيير» فقد كان ذلك هو دوروثي فون. 
مستسلماة Stet‏ ليندساي ألموند حاكم فرجينيا فتح مدارس 
نورفوك وتشارلوتسفيل وفرونت رويال في عام 1959 وبداً 

338 


يتزحزح باتجاه الاندماج» فبات 86 من الطلبة السود في تلك 
الأحياء يحضرون في مدارس مع البيض. غير أن دعاة الفصل 
العنصري في مقاطعة برينس إدوارد لم يتأثروا: سحبوا تمويلهم 
لكامل النظام التعليمي في المقاطعة بما في ذلك آر آر موتون في 
فارمفيل مُؤثرين ذلك على الاندماج. ولم تقم بلدية في أمريكا 
كلها بمثل ذلك التصرف الوحشي. وفي حين توافد الآباء البيض 
بأبناتهم على المدارس الجديدة المنفصلة عنصريًاء تدافعت 
أوسع الأسر السوداء حيلة إلى النجاة بمستقبل أبنائها التعليمي؛ 
مريرة. وغالبية 205 المتأثرين اك -ممّن عرفوا ب«الجيل 
الضائع»- لم ينجحوا قط في الحصول على شهاداتهم. وهكذاء 
Ob‏ فرجينيا -وهي من أغنى مناطق العالم بالمواهب العلمية- 
قادت الأمة إلى حرمان شبابها من التعليم. ورأى أصدقاء دوروثي 
وزملاؤها السابقون من موتن في يأس التضحية بمستقبل أبنائهم 
في معركة على مستقبل المدارس العامة في فرجينيا. في تعليقه 
على الوضع في عام 1963» قال النائب العام الأمريكي روبرت 
كينيدي إن «الأماكن الوحيدة في العالم التي لا توفر التعليم العام 
المجاني هي الصين الشيوعية» وشمال فييتنام» وساراواك في 
cL JL‏ وسنغافورة» وجزر هندوراس البريطانية ومقاطعة برينس 
إدوارد في فرجينيا». 

ف الوقت نفسه» كان لانجلى يتحرك فى الاتجاه المضاد. 

339 


Le‏ أطفأت دوروثي فون مصابيح مكتبها في قسم حسابات 
الغرب للمرة الأخيرة» زعت هى والنساء الباقيات فى مجموعتها 
المنفصلة 6 على أربعة أركان i fore‏ ا أخيرًا إلى 
زميلاتهن اللاتي سبق وعثرن على وظائف دائمة في المجموعات 
الهندسية. ذهبت مارجوري بيدرو وإيزابل مان إلى ديناميكيات 
الغاز» ولوريان ساتشيل وأرمينتا كوك انضكًتا إلى ماري جاكسن 
في قسم أنفاق السرعات الفاتقة» وهيستر لافلي وديزي ألستن 
انتقلتا إلى قسم الطائرات ذات السرعة فوق الصوتية 20 بوصة» 
وذهبت يونيس سميث إلى الحمولات الأرضية» وعَيّنت بيرل 
باسيت في النفق فوق الصوتي 11 بوصة. Ul‏ رئيسة قسم حسابات 
الغرب السابقة دوروثي فون فوجدت لنفسها Made‏ جديدًا في 
بناية أخرى جديدة Gus‏ كان لانجلي قد أكمل في عام 1960 
المبنى 61268 وهو منشأة فى الجانب الغربى تستضيف أحد 
أكر مهات الجاسيز الل فر فی الال ار كان 
الحاسب الإلكتروني قد انتقل من أطراف بحوث الملاحة الجوية 
إلى المسرح الرئيسي. وعليه» ركز لانجلي عملياته الحسابية في 
مجموعة أقيمت باسم قسم الحساب والتحليل لخدمة جميع 
عمليات البحث في المركزء وأيضًا لتقديم خدمة الحسابات 
للمتعاقدين من الخارج. جاء المخطط التنظيمي لقسم الحساب 
والتحليل تجسيدًا وتلخيصًا لعقدين من التغير في لانجلي. 
انضمت دوروثي مرة أخرى إلى كثير من حاسبات الغرب» لكنهن 
بتن يعملن OY‏ جنبًا إلى جنب خريجات حسابات الشرق من 
gg a‏ 
340 


لعل الأكثر إثارة للصدمة من الاندماج العرقي -المستشري 
عضويًا في لانجلي على مدار سنين- بين اختصاصيات 
الززافات كو أن USN MESES ie pe‏ و فالات 
توظف Une‏ متزايدًا من الرجال» فقد تطورت وظيفة الحسابات 
من مجرد تنظيم خدمي مقصور على النساء فيه الحد الأدنى من 
الاشتراطات في المعدات إلى قسم رفيع المستوى ذي ميزانية 
تشغيل تصل إلى الثمانية أرقام» فبدأ يبدو أشبه بمنصة انطلاق 
ce pela OLE TE T‏ كافك ةالالات aU‏ 
من الضخامة أحجام الغرف تعيد صنع نماذج بحوث الملاحة 
الجوية القديمة» وباتت سيطرتها بداية حقبة وعدت بزخم يفوق 
الزخم الذي استهلته الآلة الطائرة. ولحسن الحظ أو لسوئه. كانت 
أيضًا علامة على بداية النهاية للحساب بوصفه عملا نسائيًا. 

بدت كبيرات السن في المركز ot‏ لم يزلن يعتمدن على 
الحابيات: Sel i pe gle CIPS ESI‏ عو A‏ 
خليجٌ يزداد اتساعًا من عام إلى ple‏ وكان مطلع الستينيات نقطة 
انقلاب في تاريخ الحساب» وخطا فاصلا بين رمن ets)‏ 
البشريات وزمن الحواسب الجامدة» زمن Age‏ بوظيفة الحساب 
إل do‏ ا olay‏ السات إلى طاو لات تعلو الو gue Bel‏ آله 
حساب ميكانيكية قميتها خمسمئة دولار وزمن صارت معالجة 
وظيفة الحساب فيه 7 os‏ داخل حاسب بحجم غرفة تتجاوز تكلفته 
المليون دولار. 

وعت دوروثي فون أشد الوعي بذلك الخط الخفي المتماوج 
الذي فصل بين الماضي والمستقبل. في الخمسين من عمرهاء 

34] 


وبعد سنين كثيرة في وظيفتها الثانية أعادت إبداع نفسها لتكون 
ا E‏ . بقي المهندسون يحون إلى طاولتهاء سائلينها 
المساعدة في الحساب» فصارت Ol Ge Tos OVI‏ ا 
إلى إحدى البنات» تواعد حاسب آي بي إم 4 الذي يحتل الجزء 
الأكبر من غرفة كاملة تقع في قبو البناية 1268 وتُبرّد إلى درجات 
حرارة قطبية لمنع سخونة صمامات الالة. 

في الماضي» كانت دوروثي لتضع المعادلات في ورقة بيانات 
وتجعل إحدى بناتها تقوم بملئها. وفي قسم الحساب والتحليل 
ضاوت of leas‏ تحدّل ادلات المد إلى hae a‏ 
صيغة الحاسب -المعر وفة بفورتران- باستعمال آلة خاصة للثقب 
في بطاقات قياسها 47/بوصة × 1/43 بوصة مطبوعة على ثمانين 
عمودًاء في كل عمود الأرقام من 0 إلى 9ء وكل فراغ مُخصّص 
لرقم» أو حرفء أو علامة. وبمجرد اكتمال ثقبهاء تصبح كل بطاقة 
كريمية اللون ممثلة لمجموعة تعليمات بلغة فورتران. 

كلما طال البرنامج أو ازداد تعقيدّاء ازداد تزويد الحاسب 
بالبطاقات. وكانت الآلات تُحشى بألفي بطاقة - أي بألفي سطر 

من التخليمات: وحتى أبسط البرامج ج اقتضى مئات البطاقات التي 
يجب تزويد الحاسب بها وفقًا للترتيب الصحيح. والويل للبلهاء 
الذين يسقطون Ue‏ بطاقات على الأرض. كان بعض المبرمجين 
يحاولون تفادي الكارثة باستعمال قلم تلوين سحري يرسمون به 
خطا قطريًا كبيرًا على السطح العلوي لكومة بطاقة رأسية فيكون 
خطا متصلا من الزاوية الأمامية في البطاقة الأولى إلى الزاوية 
الخلفية المقابلة في البطاقة الأخيرة» راجين أن تساعد نقطة اللون 


342 


الصغيرة في كل بطاقة فتكون بمنزلة مفتاح لإعادة ترتيب البطاقات 
وفقا للترتيب الصحيح إذا حدث واختلطت. 

وبرغم القوة التي كان عليها الحاسب في قسم الحساب 
والتحليل» كان سادة مشروع ميركوري يطلبون المزيد من القوة 
الإلكترونية استعدادًا لما هو تال؛ فاشترت ناسا -بنهاية عام 
-1960 جهازي حاسب آي بي إم 7090 وركبتهما في منشأة على 
أحدث صيحة فى وسط العاصمة واشنطن وأدارهما مركز جودارد 
للطيران الفضائي في جرينبلت بميريلاندء الذي افتتحه مركز ناسا 
الميداني في عام 1959 للتركيز حصريًا على ple‏ الفضاء. poy.‏ 
الوكالة حاسيًا (HE‏ أصغر في حجمه Å‏ من آي بي إم 709« 
في مركز بيانات ببرمودة» لتقوم الحواسب الثلاثة Les‏ بالإشراف 
والتحليل لجميع مناحي الرحلات الفضائية من الإطلاق وحتى 
Ake Nyse egal‏ 

كانت الرحلات دون المدارية المخطط لتنفيذها تمثل 
مجموعة تحديات محكومة. الدع من حا مراك رياه 
والهبوط في نقطة من الأطلنطي تقع على قرابة خمسين ميلا 
من جزيرتي توركس وكايكوس"» وبقاء الكبسولة المندفعة في 
نطاق التواصل مع وحدة التحكم في فلوريدا ومراكز البيانات في 
العاصمة وفى برمودة. Se SUT‏ المدارية -التى بعثت رائد 
فضاء في ligase tas shale‏ و 
الكوكب فتخرج عن الاتصال البصري والإذاعي ب بمهمة التحكم 


(1) أرخبيل بريطاني يقع جنوب شرق البهاماس. 
343 


لطيرانها فوق أرض غير صديقة- فكانت ترفع الخطر بعض 
الشيء E‏ الداق مع زائك العصياء خلال كل دقيقة في 
كل مدار شرطا مسبقًا لبدء الرحلة. 

وقعت على عاتق لانجلي مهمة إنشاء شبكة عالمية من محطات 
التعقب تضمن التواصل في الاتجاهين بين المركبة الفضائية 
الذائرة روتكد القدك E earn reer‏ وروم 
بقيمة ثمانين مليون دولار في عام 1960 مكملا الخطوات الأخيرة 
قبل ديسمبر 1960 وهو التاريخ الذي كان مخططا في الأصل أن 
يشهد أول مهمة دون مدارية. كانت شبكة تعقب ميركوري في 
ذاتها مشروعًا يضاهي في نطاقه وجرأته lage‏ الفضاء التي أقيم 
Gig‏ دعمها. استعملت محطات الاتصال الثماني عشرة» التي 
أقيمت على مسافات مضبوطة حول الكوكب - وأقيمت اثنتان 
منها على سفينتين تابعتين للبحرية (واحدة في المحيط الأطلنطي 
والأخرى في المحيط الهندي) - أجهزةً استقبال قوية ES‏ الأقمار 
الصناعية ضمانًا لتلقى الإشارات اللاسلكية من كبسولة ميركوري 
ف أثناء مرورها yas‏ كانت كل محطة تنقل البيانات عن 
موقع الكبسولة وسرعتها إلى وحدة التحكم في ميكوري ليُلقى 
بالبيانات إلى حواسب جودارد. فيدمج برنامج سوفتوير سي أوه 
3 إي» الذي أنشأه قسم تحليل المهام وبرمجه في حواسب آي 

بي إم» جميعٌ معادلات الحركة ووصف منحنى مسار الكبسولة» 
مستوعبًا بيانات الزمن ن الواقعي الواردة من المحطات النائية» 
A Mite Seales eee‏ سا فة اليوط الان وت 
وكاة الط كينا E SIS‏ ع ا عفد زر PE‏ 


344 


تنبئ باضطراب» وعند أي انحراف عن مسار الرحلة cab gall‏ 
وعند ظهور أي دليل قصور على متن الكبسولة» أو إشارات حيوية 
غير طبعية من وان القضاء و فلك الاشارات Jeo FAIS GIL‏ 
fai,‏ إلى أطباء على الأرضء فتنقل coh‏ من تلك الإشارات وحدة 
التحكم إلى حالة التعامل مع الخطر. 

تأجل تاريخ إطلاق مهمة مشروع ميركوري الأولى 351 895 
بإنسان إلى عام 1961 الذي 925 منذ بدايته أنه عام استثنائي؛ ففي 
الثالث من يناير» قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية 
مع کوباء فكانت تلك خطوة أخرى على طريق التقدم نحو 
الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتى. وفي خطبة الوداع» التى 
ألقاها دوايت أيزنهاور فى يناير 1961ء ندّد الرئيس بعقدة الصناعة 
العسكرية المتنامية فى الولايات المتحدة. فى 6 مارس 1961ء 
أعلن الرئيس جون كينيدي المنتخب حديئًا الأمر التنفيذي رقم 
5 المّوجّه إلى الحكومة الفيدرالية والمتعاقدين معها باتخاذ 
«إجراء حازم) لضمان التساوي في الفرص أمام ج جميع الموظفين 
والمتعدمين بغض النظر 2 Bees ae‏ واللون 
oe‏ الفضاء ومجموعة ae re ae‏ أخرى لناسا 
الهوائية والهيكلية Ja‏ عن sabes err eres‏ 
مقتربين من موعد الإطلاق المستهدف في مايو. 

«کان بوسعنا أن نغلبهم» كان يجب أن نغلبهم». هكذا تذكر 
كريس كرافت مدير الطيران في مشروع ميركوري بعد مُضيٌ 

345 


عقود. في غمرة جموح آمال أمريكا في استعادة السماوات» وجه 


السوفييت ضربة ثانية . في الثاني عشر من أبريل سنة 1961 أصبح 
رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين بضربة واحدة أول إنسان 
يخرج إلى الفضاء وأول إنسان يدور حول الأرض. وخلاقًا لما 
تسبّبت فيه سبوتنيك من حيرة وقلق وخوف» امتصّت الوكالة هذه 
الضربة. آلمتها بلا شك» وأخجلتها في الوقت نفسه» ÉS‏ ناسا 
أحالت خليط المشاعر إلى طاقة متجددة من أجل المهمة. مو ظفية 
كل الحراهت وبيادئ pmsl LE ls‏ 
دقيقة وشاملة. ثم نفذتها مدركة تمام الإدراك أنه ما من وجهة 
للحركة إلا واحدة : Al‏ 


كان إرسال الأمريكى الأول إلى الفضاء ليقتضى 1,2 مليون من 
اف GAA‏ الها وا راكد وا 
والتأييد» والتجريب» والفحص والتمثيل» فقد كان مجرد إرسال 
ذلك الرجل بشيرًا بتحقيق الهدف من مشروع ميركوري» وهو 
وضع رجل في المدار. ارتبطت كل مهمة بكبسولة ميركوري» 
وإن تباينت الصواريخ بين سكوت وريدستون وأطلس. فشلت 
مي ركوري -ريدستون Nel shel‏ أءوهي أول مهمة جمعت كبسولة 
ميركوري وصاروخ ريدستون» ووقع فشلها على منصة الإطلاق. 
وجاءت المحاولة الثانية إم آر 2 -وعلى متنها الشمبانزي هام- 
فتجاوزت نقطة الهبوط بستين ميلا وشارفت على الغرق ثم 
انشلت أخيرًا من المحيط. وبإسدالها الستار على ثلاثة أعوام 
ونصف العام من العمل» خطت ناسا خطوة جريئة؛ إذ قرّرت أن 
346 


تذيع على الهواء إطلاق أول oe‏ إنسان هو رائد الفضاء 
الن شيفرد» وتلك هي المهمة التي عرفت بميركوري-ريدستون 
3 ضبط 45 مليون أمريكي الأجهزة ليشهدوا النجاح النهائي أو 
الفشل النهائي ل إم آر 3. Sy‏ ربط شيفرد أخيرًا حزام الأمان في 
الكبسولة الصغيرة بريئة المظهر -حيث لم تتجاوز ستة أقدام قطرًا 
وستة أقدام وعشر بوصات ارتفاعًا- راكبًا شمعة ريدستون إلى 
الفضاءء IL‏ ارتفاع 116,5 ميل فوق الأرضء كان ذلك بمنزلة 
عودة الروح إلى الولايات المتحدة» وجرعة من الأدرينالين 
احتاجت إليها ناسا أمسّ الاحتياج. 

عمدت رحلة كبسولة شيفرد دون المدارية باسم فريدم 7 
واستمرت لخمس عشرة دقيقة و22 ثانية» وغطت 303 أميال» أي 
قرابة المسافة بين هامتن بفرجينيا وتشارلستون بفرجينيا الغربية 
كانت فريدم 7 Ges!‏ تكنولوجيًا Kal‏ بالقياس إلى رحلة يوري 
جاجارين في الشهر السابق» ولكنّ نجاحها جدَّأ الرئيس كينيدي 
aL aged! be‏ بهذف gob ssi‏ خا بك J pe gl‏ نإنسات إل 
القمر. 

«إنني أومن أن هذه BV‏ سوف تلزم نفسها بتحقيق هذا 
الهدف» قبل انصرام العقد الحالي» وهو إنزال أول إنسان على 
القمر وإعادته سالمًا إلى الأرض». كذلك قال الرئيس كينيدي 
أمام جلسة للكونجرس قبل 6 Jas‏ ثلاثة أسابيع على هبوط شيفرد 
وسط رذاذ المحيط؛ کل عامل ere els‏ 
الفضاء eae‏ ارب لمر لباه 

347 


تكن الوكالة قد حقّقت de‏ تكليفها المصاحب LEY‏ وهو 
إرسال إنسان إلى المدار» وها هو كينيدي يجعلهم يطؤون تراب 
القمر. 

كان أملا رهيًا - dS‏ أكثر ما سمعوه في حياتهم إبهاجًا. كان 
أمرًا Uy Se‏ حتى تلك اللحظة» أي الوصول إلى القمر» أحد أعمق 
آمال البشرية وأقدمهاء كان حلمًا سريًا للكثيرين في لانجلي أيضًا. 
لكن» في JB‏ سجل إنجازات يخلو إلا من نجاح واحد ay‏ 
مهام مُخططة لميركوري - مع استمرار الرحلة المدارية هدفا 
ارجا متيل gl le‏ الرس La‏ طرين اننا yall‏ تيقد 

3 تعقيدًا يقصر دونه الخيال. gus‏ الوهدضون أن الرحلة المدارية 
القادمة -بما فيها من شبكة Cas‏ كوكبي كاملة التجهيز البشري- 
تقتضي فريقًا من 18 ألف شخصًاء Ul‏ الاستعداد لهبوط قمريّ 
فيقتضي من العدد AST‏ بكثير Les‏ يمكن أن توفره الأم لانجلي 

OI‏ اكتسبت الشائعات المنتشرة aye‏ من الرواج: مر 
مجموعة مهمة الفضاء ء في هامتن يوشك على الانتهاء . ضغط 
موظفو لانجلي» وسكان هامتن» بكل ما أوتوا من قوة للاحتفاظ 
بثمرة أفكارهم في وطنها. كانت الجغرافيا والسياسة قد ابتسمتا 
لفرجينيا سنة 1915» حينما شرعت ناكا تبحث عن ميدان اختبار 
ومعمل طيران. ومثلما حدث فى الفترة السابقة للحرب العالمية 
ce byl‏ اعدك الحكرهة Essa‏ قائمة بالمواقع المُحتمّلة 
لاستضافة المقرٌ الفضائي» باحثة عن المزيج الصحيح من المناخ» 
والأرض المتاحة» والساسة et I‏ وفي عام 1960» وصلت 

348 


تسعة مواة قع إلى القائمة القصيرة» ولم تكن فرجينيا بينها . وبفضل 
نفوذ غير قليل من أبناء تكساس الأقوياء» ومن بينهم نائب الرئيس 
آنذاك ليندن جونسن» قرَّرت ناسا أن تنقل قلب برنامجها الفضائي 
إلى هاوستن. وأصبح كثير من موظفي لانجلي -مجانين ناكا 
السابقين ومن بينهم كاثرين جونسن- أمام خيارات صعبة. لقد 
وقعوا في غرام وطنهم المتاخم ped‏ أحبُوا وفرة الطعام البحري 
والشتاءات الدافئة والمياه المحيطة بالإصبع الأرضي الوحيد 
الذي بات جزءًا أصيلا من أنفسهم. ولكنَّهم عرفوا أن اتباع إشارة 
الرئيس إلى السطوة الفضائية سوف يعنى Ee‏ قريب أن يختاروا 
بين المكان» الذي منحهم دفء المجتمع» وشغفهم بالعمل الذي 
أعطى حياتهم المعنى. 

في المبنى 60 بالجانب الشرقي في لانجلي» كان زملاء كاثرين 
السابقون تيد سكوبينسكي وجون ماير وكارل هاس وهارولد 
بيك» الذين يقودون فرع تحليل المهمات داخل مجموعة 
مهمة الفضاء سريعة التنامي. يجهزود للانتقال إلى هيوستن. 
ماري شيب بيرتن وكاثرين تي أوسجود وشيلي هنت هنسن 
المساعدات الرياضيات» اللاتي أدرن برامج جح السوفتوير الخاصة 
بتحليل المنحنيات في مجموعة آي بي إم 704, 0555 الذهاب ÉA‏ 
الأخريات. خشيت عضوات الفرع من أنه إذا لم يقرر المزيد من 
نساء لانجلي التطوّع بالانتقال OP‏ مكتبهن الجديد اسوف يعاني 
نقصًا شديدًا في العمالة» ف في الوقت الذي يبلغ فيه حجم العمل 
عنان السماء. 


طولبت كاثرين جونسن بالانتقال إلى هيوستن مع المجموعة؛ 
349 


لكر زوجها جيم أراد أن يبقوا قريبين من أسرتيهما. وقد صعبت 
على كاثرين وكثير من زملائها في لانجلي مقاومة نداء هيوستن» 
وعدم اتباع المركز العصبي للبرنامج الفضائي في عبوره البلد. 
وكان من «غير العملي» أن يشرع لانجلي في تلبية الاحتياج إلى 
الاختصاصيات الرياضيات بتعيينات جديدة؛ فقَرّرت ماري شيب 
بيرتن وجون ماير الذهاب إلى هيوستن لتعيين «خمس شابات 
(ata ys‏ يأتين إلى لانجلى للتدريب قبل تأسيس وحدة حساب 
جديدة دائمة في «مركز فر كانت الفضاء المزوّدة بالبشر» تحت 
الإنشاء. وكان فى تلك الخطوة صدّى من تأسيس مجموعة 
الحسابات الأولى في لانجلي قبل 25 عامًا. 

ربما كان المقيمون في المبنى 1244 ليبقوا في أماكنهم في 
هامتن» ON‏ برغم إرادتهم» بقي لهم كثير من العمل في مشروع 
ميركوري. لقد كانت رحلة آلن شيفرد انتصارًا. وجاءت إم آر- 
4 رحلة فرجيل جزيسم دون المدارية في يوليو 1961» ومضت 
كالبارق. 

أخذت مهمة ناسا المدارية الأولى» وأول الغيث فى عمل 
Bag Cees eel Ola tins‏ على اة 
قريبة وميض سراب ساخن. كانت كاثرين وتيد سكوبينسكي قد 
وضعا أساسيات المنحنى المداري قبل قرابة سنتين فى تقريرهما 
المهم عن الزاوية السمتية» ثم نقلا مسؤولية حساب ظروف 
إطلاق الرحلة لحواسب آي بي إم. وشأن دوروثي فون» علمت 
كاثرين جونسن أن بقية مسيرتها المهنية سوف تتحدد من خلال 
مقدرتها على استعمال الحواسب الإلكترونية لتتجاوز بها حدود 

350 


قدرات البشر. لکن» كان على كاثرين جونسن قبل انتقالها Gle‏ 
إلى عالم الحساب الإلكتروني أن تتعامل مع تكليف أخير بالغ 
cin!‏ باستعمال تقتيات وأدوات peed‏ إلى الحقبة البشرية 
من تاريخ الحساب. شأن أخيها في العرق وفي فرجينيا الغربية 
حون Chall fo SM ge‏ الذي arly‏ المطرقة البجارية: 
كانت كاثرين جونسن في سبيلها إلى أن تطالب عا قريب بإدخال 
ذكائها في منافسة مع بأس الحاسب الإلكتروني. 


John Henry (1)‏ بطل شعبي أمريكي إفريقي يقال إنه كان يعمل في ثقب الحجرء 
أي حفر فجوات في الحجر لتبييت الديناميت عند إنشاء أنفاق السكك 
الحديدية. وتروي الأسطورة أنه مات ومطرقته في يده. بعدما انتصر في 
سباق لحفر الحجر مع آلة بخارية مُخصّصة لذلك. ويُشار إلى أكثر من موضع 
باعتباره مسرح تلك المسايقة» من بينها نفق بيج بيند [المنحنى الكبير] في 
و ا 


351 


الفصل الحادي والعشرون 
المستقيل من رحم الماضي 


كان إرسال رجل إلى الفضاء Cane EIS‏ إلى de‏ كريه. Sly‏ 
الجزء المتعلق بإرجاعه سالمًا إلى الأرض هو السبب الذي جعل 
كاثرين جونسن وبقية زملائها من حجيج الفضاء يقضون ليلهم 
ساهرين لا يغمض لهم جفن. كل مهمة كانت تفتح أمامهم مسارات 
بلا حصر إلى الكارئةء Foal‏ بصاروخ أطلس الشهير بمزاجيته 
الهائجة. وهو صاروخ باليستي قاري بلغ ارتفاعه 95 قدمّاء وقوته 
5 مليون حصان. وكان قد JIE‏ ليتمكن من دفع كبسولة ميركوري 
إلى المدار. انتهى اثنان من آخر خمسة إطلاقات لأطلس بالفشل؛ 
في إحداهما اندفع الصاروخ في السماء قبل أن يتمزق إلى كرات 
نارية مذهلة المنظر والكبسولة لم تزل مرتبطة به. ولم يكن ذلك 
بالأمر الذي يغرس الثقة في أعماق الإنسان المتهيئ لركوبه إلى 
المدارء ÉSI‏ كان أطلس الأقوى المطلوب لتسريع كبسولة ميركوري 
والوصول بها إلى السرعة المدارية. الكبسولة نفسها كانت أدق 
علبة من الصفيح على وجه الكوكب؛ ففيها أنظمة تكييف للضغط 

353 


والأكسجين تحول دون رائد الفضاء والفراغ الفضائي القادر على 
سحق الحياة. وكان لا بد من اختبار جميع تلك الوظائف -بل وكل 
مفتاح» وكل مؤشرء وكل مقياس- وإعادة اختبارها Ém‏ عن أي 
هفوة قد تفضي إلى فشل مُحتمّل. مع إطلاق الصاروخ من المنصة 
وتزايد سرعته فى السماء باتتجاة: السرعة القضوئء كان LAAN‏ 
الديناميكي الجوي يزداد هو الآخر على الكبسولة ليصل إلى نقطة 
الذروة المعروفة ب ماكس كيو. لو لم تكن الكبسولة قوية بما يكفي 
لاحتمال القوى التى 2525 لها عند نقطة ماكس كيوء فقد يحدث 
ables‏ أن نه حون TEE E‏ عرو اا ت 
الجمع بين كبسولة ميركوري وصاروخ أطلس بأنه «آلة كاريكاتورية 
لروب جولدبرج'" على قمة كابوس سباك». 

كل الأمور كانت تعتمد على براعة الأمخاخ في قوانين الفيزياء 
والرياضيات. على الرغم من اتساع نطاق الميحة اتساعا هاون 
فقد استوجبت أقصى درجات الضبط» وأعلى درجات الدقة» 
بحيث أن هفوة بموضع رقم في حساب زاوية الإطلاق السمتية» 
أو سوء تقدير لرقم شديد الضآلة في ثقل الكبسولة المُحمّل» أو 
غلطة في حساب سرعة الصاروخ وتسارع الدوران حول الأرض» 
قد تطلق شلالا من سلاسل النتائج المترتبة» مُتسيّبة في عواقب 
وخيمة أو ربما كارثية. وإذن» فكم كانت كثيرة سبل تحقيق الفشل» 
ولم يكن للنجاح إلا طريق واحد fade‏ التعقيد» دقيق التخطيط› 
مفرط التجريب. مخْتَبّر إلى ما لا نهاية. 


Rube Goldberg (1)‏ )1970-1883( رسام كاريكاتير أمریکی» ونحات» وكاتب» 
ومهندس» ومخترع. 


354 


ولم يكن أحد يفهم هذا بطبيعة الحال خيرًا Lee‏ فهمه رائد 
الفضاء Oye‏ جلين. كان ذلك الطيار المتخصص في اختبار 
الطائرات بالبحرية الأمريكية قد حارب بضرواة -ودونما نجاح- 
ليكون أول من يبحر في السماوات بين سبعة ميكوري. ثم وقع 
عليه اختيار ناسا للقيام برحلة إم آيه6- المدارية» التي ستمثل 
نقطة اللاعودة في مستقبل الوكالة الفضائي» ولم يكن جلين يترك 
Éi‏ للصدفة. abo‏ نفسه حتى أقصى حدود قدراته البدنية» بجريه 
أميالا كل يوم للحفاظ على لياقته» ومشاركته رفيقه رائد الفضاء 
كوت كارك cy aes‏ مغادزة الكبسولة فى gs oll‏ باك عل 
J ctl ile‏ ين لاتجل..وكان ell‏ ا كسيب خيزة pM‏ 
شيفرد وفرجيل جريسوم- يتخوّفون بعض الشيء من احتمال 
oh‏ جلين لأخطار صحية في ثنايا الرحلة» OY‏ سيكون داخل 
الكبسولة معلقًا في الأسلاك مثل جرذ في معمل» بحيث تنتقل 
كل إشاراته الحيوية المرصودة إلى أطباء على الأرض. كان شبح 
الخطأ البشري دائم الحضور بطبيعة الحال» فعمل جلين بهوس 
مع مدربي المحاكاة» واضعًا نفسه عبر مئات من مهام المحاكاة» 
Es OE‏ سودي MES‏ 

بوصفه طيار اختبار Liar’‏ كان جلين يعلم أن السبيل الوحيد 
إلى إزالة كل الأخطار من المهمة هو ألا يغادر الأرض من الأصل. 
كان جندي المارينز السابق أول ماح يبلغ السرعات فوق الصوتية 
في رحلة a ple‏ للقارات. ومنذ انطلاق مشروع ميركوريء تولّى 
مهندسو ناسا مسؤولية دقيقة تتمثل في الموازنة ر بين الاندفاع إلى 
الفضاء في أسرع وقت ممكن وبين المخاطرة التي استشعروا 

355 


احتمال أن يطالبوا حمولتهم البشرية بقبولها. لقد عرفوا من 
الخبرة والتحليل أنهم في نقطة ما على هذا المسار المغامر سوف 
يصادفون -ولا شك- مشكلات لم يستشرفوهاء أو يصطدمون 
ببساطة في حظ إحصائيٌ عثر» حينما يحدث لمرة من كل آلف مرة 
أن يتحقق أسوأ السيناريوهات. غير أنهم تجشموا أشد الآلام في 
التثيّت من كل شيء خاضع لسيطرتهم» حتى لو اقتضى ذلك إطالة 
أمد جدولهم الزمني - ثم خرقه. لقد كان موعد الرحلة المدارية 
الأولى في مشروع ميركوري محددًا في الأصل بنهاية عام 1960( 
وكان الرئيس أيزنهاور يتابع الالتزام بذلك الموعد بنفسه. ولكنّ 
المزيد من الاختبارات والتعديلات الطفيفة -بإضافة نظام تبريد 
هناء أو معالجة خلل فى توصيل الأكسجين هناك أو الاضطرار 
إل Lar‏ عسينات By‏ على WL Bey‏ دون هدارية وغ 
مُزْوّدة بالبشر- تآمرت جميعًا لتأجيل الموعد إلى إدارة الرئيس 
كينيدي التالية. حدّدت ناسا يوليو من عام 1961 موعدًا جديدا 
للرحلة المدارية» ثم غيّرته إلى أكتوبر» ثم إلى ديسمبر. وأخيرًا 
أجلت المهمة إلى عام 1962. 

فى الوقت. الذي بدا فيه أن ناسا تتخبّط على الأرضء إذا 
برائد الفضاء الروسي جيرمان تيتوف'' يتبع الانتصار الذي حققه 
يوري جاجارين في أبريل 1961 برحلة مدارية ناجحة لسبع عشرة 
ساعة» أي قرابة يوم كامل في الفضاءء في السادس من أكتوبر سنة 
1. وأعرب مسؤولو الحكومة الأمريكية والصحافة للشعب 


Gherman Titov (1)‏ (2000-1935) ثانى إنسان يدور حول الأرض فى الفضاء 
على متن فوستوك-2. 


356 


عن إحباطهم من التأجيلات» ومنهم من طعن في كفاءة الوكالة 
وتقديراتها. وحتى عند ضمان الأمور التقنيةء كان على فريق 
الإطلاق أن يراعي الطقس؛ ذلك أن مجرد طول فترة HOG‏ السماء 
بالغيوم في كيب كنافيرال ألغى موعدين مُجدوَّلِين للإطلاق» في 
العشرين من يناير وفي الثاني عشر من فبراير سنة 1962. وأخيرّاء 
ثبت مجموعة مهمة الفضاء تاريخ العشرين من فبراير سنة 1962 
موعدًا لرحلة جون جلين الأولى. 

كان توالي التأجيلات وارتفاع الرهانات كفيلًا Ob‏ يُفقد كثيرًا 
من الأفراد تركيزهم» GS‏ جون جلين كان يدلي بحوارات هادئة 
المزاج متفائلة للصحافة المستعرة ويشغل نفسه بالحفاظ على 
عقله وجسمه في ذروتيهما . قبل ثلاثة أيام من أهم موعد في حياته. 
خاض جلين محاكاة أخيرة» وأجرى فحصًا كاملا لخطة رحلته. 
وقبل أن يسلم نفسه لمصيره» E>‏ رائد الفضاء المهندسين على 
إجراء فحص إضافى» يراجعون فيه المنحنى المداري الذي أنتجه 
حاسب آي بي إم 7090. 

كانت جوانب تشغيل كثيرة من رحلة جون جلين الأخيرة قد 
صقلت وعدلت بالاختبار على مدار السنوات التالية لسبوتنيك» 
والخبرة والمعرفة اللتان Leet‏ خلال الأيام الأولى UJS‏ من 
خلال تنفيذ رحلات دون مدارية. ملأ فريق الاسترجاع محطاته 
حول العالم بالعاملين» وتأهّب لالتقاط رائد الفضاء وكبسولته من 
الماء. وبذلت ناسا جهدًا غير قليل فى تزويد شبكة حواسب آي 
بي إم وشبكات تعقب ميركوري بالاحتياطيات والاستعدادات 
لحالات الفشل. 

كان رواد الفضاء -بما لهم من خلفيات وطبائع - يقاومون 

357 


الحواسب وعقولها الشبحية؛ فالملّاح في أي اختبار للطيران 
كان يعلق سمعته وحياته على قدرته على التحكم التام المباشر 
المستمر في الطائرة» GU‏ هفوة في التقدير أو نزر تافه من التأخر 
في اتخاذ القرار خلال العمل قد يعني الفارق بين الأمن والفاجعة. 
ولكن» في الطائرة على الأقل» كان لدى الطيار حدسه. UÍ‏ مُخطط 
مهمات ميركوري القائمة على «الطيران الإلكتروني» -حيث 
المركبة وأجهزة ضبطها مقيدة عبر التواصل اللاسلكي بالحواسب 
الإلكترونية الطنانة على الأرض- فكان يدفع رواد الفضاء إلى 
خارج منطقتهم الآمنة . ولدى كل مهندس واختصاصية رياضيات 
حكاية تُروى عن إعادة فحص كشفت عن وجود أخطاء ء في 
بيانات المركبة. ماذا لو فقد الحاسب قوته أو تعطل وتوقف عن 
العمل في أثناء الطيران؟ ذلك أيضًا أمر حدث مرات تكفي لإنذار 
الفريق كله 

كانت الحاسبات البشرية قد مضغن كل تلك الأرقام» وفهم 
رواد الفضاء هذاء فهموا أن النساء الاختصاصيات في الرياضيات 
يسيطرن على حاسباتهم الميكانيكية سيطرة sole‏ الاختبار 
على طائراتهم الميكانيكية. كانت “ركام تدخل الآلات رقمًا 
cles y‏ وتخرج منها Lady‏ رقمّاء وتخرّن على قطعة ورقة بوسح 
أي شخص أن يراها. والأهم من ذلك أن الأرقام 0000 
إلى عقل شخص حقيقي وخروجًا منه» شخص يمكن التفاهم 
cane‏ ومساءلته» والاعتراض cede‏ والنظر في عينيه لو لزم الأمرء 
وتكون عملية الوصول إلى نتيجة نهائية معه أمرًا Ure!‏ وصادقًا 
وكامل الشفافية. 

358 


قد تكون حواسب طيران المراكب الفضائية هى المستقبل» 
ES)‏ ذلك لم يعن أن على جون جلين أن GE‏ فيها؛ فالذين كان 
GE‏ فيهم Lie‏ هم الزملاء الأذكياء المسيطرون على الحواسب» 
والزملاء الأذكياء المسيطرون على الحواسب كانوا يثقون في 
حاسبتهم كاثرين جونسن» فبدت المسألة بسيطة بساطة منطق 
رياضيات الصف الثامن: وثق جون جلين في كاثرين جونسن. 
ووصلت الرسالة إلى جون ماير أو تيد سكوبنسكي» ومن خلال 
أيهما إلى آل هامر أو آلتن مايوء فنقلت أخيرًا إلى الشخص 

قال رائد الفضاء: «اجعل البنت تراجع الأرقام». وقال: «فإن 
قالت إن الأرقام صحيحة» فأنا مستعد للذهاب». 


ازدهر عصر الفضاء والتليفزيون في وقت واحد. وقد علمت ناسا 
أن المهمة المعهودة إليها لا تتعلق فقط بدخول التاريخ» بل وبصنع 
أسطورة» وإضافة فصل جديد آسر إلى الحكاية الأمريكية التى تعبد 
العمل الجاد والأصالة وانتصار الديمقراطية. فى كيب» التقطت 
كادي ners rae an om open‏ تابد Pree ey‏ 
كل محطة فى رحلته التى Sa‏ بها مئات المرات بالفعل فى أجهزة 
المحاكاة بناساء ليكون ذلك الفيلم خامة للفيلم التسجيلي الذي 
te‏ في وقت لاحق من العام. بعثت الوكالة فريقًا سينمائيًا إلى 
كل واحدة من محطات التعمّب النائية مسجلة لفرق الاتصالات 
وهي تكمل فحوصات ما قبل الطيران. ظهرت في الفيلم دقائق 
وثواني دراما مهمة التحكم - حيث رجال بيض في قمصان بيض 
359 


وربطات Gre‏ سوداء نحيلة وسماعات على الآذان وراء طاولات 
ممتدة مُزْوّدة بأجهزة الاتصالات شاخصو الأبصار إلى خريطة 
إلكترونية هائلة للعالم معلقة على الجدار المواجه لهم» فكان هذا 
الفيلم هو الذي خلق الصورة الباقية للمهندس في عمله. 

في الوقت نفسه» وبعيدًا عن الخطوط الأمامية» وبعيدًا عن 
eal‏ الكاميرات» كان الموظفون السود» الذين تزايدت أعدادهم 
في لانجلي وفي جميع مراكز ناسا منذ نهاية الحرب العالمية 
الثانية» مشغولين في حساب الأرقام» وإدارة أجهزة المحاكاق 
وكتابة التقارير» والحلم بالسفر في الفضاء بجانب أمثالهم من 
البيض» منساقين وراء الفضول انسياق غيرهم من الأمخاخ 
يريدون أن يعرفوا ما الذي قد تعثر عليه الإنسانية بمجرد أن 
تغامر بالخروج من جزيرتها الكروية» ومتقدمين بعناد مماثل نحو 
الحصول على إجابات لأسئلتهم. في مركز بحوث لويس بأوهايوء 
كان عالم أسود اسمه دودلي مكونيل ضمن باحثين يعملون على 
ارتفاع الحرارة الديناميكي الجوي» وذلك من أجسم التحديات 
التى تواجه رواد الفضاء؛ إذ يعودون إلى دخول الغلاف الجوي 
غائصين باتجاه المحيط. كانت آني إيزلي؛ التي التحقت بمعمل 
اريس e‏ اق تلن مشتروع الوتطوو لمعن بتطوير 
المنصة الصاروخية التي استّعملت أخيرًا في أطلس. وفي مركز 
جودارد للطيران الفضائى بميريلاند - المُكلف بتشغيل جهازي 
آي بي إم 0 مسؤولين عن LES‏ المركبة الفضائية ونقل 
المعلومات إلى وحدة التحكمء كان خريج من جامعة هوارد يدعى 
ميلبا روي مشرفًا على قسم المبرمجين العاملين في المنحنيات. 

2300 


كذلك في جودارد كانت دوروثي هوفرء تستهل الفصل الثالث 
(أو الرابع أو ربما الخامس) في مسيرتها المهنية. بعد عملها في فترة 
دراستها بجامعة ميشيجن» عملت هوفر فى مكتب الأرصاد الجوية 
لثلاث سنوات. فلعلّها بدافع من الحنين إلى الوكالةء التي Dhe‏ 
مسيرتها المهنية في الرياضيات» انتقلت إلى جودارد سنة 61959 
وجودارد هو الوحيد بين المراكز الذي ا sea‏ 
استمرٌ تقدمها الوظيفي حتى باتت تحتل درجة جي إس13-. بينما 
زملاؤها في لانجلي يضخون عقولهم في مشروع القرن الهندسي› 
كانت دوروثي هوفر ترجع نفسها إلى العمل النظري الذي أحبته 
مواصلة سجلها في النشر بكتاب مشترك في الفيزياء الحاسوبية. 

كان لانجلي هو المكان الذي شهد أبرز ما تحقق من تقدم 
خلال العقدين السابقين. في نفق الديناميكا العابرة لحاجز 
الصوت. حظي توماس بيردسونج بالأسبقية على الطريق الطويل 
إلى القمر باختباره نموذج صاروخ ساترن» وهو آلة إطلاق بحجم 
تحر كان المهندس جيم وليمز لم يزل في فريق مع جون دي 
بيرد - المعروف بجايبيرد» وكان يساعد بالفعل > في العمل على 
تحقيق وعد الرئيس كينيدي بالهبوط على القمر. وسوف يرتبط 
اسم هذا القسم بالمواعيد الغرامية'' مع المدار القمري» وبحل 
من أكثر الحلول عبقرية وأناقة لتحدي دفع الأجسام فائقة الثقل 
في الرحلة الممتدة لعدة مئات الآلاف من الأميال ذهابًا إلى القمر 
ورجوعًا منه. 


)1( الرانديفو rendezvous‏ مناورة فضائية تتصل فيها مر كبتان فضائيتان» أو مركبة 
ومحطة في الغالب» ويوضحها النص لاحقا. 


361 


لم يكن قسم حسابات الغرب موجودًا كمكان ملموس Oly‏ 
وضعت خريجاته عقولهن وأيديهن في خدمة برنامج الفضاء - مع 
أن ذلك في حالة دوروثي فون كان جهدًا غير مباشر؛ إذ استُبقيت 
العقول المعنية بتشغيل حواسب آي بي إم 7090 في جودارد لتعقب 
الرحلةء وكثيرٌ من التحليل كان يتعٌ في قسم تحليل مخطط المهمة 
ضمن مجموعة المهمة الفضائية. غير أن الرجال والنساء في قسم 
الحساب والتحليل كانوا مشغولين كدأبهم. وصح حدس دوروثي 
Ob‏ من يعرفون كيف يبرمجون الآلات لن يعانوا نقصًا في العمل. 
ومع أنها لم تكن في الخطوط الأمامية من البرمجة المعمول بها 
في مشروع ميركوريء فقد كانت لها يد بالتأكيد في الحسابات 
المستعمَلة بمشروع سكوت» وهو صاروخ صلب الوقود اختبره 
لانجلي في منشأة جزيرة وولوبس. بل لقد قامت برحلات عمل 
إلى نطاق الاختبار. وكان الصاروخ سكوت جزءًا مهما في وضع 
الأساس لجهود الرحلات الفضائية Ul‏ 305 بالبشر؛ إذ استعمله 
المهندسون في حمل رائد فضاء «مصطنع» له مثل وزن رائد فضاء 
حقيقي خلال رحلة رباعية المدار في نوفمبر 1961. 

ومن حاسبات الغرب من Ghee‏ برؤية أقرب؛ فقد عملت مريام 
مان مع جيم وليمز في إدارة أرقام بحوث «المواعيد الغرامية»» 
والمواعيد الغرامية هي التقاء مركبتي فضاء لتبادل الشحن والتفريغ 
في الفضاء. في Gi‏ الضغط فوق الصوتي رباعي الأقدام» أجرت 
ماري جاكسن اختبارات على كبسولة أبولو ومكونات أخرى. 
وعملت على صقل لياقة نصيبها من الرحلة التي سوف تحدث 
داخل نظام السرعة فوق الصوتية» ليكفل لها عملها هذا الحصول 

362 


على وسام إنجاز فريق أبولو. كانت سيو ويلدر شر كُمّيها وسط 
«العلماء المجانين» في قسم ديناميكيات البلازما المغنطيسية 
بلانجلي» وكان عملها هي الأخري يتعلق بفيزياء المركبة في أثناء 
عودتها إلى الغلاف الجوي. 

لكن» بسبب علاقات عملها الوثيقة مع رواد مجموعة المهمة 
الفضائية» وجدت كاثرين جونسن نفسها في موقع سمح لها 
بتقديم أكثر الإسهامات مباشرة في المهرجان الذي أوشكت 
بدايته في فلوريدا. كان المعنى الأوسع لدورها كامرأة سوداء في 
بلد لم يزل يعرف الفصل العنصري» ومساعدتها في إشعال فتيل 
من شأنه أن يحرك هذا البلد إلى تحقيق أعظم مطامحه» موضوعًا 
سيبقى يشغل تفكيرها لما بقى من حياتها. لولا أن أرجىئ ذلك 
الأمر إلى المستقبل وقد لاح العد التنازلي للعيان. ففي الوقت 
الراهن» كانت اختصاصية رياضيات» مواطنة أمريكية عُرفت 
أعظم مواهبهاء مثلما عرف من الذين يضعون مواهبهم في خدمة 
بلدها. ولطالما كانت كاثرين جونسن عظيمة الإيمان بالتقدم, 
وحدث في فبراير من عام 1962 أن صارت مرة أخرى رمرًا له. 

حينما جاء الاتصال الهاتفى. كانت كاثرين البالغة من العمر ثلاثة 
وأريقتره سلة ا ا ال 2 شيعت الاتصنال 
مع wipe‏ ای رذ cade‏ ا كلها سمهت من قبل وار 
دوروثي فون والمهندس سنة 1953 الذي بعثها إلى قسم بحوث 
الملاحة الجوية بعد أسبوعين من وصولها إلى لانجلي. عرفت من 
«البنت» التى يجري النقاش حولها فى المحاورة الهاتفية. كانت 
قد رأت رواد الفضاء في المبنى بطبيعة الحال؛ فقد كانوا يقضون 


363 


ساعات طويلة في الطابق السفلي من الهنجر» يستعدون لمهامهم 
من خلال آلة محاكاة اسمهما مدربة الإجراءات. كان بعض من 
تنقيفهم على أيدي الزملاء العباقرة قذ تم في الطابق العلوي»:ولو 
أنها لم تدع إلى تلك الاجتماعات. لم يعنها في شيء أن جون جلين 
لم يكن يعرفها أو لم يكن يتذكر اسمهاء ESI‏ المهم -وما عنى لها 
الكثير - هو أنها كانت الشخص المناسب للوظيفة. 

بعد سنين كثيرة» ستقول كاثرين جونسن إن الحظ وحده هو 
الذي جعلها هي من بين جميع الحاسبات مَن HESS‏ مجموعة 
المهندسين» ومن EAE‏ إلى قسم بحوث الملاحة الجوية للعمل 
مع جوهر الفريق الذي tbs‏ في مغامرة دونها قدرة العقول 
على الاستيعاب. GS‏ الحظ ليس ميزة وحيدة إلا للأشقياءء 
وحينما تضاف إليه نكهات الصدفة والتناغم والعطف والحكمة 
والمحتوم» يكتسب الحظ سمت القدر. ولا يصادف القدر من 
العقول إلا الذي حسن تدريبه وطال بحثه عن شىء فيصادف آخر: 
يصادف ما لم يكن في الحسبان. ويأتي من الوجود في الموقع 
المناسب لاقتناص الفرصة» ومن الزواج السعيد بين الزمان 
والمكان والصدفة. والقدر هو الذي دعاها في فترة العد التنازلي 
لرحلة جون جلين. 

في القسم الأخير من تقرير الزاوية السمتية البحثي» الذي 
أكملته في عام 1959ء كانت كائرين قد خاضت حسابات مدارين 
بسيطين مختلفين» ؛ أحدهما يتتبع إطلاقا إلى الشرق والآخر إلى 
الغرب GUIS‏ كان مُخططا OY‏ يطير فيه جلين. ما كادت تخلص 
إلى رياضيات السيناريوهات الاختبارية على آلتها الحاسبة» Voge‏ 
الأرقام الافتراضية في متغيرات معادلات النظام» حتى أخذ قسم 

364 


تحليل المهام وتخطيطها في مجموعة المهمة الفضائية حساباتها 
تلك وبرمجها في حاسب آي بي إم 704 الخاص بهم. وباستعمال 
الأرقام الافتراضية نفسهاء أداروا البرنامج على الحاسب 
الإلكتروني placed‏ | إل النهاية السعدة gy‏ جود اشاق كيد جد 
بین مخرجات آي بي el‏ ونتائج كاثرين . كان العمل الذي قامت به 
في عام 1955 -أي المراجعة المزدوجة لأرقام آي بي إم- بمنزلة 
قياس فستان أو محاكاة كالتي كان يقوم بها جون جلين للمهمة 
التي ستّوضّع على طاولتها في اليوم الفارق بمسيرتها المهنية. 

عندما حدَّئت مجموعة المهمة الفضائية حاسبها آي بي إم 704 
إلى حواسب آي بي إم 7090 الأقوى» يُرمجت معادلات المنحنى 
في هذه الآلات. إلى جانب جميع البرامج الأخرى اللازمة 
للإرشاد والتحكم في الصاروخ والكبسولة ومقارنة الإشارات 
الحيوية للرحلة في كل لحظة من خطة الطيران المُبرمَجة في 
الحاسب. خلال مرحلة إطلاق المهمة» كان حاسب صاروخ 
أطلس - المُبرمَج على إحداثيات الإطلاق» يتواصل مع وحدة 
التحكم» حتى إذا حدث خطأ في إطلاق الصاروخ فمضى 
بالكبسولة إلى مدار خاطئ» يكون بوسع المتحكمين في الرحلة 
أن يقرروا إلغاء المهمة - في لحظة الذهاب أو عدم الذهاب» 
فيفصلون الكبسولة أوتوماتيكيًا عن الصاروخ ويُرجعونها إلى 
البحر في منحنى أسطواني دون مداري. 

ما كادت BF‏ الكبسولة إلى نافذة الإطلاق» فانفصلت عن 
أطلس» وا لي Jolly peel fal‏ 
مع المحطات الأرضية by.‏ ادت ال كه جلى go be‏ معت 


365 


وابلا من البيانات إلى أقرب محطة تتبع» بيانات تشمل كل شيء 
من سرعتها إلى ارتفاعها إلى مستوى وقودها وحتى معدل خفقان 
قلب رائد الفضاء. والتقطت محطات التتبع الإشارات بأطباق 
استقبال من 64 قدمّاء ثم نقلت تلك البيانات -وقد أضيفت 
إليها الاتصالات الصوتية- عبر غابة من الكوابل دون البحرية» 
والخطوط HV‏ والموجات الإذاعية إلى مركز الحاسب في 
جودارد. واستعملت آلات آي بي إم المدخلات» التي تلقتهاء 
لإجراء حسابات Fy‏ على برامج تحديد المدار. من خلال خطوط 
البيانات عالية السرعة» التي بلغت سرعة مبهرة قوامها كيلوبايت 
في الثانية» بعث جودارد إل وحدة التحكم معلومات آنية عن 
الموقع الراهن للمركبة الفضائية. Slay‏ على الجدار الأمامي 
فى الغرفة التى مثلت المركز العصبى لناساء كانت ثمة خريطة 
sla.‏ داك تنيت غا E‏ کال م 
كل منها يمثل مدارًا. وحام على الخريطة نموذج صغير لكبسولة 
ميركوري مُعلق بسلك. وفيما كانت بيانات التعقّب من المركبة 
الفضائية تصل إلى وحدة التحكم» كان نموذج الكبسولة يتحرك 
على مسار الخريطة المداري أيضاء كأنه دمية يحركها سيدها في 
السماء. ووثب مؤشر الكبسولة من محطة تعقب إلى التالية مع 
تقدمها المدار مثل لعبة هاتف شديدة السرعة خرافية الثمن» تنقل 
باستمرار معلومات عن موقعها وحالتها. إنه يحلق فوق نيجريا! 
إنه يوشك أن يصل إلى أستراليا! بدا المخطط الأولىٌ إعجازيًاء 
وفيما كانوا ينظرون إلى دمية المركبةء أمكنهم ELS‏ أن «يروا» 
المركبة الفضائية في جولاتها. 
366 


كانت حواسب جودارد تبعث أيضًا للمتحكمين فى الرحلة 
BOL Gis‏ ا ع أيه كانت ayers‏ بالمكاة 
esgic al © certs, Seager gece cell‏ 
E‏ ر Clas sh de pug) WSUS‏ عات الكو ف ی 
باستمرار على موعد مُحدَّث للاسترجاع» أي اللحظة التي لا بد 
فيها من إطلاق الصواريخ لبدء هبوط الكبسولة إلى الأرض. 
والاسترجاع قبل موعده أو بعده كان كفيلا بإنزال رائد الفضاء 
البائس بعيدًا عن منقذيه من البحرية الأمريكية. 
كان المهندسون قد اختبروا بالفعل آي بي إم 7090 والمعادلات 
المدارية في واقعتين سابقتين: Moly‏ تخص رحلة ميركوري- 
طلسن 4 المدارية المُزوّدة برائد فضاء ميكانيكي العبة)» ثم 
باستعمال الشمبانزي المُدرّب إينوس جالسًا إلى أدوات التحكم 
في إم آيه5-. نجحت رحلة إينوس في النهاية» لكتها واجهت 
بعض الخلل في الحاسب وانقطاعات في التواصل (فضلا عن 
مشكلات أكثر خطورة في نظام تبريد الكبسولة وعيوب في سلك 
كهربائي). كان في القول Ob‏ المخاطر تزداد زيادة دراماتيكية في 
ظل وجود شخص على متن الكبسولة تهوينُ من الوضع (حتى 
لقد اقترحت وثيقة عسكرية سرية إلقاءَ اللوم في حال وقوع كارثة 
لجون جلين على الكوبيين واستعمال ذلك ذريعة للإطاحة بفيدل 
Lm Cg carl‏ القول إن کائرین yd gee‏ كانت ف غاية Ppl‏ 
janes Gap a‏ ; 
من أجل أن ب ينجح المشروع cally‏ كان ينيعي لکل جزء 
منفرد من المهمة ات Si‏ أن يكون ذا وظيفة 
367 


متفقة مع الخطة. وكان من OLE‏ الانهيار أن يكون فوريًا ومأساوياء 
ومَذاعًا على الهواء من خلال التليفزيون. ولكنَّ كاثرين جونسن 
-شأن جون جلين- لم تكن SL‏ يصيبها الذعر. لقد خاضت 
مثله بالفعل محاكاة للمهمة المعروضة أمامها. كانت اللحظة قد 
حانت» على الرغم من ضغط الوقت والنشاط المستعر المحيط 
بهاء وبدت لحظة محتومة. كانت حياة كاثرين جونسن قد بدت 
دائمًا ماضية تحت عين نوع ما من العناية الإلهية» عناية لا يراها 
الآخرونء ولعلها هي نفسها لا تفهمها فهمًا ÉU‏ ولكنَّ كل من 
تعرفهم يمتثلون لها امتثال المرء لقوانين الفيزياء. 


PET 


رتبت كاثرين طاولتها على cy gill‏ كومات متنامية فى مثل ضخامة 
دليل الهاتف ممتلئة بأوراق بيانات يتوافد عدد منها فى كل حين» 
blaine‏ كل كن تعدا Vales dale‏ الع بويد لا ين lary)‏ 
أرقامها ليفحصها الحاسب» صارت كاثرين تعمل OV‏ بالعكس؛ 
فتراجع مدخلات المحاكاة التي تلقّاها الحاسب مستعملة آلتها 
الحاسةدراحية الوضول إلى: dee see GLE‏ بي إحاباتها 
وإجابات أجهزة ال 7090ء مثلما كان الحال عندما أعدَّت الأرقام 
لتقرير الزاوية السمتية. عملت على كل تفصيلة docs ns‏ للمهمة 
ثلاثية المدار» واصلة إلى أرقام لأحد عشر متغيرًا مخرجًا مختلقًاء 
كل منها محسوب فى ثمانية أعداد معنوية". استغرقت يومًا 
significant digit (1)‏ 


368 


ونصف اليوم تشاهد الأرقام الضئيلة تتراكم» ويا له من عمل مهلك 
معن لان وی ag he‏ كان كل رقع في كوف الوق التي 
أنتجتها Ply‏ مخرج الحاسب» وثبت أن ذكاء الحاسب يضاهي 
ذكاءها. ربما كان الضغط ليُجهز على شخص أقل منها GLE‏ 
ولكن» ما من شخص كان أجدر بتلك المهمة من كاثرين جونسن. 


طلع فجر العشرين من فبراير صحو السماوات. وما لأحد ممن 
شهدوا أحداث ذلك اليوم أن ينساها. 135 مليون إنسان» جمهور 
حجمه غير مسبوق» ضبطوا المؤشرات لرؤية المشهد الجليل 
وهو يجري على الهواء مباشرة منقولا على شاشة التليفزيون. 
pail‏ كثير من موظفي لانجلي إلى مجموعة المهمة الفضائية في 
كيب كنافيرال ليشاهدوا الرحلة بأعينهم. جلست كاثرين ثابتة في 
مكتبها تشاهد البث التليفزيوني. 

فى الساعة التاسعة و47 دقيقة بتوقيت شرق الولايات 
المتحدة» ارتفع صاروخ أطلس حاملا فريندشب 7 إلى المدار 
ارتفاع رمح يخرق الهدف. كان الإدخال جيدًا إلى حد أن 
المتحكمين الأرضيين حجّروا جلين لسبعة مدارات. لكن» حدث 
خلال المدار الأول أن بدأ نظام تحكم الكبسولة الأوتوماتيكي في 
Lins‏ جاعلا الكبسولة puis‏ وتتأخر شأن سيارة مختلة الزوايا. 
وكانت المشكلة بسيطة نسبيًا؛ فاستطاع جلين أن يهدئ الكبسولة 
بنقلها إلى نظام التحكم اليدوي Las‏ إياها في موضعها الصحيح 
بمثل الطريقة التى كان ليتبعها لو كان يقود طائرة. فى نهاية المدار 
الثاني» أشار مؤشر في الكبسولة إلى تخلخل الدرع الحراري شديد 


الأهمية» ودون هذا الجدار الناري» ما كان لشىء أن يحول بين رائد 
369 


الفضاء ودرجة حرارة تصل إلى ثلاثة آلاف درجة فهرنهايت -أي 
في مثل سخونة سطح الشمس- تنشأ حول الكبسولة وهي ترجع 
مخترقة الغلاف الجوي . وجاء من وحدة التحكم pl‏ تنفيذي: في 
نهاية المدار dary SEN‏ أن يحين إطلاق الصواريخ الكابحة» 
كان على جلين أن يستبقي حزمة الصواريخ مرتبطة بالمركبة بدلا 

من أن يتخلص منها وفمًا للترتيب المعياري. وكان ير جى أن تعمل 
حزمة الصواريخ على تثبيت الدرع الحراري المخلخل في مكانه. 

كذ ارم Sele‏ و مع cil pall‏ أطت ارا 
الكابحة. وعدّل جون جلين الكبسولة إلى الوضع الصحيح 
لإعادة الدخولء Koy‏ نفسه لأسوأ الاحتمالات. ومع تباطؤ سرعة 
المركبة وانفصالها عن مدارهاء واتجاهها إلى الهبوط» والهبوط» 
والهبوط» مرّت عليها دقائق عديدة من انقطاع الاتصال. ولم يكن 
بوسع مهندسي وحدة التحكم أن يفعلوا أي شيء. إلا الدعاء في 
صمت. إلى أن a al‏ الاتصال مع الكبسولة. بعد 14 دقيقة من 
ا ا ار ب T‏ 
من رجل كان قبل دقائق قليلة Le‏ نفسه للموت في محرقة 
جنائزية طائرة. أوشك قطاف الانتصار أن يحين أوانه! تواصل 
الانخفاضء والحاسب bs‏ بهبوط مثالى. Wy‏ هبط بالفعل 
che ail shy fas‏ ا مدو اربع ET Bice‏ 
غير صحيح في ثقل الكبسولة عند إعادة الدخول. وفي ما عدا 
ذلك. كان أداء الحاسبات» الإلكترونية أو البشرية» Fol‏ لا ترقى 
إليه الأحلام. بعد 21 دقيقة من الهبوط» انتشلت سفينة يو إس إس 
نوا العسكرية رائد الفضاء من الماء. 

370 


أنقذ جون جلين شرف أمريكا. ومجرد اضطراره من أجل 
Gui‏ ذلك إلى النظر في عبتي الموت ees) ley‏ .لم برد 
الاسطورة التي خلقها في ذلك اليوم إلا قوة. لقاء مع الرئيس» 
لوحا ce‏ رحا ار الك ارصن ا اي و 
andl‏ فجاء في عمود بصحيفةبيتسبرج كوديرأنه ban‏ 

ولعلّ البطل لم Gh‏ استقبالا أدفأمن الذي لقيه في هامتن رودز؛ 
فقد خرج ثلاثون ألف مواطن في يوم صاخب من منتصف مارس 
مرحبين بالرجال الذين اتخذوا منهم أبطالا لمدينتهم. لم تكن 
هامتن قد رأت منذ الحرب الأخيرة مثل ذلك الاحتفال الهائل. 
ركب جلين العربة الأولى في موكب من خمسين عربة تحمل 
رواد فضاء مير كوري وعائلاتهم وكبار قيادات ناسا. وانطلق 
التوكية من قاغدم Spel algal‏ فى جلى مامكا في مسار 
نظو 220 See‏ غير T‏ رو موقو رتك اليو ها M‏ بمصنع السفن» 
وقاطعًا جسر الشارع الخامس والعشرين وصولا 0 ريق 
ميليتاري السريع وسط حشود واقفة على جنبي كل طريق. عبر 
الموكب بمعهد هامتن» وهللت له جويليت ابنة كائرين جونسن 
E ict ee‏ 
a a A‏ 
مع الحكومة الفيدرالية من أجل إقامة معمل لانجلي قبل نصف 

3/1 


فن ارقي ple‏ المتضة 6 ny‏ الأخسامة» ومن ورائة Y‏ 
Ugle WS‏ سسيتاونة مد القضاء» الو OLY‏ المتحدة: OWS‏ 
الفخر يشعٌ من وجوه الناس في هامتن ونيوبورت نيوز. ومع JE‏ 
قلب برنامج الفضاء إلى هيوستن» شاب الاحتفال حزن» لكنَّ مدن 
شبه جزيرة فرجينيا أصرّت على الاحتفال بإرثها كمحل لميلاد 
المستقبل. غيّرت هامتن ختمها الرسمي seat‏ سرطانًا بحريًا 
يحمل كبسولة مي ركوري بين مخلبيه مع شعار نصّه: E Praeteritis‏ 
Futura‏ أي المستقبل من رحم الماضي. وصار لطريق ميليتاري 
السريع -وهو الطريق الرئيسي في هامتن منذ أن كانت إحدى مدن 
الطفرات الحربية- اسم جديد: هو طريق مير كوري. 

كان جون جلين بطلا حقيقيًا. ولكنّه لم يكن الوحيد الذي 
انصبً عليه التهليل؛ إذ بدأ خبر دور كاثرين جونسن فى المهمة 
rl‏ يدري ف دوائز اليك الأسيوى على السيهرى الخال 
في البداية» ثم على مستويات أبعد. في العاشر من مارس سنة 
1962« ظهرت كاثرين جونسن بهية» متحليّه باللؤلؤ» مرتدية سترة 
أنيقة كانت لتفخر بها جاكي كينيدي» مبتسمة على الصفحة الأولى 
من بتسبرج كورير: «اسمها.. لو لم تخمنوا هذا بعد.. هو كاثرين 
جونسن: هي col‏ وزوجة» وموظفة»! (وأسفل موضوع كاثرين 
جونسن عنوان آخر يتساءل: «لماذا لا يوجد رائد فضاء زنجى؟21). 
استعرضت الصحيفة خلفية السيدة في الرياضيات ومنجزاتهاء 
باعتزاز» مُفصّلة التقرير الذي جعل صاروخ جلين المخروطي ير 
في السماء. وتلقّت كاثرين التقدير في سماحة: فما ذلك كله إلا 
بعض تكاليف العمل. 

372 


حضرت هي وبعض المهندسين الموكب» فاستمتعوا 
بالاحتفاء» وربما سمحوا لأنفسهم بنزر من الفخر بكونهم جزءًا 
من إنجاز كذلك. انغمسوا لوهلة في المشاهدة وإن لم يطل 
استسلامهم للدّعة. لم يكن من بأس في الاحتفال بالمنجزات 
السابقة» لكن» لم يكن أكثر Ele!‏ من الرجوع إلى العمل على 
المنجزات التالية. 


373 


الفصل الثاني وا لعشرون 
أمريكا للجميع 


«أمريكا للجميع». كذلك أعلنها كتيب وزارة العمل الأمريكية 
الذي حط على طاولة كاثرين جونسن في مايو من عام 1963. على 
غلافه Bae‏ أسود» في الثامنة أو التاسعة» حافي القدمين» يرتدي 
قميضًا مقلمًا بنصف كم وبنطالا باليّاه جالسًا على عوارض طريق 
سكة حديدية مُترّب» وقد بدت حاله الظاهرة وتحديقة عينيه 
تقريعًا للوعد الذي ينطوي عليه العنوان. بداخل الكتيب» أطنب 
الرئيس كينيدي ونائبه جونسن في كلامها O I‏ عن رحلة صعود 
الزنوج الملحمية من العبودية عبر مئة سنة. ورافقت النص صورٌ 
لموظفين سود «احتلوا مواقع المسؤولية» في ناساء مشتركين 
جميعًا في برنامج الفضاء. في مركز بحوث الملاحة الجوية 
فائقة السرعة بقاعدة إدواردس الجوية -وهو المكان الذي خرق 
فيه الملاح تشاك ييجر حاجز الصوت للمرة الأولى سنة -1947 
jer‏ المهندس جون بيري المحاكي إكس15- بالبشر. تشاور 
الاختصاصيان الرياضيّان إيرني هارستن وبول وليمز في «العناصر 

375 


المدارية» وموضع الكبسولة» ونقاط التأثير» في جودارد. أظهرت 
صورة كاثرين جونسن جالسة إلى طاولتها في المبنى 1244 وفي 
ينها lel) Jed ole I pd‏ القمرية ery‏ زم 
الرحلة إلى القمر ومنه إلى الأرض على متن مركبة فضائية» le.‏ 
من شك في أن هذا oe‏ الذي أعدّته وزارة العمل Jul‏ 
بالذكرى المئوية لإعلان التحرير» قد استعمل أيضًا كأداة 
بروباجندا للحكومة الأمريكية في تحسين صورتها في ما يتعلق 
بالعلاقات العرقية» فأي دليل آخر على التزام أمريكا بالديمقراطية 
للجميع كان ليفوق الصور الواردة في الكتيب لكاثرين جونسن 
وهي منكبة على العمل مع الموظفين السبعة الآخرين في ناسا 
- وكلهم من الرجال. كانت أصداء صور الكتيب وتفرٌدها أشد 
حدة في لانجلي» على بعد عشرة أميال من أول موطئ قدم لأول 
إفريقى فى أمريكا الشمالية الإنجليزية سنة 1619» وعلى مسافة 
PERN‏ البلوط المترامية التي اجتمع عندها زنوج شبه 
جزيرة فرجينيا لحضور أول قراءة في الجنوب OEY‏ التحرير. 
في مكان يرتبط بالماضي بروابط طويلة وعميقة كتلك الروابط» 
كان انراد سوداء tis: seas‏ حوس في eect‏ 

لم تكن كاثرين جونسن هي الوحيدة التي تعمل لتحقيق غرض 
معين في عام 1963ء فكذلك كان يفعل شيخ حركة الحقوق 
المدنية الجليل آيه فيليب راندولف. مع تقذم جوردن كوبر 
بمشروع ميركوري إلى النجاح في عام 1963 برحلة في 22 مدارّاء 
كان راندولف يُخطط لمسيرة أخرى إلى واشنطن د كاذنا Seal‏ 
1 الشبحية» التي لم تنفذ قط ومع ذلك كانت الدافع إلى أمر 


376 


روزفلت التنفيذي رقم 8802 الذي فتح الوظائف الفيدرالية أمام 
الموظفين الزنوج كتب لراندولف أن يشهد مسيرة 1963 . بالعمل 
مع الناشط بيارد روستين» والتحالف مع مارتن لوثر كنج الابنء 
جمع راندولف زمرة poe‏ سيْعَّدون في المستقبل هيكل الزعماء 
في أزخر مراحل حركة الحقوق المدنية بالطاقة» ومن أولئك 
دوروثي هايت وجون لويسء وديزي بيتس» وروي ولكنز. 
ogi‏ مسيرة واشنطن من أجل الوظائف والحرية في 28 
أغسطس سنة 1963 مجتذبةٌ حشدًا بلغ قرابة ثلاثمئة ألف شخص 
متجهين إلى عاصمة الأمة. صعدت إلى الخشبة ماهيلا جاكسن 
وبوب DL‏ وجون Yul‏ شهودًا موسيقيين على المثالية 
والأمل والإصرار وكل ما توافر لحركة استمدَّت قوتها من 
رغبتها في إرغام أمريكا على الالتزام بمبادئها المؤسييةة Gre‏ 
مارينا geal‏ «إنما ell‏ كله ملك يديو فانساب صوتها 
الرنان الثري عسلا استطابه الحشد الهائل وأصيب منه بالذهول 
كحال دوروثي فون وصغارها في معهد هامتن سنة 1946. قُوطع 
جدول فعاليات الصباح بخبر أثار الحزن والتأمل ونوعًا من الأمل 
المتعقل: دبليو إي بى دو بوا البالغ من العمر 95 عامًا مات في 
الصباح المبكر في غاناء التي سبق أن استوطنها بعد صراع مع 
وزارة الخارجية الأمريكية للاحتفاظ بجواز سفره الأمريكي. لقد 
كانت حياة دو بوا -منذ مولده سنة -1868 جسرًا عبر مرحلة إعادة 


Mahalia Jackson (1)‏ )1972-1911( مغنية GS‏ أمريكية - Bob‏ 
Dylan‏ )1941 -) مغر وموسيقى وكاتب DUET‏ أمريكى- Joan Baez‏ (1941- 
) مغنية وموسيقية وناشطة سياسية أمريكية. 

Marian Anderson (2)‏ )1993-1897( مغنية أمريكية. 


377 


الإعمار وحركة القرن العشرين. وكان الأساس الذي أرساه دوبوا 
هو الذي أقامت عليه ماري مكليود PO ghey‏ وآيه فيليب راندولف 
وتشارلز هاملتن هيوستن وكثير غيرهم أعمال حياتهم كلهاء OB‏ 
بوفاته الأوان لنقل الشعلة. 
ارتقى دكتور مارتن لوثر كنج البالغ من العمر 43 ale‏ المنصة 
ليخاطب الجمع مطمئنًا إلى نقاطه المكتوبة . ثم حدث أن صاحت 
ماهيلا جاكسن الجالسة بجوار كنج على المنصة قائلة: pels‏ 
عن الحلم يا مارتن». Fb‏ كنج الخطبة المكتوبة Mle‏ وشد 
بيديه على الطاولة المائلة» وقدَّم لبلده 17 دقيقة من أعصى ما في 
تاريخها على النسيان؛ فقد كان ثمة أمريكا قبل خطبة GA op‏ 
حلمًا» ce‏ وأمريكا أخرى بعدها. ie es‏ 
كرة لجميع مواطني dh UM‏ الحلم الزنجي والحلم الأمريكي 
nae‏ وبمؤخرة منصة المسيرة في آخر اليوم» جلس آيه 
فيليب راندولف ذو الأربع والسبعين عامًا فلم ينطق بكلمة» وليس 
على وجهه إلا دموعه تنطق بما يعنيه له أن يشهد هذا اليوم الذي 
سيمرٌ مرور غيره من الأيام. 
لا يمكن القطع بما إذا كان راندولف قد عرف قط بالأثر الذي 
تركته مسيرة 1941 بواشنطن على جماعة الناس التى يرتبط عملها 
بالبرنامج الفضائي» ولكنٌّ حفنة من السوداوات في مركز أبحاث 
لانجلي يشهدن على هذه الرابطة. في صيف 1963( كتب فلويد 
طومسن مدير لانجلي: «عزيزتي السيدة فون: تشير سجلاتنا 


doles (1955-1875) Mary MacLeod Bethune (1)‏ وسياسية وفاعلة خير 
أمريكية إفريقية. 


378 


إلى إكمالك أخيرًا عشرين سنة فى خدمة الحكومة الفيدرالية». 
وسوف JES‏ دبوسًا من الذهب والمينا فيه فص من الياقوت يوضع 
على صدرها في حفل جوائز المركز السنوية الذي يشهد تكريم 
الموظفين ممّن يحققون إنجازات الخدمة في المركز. 

برغم الصعوبات» وخلافا لما ES‏ يتوقعنه يوم سرن للمرة 
الأولى عابرات أبواب لانجلى. أحالت نساء حسابات الغرب 
عملهن المرهون بفترة الحرب إلى وظائف دائمة ذات معنى. ووفقًا 
لمعايير آبائهن وأجدادهن» وبالمقارنة مع كثير من المعاصرين 
لهن» فقد بلخن ذروة الجبل. غير أنه -برغم التقدم الذي أحرزنه- 
كان عملا لم يزل باقيا في لانجلي. ذ نين المع Pu aca‏ 
أو من العمل كاختصاصية رياضيات مساعدة» انيجس تيحن 
لجميع النساءء كان أكثر صعوبة على النساء السوداوات. من بين 
جميع السود العاملين في البحث بلانجلي في مطلع الستينيات» 
كان حمس فقط Fa‏ المُصنّفات ضمن المهندسين و16 يحملن 
لقب اختصاصية رياضيات. في رسالة ey‏ إلى جيمس ويب 
مدير ناساء أبدى فلويد طومسن مدير لانجلي أسفه من «القلة 
البالغة في عدد الزنوج» الذين يتقدمون لوظائف العلوم والهندسة 
في المعمل. «ما من شك في أن الأسباب التي تجعلهم يحجمون 
عن التقدم هي اعتقادهم أن الظروف المعيشية في المنطقة لن 
تكون مرحبة OY‏ مركز أبحاث لانجلي -المندمج تمامًا- يقع 
داخل مجتمع لم يزل يشهد ممارسة العزل الاجتماعي بناء على 
اللون إلى حد معين». 

في je‏ الحاجة الماسّة إلى الخبرة التقنية لتغذية البرنامج 

379 


الفضائى» وفى ظل الضغط المستمر من الحكومة الفيدرالية 
لإزالة الحواجو RE pall‏ اعت لاتجلى امن جهود 
التوظيف لديهء مغطيًا شبكة أوسع من الكليات السوداء التي 
أنتجت أجيالا من خريجي العلوم والرياضيات السود مثل معهد 
هامتن» وجامعة ولاية فرجينيا في بيتسبرج وفرعها في نورفوك, 
وجامعة آيه آند تي كارولينا الشمالية» ومدارس أخرى في ولايات 
قريبة. انجذب كثيرٌ من الطلبة الزنوج» الذين شبُوا عن الطوق في 
cosa‏ ل ا وسبوتنيك» الذين سيُعرفون 

في المستقبل بجيل حركة الحقوق المدنية» إلى العمل في 
ies‏ لما يشهده من «حراك اجتماعي واقتصادي» ناجم aE‏ 
الطلب الوطني على المهارات التقنية. كان غالبيتهم جنوبيّين 
فلم تكن بهم حاجة إلى التكيّف مع أوضاع معيشية عرفوها طوال 
حياتهم. في أواسط الستينيات» ومع «أحلام العمل في Lal‏ شق 
طلبة عدد أكبر من الكليات السوداء طريقهم إلى لانجلي. وكثيرٌ 
من اولك انضووا تحت جناح ماري جاكسن. التي عملت على 
مساعدة الموظفين الجدد -كأنها سفيرة لهم- في العثور على 
أماكن يعيشون فيها والاستقرار في وظائفهم الجديدة. فتحت 
هي وليفي بيتهما لمن احتاج منهم إلى المأوى واللقمة أو المكان 
الذي يقصدونه فقط كلما غلبهم الحنين إلى الوطن. وكانت ماري 
ترعى -وكثيرٌ من الموظفين السود في لانجلي- الموظفين الجدد 
بعناية ومحبة عنايتها بحديقة منزلها. فخلافا للنساء اللاتي التحقن 
ابات الغرت lye de‏ فى cot)‏ كان أبناء الجيل 
الجديد يأتون إلى البحث وهم في مستهل حياتهم المهنية - أي 

380 


في وقت مبكر بما يكفي OY‏ يتسع لهم الزمن ليروا إلى ين قد 
تمضي بهم مواهبهم. 


في يوم أحد من عام 1967( بعد انتهاء قداس كنيسة مشيخية CBS‏ 
وقعت عينا كاثرين جونسن على وجه جديد في الزحام لشابة أتت 
إلى الكنيسة مع زوجها وبنتيها الصغيرتين. Us‏ كانت 
دائمًا بين من يرحبون بأبناء الإبرشية الجدد» فقد خطت إليها 
ومدَّت لها يد المساعدة فى ترحاب. قالت: UD‏ كاثرين جونسن». 
فقالت كرستين داردن: لطبا اعرف أنت والدة جويليت». لم 
تكن رأتها منذ سنين كثيرة» لکن كرستين كانت قد رأت كاثرين 
مرة في حفل شواء لأخوية آيه كيه آيه استضافه بيت آل جونسن. 

لم تكن كرستين قد بدأت البحث عن وظيفة في مجال بحوث 
الملاحة الجوية. وفي ربيع عام 21967 بينما هي تعد الأيام انتظارًا 
لتخرّجها في برنامج الماجستير بجامعة ولاية فرجينياء زارت 
مكتب التوظيف في المدرسة لتتقدم te ith‏ سرس في 
معهد هامتن وولاية نورفوك. قالت مسؤولة التوظيف: «ليتك جئت 
بالأمس فقد كانت ناسا تجري مقابلات» merce‏ لكرستين 
استمارة للتوظيف الفيدرالي. امي هذه وأحضريها WIE‏ 

لقي طلب كرستين ula Vise‏ فاا ناتال متائعة مق 
قسم شؤ شؤون الأفراد في لانجلي يتحول إلى يوم من المقابلات» 
نه إلى عرض العمل کا cally‏ في lsd pend‏ الوجوع إلى 
الآأرضء أي رحلة رجوع المركبات الفضائية. كانت تعمل في 
أول الامر تحت رئاسة روي ريثي الحاسبة الشابقة فى ابات 
eG pt‏ ثم Cond‏ رئاسة مسو ويلدرالحاسية البابقة في lim‏ 


381 


الغرب. وظلْت كرستين لفترة قصيرة تأتي من حيث تقيم في 
الو es‏ ب iis‏ 
سيو ويلدر ببيت للإيجار في حيّها. وما كادت كرستين تستقر 
في شبه الجزيرة حتى صارت ترى كاثرين جونسن وكثيرات 
من حاسبات الغرب السابقات بوتيرة ثابتة. BS‏ يقمن حفلات 
للعب الورق ويدعينها إليها فيُعرّفنها بالمجتمع الأسود في هامتن 
ونيوبورت نيوز. وبرغم قضائها من قبل اربع سنوات في معهد 
هامتن» فقد مرّت تلك السنوات عليها دون أن تغادر الحرم إلى 
المدينة إلا نادرّاء وفى تلك المرات النادرة كانت تشعر بأنها غريبة 
على الاستقرار بسرعة في بلدتها الجديدة. 

وجُهت كاثرين جونسن الدعوة إلى کرستین للانضمام إلى 
كورال كارفر. os So)‏ ن مت اا ن من 
SS‏ 
ا ae go‏ كثيرة» Ow RS TEG Er‏ 
سميث الخدمة في موقع رئيسة ونائبة رئيسة فرع al‏ كيه آيه في 
قبيل نزهة المنظمة السنوية وحفلات جمع التبرعات للمنح 
الدراسيةء التى كانت جزءًا جوهريًا من مهمة نادي السيدات. 
كانت كاثرين جونسن مشاركة في الكثير للغاية من الاتحادات 
المدنية والاجتماعية -عصبة سيدات شبه الجزيرة التى كانت 
تقيم حفلة تعارف سنوية للفتيات السوداوات» Goby‏ الإيثار 
وكان منظمة اجتماعية للطبقة المتوسطة- وبات الناس يتوقعون 


382 


ابتسامتها العريضة ومصافحتها الحازمة كلما التقت جماعة مهنية 
من المجتمع الأسود. حتى العباقرة في مكتب مبنى 1244 كانوا 
يعرفون حينما وصلت جولة سي آي آيه آيه -أي فعالية كرة السلة 
الأساسية الكليانكا E T‏ طاولة كاي سرك 
تكون خاويةء لأنّها لم تغب مرة عن هذه النزهة السنوية وموعدها 
فيه مع يونيس سميث» فكلتاهما مشجعة متحمسة لكرة السلة 
قضت وقنًا غير قليل من عمرها في الهتاف لفرقها المفضلة. 

Ey‏ لكرستين داردن وكاثرين جونسن أن تعرف إحداهما 
o ele ee‏ لهذا eae‏ 
زارت ری تين كاثرين في مكتبها بضع مرات» ولكنَّ سنين سوف 
7 تمر قبل أن تعرف كرستين المزيد عن النطاق الكامل لعمل 
والدة صديقتها. حتى التفتت الصحافة إلى دور كاثرين جونسن 
فى رحلة جلين» فجعلها ذلك الالتفات أشبه بنجمة فى سماء 
المجتمع المحلي وفي شبكة المهندسين والعلماء السود الصغيرة 
على المستوى الوطنيء ولكنّها بقيت على تواضعها في العمل فلا 
تقول أكثر من «حسنء أنا فقط أؤدي عملي». وكأنّها : تقول ضا 
وأفترض أنك أنت أيضًا تؤدي عملك. 

برغم Ab‏ كاثرين الأوسمة والتكريمات» لم SEF‏ العمل 
قط أمرًا مفروغا منه. فلم تستيقظ في صباح أي يوم إلا ملتهبة 
الحماس للذهاب إلى العمل. كان شغفها بالعمل هبة لم 
يعرفها من الناس إلا القليلون» وذلك كان سر تميّزها. وهى من 
جانبها فهمت ذلكء وفهمت أن هذا الشغف هو الذي يربطها 
بالمهندسين في العمل برباط قوي مثلما تربطها الأنشطة الخيرية 
والاجتماعية بنساء ناديها. كانوا جميعا يشتركون في لغة الفضاء 


383 


السرية من قبيل الارتفاعات القمرية والطائرات المدارية ودائرة 
الاعتدال القمري. ذاقوا en‏ متعة لا hag‏ من elie‏ رؤية 
جهودهم إذ تلتحم بجهود مئات الآلاف من الآخرين الذين باتوا 
الآن مشاركين في البرنامج الفضائي» ليكون مجموع الجهود أكبر 
وأعظم كثيرًا من أجزائه المنفردة حتى ليبدو وكأنه كيان منفصل. 
كما حزنوا معًا حينما تحطمت أفضل طائراتهم في حريق كهربائي 
شب في فبراير 7 على متن نموذج القيادة أبولو 1» الذي كان 
قائمًا على منصة الإطلاق فى كيب كنافيرال للاختبار. لاحت النار 
Baal Sy oe a‏ ددر واي ووو 
تشافي وجاس جريسم من سبعة مي ركوري- فماتوا من فورهم. 

اهترّت ناسا fe‏ عميقة بصدمة أبولو 1. لم يكن رواد الفضاء 
على بعد مئات آلاف الأميال عندما وقعت الحادثة» بل على 
الأرض» على بعد قدم من الفريق الأرضي والمهندسين» وبرغم 
ذلك ماتوا. لقد كان الطريق ى إلى النجوم طريقًا شاقاء وكان فريق 
hae bagi‏ مادک بالمخاطرة. أعادوا تصميم AS yal‏ 
ie aed‏ ا 0 
كل تفصيلة ممكنة في المهام التالية» وعلى كل درجة في سلم 
الصعود إلى القمر. لقد كانت نبوءة الهبوط على سطح القمر قائمة 
على إيمان SL‏ كل خلية في جسم البرنامج الفضائي عظيمة بذاتها 
ومتصلة بلا انقطاع بالخلايا المحيطة بها. 

مركبتان و238900 ميل: BU‏ أيام للذهاب وثلاثة أيام للرجوع. 
21 ساعة على سطح القمر لرائدي الفضاء في المهبط NG poll‏ 


lunar lander (1)‏ المركبة الفضائية المُصمّمة للهبوط إلى سطح القمر. 
384 


بينما وحدة الخدمة المنفصلة تحوم في مدار الانتظار. كانت 
کاثرین تعرف خيرًا ممّن عداها أنه لو اختل منحني مدار الانتظار 
ولو اختلالا بسيطاء فعندما ينهى رائدا الفضاء استكشافهما للقمر 
ويبحران بدراجتهما النارية الشاطتية الفضائية راجعين من سطح 
القمرء قد لا تتلاقى المركبتان. كانت وحدة خدمة القيادة هى 
حافلة رائدي الفضاء -حافلتهما الوحيدة- للرجوع إلى الأرض: 
Je‏ المهبط رائدي الفضاء إلى وحدة الخدمة المنتظرة ثم 
يتخلص منه. فإذا لم يتزامن مدارا المهبط ووحدة الخدمة» يبقى 
راكبا المهبط الاثنان ضائعين إلى الأبد في الخواء الفضائي. 
sd‏ قيادة المهمة الفضائية معيار مخاطرة هو «التسعات 
الثلاث» - أي معيار 0,999 الذي يشترط فى كل جانب من 
جوانب البرنامج أن يحقق معدل نجاح /9, 99 آي لايُسمّح له إلا 
بفشل واحد من كل ألف محاولة. واعتاد رواد الفضاء من ملاحى 
الاختبار السابقين والمحاربين المخضرمين ركوب المركبات 
بينما pd‏ عليهم ظل الموت في كل رحلة؛ واضعين أرواحهم 
بين أيدي ناسا. كانوا مستعدين JIJ‏ أرواحهم من أجل المهمة. 
eles‏ لال ارو ين Se‏ 
سرعان ما سيعلمون أن الأمخاخ قد أعملوا الحسابات» 
by‏ رحلتهم إلى القمر -بفضل قاعدة التسعات الثلاث- سوف 
تكون أقل مخاطرة من قيادة اليخوت يوم الأحد. 
من جانبهاء عقدت كاثرين جونسن العزم على نجاح ذلك 
المسعى؛ فصارت تصل مبكرة إلى المكتب» وترجع في آخر 
العصر Geeks)‏ على بناتهاء ثم ترجع في المساءء محافظة على 
جدول عمل يمت ما بين 14 ساعة و16 في اليوم. تعاونت هي 
385 


والمهندس آل هامر على أربعة تقارير بين عامي 1963 1969( 
وها ما كتين ole,‏ المدارات القمرية بالغة الأهميق ومنها ما 
طرح أسئلة ماذا لو؟ ماذا لو تعطلت الحواسب؟ ماذا لو نشب 
حريق كهربائي على متن المركبة ولزم إبحار رواد الفضاء إلى 
الأرض عبر النجوم مثل رجال المارينز عبر البحار في زمان 
البساطة القديم؟ وفيما مضت سنوات الستينيات تنسربء. بدا 
أن op JIS‏ تزداد: تأعوًافى المكتت: كل aL‏ تم عليها الشاغعات 
مرور الدقائق» وهامر يراجع الحسابات وينفذ مسودات مبدئية 
لمخططات تقاريرهما. 

وذات صباح في الطريق إلى العملء نامت كاثرين فعليًا وهي 

ق» لتستيقظ مصدومة -وناجية- في جانب الطريق. كانت 
بتر لي مهال قاف على سلا e‏ ء في رحلتهم 
إلى القمر إلى حدٌ أن صحت وقد عرّضت سلامتها هي نفسها 
لأتفه المخاطر. ومع WAS‏ كان عليها أن janet‏ الاندفاع فُدُمًا. 
ومن عام إلى عام كانت ناسا تحرز التقدم تجاه تحويل المفاهيم 
النظرية المتعلقة ببلوغ القمر إلى ممارسة عملية. ومع كل مهمة 
يقترب atl‏ وتدنو الثمرة من القاطفين. SS‏ هذه الخطوة 
الأخيرة» برقصتها المعقدة بين القمر والمهبط ووحدة الخدمة 
المنتظرة» كانت الأكثر تعقيدًا. on lS CSL‏ رمن eal‏ 
طاقتها في الجانب الخاص بها من ذلك اللغز العظيم» وذلك ما 
كانت على يقين منه. واقترب اليوم بسرعة» يوم ترى الدنيا كلها 
إن كان أقصى ما لديهاء وأقصى ما لدى العباقرة» وأقصى ما لدى 
ناساء كافيًا أم غير كاف. 


386 


الفصل الثالث والعشرون 


في يوليو من عام 1969ء احتشد مئة أو نحو ذلك من النساء 
السوداوات في غرفة» وقد تركز انتباههن بكامله على الأصوات 
والصور ope LEO‏ شاشة تلفزيون أبيض وأسود صغيرة. أخذ 
الوميض المرتعش المنبعث من شاشة التليفزيون يضيء وجوه 
النساء اللاتي يظهر تاريخ بلدهن مكتوبًا في gha‏ عظيم على 
قسماتهن وشعورهن وألوان جلودهن المتراوحة بين القريب من 
العاجي والقريب من الأبنوسيء مع ما بينهما من درجات ألوان 
البيج والقهوة والكاكاو والياقوت. كان بين أولئك النساء من 
يقتربن من السنوات الذهبية» أي سنوات التقاعد» فانحفر مرور 
الزمان والتجارب في وجوههن وهيئاتهن. ومنهن من BES‏ 
ميعة الشباب» بعيون لها بريق الماس» وفيها لق المستقبل. التقين 
a TS‏ 
مواهبهن المجتمعة في د تحسين المجتمع. من شمال الساحل 
الشرقي وجنوبه» بل Loy‏ هو del‏ جئن جميعًا لقضاء عطلة 

387 


أسبوعية» ولكنَّ الوقت» الذي كُنَّ يقضينه برفقة بعضهن» هو الذي 
سيشكل صداقات العمر )5 جميعًا. 
رفعهن جميعًا حضور هذا الاجتماع إلى Glas‏ عضوات 
النخبة العليا للعرق مع أن غالبيتهن في الحقيقة oly‏ أو حفيدات 
لخادمات وشغالاات ووصيفات دفعن بظهورهن المكسورة 
آلاف الدولارات اللازمة للتعليم في الكليات وأقساط البيوت» 
ودعمن هرم أمريكا الاقتصادي الأكبر» AY Oly‏ عليهن ذلك 
الهرم فلم يبرحن أماكنهن. قضت أولئك النساءء Fay‏ تركة النساء 
الكادحات» أعمارهن على درجات مختلفة من البعد عن مهر Ole‏ 
بلدهم الكبير» واقفات على أجناب المسرح» مع أنه لم يكن في 
حياتهن تقريبًا أي جانب لم تمسسه الاكتساحات الکبری» ومع أنه 
ما من جانب في القصة الكبرى يخلو منهن على هذا النحو أو ذاك. 
على مدار اليوم» فيما يعقدن اجتماعهن» كان اهتمامهن 
بالمارثون الجاري على الشاشة يزداد وينقص» فتجثم جماعة 
منهن أمام الشاشة ليعرفن آخر المستجدات قبل أن يستأنفن 
التركيز على جدول أعمال اليوم. ومع تقدم اليوم الطويل» انجذب 
المزيد منهن إلى الحملقة فى الشاشة - فى خواء الفضاء» وفى 
gigls‏ لات أن مان مقن ا تام el‏ 
النسوة المشاهدات إلى إخوتهن الأمريكيين في لحظة انسجا» 
تدور فيها كرة روليت المشاعر داخل الغرفة مارّةَ بالفخر والتيه 
واللهفة والرهبة والاستياء والوطنية والإثارة والخوف Sa‏ 
ل oe‏ 
بشتى أرجاء الولايات المتحدة. Heater Of Gol‏ مرن BOL]‏ 


388 


شتى أرجاء العالم شاركوهن ذلك الحدث غير المسبوق الذي 
شهدنه في ليلة السبت تلك: وقف كل أولئك البشر في SES‏ 
واحد» مطالعين جميعًا شيئًا واحدًا في وقت واحد. 

وسط ذلك الجمهور العالمي» شاهد أربعمئة ألف من موظفي 
ابا رمقاوابها ae‏ المسكري بالمتعام خاضنراتين ¿ المركبة 

في اقترابها من القمر» صغيرة بحجم مفكء أو بيضةء أو سلك 
يدورء وتحقيقًا لوعد رئيس لم يعش حتى یری تحمّق وعده. 
تناثروا في الكوكبء. أولئك الذين عملوا في مشروع أبولو أولئك 
الذين بفضلهم تحقق ذلك اليوم. تجمّعوا حول شاشات العرض 
ولوحات المفاتيح والعدّادات والحواسب» يراقبون كل خفقة 
قلب للمركبة التي انسربت خارجة عن سيطرة كوكبها الأم وباتت 
الآن في أسر جاذبية القمرء وقد Gail‏ غالبيتهم إلى أصدقائهم 
وأهلهم في تجمُعاتهم حول الشاشات. 

بين النساء السوداوات اللاتي ES‏ يشاهدن التلفزيون» وبعيدًا عن 
وحدة التحكم» وفي منتجع بعيد ببوكونوس في ولاية بنسلفانياء 
وزَّعت كاثرين جونسن انتباهها بين مؤتمر القيادات» الذي أقامه 
ناديها النسائي Lis WI‏ آلفا في العطلة الأسبوعية» ومتابعة مصائر 
رواد فضاء أبولو 11 وهم في طريقهم إلى أن يصبحوا أشهر ثلاثة 
من بني البشر في تاريخ الإنسانية. وفيما مضت تتابع رقصة 
الفيزياء الدقيقةء التي دفعت كبسولة أبولو نحو القمر بينما تُراكم 
عين عقلها المعادلات والأرقام بعضها فوق بعض في كل مرحلة 
من رحلة المركبةء بدءًا من إطلاقها إلى المدار الأرضيء ومن 
خرق المدار القمري إلى المجال القمري. 

389 


لم تضاه Se‏ الأيام القليلة السابقة في لانجلي إلا الحرارة 
الرهيبة التى أحاطت بشبه الجزيرة؛ إذ بلغت الحرارة قرابة 96 
کرجا ور E‏ فى عاتن مباع ذلك الت امن بولق i‏ 
9 الذي انطلقت فيه حافلة بكاثرين وعضوات النادي على 
ری od ARER‏ الحرارة فلم تتح مجالا ahs SE‏ 
وي اويل oe gl‏ إلا أن ياوه Sb veh‏ موضع يعثر عليه 
إلى ا تنخفض الحرارة lee‏ لا food‏ إلى ما يمكن احتماله. 
وكان مهرب العطلة الأسبوعية SIKEI‏ من العمل والطقس على 
الجواف نكر مل ree‏ ا اا ا E‏ 
الحرارة الجهنمية التي أحاطت بالمنطقة على مدار الأيام القليلة 
السابقة. أمكنها وهي تعبر بالعاصمة واشنطن أن تتنفس بقدر أكبر 
DL‏ من السهولة» ولمّا حان وقت عبورهن بميريلاتد إلى سفوح 
JG‏ بتسلفانياء الكسرت الحمى» وأ صبح الهواء خارج السيارة 
ssi‏ لبا والسماء أكثر 335 u Ela shy‏ الطقس اللطيف 
بوطنها في فرجينيا الغربية. 

كان فندق هيلسايد إن -الجائم على مرتفع معشوشب- 
أشبه ببيت ريفي هائل الحجم» وبدا موضعًا مثاليًا لسرب النساء 
مرتديات الوردي والأخضر اللاتى التقين فى العطلة الأسبوعية 
من أجل التخطيط والصداقة. اختار النادي الشابات الواعدات من 
فروعه فى مختلف كليات البلد عسى أن يتعلمن من العضوات 
patel‏ مات مكل كائزين انل سل list‏ المشروعات ال دة 
التي كانت تمثل GI‏ مهمتهن ونشاطهن. تكلمن عن جمع 
التبرعات للمنح الدراسية في الكليات السوداء» وحملات محو 

390 


الأمية» والترويج للتسجيل في القوائم الانتخابية. وكانت نوعية 
المشروعات التي تنفذها الفروع المنتشرة في البلد تتراوح بين 
المشروعات المتواضعة المنفردة والعمليات المعقدة: فأدار أحد 
فروع آيه كيه آيه في أوهايو مركز تدريب وظيفي دائم في أحد 
أحياء السود بالمدينة. 

تضاعف عدد النساء مرتين وثلانًا فى غرف هيلسايد الثلائة 
والثلاثين» ناهلات من أفق أخضر ومناظر جبلية هي جزء من 
أيقونة جاذبية المنطقة. أشبعت رفاهية الفندق الريفية احتياج 
النادي إلى الهدوءء والمكان الملائم للتأمل طول اجتماعهن, 
لكنها عززت كذلك من عزتهن العرقية؛ فقد كان فندق هيلسايد 
إن هو المنتجع الوحيد المملوك للسود في بوكونوس» بعد أن 
اشترى ألبرت موراي -المحامي الناجح في نيويورك- الأرض 
هو وشريكه اليهودي فى العمل سنة 1954. مات الشريك بعد 
«ple‏ 2539 موراي ree‏ أوديتا أن يُحيلا المكان إلى فندق. 
وكان غالبية منتجعات بوكونوس في ذلك الوقت تحظر دخول 
الزنوج بل واليهودء متبعة في كل شيء سياسات لا تقل صلابة 
عن الفصل العرقي القانوني في الجنوب. كان فندق هيلسايد 
يرحب بجميع الضيوف» ويرغب بصفة خاصة في أن يقدم للسود 
الصاعدين اجتماعيًا تجارب السياحة نفسها التي كان ينعم بها 
أمثالهم البيض. 

دأب هيلسايد على الإعلان عن نفسه في نورفوك جورنال 
آند جايد. وبيتسبرج كورير» وإيبوني» place‏ السباحة والأرض 
الممتدة ل 109 أكرات ويفي بوعده بالرفاهية. hoy‏ نفسه 


39] 


بالتاكيد امور ها كانت أندية الفتيات السود:والأندية الاجتماعية 
واللقاءات العائلية الماضية مضي الحجيج على الطريق 609 لتعثر 
عليها مطلقًا في منتجعات col pe‏ إن أمكن هؤلاء جميعًا تجاوز 
عتبات قارعي الأجراس في تلك المنتجعات - فيتيح لهم مباهج 
من قبيل الطبخ المحبّب إلى القلوب على طريقة البيوت الجنوبية. 
لثلاث Ihe‏ كل يوم كانت كاثرين وزميلاتها يجلسن متجاورات 
على الطريقة ينه teak leks Figs cele‏ يفيحكن OPS‏ 
ويتجادلن بشأن برغل الإفطار والضلوع والدجاج الذهبي المقلي 
فى الغداء أو العشاءء والتحلية بفطيرة البطاطا وخوخة الإسكافى. 
وكانت الشابات العاملات في غرفة الطعام -وكلهن طالبات في 
كليات الجنوب cold pal‏ فذلك خيار يشي بوعي ال موراي- 
iets alls‏ على ac ae taal,‏ لمرن ادا 
Gb‏ قدوة ومثالا لما قد يطمحن إليه في حباتهن. 

CS‏ كاثرين المعايبر الدقيقة ÉRI‏ لدى نساء النادي. 
ورغبتهن جميعًا في عمل كل ذي قيمة للآخرين» والتزامهن 
الضاري بإنماء حسنات المجتمع الأسود وإظهاره» وحرصهن 
على تعميق ما بينهن من أواصر. كان عليهن أن يتعلمن العمل 
معًا تحقيمًا لأهدافهن. وذلك ما نفع كاثرين وبقية النساء في 
وظائفهن. كان ope BU coll‏ ثوابت حياتها منذ أن كانت طالبة 
صغيرة فى الخامسة عشرة بولاية فرجينيا الغربية» فقضت من 
العطلات الأسبوعية أكثر Es‏ تسجله ذاكرتها فى أنشطة النادي أو 
l elezi‏ 

استرخت oy SIS‏ وبقية النساء بصحبة بعضهن وسط حميمية 

392 


المكان» وقد ازداد استمتاعهن به بسبب السنين الطوال التي 
رمن فيها من تلك المتع. لم يكن وقت طويل قد انصرم منذ 
أن كان جوشوا hy‏ كاثرين» وهوارد زوج دوروثي فون» يعملان 
معّاء ملبيّين احتياجات زبدة المجتمع في جرينبريير» ولا كانت 
أصياف كثيرة قد مضت منذ أن عملت كاثرين نفسها بائعة فى 
Gnd ja‏ الوق اکر تكد iy O‏ أنه AYU‏ 
فقط كانت تلك البنت المراهقة الناضجة قبل الأوان التي تتعلم 
كيف تتمالك نفسها أمام الشيف الفرنسي وتجري حوارًا مع شقيق 
الرئيس وغيره من النزلاء الأجلاء الذين يحلون بالمنتجع في ثنايا 
ترحالهم البدوي الاجتماعي. 
استشعر جميع أولئك الموسرين شيئًا في تلك الشابة ذات 
النظارة» شيئًا أشعرهم أن لها مستقبلًا عظيمًا. ولکن» من منهم 
كان ليتخيّل مستقبل كاثرين» ومستقبل بلدهم» والمستقبل بعامة 
مثلما تخيّله أمثال إتش جي ويلز وجول فيرن» ومن كان ليتخيّل أن 
يندمجوا جميعًا في مستقبل واحد؟ غير أنه قبل أربعة أيام» أي في 
6 يوليو 1969ء كانت كاثرين جونسن البالغة من العمر خمسين 
سنة جزءًا من مجموعة المطلعين على الصاروخ «ساتيرن في» 
SU‏ طوله ثلاثمئة قدم إذ يضع مركبة أبولو 11 وراكبيها الثلاثة 
على أول طريق التاريخ. 
أشعلت وحدة التحكم شرارة البدء في الساعة 9,37 صباحاء 
أي في وقت مُبكر بما يكفي OY‏ يستوعب أمخاخ الساحل 
ee‏ اح و ارا في العمل» ثم يقضوا بقية اليوم 
مستمعين إلى المذيعين وقد et‏ أرواح معلقي المباريات. 
393 


لو لم تكن الإطلاقات الفضائية قد أصبحت شائعة بالضبط منذ 
مغامرة آلخ شيفرد IGN‏ فقد كانت. تحدت بوتيرة كافية SY‏ 
يتكلم أمثال وولتر كرونكايت من شبكة سي بي إس برطانة تتواتر 
فيها اصطلاحات ماكس كيو ونقطة الأوج والنفاذ إلى الأرض» 
فينطقها جميعًا بمثل ثبات فريق تشغيل الرحلة في خنادق وحدة 
التحكم. ومع ذلك بقي المذيعون يعرفون -والجمهور أيضًا- 
حتى بعد إرسال ناسا 26 رحلة بشرية أن هذه الرحلة مختلفة» 
فكافحوا بحئًا عن صفات تليق بجلال اللحظة. تدفق الكلام 
دونما توقف من فم كرونكايت» واضعًا الحدث الهائل في سياق 
OVI‏ الحرب والنقل الكبرى التي غيّرت القرن الأمريكي كله: 
استهلك صاروخ «ساتيرن في» العملاق من الوقود ما يعادل 
استهلاك 98 قطارّاء ودفع مركبة لها مثل ثقل غواصة نووية قدرتها 
على الاندفاع تماثل قدرات 543 طائرة نفاثة. لقد أنفقت الولايات 
المتحدة على أبولو 24 بليون دولار» من أجل أن تغرز سيفها في 
قلب طموحات الاتحاد السوفييتى الفضائية. 

لم يكن الجميع يشاركون كرونكايت إسهابه. كل تلك النقود 
- من أجل ماذا؟ هكذا تساءل الكثيرون. كل تلك النقود أنفقت 
فى ما بين 1969 و1972 ليتمكن حفنة رجال بيض من ركوب 
القطار السريع إلى عالم عديم الحياة؟ لماذا والزنوج من النساء 
والأطفال لا يكادون يذهبون من ولاية إلى المجاورة لها دونما 
قلق من شراسة الشرطة» ورفض المطاعم إطعامهم» وامتناع 
محطات الخدمة عن السماح لهم بالتزؤد بالوقود أو استعمال 
الحمام؟ ثم ها هم يريدون الكلام عن وصول الرجل الأبيض إلى 

394 


القمر؟ وانطلقت أغنية مطرب الراب جيل سكوت هيرون عاصفة 
عبر الموجات الإذاعية في تلك السنة يقول فيها: «عضٌ الجرذ 
أختي نيل» والبيض على القمر». 

في بداية العقدء كان البرنامج الفضائي وحركة الحقوق 
المدنية يشتركان في تفاؤل Place‏ هو نوع من المثالية في النظر 
إلى الديمقراطية الأمريكية ودافع للبلد الحديث إلى توزيع نعم 
الديمقراطية على جميع مواطنيه. وفي مستهل السبعينيات أوشك 
البرنامج الفضائي على بلوغ ذروته وحركة الحقوق المدنية -أو 
بالأحرى كثير من الأهداف التى انطلقت لتحقيقها- كانت تبدأ 
الاحسانى Wie SG US‏ نحا نع لفق حتت التضاراك 
حقيقية ساطعة ولا شك: كقانون الحقوق المدنية لعام 964! 
lS E eee ne‏ ويد Pe‏ 
القانونية عن البلد كله بأماكن العمل» ووسائل المواصلات» 
والفضاءات العامة وصناديق الاقتراع. لکن الحراك الاقتصادي 
الاجتماعي الواقع في أسر التمييز العنصري القانوني بقي على 
ثباته. 

في الأيام السابقة على الإطلاق» مضى مئتا متظاهر -بقيادة 
القس JR‏ رالف أبيرنائي- إلى كيب كينيدي. كان sb yl‏ 
من أقرب معاوني مارتن لوثر كنج الابن وورث عنه عباءة حملة 
الفقراءء وهي المرحلة الثانية من حركة الحقوق المدنية. جاء 
أبيرنائي ورفاقه المتظاهرون إلى موقع الإطلاق راكبين البغال 
في تحد لتو م باين مدير ناسا والبرنامج الفضائي في وقت يعجز 
فيه الفقراء والمحرومون في واطس وديترويت وريف أبلاتشيا 

395 


عن ملء موائدهم بالطعام - هذا Of‏ توافر لهم بيت ومائدة. كان 
قانون حقوق السكن لعام 1968 poet gill‏ الخ ج gale‏ 
العرق في صناعة الإسكان. قد aU‏ في أروقةٍ الكونجرس 
لسنين» مواجهًا معارضة شرسة من مُشرّعين في کل من ¿ الشمال 
والجنوب. ولم يصل مشروع القاون إلى خط النهاية إلا غداة 
اغتيال دكتور كينج في عام 1968. 

موکد أن كاثرين جونسن كانت تعلم كل شيء عن قضية 
الإسكان. بقي التمييز في الإسكان هو المعيار القائم» BSS‏ 
الحراك الاقتصادي فى ما بعد الحرب وفر لعائلات كعائلتها 
وعائلة دوروثي فون سبل الخروج من الأحياء التي اتسمت يوما 
ما بالنشاط مثل نيوسم بارك إلى أحياء مريحة مورقة مقصورة 
على السود. وبخروج عائلات الموظفين» تمرّق الرابط القائم بين 
الأقل حظا وعالم الكليات ووظائف الطبقة الوسطى. بات نيوسم 
بارك جزيرة متقلبة منعزلة يتدهور فيها الإسكان والتعليم وكل 
الخدمات التى توفرها A UI‏ ومثله فى ذلك مئات من الأحياء 
المماثلة فى أرجاء البلد. 

كان تقديم الانتصار في الفضاء على مشكلات الأرض هو 
النقد الأكثر شيوعًا للبرنامج الفضائي. لكن» حتى تلك الأصوات» 
التي أعربت من داخل المجتمع الأسود عن إعجاب برواد الفضاء 
وساندت البرنامج ومهمته» أخذت على ناسا OLE‏ الوجوه 
السوداء ها من سود بين المدرعين. Le‏ من شود بين المديرينء ما 
eta ao‏ 0 

396 


دوايت» رائد الفضاء المُتدرّب الذي ate‏ أوراق el gil‏ عمله قبل 
حتى أن يتمكن من القيام به. 

مع أن جماعات مثل قسم الحساب والتحليل وفيزياء الرجوع 
ااا Jig Vets‏ تروطت العدين من Glebe‏ الغرت 
السابقات» وجدتٍ كاثرين وغيرها أنهن السوداوات الوحيدات 

في القسم. SS ‘tas‏ أف ظهورًا في العمل الآن وقد انتهى 
الفصل العرقي» ولكنهن ربما ES‏ أكثر خفاءً ذ في المجتمع الأسود 
بوصفهن جزءًا من العمل. كان موظفو ناسا البيض ينزعون إلى 
الأبناء» oy‏ يتكلمون عن العمل ويستوردون تراتبياته ودقائقه 
إلى أحيائهم. 

في حين كان العاملون السود بناسا ينتشرون وسط غيرهم من 
المهنيين السود S508‏ أحدهم بأنه خريج معهد هامتن المحافظ 
الذي لم يهمل قط حضور مباراة كرة قدم» أو تعرّف واحدة بانها 
الأخت العضوة فى نادي الفنيات أو ثالثة بأنها العضوة فى كورال 
الكنيسة. ربما كان جيرانهم يعرفون أنهم يعملون في ناساء لكن» 
دون أن يفهموا قط طبيعة عملهم» أو مدى قربهم مما يتصدّر 
عناوين الساعة من الأحداث. وبسبب غلبة الوجه الأبيض العلنى 
السود 
-شأن ماري جاكسن وكثير من موظفات لانجلى السوداوات- 

2307 


لسنوات طوال إنماءً للاهتمام بالرياضيات والعلم والفضاء من 
خلال شبكات الأندية النسائية واتحادات الخريجين والكنائس» 
ليصلن إلى خليط من النتائج. غير أن Wal‏ حدث في عام 1966 
وبدا كأنه يعطيهن دفعة من الخلف. 

هبط مسلسل ستار تريك على البيوت الأمريكية في الثامن من 
سبتمبر سنة 1966 في فترة برامج الذروة بقناة إن بي سي. وفي حين 
كانت ناسا ورواد فضاء مشروع جيميناي يعملون على 12 مهمة 
ف بيات القرن ارين كانت انات الخبالة فى القرن 
الثالث من الألفية الثانية تشهد انطلاق سفينة الفضاء | 
من الأرض في مهمة لحفظ السلام واستكشاف أعماق الفضاء 
وعلى متنها فريق متعدد الجنسيات والأعراق والأجناس. ضمت 
القوات -بقيادة القبطان جيمس تي تريك الهادئ الدمث- أبناء 
من «ولايات الأرض المتحدة» المتطورة التي بات تاريخها مع 
الفقر والحرب IB‏ بعد عين. صار أعداء الزمن الأرضي الغابر 
يعملون Ee‏ إلى جنب زملاءَ ومواطني AL‏ واحد. تشيخوف 
الملازم الروسي» وسولو قائد الدفة الأمريكي الياباني» والضابط 
الأول مستر سبوك نصف الإنسان نصف البركان» كانوا جميعًا 
إضافات إلى التنوع النجمي الفضائي. وهناك» على الجسرء فتح 
طيف امرأة فى رداء أحمر قصير عقول المشاهدين فرأوا ما قد 
يبدو عليه Jed‏ الديمقراطي الحق. كانت الملازم أوهورا 
امرأة سوداء ومواطنة من «الولايات المتحدة الإفريقية» وتعمل 
ضابطة اتصال على متن إنتربرايز. 

398 


ee ee oe ce 
رها ف‎ Nails sds مرق ع اا‎ alga 
edd السفن والكواكب. حينما انتهى الجزء الأول سنة 1967ء‎ 
yeast) نيكولز استقالتها لمنتج المسلسل جين رودينبري‎ 
مزيدًا من الوقت لعملها المسرحي في برودواي. وأراد المنتح‎ 
بقاءها في الفريق فرفض استقالتهاء وطلب منها إعادة النظر في‎ 
الأمر خلال العطلة الأسبوعية. وفى العطلة الأسبوعية حضرت‎ 
نيكولز احتفالًا أقامه الاتحاد الوطني لدعم الملونين وتطويرهم‎ 
لجمع التبرعات لحركة الحقوق المدنية في لوس آنجلس.‎ 
وخلال الحفل» أخبرها أحد المنظمين أن أحد «أعظم المعجبين‎ 
بها» حاضر ويريد مقابلتها. توقعت أن تقابل مراهمًا متحمسًا‎ 
عنده اضطراب اجتماعي» لتجد نفسها بدلا من ذلك واقفة وجهًا‎ 
لوجه أمام دكتور مارتن لوثر كينج الابن: كينج نفسه من جمهور‎ 
تريك! كان ذلك هو المسلسل الوحيد الذي يسمح هو وزوجته‎ 
كوريتا لأبنائهم بمشاهدته ولا يُضيّعون منه حلقة. شكرته نيكولز‎ 
لثناته الدافئ قبل أن تذكر له بصورة شبه عفوية أنها قرّرت ترك‎ 
المسلسل. ما كادت الكلمات تخرج من بين شفتيها حتى قاطعها‎ 
Jl 

قال كينج لنيكولز: «لا يمكن أن تتركي المسلسل. نحن فيه 
لأنك فيه». قال إن السود باتوا جزءًا من SLE‏ المستقبل» مؤكدًا 
cue deol‏ أهمية هذه التحقيقة وأساسيتها؛ فضلا عن أنه Lelie‏ 


(_ 1932) Nichelle Nichols (1) 


399 


قال لها- قد درس هيكل العمل فى الأسطول النجمى ويعتقد أنه 
Sales olka‏ ارات الج GUM oN‏ بجا 
Spell debe pi Hell 1 asl‏ الراب فق He‏ 
قيادات السفينة. 

قال لها: «وهذا ليس دور شخص أسود» وليس دور امرأة. هذا 
دور فريد oad‏ ما نسعى إليه ونكافح من أجله: المساواة». في 
بقية عطلتها الأسبوعية» عانت نيكولز ضباب الغضب والحزن: 
Gb‏ حق يُعْيّر دكتور كينج خططها الوظيفية؟ وفي النهاية انتقلت 
من الاستقالة إلى الاقتناع. ورجعت إلى مكتب جين رودينبري 
في صباح يوم الإثنين وطلبت منه أن S50)‏ ورقة الاستقالة. 

كز ose Neale‏ الي عم PER heat eles‏ 
كان كل ما يتعلق بالفضاء فاتنًا لها منذ البداية الأولى» وظهرت 
أمامها على الشاشة امرأة سوداء في الفضاء تقوم بعملها وتحسن 
القيام به. سوداءء وامرأة» وأيضًا كانت الملازم أوهورا أكفأ الناس 
للوظيفة. الحق أن كاثرين كانت ترى أن العلم -والفضاء- أمثل 
مكان للموهوبين مهما تكن خلفيتهم. فالنتيجة هي المهمة. مثلما 
قالت لفصل من التلاميذ. الرياضيات UIE]‏ تكون صحيحة أو 
خاطئةء ولو وصلتم إلى الصحيح» فليس مهما أي لون لونكم. 

كانت أحداث ستار تريك تدور في عام 2266 لکن لم يكن 
ينبغى الانتظار لثلاثة قرون لرؤية أفضل عقول أمريكا قادرة على 
الانطلاق بلا قيود. لقد كانت مهمة أبولو جارية أمام الأعين. في 
فندق هيلسايد» وسط مجموعة من أخواتها في النادي» استسلمت 
كاثرين لروعة اللحظةء متخيلة نفسها في موضع رواد الفضاء. GÍ‏ 

000 


مشاعر كانت تنبجس في أعماق قلوبهم وهم ينظرون من خواء 
الفضاء إلى وطنهم المائي الأزرق؟ كيف هو إحساس الانفصال 
عن بقية الإنسانية بهوة لا يتصورها الخيال» وهم يحملون برغم 
ذلك آمال سلالتهم وأحلامها ومخاوفهاء فهي جميعًا معهم في 
مركبتهم الضئيلة الضعيفة؟ ما كان لغالبية من عرفتهم من الناس 
أن يبادلوا بأماكنهم أماكن رواد الفضاء ولو أن الثمن كل ذهب 
فورت نوکس''. في وحدة تامة بقلب هوة الفضاء» متصلين 
بالأرض أوهى اتصالء برفقتهم احتمال دائم Ob‏ يقع خطأ. لو 
كانت الفرصة سنحت OY‏ ترمي نفسها مع رواد الفضاء لحزمت 
کاثرین جونسن حقائبها بغير تردذد. حتى دون ضغط سباق الفضاء. 
ودون التزام بالانتصار على العدو؛ فالفضول دائمًا كان يغلب 
الخوف عند كاثرين جونسن. 

تصاعد إيجل» أي المهبط القمري» من وحدة قيادة أبولو عند 
الرابعة عصرًا. أحدث تماس الهبوط رعشة كلية. كان الفريق 
قريبًاء شديد القرب. انتظر العالم باب الآلة الغريبة سرطانية 
الشكل أن ينفتح. استغرق أربع ساعات. ثم أخيرًا في الساعة 
8 تنهدات» وهتاف» وتهليل» وصمت مطبق في أربعة أركان 
الأرض» في حين وضع نيل أرمسترونج قدمه على الفوهة القمرية. 
كان الهبوط الحقيقى هو الجزء الوحيد فى المهمة الذي استحال 
التدويية عله سهان الحظة اة حلاش ر او رواد 
فضاء أبولو 11 قد أعطوا للمهمة فرصة نجاح متوسطة فقط: مع 
)1( في قبو قرب قاعدة فورت نوكس Fort Knox‏ العسكرية» تحتفظ وزارة 

الخزانة الأمريكية بمخزونها الهائل من الذهب. 


401 


أن نيل أرمسترونج أعطى لفرص العودة السالمة إلى الأرض 
نسبة ,907 فقد فكر أن فرصة الهبوط السالم على القمر من المرة 
الأولى هى 50 إلى 50. كاثرين جونسن كانت وائقة» وقد عرفت 
أن أرقامها صحيحة؛ واقترضت في الباقين جميعًا أنهم بذلوا كل 
ما في وسعهم من أجل المهمة - مارجري حنا والرفاق في مكتبهاء 
ماري جاكسن وتوماس بيردسونج وجيم وليمز» والجميع من قمة 
ناسا إلى القاع. 

فضلًا عن أن كاثرين كانت تتوقع دائمًا الأفضل» حتى في 
أحلك المواقف. وكانت تقول لنفسها ولكل من قد يسألها: 
«عليك أن تتوقع إحراز التقدم». لقد استغرق الأمر عقدًا من 
أوراق البيانات والعمل عليهاء وبطاقات آي بي إم المثقبة» وأيامًا 
Sy‏ طوال أمام آلة فرايدن الحاسبة» وتأجيلات ومآسيّ» وفوق 
ذلك كله أرقام» وفي هذه المرحلة» كانت الأرقام تتجاوز قدرتها 
على الإحصاء. كل ذلك على أكتاف سنين رتيبة طويلة أنفقت فى 
تعلم أساسيات الآلة التي أنجبت البرنامج الفضائي. l‏ 

تركت مسارات الكثير للغاية من الناس أثرًا على مسارها هى 
طوال الرحلة: دوروثي فون ونساء حسابات الغرب. فرجينيا تاكر 
وكل النساء اللاتي أحدثن ثورة في علم الملاحة الجوية بعملهن 
وحضورهن العنيد في ناكا. دكتور كلايتور وحماسه لتأهيلها. 
جون دبليو ديفيس من جامعة فرجينيا الغربية. حتى ايه فيليب 
راندولف وتشارلز هاملتن هيوستن. وبالتأكيد ما كان لشيء أن 
يحدث لولا والداها. كانت ادق أي تمن وبراها انها - يرى 
ابنته الصغيرة التي كانت iE‏ النجوم وهي OM‏ ترسل الرجال 

402 


ليسافروا وسطها. GSS‏ جوشوا كولمان عرف كأنما ببصيرته أن 
cop pls‏ ابنته الصغرى الفضولية العبقرية ذات الكاريزماء البنت 
colo pl‏ ابنة ريف فرجينيا الغربية» المولودة في زمن رجح فيه 
أن تموت قبل أن تبلغ الخامسة والثلاثين على أن تنهي الدراسة 
الثانوية» سوف تستطيع بطريقة أو بأخرى أن تجعل قصتها وقصة 
أمريكا الملحمية العظمى قصة واحدة. 

Us as EEE‏ يكل 
ما فيها من معان؛ فقد كانت تحديات لم تزل أمامها. شاهدت 
الرجال على تراب القمر وفكرت فى وحدة خدمة القيادة فى 
المدار» غائبة عن عين الكاميراء تور ا القمر كل 90 as‏ 
كانت لنيل آرمسترونج وباز أولدرين وهما على القمر فرصة 
وجيزة للرجوع إلى المهبط القمري وإعادة الارتباط بين زورقهم 
الصغير والمركبة الأم في الأعلى. بعد ذلك» سوف تمر ثلاثة 
أيام طوال على طريق العودة السريع إلى الأرضء ثم عبور نيران 
الغلاف الجوي» للنزول في المحيط الأرضي أسفلهم. كل مرحلة 
كانت تحمل طيف المجهول» وفقط بعد أن يتطابق هبوطهم مع 
أرقام معادلاتهاء وحينما يُنتشلون من المحيط وينقلون إلى سفينة 
البحرية الأمريكية» يكون بوسعها هي أن تطلق زفرتها. 

لكن» حتى فى ذلك الحين» لن يكون ذلك إلا للحظة؛ فقد كان 
لأبولؤ ست مهام متبقية. وبقيت المهمة التالية دائمًا هي التي لا 
يفوقها في الإثارة شيء. كانت كاثرين وآل هامر قد شرعا بالفعل 
بالتفكير في ما ينبغي توفيره من أجل تديّر المسار إلى المريخ» 
وزميلاهما مارجري حنا وجون يانج ينظران إلى ما هو أبعد من 

403 


ذلك في a oe)‏ يحلمان Pas NES oe‏ 
رض ا مركبة طائرة قرب كوكب ا 
جاذبيته ليرميها إلى الكوكب التالي. كانت العقول الذكية في 
المبنى 1244 تتوائب بالفعل من المريخ إلى المشتري إلى زحل. 
RS ihe Jeol cy‏ وقد يأتي يوم 
eae ee ee‏ 
fly‏ إرسال رجل إلى مدار حول الأرض» أو وضع رجل على 
القمر. شيء يتم فيُفضي إلى ما يليه. علمت كاثرين جونسن أن 
المرء لا يكاد يخطو الخطوة الأولى حتى يصبح أي شيء ممكنًا. 


404 


tme/t_pdf 


إييلوج 


هذا هو السؤال الذي غالبا ما يُطرّح كلما حكيت للناس عن 
النساء السوداوات اللاتى عملن اختصاصيات رياضيات فى 
ناسا: لماذا لم أسمع هذه القصة من قبل؟ في هذه المرحلة وقد 
Se‏ أكثر من حمس سنوات منذ أن بدأت مرحلة البحث من أجل 
ما سيصبح «المحجوبات»؛ واجهتٌ هذا السؤال مرات أكثر من 
قدرتي على الإحصاء. يندهش أكثر الناس حينما يرون تاريخًا بهذا 
Gaal‏ والاتساع .ويبعلق بكي YUU‏ هن السا Lady‏ مباشرة 
ببعض اللحظات الفارقة في القرن العشرين وقد مضى دون أن 
يظهر على الرادار طوال ذلك الوقت كله. وثمة في هذه القصية ما 
يجد صدّى لدى الناس من جميع الأعراق والإثنيات والأجناس 
والأعمار والخلفيات؛ فهي قصة أمل في أنه في أحلك الظروف 
التي شهدها بلدنا من فصل FES pie‏ وتمييز عرقي- يبقى 
وليل gle‏ التصاز الكفاءة. وعلى أن لكل منا الحق في أن يُتاح له 
الصعود إلى أرفع ما تت تتيح له موهبته وجده في عمله. 

أعظم ما توافر من تشجيع على مدار الطريق جاء من نساء 
سوداوات. وما أكثر ما يصورهن التاريخ -أو يصورنا بالأحرى- 

405 


مثقلات بمجازات سلبية وضعف ناجم عن اجتماع السواد والأنوثة 
oile‏ في slg Ol‏ والأفجع للقلب أننا كثيرًا ما ننظر نحن أنفسنا 

في المرآة الوطنية فلا نراها تعكس لنا صورًا على GHEY‏ فما 
من بصمة واضحة لنا في WAL‏ بأل التعريف. . عن نفسي» 
وكثيرات في تقديري» أجد قصة حاسبات الغرب مصدر حفز 
حقيقي لأنها تقدم البرهان على أمر نؤمن بأنه حقيقي» ونرغب من 
أعماق أنفسنا في أن يكون حقيقيّاء لكننا لا نعرف دائمًا البرهان 
عليه : وهو أن أعدادًا غفيرة من النساء السوداوات شاركن مشاركة 
الشخصيات الرئيسية في ملحمة أمريكا. 

لقد كان شغف كاثرين جونسن بعملها قويًا في بقية عمرها 
المهني الممتد في لانجلي لثلاثة و 5 ثين عامًا مثل قوته في اليوم 
الأول الذي شهد توزيعها على قسم بحوث الملاحة الجوية. 
تقول: «لقد أحببت كل يوم من سنوات عملي. لم Sar‏ على يوم 
واحد لم أضح فيه مبتهجة بالذهاب إلى العمل». ترى أن أعظم 
إسهام قدمته للبرنامج الفضائي هو عملها على المواعيد الغرامية 
القمرية» المعني بالتوقيت الدقيق الذي يلزم فيه أن تغادر مركبة 
المهبط القمري سطح القمر لتتزامن فتلتحم بوحدة خدمة القيادة 
الطائفة فى المدار. Gy‏ مجموعة أخرى من حساباتها كانت 
tae Ua‏ اول آزمة hgh‏ 13 م1971 ess‏ ا 
النظام الكهربائي في المركبة الفضائية برواد فضائها جيم لافل 
وجاك سويجوت ؤفريد ھان سبع انار على متنها لسكب في 
استحالة تشغيل حاسب الإرشاد Lady‏ للمخطط. 

يشبه جنوح رائد فضاء على بعد مئات آلاف الأميال من 

406 


الأرض جنوح BY‏ عصر سابق وقد جرفه الموج إلى أنأى 
أجزاء المحيط. فما الذي تفعله حينما تتعطل الحواسب؟ ذلك 
على وجه التحديد هو السؤال الذي أثارته كاثرين وزميلها آل 
هامر فى أواخر الستينيات» خلال أشد فترات التجهيزات للهبوط 
القمري الأول توترًا. وفي عام 11967 كتبت جونسن وهامر التقرير 
الأول من سلسلة تقارير تصف منهجًا لاستعمال النجوم المرئية 
فى تحديد مسار إبحار دون إرشاد من الحاسب وضمان عودة 
al‏ الى ره كان ذلك هو المنهج المتاح لرواد 
الفضاء الجانحين على متن أبولو 13. 

غير أنه قبل انتهاء الأزمة» كانت حسابات كائرين وآل الداعمة 
بحاجة هي نفسها إلى دعم؛ فمن داخل السفينة» لم يبد الحطام 
المشتعل الناجم عن تلف الكبسولة abate‏ عن النجوم الفعلية» 
فاستحالت الاستعانة بالمنهج الموصوف في تقرير كاثرين. 
استعمل رائد الفضاء جيم لافل حسابًا أبسط ليو ad‏ سفينته 
في اتجاه الوطن WE‏ مهداف السفينة البصري على الفاصل 
الأرضى» والفاصل الأرضى هو الخط الذي يفصل نصف 
الأرض المضاء بالنهار عن نصف الأرض المظلم بالليل. كان من 
المصادفات أن استعمل لافل التكنيك فى اختبار لأبولو 8 وعرف 
كيف يجري الحسابات.. وهكذاء. Gly) Lard OG‏ فی ظاهر 
الأمر لمهمة قديمة هو الذي أنقذ حياة الطاقم في هذه المرة. ولم 
يكن أحد يعلم خيرًا من كاثرين أن الحظ لا يُحابي إلا المتأهبين. 

عملت كاثرين جونسن مع آل هامر وجون يانج لما بقي لها من 
سنين في لانجلي على تطوير جوانب في المكوك الفضائي وبرامج 

407 


الأقمار الصناعية الخاصة بالموارد الأرضية. ÉSI y‏ صلات كاثرين 
بأيام المجد والجلال الكبرى في البرنامج الفضائي هي التي لفتت 
إليها الأنظار؛ ففي كل عام منذ 1962 الذي خرج فيه جون جلين 
إلى المدارء كان الثناء يتجدّد ويتزايد للمنجز الذي حققته كاثرين 
جونسن» إذ احتضتتها الصحافة السوداء -نورفوك جورنال آند 
جايد وبيتسبرج كورير وأمستردام نيوز وجيت مجازين- حتى قبل 
مغادرة جون جلين للأرض. كتب محرر أمستردام نيوز يقول عن 
ناسا: Of)‏ صوتهم يعلو في مديح شابة من فرجينيا الغربية» بنت 
زنجية المولد أعدّت ورقة علمية لم تكن فقط وثيقة محورية في 
طيران القائد شيفرد إلى الفضاءء بل ستصبح في واقع الأمر الوثيقة 
المحورية إن أمكننا يومًا أن نضع رائد فضاء في مدار». وبمرور 
الوقت» بدأت مقالات تظهر في صحيفتي شبه الجزيرة he‏ 
بريس وريتشموند تايمز ديسباتش» وأصبح اسم كاثرين تفصيلة 
لازمة فى أي كتاب عن إنجازات السود أو النساء (أو النساء 
الود ارات العامة ETE E‏ ال 
وهي تدعى إلى الفصول لإلهام الطلبة بقصص عن الرياضيات 
وكيف صاغت لها حياتها. وفى السنوات الأخيرة» ضعفت فما 
عادت تقوى على تلك الأسفار لزيارة الطلبةء فلسوف تبلغ في 26 
أغسطس 2016 من العمر 98 OV! le‏ بات الطلبة يفدون إليهاء 
حجيجًا إلى دار المسنين التي تقيم فيها. لقد lal‏ إسهاماتها في 
الحقبة الأبرز من البرنامج الفضائي للحصول على جوائز ناسا 
للإنجاز الجماعي عن مشروع أبولو ومشروع المركبة المدارية 
القمرية. حصلت على ثلاث درجات دكتوراه فخرية وتكريم من 
408 


Lee BAYS‏ كما أن في مدرسة ثانوية خاصة بكارولينا الشمالية 
وفي عام 2015, منح الرئيس أوباما لكاثرين جونسن وسام الحرية 

كاثرين جونسن هي الأشهر بين جميع حاسبات ناسا البشرية» 
من السود أو البيض. تبلغ قصتها من القوة أن تعذها تواريخ كثيرة 
al pot‏ السوداء الأولى التى عملت اختصاصية رياضية فى ناساء 
أو السوداء الوحيدة التي عملت في تلك الوظيفة. كما JE‏ عنها 
خطأ إنها عَيّنت في قسم بحوث الملاحة الجوية «المقصور على 
الرجال»» في حين أن المجموعة احتوت أربع اختصاصيات 
رياضيات. بينهن سوداء أخرى. كما أشارت بعض التواريخ م إلى 
أن حساباتها وحدها هى التى أنقذت مهمة أبولو 13. 

إن عدم قدرة منجزات كاثرين جونسن نفسها على مضاهاة 
بعض الأساطيرء التي نشأت حولهاء لعلامة على فداحة الفراغ 
الناجم عن غياب الأمريكيين الأفارقة الطويل عن متن التاريخ؛ 
فالتاريخ يفرض منذ وقت طويل للغاية حالة ثنائية على مواطنيه 
السود: Le]‏ أن يكونوا مغمورين عديمي الأسماء أو يكونوا 
مشهورين تُطبّق أسماؤهم SEI‏ نكرات أو طفرات» متلقين 
سلبيين لقوى التاريخ أو Wal‏ خارقين ذوي مكانة أسطورية» 
لا بسبب أفعالهم وحدها بل ويسيب ندرتهم أيضا. ae‏ 
حاسبات ناسا السوداوات تكمن في أنه Pe‏ الأوليات لم يكن 


الوحيدات. 


409 


وليس أكثر موافقة على وجهة النظر هذه من كاثرين جونسن؛ 
فمن أوصافها لي لمكتب حسابات الغربء أمكنني أن أتصور 
للمرة الأولى ك من الها glo yest‏ اكريما عملق فى Qed‏ 
سمعت اسم دوروثي فون للمرة الأولى من كاثرين» وما من أحد 
-حتى العباقرة أنفسهم- نال من إعجاب كاثرين مثل ما نالته 
دوت» أي دوروثي» فون. وعن مارجيري حنا أول مشرفة على 
حسابات الغرب» التي انتهت إلى العمل في قسم كاثرين» قالت 
الأخيرة إنها «كانت فائقة الذكاء» ولم تنل من التقدير نصف ما 
استحقته». وكان يحلو لهاء أي cp SI‏ التباهى بمنجزات 
كرستين داردن أكثر مما كان يروق لها أن تتكلم عن أعمالها هي. 
قالت لي: «لم أذهب إلى مدرسة إلا وتكلمت عن كرستين». هي 
كريمة في تقديرها لمواهب الآخرين كرم الممتلئين بمواهبهم. 
وبقدر ما A‏ علينا ذكاء كاثرين جونسن التقني ES‏ علينا قصتها 
وشخصيتها إشعاع منارة هادية. Gb‏ قصة حياة أكثر أمريكية من 
قصة بنت صغيرة موهوبة قطعت الطريق من وايت سلفر سبرنجز 
بفرجينيا الغربية حتى بلغت النجوم؟ وعلى الطريق تساوت في 
براعتها مع الحاسب الإلكتروني»؛ وصارت نسخة عبقرية مؤنثة 
من جون هنري. صاحبة كاريزماء ورباطة جأش» وهدوء في 
مواجهة الضغوط. وعقل مستقلء وفتنة» وكرم. إيمانها المطلق 
بالمساواة» وتطبيقها إياه بلا خوف على نفسها وعلى الآخرين مع 
توقع تام للمعاملة بالمثل هو صورة من أمريكا التي نريدها. لقد 
Ca‏ واقفة في المستقبل منذ سنين» في انتظار أن يلحق بها بقيتنا. 

لكن» ربما الأهم أن قصة كاثرين جونسن صالحة ON‏ تكون 

410 


ee eae oe 3 SERT 
N sacl it استتاء‎ bi لقدراتهن فلا‎ Lag أن نخير‎ 
وشا الرجال الذين عملن لحسابهم» والرجال الذين رميئهم‎ 
يقمن بواجبات وظائفهن لا‎ GS الغلاف الجوي»‎ Se عابرات‎ 

أكثر ولا أقل. وأعتقد أن كاثرين سوف تقدّر هذا. 


بالنسبة إلى ماري جاكسن. التي بقيت راسخة في سعيها إلى 
مثال النصر المزدوج e‏ كين GOA, BION‏ كانت 
سنوات ما بعد الهبوط على سطح القمر زمان تغيير واختيار. 

«الصواريخ ورحلات القمر - أنفقوها على الفقراء». كذلك 
Ge‏ مارفن جاي''' سنة 1971 في «بلوز أحراش المدينة») متناولا 
oan‏ جام والاقتصاد المضروب بالتضخم» وفوق ذلك كله 
عزلة السود المقيمين في ديترويت بالعاصمة واشنطن وواطس 
وبلطيمور وغضبهم ويأسهم الاقتصادي. في الستينيات» كان 
يبدو من ضروب المستحيل أن تنتهي مثالية كاميلوت والمجتمع 
العظيم !2 - وحركة الحقوق المدنية» وورثة النصر المزدوج» أخيرًا 
Marvin Gaye (1)‏ )1984-1939( مغن وكاتب g‏ أمريكي إفريقيء والأغنية 

المشار إليها هي بالإنجليزية „Inner City Blues‏ 


(2) يشار إلى فترة رئاسة جون CALS‏ القصيرة بكاميلوت RE Camelot‏ ة إلى 
القلعة البريطانية العريقة المنسوبة إلى الملك آرثرء ويبدو أن جاكلين كينيدي 


411 


الك Agee dia Bylo LLG cil lily al Self‏ 
ومع انسراب العقد إلى نهايته» بات ظاهرًا أن حلم دكتور كينج» 
الذي تردّدت أصداؤه فوق نصب لينكن التذكاري» كان فى حقيقته 
الحلم الانفجاري المُرجاً في قصيدة «هارلم» للانجستن go‏ 05 
حين قال: «ما الذي يجري لحلم يُرجأ؟ تراه ييبس مثل زبيبة في 
الشمس؟». في نيوسم بارك» كان ثمة دليل متضائل على الأمل 
الذي تجلى في إريك إبس حينما تفانى في تطوير مركز مجتمعي 
في عام 1945؛ فقد قويت مكانة كاثرين جونسن ودوروثي فون في 
الطبقة الوسطى بسبب ثورة السفر الفضائى» ولكنَّ الحى الذي 
تركتاه هما ويونيس سميث والكثيرون غيرهم وراء ظهورهم أخذ 
يزداد يومًا بعد يوم تحولا إلى جزيرة للفقر منقطعة عن الوظائف 
والمدارس كفيلة بإحداث قفزة كالتى قفزتها حاسبات الغرب. 
وكان ثمة قبل «التلوث والتلف sel‏ ونقص الطاقة وسباق 
التسلح» أشباحٌ ثورة البلد التكنولوجية. وبدلا من أن يثمر البرنامج 
الفضائي أملا موحداء بات أشبه ب«ملح على جروح هموم البلد 
الارضية» على حد تعبير روبرت فرجسن مؤرخ ناسا. في وقت 
مبكر من عام 1966» بدأ الرئيس جونسن -النصير السياسي الأكبر 
للبرنامج الفضائي- ينظر إلى ناسا بوصفها «قدرًا هائلا Elias‏ 
أرملة الرئيس الراحل هي التي أوحت بتلك التسمية في حوار مع مجلة لايف 
úi‏ المجتمع العظيم Great Society‏ فحزمة برامج تبناها الرئيس الأمريكي 
ليندن جونسن بهدف القضاء على الفقر. 
Langston Hughes (1)‏ (1967-1902) شاعر أمريكي إفريقي من مؤسسي نهضة 


هارلم الشعرية. 
412 


بالنقود» يمكنه أن يستنزفه للتخفيف عن الميزانية المُقيّدة بالبرامج 
الاجتماعية وحرب فييتنام. وبتحقيق الهبوط على سطح cpl‏ 
ونيل النصر على الاتحاد السوفييتي» لم يعد ثمة داع ملح إلى دفع 
مشروع أبولو الذي أفلتت مُهمّتاه الأخيرتان من AY‏ بصعوبة. 

one‏ الصحافة في تناولها لإنهاء برنامج ES schol‏ إلغاء 
برنامج آخر وصل إلى العناوين Lal‏ في عام 1972 قرّرت 
الولايات المتحدة إلغاء برنامجها المتعلق بالنقل المجاوز لسرعة 
الصوت الذي كان كثير من علماء الديناميكا الجوية يرجون منه 
«لحظة أبولو» يعرضون فيها تقنياتهم عرضًا رفيعًا مجيدًا. لقد أثار 
البرنامج باهظ التكلفة حنق المتخوفين من تأثيره السلبي على 
طبقة الأوزون المحيطة بالأرض» ولكنَّ «سجادة» الانفجارة 
الصوتية''» التى اكتسحت الأفق عند عبور الطائرة فوق الرؤوس. 
هي ما أضرم نيران الرأي العام. زعمت تقارير أن موجات الصدمة 
الناجمة عن الطائرات التجارية فائقة السرعة p‏ السكان. 
وتحطم النوافذ. وتحدث صدوعًا في الطلاء» وتطلق النباح». بل 
لقد زعم البعض أن الخطر الخفي تسبّب في «موت الحيوانات 
الأليفة وجنون المواشى». وتلقت السلطات المحلية شكاوى من 
انكسار نوافذ وارتياع حيوانات» وتزايدات البلاغات للشرطة من 
مواطنين يفيدون بانفجارات مجهولة وقعت على آذانهم» حرفيّاء 
من السماء. 

كان على آلات النقل المجاوزة لسرعة الصوت والسرعة فوق 


)1( الانفجارة الصوتية sonic boom‏ هي الدويٌ الذي يحدثه مرور طائرة في 
الجوء والسجادة carpet‏ هي الأثر الذي يظهر بالسماء ء في sl‏ ثر الطائرة. 


413 


الصوتية» التي خايلت الأحلام في الخمسينيات والستينيات» 
أن تنتظرء مع أن لانجلي عاد إلى تركيز كثير من اهتمامه في 
السبعينيات على مشروع ناسا الأول: أي الديناميكا الجوية. 
كشفت ناسا في منشور سنة 1971 أنه «في عام 1969 وحده» كان 
هناك 57 خط طيران أمريكيًا مُصدق cae‏ تنقل قرابة 164 مليون 
راكّاء وشحنات تبلغ als‏ عشرين بليون ميل-طن». كانت 
أولويات علماء الديناميكا الجوية فى العقد الجديد أقل فتنة 
ea‏ كانت خر ا رور امن حل المفكلات الناجمة عن اواد 
التنقل في المجتمع. فكان القضاء على الضوضاء من المشكلات 
التى انصبٌ عليها تركيز المركزء وذلك OY‏ السماوات المزدحمة 
كانت فو IU‏ سخا راش مراع امد بون غير وكدوة Kei‏ 
ahaa‏ عن مان Bea‏ قمع ارتفاع أسعار الوقود. 
حولت صناعة الطائرات أولويتها من زيادة السرعة والطاقة إلى 
تعزيز الفعالية في الطيران بالسرعات دون الصوتية أو السرعات 
الأعلى قليلا من سرعة الصوت. 

أعلن لانجلي في عام 0 عن إعادة تنظيم كاسحة؛ Wis‏ 
قوة العمل لديه إلى إجمالي 3858 نزولا من ذروتها البالغة 4485 
سنة 1965 . ولمّن عاشوا مرحلة إعادة التنظيم» التي أعلن عنها في 
كتيب أخضر خضرة Bi‏ ثمر الأفوكادو مُؤلف من 47 صفحة استقةت 
ten‏ على طاولات الموظفين في نهاية سبتمبر من ذلك celal‏ 
بدا الأمر من نواح عدة أسوأ من فترة الانتقال من ناكا إلى ناسا. 
تواترت موجات الريف RIF‏ أي تقليص قوة العملء والريج 
RIG‏ أي تقليل الدرجات الوظيفية في لانجلي خلال السبعينيات 

414 


لدرجة أن تحوّلت إلى فعل SE OIE‏ لقد ain‏ يّف) جون الأسبوع 
الماضي» أي أخرج من قوة العمل. وشعر الناجون من الريف 
بالخيانة إذ قللت ناسا من طموحاتهم تقليلا غير بسيط. فلم 
يقتصر الأمر على أن الأمخاخ ما عادوا في طريقهم إلى المريخ 
وكواكب الفضاء الخارجي» بل إنهم وضعوا آخر مواطئهم على 
سطح القمر في ديسمبر من عام 2. وتهاوت قمة المعرفة 
الإنسانية إلى واقع منخفض المدار. باتت ناسا السبعينيات مهتمة 
JEW YL‏ الروتيني a Ce‏ للفضاء. ٠‏ ولن 
E cee ee A As‏ 
تتبدد قط إرادة استكشاف العالم في ما وراء غلاف الأرض وما 
كان لها أن 45 

استطاعت ماري جاكسن أن تطفو على اضطرابات لانجلي مع 
أن الأقسام والفروع والإدارات من حولها كانت تندمج وتنقسم 
بوتيرة cde slice‏ ومجموعات العمل في قاع المخطط التنظيمي 
الأسماء - الانضغاطية» الجوي الحراري» النظرية التطبيقيةء 
الأنفاق فوق الصوتية الكبيرة» الديناميكيات الجوية العابرة 
للصوت. الطائرة فائقة السرعة» دون الصوتى-الخارق للصوت» 
ولكنّ شراكتها مع كازيميرز تشارنيكي بقيت راسخة. وبقيت 
ماري ثابتة فى تركيزها على البحث الذي استهلته منذ أن تحولت 
إلى مهندسة سنة 1958: بحث أثر خشونة سطح جسم متحرك 
(كخشونة المسامير والأخاديد مثلا) على الطبقة المحيطةء أي 

415 


طبقة الهواء الخفيفة الأقرب مرورًا من الجسم المتحرك. ولم 
تكن بالتى تهمل فرصة لمواصلة تعليمها؛ فالتحقت بفصول 
«FORTRAN O15) 58‏ أي لغة ترجمة صيغة الحاسب» وعلمت 
نفسها البرمجة. شرعت الحاسبات» اللاتى قهرن استحالة 
الطيران الفضائي إلى المسافات النائية» بالقيام بثورة أخرى في 
ترت dell‏ الحويةتخصضص عرف بالديناميكيات السائلة 
الحاسوبية. صار المهندسون الآن يُجرون التجارب في أنفاق 
رياحهم الحبيبة ثم يقارنون التجارب مع برامج محاكاة على 
حواسبهم. ومثلما حلت الآلات الإلكترونية محل الحاسبات 
البشرية في بحوث الملاحة الجوية» فسيأتي يوم يحل فيه الحاسب 
محل نفق الرياح ذاته. 

كانت ماري جاكسن نصيرةً Y‏ تكل للعلم والهندسة بوصفهما 
خيارًا Lege‏ مستقرًا ومنطقيًا. ألقت خطبًا كثيرة للغاية في مدارس 
ae Alas‏ ليتصور tpl ell‏ كانت ترفن Uae‏ التقاية: 
مدرستي ثورب وسبارتلي الثانويتين» مدرستي كارفر وهنتنتن 
الثانويتين» معهد هامتنء كلية فرجينيا ويسليان الصغيرة في 
نورفوك. في مركز كينج ستريت الاجتماعي» الذي عملت فيه 
ماري قديمًا سكرتيرة لنادي منظمة الخدمة المتحدة في فترة 
الحرب العالمية الثانية» أسّست ناديًا Bole‏ بعد المدرسة لطلبة 
المدارس الثانوية المبتدئين والقدامى. أعانت الطلبة على إقامة 
نفق دخاني وإجراء تجارب» وعلّمتهم LAS‏ استعمال الأداة التي 
اخترعوها لمراقبة تدفق الهواء على تشكيلة من الأجسام. وفي 
مقالة لها سنة 1976 بنشرة لانجلي ريسرشر للموظفينء التي كتبت 

416 


عنها في إثر فوزها بجائزة متطوع العام في المركز» كتبت تقول: 
«إن علينا أن نفعل شيئًا كهذا لنحملهم على الاهتمام بالعلم». 
أضافت: «فى مرات كثيرة» حينما يدخل الأولاد المدرسة 
يجتنبون الرياضيات والعلوم في السنوات التي ينبغي أن يتعلموا 
فا أساسياتهماف 
أربعين AUS JS de‏ بسعين:"كانة“"المشأةء الى ملت حجر 
الأساس لغالب عملهما معًا - أي نفق الضغط المجاوز لسرعة 
الصوت أربعة في أربعة أقدام» وهو ثالث الأعضاء في شراكة 
ماري وكاز؛ قد cag‏ خدماتها في لانجلي هي الأخرى. - في 
عام 1977 أزيل التفق الذي عد أحدث تكنولوجيا العصر حينما 
للصوت» وهي عبارة عن نفق تبلغ سرعته 2, | ماخ» وتبلغ تكلفته 
5 مليون دولار» وتعتمد طاقة تشغيله على النتروجين السائل. 
تلك لحظة تأملت فيها ماري جاكسن مسيرتها المهنية كلها. 
كانت تسافر بانتظام لإلقاء محاضرات في مؤتمرات الصناعة» 
وبنهاية عقد السبعينيات» كانت قد كتبت أو شاركت في كتابة 12 
ced My‏ هن dale‏ إل declared‏ رياضياف إلن دة 
وفي 1 1968 ريت إلى« درجة جي ام ونعدما A‏ 
رقن بدأت درجة oA‏ التالة a‏ لوظيفي 
-وهي جي إس-13- تبدو نائية. كانت درجة جي إس13- عتبة 
417 


مهمة لم تبلغها بلانجلي في أواسط السبعينيات OILY)‏ 
وذلك خلافا لجودارد. الذي وصلت فيه دوروثي هوفر وميلبا 
روي إلى درجة جي إس 13- في عام 1962. في عام 1972 صار 
هدف وكالة ناسا العريض هو «وضع امرأة على الأقل ضمن كل 
خمسة مواضع شاغرة في المستويات ما بين جي إس13- وجي 
إس15-». وكانت أعداد النساءء الفنيات والإداريات» قد تزايدت 
مع ازدياد مستوى التوظيف في لانجلي» ومع ذلك» بقي حضور 
النساء نادرًا فى الوظائف التقنية والإدارية رفيعة المستويات. فحتى 
الحواجز بادية الصغر تآمرت لتمنع ترقي أعداد أكبر من النساء؛ إذ 
ظل ملعب لانجلي للجولف - وهو موقع أساسي لإقامة SBI‏ 
والعلاقات فى لانجلى كما فى أماكن العمل الأخرى- حتى سنة 
1967 ی السا فد عل ساعات العمل ولا يتيح ÉE‏ 
اللعب مع الرجال بعد العمل. 

في عام 1979 بلغت ماري جاكسن الثامنة والخمسين من 
العمر وانتهت إلى الظن بأنها ربما وصلت إلى أعلى ما يمكنها 
الوصول cad]‏ أي إنها اصطدمت بالسقف الزجاجى كما JE‏ 
ل gles‏ أن محمد eae Gigs‏ تقال ج د 
وتمضي إلى الساحل boy‏ عن تقاعد طويل. وحتى لو استعصت 
عليها الترقية التالية» فقد بقي لها رونق كونها مهندسة ورضا 
معرفتها مدى الجدية التي مارست بها العمل حتى وصلت إلى 
ما وصلت إليه. لولا أن ظهرت وظيفة في قسم الموارد البشرية» 
وطفا اسم ماري ليشغلها: مديرة البرنامج الفيدرالي للنساء وهو 
قسم مُكلف بتعزيز أوضاع جميع نساء المركز. ولم يكن التخلي 

418 


عن لقب المهندسة» الذي نالته بعد شقاء» فى منظمة أقيمت لكي 
يديرها المهندسون. بالخيار السهل. 


عرفت ماري أن إحباطها الوظيفي ليس أمرًا فريدًا مقصورًا عليها؛ 
Lat sls‏ النفتت خولهاء تر كتا من النساء والأقليات في 
لانجلى عالقات فى شرك الدرجات المتوسطة الدبقة» عاجزات 
ge‏ الصخرد إلى المستوى الذي ينغ أن توهلهن له Pr‏ 
هل كان لانجلي فعلا بحاجة إلى مهندس طيران في الدرجة جي 
إس12- حتى لو شغلت ذلك الكرسى ي أمرأة سوداءء أم كان خيرًا 
للمركز أن يخدمه شخص يمكن أن يساعد فيالق الموظفين في 
كل مستوّى ومن كل خلفية على التحرّر وإمداد العمل بأقصى ما 
في جعابهم؟ لم تكن ماري جاكسن بالتي ترضى بالطريق السهل 
أو التي تقنع بالوضع القائم. ولو أن القرار لم يكن بسيطاء فقد 
كان بلا شك واضحًا. ما كان التنحي عن المسار الهندسي ليمثل 
تضحية لو أتاح لها العمل وفمًا لمبادئها. بقبولها الهبوط من درجة 
جى إس12- إلى جى إس 11- لقبول الوظيفة الأدنى مقامّاء رمت 
ماري جاكسن نفسها في عام 1979 إلى دورها الجديد مديرةً 
للبرنامج الوطني للنساء في المركز. 

كانت مساعدة البنات والنساء على التقدم تقع في القلب من 
روح ماري الإنسانية» وكانت ترى العلاقات بين النساء سبيلا 
By,‏ لعبور الفوارق العرقية. Wy‏ أدّت دورًا محوريًا في Dea‏ 
المجالس الكشفية الإقليمية المنفصلة بين بيضاء وسوداء منظمة 
خدمية موحدة للبنات جميعًا في جنوب شرقي فرجينيا. في عام 

419 


61972 تطوعت ماري foal‏ مستشارًا لفرص التوظيف المتساوية» 
وفي عام 1973 انضمّت إلى اللجنة الاستشارية لبرنامج النساء 
الفيدرالي في لانجلي. والبرنامجان taf‏ في الستينيات لضمان أن 
توظف الحكومة الفيدرالية Fy‏ 3 بغير تفرقة على أساس العرق أو 
الجنس أو الهوية الوطنية. ولم يثمر البرنامجان في لانجلي -كما في 
أماكن عمل فيدرالية أخرى- إلا نفعًا HE GE‏ إذ منحا الموظفين من 
النساء والأقليات طريقًا رسميًا لإقامة الصلات وتعزيز حضورهم 
في المركز. وكم برعت ماري في إقامة الشبكات الاجتماعية؛ 
فاستعملت الناس في مساعدة بعضهم بعضاء وقادتهم في مساندة 
القضايا الكثيرة العزيزة على قلبها. صارت عضوًا حماسيًا Me‏ 
في مجموعة من نساء لانجلي هدفها توفير فرص للنساء من جميع 
الألوان فى ناساء وتمهيد الطريق للنساء ليحتللن أماكنهن أندادًا 
للرجال في وظائف العلوم والهندسةء وللسعي أيضًا إلى مساعدة 
موظفات السكرتارية والشؤون الكتابية على القفز إلى الوظائف 
الفنية وإدارة البرامج. فكان قبولها منصب مديرة برنامج النساء 
الفيدرالي طريقة للجمع بين 28 سنة من العمل في لانجلي والتزام 
استمرٌ طول عمرها بالمساواة بين الجميع. 


من أشد الجوانب صعوبة في تأليف كتاب هو معرفة الكاتب أنه 

ما من متسع وما من وقت لإتاحة المجال أمام جميع الأصوات 

ال ال Dees‏ مدان is‏ على ch‏ لمن HSC‏ 

المُسوّدة الأصلية ل المحجوبات قسم نهائي pal‏ بالتفصيل كيف 

Psy oe ues.‏ حالة إلى اتسين المساقات 
420 


فى السبعينيات والثمانينيات لطمس UY‏ المتخلفة لما أطلقت 
عليه سلفيا فرايز مؤرخة ناسا «خرافة أن الرجال يتفردون بموهبة 
تؤهلهم أن يكونوا مهندسين». ومثلما فعلت ماري» CAS‏ 
الحكاية فى صورتها الأخيرة مبتعدة عن روتينات البحث اليومية 
لتتعقب نساء لانجلي Shy‏ يُقَمْن التحالفات gladly‏ كل الحذق 
الذي جئن به إلى الهندسة في تغيير وجه قوة العمل بالمركز. كان 
اتخاذ القرار بحذف ذلك الجزء صعبًا؛ ففي حين أنه أتاح قضاء 
مزيد من الوقت برفقة دوروثي وماري وكاثرين في العصر الذهبي 
للطيران والفضاءء كان يعنى إنهاء الكتاب قبل قرار ماري بترك 
Gost‏ والغمل فى المواره البشرية. كان يعلى أيضًا أن Sul‏ 
إحدى أحب «الشخصيات» إلى نفسى فى هذه الدراما الجارفة 
LS bi‏ دري N‏ الد ارات < el‏ لور 
تشامباين. والعلاقة بين جلوريا وماري» التي نشأت من رحم 
تضحية ماري بوظيفتها الهندسية من أجل آفاق وظيفية مستقبلية 
لنساء أخريات» تمثل إحدى أكثر القصص تأثيرًا بين كل القصص 
التي its‏ عنها خلال بحثي. 

ولدت Ly gle‏ تشامباين في فورت مونرو بهامتن سنة 1932( 
في بيت أسرتها الواقع على مرمى حجر من بيت أسرة ماري» 
لأب يعمل ملاحًا Lge‏ في ميدان كان Gr sats‏ 
في صناعة مظلة الهبوط. ومات في تحطم قاذفة كيستون خلال 
رحلة من لانجلي سنة 1933. وكان زوج أمها رئيس فريق طائرة 
إكس بي 15- الوحيدة التى صنعت وكان مقرها فى لانجلى. 
قضت جلوريا ا ا Bell‏ جيف الكل hy‏ 

421 


وفتاة Si‏ عنده طائرة». نشأت a‏ على أحاديث زوج أمها 
وأفراد فريقه وحكاياتهم عن «الأشياء الجنونية» التي يعرضهم 
لها مجانين ناكا لكي يتسنّى لهم تحليل سمات الطيران لنماذج 
قاذفاتهم التجريبية. تخرّجت جلوريا -وهي بيضاء- في مدرسة 
هامتن الثانوية سنة 61947 وأكملت درجة مشاركة في كلية إدارة 
أعمال محلية» وعثرت على وظيفة سكرتيرة لرئيس شركة طباعة 
في نيوبورت نيوز. في عام 61959 اجتازت جلوريا اختبار الخدمة 
المدنية وقبلت وظيفة سكرتيرة في مكتب نطاق مير كوري» فكانت 
مهمتها هي المساعدة في تدبير اللوجستيات المطلوبة لبناء شبكة 
التعقب العالمية التي أنشئت مع رحلة جون جلين المدارية. 

في عام 1947» منح برنامح الفرص المتساوية لجلوريا فرصة 
التقدم من وظيفة كتابية في 5 قسم الحمولات الديناميكية إلى وظيفة 
إدارية سريعة الترقي في قسم الصوتيات. ثم نافست على موقع 
أعلى من ذلك هو المساعدة التقنية لرئيس قسم أنظمة الفضاءء 
وهي وظيفة لم يسبق أن عمل بها غير الرجال. مضت عبر إجراءات 
المقابلة ثلاث مرات» وفي كل مرة كانت مرتبتها هي الأولى. 
وأسرّت لها صديقة في الموارد البشرية بأنهم «يظلون يختبرونك 
لأنهم لا يريدون أن يمنحوك الوظيفة؛ . غير أن المركز في نهاية 
المطاف hal‏ إلى تعيين جلوريا: أفضل مرشحة للمنصب» 
والمرأة الأولى في المنصب. 

حين كانت ماري وجلوريا بنتين صغيرتين في القسم الأول 
من القرن العشرين» ما كان إلا لأبصر العرافين أن يتنبأ بالتغيرات 
التي سوف تجمع بين طريقيهما في الحياة. في سنوات AIG‏ 

002 


سوف تصف ماري لجلوريا العزل العنصري الذي عرفته في 
أولى سنواتها في لانجلي. لقد التقتا خلال إحدى لجان البرنامج 
الفيدرالي للنساء وصارتا صديقتين» وزميلتين» ومتعاونتين على 
خدمة إيمان مشترك بمساعدة المواهب مهضومة الحق على نيل 
نصيبها من النور. كان لجلوريا تشامباين -شأن ماري- «دماغ 
صلب وكتفان قديرتان وظهر قوي». oy‏ تملك إلا ere‏ 
Oya ty dey‏ كلما زا سیا المد ھا لد dole‏ حتى أنها 
دأبت على الاحتفاظ وراء باب مكتبها بسترة نسائية إضافية مُعلقة 
Lith‏ تحسّبًا لاحتمال أن تحتاج مرشحة لوظيفة إلى زي بسيط 
تعبتا Biel Bg of Ge‏ أفضل وج كانت cla gr ULE‏ 
متدرّبة معها خلال شهور الصيف تبدي اهتمامًا بالحواسب» 
كانت جلوريا WY i‏ مع رئيس البرمجة في قسم أنظمة 
lee‏ فتضمن الشابة مكانًا في برنامج تدريب المبرمجين. 

ple‏ المشرفون الذكور جلوريا وطالبوها «بالبعد عن 
الموظفات od‏ ولكنَّ الموظفات السيدات is‏ مهمات 
لجلوريا مثلما ÉS‏ لماري جاكسن. لقد رأت أمها -المرأة التي 
لم يشفع لها ذكاؤها كيلا BE‏ بما أوتيت من جمال- وكيف 
كانت تعتمد على أبيها ثم على زوجها من بعده . وعاهدت جلوريا 
نفسها ألا تكون يومًا في مثل وضع أمهاء وألا تستلم يوما لفكرة 
ألا تحمل Late go‏ كبر أبتاؤها الثلاثة. وساعدها ذلك القرار 
على الصمود حينما انفصلت عن زوجها ثم طلّقت منه في أواسط 
الستينيات» وتحوّلها إلى أم عزباء» وربة لبيتها في زمن لم تكن 
غالبية النساء البيضاوات فيه يعملن خارج البيت. 

013 


في عام 11981 بعث لانجلي بماري جاكسن إلى مقر ناسا في 
العاصمة واشنطن لتقضي سنة تدريب تصبح بعدها اختصاصية 
فى فرص العمل المتساوية. سبق ذلك أن قرّرت ماري بالفعل 
: مَن الذي ينبغي أن يليها مديرًا للبرنامج الفيدرالي للمرأة في 
لانجلي. مع أن جلوريا لم تكن ذات خلفية تقنية Óp‏ خلفيتها 
ا -فضلا عن 15 Gle‏ من الخبرة في ناسا- هتأت لها 

فهم العمل الهندسي ودوافع المهندسين. كانت تعرف الطائرات 
ES a‏ 
سارعت بدراسة الحواسب؛ فقد علمتها ماري جاكسن كيف 
«تعيد برمجة» الحواسب في قسم الموارد البشرية» وتغوص في 
wel 5 Glock‏ البيانات isha] lS etl Lbs nae‏ عن 
مؤهلات الموظف وترقياته. كشفت هذه التقارير عن الموظفات 
اللاتي لديهن مثل شهادات الرجال ولم يزلن يعملن في الغالب 
«محللات بيانات») -يحسب الاصطلاح المحدث الذي بات 
يُطلق على اختصاصيات الرياضيات في المركز- لا مهندسات. 
كان الموظفون السود خملا الشهادات المماثلة متأخرين عن 
أندادهم البيض في الترقيات» وكانوا الأرجح توزيعًا إلى الأدوار 
المساندة مثل العمل في قسم الحساب والتحليل» الذي تقلت إليه 
دوروثى فون. لا إلى العمل فى المجموعات الهندسية. علمت 
ورد كنت أن غياب مادة Aisle‏ معادلات التفاضل من 
بيان الدراسات الجامعية قد يمنع امرأة حسنة التقارير والمؤهلات 
-إلا في هذه المادة- من مجاراة زملائها الرجال حتى بعد مرور 
سنين على التحاقها بقوة العمل. 

424 


على مدار السنوات الخمس التالية» CARS‏ ماري جاكسن 
وجلوريا تشامباين فريقًا هندسيًا اجتماعيًا فعالا داخل مكاتب 
برنامج المرأة الفيدرالي وبرنامج فرص العمل المتساوية. في 
ثلاث من هذه ol etl‏ الین hee‏ تحت E bl‏ اب رورت 
بنيامين لي الثالث؛ الباحث العلمي في قسم علوم الغلاف الجوي 
بلانجلي. كان انتقال آبي إلى قسم فرص العمل المتساوية جزءًا 
من برنامج تطوير مهني مُخصّص ل«تهيئته» للانتقال إلى الإدارة 
عند رجوعه إلى قسمه. 

غير أن ماري قضت بقية سنواتها الوظيفية في مكتب فرص 
glance! fall‏ در co‏ تق ا 11985 LAS‏ معي 93 ها لين 
جاكسن الأب آخر سنواته الوظيفية يعمل في لانجلي هو الآخرء 
منقولًا إليه من قاعدة القوات الجوية في الثمانينيات» ولم يزل 
يعمل رسامًا. حكت حفيدتهما واندا جاكسن قائلة إنه «راقت WS‏ 
دائمًا فكرة أن جدتنا كانت تعمل في أنفاق الرياح بينما عمل جدنا 
رسامًا لها». لقد ظل ليفي جاكسن حتى نهاية حياته مخلصًا لماري 
جاكسن وفخورًا بكل منجز من منجزاتها. وبقيت ماري مشغولة 
طوال الأعوام العشرين التالية مثل انشغالها في السنوات الأربع 
والستين السابقةء مالئة أيامها بأحفادها وبالعمل التطوعي الذي 
Ge‏ لها الكثير والكثير من الامتلاء والتشبع. ماتت ماري جاكسن 
في عام 2005« وكتبت جلوريا تشامباين لها Ea‏ مؤثرًا نشره موقع 
ناسا على الإنترنت. كتبت فيه: «لقد فقدت شبه الجزيرة أخيرًا 
امرأة شجاعة» وبطلة عظيمة الكرم» هي ماري وينستن جاكسن. 
كانت قدوة عظيمة المثال» وعبر جهودها الهادئة الخفية استطاعت 


425 


أن اد کا من أبناء الأقليات والنساء على الوصول إلى أعلى 
ما أهلتهن له إمكاناتهن بالترقى إلى المواقع القيادية والإشرافية». 


جلوريا هي الأخرى أنهت حياتها الوظيفية الممتدة لثلاثين سنة 
في مكتب فرص العمل المتساوية» مواصلة البناء الذي أرست 
ماري قواعده» حريصة على ألا تتعرّض موهبة في لانجلي 
للتجاهل؛ فكان من بين من تعقبت مساراتهن المهنية كرستين 
داردن» اختصاصية الرياضيات الشابة التى بعثت سبوتئيك فيها 
الشرارة قديمًا في عام 1957 اشرت کر ين IN‏ في 
لانجلي تمريتًا على احتمال الرتابة؛ فمع أن قسم فيزياء الرجوع 
إلى الأرض شهد الكثير من الإثارة في مرحلة الاستعداد لأبولوى 
كان زمن التطوير الطويل يعنى أن غالبية العمل المثير قد اكتمل 
بحلول الوقت الذي التحقت فيه كرستين بالمكتب. فتباطأ الإيقاع 
في المكان كثيرًا. برغم ارتباط مجموعة كرستين بمجموعة 
هندسية» فقد شعرت في غالبية الأيام أنها دخلت إلى آلة زمن. 
لقد كانت غالبية نساء مجموعة محللات البيانات حاسبات 
سابقات في حسابات الغرب. وعلى الرغم من خبرة كرستين 
الجيدة في البرمجة بلغة فورتران» التي اكتسبتها من سنوات 
دراستها في AAS!‏ فقد كانت على طاولتها حاسبة فريدن الالية 
Lele pews iss‏ كانت" hele See ley‏ فى 
الأربعينيات. كان أمرًا «قاتًا» كما قالت. فعلى الرغم من عملها 
في المؤسسة التي وصلت للتو إلى القمر» شعرت كرستين في 
ركنها الصغير بناسا أن المستقبل فاتها. 
426 


كان لا بد من صبر وحظ وقدر غير قليل من الجرأة لكسر 
حالة الملل» لدرجة أن فكرت كرستين مرات كثيرة فى الاستقالة. 
كانت قد نجت من الريف الوارد في الكتاب الأخضر سنة 1970 
ولكن. حدث قبيل موجة ثانية سنة 1972 أن سمحت ne‏ 
بالصدفة وهو يكلم مسؤولا من الموارد البشرية» وعرفت أنها 
على القائمة المستهدفة. في لعبة شطرنج الريف المعقدة» كانت 
تزاح عن الرقعة لحساب رجل أسود EE‏ معها في الوقت نفسه. 
لكن كاختصاصي رياضيات. ووٌرّع على مجموعة هندسية وقي 
بينما اختيرت هي - لانخفاض درجتها- للتسريح. 
كان ذلك دافعًا لها إلى العمل. Vay‏ من إثارة الأمر مع 
مديرهاء توجهت كرستين مباشرة إلى رئيس القسم - أي رئيس 
رق زتها حون يكو دی المكانة العلا ف انج 
والذي كان آنذاك على شفا التقاعد. اا 
ا : الماذايُورّع الرجال إلى المجموعات الهندسية 
بينما gs‏ النساء إلى المجموعات الحسابية؟). قال: «يعني» لم 
سق ا نشکا اجن . تبدو النساء سعيدات يعمل ذلك فيعملنه». كان 
ee‏ آخر. كانت زوجته زاوينا بكر «الخصاصيه 
رياضية ممتازة» -والتقى الاثنان خلال الحرب في النفق ماني 
الأقدام- لكنّها قرّرت بعد الزواج أن تترك لانجلي وتتفرّغ للزواج 
والأمومة. كان إطاره المرجعى بالنسبة إلى النساء العاملات 
والآفاق المتوقعة لَهُنَّ شبيهًا بإطار غالبية رجال جيله. لكن» مثلما 
كان بيكر مستعدًا للاعتراف بأنه على خطأ عندما واجهته ماري 
جاكسن في الخمسينيات. قام ليُقابل تحدي بكرستين داردن بعد 
427 


Se e et Ut ant gel Jed hese‏ حون 

کان ا E Segue‏ 
نفسه بأنه «رجل الجناح»ء الذي قرّر البقاء في الطيران بينما تحرك 
الآخرون إلى الفضاء. كان سعيدًا بالعمل على بحثه مستقلا 
وافترض أن زميلته الجديدة لديها مثل شعوره؛ فحوّل إلى كرستين 
مهمة بحثية تطير بعدها أو تسقط: كان عليها أن تتناول اللوغاريتم 
المعياري المُستعمّل في الصناعة لتقليل الانفجار الصوتي لهيكل 
طائرة معين (من تصميم ريتشارد سيباس وألبرت جورج الباحثين 
في كورنل) وتكتب بناءً عليه برنامجًا بلغة فورتران. كان عملا 
يقع على الحافة القصوى للطيران» عبارة عن مشروع ديناميكيات 
حاسوبية متدفقة قد يساعد في تقليل الانفجار الصوتي. الذي 
جعل الطيران التجاري المجاوز لسرعة الصوت أمرًا كريهًا. 

استغرق العمل ثلاث سنوات» ونشرت النتائج في سنة 1975 
بحثا بعنوان «تقليل عوامل الانفجار الصوتى فى الأجواء الحقيقية 
والمتحورة». كانت كرستين هي كاتبة البحث المنفردة. ولم تزل 
الشفرة» التي كتبتها وهي مهندسة مبتدئة» جوهر برامج تقليل 
الانفجار الصوتي المُستعمّلة إلى اليوم من متخصّصي ديناميكا 
الطيران. كان إسهامًا مهمًّا ومنجرًا يصنع مسيرة مهنية» ES‏ الطريق 
الممتد من لحظة ذلك الفتح المحقق إلى أن تصبح خبيرة انفجارات 
صوتية ذات سمعة عالمية لها ستون إصدارًا ومحاضرات وعضوية 
في هيئة كبار التنفيذيين في ناسا بقي طريمًا غير مباشر. 

في عام 1973» درست كرستين برمجة الحاسب من خلال 

428 


هامتن» ورسّخت معارفها بدرجة ماجستير في ولاية فرجينياء ثم 
انتهت أخيرًا إلى وظيفة فى مجموعة هندسية بناساء 5S‏ فصل 
الطلبة الثمانية -منهم سبعة بيض وطالب opel‏ ومنهم سبعة 
رجال وامرأة- كان تجربتها الأولى في الوجود بداخل مدرسة 
مندمجة. ارتاعت في أول الأمرء Gy‏ درجاتها العالية في ذلك 
الصف جعلتها تقرر التقدم للدكتوراه. ولع be‏ الصو علي 
موافقة للانضمام إلى برنامج الدكتوراه من مصاعب؛ إذ رفض 
مشرف رفيع المستوى طلبها المبدئي. وحتى بعد حصولها على 
الموافقة» ظلت «تتقافز بين واجبات والدة فريق الكشافة البنات» 
والمعلمة فى مدرسة الأحد الكنسية» وجولات دروس الموسيقى» 
وربة البيت» راعية ابنتيهاء فضلا عن عملها في لانجلي. 

انتفرقت-دكوراء IK Naas‏ عقر Nels‏ وقد 
E ae‏ 
وعقولهن. وبرغم ارتباط اسمها بائنين من ue‏ المنجزات في 
مجالها - وهما الحصول على الدكتوراه وتقديمها إسهامًا بحثيًا 
ELL‏ كان لا بد من دفعة أخرى ليعترف لانجلى بكرستين 
داردن ويمنحها الترقية التي تتماشى ومنجزاتها. 

أثار ذكاء كرستين داردن وعنادهاء اللذان أثمرا حصولها على 
الدكتوراه. silat‏ جلوريا تشامباين. ومن vars‏ في مكتب 
فرص العمل المتساوية» كانت تعلم أن النساء في المركز er‏ 


429 


في المستويات العليا- لم يزلن متخلفات عن الرجال فليست 
كرستين ele‏ من ذلك. بحلول منتصف الثمانينيات» ارتقت 
sss‏ درجة جي إس 13 -» وبرغم الدكتوراه» بقيت تصادف 
صعوبات في الترقي إلى جي إس14 -. في الوقت الذي وصل فيه 
SAI pagel‏ ا كي Ly Gall‏ ق الو فك نفسه ر كن 
yl‏ الأدات إلى ge Meee!‏ )4 15( وکات جاورا ترف 
طريقة لانجلي: «اعرضي قضيتك. أسّسي لها وروّجيها بحيث 
يؤمنون بها». أعدّت رسمًا بيانيًا وعرضته على رئيس إدارتها 
-وهو في مستوّى إداري أدنى من قمة لانجلي بدرجة واحدة- 
فصدمه التفاوت. بجهود thy gle‏ جاءت الترقية» وبعدها حظيت 
كرستين بما يليق بأصحاب القدرات الشبيهة بقدراتها من الشهرة 
والتحّكات. كانت لحظة من أعز اللحظات في حياة جلوريا. لقد 
بذلت كرستين الكثير بالفعل من أجل العمل؛ ولم يكن لانجلي 
بحاجة إلا إلى من oad‏ بأولئك المحجوبات. 


قالت دوروثي فون للمؤرخ بيفرلي جوليمبا سنة 1992: «ما 
أمكنني تغييره غيّرته» وما لم أستطع تغييره احتملته». تقاعدت 
دوروثي سنة 1971 بعد 28 Gle‏ في الخدمة. انقلب العالم رأسًا 
على عقب منذ ذلك اليوم الذي ركبت فيه الحافلة من فارمفيل 
إلى إحدى بلدات الطفرة الحربية» ولم يكف كل ذلك التغيير 
oT joined‏ طموخاتها النهقة خط الكتاى الأخضر A gle he‏ 
دوروثي بعد يومين اثنين من عيد ميلادها الستين» وقد ورد اسمها 
فيه» لكن» ليس في الموضع الذي ارتجت أن يرد فيه. 
430 


قالت لي آن فون هاموند ابنة دوروثي إن «الأمر تضمّن ترقية». 
ولكنَّ أمها لم تنبئها قط بطبيعة الترقية. تكتمت دوروثي على 
الأمرء فلم تبح لأسرتها إلا بصورة باهتة قليلة التفاصيل عن 
آخر خيباتها. أرجح الاحتمالات أنها كانت تتوقع قضاء سنواتها 
القليلة الأخيرة رئيسة قسم» مستردة المنصب الذي احتلته بين 
عامي 1951 و1958. أي نصر كان ليتمثل في الرجوع إلى الإدارة» 
لكن» كرئيسة للقسم الذي eset‏ الرجال والناس» والسود والبيض. 
أعطي منصب رئاسة القسم لروجر بتلر» وهو رجل أبيض شغل في 
الوقت نفسه منصب رئاسة الفرع. وعَيّنت سارة بولوك -حاسبة 
الشرق: الى كانت مسؤولة قديمًا فى Aw‏ :1947 عن مجموعة 
Gerba deny‏ يلب رة لحل eV E‏ كانت 
بولوك من المشرفات النساء النادرات» خصوصًا خارج الإدارة. 
وفي عام 1971 لم يكن في لانجلي من النساء رئيسة فرع» أو رئيسة 
شعبة» أو مديرة» على الإطلاق. 

وللمرة الأولى خلال قرابة ثلاثة عقود. لم يكن في لانجلي 
أيضًا دوروثي فون. كانت الفترة» التي عملت فيها دوروثي 
فون مشرفة في الخمسينيات» فترة وجيزة» لكنّها عملت في 
تلك السنوات بمنزلة القابلة التي ولدت على يديها مسيرات 
مهنية كثيرة. لم يظهر اسمها قط على تقرير بحثي منفرد, لكنّها 
Conga‏ -بصورة مباشرة أو غير Eble‏ في yr cl pial‏ 
وعلى مضض.ء وافقت على حفلة تقاعدء فلم G5‏ لها قط جلبة 
الناس. أثنت عائلتها عن المجيء» وعثرت على توصيلة (فبرغم 
السنين الطوال التي قضتها في فرجينيا لم تتعلم قيادة السيارات 

431 


قط ). حضر الكثير من زملائها للاحتفال بهاء ومنهم رئيسها روجر 
بتلر. وبالتأكيد حضر الكثير من زميلاتها القديمات. Sods‏ أنهن 
جميعًاء في يوم من الأيام» ÉS‏ بنات أتين إلى لانجلي وغاية ما 
ينتظرنه هو الحصول على وظيفة تستمر لستة أشهر - فبتن الآن 
نساء قضين عقودًا من العضوية فى ذلك النادي العلمى النخبوي. 
Cue NIG sabes i‏ المت هد وو CEN E‏ 
وأخريات من حاسبات الغرب حول مشرفتهن السابقة لالتقاط 
صورة نُشرت في الأسبوع التالي في لانجلي ريسرشر. ولعلها 
كانت الدليل الفوتغرافي الوحيد على القصة التي بدأت في مايو 
من عام 1943 لفرقة الأخوات في مبنى المخزن. مع أن لانجلي 
كان على مدار السنين شديد الوسوسة في توثيق شؤون موظفيه. 
أفراد وجماعات» فإنني لم أصادف إلى الآن صورة غير تلك 
الصورة لقسم حاسبات الغرب. 

CSI LIL‏ دوروثى فون السفرء فأغرقت نفسها فيه بعد 
التقاعد» طلبًا للمتعة» 3 الولايات المتحدة وفى أوروبا. فى 
الفمانينيات من cle jae‏ سافرت إلى pla penal‏ مع Ba pel‏ 
البيت» بقيت مقتصدة مثلما كانت في سنوات الكساد والحرب» 

تنفق قط ما يمكن أن يُدَّخرء ولم ترم قط ما قد ينتفع به. 

وفي مرحلة ماء بعد بضع سنوات من التقاعد. جاءت امرأة 
إلى البيت تحاول أن Ghai‏ إلى قضية جماعية تتعلق بالتمييز في 
الأجور ضد النساء اللاتى عملن فى لانجلى. جلست دوروثى 
على Lae f‏ ی إلى ll‏ ای أدب زقالت: القن افوا ىننا 
وعدوا بدفعه»» وانتهت المسألة بذلك. لم تكن بالمرأة التي تعيش 

432 


في الماضي. بعد حفلة تقاعدهاء لم ترغب دوروثي فون قط في 
الرجوع إلى لانجلي. ألبوم الصورء وأوسمة الخدمة. وهدايا 
التقاعد د كل للق ee) Chi ease are‏ 
Ll‏ الجزء + الأعظم من تركتها -أي كرستين داردن وجيل النساء 
الأصغر سنا Ge‏ وقفن على أكتاف حاسبات الغرب- فكان لم 


يزل في العمل. 


433 


شكر وعرفان 


ينطوي عنوان هذا الكتاب على خطأ؛ فالقصة» التى اجتمعت 
خيوطها في هذه الصفحات. لم تكن محجوبة بقدر ما كانت 
غائبة عن الأنظار» شذرات خفية متناثرة فى الهوامش والحكايات 
العائلية والملمًات المتربة قبل أن ترجع إلى النور. أشكر أول من 
أشكر المؤرخين ومتخصّصي الأرشيف الذين ساعدوا بالوثائق 
في إعادة بناء القصة: كولين فرايز من مكتب تاريخ ناسا في 
العاصمة واشنطنء وباتريك كونلى فى الإدارة الوطنية للأراشيف 
والسجلات بفيلادلفياء وميج هاكر في الإدارة الوطنية للأراشيف 
والسجلات بفورت ويرث» وكيمبرلي جنتايل في المركز الوطني 
للسجلات الشخصية» وتاب لويس في الإدارة ick Il‏ للأراشيف 
والسجلات بكوليج بارك. أشكر أيضًا دونزيلا ماوبين وأندريسي 
سكوت في أراشيف جامعة هامتن» وإيلين هاسنج ريماير وجانيس 
يانج في مكتبة درين جوردان بجامعة ولاية فرجينيا الغربية. 

دعمني أيضًا ديفيد بيرنجر وجين سايلر في مؤسسة فرجينيا 
للعلوم الإنسانية منذ اليوم الذي دخلت فيه مكتبهما دون إخطار 
مسبق» في منتصف عاصفة ربيعية مبكرة سنة 2014. وبسبب 


435 


دعمهماء فإنَّ مشروع الحاسب البشري» الذي نبعت فكرته من 
بحثي لإعداد هذا الكتاب» تسلم الشارة من «المحجوبات» 
ا قاعدة بيانات شاملة لجميع اختصاصيات الرياضيات 
اللاتى عملن لناكا وناسا خلال العصر الذهبى للوكالة. الشكر 
Lal‏ لدورون ويبر في مؤسسة سلون» الذي لم يتردّد في دعم 
كاتبة في كتابها الأول؛ فكان دعم سلون هو الذي مكنني من أن 
أجعل استرداد هذا التاريخ وظيفة تفرّغت لها. 

ما كان ليتوافر لي فريق أفضل للعمل معه في وليم مورو. 
أقول لتريش داليء مع أنك OV‏ انطلقت إلى مغامرات جديدة» 
سأبقى sls‏ ممتنة لإصرارك على أن يكون «المحجوبات» على 
رأس قائمتك. ولراشيل كاهان؛ أشكرك على توجيهك الهادئ 
ومساعدتك لي في إرجاع هذا الكتاب إلى وطنه. إن في نشر 
كتاب ما يكفي من الإثارة» UT‏ تحويله إلى فيلم أيضًا ففرصة لا 
يصادفها المرء في العمر إلا مرة. شكرًا لوكيلي السينمائي جيسون 
ريتشمان في وكالة يونايتد تالنت ومحاميّ كيرك شرودر» وشكر 
خاص لدونا جيجليوتى منتجة «المحجوبات» التى أمكنها أن 
ترى الفيلم الكامن في مشروع كتاب لم يتجاوز 55 صفحة. إنها 
واحدة من أعظم المواهب المهنية التي رأيتها في أي مجال. 

لم Gh‏ هذا الكتاب ترحيبًا Gils‏ كالذي لقيه في بلدتي» هامتن» 
بف Lee‏ عميق امتناني لأودري وليمز رئيسة فرع هامتن رودز من 
اتحاد دراسة حياة الأمريكيين الأفارقة الذي كان راعيًا للمرحلة 
كولترين من متحف تاريخ هامتن لدعوته SE‏ أن أكون ضمن 

436 


سلسلة المحاضرين في المتحف. وإلى وايت هولت وتشونسي 
براون على ذكرياتهما الناصعة عن أيامهما الأولى من الحياة في 
هامتن» والتي أضافت تفاصيل رائعة في نسيج سردية الكتاب. ٠‏ 

دعم الموظفون الحاليون والسابقون في مركز أبحاث لانجلي 
-وهم أكثر عددًا من أن أذكرهم في هذه المساحة المحدودة- هذا 
المشروع بطرق كثيرة على مدار السنوات القليلة الماضية» ومنهم 
جيل لانجفين مسؤول تاريخ لانجلي في ناسا. دعتني أندريا باينون 
إلى تقديم بحثي» الذي لم يكتمل» في احتفال شهر تاريخ النساء 
بلانجلي في مارس 2014 وكانت داعمة لا تكل للكتاب منذ ذلك 
الحين. ماري جينر هيرست» مسؤولة الحفاظ عن التاريخ» التي 
تقاعدت أخيرًا من العمل فى لانجلى» هى مؤرخة عامة ملحمية» 
وا کا و کت ارات ف 
الرياح» والصور الفوتغرافية» والوثائق الشخصيةء والخرائط 
البيانية وغيرها من المواد الأساسية الشاهدة على تاريخ لانجلي 
الاستثنائي» متاحة للجمهور من خلال موقع موارد لانجلي ناسا 
الثقافي على الإنترنت وقناة يوتيوب المرتبطة به. FAS‏ من النسيج 
الرابط لأجزاء هذه القصة جاء من قضائي ساعات لا حصر لها في 
الرجوع إلى المعلومات التي أنقذتها ونظمتها بمهارة وخبرة. 

لقد أشركتني بيلندا آدمز وجين هيس وجينيت مكينزي 
وشارون ستاك ودونا سبيلر تيرنر في ذكرياتهن» سواء عن العمل 
الفني الذي شاركن فيه أو الفرص المتغيرة للنساء في لانجلي على 
مدار السنين. استمتع هارولد بيك وجيري وودفيل بأسئلتي الفنية 
المتعلقة بالشهور السابقة على رحلة جون جلين المدارية وأزمة 

437 


أبولو 13 على الترتيب. حواري مع المهندس توماس بيردسونج» 
الذي استدعى فيه ذكرياته كأحد أوائل المهندسين السود فى 
لانجلي» يمثل لي ذكرى عذبة ومريرة» فقد حاورته قبل شهر 
واحد من وفاته. 

ما كان ليتسنَّى تأليف هذا الكتاب لولا تعاون ودعم من ٠‏ النساء 
اللاتي عشن التاريخ» وأصدقائهن وأسرهن وزملائهن. تنفرد بيني 
كائلين WY‏ معلمتي السابقة في مدرسة الأحد» بكونها الشخص 
الأول الذي حاورته من أجل هذا الكتاب فى سنة 2010, لقد 
وفيت في سنة 2012 عن 96 le‏ شكرا لإلين ستروذرء وواندا 
جاكسن وجانيس أو «جاي» جونسن على الحكايات البديعة 
المتعلقة بحياة ماري جاكسن الثرية النشطة خارج المكتب. 

مع أن قصة by gle‏ رودز تشامباين لا تظهر إلا في الإبيلوج. 
فإن في الكتاب فصولا كثيرة تحمل بصمات لها ؛ ففهمها لطائرات 
لانجلى وثقافته وأهله كان Gpe‏ لا غنّى عنه فى سرد هذه القصة. 
Ul‏ كرستين داردن فهى فى OF‏ واحد عظيمة الموهبة عظيمة 
التواضع» وإنه لفخر عظيم لي أن تعلمت منها في علم ديناميكا 
ace oe‏ هذا البحث» glans‏ افر ا 
ا due‏ طن اا 

كانت آن فون هاموند وليونارد فون وكينيث فون شخصيات 
أساسية في معاونتي على إعادة تكوين تفاصيل حياة أمهم دوروثي 
فون المبكرة والمسار الذي سلكته وصولا إلى لانجلي. فالشكر 
لهم أن أتاحوا لي رؤيتها ومعرفتها عبر أعينهم. 

008 


كار كي eee a‏ ع Cp ae‏ الكورية 
دليلا مباشرة على ما في النصر المزدوج من قوة باقية. ولجويليت 
thle ear‏ ر ا ن ستول مور eleal gir‏ لكل نا م 
GL‏ عله العمل الا es cae‏ كين تفلو يوان st‏ 

الدرسء الذي تعلمته من كاثرين كولمن جوبل جونسن» SAS‏ 
بملء كتاب آخر. والكرم» الذي أبدته في حكيها لي قصة حياتهاء 
غيّر حياتي» وهو ما سيّبقيني ممتنة لها إلى الأبد. 

لقد كُتب غالب هذا الكتاب في فالي دي برافو بالمكسيك؛ 
فالشكر لجميع الأصدقاء الذين 57 لي أيادي العون erat‏ 
في كل يوم. وكم LÍ‏ مدينة ل «مجلس المستشاري ين»» gel‏ من 
ا 
فالي دي برافو E eee Hen‏ ماد 
ولاري بيترسن وسابين برسيك. وأخص Le SUL‏ مارجوت 
لوبيزء التي كانت - بكرم بالغ - تعيرني الاستديو الخاص بها كلما 
احتجت إلى مكان هادئ للحاق بموعد تسليم. كانت ميليني آدمز 
وجيفري هاريس وريجينا أوليفر وتشادرا بيتمان ودانييل واين 
أعضاء فريق المشجعين المحلي الخاص بي» فلم ينشغلوا قط 
عن إمدادي بالمعارف والاقتراحات أو حتى الآذان المتعاطفة. 
سوزان هاند شيترلي وروبرت شيترلي وجيل بيج MSS‏ شيترلي 
لم يخذلوني 5 قط ولم يبخلوا بالرأي والطعام الرائع والاركان 

439 


الهادئة اللازمة للكتابة. ولقد كان إخوتي بين لي ولورين لي كولي 
وجوسلين لي مصدرًا دائما للإلهام والذكريات والتشجيع. 

منذ حواراتنا الأولى» كانت وكيلتى الأدبية ماكينزي برادي 
واطسن أحد آهم أنصار المححوبات. ولقد أعانت PAT‏ 
الشاملة وغريزتها المهنية في إعطاء هذا الكتاب بداية ومنطلقًا ما 
كانا ليخطرا على خيالي. 

بو صفي ابنة لأستاذة الإنجليزية في جامعة هامتن ولعالم 
في ناساء BT‏ كان قدرًا محتومًا لي في نهاية المطاف أن أؤلف 
ELS‏ عن العلماء. لقد نابت والدتى الدكتورة مارجريت جى لى 
ووالدي الدكتور روبرت بي لي الثالث عني في إجراء مكالمات» 
وترتيب حوارات» وتنسيق لقاءات» وتنقيب في ذاكرتيهما بحثا 
عن أسماء وأحداث» ا سياقًا واقتراحات Sod‏ التاريخ» 
وحضرا محاضراتي» be gy‏ الصباح المبكر وفي آخر الليل 
إلى المطار» واستقبلا طرودّاء وأتاحا لي بكرم أن أحيل بيتهما إلى 
مکتب» ودعما كتابتي دعمًا لا سبيل إلى حصره. أحبكما يا ماما 
ويا LL‏ أكثر ممًّا قد تستوعبه الكلمات. 

وأخيرًاء لم يمنح أحد هذا المشروع من نفسه أكثر Lis‏ منحه 
زوجى آران شيترلى؛ فقد قرأ كل نسخة من «المحجوبات» ابتداءً 
من المُسوّدة الأولى لمقترح الكتاب» Woes‏ في كل خطوة على 
اتب ante VLG Coby‏ لها فج ماع Soll de‏ 
إلى سبل لاستكشاف الأراشيف be‏ عن التفاصيل الكفيلة 
بتحويل التاريخ إلى سردية والإتيان بقصة مسكوت عنها إلى 

440 


الحياة. لقد كان على مدار السنوات الاثنتي عشرة الماضيات 
لوحة مفاتيحي» وأمين سرّي» ومستشاري oP‏ وشريكي في 
الكبيرة والصغيرة» وما كان ل المحجوبات أن يُوجَد لولا دعمه. 
فمن أجل كل شيء يا آران» لك مني احترام بلا حدود» وامتنان بلا 
قاع» وحب بلا نهاية. 


tme/t_pdf 


44] 


برولوج 

باحثة علمية بدرجة جي إس-219: 
GS-9 Research Scientist”: 1‏ 
W. Kemble Johnson to NACA, “Fair Employment,”‏ 
December 14, 1951. 2National Archives at‏ 
Philadelphia,hereinafter referred to as NARA Phil.‏ 

ترأسهنّ حاسبتان بيضاوان: 

two white head computers: 
Blanche 5. Fitchett personnel file, US Civil Service 


Commission. National Personnel Records Center, 
hereinafter referred to as NPRC. 


'هذا cdle‏ وهذا مهندس": 
This is a scientist, this is an engineer:‏ 
Women Computers, video recorded at NASA Langley,‏ 


December 13, 1990. https:/Avww.youtube.com/watch? 
v=o-MN3Cp2Cpc. 


«كنت أحسبهن حميعًا سكرتيرات»: 
just assumed they were all secretaries:‏ 1 
Lä‏ 
هس نساء بيضاوات: 
Five white women:‏ 
“What’s My Name?” Air Scoop, June 14, 1946.‏ 


443 


رقم الصفحة 
19 


20 


20 


20 


20 


«عدة مئات): 
“Several hundred”:‏ 
Beverly Golemba. “Human Computers: The Women‏ 
in Aeronautical Research,” PhD dissertation, St. Leo‏ 
College, 1994, 4. Available at NASA Cultural Resources,‏ 
http://crgis.ndc.nasa.gov/crgis/images/c/c7/Golemba.‏ 
pdf.‏ 


«مدينة أمريكا الفضائية»: 

“Spacetown USA”: 
James R. Hansen. Spaceflight Revolution: NASA Langley 
Research Center from Sputnik to Apollo (Washington, 
DC: National Aeronautics and Space Administration, 
1995). The town was dubbed ‘“‘Spacetown, USA” at the 
October 5, 1962, astronaut parade celebrating Project 
Mercury. Hansen’s book (p. 78-79) has wonderful 

pictures of the day. 


الفصل الأول: باب ينفتح 


abe احتياجًا‎ Gla هذه المؤسسة‎ 
“This establishment has urgent need”: 
Melvin Butler to Chief of Field Operations, Telegram, 
US Civil Service Commission, May 13, 1943, NARA 
Phil. 


في السابعة من صباح JS‏ يوم: 
Every morning at 7:00 a.m.:‏ 
M. J. McAuliffe to Recruiting Representatives, Fourth‏ 
Regional Office, “Recruiting Workers for National‏ 
Advisory Committee for Aeronautics (Langley‏ 
Memorial Aeronautical Laboratory), January 28, 1944,‏ 
NARA Phil.‏ 


عربة المعمل المكوكية تنقل: 


Dispatching the lab’s station wagon: Ibid. 


444 


21 


23 


رقم اا كك 
27 


27 


27 


:so help me God الله على ذلك:‎ ws 
يع الموظفين الفيدراليين» ونصّه بالكامل متاح عبر:‎ aa 
https://www.law.cornell.edu/uscode/text/5/33 


with a jump seat: 


حوار مع مايكل دي Michael D. Keller LS‏ أجراه دبليو كيمبل 
جونسن052508ل W. Kemble‏ في 27 يونيو 61967 مجموعة 


أراشيف لانجلى. ويُشار إليها لاحمًا ب LAC‏ 
تجاوزت خمسمئة موظف: 
employees:‏ 500-000 


James Hansen, Engineer in Charge: A History of 


the Langley Aeronautical Laboratory, 1917-1958 
(Washington, DC: National Aeronautics and Space 
Administration, 1987). Statistics taken from Appendix 
B, “Growth of Langley Staff, 1919-1958,” 413. 


خسين ألف... فى السنة: 
fifty thousand per year: 1‏ 
Franklin D. Roosevelt, Message to Congress on‏ 
Appropriations for National Defense, May 16, 1940,‏ 
http://www. presidency.ucsb.edu/ws/?pid= 15954‏ 


تسعين طائرة في الشهر: 
ninety planes a month:‏ 


Arthur Herman, Freedom’s Forge: How American 
Business Produced Victory in World War II (New York: 
Random House Publishing Group, 2012), 11. 


أضخم صناعات العالم: 
the largest industry in the world: i 2‏ 
Judy A. Rumerman, “The American Aerospace Industry‏ 
During World War II,” US Centennial of Flight‏ 
Commission website, http://www.centennialofflight.‏ 
net/essay/Aerospace/WWII_Industry/Aero7.htm.‏ 
Comparative aircraft production statistics at Wikipedia:‏ 
https://en.wikipedia.org/wiki/World War_II_ aircraft‏ 





production. 


445 


28 


28 


30 


30 


30 


و 

:1935 في عام‎ al 
started in 1935: 
“What’s My Name?” 
:استثمار خمسمئة دولار‎ 
investing $500: 
R. H. Cramer to R. A. Darby, Computing Groups 
Organization and Practice at NACA,” April 27, 


1942, http://crgis.ndc.nasa.gov/crgis/images/7/76/ 
ComputingGroupOrg 1942.pdf. 
اعترفا... مكرّهين:‎ 
grudgingly admitted: 
نفسه‎ 
دفعة للقاعدة الدنيا في المعمل:‎ 
a boost to the laboratory’s bottom line: 


نفسه 
قلي واجباتك المنزلية!: 
Reduce your household duties!”: í‏ 


February 3, 1942, Langley Archives Collection (hereafter 
referred to as LAC 


“Are there members of your family”: 
“Special Message to the Staff,” Air Scoop, September 
19, 1944. 


من يكون Soe‏ الجحيم هذا الراندولف؟: 
“Who the hell is this guy Randolph?”:‏ 
Jervis Anderson, A. Philip Randolph: A Biographical‏ 
Portrait (Berkeley: University of California Press,‏ 
.259 ,)1986 


نظرة الصمر: 


“the stare of an eagle”: 


446 


32 


33-32 


33 


33 


34 


34 


34 


34 


انتقلت جموعة... شيروود إلى ذلك المبنى بالفعل: 
Sherwood’s, group had already moved there‏ 
NARA Phil.‏ 


ميلفن بتلر نفسه کان ينحدر من بورتثاوث: 
Melvin Butler himself hailed from Portsmouth:‏ 
Jennifer Vanhoorebeck, “T. M. Butler, Hampton Leader,‏ 
Dies,” Daily Press, May 11, 1996.‏ 


الحلول العملية: 

practical solutions: 7‏ 
في ميثاق ناكاء تعثلت المهمة في «الإشراف والتوجيه للدراسة العلمية 
لمشكلات الطيران مع رؤية غايتها الوصول إلى حلوها العملية»؛ 
وكان النهج الر حاتي التجريبي في البحث الملاحي الجوي من 
السات المحددة للوكالة» فتخلل كل جانب من جوانب العمل. 

للمزيد عن أولى أيام ناكاء انظر 
Hansen, Engineer in Charge, chapter one.‏ 

تحمل كلمتين: للبنات اللوّنات: 
bearing the words COLORED GIRLS:‏ 


Miriam Mann Harris, “Miriam Daniel Mann,” September 
12, 2011, LAC. 


الفصل الثاني: الحشد 


حرارته تتجاوز المئة فهر:هايت: 
100-plus degrees:‏ 
“The Weather of 1943 in the United States,” Monthly‏ 
Weather Review, December 1943, accessed July 23,‏ 
http://docs.lib.noaa.gov/rescue/mwr/07 | /mwr-‏ 2 ,2015 
071-12-0198.pdf.‏ 

8 ألف لفة غسيل في الأسبوع: 
eighteen thousand bundles of laundry each week:‏ 
“A Short History of Camp Pickett,” Camp Pickett Post‏ 
Public Information Office, April 1951, 6.‏ 


447 


37 


37 


38 


39 


رقم الصفحة 
41 


41 


تقف ف ahs‏ الفرز: 
stood at the sorting station: ١‏ 
Dorothy J. Vaughan Personnel File, US Civil Service,‏ 
NPRC.‏ 


ميناء المغادرة: 
the Port of Embarkation:‏ 
“A Short History of Camp Pickett,” 3.‏ 
فارزات في مصانع التبغ: 
stemmers in the tobacco factories:‏ 
W.E.B. Du Bois, “The Negroes of Farmville, Virginia:‏ 
A Social Study,” Bulletin of the Department of Labor 14‏ 


(January 1898): 1-38, https://fraser.stlouisfed.org/docs/ 
publications/bls/bls_v03_0014 1898. pdf. 


تدعم ثلاثة من idle‏ 

supported three workers: 
Kathryn Blood, “Negro Women War Workers,” Bulletin 
205 (Washington, DC: US Department of Labor, 
Women’s Bureau, 1945), 8, http://digitalcollections. 
smu.edu/cdim/ref/collection/hgp/id/43 1. 

أربعين سننًا فى الساعة: 
cents an hour: 1‏ 40 
Vaughan Personnel File.‏ 


نفسه 
«مستوى أرفع من التعليم والذكاء في السلالة»: 
“upper level of training and intelligence in the race”:‏ 
Fred McCuistion, “The South’s Negro Teaching Force,”‏ 
Journal of Negro Education, April 1932, 18.‏ 


«توجيه أفكاره وقيادة حركاته الاجتاعية»: 
“direct its thoughts and head its social movements”:‏ 


نقسه 


448 


42-41 


42 


42 


42 


43 


43 


43 


43 


أصحاب محل حلاقة» وصالة للعب البلياردو ومحطة وقود: 
a barbershop, a pool hall, and a service station:‏ 
Ann Vaughan Hammond, personal interview, April 2,‏ 
.2014 


يعيشون في بيت فكتوري كبير متداع بشارع ساوث مين: 

house on South Main Street: 
يحتلُون الربع الأدنى من قاع الرواتب المدرسية:‎ 

ranked in the bottom quarter: 
Robert Margo, Race and Schooling in the South, 1880- 


1950: An Economic History (Chicago: University of 
Chicago Press, 1950), 53. 


يحصلون على قرابة ,507 É‏ يحصلون عليه: 
almost 50 percent less:‏ 


فاق أجرها من التعليم: 
bested what she earned as a teacher:‏ 
Vaughan Personnel File.‏ 


كان عمرها سنتين فقط حين ماتت أمها: 
died when she was just two years old:‏ 
Dewey W. Fox, A Brief Sketch of the Life of Miss‏ 
Dorothy L. Johnson (West Virginia African Methodist‏ 
Episcopal Sunday School Convention, January 1. 1926),‏ 
.3 

وعملت في OF‏ حطة قطارات: 

worked as a charwoman: 
1910 US Census. 1910; Census Place: Kansas Ward 
8, Jackson, Missouri; Roll: T624 787: Page: 16A; 
Enumeration District: 0099; FHL microfilm: 1374800, 
Ancestry.com. 


قبل التحاقها بالمدرسة: 
before she entered school:‏ 
Fox, A Brief Sketch, 3.‏ 


449 


43 


43 


44 


44 


44 


46 


46 


فتقدّمت بذلك سنتين على أقرانها: 
vaulted her ahead two grades:‏ 
نفسه 
فأ حقتها بدروس لتعلم البيانو: 
enrolling her in piano lessons:‏ 
نفسه 
a successful Negro restauranteur:‏ 
Connie Park Rick, Our Monongalia (Terra Alta, WV‏ 
Headline Books, 1999), 106 and 142.‏ 
سيتي Foy‏ منه سرورًا عظيً) فدعاه إلى العمل لحسابه في مرجان 
تاون. وظفر والد دوروثي بلقب جونسن «كنساس سيتي» وافتتح 
في النهاية مطعمه الخاص. 
مدرسة بيتشهير ست : 
Beechhurst School:‏ 
Fox, A Brief Sketch, 6.‏ 


خطبة الوداع: 

Beechhurst School: 
نقسه‎ 
نشهد فجر حياة:‎ Lo 

“This is the dawn ofa life”: 

نقسه 
«درجات رائعة»: 

“splendid grades”: 


أوصى أحد الأساتذة بتخرّجها في الرياضيات من جامعة هوارد: 
recommended her for graduate study:‏ 
Ann Vaughan Hammond, personal interview, June 30,‏ 
.2014 


450 


46 


46 


46 


46 


46 


46 


47 


سيكون صفا Cage‏ لدرجة الماجستير في المادة: 
the inaugural class for a master’s degree:‏ 
“Mathematicians of the African Diaspora: Dudley‏ 
Weldon Woodard,” University at Buffalo, State‏ 
University of New York Mathematics Department,‏ 
http://www. math. buffalo.edu/mad/PEEPS/woodard_‏ 
dudleyw.html‏ 


أول زنجيّين يحصلان على درجة الدكتوراه من جامعتي كورنيل 

وبنسلفانيا: 

the first two Negroes to earn doctorates in mathematics: 

Johnny L. Houston, “Elbert Frank Cox.” National 
Mathematical Association Newsletter, Spring 1995, 4. 


شأن ثلث الأمريكيين: 
like a third of all Americans:‏ 
Robert A. Margo, “Employment and Unemployment in‏ 
the 1930s,” Journal of Economic Perspectives 7, no. 2‏ 
(Spring 1993) 42.‏ 


felt it was her responsibility: 
Hammond interview, June 30, 2014. 


في أرياف تامز بولاية إيلينوي: 
in rural Tamms, Illinois:‏ 
Vaughan Personnel File.‏ 


the school ran out of money: 
ace يعمأ قارع ناقوس‎ 
as an itinerant bellman: 
Hammond interview, April 2, 2014. 
في جرينبريير:‎ 
at the Greenbrier: 
نقسه‎ 


451 


47 


47 


48 


48 


48 


49 


49 


49 


وقعت عينا دوروثي على إعلان: 
Dorothy spied the notice: 3‏ 


0 


هذه المؤوسسة تنظر في خطة: 
“This organization is considering a plan”:‏ 
W. Kemble Johnson to Grace Lawrence, February 5,‏ 
and Mary W. Watkins to W. Kemble Johnson,‏ ,1942 
February 9, 1942, NARA Phil.‏ 


ومن ab ll‏ أن تحصل الطالبات البارزات: 
It is expected that outstanding students”:‏ 


نفسه 


منذ إعلان التحرير: 
since the Emancipation Proclamation”:‏ 
Jervis Anderson, A. Philip Randolph: A Biographical‏ 
Portrait (Berkeley: University of California Press,‏ 
.259 ,)1986 


إحدى نسيبات دوروثي نفسها قد انتقلت إلى واشنطن: 
sister-in-law had moved to Washington:‏ 
Vaughan Personnel File.‏ 


«تمهيد الطريق للمهندسات»: 
“Paving the Way for Women Engineers”:‏ 

Paving the Way for Women Engineers,” Norfolk Journal 
and Guide, May 8, 1943. 


عملت... في إدارة حضانة: 
running a nursery school:‏ 


«Hampton School Head Urges Students to Remain in 
School,” Norfolk Journal and Guide, September 4, 1943. 


ماري تشيري: 


Mary Cherry: 
“Paving the Way for Women Engineers.” 


452 


50 


50 


SI 


5] 


5] 


52 


مدرسا في ورشة ميكانيكا: 
teaching machine shop:‏ 
Miriam Mann Harris, personal interview, May 6, 2014.‏ 


reviewed her qualifications in detail: 
Vaughan Personnel File. 


8 ساعة: 
hours:‏ 48 


الفصل الثالث: الماضي مقدمة 


لاستيعاب 180 تلميدًا: 
to accommodate 180 students:‏ 
Jarl K. Jackson and Julie L. Vosmik, “National Historic‏ 
Landmark Nomination: Robert Russa Moton High‏ 
School,” National Park Service, December 1994, https://‏ 
www.nps.gov/nhl/find/statelists/va/Moton.pdf‏ 


حضر فيها 167 تلميدًا: 
students arrived for classes:‏ 167 
نفسه 
w oe‏ : ع 
فرع فارمفيل من الاحاد الوطني لدعم اللونين وتطوير مم : 
Farmville chapter of the NAACP:‏ 


“New NAACP Branches Formed in Two Counties,” 
Norfolk Journal and Guide, January 14, 1939. 


قاعة محاضرات مُزوّدة بكراسى قابلة للطى: 
an auditorium outfitted with folding chairs:‏ 
Bob Smith, They Closed Their Schools: Prince Edward‏ 
County, Virginia, 1951-1964 (Chapel Hill: University of‏ 
North Carolina Press, 1965), 60.‏ 


453 


52 


53 


53 


رقم الصفحة 
55 


55 


55 


56 


تحقيق انتصارات في المسابقات الموسيقية: 
vocal quartets had come away victorious:‏ 
Students in VA State Music Festival,” Norfolk‏ 500“ 
Journal and Guide, April 20, 1935.‏ 


«المديرة الأكثر حماسًا وجدية في المهرجان»: 
“hardest working director”:‏ 


نفسه 


«لا يزال النور يسطع»: 
“The Light Still Shines”:‏ 


Eloise Barker, “Farmville,” Norfolk Journal and Guide, 
December 11, 1943. 


ما الذي نستطيع أن نفعله لنفوز بالحرب؟: 


“What Can We Do to Win the War?”: 


نفسه 


‘put war stamps on sale طوابع الحرب للبيع:‎ 
نفسه‎ 


يقيمون حفلاات وداع: 
held going-away parties:‏ 
Patrick Louis Cooney and Henry W. Powell, Vagabond:‏ 
The Life and Times of the Prophet Vernon‏ ”,1933-1937 
Johns: Father of the Civil Rights Movement (Vernon‏ 
Johns Society), http:/Awww.vernonjohns.org/tcal001/‏ 
vjvagbnd.html.‏ 


2 

وحدة أطلق عليها اسم «رياضيات الحرب»: 
a unit called Wartime Mathematics:‏ 
Vaughan Personnel File; Alan W. Garrett, “Mathematics‏ 
Education Goes to War: Challenges and Opportunities‏ 
during the Second World War,” paper presented at the‏ 
Annual Meeting of the National Council of Teachers of‏ 
Mathematics, April 21, 1999.‏ 


“pay at the rate of $2,000 per annum”: 
Vaughan Personnel File. 


454 


56 


56 


56 


57 


57 


44 


57 


58 


راتبها السنوي البالغ 0 دولارًا: 
annual salary:‏ $850 
نفسه 
معلمة الرياضيات ف المدرسة الثانوية: 
“instructor in mathematics”:‏ 
Barker, “Farmville,” December 11, 1943.‏ 


إلى أن رن جرس OUI‏ الأمامي: 
only until the bell rang at the front door:‏ 
Hammond interview, Junc 30, 2014.‏ 


سنة ٤‏ عام 2 الذي شهد زواجه)ا: 
in 1932 when they marrted:‏ 
Hammond interview, April 4, 2014.‏ 


an evening extension course in education: 
Vaughan Personnel File. 


رافقته. إل وايلت سلفر سبرينجر: 
accompanied him to White Sulphur Springs:‏ 
Hammond interview, June 30, 2014.‏ 


ألا يطأوا... بأقدامهم أرض الفندق: 

setting foot on the hotel grounds: 
نفسه‎ 
بالشجيرات محتلسين النظر:‎ Si من فرجات السياج الحديدي‎ 

peering through the shrubbery- covered iron fence: 

نفسه 
المعتقلين OUI‏ واليابانيين: 

German and Japanese detainees: 
Robert S. Conte, The History of the Greenbrier: 


America’s Resort (Parkersburg, WV: Trans Allegheny 
Books, 1989), 133. 


455 


58 


58 


59 


60 


61 


6l 


61 


6] 


61 


بيت زوج وزوجة زنجيين كبيرين: 
an older Negro couple:‏ 
Katherine Johnson, personal interview, September 17,‏ 
.2011 


تخرّجت في المدرسة الثانوية وهي في الرابعة عشرة: 
graduated from high school at fourteen:‏ 
Katherine Johnson, personal interview, March 6, 2011.‏ 


every math course in the school’s ee 


.. 


pie‏ لها خصّيصًا دروسًا مُتقدّمة في الرياضيات: 
created advanced math classes:‏ 
Katherine Johnson, personal interview, September 27,‏ 
.2013 


ثالث زنجي... في البلد: 
third Negro in the country: 1‏ 
“University History: Pioneer African American‏ 
Mathematicians,” University of Pennsylvania, http://‏ 
www.archives.upenn.edu/histy/features/aframer/math.‏ 
html.‏ 


71929 سنة‎ 
in 1929: 


۰ 


بمرتبة الشرف في الرياضيات واللغة الفرنسية: 

degree in math and French: 
Heather S. Deiss, “Katherine Johnson: A Lifetime of 
STEM,” NASA.gov, November 6, 2013, http://www. 
nasa.gov/audience/foreducators/a-lifetime-of-stem.html 


رفض إحاقها: 
she was denied admission:‏ 
“Virginia Women in History: Alice Jackson Stuart,”‏ 
Library of Virginia, http://www.|va.virginia.gov/public/‏ 
vawomen/2012/?bio=stuart.‏ 


456 


61 


62 


62 


62 


63 


63 


استمرّت... حتى عام 11950 
continued until 1950:‏ 


)99 6 قدرات غير عادية»: 
“unusually capable”: ١‏ 
Albert P. Kalme, “Racial Desegregation and Integration‏ 
in American Education: The Case History of West‏ 
Virginia State College, 1891-1973,” PhD dissertation,‏ 
University of Ottawa, 1976, 149.‏ 


قرّرت كاثرين أن تترك برنامج الدراسات العليا: 
decided to leave WVU’s graduate program:‏ 
Johnson interview, March 6, 2011.‏ 


الفصل الرابع: النصر المزدوج 


لمئات الآلاف: 
by the hundreds of thousands:‏ 
Charles F. Marsh, ed., The Hampton Roads Communities‏ 
in World War II (Chapel Hill: University of North‏ 
Carolina Press, 1951/2011), 77.‏ 


حرّك أنغام مئة قلب ووطن على ما بينها جميعًا من اختلافات: 

the melodies of a hundred different hearts and 
hometowns: 
“Hampton Roads Embarkation Series, 1942-1946,” US 
Army Signal Corps Photograph Collection, Library of 
Virginia digital archive; http://www.l|va.virginia.gov/ 
exhibits/treasures/arts/art-m12.htm. All descriptions 
in this paragraph are taken from photographs in the 
collection. 


يرتدين ثياب العمل: 
coverall-clad women:‏ 


“What’s a War Boom Like?” Business Week, June 6, 
1942, 24. 


457 


64 


64 


64 


رقم الصفحة 
67 


69 


69 


ووظفت وزارة الحرب النساء للعمل عارضات: 


hired women to pose as mannequins: Ibid. 


576000 المنطقة من 393000 إلى‎ RESA تم عدد‎ 
exploded from 393,000 to 576,000: 
Communities, 77. Marsh, The Hampton Roads 


من 15000 إلى ما يزيد على 150000 
from 15,000 to more than 150,000:‏ 


«اغسلوا في بيوتكم لو سمحتم»: 
PLEASE WASH AT HOME:‏ 
“What’s a War Boom Like?” 28.‏ 


يعرض أفلامًا من الحادية عشرة صباحًا وحتى منتصف الليل: 
showed movies from 11:00 a.m. to midnight:‏ 
نفسه 


«النصر عبر القوة الجوية»: 
Victory Through Air Power:‏ 
Walt Disney Productions, 1943.‏ 


بقوا ينعمون بقائمة انتظار: 
still enjoyed a waiting list:‏ 
“What’s a War Boom Like?”; Marsh, The Hampton‏ 
Roads Communities; William Reginald, The Road‏ 
to Victory: A History of Hampton Roads Port of‏ 
Embarkation in World War II (Newport News, VA: City‏ 
of Newport News, 1946).‏ 


0 من البيوت سابقة التصنيع القابلة للفك: 
prefabricated demountable homes:‏ 5,200 
“Newsome Park Homes Defense Workers,” Norfolk‏ 
Journal and Guide, March 6, 1943.‏ 


458 


69 


69 


69 


70 


70 


70 


70 


70 


.. إلى نيوبورت نيوز يوم الخميس: 


arrived in Newport News 0 a Thursday: 
Vaughan Personnel File. 


و 
(dn,‏ للحرج»: 
“avoid embarrassment”:‏ 


W. Kemble Johnson to Staff, “Living Facilities for New 
Employees,” September |, 1942, NARA Phil. 


خمسة دولارات في الأسبوع: 
Five dollars a week:‏ 
“Local Housing Facilities Available to NACA‏ 
Employees,” January 1944, NARA Phil.‏ 


فريدريك Gly‏ لوسي: 
Frederick and Annie Lucy:‏ 
Ann Vaughan Hammond. personal interview, June 30,‏ 
US Census, Ancestry.com.‏ 1940 ;2014 


كان لدى... متجر بقالة: 
owned a grocery store:‏ 


نفسه 


معتزمًا يقيم فيها أول صيدلية زنجية في المدينة: 
plans to open the city’s first Negro A‏ 
“Smith’s Pharmacy,” National Register of Historic‏ 
Places Registration Form, National Park Service, April‏ 
hitp:/www.dhr.virginia.gov/registers/Cities/‏ ,2002 ,18 
NewportNews/121-5066_Smiths_Pharmacy_2002_‏ 
Final_Nomination.pdf‏ 


Whittaker Memorial a earlier in 1943: 


“Whittaker Memorial Hospital,” National Register 
of Historic Places Registration Form, National Park 
Service, August 19, 2009, http://www.dhr.virginia.gov/ 
registers/Cities/NewportNews/121-5072_Whittaker_ 
Memorial_Hospital_2009_FINAL_NR.pdf. 


459 


71 


71 


71 


71 


71 


71 


72 


كان البيض يركبون وينزلون: 
hites entered and exited:‏ 


“To Lessen Race Friction,” Richmond Times Dispatch, 
November 13, 1943; “VPS Begins Two Man Operation,” 
Norfolk Journal and Guide, November 14, 1942. 


wrote a letter to the bus company: 

Theresa Holloman and Evelyn Fauntleroy, “Local 
Women Protest Bus Drivers’ Discourtesies,” Norfolk 
Journal and Guide, June 5, 1943. 


1 i 2 ” we 
منع... زنوجًا مجندين في الجيش من الركوب:‎ 
denied entry to Negro men: 


“An Investigation Is Indicated Here,” Norfolk Journal 
and Guide. March 17, 1945. 


“Men of every creed”: 


Franklin Delano Roosevelt, The Four Freedoms: 
Message to the 77th Congress, January 6, 1941, http:// 
www. fdrlibrary.marist.edu/pdfs/fltext.pdf. 


«أربع حريات»: 
“Four Freedoms”:‏ 


.. 


بوجود الآلاف من أبنائكم في المعسكرات وفي فرنسا: 
“With thousands of your sons in the camps”:‏ 
Herbert Aptheker, “Status of Negroes in Wartime‏ 
Revealed,” Norfolk Journal and Guide, April 26, 1941.‏ 


شعرت بسعادة لعينة: 
“I felt damned glad”:‏ 
Genna Rae McNeil, Groundwork: Charles Hamilton‏ 


Houston and the Struggle for Civil Rights (Philadelphia: 
University of Pennsylvania Press, 1983), 1283. 


460 


74 


74 


75 


75 


75 


76 


قاعدة تر جع إلى عام 1915 بإرفاق صورة شخصية: 
A 1915 rule requiring a photo:‏ 
Samuel Krislov, The Negro in Federal Employment‏ 
(New Orleans: Quid Pro Quo, 2012).‏ 


تطهيرًا للكشوف من المسؤولين السود في المناصب الرفيعة: 
purging the rolls of high-ranking black officials:‏ 
John A. Davis and Cornelius Golightly, “Negro‏ 
Employment in the Federal Government,” Phylon, 1942,‏ 
.338 


ما من قوة على وجه الأرض: 
«There is no power in the world”:‏ 
John Temple Graves, “The Southern Negro and the War‏ 
Crisis,” Virginia Quarterly Review, Autumn 1942.‏ 


مزق ذلك التناقض ما بين الزنوج: 
ripped Negroes asunder:‏ 
W. E. B. Du Bois, The Souls of Black Folk, 1903,‏ 
University of Virginia, 2 http://web.archive.org/‏ 
web/2008 1004090243/http://etext. lib. virginia.edu/toc/‏ 
modeng/public/33 “Every type of brutality perpetrated‏ 
by the Germans”: Cooney and Powell, The Life and‏ 
Times of the Prophet Vernon Johns. http://www.‏ 
vernonjohns.org/tcal001/vjthelgy.htmil.‏ 


“brilliant scholar-preacher”: 
Taylor Branch, Parting the Waters: America in the King 
Years (New York: Simon & Schuster, 2007), 6. 


ساعدونا أن نحصل على شىء من بركات الديمقراطية: 
“Help us to get some of the blessings of democracy”:‏ 
P. B. Young, “Service or Betrayal?” Norfolk Journal and‏ 


Guide, April 25, 1942.‏ 
كوني أمريكيًا داكن البشرة: 


“Being an American of dark complexion”: 
James G. Thompson, “Should I Sacrifice to Live ‘Half- 
American’?” Pittsburgh Courier, January 31, 1942. 


461 


77 


77 


77 


78 


78 


79 


79 


بقدر ما تسعى إليه قوات المحور»: 
“as surely as the Axis forces”‏ 


الفصل الخامس: قدر ناصع 
لعن رأى مسؤول التعيين ملاتا: 


“If the Placement Officer shall see fit”: 
“The First Epistle of the NACAites,” Air Scoop, January 
19, 1945. 


ففي ظل الضخامة النسبية لعدد مواطني هامتن: 


a disproportionate number of Hampton citizens: 
F. R. Burgess, “Uncle Sam’s Eagle's Saved Hampton,” 
Richmond Times Dispatch, January 13, 1935. 


مستقبل هذا القسم الحبيب من فرجينيا يُصنّع الآن: 
“The future of this favored section of Virginia”:‏ 
Hansen, Engineer in Charge, 16.‏ 
ب١طاقة GLH‏ المنبعثة: 
“life-giving energy”:‏ 


نفسه 
7 فقط من السوداوت: 
percent of all black women:‏ 2 
Blood, Negro Women War Workers, 19-23.‏ 


وصفر بالمئة: 
Exactly zero percent:‏ 
نفسه 
7 فقط من البيضاوات: 
percent of white women:‏ 10 
US Bureau of the Census 1940 population survey.‏ 


أفضل وأضخم مركز بحثي متخصص في الملاحة الجوية في dA‏ 


“best and biggest aeronautical research complex”: 
Hansen, Engineer in Charge, 188. 


462 


82 


رقم الصفحة 
83 


84 


85 


85 


88 


88 


88 


88 


بعد التخرج في جامعة ولاية إيداهو: 
after graduating from Idaho State University:‏ 
Margery E. Hannah Personnel File, US Civil Service‏ 
Commission, NPRC.‏ 


الناقدة الإنجليزية: 
the “English critic”:‏ 


Edward Sharp to Staff, “Change in Computers’ Telephone 
Number,” July 31, 1935, NARA Phil. 


أا الرجال والنساء العاملون هنا: 
“You men and women working here”:‏ 
“Frank Knox Praises NACA,” Air Scoop, November‏ 
.1943 ,6-12 


كان الموظفون منتشرين من أقصى القاعة إلى أقصاها: 
The employees spread out from one side of the room:‏ 
جميع الأوصاف من أرشيف لانجلى المصور 
L-35045+ NASA Cultural Resources, November 4, 1943,‏ 
http://crgis.nde.nasa.gov/historic/File:L-35045 jpg.‏ 


سارت نساء حسابات الغرب إلى المقهى: 
walked over to the cafeteria:‏ 
“Knox to Visit LMAL Nov. 4,” Air Scoop, October‏ 
30-Noveimber 4, 1943.‏ 


ne‏ المعمل te ge‏ غداء الموظفين المعتاد مراعاة لخطبة نوكس 
الحاسبات السوداوات: 
COLORED COMPUTERS:‏ 
Miriam Mann Harris, personal interview, May 6, 2014;‏ 
Miriam Mann Harris, “Miriam Daniel Mann Biography,”‏ 
NASA Cultural Resources, September 12, 2011, http://‏ 
crgis.ndc.nasa.gov/crgis/images/d/d3/MannBio.pdf.‏ 
قاعة Ol‏ ويذ: 
Anne Wythe Hall:‏ 
Anne Wythe Hall: “Girls Prepare to Move into Wythe‏ 
Hall,” Air Scoop, November 20-26, 1943.‏ 


463 


88 


88 


91 


91 


93 


93 


94 


اليوم للافتتي أنا: 
“There’s my sign for today”: ١‏ 
Harris interview‏ 


تلقي بها في جوف حقيبتها: 

banish it to the recesses of her purse: 
نفسه‎ 
أيرين مورجان:‎ 


Irene Morgan: 

Derek C. Catsam and Brendan Wolfe, “Morgan v. 
Virginia (1946),” Encyclopedia Virginia, October 20, 
2014. 

صندوق الدفاع القانوني في الاتحاد الوطني لتعزيز oy‏ القضية: 
The NAACP Legal Defense Fund:‏ 


Richard Goldstein, “Irene Morgan Kirkaldy, 90, Rights 
Pioneer, Dies,” New York Times, August 13, 2007. 


سيفصلونك من أجل هذه اللافتة: 

“They are going to fire you”: 
Harris interview. 

مزرعة سابقة عرفت بمزرعة شلباتكس: 
former plantation named Shellbanks Farm:‏ 
Sharon Loury, “Notes from The Beverley Family of‏ 
Virginia,” NASA Cultural Resources, 1956, http://crgis.‏ 
ndc.nasa.gov/crgis/images/9/90/BeverleyFamily.pdf.‏ 


بيع الأرض البالغة مساحتها 1551770 للحكومة الفيدرالية: 
the sale of the 770-acre property:‏ 
“Hampton Institute Sells Farm to War Department,”‏ 
Baltimore Afro-American, January 4, 1941.‏ 


أكبر قاعدة جوية في العالم: 
one of the largest air bases in the world:‏ 


464 


95 


95 


95 


95 


96 


96 


97 


97 


a thousand black naval recruits: S. A. Haynes, “Navy 
Officials Praise Work at Hampton Naval Training 
Station, First of Its Kind,” Norfolk Journal and Guide, 
September 11, 1943. 


abs‏ نهر باتوكسنت الحوية البحرية: 
Naval Air Station Patuxent River:‏ 
James A. Johnson, personal interview, June 11, 2011.‏ 


أكبر فتح للأقليات يشهده التاريخ: 
“the greatest break in history”:‏ 
“Workers in War Industry Discussed in Conference,”‏ 
Norfolk Journal and Guide, July 4, 1942.‏ 


كان يحت الكليات البيضاء: 
he urged white colleges:‏ 
“White Colleges Urged to Employ Colored‏ 
Profs, Baltimore Afro-American, May 24, 1941.‏ 

الرقص مع طالبة في هامتن: 
dance with a Hampton coed:‏ 
Dr. MacLean’s Resignation Accepted by Hampton‏ 
Board,” Baltimore Afro-American, February 6, 1943.‏ 


مثل الاهتمام والسرعة التي يراسل kr‏ أورفيل رايت: 
corresponding with Orville Wright:‏ 
H. J. E. Reid’s correspondence is almost as interesting‏ 
a record of local happenings as it is a chronicle of‏ 
operations at the laboratory. NARA Phil.‏ 


نادي... كيوانيس: 
Kiwanis Club set:‏ 
“Dr. MacLean’s Resignation Accepted by Hampton‏ 
Board.”‏ 


465 


97 


97 


97 


98 


98 


98 


98 


م يترك ler Gl‏ بصماته على قرار لانجلي: 
neither left fingerprints: 3‏ 
بعد ست سنوات من البحث» تعذّر الحصول على الوثيقة الرسمية 
التي مهدذدت الطريق yea‏ فكت حسابات الغرب. ف ضوء 
الاحتياج إلى تاتش مكتب منفقصل Ge‏ وحمّامات منفصلة 
للنساء السوداوات» وفي ضوء العادات السائدة في الزمان والمكان» 
موكد أن هذا من القرارات التى استوجبت معرفة وموافقة - من 
القمة. RS‏ ومراجعة 
وثائق لحنة ممارسات التوظيف المنصفة منذ الوقت الذي رأسها 
فيه. والانكباب على أراشيف ناسا ولانجلي في مقرّي مركز بحوث 
لانجلى وناساء والبحث في مراسلات ريد وملفات التوظيف 
المنصف في إدارة السجلات والأراشيف الوطنية بفيلادلفياء 
واستعراض سجلات فترة الحرب في وزارة التعليم (المشرفة 
على برامج المندسة والعلوم والإدارة الحربية) والخدمة المدنية 
ومفوضية القوى العاملة الحربية (في كلية بارك» وإدارة السجلات 
والأراشيف الوطنية بفيلادلفياء على الترتيب)» أجدني أنتهي إلى Lal‏ 
كانت صفقة ودية. ١‏ 
غباية العالم اقتربت: 
the world was coming to an end‏ 
Women Computers‏ 


نبذ مارجري بعض زملائها: 
made Marge a pariah:‏ 
Katherine Johnson, interview with Aaron Gillette,‏ 
September 17, 1992, NASA HQ.‏ 


تتحرش برجل أسود: 
harassing a black man:‏ 
“Langley Engineer Is Remembered for Part in History,”‏ 
Daily Press, August 21, 1999.‏ 


آرثر كانتروفيتز... دفع له الكفالة: 


Arthur Kantrowitz, bailed Jones out: 


466 


99 


99 


99 


100 


100 


شراء سندات الحرب: 

purchase of war bonds: 
1942 دأب عدد كل أسبوع من آير سكوب في الفترة ما بين‎ 
و1945. على سرد مشتريات السندات بحسب المجموعات.‎ 
على قمة القائمة.‎ Eady) وكانت حسابات الغرب‎ 


الفصل السادس: طيور الحرب 


الطيارون يسهمون في سحى النازيين: 
Flyers Help Smash Nazis!:‏ 
Norfolk Journal and Guide, May 27, 1944.‏ 


رجال اليانكى السّمر: 
The “Tan Yanks”: 1‏ 


John Jordan, “Negro Pilots Sink Nazi Warship,” Norfolk 
Journal and Guide, July 8, 1944. 


تطير بطائرات نورث أمريكا بي51- موستانجس: 
flying North American P-51 Mustangs:‏ 
نفسه 
مع دخول الحرب مرحلتها الحاسمة: 
“as the war enters its decisive stage”:‏ 


“Missions Take Fliers into Five Countries,” Norfolk 
Journal and Guide, July 15, 1944. 


صديقة الطيار: 
“a ‘pilot’s airplane’ ™:‏ 
“New US ‘Mustang’ Heralded as Best Fighter Plane of‏ 
Washington Post, November 27, 1942.‏ ”,1943 


سأبعثكم إلى الجو: 
“I will get you upin the air”:‏ 
“Tuskegee Airman Reunites with ‘Best Plane in the‏ 


World,’ ” NASA, June 10, 2004, http:/Awww.nasa.gov/ 
vision/earth/improvingflight/tuskegee.html. 


467 


10] 


3 الصفحة 
105 


106 


106 


106 


106 


107 


معامل في حرب: 
“Laboratories at war!”:‏ 


“Cites Importance of Research in War Effort,” Air 
Scoop, March 25-31, 1944. 


إنك تخر سيد beset‏ بشیء: 
«You tell it to someone»: 4‏ 
Air Scoop, March 25-31, 1944.‏ 


أوشكنت أن تفقد معطفًا لها من فراء الراكون: 
nearly lost her raccoon coat:‏ 
Hansen, Engineer in Charge, 254.‏ 


هود نيويورك: 
«New York Jews»:‏ 
Pearl I. Young, interview with Michael D. Keller,‏ 
January 10, 1966, LAC.‏ 


غرباء الأطوار: 
“weirdos”:‏ 


Parke Rouse, “Early Days al Langley Were Colorful,” 
Daily Press, March 25, 1990. 

تفكيك محمصة الخبز: 
dismantling a toaster:‏ 


Milton A. Silveira, interview with Sandra Johnson, JSC, 
October 5, 2005. 


فاتحين ES‏ على عجلات القيادة: 
with books on their steering wheels:‏ 
Women Computers.‏ 


مدرجا: 
as a runway:‏ 
Golemba, “Human Computers,” 37.‏ 


a ey أفضل برنامج درسي في‎ 
best engineering graduate school program in the world: 
Alex Roland, Model Research: The National Advisory 
Committee for Aeronautics 1915-1958 (Washington, 

DC: NASA, 1985), 275. 


468 


107 


108 


108 


109 


109 


109 


109 


110 


110 


للحاسبات الجديدات: 
for new computers:‏ 
“Computers Attend Physics Classes,” LMAL Bulletin,‏ 
June 28, 1943.‏ 


جلسة معملية أسبوعية مدتها ساعتان: 
weekly two-hour laboratory session:‏ 


أربع ساعات في المتوسط: 
four hours of homework:‏ 
من أمثال آرثر كانتروفيتز: 
men such as Arthur Kantrowitz:‏ 
كانت موستانج بي-ا5 أول طائرة إنتاج: 
P-51 Mustang was the first production plane:‏ 
Hansen, Engineer in Charge, 116.‏ 


آن le gh‏ 5 كارل: 
Ann Baumgartner Carl:‏ 
Katherine Calos, “Ann G. B. Carl, First US woman to‏ 
Fly Jet, Dies,” Richmond Times-Dispatch, March 22,‏ 
.2008 


مهمة البلهاء الملاعين: 
“damn fool’s job”:‏ 
“Transport: Damn Fool’s Job,” Time, April |.‏ 
م دان لانجلي مؤسسة أخرى: 
No organization came close to Langley: Hansen,‏ 
Engineer in Charge, 46.‏ 
قسم بحوث الملاحة الحوية: 


the lab’s Flight Research Division 
Fitchett Personnel File. 


469 


110 


110 


110 


111 


112 


112 


112 


115 


115 


نتائج أبحاث ناكا وتوصياتها: 
results and recommendations of the NACA:‏ 
“We Backed the Attack,” LMAL Bulletin, June 24-30,‏ 
.1944 


fel‏ مقامًا: 
“a cut above”:‏ 
Sugenia M. Johnson, interview with Rebecca Wright,‏ 
JSC, April 2, 2014.‏ 


فابك نفسك: 
“Woe unto thee”:‏ 
“Second Epistle of the NACAites,” Air Scoop, January‏ 
.1945 ,26 


قصف اليابان بنهاية المطاف: 
“final bombing of Japan”:‏ 
“We Backed the Attack.”‏ 


الفصل السابع: الفترة 


وقعت عقد إيجار: 
She signed a lease:‏ 
K. Elizabeth Paige, “Newsome Park Echoes,” Norfolk‏ 
Journal and Guide, July 8, 1944.‏ 


كيت أرضياتها بورق حماية: 
Protective paper... covered the floors:‏ 
Newsome Park Reunion: The Legacy of a Village, event‏ 
program, September 6, 2006, 6, in author’s possession.‏ 


إقامة الأولاد معها خلال الإجازة المدرسية: 
stay with her during a school break:‏ 
Hammond interview, June 30, 2014.‏ 


470 


116 


117 


118 


119 


رقم اا ا 
122 


122 


122 


أبيردين جاردنز - وهى منطقة صغيرة أقامها «السود للسود» في 

فترة الكساد: 
Aberdeen Gardens, a Depression-era subdivision:‏ 
“Aberdeen Gardens,” National Register of Historic‏ 
Places Registration Form, National Park Service, March‏ 
http://www.dhr.virginia.gov/registers/C ities/‏ ,1944 ,7 
Hampton/114-0146_Aberdeen_Gardens_HD_1994_‏ 
Final_ Nomination.pdf‏ 


1551 440 
440 acres: 
ai 
ضاحية راقية للأسر الزنجية:‎ 
“high type suburban community for Negro families”: 
W. R. Walker Jr., “Mimosa Crescent, Post-War Housing 


Project, Started,” Norfolk Journal and Guide, July 15, 
1944. 


ينطلقون 3 جولات لبيع Slay‏ تعهم للجيران: 
peddling their wares to the iene‏ 
Catherine R. Weaver, “Memories of the Village,”‏ 
Newsome Park Reunion, event program, September 3,‏ 
in author’s possession.‏ ,6 ,2005 


فاض «الاضطراب المبتهج": 
flooded “joyous tumult”:‏ 


C. I. Wiliams, “City Greets Victory With Joyous 
Tumult,” Norfolk Journal and Guide, August 19, 1945. 


أصوات «آلات يصعب القطع بمأهيتها»: 
“indescribable noise-making devices”:‏ 
si‏ 
يبدو من المستحيل أن نفلت من tel‏ 
“It seems impossible to escape the conclusion”:‏ 


“Hampton Roads Area Faces Drastic Cut in 
Employment,” Washington Post, October 21, 1945. 


471 


123 


123 


123 


124 


126 


127 


127 


قصر التوظيف على المسيحيين البيض: 
their white, Gentile-only employment policies:‏ 
“Jobs Open for Whites Only,’ Norfolk Journal and‏ 
Guide, September 1, 1945.‏ 


أخطر فكرة سبق النظر في أمرها بجدية: 
“the most dangerous idea ever seriously considered”:‏ 
Glenn Feldman, The Great Melding: War, the Dixiecrat‏ 
Rebellion, and the Southern Mode! for America’s New‏ 
Conservatism (Tuscaloosa: University of Alabama‏ 
Press, 2015), 211.‏ 


«اتباع خطى الشيوعيين»: 


“following the Communists’ lead”: 
299 نفسه.‎ 


أشد دكتاتوريات أمريكا Yl‏ ورقة: 
“the most urbane and genteel dictatorship in America”:‏ 
John Gunther, Inside USA. (New York: Harper and‏ 
Brothers, 1947), 705.‏ 


ساعد زميله ابن فرجينيا وودرو ويلسن في الفوز بمقعد البيت 
الأبيض سنة 1912: 

helped fellow Virginian Woodrow Wilson win the White 

House in 1912: 

Ronald L. Heinmann, “The Byrd Legacy: Integrity, 

Honesty, Lack of Imagination, Massive Resistance,” 

Richmond Times-Dispatch, August 25, 2013. 


«السكان الذين شرّدتهم الحرب في أوروبا»: 
“war-devastated populations in Europe”:‏ 
“Realtors Win Efforts for Post-war Riddance of Federal‏ 


Housing Units,” Norfolk Journal and Guide, June 30, 
1945. 


«غير دائمة 3 موقعها الحالي»: 


“not permanent in its current location”: 


472 


128 


129 


129 


130 


130 


سكنى جندي عائد من الجيش: 
room and board to a returning military man:‏ 
Hammond interview, June 30, 2014.‏ 


استضافت حفلة حضرها قرابة عشرين شخصًا: 
hosting a party for nearly twenty people:‏ 
K. Elizabeth Paige, “Newsome Park Echoes,” Norfolk‏ 
Journal and Guide, September 30, 1944.‏ 


الفصل الثامن: أولئك الماضون إلى الأمام 
ما لايقل عن ثئانية أشخاص في مقاطعة سمايث: 
at least eight people in Smyth County:‏ 
Katherine Johnson, personal interview, March 13, 2011.‏ 
حرصت على إبقاء شهادتها المؤهلة للتدريس سارية: 
careful to keep her teaching certificate current:‏ 
نفسه 
إذا كان بوسعك العزف على البيانو: 
“If you can play the piano”:‏ 
نفسه 
طولّت... بأنْ يرجعوا إلى ا مؤخرة: 
were ordered lo move to the back:‏ 
“Katherine Johnson, National Visionary,” National‏ 


Visionary Leadership Project. http://www. 
visionaryproject.org/johnsonkatherine/. 


evicted the black passengers: 

نفسه 
Katherine earned $50 a month:‏ 
Johnson Interview, March 13, 2011‏ 


473 


اذا 


رقم الصفحة 
133 


133 


133 


134 


134 


134 


أجور أقل من أجر بوَّابٍ المدرسة الأبيض: 
less money than the school’s white janitor:‏ 
Mark St. John Erickson, “No Easy Journey,” Daily‏ 


Press, May 1, 2004. 


عرض وظيفة أجرها 110 دولارات في الشهر: 
when a $110-a-month job offer:‏ 
Johnson interview, March 13, 2011.‏ 


ولا أحد أفضل منكم: 
“and no one is better than you”:‏ 


Johnson interview, December 27, 2010. 


يقيس ارتفاع شجرة بالقد بمجرد النظر إليها: 
how many board feet a tree e‏ 
Katherine Johnson: NASA Pioneer‏ 
and ‘Computer’ “ WHRO Television Broadcast,‏ 
February 25, 2011, https://www.youtube.com/‏ 
watch?v=r8gJqK yIGhE.‏ 

تقلت من الصف الثاني إلى الخامس مباشرة 
skipped ahead Ram second grade to fifth:‏ 

“Katherine Johnsom, National vpe : 


they’d find their pai in the classroom next door: 
Johnson interview, December 27, 2010. 





جوزيف GAAS‏ وزوجته روز: 
Joseph and Rose Kennedy:‏ 
Conte, The History of the Greenbrier, 113.‏ 


بنج كروسبي دوق وندسور: 
Bing Crosby, the duke of Windsor:‏ 


149-148 نفسه‎ 
طبقة خدمه:‎ Vina) 
segmented its serving class: 


Robert S. Comte, personal interview, September 12, 
2012. 


474 


134 


135 


136 


136 


136 


137 


137 


138 


«Tu m’entends tout, n’est-ce pas?: 
Johnson interview, December 27, 2010. 


The Greenbrier’s Parisian chef: i 
نفسه‎ 
علّمته... الأرقام الرومانية:‎ 
taught him Roman numerals: 


عمل... عميدًا للكلية: 
served as the college’s dean:‏ 
Lorenzo J. Greene and Arvarh E. Strickland, Selling‏ 
Black History for Carter G. Woodson: A Diary‏ 
(Columbia: University of Missouri Press, 1996), 194.‏ 


معاون مدني في وزارة الحرب: 
Civilian Aide in the War Department: ae‏ 
“College and School News,” The Crisis, January 1944;‏ 
“James C. Evans Dies,” Washington Post, April 17,‏ 
.1988 


ويجيد لعب التنس إجادة مثيرة للغيظ: 
and a mean game of tennis:‏ 
Johnson interview, March 6, 2011.‏ 


gi‏ بطائرته على ارتفاع شديد الانخفاض فوق بيت رئيس 
المدرسة: 
flew so low over the house of the school’s president:‏ 
Margaret Claytor Woodbury and Ruth C. Marsh, Virginia‏ 
Kaleidoscope: The Claytor Family of Roanoke, and‏ 
Some of Its Kinships, from First Families of Virginia‏ 
and Their Former Slaves (Ruth C. Marsh, 1994), 202.‏ 


بلكنته «الريفية» الآسرة: 


his drawling “country” accent: 


475 


138 


139 


140 


140 


140 


140 


140 


ليسارع بمسحها باليد الأخرى: 
furiously scribbled mathematical formulas on the‏ 
chalkboard:‏ 


ig 


ستكونين اختصاصية رياضية جيدة: 
“You would make a good research mathematician”:‏ 
Johnson interview, March 11, 2011.‏ 


تقدمًا ملموسًا فى المجال: 
a significant advance in the field: 1‏ 
“Pioneer African American Mathematicians,” University‏ 
of Pennsylvania, http://www.archives.upenn.edu/histy/‏ 
features/aframer/math. html.‏ 


إن on‏ الشباب إذا تلقوا التعليم العلمي: 
“If young colored men receive scientific training”:‏ 
W. E. B. Dubois, “The Negro Scientist,” The American‏ 
Scholar 8, no. 3 (Summer 1939): 316.‏ 


“The [white] libraries”: 


+. 


فرصة لحضور الملتقيات العلمية: 
“no opportunity to go to scientific meetings”:‏ 
Jacqueline Giles-Girron, “Black Pioneers in‏ 
Mathematics: Brown [sic], Granville, Cox, Claytor and‏ 
Blackwell,” Focus: the Newsletter of the Mathematical‏ 
Association of America Il, no. 1 (January-February‏ 
.18 :)1991 


ما يزيد على المئة: 
just over a hundred women:‏ 
Margaret Rossiter, Women Scientists in America:‏ 
Before Affirmative Action 1940-1972 (Baltimore: Johns‏ 
Hopkins University Press, 1995), 137.‏ 


476 


140 


141 


14] 


141 


141 


14] 


142 


النساء الأيرلنديات واليهوديات الحاصلات على شهادات في 

الرياضيات: 

Irish and Jewish women with math degrees: David Alan 

Grier, When Computers Were Human (Princeton, NJ: 
Princeton University Press, 1997), 208-9. 


أين أعثر على عمل؟ 
“But where will | find a job?”‏ 
Johnson interview, December 27, 2010‏ 


cle 5 3‏ دون أن يخيرا أحدًا بذلك: 
they got married, telling no one:‏ 
Johnson interview, March 13, 2011.‏ 


:waiting outside her classroom منتظرًا حارج فصلها:‎ 
Johnson interview, September 27, 


رفض عرضًا بأربعة مليون دولار: 

walked away from an offer of $4 million: 

Albert P. Kalme, “Racial Desegregation and Integration 

and American Education: The Case History of West 

Virginia State College, 1891-1973,” PhD dissertation, 
University of Ottawa, 1973, 173. 


:“So I picked you” وقد اخترتك:‎ 
Johnson interview, September 27, 2013. 


قدّم لها... مجموعة كاملة من مراجع الرياضيات: 
presented her with a full set of math reference books:‏ 


ئقسة 


Lal‏ في انتظار مولودهما الأول: 
they were expecting their first child:‏ 


الفصل التاسع: كسر الحواجزر 


thad it all figured out GU فهم... الأمر‎ 
Leonard Vaughan, personal interview, April 3, 2014. 


477 


142 


142 


142 


143 


143 


144 


144 


145 


رقم الصفحة 
148 


صهرة هاورد فون: 
Howard Vaughan’s sister-in-law:‏ 
Hammond interview, April 2, 2014; Joanne Cavanaugh‏ 
Simpson, “Sound Reasoning,” Johns Hopkins Magazine,‏ 
September 2003.‏ 


يقتصر على «أبناء العرق»: 
“for members of the race”:‏ 


“New Peninsula Beach Opens Memorial Day,” Norfolk 
Journal and Guide, May 27, 1944. 


قضاء أسابيع في تجهيز قائمة الطعام: 
spent weeks organizing the menu:‏ 
Harris interview‏ 
شي الخطمي على نار حية: 
roasting marshmallows over a fire:‏ 


نفسه 


:1898 سبيت | لمنتجع سنة‎ 
founded the resort in 1898: 


Mark St. John Erickson, “Remembering One of the 
South’s Premier Black Seaside Resorts,” Daily Press, 
August 21, 2013. 


دخل سنوي يبلغ ألفي دولار: 
a year:‏ $2,000 
Vaughan Personnel File.‏ 


مجرد 96 دولارًا: 
just $96:‏ 
Martha J. Bailey and William J. Collins, “The Wage‏ 
Gains of African-American Women in the 1940s,”‏ 
Journal of Economic History 66, no. 3 (September‏ 
.737-77 :)2006 


took a walk around the block: 
Michelle Webb, personal interview, February 10, 2016. 


478 


148 


149 


149 


149 


149 


150 


150 


150 


مقرًا للقيادة الجوية التكتكية: 
headquarters of its Tactical Air Command:‏ 
“Gen. Devers Takes Command of Fort Monroe, New‏ 
AGF Base,” Washington Post, October 2, 1946.‏ 


«العقدة الصناعية العسكرية»: 
“military-industrial complex”:‏ 
Dwight D. Eisenhower, “Farewell Address,” January‏ 
https://www.ourdocuments.gov/doc.‏ ,1961 ,17 
php?doc=90&page=transcript.‏ 

أكثر من ثلاثة آلاف موظف: 

more than three thousand employees: 
Hansen, Engineer in Charge, 413. 


كثير من النساء كر يتقدمن باستقالة: 
tendered their resignations:‏ 
Golemba, “Human Computers,” 90.‏ 


بعض کبار المديرين: 
top-ranked managers:‏ 
نفسه 90-91 
تقيييات «ممتازة»: 
“excellent” ratings:‏ 
نفسه 


عاو 


رقيت... مشرفات ورديات: 
had been appointed shift supervisors:‏ 
Fitchett Personnel File.‏ 


sal al eaaa 
had swelled to twenty-five women: 
is 
ما عملت دوروثى في وردية ما بين الثالثة عصرًا والحادية‎ WE 
1 عشرة مساء:‎ 
often worked the 3:00 p.m.-to-11:00 p.m. shift: 
Golemba, “Human Computers,” 87. 


479 


150 


151 


151 


152 


152 


153 


153 


153 


153 


«مكتبين فسيحين»: 


“two spacious offices”: 


“Blanche Sponsler Called in... "Air Scoop, August 24, 


1945. 
الوظائف الشاغرة في المعمل:‎ 
vacancies at the laboratory: 


“Vacancies Open Here at Lab.” Air Scoop, August 9, 
1946. 


«المرشدات»: 
“Cadettes”:‏ 
تكوّنت المرشدات بعدما أوصى معمل لانجلي بان یتبتی كرتيس 
رايت إقامة وحدة حساباته النسائية بحسب ما يرد تفصيله d‏ 
مذكرة آر إتش كرامر R. H. Cramer‏ بتاريخ 27 أبريل 1942 
«تنظيم وممارسة مجموعات الحساب في ناكا» ALAC jail)‏ 
عملن 3 Gee‏ غير ناکا: 
Natalia Holt’s book Rise of the Rocket Girls: The Women‏ 
Who Propelled Us, from Missiles to the Moon to Mars‏ 
(New York: Little, Brown, 2016), David Alan Grier’s‏ 
When Computers Were Human (Princeton, NJ: Princeton‏ 
University Press, 2005), and Margaret Rossiter’s Women‏ 
Scientists in America: Before Affirmative Action 1940-‏ 
(Baltimore: Johns Hopkins University Press,‏ 1972 
.)1995 


مساعدًا Gale‏ دون مهنى: 
subprofessional scientific aide:‏ 
Walter T. Vicenti, Robert Thomas Jones 1910-1999:‏ 
A Biographical Memoir (Washington, DC: National‏ 
Academies Press, 2005).‏ 


دبّر مديروه ترقيته إلى ما فوقهاء أي ر بى-2: 
conspired to skip him ahad to a P-2:‏ 
William R. Sears, “Introduction,” Collected Works of R.‏ 
T. Jones (Moffett Field, CA: National Aeronautics and‏ 
Space Administration, 1976), ix.‏ 


480 


153 


153 


154 


155 


155 


حوارات الغداء: 

lunchtime conversations: 
John V. Becker, The High Speed Frontier: Case Histories 
of Four NACA Programs, 1920-1950 (Washington, DC: 
NASA, 1980), 14. 

وجلسات التدخين المقصورة على الرجال: 
men-only smokers:‏ 
Edward R. Sharp, “Smoker for Men Only,” Memorandum‏ 


for Section Heads and Division Chiefs, November 26, 
1935, NARA Phil 


بينهم حاسبتان سابقتان من قسم حاسبات الشرق 
including two former East Computers:‏ 
Sheryll Goecke Powers, Women in Flight Research at‏ 
NASA Dryden Flight Research Center from 1946 to‏ 
(Washington, DC: National Aeronautics and Space‏ 1995 
Administration, 1997), 3.‏ 


حقيقة أيدتها الحاسبات على الأرض: 
corroborated by the female computers on the ground:‏ 


نفسه. 12. 
المرأة الوحيدة الكاتبة في ASU‏ 

NACA’s lone female author: 
(NTRS) الفنية‎ goles بعد بحث مستفيض ف خادم ناسا‎ 
الثلاثينيات‎ Go SW واستعراض الإحالات في تقارير أخرى‎ 
والأربعينيات والخمسينيات: لم يمكنني العثور على اسم نسائي آخر‎ 
غير دوريس كوهين حتى منتصف الأربعينيات» حين بدأت أسماء‎ 
نساء أخريات بالظهور في الإصدارات. ظهر اسمها للمرة الأول‎ 


بجانب روبرت تي جونز Robert T. Jones‏ على تقرير بعنوان: 
“An Analysis of the Stability of an Airplane with Free‏ 
Controls”‏ 

Langley Aeronautical Laboratory: 1941 xUx NTRS. 


Doris Cohen published nine reports: 


481 


155 


155 


158 


158 


159 


159 


الذي ستتزوجه في النهاية: 
(whom she would eventually marry): ` i‏ 
David F. Salisbury, “Aerodynamics Pioneer R. T. Jones,‏ 
Former Consulting Professor, Dies,” Stanford University‏ 
News Service, August 24, 1999. Their professional-‏ 
personal partnership was fruitful, culminating in‏ 
publication of the classic aerodynamics text High Speed‏ 
Wing Theory (Princeton, NJ: Princeton University Press,‏ 
.)1960 


بلغ عدد من تدربن في لانجلي تحت إشراف تاكر... أربعمئة حاسبة: 
four hundred Langley computers received training on‏ 
Tucker’s watch:‏ 

“What’s My Name?” 


في عام 1947ء فكك المعمل قسم حاسبات الشرق: 
In 1947, the laboratory disbanded East Computing:‏ 
Floyd L. Thompson to All Concerned, ‘“Disbanding‏ 
of East Area Computing Pool,” September 17, 1947,‏ 
NASA Phil.‏ 

قبلت وظيفة في شركة نورثرب: 

She accepted a job at the Northrup Corporation: 
“Early Alumni and STEM Fields: Virginia Tucker,” 
UNCG Special Collections and University Archives, 
October 14, 2014,  http://uncgarchives.tumblr.com/ 
post/100014384990/early-alumni-and-stemfields- 
virginia-tucker. 


حينما نجحت ثلاثة من حاسبات الغرب في الوثوب: 
When three West Computers made the leap:‏ 
Women Computers.‏ 


ool ما كانوا يعرفون‎ 
hadn’t even known: 
Golemba, “Human Computers,” 14. 


482 


159 


160 


161 


161 


161 


162 


OLY s‏ أركانسو وجورجيا وتينيسى: 
Arkansas, Georgia, and Tennessee:‏ 
Lisa Frazier, “Searching for Dorothy,” Washington Post,‏ 
May 7, 2000.‏ 


il-g اختصاصية رياضية على درجة‎ 
P-1 mathematician: 
Dorothy Hoover Personne! File, US Civil Service 
Commission, NPRC. 


تبدأ عملية إدراج القيم: 
start the process of inputting values:‏ 
Sugenia Johnson interview.‏ 


من أكثر محللي المعمل حظوة بالاحترام: 
most respected analysts:‏ 
Becker, The High Speed Frontier, 14.‏ 


يقضون الأمسيات في الاستماع للموسيقى الكلاسكية والنقاش 

السياسى: 
listening to classical music and discussing politics:‏ 
Robert A. Bell, “Former ‘Discussion Groups’ at the‏ 
NACA Langley Aeronautical Laboratory,” Memorandum‏ 
for the Security Officer, NACA, July 23, 1954, Federal‏ 
Bureau of Investigation (FBI), https://vault.fbi.gov/‏ 
rosenberg-case/juliusrosenberg/julius-rosenberg-part-‏ 
72-of-1.‏ 


للعمل مباشرة حسابه: 
directly for him:‏ 
Hoover Personne! File.‏ 


وتنشر دراسة مع كاتزوف: 
publishing a study with S. Katzoff:‏ 
“Calculation of Tunnel-Induced Upwash Velocities‏ 
for Swept and Yawed Wings,” Langley Aeronautical‏ 
Laboratory, 1948, NTRS‏ 


483 


162 


163 


163 


163 


164 


وعروسًا في الخامسة والثلاثين: 
thirty-five-year-old newlywed:‏ 
Air Scoop, October 24, 1947‏ 


requested a transfer to the Ames Laboratory: 
Fitchett Personnel File 


11948 يوليو إلى أغسطس سنة‎ 
July and August 1948: 
نقسه‎ 
طارئًا بإلدريد > ديرينج:‎ Jhai ألحزت:::‎ 
made an urgent call to Eldridge Derring: 
نقسه‎ 
بلانشيه دأبت... على التصرٌ ف بغرابة:‎ 
Blanche had been acting strangely: 
نفسه‎ 
تتصرف بلا عقلانية:‎ 
“behaving irrationally”: 
نفسه‎ 
Derring, along with the lab’s health officer: 
نفسه‎ 
البهو:‎ els قلق‎ 3 rs) ينتظر‎ 
anxiously waiting in the lobby: 
نفسه‎ 
«كليات ورموز عديمة المعنى»:‎ 
“meaningless words and symbols”: 


نفسه 


أحاول أن أشرح كيف يمكن الوصول: 
“I’m trying to explain how to go”:‏ 
نقسه 


484 


164 


164 


166 


166 


166 


166 


166 


166 


166 


167 


0+ إلى ثلاثة أرقام مهمة: 
to three significant figures”:‏ 1+ 0“ 
نفسه 
موظفة ی -75000: :“one P-75,000”‏ 
Anais‏ 
بعض طلبة الكليات: 
“as some college students”:‏ 
نفسه 
«ما لا يقل عن أربعة رجال شدادا: 
“at least four strong men”:‏ 
نقفسه 
ela‏ إلى مصحة تاكر: 
taken away to the Tucker Sanatorium:‏ 
نفسه 
يبدو أنها سوف تبقى مريضة إلى ما لا نهاية»: 
“It appears that she will continue ill indefinitely”:‏ 


نفسه 
obituary in the Daily Press:‏ 


Blanche Sponsler Fitchett Obituary, Daily Press, May 
31, 1949 


:“dementia praecox” «الفصام»:‎ 
Blanche Sponsler Fitchett death certificate, State of 
Virginia, May 29 1949, Ancestry.com. 


ae‏ المعمل دوروثي فون قائمة باعمال رئيس قسم حسابات 
الغرب: 

appointed Dorothy Vaughan acting head of West 

Computing: 

Eldridge H. Derring to All Concerned, “Change in 

Organization of Research Services and Control,” April 

12, 1949, NARA Phil. 


485 


167 


167 


167 


167 


167 


168 


168 


168 


168 


سوف يستغرق حصول... على درجة رئيس القسم سنتين كاملتين: 
two years to earn the full title of section head:‏ 

Eldridge H. Derring to All Concerned: “Appointment of 
Head of West Area Computers Unit,” January 8, 1951, 
NARA Phil. 


“Effective this date”: 


الفصل العاشر: بيت على البحر 
أغنيات العمل من النسوة السوداوات: 


the work songs of the black women: 

Chauncey E. Brown, personal interview, July 19, 2014; 
Virginia Traditions, Virginia Work Songs (Ferrum, VA: 
Blue Ridge Institute of Ferrum College, 1983). 


«الجحيم الكونفدرالي»: 
“Confederate-set inferno”:‏ 


Mark St. John Erickson, “The Night They Burned Old 
Hampton Down,” Daily Press, August 7, 2013. 
صغارهم المتعلمين:‎ 

“educated young people”: 
Robert F. Engs, Freedom’s First Generation: Black 
Hampton, Virginia 1861-1890 (New York: Fordham 
University Press, 2004), 158. 

تخرّجت ماري في عام 1938 بدرجات مرتفعة: 
Mary graduated in 1938 with highest honors:‏ 
“Mary W. Jackson Federal Women’s Program‏ 


Coordinator,” LHA, October 1979, http://crgis.ndc.nasa. 
gov/crgis/images/9/96/MaryJackson | .pdf. 


في الرياضيات والفيزياء: 


mathematics and physical science: 


486 


169 


170 


130 


172 


173 


174 


اثنتان من شقيقاتها: 
two of her sisters:‏ 
Golemba, “Human Computers,” 40.‏ 


دراستها UW‏ الكاتبة فى الكلية: 
college typing course: 1‏ 
Mary W. Jackson Personnel File, US Civil Service‏ 
Commission, NPRC.‏ 


تستقبل الضيوف عند باب النادي الأمامى: 
welcomed guests at the club’s front door:‏ 


نفسه 
تعزف على البيانو: 
played the piano:‏ 


“Hampton USO Club Activities,” Norfolk Journal and 
Guide, May 30, 1942. 


«المشاركة والرعاية»: 
“sharing and caring”:‏ 
Mary Winston Jackson funeral program, 2005, in‏ 
author’s possession.‏ 


عمودًا: 
“a pillar”:‏ 
“Hamptonian Observes 75th Birthday,” Norfolk Journal‏ 
and Guide, September 7, 1946.‏ 


أكثر من Gall‏ ساغة من الخدامة المقدرة: 
one thousand hours of meritorious service:‏ 
“Bethel AME Rites Held for Mrs. Emily Winston,”‏ 
Norfolk Journal and Guide, December 29, 1962.‏ 


white dress with black sequins: 
“USO Secretary Weds Navy Man,” Norfolk Journal and 
Guide, November 25, 1944. 


487 


174 


174 


175 


175 


175 


175 


176 


176 


بنات خدم في البيوت وصيّادي جمبري وفواعلية: 
children of domestic servants, crab pickers, laborers:‏ 
Janice Johnson, personal interview, April 3, 2014.‏ 


وتوجيههن إلى الكليات: 
nd steering them toward college:‏ 
نزهات «ريفية» للمشى لثلاثة أميال: 
three-mile “country” hikes: 1‏ 


“Hampton Happenings,” Norfolk Journal and Guide, 
October 29, 1949. 


رحلات ميدانية إلى مصنع الجمبري: 
field trips to the crab factory:‏ 
Janice Johnson interview.‏ 


شاي... في منزل معهد هامتن: 
tea at the Hampton Institute Mansion House:‏ 
“Hostess to Girl Scout Troop,” Norfolk Journal and‏ 
Guide, March 14, 1953; Janice Johnson interview.‏ 


طالبات ت قسم التدبير المنزلي في المعهد: 
students from the school’s Home Economics Department:‏ 
Janice Johnson interview.‏ 


كانت ماري تشرع في أداء مهامها: 
Mary was leading her charges:‏ 
نفسه 
غير أن Olds‏ الأغنية... في ذلك اليوم: 
That day, however, the lyrics:‏ 
نفسه 


dad‏ لو سمحتن: 


“Hold ona minute!” 


488 


177 


177 


178 


178 


178 


178 


178 


178 


178 


لن تُعْنّى هذه الأغنية مرة أخرى: 
“We are never going to sing this again”: ١‏ 


نفسه 


طولِبّت بالحصول على تصريح من الأمن السري: 
was required to get a secret 2 clearance:‏ 
Jackson Personnel File.‏ 

هجمة ذرية: 

an atomic attack: 
A.B. Chatham, “Dissemination of Combat Information,” 
Office ChicfofArmy Field Forces, Fort Monroe, Virginia, 
August 29, 1952, http://koreanwareducator.org/topics/ 
reports/after_action/combat_information_bulletins/ 
combat_information_ bulletins 520829 _350_05_56.pdf 


“too fast to be identified”: 


Stephen Joiner, “The Jet That Shocked the West,” Air 
and Space Magazine, December 2013. 


رتا قالت إن لديها أسرع طائرة مقاتلة: 
“Russia Said to Have Fastest Fighter Plane”:‏ 
Leon Schloss, writing in the Norfolk Journal and Guide,‏ 
February 18, 1950.‏ 


المبنى 1244 - وكان أضخم gat‏ من نوعه: 
Building 1244, the largest structure of its kind:‏ 
Photo caption, Air Scoop, March 16, 1951. 100 scored‏ 
a Collier Trophy: “Collier 1940-1949 Recipients,”‏ 
National Aeronautic Association, https://naa.aero/‏ 
awards/awards-andtrophies/collier-trophy/collier-1940-‏ 
1949-winners.‏ 


7506 المشروع‎ 
Project 506: 


Robert C. Moyer and Mary E. Gainer, “Chasing Theory 
to the Edge of Space: The Development of the X-15 at 
NACA Langley Aeronautical Laboratory,” Quest: The 
History of Spaceflight Quarterly 19, no. 2 (2012): 5. 


489 


179 


180-179 


180 


180 


180 


181 


183 


oh تقترب من ماخ‎ 
close to Mach 7: 
Anais 
118 تصل إلى ماخ‎ 
up to Mach 18: 
نقسه‎ 


معمل ديناميكيات الغاز: 
Gas Dynamics Laboratory:‏ 
Hypersonic Facilities Complex,” NASA Cultural‏ 1247“ 
Resources http://crgis.ndc.nasa.gov/historic/1247_‏ 
Hypersonic Facilities Complex. Completed in 1952,‏ 
the laboratory’s name was changed to Hypersonic‏ 
Facilities Complex.‏ 


قضت... AFE‏ إيثيل وجوليوس روزنبرج: 
handed down a death sentence against Ethel and Julius‏ 


Rosenberg: 
William R. Conklin, “Atom Spy Couple Sentenced to 
Die,” New York Times, April 6, 1951. 


لا gig‏ أصحابه وجوههم الحقيقية: 
“who don’t show their real faces”:‏ 
نفسه 
اتهم بسرقة وثائق سرية من ناكا: 
accused of stealing classified NACA documents: 0‏ 
Ronald Radosh and Joyce Milton, The Rosenberg File‏ 
(New Haven, CT: Yale University Press, 1997), 300.‏ 


طائرة تعمل بالطاقة النووية: 

nuclear-powered airplane: 
نفسه‎ 
سطوح ناكا للطائرات فائقة السرعة:‎ 

high-speed NACA airfoil: 
299 نفسه‎ 


490 


183 


183 


183 


183 


184 


184 


184 


184 


صَمّمت بناءً على تصميهات ناكا: 
based on NACA designs:‏ 


نفسه 


وطرقوا أبوابها في المساء: 
ringing the doorbell in the evenings:‏ 
Sugenia Johnson interview. Joanne Cavanaugh Simpson,‏ 
“Sound Reasoning,” Hopkins Magazine, September‏ 
.2003 


إيستمان جاكوبس - المعروف بتعاطفه مع اليسار: 
Eastman Jacobs, known for his left-leaning sympathies:‏ 
Interview with Ira H. Abbott, October 27.1971. LHA‏ 


قضوا ساعات في استجواب Jy‏ يانجح: 
hours questioning ean one:‏ 
Pearl Young interview.‏ 


l شيوعيي نيويورك:‎ 
“New York communist people”: 
A 


مهود نيويورك الذين يستحيل عمليًا التعامل معهم: 
“practically impossible New York Jews”:‏ 


caused a scandal: 


حاسية سوداء: 
a “black computer”:‏ 
Sugenia Johnson interview.‏ 


نشرت آير سكوب قائمة طويلة بالمنظمات: 
Air Scoop published a long list of organizations:‏ 
“List of groups compiled in Connection with Employees‏ 
Loyalty Program,” Air Scoop, October 26, 1951.‏ 


491 


184 


185 


185 


185 


185 


185 


185 


185 


186 


امتنع فندق في الميسيسيبي عن تقديم الخدمة لوزير الزراعة الهاييتي: 
denied service to the Haitian secretary of agriculture:‏ 
Mary Dudziak, Cold War Civil Rights: Race and‏ 
the Image of American Democracy (Princeton, NJ:‏ 
Princeton University Press, 2007), 871.‏ 


الطبيب الخاص ل... المهاتما غاندي: 
Mahatma Gandhi's personal doctor:‏ 
نفسه 878 


iJi‏ [العرقي] البائد 3 الهند: 
“Untouchability Banished in India:‏ 


نقسه» 755. 


في بداية الحرب الكورية: 

At the start of the Korean War: 1 

“The Beginnings of a New Era for African Americans in 

the Armed Services,” State of New Jersey, http://www. 
nj.gov/military/korea/factsheets/afroamer.html. 


TEA] استدعىّ الیانکی‎ 
were called up: 1 1 


“Tan Yanks Face Action in Korea,” Norfolk Journal and 
Guide, July 8, 1950. 


sci) lead فق الل وعد ةعمل كولب بالكامل مو‎ 
“The laboratory has one work unit composed entirely of 
Negro women” 
Johnson, “Fair Employment.” 


science textbooks ant racial hı A 

Walter McDougall, The Heavens and the Earth: A 
Political History of the Space Age (Baltimore: Johns 
Hopkins University Press, 1997), 8. 

Christine Richie: 

Christine Richie, personal interview, July 20, 2014. 


492 


188 


188 


189 


189 


189 


190 


191-190 


191 


عبر نميمة الكلية: 
through the college grapevine:‏ 
Elizabeth Kittrell Taylor, personal interview, July 12,‏ 
.2014 


الفصل الحادي عشر: قاعدة المنطقة 


جنبًا إلى جنب العديد من الحاسبات البيضاوات: 
alongside several white computers:‏ 
Richard Stradling, “Retired Engineer Remembers‏ 
Segregated Langley,” Daily Press, February 8, 1998.‏ 


هل يمكن أن ترشدنني إلى الام ؟: 
“Can you direct me to the bathroom?”:‏ 
نفسه 
من أبناء نيو بيدفورد: 
native of New Bedford:‏ 


“14 Receive Service Emblems,” Air Scoop, December 
3, 1954. 


القائم في مكتب بمبنى حمولات الطائرة: 
maintained an office in the Aircraft Loads Building:‏ 
Langley Aeronautical Laboratory Telephone Directory,‏ 
LHA, 1949.‏ 


الثقل الرازح للهوان الاجتماعي: 
“dead-weight of social degradation”:‏ 
W. E. B. Dubois, The Souls of Black Folk (Chicago: A.‏ 
C. McClurg and Co., 1903).‏ 


493 


191 


رقم الصفحة 
194 


194 


196 


196 


196 


ومأزقًا أمريكيًا: 
the American dilemma:‏ 
Syl ish‏ 5 عام 1944« مولت مو سسة 4 كارنيجي تقريرًا 
تاا يا شاملا عن aes Je‏ ل بعنوان «مأزق أمريكي: 
An American Dilemma: The Negro Problem and Modern‏ 
Democracy‏ 


(نيويورك» مكميلان كومباني» 1946). أوضح كاتبه الاقتصادي 
السويدي جونار ميردال Gunnar Myrdal‏ الدورة القاسية لنظام 
يميز ضد السود في جميع مناحي الحياة بلا استثناء تقريبًا ثم يلومهم 
أشد اللوم lee‏ يعجزون عن الوفاء بالمعايير التي يضعها هم البيض. 
ردت على تحية تشارنيكي بانفجارة إحباط واحتقار بسرعة ماخ 2: 
answered Czarnecki’s greeting with a Mach 2 blowdown:‏ 


Stradling, “Retired Engineer Remembers Segregated 
Langley.” 
للعمل معي ؟:‎ gals م لا‎ 
“Why don’t you come work for me?” 
نفسه‎ 
راي رايت:‎ ee فحدس باحث في لانجلي‎ 
Ray Wright had the intuition: 
Donald D. Baals and William R. Corliss, Wind Tunnels 


of NASA (Washington, DC: NASA History Office, 
1981), 61. 


جائزة تقنية طال سعي الباحثين إليها: 
“long sought technical prize”:‏ 


G1 نفسه»‎ 


تصل إلى ,257 في سرعة الطائرة: 
as much as 25 percent:‏ 


Richard Whitcomb’s Discovery: Richard Whitcomb’s 
Discovery: The Story of the Area Rule, video, 
NASA Langley CRGIS,  https://www.youtube.com/ 
watch?v=xZ WBVgL8I154. 


494 


196 


197 


197 


198 


198 


199-198 


“wasp-waisted”: 


“Air Scientist Whitcomb Cited for ‘Wasp-Waist’ 
Theory,” Richmond News Leader, November 29, 1955. 


ظهر ويتكومب مع وولتر كرونكايت مذيع الأخبار في سي بي إس: 
a sit-down with CBS news anchor Walter Cronkite:‏ 
“Interview Set for Whitcomb with Cronkite,” Daily‏ 
Press, October 15, 1955.‏ 


«مهندس هامتن تحاصره الجماهير»: 
“Hampton Engineer Besieged by Public”:‏ 
Daily Press, October 9, 1955.‏ 


مصفاة زيت مسقوفة: 
“an oil refinery under a roof”:‏ 
Baals and Corliss, Wind Tunnels of NASA, 71.‏ 


عالمة في بحوث الملاحة الجوية على درجة ج س9-: 
aeronautical research scientist, graded GS-9:‏ 
Hoover Personnel file.‏ 

شرن 

publication of two reports: 
Frank Malvestuto Jr. and Dorothy M. Hoover, 
“Supersonic Lift and Pitching Moment of Thin 
Sweptback Tapered Wings Produced by Constant Vertical 
Acceleration,” Langley Aeronautical Laboratory, 
March 1951, http://ntrs.nasa.gov/archive/nasa/casi.ntrs. 
nasa.gov/19930082993.pdf; Frank Malvestuto Jr. and 
Dorothy M. Hoover, “Lift and Pitching Derivatives 
of Thin Sweptback Tapered Wings with Streamwise 
Tips and Subsonic Leading Edges at Supersonic 
Speeds,” Langley Aeronautical Laboratory, February 
1951, — http://ntrs.nasa.gov/archive/nasa/casi.ntrs.nasa. 
gov/19930082953.pdf. 


495 


199 


199 


199 


200 


200 


200 


أمر مارسته ماري منذ تخرجها في الكلية: 
Mary had done since graduating:‏ 
“Mary W. Jackson, Federal Women’s Program Manager,”‏ 
October 1979.‏ 


التقت ماري جاكسن بجيمس وليمز: 
Mary Jackson had met Jim Williams:‏ 


Julia G. Williams, personal interview, July 20, 2014. 
كان متخوفا من الانتقال:‎ 
wary of moving: 


نفسه 
لم يكن وليمز أول مهندس أسود: 

Williams wasn’t the first black engineer: 
نقسه‎ 


رفض الكثير من المشرفين البيض أن يفسحوا له مكانًا: 
Several white supervisors refused him:‏ 
Norman Tippens, “Tuskegee Airman James L. ‘Jim’‏ 
Williams, 77,” Daily Press, January 23, 2004; Williams‏ 
interview.‏ 


رفع يده على الفور: 
raised his hand right away:‏ 
Williams interview.‏ 


LE جايبيرد كان أبيض‎ 
“Jaybird was as fair as it got”: 
ننه‎ 
إلى متى تعتقد أنك ستقدر على البقاء؟:‎ 
“So how long do you think you’re going to be able to 
hang on?”: 


given an assignment by John Becker: 
Golemba, “Human Computers,” 64: Langley Memorial 
Laboratory Telephone Directory, 1952. 


496 


202 


202 


202 


202 


203 


203 


203 


203 


204-203 


مُصرًا أن حساباتها خاطئة: 
insisting that her calculations were wrong:‏ 
لم تكن | 9 لمشكلة في نتيجتها هي : 
the problem wasn’t with her output:‏ 
اعتذر جون بيكر لماري جاكسن: 
John Becker apologized to Mary Jackson:‏ 
نفسه 
It was a cause for quiet celebration:‏ 


الفصل الثاني عشر: رُبّ صدفة 

باتريشيا الشقيقة الصغيرة: 
little sister Patricia:‏ 
Katherine Johnson: Becoming a NASA Mathematician,‏ 
Leadership Project, March 8, 2010,‏ 
https://www youtube.com/‏ 
watch?list=PLCwE4GdJdVRLO‏ 
EyW4PhypNnZIJbYLRTVd&v=jUsy Yvrz2qQhttp:‏ 
/Iwww.visionaryproject.117 vivacious college beauty‏ 
queen: “MissGoble Is Bride of Cpl. Kane Jr.” Norfolk‏ 
Journal and Guide, August 30, 1952. All details of‏ 
the bride and groom’s attire, wedding decoration, and‏ 
honeymoon plans are from this article.‏ 


still lived in Marion: 
“Marion, VA Couple Observes Golden Wedding 


Anniversary,” Norfolk Journal and Guide, September 19, 
1953. 


497 


204 


204 


205 


205 


رقم الصفحة 
207 


208 


“Why don’t ya'll come home with us too?”: 
“Katherine Johnson: Becoming a NASA Mathematician.” 
“I can get Snook a job at the shipyard”: 


os 


the director of the Newsome Park Community Center: 
Katherine Johnson: Becoming a NASA Mathematician. 


تنسيق الأنشطة الاجتماعية: 
coordinated community activities:‏ 
“Newsome Park Community Center Dedicatorial‏ 
Exercises Held,” Norfolk Journal and Guide, July 21,‏ 
.1945 


وتسهر الليالي تحيك ثياب البنات المدرسية: 
stayed up nights making school outfits: 1‏ 
Johnson interview, March 6,‏ 


يعملون خدمًا مقيمين: 
live-in help:‏ 
Joylette Hylick Goble, personal interview, October 10,‏ 
.2011 


وظيفة نقاش في حوض نيوبورت نيوز لبناء السفن: 
a painter’s job at the Newport News shipyard:‏ 
Johnson interview, September 17, 2011.‏ 


مساعدة مدير للنادى: 
the club’s assistant director: 1‏ 
“Joins USO Staff,” Norfolk Journal and Guide, May 9,‏ 
.1953 

تسع سنين من الخيرة: 
nine-year West Computing veteran:‏ 
“Peninsula Spotlight,” Norfolk Journal and Guide,‏ 
February 5, 1949.‏ 


498 


209 


209 


209 


209 


210 


210 


211 


212 


212 


روتينًا سوف يستمر على مدار العقود الثلاثة التالية: 
a routine that would persist for the next three decades:‏ 
Johnson interview, August 27, 2013.‏ 


درجة إس بي- 3 الوظيفية المتواضعة: 
modest job rating of SP-3:‏ 


Katherine Johnson, interview with Aaron Gillette, 
September 17, 1992. 


“Don’t come in here in two weeks”: 


af 
سعيدة الحظ جذا جدا:‎ 
“very, very fortunate”: 
4 
ثلاثة أمثال راتبها كمدرٌسة:‎ 
three times her salary: 
Johnson interview, September 17, 2011. 


مستهلا حوارًا هادثًا: 
initiating a quiet conversation:‏ 
Johnson interview, September 27, 2013.‏ 


بحوث الملاحة الجوية يطلب حاسبتين جديدتين: 
“The Flight Research Division is requesting two new‏ 
computers”:‏ 


نفسه 


5 ec 8 
وكارل‎ ple قريب وهم جون‎ le الرجال المنتظر أن يكونوا زملاءها‎ 
هاس وهارولد هامر:‎ 
her new deskmates, John Mayer, Carl Huss, and Harold 
Hamer: 
“Investigation of the Use of Controls During Service 
Operations of Fighter Airplanes,” NACA Conference on 
Aircraft Loads, Flutter and Structures, March 2-4, 1953, 
Langley Aeronautical Laboratory. 


499 


212 


213 


214 


214 


214 


214 


215 


لملمت هذين الغرضين «ومضت على الفور»: 
“picked up and went right over”:‏ 
Johnson interview, September 27, 2013.‏ 


رئيس القسم هنري بيرسن: 
the division chief, Henry Pearson:‏ 
Johnson interview, September 17, 1992; Langley‏ 
Aeronautical Laboratory Telephone Directory, 1952.‏ 
و Ar‏ منص فا عنها: 
got up, and walked way:‏ 
Johnson interview. September 17, 1992.‏ 


أو تفترض إن شاءت: 
or she could assume:‏ 
poe‏ 
صديقين عزيزين: 
became fast friends:‏ 
نفسه 


الفصل الثالث عشر: شغب 

:5- -u من درجة التعيين إس بي -3 إلى درجة إس‎ 
from the entry level of SP-3 to 58-5: 
Johnson interview, September 17, 1992. 


وقع الاختيار على دوروثي لتكون استشارية: 
Dorothy was drafted as a consultant:‏ 
“Computers Help Compile Handbook,” Air Scoop,‏ 
August 17, 1951.‏ 


الإعصار البشري أسود الشعر جلدي الوجه حليق جنبي الرأس 
“black- haired, leather-faced, crew-haircutted human‏ 
cyclone”:‏ 


“Spotlite by K-P,” LMAL Bulletin, November 30, 1942. 


500 


215 


216 


218 


218 


رقم الصفحة 
219 


221 


202 


كان قسم حمولات المناورة يجري بحثا: 
The Maneuver Loads Branch conducted research:‏ 
يمكن العثور على معلومات هائلة عن العمل الذي أنجزته هذه 
المجموعات في ذلك الوقت في 
W. Hewitt Phillips, A Journey in Aeronautical‏ 
Research: A Career at NASA Langley Research Center‏ 
(Washington, DC National Aeronautics and Space‏ 
Administration, 1998).‏ 


من أولى المهام: 
One of the first assignments:‏ 
Katherine Johnson: Becoming a NASA Mathematician.‏ 


في أعقاب مسار طائرة أكبر: 
into the trailing wake of a larger plane:‏ 
5 
أصابهم الذهول: 00 
they were fascinated:‏ 
i‏ 


لا يصل إلى قرابة نصف الساعة: 
as long as half an hour:‏ 
Christopher C. Kraft Jr., “Flight Measurements of the‏ 
Velocity Distribution and Persistence of the Trailing‏ 
Vortices of an Airplane,” Langley Aeronautical‏ 
Laboratory, March 1955, NTRS.‏ 


من أكثر ما قرأته في حياتها إثارة: 
“one of the most interesting things she had ever read”‏ 
Katherine Johnson: Becoming a NASA Mathematician.‏ 


فريق سكايتشيكس [جميلات السماء] من لانجلي: 
Langley’s “Skychicks”:‏ 
Women Computers.‏ 
.. إلى الفصل العنصري في الّامات: 
didn’t even realize the bathrooms were jee ae‏ 
Johnson interview, September 17, 1992.‏ 


501 


222 


223 


224 


224 


225-224 


225 


226 


of a 7 
refused to so much as enter the Colored bathrooms: 
Johnson interview, September 17, 1992. 


تجلب حقيبة غداء وتأكل على طاولتها: 
bring a bag lunch and eat at her desk:‏ 
Johnson interview , March 6, 2011.‏ 


غواية الآيس كريم: 
temptation of the ice cream:‏ 
نقسه 
تجسيدًا للنموذج النمطي: 
“by the book”: ١‏ 
Johnson interview, September 27, 2013.‏ 
5 نة في ai‏ , ويك: 
perused Aviation Week:‏ 
نقسه 
حتى بعض الموظفين السود: 
some of the black employees: 5‏ 
أثير هذا الموضوع أكثر من مرة خلال حوارات مع مَّن عرفها من 
الناس. 
نزيلة بيضاء أم سوداء: 
a black or a white roommate:‏ 


Katherine Goble Moore, personal interview, July 31, 
2014. 


كان عليه أن يفكر قبل أن يجيب بنعم: 
before coming up with a yes:‏ 
Johnson interview, September 15, 2015.‏ 


أريد أن أخرج بناتنا من المشروعات: 
“I want to move our girls out of the projects”:‏ 
Moore interview.‏ 


502 


226 


226 


226 


227 


227 


227 


228 


228 


228 


الوكالة الفيدرالية للإسكان وتمويل المنازل: 
the federal Housing and Home Finance Agency:‏ 
“Government Suspends Demolition,” Norfolk Journal‏ 
and Guide, August 26, 1950.‏ 


زقاق ple‏ ستریت: 
Gayle Street, a cul-de-sac:‏ 
Colita Nichols Fairfax, Hampton, Virginia (Charleston,‏ 
VA: Arcadia Publishing, 2005), 69. This provides good‏ 
background on Hampton’s many black neighborhoods.‏ 


كان حي ميموسا كريسنت قد توسّع: 
Mimosa Crescent had expanded: ١‏ 
Norfolk Journal and Guide, March 23, 1946.‏ 


ستكون لحويليت... غرفة نومها الخاصة: 
would even get her own bedroom:‏ 
Moore interview.‏ 


في قاعدة الجمجمة: 
located at the base of his skull:‏ 
Johnson interview, March 13, 2011.‏ 


مات جيمس فرانسيس جوبل: 
James Francis Goble died:‏ 
“Funeral Services Held for James F. Goble.” Norfolk‏ 


Journal and Guide, December 29, 1956. 


مهم جذا: 
“It is very important”:‏ 
نفسه 
سوف تكوين ثيابي: 
“You will have my clothes ironed”:‏ 
نفسه 
فقد عرف في العائلة: 


Family lore had it: 
Hylick interview. 


503 


229 


230 


230 


231 


232 


232 


233 


سوف تتذكر حفيدات جوشوا كولمن جدَّهن إذ يقول: 
would recall their grandfather saying:‏ 
نفسه 
أجرت... حوارًا مطولا في ذلك الأمر: 
had a long conversation about it:‏ 
Johnson interview, December 27, 2010.‏ 


الفصل الرابع عشر: زاوية الهجوم 
القرن الأمريكى: 

the American Century: 
“The American Century” «Henry R. Luce هنري آر ذو‎ 
مجلة لايف. ۱7 فيراير 1941 ص 65-61. كتب لوس -ناشر‎ 
تايم ولايف- هذه الافتتاحية المؤثرة ف فيراير‎ lt ومؤسس‎ 
941ء مشجمًا أمريكا المنقسمة على اتخاذ موقف حاسم في الحرب‎ 
العالمي. «إن‎ zl العالمية الثانية تحتل به مكانها المستحق 3 سلطة‎ 
عالم القرن العشرين. إن 558 له أن يشهد أي قدر من نبل القوة‎ 
MES yal لا بد من أن يكون بدرجة غير هينة قرنًا‎ daily 
اشترى المعمل «حاسبة إلكترونية»:‎ 

bought an “electronic calculator”: 


“Announce New Research Device,” Air Scoop, March 
28, 1947. 


ما يصل إلى 35 متغيرًا: 
as many as thirty-five variables:‏ 
نفسه 
كفيلة بهفوات في جميع الأجزاء: 
would cause an error in all the others:‏ 


on 


كان يسهل LE‏ 


easily take a month to complete: 


504 


234 


234 


57 الصفحة 
237 


238-237 


238 


238 


238 


in a few hours: 
نقسه‎ 
عملية في كل ثانيتين:‎ 
two seconds per operation: 
نفسه‎ 
يرتج المبنى كله عند عملها:‎ 


The whole building shook: 
Eldon Kordes, interview with Rebecca Wright, JSC, 
February 19, 2015. 

6506) ثم اى بي‎ 
then an IBM 650: POE 
Theresa Overall, “Mom and IBM,” personal blog, 
February 15, 2014. 


صَمّمت GUY‏ الأصل وود المالية: 
destined for the lab’s finance department:‏ 
Kordes interview.‏ 
هيا نشغلها مرة أخرى: 
“Let’s run it again!”:‏ 
نفسه 
لم تضيع دوروثي أي وقت: 
Dorothy wasted no time enrolling:‏ 


Ann Vaughan Hammond, untitled biographical sketch of 
Dorothy Vaughan, undated, in author’s possession. 


فأطلق عليها الطلبة «أعشاش الدجاح»: 

(the students called them “chicken coops”): 
Teri Kanefield, The Girl from the Tar Paper Shacks 
School: Barbara Rose Johns and the Advent of the Civil 
Rights Movement (New York: Harry L. Abrams, 2014). 


505 


238 


238 


239-238 


239 


239 


239 


241 


242 


لا جال للانتظار: 
“Not Willing to Wait”:‏ 
“Not Willing To Wait: NAACP Leaders Want Integration‏ 
‘Now!’,” Norfolk Journal and Guide, May 29, 1954.‏ 


لو أن بوسعنا أن ننظم جميع ولايات الجنوب في مقاومة هائلة: 
“If we can organize the Southern States for massive‏ 
resistance”:‏ 

Benjamin Muse, Virginia’s Massive Resistance 
(Bloomington: Indiana University Press, 1956), 22. 


حضره بعض الموظفين السود: 


some of the black employees attended: 
Johnson, “Fair Employment.” 


ASSIS إمساك الدفاتر إلى نظرية الورش‎ 
bookkeeping to machine shop theory: 

“Adult Education Courses Offered,” Air Scoop, February 
17, 1956. 


بعد أن عرض عليها الالتحاق بمجموعة: 
after he made her the offer:‏ 
Stradling, “Retired Engineer Remembers Segregated‏ 
Langley.”‏ 


أن تتسلق مسار نفق الرياح: 
clamber onto the catwalk:‏ 
Golemba, “Human Computers,” 102.‏ 


:1958 تشر في سبتمير‎ 
published in September 1958: 
K. R. Czamecki and Mary W. Jackson, “Effects on Nose 
Angle 515 and Mach Number on Transition on Cones at 
Supersonic Speeds,” Langley Aeronautical Laboratory, 
September 1958. 


506 


243 


244 


244 


244 


246 


246 


247 


قبل أن يقترح... انضمامها: 
suggested that she enroll:‏ 
Stradling, “Retired Engineer Remembers Segregated‏ 
Langley.”‏ 


مقاضاة جامعة فرجينيا: 
sue the University of Virginia:‏ 
“Kitty O’Brien Joyner,” LAC.‏ 


لم يكن... إلا خريجتا هندسة اثنتان على مدار تاريخها 
only two female engineering graduates in its history:‏ 
“Woman Engineer Gets Post with RCA Victor Company,”‏ 
Norfolk Journal and Guide, November 15, 1952.‏ 


0 


بدخول مدرسة هامتن الثانوية: 
to enter Hampton High School:‏ 
Stradling, “Retired Engineer Remembers Segregated‏ 
Langley.”‏ 


2200 torre 
“special permission”: 
نفسه‎ 
11956 ربيع عام‎ 3 
in the spring of 1956: 
Jackson Personnel File. 
خربًا:‎ oD قديراء‎ SL, 


dilapidated, musty old building: 
Stradling, “Retired Engineer Remembers Segregated 
Langley.” 


بصفة dole‏ كان الرجال السود في لانجلى: 
In general, the black men at Langley:‏ 
Thomas Byrdsong, personal interview, October 4, 2014.‏ 


أصحاب الياقات الزرقاء من الميكانيكية» وصناع النماذجء 
وا cca)‏ 


blue-collar mechanics, model makers, and technicians: 


نفسه 


507 


247 


248 


248 


249 


249 


to 
A 
© 


250 


252 


252 


OL yee‏ إلى مطعم ملوك لبعض السود: 
they escaped to a black-owned restaurant:‏ 
Williams interview.‏ 


الفصل الخامس عشر: dali‏ موهوية؛ وسوداء 


ther daily job كانت وظيفة... اليومية:‎ 
Christine Darden, personal interview, May 3, 2012. 


:she perused the newspapers تتمعن في الجرائد:‎ 


نئفسية 


أضواء قمر صناعى al‏ الصنم فوق الولايات المتحدة: 
“Red-Made Satellite Flashes Across U.S”:‏ 
Daily Press, October 5, 1957.‏ 


de)‏ جسم كروي يعبر الولايات المتحدة أرب مرات: 
“Sphere Tracked in 4 Crossings Over US”:‏ 
New York Times, October 5, 1957.‏ 


مشروع الجزيرة الإغريقية: 
“Project Greek Island”:‏ 
“The Secret Bunker Congress Never Used,” National‏ 
Public Radio. March 26, 2011,  http://www.npr.‏ 
org/2011/03/26/134379296/the-secret-bunker-‏ 
congressnever-used.‏ 


51992 كشف... سنة‎ 
1992 exposé: 
Ted Gup, “The Ultimate Congressional Hideway,’ 
Washington Post, May 31, 1992. 


الروس و«كرتهم الصغيرة في الجوا: 
“small ball in the air”:‏ 


David S. F. Potree, “One Small Ball in the Air: October 4, 
1957-November 3, 1957,” NASA’s Origins and the Dawn 
of the Space Age, Monographs in Aerospace History 
10, National Aeronautics and Space Administration, 
September 1998. 


0 


508 


253 


رقم الصفحة 
256 


256 


257 


257 


259 


259 


259 


الكثير منهاء وربا المئتات: 
many of them, hundreds perhaps:‏ 
Only years later would the United States learn that the‏ 
size and capability of the Soviet arsenal was greatly‏ 
exaggerated. See McDougall, The Heavens and the‏ 
Earth, 250-53.‏ 


We can’t let them beat us: 
Darden interview. 


أعلنت إذاعة موسكو: 
Radio Moscow announced:‏ 


“Reds List Sputnik Time for Little Rock,” Washington 
Post, October 10, 1957. 


2 
لقد حئت لاعلمكم:‎ 
“I just came to let you all know”: 


Christine Darden, “Growing Up in the South During 
Brown v. Board,” Unbound Magazine, March 5, 2015. 

ابن رئيس المطافئ السابق: 
son of a former fire chief:‏ 


Steven A. Holmes, “Jesse Helms Dies at 86; Conservative 
Force in Senate,” New York Times, July 5, 2008. 


مختبراتنا العلمية... الغائبة بالكلية: 
nonexistent science laboratories:‏ 
Darden, “Growing Up in the South.”‏ 


لن يكونوا صا حين بالقدر الكاني: 
they would not be good enough:‏ 
نفسه 
التعليم والصدق والعمل الحاد والشخصية القوية: 
“education, honesty, hard work, and character”:‏ 


Wini Warren, Black Women Scientists in the United 
States, 75. 


509 


260 


262 


262 


263-262 


263 


263 


263 


بونتياك هيدرولي: 
Pontiac Hydromatic:‏ 
Christine Darden, (Bloomington: Indiana University‏ 
Press, 2000), The History Makers, February 26, 2013,‏ 
http://www.thehistorymakers.com/biography/christine-‏ 
darden.‏ 


ماذا تعلمت اليوم؟: 
“What did you learn today?”:‏ 
نفسه 
priming the carburetor:‏ 
نفسه 
tearing out their stuffing:‏ 
نفسه 


مساحات ممتدة من حقول القطن: 
acres of cotton fields:‏ 
نفسه 
released in time for the iê‏ 
نفسه 
في الصف الثاني الابتدائي: 
second-grade student:‏ 
نفسه 
والدا جوليا VE‏ إن بوسعها أن تذهب: 
“Julia’s parents said she could go”:‏ 
نفسه 
one of the best Negro high schools i in the country:‏ 


Rob Neufeld, “Visiting Our Past: The Allen School in 
Asheville,” Asheville Citizen-Times, April 27, 2014. 


510 


264 


264 


264 


265 


265 


265 


265 


266 


266 


ابنة أخى كاب كالواي: :Cab Calloway’s niece‏ 

نفسه 

ومن خريجات dada‏ عام 1950 بنت اسمها يونيس وايمون: 
A 1950 graduate named Eunice Waymon:‏ 

Martha Rose Brown, “ ‘For Colored Girls’: Professor 


Researching Former School for African-American 
Female Students,” Times and Democrat, March 11, 2011. 


موجات الحنين للوطن: 
Waves of homesickness:‏ 
Christine Darden, personal interview, October 10, 2012.‏ 


بيتاي تيلمان وجوان سمارت: 
Bettye Tillman and JoAnne Smart:‏ 
“Letters of Intent,” UNCG Magazine, Spring 2010,‏ 
http://www.uncg.edu/ure/alumni_magazineT2/2010_‏ 
spring/feature_lettersofintent.htm.‏ 

بعد تدبر دقيق: 

“After careful deliberation”: 
Benjamin Lee Smith, “Report of the Superintendent 
to the Greensboro City Board of Education regarding 
Brown v. Board of Education,” 1956. http://ibcdml. 
uncg.edu/cdm/ref/collection/CivilRights/id/547. 


و 
GELS‏ هامتن: 
“I’ve been accepted at Hampton”:‏ 
Christine Darden, The History Makers.‏ 


مدارس الحندسة الحمراء: 
“Red engineering schools”:‏ 
Washington Post, February 23, 1958.‏ 
بلغ النساء ثلث خريجي الهندسة السوفييت: 
Soviet engineering grads were female:‏ 
ذكرت المقالة أنه في الوقت نفسه بلغت النساء /1 من bo‏ 
الهندسة الأمريكيين. : 


511 


266 


267-266 


267 


267 


268 


269 


270 


270 


ll ot!‏ في الحرب الباردة: 
“civilian army of the Cold War”:‏ 
Sylvia Fries, “The History of Women in NASA,‏ 
“Women’s Equality Day Address, Marshall Space Flight‏ 
Center, August 23. 1991.‏ 


وأذهلها: 
took her breath away:‏ 
Christine Darden, The History Makers.‏ 
الفصل السادس عشر: يا له من يوم فارق 


the winking dot of light: 
Katherine G. Johnson, The History Makers, February 
6, 2013, http://www.thehistorymakers.com/biography/ 
katherine-gjohnson-42. 


بوسع المرء أن يتخيل الذعر: 
“One can imagine the consternation”:‏ 
Reference Papers Relating to a Satellite Study, RA-‏ 
(Santa Monica, CA: RAND Corp., 1947); F.‏ 15032 
H. Clauser, Preliminary Design of a World Circling‏ 
Spaceship (Santa Monica, CA: RAND Corp, 1947).‏ 


a;‏ أبعد قليلا: 
a little too far out:‏ 
Hansen, Spaceflight Revolution, 17.‏ 
فلاحين متخلفين: 


“backward peasantry”: 
Roland, Model Research, 262. 


الأول في الفضاء هو الأول ولا مزيد: 
“First in space means first, period”:‏ 
McDougall, The Heavens and the Earth.‏ 


512 


270 


271 


رقم الصفحة 
273 


214 


214 


274 


كان الأمريكان متقدمين على السوفييت: 
Americans were ahead of the Russians:‏ 


نفسه. 131 


التطورات الثورية في طائرات ما دون الغلاف الجوي: 
“revolutionary advances for atmospheric aircraft”:‏ 
W. Hewitt Phillips, A Journey into Space Research:‏ 
Continuation of a Career at NASA Langley Research‏ 
Center (Washington, DC: NASA History Office, 2005),‏ 
.1 


ended by a 1958 NACA, headquarters edict: 


e. 


«كلمة قذرة»: 
“dirty word”:‏ 
Hansen, Spaceflight Revolution, 17.‏ 


o gais‏ من أجل العثور على كتاب عن السفر في الفضاء: 
hard- resad to find books on spaceflight:‏ 
Chris Kraft, Flight: My Life in Mission Control (New‏ 
York: Plume, 2002), 63.‏ 


نسخة متطورة من طائرة إكس 15 الصاروخية: 
an advanced version of the X-15 rocket plane:‏ 
Hansen, Spaceflight Revolution, 356-61.‏ 


موصوم بحرية التفكير: 
“notoriously freethinking”:‏ 
Hansen, Spaceflight Revolution, 197.‏ 


ze 


71955 سس في عام‎ A 
had come online in 1955: 
Roger Launius, “NACA-NASA and the National Unitary 
Wind Tunnel Plan, 1945-1965,” 40th AIAA Aerospace 
Sciences Meeting & Exhibit, January 14-17, 2002, 
Reno, Nevada, http://crgis.ndc.nasa.gov/crgis/images/d/ 
de/A02-14248. pdf. 


513 


275 


276 


276 


276 


276 


277 


278 


279 


تقريبًا جميع الطائرات... المجاوزة لسرعة الصوت: 
“nearly every supersonic airplane”:‏ 
Launius, “NACA-NASA and the National Unitary Wind‏ 
Tunnel Plan.”‏ 


:1251 ينتقلن -وقد انخفض عددهن- إلى مكتب جديد في المبنى‎ 
downsized to the new office in 1251: 
Langley Aeronautical Laboratory Telephone Directory, 


.1956 
أعطت... لابنة مريام مان عملة جديدة لامعة: 


gave Miriam Mann’s daughter a shiny new penny: 
Harris interview. 


‘Eunice Smith volunteered تطوعت يونيس سميث:‎ 
“Association Thanks Helpers at Party,” Air Scoop, 
January 2, 1953. 


كان أبناء دوروثي فون يعدون الأيام: 
Dorothy Vaughan’s children counted the days: Kenneth‏ 
Vaughan, personal interview, April 4, 2014.‏ 


قاعدة القوات الجوية في لانجلى: 
Langley Air Force Base: j‏ 


Langley Air Force Base: Mark St. John Erickson, 
“Colorblind Sword: Military Has Become Model for 
Race Reform, Experts Say,” Daily Press, July 28, 1998. 


ea‏ 3 أي مكان يعنى الدمار في كل مكان: 
“Integration anywhere means desti ion everywhere”:‏ 
Donald Lambro, “Pulitzer-winning Journalist Mary Lou‏ 
Forbes Dies at 83,” Washington Times, June 29, 2009.‏ 
Archival footage of Almond’s 1958 inaugural speech‏ 
can be viewed at https://vimeo.com/131577357.‏ 


كيف يتسنى للسناتور بيرد: 
“How can Senator Byrd”:‏ 
John B. Henderson, “Henderson Speaks: Closing‏ 


Schools No Way to Cope with Sputniks.” Norfolk 
Journal and Guide, November 23, 1957. 


514 


279 


280 


283 


284-283 


284 


285 


285 


285 


إرغام المدارس ف تلك المناطق من فرجينيا على الدمج 
forcing ao of those Virginia school districts to‏ 
integrate:‏ 
Smith, They Closed Their Schools, 144.‏ 


“the ‘separate but sare education of the Neg marks 
time”: 
James Rorty, “Virginia’s Creeping Desegregation: Force 
of the Inevitable,” Commentary Magazine, July 1956. 
Rorty’s article offers a fascinating snapshot of Virginia’s 
struggle with desegregation in the years just after Brown 
v. Board of Ed. 


7 من سكان العام مُلوّنون: 
“Eighty percent of the world’s population is colored”:‏ 
Paul Dembling to file, July 7, 1956.‏ 
ناسا: 
NASA:‏ 
لسنوات» ظل العاملون of‏ سبق لهم العمل في لانجلي قبل 1958 
يمكن يرهم بنطقهم اسم الوكالة الجديدة على غرار الوكالة 
القديمة» أي بنطق كل حرف منفردًا: ناسآ 


تنشر من المعلومات: 
“to provide for the widest”:‏ 


The Space Act of 1958, http:/Awww.hq.nasa.gov/office/ 
pao/History/spaceact.html. 


حاملة راية أسطورة: 
“the bearer of a myth”:‏ 
McDougall, The Heavens and the Earth, 376.‏ 
حل وحدة حاسيات المنطقة الغربية: 
“the West Area Computers Unit is dissolved”:‏ 


Floyd L. Thompson to All Concerned, “Change in 
Research Organization,” May 5, 1958, NARA Phil. 


515 


286 


286 


287 


287 


289 


كانت الأذكى بين jog‏ البنات: 
“She was the smartest of all the girls”:‏ 
Johnson interview, September 17, 2011.‏ 


الفصل السابع عشر: الفضاء الخارجي 
ليس هذا Vis‏ علميًا: 
“This is not science fiction”:‏ 
مقدمة للفضاء الخارجي Ol, ‘Introduction to Outer Space‏ 
1958 وروی اور أن کلات اداقع pen‏ ا 
A‏ اعاب إل خيت ا بسسقهم | عنمن قبل) ا بن 


كما يعلم الجميع: 
نفسه 
الدليل الحقيقى الوحيد: 
The only real reference: i‏ 


Forest Ray Moulton, Introduction to Celestial Mechanics 
(New York: Macmillan, 1914). 


“As everyone knows”: 


اعرض رأيك. وأسّسه. وروّجه بحيث يصدقونه: 
“Present your case, build it, sell it so they believe it”:‏ 
Claiborne R. Hicks, interview with Kevin M. Rusnak,‏ 
JSC, April 11, 2000.‏ 


قد يستغرق التقرير شهورّاء بل وسنين: 

months, even years in the making: 
هذه المدة الزمنية الطويلة تأكدت في كل مرة قرأت فيها تقريرًا بحثيًا‎ 
التاريخ الفعلي‎ ESI من ناكا أو ناسا: يورد الغلاف تاريخ النشرء‎ 
الذي أنهى فيه الباحثون بحثهم وسلموه فيه للمراجعة يرد في نهاية‎ 
التقرير.‎ 


516 


291 


رقم الصفحة 
293 


293 


295 


297 


298 


كانت کاثرین تجلس مع المهندسين لمراجعة: 
Katherine sat down with the Since to review:‏ 
Johnson interview, September 15, 2015.‏ 


لماذا ليس بوسعى حضور اجتتماعات المحررين؟: 
to the editorial meetings?”:‏ مع “Why can’t I‏ 
Johnson interview, September 27, 2013.‏ 


البنات لا بحضرن الاجتاعات: 
“Girls don’t go to the meetings”:‏ 
نفسه 
هل ثمة قانون بذلك؟: 
“Is there a law against it?”‏ 
نقفسه 
ومن القوانين ما منعها من طلب بطاقة ائتانية باسمها: 
laws restricting her ability to apply for a credit card:‏ 
Diana Pearl, “Rights Women Didn’t Used to Have,”‏ 
Marie Claire.ccom, August 18, 2014, http://www.‏ 


marieclaire.com/politics/news/a10569/things-women- 
couldntdo-1920/. 


العالمات: :“Women Scientists”‏ 
م تحمل هذه الصورة aad il‏ في ملفات لانجلي بتاريخح 1959 
من تعليق إلا «العالمات». درت في كتاب جيمس هانسن James‏ 
Hansen‏ الصادر سنة 1959 «Spaceflight Revolution òl pw‏ 
ص 105 غير 32 a5‏ بأسماء. اختار موقع (NASA Cultural‏ 
Resourses)‏ الإلكتروني الصورة ل “Mystery Archive”‏ الذي 
نظمه في يوليو 2013 Gels‏ الزوار للمساعدة في التعرّف على نساء 

الصورة» انظر 


http://crgis.ndc.nasa.gov/historic/Mystery_ 
Archives_2013. 


خمس من نساء الصورة الست يعملن في بارد: 


Five out of the six women... worked in PARD: 
Langley Research Center Telephone Directory, 1959, 
LAC. 


517 


298 


299 


299 


299 


299 


300 


300 


سنة 1948 إثر تخرجها فى كلية راندولف ماكون للبنات: 
in 1948, fresh out of Randolph-Macon Women’s College:‏ 
Dorothy B. Lee, interview with Rebecca Wright, JSC,‏ 
November 10, 1999.‏ 


دعاها أن تصبح عضوًا Glo‏ في فرعه: 
he invited her to become a permanent member of his‏ 
branch:‏ 


نفسه 
كتبت تقريراء وشاركت في كتابة سبعة: 

authored one report, coauthored seven more: 
Dorothy B. Lee, “Flight Performance of a 2.8 KS 


8100 Cajun Solid-Propellant Rocket Motor,” Langley 
Aeronautical Laboratory, Janaury 21, 1957, NTRS. 


l هل تؤمنين:‎ 
“Do you believe”: 
5 
فرسان انفاق الرياح الأصلاء:‎ 
“inveterate wind tunnel jockeys”: 
Becker, The High Speed Frontier, 19. 
مهندسي المستحيالات:‎ 
“can’t-hack-it engineers”: 
Gloria R. Champine, personal interview, April 2, 2014. 


كان الجميع سواسية: 
“they were all the same”:‏ 


Johnson interview, December 27, 2010. 


: دعوها تحضر‎ 
“Let her go”: 
Johnson interview, September 27, 2013. 


518 


300 


301 


302 


302 


303 


303 


الفصل الثامن عشر: بمنتهى السرعة والتأني 


من علماء مغمورين إلى نجوم ساطعة: 
from erudite and obscure to obvious and spectacular:‏ 
Yanek Mieczkowski, Eisenhower’s Sputnik Moment:‏ 
The Race for Space and World Prestige (Ithaca: Cornell‏ 
University Press, 2013), 235.‏ 


مجرد حفنة من المباني الكالحة: 

“a dull bunch of gray buildings”: 
Charles Murray and Catherine Bly Cox, Apollo 
(Burkittsville, MD: South Mountain Books, 2004), 322. 


في حدود ما يستطيع مؤرخو المستقبل أن يستشرفوه الآن: 
“So far as the future histories of this state”:‏ 
Lenoir Chambers, “The Year Virginia Closed the‏ 
Schools,” The Virginian-Pilot, January !, 1959. The‏ 
Virginian-Pilot was the only white newspaper in‏ 
Virginia to take an editorial stand in favor of school‏ 
desegregation.‏ 


s 
عشرة آلاف من التلاميذ الذين أغلقت في وجوههم المدارس:‎ 
A total of ten thousand of the shut-out students: 
Kristen Green, Something Must Be Done About Prince 
Edward County: A Family, a Virginia Town, a Civil 
Rights Battle (New York: HarperCollins, 2015), 1347- 
49, 


في مدرسة كارفر الثانوية فكانت الثانية على دفعة 1958 وملقية 


salutatorian of Carver High School’s class of 1958: 
“Peninsula Social Whirl,” Norfolk Journal and Guide, 
June 14, 1958. 


و 
drifting toward the social sidelines:‏ 
Katherine Goble Moore, personal interview, February 7,‏ 
.2015 


519 


رقم الصفحة 
305 


306 


307 


307 


309 


309 


كانت ماري جاكسن من بين معلماته هناك: 
Mary Jackson had been one of his student teachers:‏ 
James A. Johnson, personal interview, June 11, 2011.‏ 


سيداتي وسيداتيء إنه أعزب: 
“Ladies, he’s single”:‏ 
Johnson interview, March 13, 2011.‏ 


Lyles‏ معا إلى الكنيسة: 
arriving together at church:‏ 
James A. Johnson.‏ 
ae‏ 
“bootlegged”:‏ 
Cox and Murray, Apollo, ch.1‏ 
الأعمال الحسابية: 
“computing runs”:‏ 
نفسه 
جحيًا من المرح الغامر: 
“a hell of a lot of fun”:‏ 
نفسه 
قضت النساء... BYT‏ تلو آلاف من ساعات العمل يحسبن جداول 
المنحنيات البالستية: 


thousands of woman-hours computing ballistics 
trajectory tables: 

LeAnn Erickson’s documentary Top Secret Rosies 
provides a detailed look at the University of Pennsylvania. 
See https://www.facebook.com/topsecretrosies. 


“Let me do it”: 
Katherine Johnson, The History Makers. 


كاثرين هي التي ينبغي أن تنهي التقرير: 
“Katherine should finish the report”:‏ 
Warren, Black Women Scientists in the United States,‏ 
.143 


520 


310 


311 


311 


314 


314 


314 


315 


316 


318 


وتكون كاتبته امرأة: 
by a female author:‏ 
Ted Skopinski and Katherine G. Johnson, “Determination‏ 
of Azimuth Angle at Burnout for Placing a Satellite over‏ 
a Selected Earth Position,” Langley Research Center,‏ 
.1960 


الفصل التاسع عشر: سلوك يُقتدى 
كان ال هدف قد حدّد في السنة السابقة: 
The bar had been set the year before:‏ 
“Congratulations...” Air Scoop, July 1, 1960.‏ 


thas السيارة والسائى‎ 
“The car and driver together”: 
Soapbox Derby Rules 1960. 


ليفي ومنافسيه: 
Levi and his competitors: ١‏ 
“Hampton Youth Captures Area Derby Championship,”‏ 
Norfolk Journal and Guide, July 2, 1960.‏ 


المضمار الممتد لتسعمئة قدم: 
nine-hundred-foot racecourse:‏ 


+e 


يُسمّح للفتيات بالاشتراك فيه: 
girls weren’t allowed to race:‏ 
Paul Dickson, “The Soap Box Derby,” Smithsonian‏ 
Magazine, May 1995. Girls did not compete in the derby‏ 
until the 1970s.‏ 


واحدًا من سين ألف صبى: 
one of fifty thousand boys: 8‏ 


“Derby Day Is Your Day!” Boy’s Life, February 1960, 
12. 


521 


319 


رقم اا we‏ 
321 


322 


323 


323 


323 


323 


دراسة تدفق الهواء فى الأبعاد المقاسة: 
“A Study of Air Flow in Scaled Dimensions”:‏ 
“Science Fair Held at Y. H. Thomas Jr. High,” Norfolk‏ 
Journal and Guide, March 31, 1962.‏ 


“Soapbox what?”: 
Janice Johnson interview. 
جين... هى التى ألقت خطبة التخرج:‎ lel 
Emma Jean was valedictorian: Ay 
Golemba, “Human Computers,” 39. 


أنتجت... العديد من التقارير البحثية: 
produced several research reports:‏ 
“Report Listing from December 1949-October 1981,”‏ 
Unitary and Continuous-Flow Hypersonic Tunnels,‏ 
LAC, http://crgis.ndc.nasa.gov/crgis/images/a/aa/1251-‏ 
001.pdf.‏ 

المجلس الوطنى للنساء الزنجيات: 

National Council of Negro Women: 
“Girls’ Group Hears Talk by 2 Women Engineers,” 
Norfolk Journal and Guide, February 16, 1963. 


جوانب الهندسة للنساء: 
“The Aspects of Engineering for Women”:‏ 
نفسه 
أضخم فرق الأقليات في شبه الجزيرة: 
one of the largest minority troops on the peninsula:‏ 
“Girl Scout Pioneers Honored During Tribute in‏ 


Hampton,” Norfolk Journal and Guide, November 6, 
1985. 


مساعدتما الشابة في قيادة الفرقة: 
troop leader:‏ 


Janice Johnson interview. 


522 


325 


325 


328 


328 


328 


328 


329 


329 


So Mary enlisted the help of Helen Mulcahy: 

نفسه 
take Janice trekking:‏ 

نقسه 


an enthusiastic crowd of four thousand: 
“Hampton Youth Captures Area Derby Championship.” 


صحو دافئ فيه من النسيم ما يحول دون الشعور بالضيق من 


الحرارة: 
clear, warm, just enough of a breeze:‏ 
Newport News, Virginia, Historical Weather, Almanac.‏ 
com, July 3, 1962.‏ 


تفخّص المسؤولون كل سيارة ووزنوها: 
Officials weighed and inspected each car:‏ 
“Hampton Youth Captures Area Derby Championship.”‏ 


. إطار:‎ JS قطرة زيت على ترس‎ 
و"‎ drop of oil on each wheel bearing”: 
نقسه‎ 
ميلا في الساعة:‎ 7 
seventeen miles per hour: 
نقسه‎ 
نحافة مركبته:‎ 
the slimness of his machine: 
نقسه‎ 
أريد أن أكون مهندسًا مثل أمي:‎ 
“I want to be an engineer like my mother”: 
“Hampton Youth Captures Area Derby Championship.” 


523 


329 


330 


330 


331 


332 


332 


332 


وموقعًا للمشاركة في سباق علبة الصابون السنوي الأمريكي: 
a spot at the national All-American Soap box Derby:‏ 


os 


أمام 75 WE‏ من المتفرجين: 
in front of seventy-five thousand fans:‏ 
“Derby Day Is Your Day!”‏ 


“first colored boy in history”: 
“Hampton Youth Captures Area Derby Championship.” 


بدأت التبرعات تتوالى: 


the donations started rolling in: 
“Citizens Honor Local Soap Box Derby Champ,” 
Norfolk Journal and Guide, August 27, 1960. 


الفصل العشرون: درجات الحرية 


اختبارات الثقة لكبسولة ميركوري: 
reliability tests on the Mercury capsule:‏ 
Loyd S. Swenson Jr., James M. Grimwood, and Charles‏ 
C. Alexander, This New Ocean: A History of Project‏ 
Mercury (Washington, DC: NASA, 1989), 256.‏ 


avail‏ إلى التظاهرة ڈ ثمئة شخص: 
three hundred had joined the demonstration:‏ 
“The Greensboro Sit-In,” History.com, http://www.‏ 
history.com/topics/black-history/the-grecnsborosit-in‏ 


امي uly‏ العزيزين: 
“Dear Mom and Dad”:‏ 


John “Rover” Jordan, “This Is Portsmouth,” Norfolk 
Journal and Guide, June 8, 1963. 


عارضًا عليها العمل مضيفة: 
offering her a job as a hostess:‏ 
Dr. William R. Harvey, “Hampton University and Mrs.‏ 
Rosa Parks,” Daily Press, February 23, 2013.‏ 


524 


332 


332 


332 


332 


رقم الصفحة 
335 


335 


336 


336 


seven hundred: 
Arriana McLymore, “A Silenced History; Hampton’s 
Legacy of Student Protests,” Hampton Script, November 


6, 2015. 
Nae pete أغلق المالكان‎ 


until the owners shut down their establishments: 
Students Seek Service; 5 & 10 Counter Closes,” Norfolk 
Journal and Guide, February 20, 1960. 


of‏ حسمئة طالب مظاهرة سلمية: 
five hundred students staged a peaceful protest:‏ 
Jimmy Knight, “Hamptonians Vow: Jail Will Not Stop‏ 
Student Protests,” Norfolk Journal and Guide, March 5,‏ 
.1960 


نريد أن نلقى معاملة مواطنين أمريكيين: 
“We want to be treated as American citizens”:‏ 
5 


تمضي من باب إلى باب في الأحياء السود: 


walking door-to-door in black neighborhoods: 
Christine Darden, personal interview, April 30, 2012. 


مفعًا بالحياة» بل ومبهور الأنفاس: 
alive, breathless even:‏ 
Hammond interview.‏ 


رواد الفضاء ء يشاركون الطلبة تنظيم نشاطهم الاحتجاجي: 
the astronauts were contributing to the students’‏ 
organizing activities:‏ 


نفسه. 
مع أنني لم أستطع قط العثور على وثائق تؤكد هذاء فكثير من 
asi‏ آن RPR cã Lii pase ere ah‏ 


525 


337 


337 


337 


337 


338 


338 


أعاد... فتح مدارس نورفوك وتشارلوتسفيل وفرونت رويال: 

reopening Norfolk, Charlottesville, and Front Royal 
schools: 
Lenoir Chambers, “The Year Virginia Opened the 
Schools,” Virginian-Pilot, December 31, 1959. 
Chambers, the editor-in-chief of the Virginian-Pilot, was 
awarded the Pulitzer Prize for this and the eleven other 
editorials he wrote over the course of 1959. 


الأماكن الوحيدة في العالم التي لا توفر التعليم العام المجاني: 
“The only ance on earth known not to provide free‏ 

public education”: 

Smith, They Closed Their Schools, 190. Smith’s book is 

perhaps the best historical account of the Prince Edward 

County school situation. 


مارجوري بيدرو وإيزابل مان: 
Marjorie Peddrew and Isabelle Mann:‏ 
Thompson, “Change in Research Organization.”‏ 


اختباراتهم الديناميكية الحوائية واطيكلية Áa‏ عن اختبارات 

seo (Sp الخامات‎ 

aerodynamic, structural, materials, and component tests: 
Hansen, Spaceflight Revolution, 60. 


Jas كان بوسعنا أن نغلبهم» كان يجب أن‎ 
“We could have beaten them”: 
Kraft, Flight, 132. See also Robert Gilruth, interview 
with David DeVorkin and John Mauer, National Air 
and Space Museum, March 2, 1987, part 6, http:// 
airandspace.si.edu/research/projects/oralhistories/ 
TRANSCPT/GILRUTH6.HTM. 


1,2 مليون من ممارسات GLE VI‏ والمحاكاة» والتحقيق: 
million tests, simulations, investigations:‏ 1.2 
“Webb Receives Safety Award.” Air Scoop, June 30,‏ 
.1961 


526 


338 


339 


340 


345 


345 


346 


Ham the chimpanzee: 
Swenson, Grimwood, and Alexander, This New Ocean, 
317. 


5 مليون أمريكي: 


Forty-five million Americans: 


نفسه 
5 ميل فوق الأرض: 

116.5 miles above Earth: 
355 نقسه»‎ 


15 دقيقة و22 ثانية» وغطت 303 أميال: 
fifteen minutes and twenty-two seconds and covered 303‏ 
miles:‏ 


نفسه 


إنني أومن أن هذه الأمة سوف تُلزم نفسها بتحقيق هذا الهدف: 
“I believe a this nation o commit itself”:‏ 


John F. Kennedy, “Urgent National Needs: A Special 
Message to Congress by President Kennedy,” May 25, 
1961, hup:/www.presidency.ucsb.edu/ws/?pid=81 51. 


‘Lases من 8 ألف‎ ú تقتضي‎ 
required a team of eighteen thousand people: 
Swenson, Grimwood, and Alexander, This New Ocean, 
508. 


وصلت تسعة مواقع إلى القائمة القصيرة: 
nine locations made the, short list:‏ 
James Gerimwood, Project Mercury: A Chronology‏ 
(Washington D. C. National Aeronautics and Space‏ 
Adminstration, 1963), 147‏ 


سوف يعاني نقصًا شديدًا في العمالة: 
“was going to be badly understaffed”:‏ 
Harold Beck, “The History of Mission Planning for‏ 
Manned Spaceflight,” unpublished document in author’s‏ 
possession.‏ 


527 


346 


347 


347 


347 


347 


348 


349 


349 


od gb‏ بالانتقال إلى هيوستن: 
asked to transfer to Houston:‏ 
Katherine Johnson, personal interview, September 27,‏ 
.2013 


لتعيين حمس شابات مُؤهّلات»: 


“five qualified young women”: Beck, “History.” 


الفصل الحادي والعشرون: المستقبل من رحم الماضي 


بلغ ارتفاعه 95 ets‏ وقوته 305 مليون حصان: 
ninety-five-foot-high, 3.5-million-horsepower:‏ 
Colin Burgess, Friendship 7: The Epic Orbital Flight of‏ 
John H. Glenn Jr. (New York: Springer Praxis Books,‏ 
.)2015 


آلة كاريكاتورية لروب جولدبرج على قمة كابوس سباك: 
“a Rube Goldberg device on top of a plumber’s‏ 
nightmare”:‏ 

Swenson, Grimwood, and Alexander, This New Ocean, 
411. 


بجريه Viel‏ كل يوم: 
running miles each day:‏ 
Tom Wolfe, The Right Stuff, 128.‏ 


مغادرة الكبسولة في الماء: 
water egress from the capsule:‏ 


“Astronaut Training at Langley,” http://crgis.ndc.nasa. 
gov/historic/Astronaut_ Training. 


مئات من مهام المحاكاة: 
hundreds of simulated missions:‏ 
Kraft, Flight.‏ 


تآمرت حميعًا لتأجيل الموعد: 
conspired to push the date:‏ 
Swenson, Grimwood, and Alexander, This New Ocean,‏ 
.273-83 


528 


349 


350 


رقم الصفحة 
353 


355 


355 


355 


356 


قاوم. ا الحواسب: 
resisted the computers:‏ 
David A. Mindell, Digital Apollo (Cambridge, MA: The‏ 
MIT Press, 2008), 175.‏ 


كان dle‏ أسود اسمه دودلي مكونيل: 


a black scientist named Dudley McConnell: 
Sylvia Doughty Fries, NASA Engineers in the Age of 
Apollo (Washington, DC: NASA, 1992). 


انضمّت إلى مشروع المنطور: 
staffed on Project Centaur:‏ 
Annie Easley, interview with Sandra Johnson, JSC,‏ 
August 21, 2001.‏ 


كان خريجٌ من جامعة هوارد يُدعى ميلبا روي: 
a Howard University graduate named Melba Roy:‏ 
Alice Dunnigan, “Two Women Help Chart Way for the‏ 
Astronauts,” Norfolk Journal and Guide, July 6, 1963.‏ 


عملت هوفر في مكتب الأرصاد الجوية: 
Hoover had worked at the Weather Bureau:‏ 
نفه 
Harel LLL‏ ف pit‏ 
Scout:‏ م calculations that were yee‏ 
Golemba, “Human Computers,” 121.‏ 


“mad scientists”: 
Hansen, Spaceflight Revolution, 345. 


سرعة مبهرة قوامها كيلوبايت في الثانية: 
a blazing | kilobyte per second:‏ 
Saul Gass, “Project Mercury Real-Time Computational‏ 
and Data-Flow System,” IBM, 1961.‏ 


529 


358-357 


360 


360 


360 


361 


362 


363 


366 


proposed blaming it on the Cubans: 
James Bamford, Body of Secrets (New York: Anchor 


Books, 2001) Kindle ed., loc. 1525. 


كومات متنامية في مثل ضخامة دليل الهاتف ممتلئة بأوراق بيانات: 
phone-book-thick stacks of data sheets:‏ 
Johnson interview, September 27, 2013.‏ 


three-orbit mission: 


Swenson, Grimwood, and Alexander, This New Ocean. 


استغرقت Úy‏ ونصف اليوم: 
It took a day and a half:‏ 
Johnson interview, September 27, 2013.‏ 


طلع فجر العشرين من فبراير صحو السماوات: 
February 20 dawned with clearing skies:‏ 
Burgess, Friendship 7.‏ 


5 مليون إنسان: 
One hundred thirty-five million people:‏ 
نفسه 
درجة حرارة تصل إلى ثلاثة آلاف درجة فهرنهايت: 
3,000-degree Fahrenheit temperatures:‏ 
نفسه 
كان بعيدًا بنحو أربعين hee‏ 
off by forty miles:‏ 
نفسه 
رأس > ke‏ الفضائية: 
“our Ace of Space”:‏ 


Izzy Rowe, “Izzy Rowe's Notebook,” Pittsburgh 
Courier, March 10, 1962. 


530 


367 


368 


368 


369-368 


369 


369 


370 


370 


Thirty thousand local residents: 


Hansen, Spaceflight Revolution, 77. 


في موكب من خمسين عربة: 
fifty-car parade:‏ 
نفسه 
في مسار بطول 22 ميلا 
traced a twenty-two-mile route:‏ 
نفسه 


جويليت ابنة كائرين جونسن وكينيث: 
Joylette and Dorothy Vaughan’s son, Kenneth:‏ 
Interviews with Joylette Goble Hylick, Kenneth‏ 
Vaughan, and Christine Mann Darden.‏ 


لافتة تب عليها سبيستاون... الولايات المتحدة: 
sign reading SPACETOWN, USA:‏ 
Hansen, Spaceflight Revolution, 80.‏ 


كائرين جونسن : هي cel‏ وزوجة» وموظفة: 
“Katherine Johnson: mother, wife, career woman!”:‏ 


“Lady Mathematician Played a Key Role in Glenn Space 
Flight,” Pittsburgh Courier, March 10, 1962. 


«لماذا لا يوجد رائد فضاء زنجي؟21: 
“Why No Negro Astronauts?”:‏ 
Pittsburgh Courier, March 10, 1962.‏ 


الفصل الثاني والعشرون: أمريكا للجميع 
“America Is for Everybody”:‏ 
US Department of Labor, April 1963.‏ 


531 


371 


372 


ر الصفحة 
35 


1963: ple من‎ gle حط على طاولة كاثرين جونسن في‎ 
landed on Katherine Johnson’s desk in May 1963: 
John P. Scheldrup to Edward Maher, May 15, 1963, 
NARA Phil. 


L>‏ مواقع المسؤولية»: 
“occupied positions of responsibility”:‏ 
نفسه 
pie‏ المنحنيات القمرية: 
“analyzing lunar trajectories”:‏ 
“America Is for Everybody.”‏ 


في أمريكا الشمالية الإنجليزية سنة :1619 
in English North America in 1619:‏ 
Robert Brauchle, “Virginia Changing Marker Denoting‏ 
Where First Africans Arrived in 1619,” Daily Press,‏ 
August 19, 2015.‏ 
لسنوات» كان يُعتقّد أن جيمس تاون هي أول موطئ قدم للأفارقة 
«البضعة والعشرين» الذين بيعوا عبيدًا لأمريكا الشمالية الناطقة 
بالإنجليزية» لكنّ أبحاثا حديثة كشفت أن سفينتهم رست في أولد 
بوينت كمفورت بهامتن» حيث فورت مونرو اليوم. 
في عام 3 برحلة في 22 مدارًا: 
in 1963 with a twenty-two-orbit flight:‏ 


Swenson, Grimwood, and Alexander, This New Ocean, 
494. 


وجون لويسء وديزي بیتس» وروي ولکنز: 
Dorothy Height, John Lewis, Daisy Bates, and Roy‏ 
Wilkins:‏ 
مع أن النساء لعبن دورًا حاسمًا من وراء الستار في المساعدة على 
تنظيم أحداث اليوم» لم يمنح GY‏ منهن دور بارز في الحديث في 
ذلك اليوم. 
ثلاثمئة ألف شخص: 
three hundred thousand people:‏ 
Branch, Parting the Waters, 878.‏ 


532 


375 


375 


376 


376 


376 


377 


377 


3 العالم كله ملك يديه: 
“He’s Got the Whole World in His Hands”:‏ 
Marian Anderson onstage at the March on‏ 
Washington, 1963, https://www.youtube.com/‏ 
watch?v=2HfNovwcaX8.‏ 


W. E. B. Du Bois had died early that morning: 
Branch, Parting the Waters, 878. 

عزيزتي السيدة فون: 
“Dear Mrs. Vaughan”:‏ 
Floyd L. Thompson to Dorothy J. Vaughan, July 8, 1963,‏ 
Vaughan Personnel File.‏ 


تنال دبوسًا من الذهب والمينا: 
a gold-and-enamel lapel pin:‏ 
نفسه 
القلة البالغة في عدد الزنوج: 
“very few Negroes”:‏ 


Floyd L. Thompson to James E. Webb, December 29, 
1961, NARA Phil. 


حراك اجتماعى واقتصادي: 
“social and economic mobility”:‏ 
Fries, NASA Engineers in the Age of Apollo, loc. 1385.‏ 
أحلام العمل في ناسا: 
with “dreams of working at NASA”:‏ 
نفسه 
نامت كاثرين فعليًا وهي تسوق: 
fell asleep at the wheel:‏ 


Warren, Black Women Scientists in the United States, 
144. 


533 


377 


377 


378 


379 


379 


380 


380 


386 


الفصل الثالث والعشرون: أن تذهب فى بسالة 


مئة أو نحو ذلك من النساء السوداوات: 
a hundred or so black women:‏ 
Johnson interview, September 27, 2013.‏ 


تجثم جماعة منهن أمام الشاشة: 
groups of them perching in front of the screen:‏ 


p 


ستمئة مليون إنسان: 
a total of six hundred million people:‏ 
Scott Christianson, “How NASA’s Flight Plan Described‏ 
the Apollo 11 Moon Landing,” Smithsonian.com,‏ 
November 24, 2015, http://www.smithsonianmag.com/‏ 
us-history/apollo-1!1- flight-plan-180957225/?no-ist.‏ 

أربعمئة ألف: 

four hundred thousand: 
“NASA Langley Research Center’s Contributions to the 
Apollo Program,” n.d., http://www.nasa.gov/centers/ 
langley/news/factsheets/Apollo.html. 


مؤتمر القيادات... في العطلة الأسبوعية: 
the weekend leadership conference:‏ 
“Alpha Kappa Alpha’s 39th Mid-Western Regional‏ 
Conference at LU,” Langston University Gazette, July‏ 
.1969 


6 درجة فهرنہایت: 
degrees in Hampton:‏ 96 
Weather History for Hampton, Virginia, Farmer’s‏ 
Almanac (accessed via Almanac.com).‏ 

انطلقت حافلة بكاثرين وعضوات النادي: 
a car full of sorority members:‏ 
Johnson interview, September 15, 2015.‏ 


534 


رقم الصفحة 
387 


388 


388 


389 


389 


390 


390 


سرب النساء مرتديات الوردي واللأخضر: 
pink-and-green-clad women:‏ 


الوردي والأخضر هما اللونان الرسميّان LIS WY‏ ألفا. 


الشابات الواعدات: 
the most promising young women:‏ 
“Alpha Kappa Alpha’s 39th Mid-Western Regional‏ 
Conference at LU,” Langston University Gazette, July‏ 
.1969 


مركز تدريب وظيفي دائم: 
a full-time job training center:‏ 


oe 


غرف هيلاسايد الثلاثة والثلاثين: 
Hillside’s thirty-three rooms:‏ 
Matt Birkbeck, Deconstructing Sammy: Music, Money‏ 
and Madness (New York: HarperCollins, 2008), 162.‏ 


اشترى... الأرض هو وشريكه اليهودي: 
bought the land with his Jewish business partner:‏ 


Wendy Beech, Against All Odds: Ten Entrepreneurs 
Who Followed Their Hearts and Found Success (New 
York: Wiley, 2002), 204. 


الإعلان عن نفسه: 
The Hillside advertised:‏ 
Meese tals a‏ 
“Pennsylvania’s Famous Resort Hotel HILLSIDE INN‏ 
in the Heart of the Poconos Mountains Air Conditioned‏ 
Rooms, Swimming Pool. Color TV...”‏ 


التحلية بفطيرة البطاطا وخوخة الإسكافي: 
sweet potato pie and peach cobbler for dessert:‏ 
Lawrence Louis Squeri, Better in the Poconos: The‏ 
Story of Pennsylvania’s Vacationland (University Park,‏ 
PA: Pennsylvania State Press, 2002), 182.‏ 


535 


390 


390 


391 


391 


391 


391 


392 


OULD‏ في كليات الجنوب السوداء: 
students at black colleges in the South: Ibid.‏ 
أشعلت شرارة البدء في الساعة 9,37 صباحًا: 
set the candle on fire at 9:37 a.m.:‏ 
CBS News coverage of the launch of Apollo‏ 


Il, July 17, 1969, 2 https://www.youtube.com/ 
watch?v=yDhcYhrCPmce. 


وولتر كرونكايت... برطانة تتواتر فيها اصطلاحات: 
Walter Cronkite to wield the jargon:‏ 
نفسه 
صاروخ «ساتيرن في» العملاق: 
the mighty Saturn V rocket consumed:‏ 
نقفسه 
24 بليون دولار: 
billion:‏ $24 
نفسه 
سوء المعاملة التي لقيّها إيد دوايت: 
perceived mistreatment of Ed Dwight: ~‏ 
Richard Paul and Steven Moss, We Could Not Fail: The‏ 


First African Americans in the Space Program (Austin: 
University of Texas Press, 2015), loc. 1902. 


احتفالا أقامه الاتحاد الوطني لدعم oan‏ وتطويرهم لجمع 
التبرعات لحركة الحقوق المدنية: 
a celebrity NAACP civil rights fund-raiser:‏ 
Nichelle Nichols interview with Neil deGrasse Tyson,‏ 
StarTalk Radio, July 11, 2011, http://startalkradio.net/‏ 
show/a-conversation-with-nichelle-nichols/.‏ 


“her greatest fan”: 


. 


536 


392 


393 


394 


394 


394 


397-396 


399 


399 


واقفة وجها لوجه Eat‏ مارتن لوثر كينج الابن: 
face-to-face with Dr. Martin Luther King Jr.:‏ 
نفسه 
الرابع في سلسلة قيادات السفينة: 
fourth in command of the ship:‏ 
نفسه 
طلبت منه أن يمرّق ورقة الاستقالة: 
asked him to tear up the resignation letter:‏ 
نفسه 
الفضول [Slo‏ كان يغلب الخوف: 
curiosity always bested fear:‏ 
Moore interview.‏ 
ثم أخيرًا في الساعة :10:38 
Then, finally, at 10:38 p.m.:‏ 


CBS News coverage of Apollo 11 lunar landing,” https:// 
www. youtube.com/watch?v=E96EPhqT-ds. 


نيل أرمسترونج أعطى لفرص العودة السالمة إلى الأرض نسبة 
:907 

Neil Armstrong handicapped the odds: 

Neil Armstrong, interview with Alex Malley, 2011, 

https://www.youtube.com/watch?v=jfj2jqpst_Q. 


عليك أن تتوقع إحراز التقدم: 
“You have to expect progress to be made”:‏ 
Johnson interview, December 27, 2010.‏ 


المولودة فى cj‏ زجح فيه أن قويف: 
bom at a time when the odds were more likely:‏ 
US Census, Statistic of the Population.‏ 1920 


537 


399 


400 


400 


401 


401 


403 


تدور حول القمر كل تسعين دقيقة: 
circling the Moon every fifty-nine minutes:‏ 
Richard Orloff, Apollo by The Numbers: A Statistical‏ 
Reference (Washington, DC: National Aeronautics and‏ 
Space Administration, 2005), http://histry.nasa.gov/SP-‏ 
4029/Apollo_ 18-01 General_Background.htm.‏ 


تب امسار لل الريخ: 
plot a course to Mars:‏ 


Johnson interview, January 3, 2011; Harold A. Hamer 
and Katherine G. Johnson, “Simplified Interplanetary 
Guidance Procedures Using Onboard Optical 
Measurements,” Langley Research Center, May 1972, 
NTRS. 


«الجولة الكبرى» بين الكواكب البعيدة: 
“grand tour” of the outer planets:‏ 
J. W. Young and M. E. Hannah, “Alternate Multiple-‏ 
Outer-Planet Missions Using a Saturn-Jupiter Flyby‏ 
Sequence,” Langley Research Center, December 1973,‏ 
NTRS.‏ 
حصلت ماجري حنا وجون يانج على جوائز ناسا للإنجاز عن 
عملههما على هذا البحث. 
See: “Reid Award Committee Selects Best Directorate‏ 
Papers for Honorable Mentions,” Langley Researcher,‏ 
November, 1974, 5: John Worth Young Obituary, http://‏ 


www.memorialsolutions.com/sitemaker/memsol _ 
data/2061/1292572/1292572_2061. 


إبيلوج 
احببت كل يوم من سنوات عمل: 
“l loved every single day of it”:‏ 
Johnson interview, December 27, 2010.‏ 


538 


403 


403 


404 


أعظم إسهام قدمته لليرنا مج الفضائي: 
her greatest contribution to the oes program:‏ 
Johnson interview, September 27, 2013.‏ 


ما الذي تقعله ke‏ تتعطل الحواسب؟: 
So what do you do When the computers go out?:‏ 
Warren, Black Women Scientists in the United States,‏ 


144. 


التقرير الأول من سلسلة تقارير: 
the first of a series of reports:‏ 
Harold A. Hamer and Katherine G. Johnson, “An‏ 
Approach Guidance Method Using a Single Onboard‏ 
Optical Measurement,” NASA Langley Research‏ 
Center, October 1970.‏ 


الفاصل الأرضى: 
with Earth’s terminator: 1‏ 


Nancy Atkinson, “13 Things That Saved Apollo 13, Part 
6: Navigating by Earth’s Terminator,” UniverseToday. 
com, April 16, 2010. 


إن صوتهم يعلو في مديح شابة: 
“They are loud in their praise”:‏ 
James L. Hicks, “Negroes in Key Roles in US Race‏ 
for Space: Four Tan Yanks on Firing Team,” New York‏ 
Amsterdam News, February 8, 1958.‏ 


معهدًا للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يحمل اسمها: 
A STEM institute bearing her name:‏ 
The Alpha Academy in Fayetteville, North Carolina,‏ 
plans to unveil its Katherine G. Johnson STEM Institute‏ 
in 2016.‏ 


أنفقوها على الفقراء: 
“Rockets, moon shots, spend it on the have-nots”:‏ 
James Nyx Jr. and Marvin Gaye, “Inner City Blues,”‏ 
What’s Going On, New York: Sony/ATV Music‏ 
Publishing, 1971.‏ 


539 


406 


407 


407 


407 


408 


409 


411 


: التلوث والتلف البيئى ونقص الطاقة وسباق الت‎ 
“pollution, ecological damage, energy shortages, and the 
arms race”: 
Robert Ferguson, NASA’s First A: Aeronautics from 
1958 to 2008 (Washington, DC: National Aeronautics 
and Space Administration, 2012). 


ملح على جروح: 


4 


155 هائلا Ee‏ بالنقود: 


“salt on the wounds”: 


“big fat money pot”: 

Alan Wasser, “LBJ’s Space Race: What We Didn’t Know 
Then, Part Two,” The Space Settlement Institute, June 
27, 2005, http://www.thespacereview.com/article/401/1. 


إلغاء Get»‏ المتعلق Jal‏ المجاوز لسرعة الصوت: 

cancel its supersonic transport program: 
Christine M. Darden, “Affordable Supersonic Transport: 
Is It Near?” Japan Society for Aeronautical and Space 
Sciences lecture, Yokohama, Japan, October 9-11, 2002. 


لحظة أبولو: 
an “Apollo moment”:‏ 
Hansen, Spaceflight Revolution, 102.‏ 


تُطلق النباح: 
“setting dogs to barking”:‏ 
Lawrence R. Benson, Quieting the Boom: The‏ 
Shaped Sonic Boom Demonstrator and the Quest for‏ 
Quiet Supersonic Flight (Washington, DC: National‏ 
Aeronautics and Space Administration, 2013), 8.‏ 


موت الحيوانات الأليفة وجنون المواشي: 
“death of pets and the insanity of livestock”:‏ 


T نفسه»‎ 


540 


412 


412 


42 


413 


413 


413 


413 


4 مليون راكب: 
million”:‏ 164“ 
“Exploring in Aeronautics: An Introduction to‏ 
Aeronautical Sciences Developed at the NASA Lewis‏ 
Research Center,” NASA Lewis Research Center, 1971,‏ 
l.‏ 


أعلن لانجلى... عن إعادة تنظيم كاسحة: 
Langley announced a sweeping reorganization:‏ 
Edgar M. Cortright, “Reorganization of Langley‏ 
Research Center,” September 24, 1970.‏ 


1965: نزولا من ذروتها البالغة 4485 سنة‎ 3858 dle} 
to a total of 3,853 from its peak of 4,485: 
Hansen, Spaceflight Revolution, 102. 

الاستغلال الروتينى الاقتصادي سریع المردود للفضاء: 
“routine, quick-reaction and economical access to‏ 
space”:‏ 
“Tenth Anniversary of John Glenn’s Space Flight‏ 
Observed,” Langley Researcher, March 3, 1972.‏ 


التحقت [ماري] بفصول فورتران: 
Mary took FORTRAN classes:‏ 
Jackson Personnel File.‏ 


ألقت خطبًا كثيرة للغاية: 
She made so many speeches:‏ 
“Speaker’s Bureau,” Langley Researcher, February 20,‏ 
.1976 
إن علينا أن نفعل شيئًا كهذا: 
“We have to do something like this”:‏ 
“Personnel Profiles,” Langley Researcher, April 2, 1976.‏ 


نظمّت... حفلة تقاعد لكازيميرز تشارنيكى: 

organized the retirement party for Kazimierz Czarnecki: 

“Retirement Parties,” Langley Researcher, December 
15, 1978. 


54] 


414 


414 


414 


415 


416 


416 


417 


417 


كتبت أو شاركت في كتابة اثنى عشر تقريرًا: 
papers to her name: 1‏ 
Mary Jackson, “Mary W. Jackson, Federal Women’s‏ 
Program Coordinator,” LHA, October 1979.‏ 


ta ylo gt وذلك خلاقًا‎ 
This was a contrast with Goddard: 
Dunnigan, “Two Women Chart Way for Astronauts.” 


وضع امرأة عل الأقل: 
“to place a woman in at least one:”‏ 


Edgar Cortright to Grove Webster, “NASA Plans 
to Attract More Qualified Women to Government 
Positions,” June 11, 1971, NARA Phil. 


يقصر لعب النساء فيه على ساعات العمل: 
restricted women to playing during the workday:‏ 
Sharon H. Stack, personal interview, April 22, 2014.‏ 


SNS اصطدمت بالسقف الزجاجى‎ 
she had probably hit the glass ceiling: 
Champine interview. 


wal‏ دورًا حوريًا في جعل المجالس الكشفية الإقليمية المنفصلة: 
instrumental in bringing the separate:‏ 
Mary Winston Jackson Obituary program, February 17,‏ 
in author’s possession.‏ ,2005 


مستشارًا لفرص التوظيف المتساوية: 
equal opportunity employment counselor:‏ 
“Meet Your EEO Counselors: Mary Jackson,” Langley‏ 
Researcher, June 23, 1972.‏ 


اللجنة الااستشارية لبرنامج النساء الفيدرالي في لانجلى: 
Langley’s Federal Women’s Program Advisory‏ 
Committee:‏ 


“Advisory Committee,” Langley Researcher, May 11, 
1973. 


542 


417 


418 


418 


418 


418 


419 


420 


420 


خرافة أن الرجال يتفردون بموهبة تؤهلهم أن يكونوا مهندسين: 
“fantasy that men were uniquely gifted”:‏ 
Fries, “The History of Women in NASA.”‏ 


JS‏ ولد وفتاة أب عنده طائرة: 
“everybody’s daddy had a plane”:‏ 
Gloria Champine, personal! interview, July 23, 2014.‏ 


the “crazy things”: 

Gloria Champine, “XB-15: First of the Big Bombers of 
World War I1,” NASA History website, http://crgis.ndc. 
nasa.gov/historic/XB-15. 

عمل فريق عمل والد جلوريا مع كبير طيّاري الاختبار في ASU‏ وهو ميلفن 
Robert Gilruth:‏ والشاب روبرت جيلروث Melvin Gough:‏ جاو 
لإنتاج تقرير 

“Stalling Characteristics of the Boeing XB-15 Airplane 
(Air Corps No. 35-277), by M. N. Gough and R. R. 
Gilruth. 


يظلون يختبرونك: 
“They kept testing you”:‏ 
Champine interview.‏ 
دماغ صلب وكتفان قديرتان وظهر قوي: 
“hard head and strong shoulders and back”:‏ 


Gloria Champine, interview with Sandra Johnson, JSC, 
May 1, 2008. 


wy‏ لما لقاء: 
marched her over to meet:‏ 
“EEO Highlights,” Langley Researcher, July 20, 1973.‏ 


البعد عن الموظفات السيدات: 
“stay away from the woman stuff”:‏ 
Champine interview, May 1, 2008.‏ 


543 


421 


422-421 


422 


423 


423 


423 


ساعدها ذلك القرار: 
It was a decision that helped her:‏ 
Claudia Goldin, “The Female Labor Force and American‏ 
Economic Growth, 1890-1980,” in Stanley L. Engerman‏ 
and Robert E. Gallman, eds., Long-Term Factors in‏ 
American Economic Growth (Chicago: University of‏ 
Chicago Press, 1986), 557-604.‏ 


(Slo W راقت‎ 
“We always thought it was so cool”: 
Wanda Jackson, telephone interview, February 15, 2016. 


لقد فقد شبه الجزيرة أخيرًا امرأة شجاعة: 
“The Peninsula recently lost a woman of courage”:‏ 
Gloria Champine, “Mary Jackson,” NASA website,‏ 
February 2005, http://crgis.nde.nasa.gov/crgis/‏ 
images/4/4a/MaryJackson.pdf.‏ 


كان أمرًا «قاتلا»: 
It was “deadly”:‏ 
Fries, NASA Engineers in the Age of Apollo, loc. 1741.‏ 
knocked off the board by a black man:‏ 
Christine Darden, The History Makers.‏ 


لاذا يُورّع الرجال إلى المجموعات الهندسية: 
“Why is it that men get placed into engineering groups”:‏ 
Darden interview.‏ 
يعني» لم يسبق أن شكا أحد: 
“Well, nobody’s ever complained”: 1‏ 
نقسه 
Alar >|‏ رياضية تمتازة: 
had been an “excellent mathematician”:‏ 


John Becker, persona! interview, August 10, 2014; 
Golemba, “Human Computers,” 4. 


544 


423 


425 


425 


426 


427 


427 


427 


يصف نفسه بأنه «رجل الجناح»: 
self-described “wing man”:‏ 
“David Earl Fetterman Jr.,” Daily Press, March 5, 2003.‏ 


استغرق العمل ثلاث سنوات: 
It took three years of work:‏ 
Christine M. Darden, “Minimization of Sonic-Boom‏ 
Parameters in Real and Isothermal Atmospheres,”‏ 
Langley Research Center, 1975.‏ 


لما ستون إصدارًا ومحاضرات: 
sixty technical publications and presentations:‏ 
Warren, Black Women Scientists in the United States,‏ 
.78 


سبعة رجال وامرأة: 
seven men and one woman:‏ 
Christine Darden, personal interview, February 12,‏ 
Christine Darden, “Growing Up in the South‏ ;2012 
During Brown v. Board,” Old Dominion University‏ 
Commencement Address, December 15, 2012, http://‏ 
justiceunbound.org/carousel/growing-up-in-the-south-‏ 
duringbrown-v-board/.‏ 


تتقافز بين واجبات والدة فريق | لكشافة البنات: 
“juggling the duties of Girl Scout mom”:‏ 
Warren, Black Women Scientists in the United States,‏ 
.77 


أثار ذكاء كرستين داردن... إعجاب Ly gle‏ تشامباين: 
Gloria Champine admired Christine Darden’s‏ 
intelligence:‏ 
Gloria Champine, personal interview, July 23, 2014.‏ 
تضمّن الأمر ترقية: 
“It involved a promotion”:‏ 
Hammond interview, April 4, 2014.‏ 


545 


428 


428 


428 


429 


429 


429 


431 


> 
أعطِيّ منصب رئاسة القسم لروجر بتلر:‎ 431 
was given to Roger Butler: 
Cortright, “Reorganization of the Langley Research 
Center.” 


431 سارة بولوك - حاسبة الشرق: 
Sara Bullock, the East Computer:‏ 
نفسه 
431 في عام 1971 لم يكن في لانجلي من النساء: 
In 1971, there were still no female:‏ 
نقسه 
BI‏ على مضض» وافقت: 
Only reluctantly did she agree:‏ 
Hammond interview, April 3, 2014.‏ 


546 


مصادر 


مصادر أرشيفية 

Daily Press Archives, Newport News Library, Main Street 
Branch, Newport News, Virginia. Available as microfiche 
only. 

Farmville Herald Archives, Longwood College, Farmville, 
Virginia. Available as microfiche only. 

Hampton University Archives, Hampton, Virginia. 

Langley Research Center Archives, Hampton, Virginia. 

National Aeronautics and Space Administration History Office, 
Washington, DC(NASA HQ). _ http://history.nasa.gov/ 
hqinventory.pdf. 

National Archives and Records Administration (NARA), 
Regional Facilities: 

Philadelphia, Pennsylvania: Records of the National Aeronautics 
and 

Space Administration (RG 255); Records of the US Civil Service 

Commission (RG 146); Records of the War Manpower 
Commission (RG211). 

College Park, Maryland: Records of the National Aeronautics 
and Space Administration; Records of the US Department 


547 


of Education; Records of the Fair Employment Practices 
Commission. 

Fort Worth, Texas: Records of the National Aeronautics and 
Space Administration (RG 255), Project Mercury Working 
Paper Series, nos. 104,106, 191, 207, 212, and 217. 

St. Louis, Missouri: National Personnel Records Center (NPRC). 
NPRC documents for deceased Civil Service employees 
available upon written request. All personnel records cited in 
the text came from this archive. 

West Virginia State University Archives, Institute, West Virginia. 


مصادر من الإنترنت 

Ancestry.com. Ancestry.com was the source for Census Bureau 
data; marriage, birth, and death records; and local telephone 
directories. 

Baltimore Afro-American. Archive accessed through Google 
Books. 

“Hampton Roads Embarkation Series, 19421946-,” US Army 
Signal Corps Photograph Collection, Library of Virginia 
(HRE), http://www. lva.virginia.gov/exhibits/treasures/arts/ 
art-m1]2.htm. 

The History Makers. This searchable video archive is dedicated 
to the oral histories of prominent contemporary African 
Americans. Interviews consulted for the book include Christine 
Darden, Katherine Johnson, Woodrow Whitlow, and James E. 
West; http: //www.thehistorymakers.com/taxonomy/term/7298. 

Johnson Space Center Oral History Project (JSC),http://www. 
jsc.nasa.gov/history/oral_histories/oral_histories.htm. Oral 
histories consulted in this collection include Harold Beck, 
John Becker, Jerry Bostick, Stefan Cavallo, Gloria Champine, 
Beverly Swanson Cothren, Annie Easley, John H. Glenn, Jane 
Hess, Claiborne Hicks, Shirley H. Hinson, Eleanor Jaehnig, 


548 


Harriet Jenkins, Eldon Kordes, Christopher Kraft, Mary Ann 
Johnson, Dorothy B. Lee, Glynn Lunney, Charles Matthews, 
Catherine T. Osgood, Emil Schiesser, Alan Shepard, Milton 
Silveira, and Ruth Hoover Smull. 

NASA History Series publications (NH). NASA’s lineup of 
history publications is nothing short of spectacular. Most, 
including each publication in the list of books below, are 
available for free in PDF and ebook formats athttp://history. 
nasa.gov/series95.html. 

NASA Langley Archives Collection (LAC),http://crgis.ndc.nasa. 
gov/historic/Langley_Archives Collection. The following 
resources were consulted: Langley Employee Newsletters 
(LMAL Bulletin (19421944-); Air Scoop (19451962-); 
Langley Researcher (1963-present)); Langley telephone 
directories; Oral Histories and Interviews (oral histories and 
interviews consulted for the book include Ira Abbott, John 
Becker, Sherwood Butler, T. Melvin Butler, Mary Jackson, 
W. Kemble Johnson, Arthur Kantrowitz, and Pearl Young); 
P-51 Mustang Archives Collection; and Langley Historic 
Site and Building pages. 

NASA Langley Youtube channel. Videos consulted on this channel 
include interviews with Christine Darden, W. Hewitt Philipps, 
Richard Whitcomb, and group interviews with former computers 
(When Computers Were Human and Panel Discussion with 
Women Computers, moderated by James R. Hansen). 

NASA Technical Reports Server (NTRS), http://ntrs.nasa.gov/. 
This fully searchable database contains most of the research 
reports produced by the NACA and NASA from their 
inception to the present day. 

National Visionary Leadership Project (NVLN). This video 
archive houses interviews with prominent African Americans 
over the age of seventy. Interviews consulted include Oliver 
Hill and Katherine Johnson. 


549 


New York Age. Archives accessed through Newspapers.com. 
Norfolk Journal and Guide. Archives accessed through the 
Library of Virginia website, http://www.|va.virginia.gov/. 
Pittsburgh Courier. Archives accessed through Newspapers. 

com. 


حوارات شخصية 


John Becker, Lynchburg, VA. 

George M. Brooks, Newport News, VA. 

Thomas Byrdsong, Newport News, VA; October 4, 2014. 

Gloria R. Champine, Newport News, VA; January 24, 2014; 
April 2, 2014. 

Robert S. Conte, White Sulphur Springs, WV. 

Christine M. Darden, Hampton, VA; May 3, 2012. 

Joylette Hylick Goble, Mount Laurel, NJ. 

Ann Vaughan Hammond, Hampton, VA; April 2, 2014; June 30, 
2014. 

Miriam Mann Harris, Winston-Salem, NC. 

Jane Hess, Newport News, VA. 

Wythe Holt, Hampton, VA: July 20, 2014. 

Wanda Jackson, Hampton; VA. 

Eleanor Jaehnig. 

James A. Johnson, Newport News, VA; June 11, 2011. 

Janice Johnson, Hampton, VA; April 3, 2014. 

Katherine G. Johnson, Newport News, VA; December 27, 
2010; March 6, 2011;March 11, 2011; September 17, 2011; 
September 27, 2011; September 27,2013. 

Edwin Kilgore, Newport News, VA; April 3, 2014. 

Elizabeth Kittrell, Yorktown, VA. 

Kathaleen Land, Hampton, VA; December 19, 2010. 

Janet Mackenzie, October 9, 2015, Newport News, VA. 

Katherine Goble Moore, Greensboro, NC: April 13, 2014; July 
7, 2014;February 7, 2015. 


550 


Christine Richie, Newport News, VA. 

Debbie Schwarz Simpson; September 12, 2012. 
Sharon Stack, Gloucester, VA; April 22, 2014. 
Elizabeth Kittrell Taylor, Yorktown, VA: July 12, 2014. 
Donna Speller Turner, March 8, 2014. 

Kenneth Vaughan, Hampton, VA; April 2, 2014. 
Leonard Vaughan, Hampton, VA; April 23, 2014. 
Michelle Webb, Hampton, VA; February 19, 2016. 
Barbara Weigel, Newport News, VA. 

Jerry Woodfill, Houston, TX. 


تاريخ شفوي مفرَغ 


وثائق غير منشورة 

Beck, Harold. “Project Mercury Planning Activities from 1958 
through 1962,”May 2016. Unpublished document in author’s 
possession. 

Beck, Harold. “Organization Timeline,” May 2016. 

Champine, Gloria. Hes Got the Right Stuff, 2014. 

Fox, Dewey W. A Brief Sketch of the Life of Miss Dorothy L. 
Johnson. West Virginia African Methodist Episcopal Sunday 
School Convention, 1926.Pamphlet in author’s possession. 

Jackson, Mary. Obituary. 

Newsome Park Reunion, September 12, 2005. 

Newsome Park Reunion: The Legacy of a Village, September 6, 2006. 

“Notes on Space Technology,” Langley Research Center, 1958, 
NTRS, http://ntrs.nasa.gov/archive/nasa/casi.ntrs.nasa. 
gov/19740074640. pdf. 

Vaughan, Dorothy. Biography, undated. 


ڪتب ودراسات مختارة 


Anderson, Jervis. A. Philip Randolph: A Biographical Portrait. 
Berkeley: University of California Press, 1986. 


551 


Anderson, Karen. Wartime Women: Sex Roles, Family Relations, 
and the Status of Women During World War II. Westport, CT: 
Greenwood Press, 1981. 

Baals, Donald D. and William R. Corliss. Wind Tunnels of NASA. 
Washington, DC: NASA History Office, 1981. 

Becker, John V. The High Speed Frontier: Case Histories of Four 
NACA Programs, 19201950-. Washington, DC: National 
Aeronautics and Space Administration, 1980. 

Bilstein, Roger. Orders of Magnitude: A History of the NACA and 
NASA, 19151990-. Washington, DC: National Aeronautics 
and Space Administration, 1989. 

Blood, Kathryn. Negro Women War Workers. Washington, DC: 
US Department of Labor, 1945. 

Branch, Taylor. Parting the Waters: America in the King Years 
195463-. New York: Simon & Schuster, 2007. 

Burgess, Colin. Friendship 7: The Epic Orbital Flight of John H. 
Glenn, Jr. NewYork: Springer Praxis Books, 2015. 

Carpenter, M. Scott, Cooper, Gordon L. et al. We Seven by the 
Astronauts Themselves. New York: Simon & Schuster, 1962. 

Chambers, Joseph R. The Cave of the Winds: The Remarkable 
Story of the Langley Full-Scale Wind Tunnel. Washington, 
DC: National Aeronautics and Space Administration, 2014. 

Clauser, F. H. Preliminary Design ofa World Circling Spaceship. 
Santa Monica,CA: RAND Corp., 1947. 

Conte, Robert S. The History of the Greenbrier: America’s 
Resort. Parkersburg, PA: Trans Allegheny Books, 1989. 

Cooper, Henry S. F. Jr. Thirteen: The Apollo Flight That Failed. 
Baltimore: Johns Hopkins University Press, 1995. 

Davis, Thulani. 1959. New York: Grove Press, 1992. 

Deighton, Len. Goodbye Mickey Mouse. New York: Knopf, 
1982. 

Dudziak, Mary L. Cold War Civil Rights: Race and the Image of 
American Democracy. Princeton, NJ: Princeton University 


552 


Press, 2007. 

Engs, Robert Francis. Freedoms First Generation: Black 
Hampton, Virginia,18611890-. Philadelphia: University of 
Pennsylvania, 1979. 

Fairfax, Colita Nichols. Hampton, Virginia. Charleston, SC: 
Arcadia Publishing, 2005. 

Fries, Sylvia Doughty. NASA Engineers in the Age of Apollo. 
Washington, DC: National Aeronautics and Space 
Administration, 1992. 

Gass, Saul I. “Project Mercury Real-Time Computation and 
Data Flow System.” Washington DC: International Business 
Machines Corporation, 196 I .https://www.computer.org/csdl/ 
proceedings/afips/196150590033/00/5059/.pdf. 

Golemba, Beverly E. “Human Computers: The Women in 
Aeronautical Research.” PhD dissertation, St. Leo College, 
1994, available at NASA Cultural Resources,http://crgis.ndc. 
nasa. gov/crgis/images/c/c7/Golemba.pdf. 

Grier, David Alan. When Computers Were Human. Princeton, 
NJ: Princeton University Press, 2005. 

Grimwood, J. M., C. C. Alexander, and L. S. Swenson Jr. This 
New Ocean: A History of Project Mercury. Washington DC: 
National Aeronautics and Space Administration, 1966. 

Hansen, James R. Engineer in Charge: A History of the Langley 
Aeronautical Laboratory, 19171958-. Washington, DC: 
National Aeronautics and Space Administration, 1987. 

Hansen, James R. Spaceflight Revolution. NASA Langley 
Research Center from Sputnik to Apollo. Washington, DC: 
National Aeronautics and Space Administration, 1995. 

Harris, Ruth Bates. Harlem Princess: The Story of Harry 
Delanay $ Daughter. New York: Vantage Press, 1991. 

Herman, Arthur. Freedoms Forge: How American Business 
Produced Victory in World War IT. New York: Random House 
Publishing Group, 2012. 


553 


Holt, Natalia. Rise of the Rocket Girls: The Women Who 
Propelled Us, from Missiles to the Moon to Mars. New York: 
Little, Brown, 2016. 

Hoover, Dorothy. A Layman Looks With Love At Her Church. 
Philadelphia: Dorrance, 1970. 

Kalme, Albert P. “Racial Desegregation and Integration in 
American Education: The Case History of West Virginia 
State College, 18911973-.” PhD dissertation, University of 
Ottawa, 1976. 

Kessler, James H. et al. Distinguished African American 
Scientists of the 20thCentury. Westport, CT: Greenwood 
Publishing, 1996. 

Kraft, Christopher C. Flight: My Life in Mission Control. New 
York: Dutton,2001. 

Kranz, Gene. Failure Is Not an Option. New York: Simon & 
Schuster, 2001. 

Krislov, Samuel. The Negro in Federal Employment: The Quest 
for Equal Opportunity. New Orleans: Quid Pro Quo Books, 
2012. 

Lewis, Earl. In Their Own Interests: Race, Class and Power in 
Twentieth-Century Norfolk, Virginia. Berkeley: University of 
California Press, 1991. 

Margo, Robert. Race and Schooling in the South, 18801950-: An 
Economic History. Chicago: University of Chicago Press, 1950. 

Marsh, Charles F., ed. The Hampton Roads Communities in 
World War ll. Chapel Hill: University of North Carolina 
Press, 19512011/. 

McDougall, Walter A. The Heavens and the Earth: A Political 
History of the Space Age. Baltimore: Johns Hopkins 
University Press, 1997. 

McNeil, Genna Rae. Groundwork: Charles Hamilton Houston 
and the Struggle for Civil Rights. Philadelphia: University of 
Pennysylvania Press, 1983. 


554 


Michener, James A. Space: A Novel. New York: Random House, 
1982. 

Moulton, Forest Ray. Celestial Mechanics. New York: The 
Macmillan Company, 1914. 

Muse, Benjamin. Virginia $ Massive Resistance. Bloomington: 
Indiana University Press, 1956. 

Myrdal, Gunnar. An American Dilemma: The Negro Problem 
and Modern Democracy. New York: Harper, 1944. 

Pearcy, Arthur. Flying the Frontiers: NACA and NASA Experimental 
Aircraft. Annapolis, MD: Naval Institute Press, 1993. 

Phillipps, William Hewitt. Journey in Aeronautical Research: A 
Career at NASA Langley Research Center. Washington, DC: 
National Aeronautics and Space Administration, 1998. 

Phillipps, William Hewitt. Journey into Space Research: 
Continuation of a Career at NASA Langley Research 
Center. Washington, DC: National Aeronautics and Space 
Administration, 2005. 

Powers, Sheryll Goecke. Women in Flight Research at NASA 
Dryden Flight Research Center from 1946 through 
1995. Washington, DC: National Aeronautics and Space 
Administration, 1997. 

Reginald, William. The Road to Victory: A History of Hampton 
Roads Port of Embarkation in World War II. Newport News, 
VA: City of Newport News, 1946. 

Rice, Connie Park. Our Monongalia: A History of African 
Americans in Monongalia County, West Virginia. Terra Alta, 
WV: Headline Books, 1999. 

Roland, Alex. Model Research: The National Advisory 
Committee for Aeronautics, 19151958-. Washington, DC: 
National Aeronautics and Space Administration, 1985. 

Rossiter, Margaret W. Women Scientists in America: Before 
Affirmative Action\9401972-. Baltimore: Johns Hopkins 
University Press, 1995. 


555 


Rouse, Jr. Parke S. The Good Old Days in Hampton and Newport 
News. Petersburg, VA: Dietz Press, 2001. 

Smith, Bob. They Closed Their Schools: Prince Edward County, 
Virginia, 19511964-. Chapel Hill: University of North 
Carolina Press. 1965. 

Sparrow, James T. Warfare State: World War II Americans and 
the Age of Big Government. New York: Oxford University 
Press, 2011. 

Stillwell, Wendell H. X-15 Research Results. Washington, DC: 
National Aeronautics and Space Administration, 1964. 

Warren, Wini. Black Women Scientists in the United States. 
Bloomington: Indiana University Press, 2000. 

Wolfe, Tom. The Right Stuff. New York: Macmillan, 2004. 

Woodbury, Margaret Claytor, and Ruth C. Marsh. Virginia 
Kaleidoscope: The Claytor Family of Roanoke, and Some 
of Its Kinships, from First Families of Virginia and Their 
Former Slaves. Ann Arbor, MI: Ruth C. Marsh, 1994, 

Wright, Gavin. Sharing the Prize: The Economics of the Civil 
Rights Revolution in the American South. Cambridge, MA: 
Harvard University Press, 2013. 


OY las 

Bailey, Martha J., and William J. Collins. “The Wage Gains of 
African-American Women in the 1940s.” National Bureau 
of Economic Research,2004, http://www.nber.org/papers/ 
w10621.pdf. 

Branson, Herman. “The Role of the Negro College in the 
Preparation of Technical Personnel for the War Effort.” The 
Journal of Negro Education, July 1942, 297303-. 

Burgess, P. R. “Uncle Sam’s Eagles Saved Hampton.” Richmond 
Times Dispatch, January 13, 1935. 

Collins, William J. Race. “Roosevelt and Wartime Production: 


556 


Fair Employment in World War 11 Labor Markets.” American 
Economic Review 91, no. 1(March 2001): 27286-. 

Dabney, Virginius. “To Lessen Race Friction.” Richmond Times- 
Dispatch, November 13, 1943. 

Darden, Christine M. “Affordable Supersonic Transport: Is it 
Near?” Japan Society for Aeronautical and Space Sciences 
lecture, Yokohama, Japan, October 92002 ,11-. 

Davis, John A., and Cornelius Golightly. “Negro Employment 
in the Federal Government.” Phy/ on 6, no. 4 (1945): 33746-. 

Dunnigan, Alice A., “Two Women Help Chart the Way for the 
Astronauts.” Norfolk Journal and Guide, July 6, 1963. 

“Four Women ‘Engineers’ Begin Jobs.” Norfolk Journal and 
Guide, May 22,1943. 

Frazier, Lisa. “Searching for Dorothy.” Washington Post, May 
7, 2000. 

“Funeral Services Held for James F. Goble.” Norfolk Journal 
and Guide, December 29, 1956. 

Gainer, Mary E. and Robert C. Moyer. “Chasing Theory to the 
Edge of Space: The Development of the X-15 at NACA 
Langley Aeronautical Laboratory.” Quest Spaceflight 
Quarterly, no. 2, 2012. 

Goldstein, Richard. “Irene Morgan Kirklady, 90, Rights Pioneer, 
Dies.” New York Times, August 1, 2007. 

Gup, Ted. “The Ultimate Congressional Hideaway.” Washington 
Post, May 31,1992. 

Hall, Jacqueline Dowd. “The Long Civil Rights Movement and 
the Political Uses of the Past.” The Journal of American 
History, March 2005, 123363-. 

Hall, Phyllis A. “Crisis at Hampton Roads: The Problems of 
Wartime Congestion, 19421944-.” The Virginia Magazine of 
History and Bibliography, July 1993, 40532-. 

Heinemann, Ronald L. “The Byrd Legacy: Integrity, Honesty, 
Lack of Imagination, Massive Resistance.” Richmond Times- 


557 


Dispatch, August 25,2013. 

Hine, Darlene Clark. “Black Professionals and Race 
Consciousness: Origins of the Civil Rights Movement, 1980- 
1950.” Journal of American History, March 2003, 127994-. 

“Lady Mathematician Played Key Role in Glenn Space Flight.” 
Pittsburgh Courier, March 10, 1962. 

Lawrence, Dave. “Langley Engineer Is Remembered for Part in 
History.” Daily Press, August 21, 1999. 

Lewis, Shawn D. “She Lives with Wind Tunnels.” Ebony 
Magazine, August1977, 116. 

Light, Jennifer S. “When Computers Were Women.” Technology 
and Culture, July 1999, 45583-. 

McCuiston, Fred. “The South’s Negro Teaching Force.” The 
Journal of Negro Education, April 1932, 1624-. 

“Newsome Park to Open Soon; Shopping Center Is Feature.” 
Norfolk Journal and Guide, March 27, 1943. 

Reklaitis, Victor. “Hampton Archive: J. S. Darling: Leader of 
Seafood Industry in Hampton.” Daily Press, August 27, 
2006. 

Rorty, James R. “Virginia’s Creeping Desegregation: Force of 
the Inevitable.” Commentary Magazine, July 1956. 

Rouse, Parker. “Hampton Archive: Early Days at Langley Were 
Colorful.” Daily Press, March 25, 1990. 

Shloss, Leon. “Russia Said to Have Fastest Fighter Plane.” 
Norfolk Journal and Guide, February 18, 1950. 

St. John Erickson, Mark. “No Easy Journey.” Daily Press, May 
1, 2004. 

Stradling, Richard. “Retired Engineer Remembers Segregated 
Langley.” Daily Press, February 8, 1998. 

Thompson, James G. “Should I Sacrifice to Live ‘Half- 
American’?” Pittsburgh Courier, January 31, 1942. 

Uher, Bill. “Tuskegee Airman Reunites with ‘Best Plane in the 
World.’ ”*NASA. gov, June 10, 2004. 


558 


“USO Secretary Weds Navy Man.” Norfolk Journal and Guide, 
November 25,1944. 

Vaughn, Tyra M. “After Civil War, Black Businesses Flourished 
in Hampton Roads.” Daily Press, February 14, 2010. 

Walker, W. R. “Mimosa Crescent, Post-War Housing Project, 
Started.” Norfolk Journal and Guide, July 15, 1944. 

Watson, Denise M. “Lunch Counter Sit-ins: 50 Years Later.” 
Virginian-Pilot, February 15, 2010. 

Weaver, Robert C. “The Employment of the Negro in War 
Industries.” The Journal of Negro Education, Summer 1943, 
38696-. 

“What’s a War Boom Like?” Business Week, June 6, 1942, 22- 
32. 


tme/t_pdf 


559 


عن الكاتبة 


نشات الكاتبة مارجوت لي شيترئي في هامتن 
بفرجينيا حيث عرفت كثيرات من النساء الواردات 
في المحجوبات. هي زميلة مؤسسة ألفريد بي 
سالون» والحاصلة على منحة مؤسسة فرجينيا للعلوم 
الإنسانية عن بحثها فى تاريخ النساء الحاسبات. 
ao‏ لون شار لوول eee‏ 


tme/t_pdf 


560 


غلاف: هنی عبدالرحمن 


HIDDEN FIGURES 


ليس للعبقرية لون. 
ولا للقوة جنس. 
ولا للشجاعة حد 


قبل أن يدور أمريكي حول الأرض. أو يخطو آخر على 
سطح القمر كانت بعض ألمع العقول الأمريكية. التي 
عرفت بالحاسبات البشرية. تدؤن بأقلام الرصاص. 
مستعينة بالآلات الحاسبة البدائية. حسابات توجيه 
الصواريخ وإطلاق رواد الفضاء إلى السماء. ابتداء 
بالحرب العالمية الثانية. ومرورا بالحرب الباردة. ووصولد 
إلى سباق الفضاء. يحكي كتاب المحجوبات حكاية قوية 
وكاشفة. حكاية عن العنصرية والتمييز العرقي 
والانتصارات في هذا العالم. 

قصة حقيقية أسطورية لنساء سوداوات. GLoc‏ 
اختصاصيات في الرياضيات بوكالة الفضاء الأمريكية 
ناسا فأسهمن في تحقيق أعظم jaio‏ فضائي حققته 
الولايات المتحدة على مدار تاريخها. 


GGS‏ تحول إلى فيلم كبير من بطولة تاراجي بي 
هينسن. Lislisgig‏ سبنسر وجانيل مونيه. AAA‏ 
دانست. وكيفن كوستنر. 


at.) telegram 
) @t_pdf